كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 

جوائز متوازنة لروائي "الجونة" الطويل

بقلم: أسامة عبد الفتاح

الجونة السينمائي

الدورة الرابعة

   
 
 
 
 
 
 

** تساؤلات حول تجاهل أفلام مهمة مثل "لن تثلج مجددا" و"حارس الذهب" و"زوجة جاسوس" و"صبي الحوت"

جاءت جوائز مسابقة الأفلام الروائية الطويلة بالدورة الرابعة من مهرجان الجونة السينمائي، والتي أُعلنت في الختام الجمعة الماضية – وإن كانت الدورة استمرت لليوم التالي لعرض الأعمال الفائزة في سابقة بالمهرجانات المصرية – متوازنة إلى حد كبير، وسوف أكتفي هنا بالتعليق عليها لأنني تابعتها كاملة، فيما فاتتني مشاهدة بعض أفلام المسابقتين الأخريين للأعمال الوثائقية الطويلة والأفلام القصيرة.

أهم ملاحظاتي أن هذا التوازن جاء على حساب أفلام مهمة شاركت في المسابقة وحصلت على تقدير النقاد وإعجاب الجمهور، مثل البولندي "لن تثلج مجددًا" للمخرجين مالجورزاتا شوموفسكا وميخال إنجليرت، والروسي "صبي الحوت" لفيليب يورييف، والفيلم الياباني البديع "زوجة جاسوس" لكيوشي كوروساوا.

وتجاهلت لجنة التحكيم تماما الفيلم الأسترالي "الفرن"، أو "حارس الذهب" كما أطلق عليه مسئولو الدورة لسبب لا أعرفه، وهو من تأليف وإخراج رودريك ماكاي، وبطولة الممثل المصري أحمد مالك، في أول فيلم عالمي يشارك فيه، وكان قد عُرض للمرة الأولى خارج مسابقة مهرجان فينيسيا السينمائي في سبتمبر الماضي. وتحمل مالك فيه مسئولية الظهور على الشاشة بلقطات كبيرة تتطلب أداء ردود أفعال صعبة طوال الوقت في معظم مشاهد الفيلم، وتميز في دور مُركّب لهجّان أو راعي إبل أفغاني يؤتى به من بلاده إلى أستراليا في أواخر القرن التاسع عشر نظرا للحاجة إلى الجِمال، ويتورط في الهروب بذهب مسروق مع رجل عصابات خطير عبر الأدغال الأسترالية.

ولا شك أن الفيلم يُعد خطوة حقيقية ومهمة للممثل المصري الشاب نحو العالمية، وتكمن أهميته الحقيقية في أنه يكشف مجددا – وبعد الكثير من الأعمال السابقة المماثلة – كيف قامت "العوالم الجديدة" التي اكتشفها الأوروبيون بالكرة الأرضية على جثث سكانها الأصليين بالعنف والدم والظلم وسلب الثروات، وكيف كانت مسرحا لتناحر وتقاتل العديد من الجنسيات و"الألوان" للحصول على جزء من كعكة ثرواتها الطبيعية وغير الطبيعية، حيث يشارك في الصراع هنا الأنجلوساكسون والصينيون والأفغان والهنود فضلا عن السكان الأصليين بالطبع.

ومقابل التجاهل التام للأفلام التي ذكرتها كلها، منحت اللجنة جائزتها الكبرى، فضلا عن جائزة أفضل ممثلة، للفيلم البوسني "إلى أين تذهبين يا عايدة"، بينما لم يكن يستحق – في رأيي – سوى جائزة الممثلة الرئيسية فقط، ويبدو أنها – أي اللجنة – تأثرت بأجواء المذبحة التي ارتكبها الجيش الصربي في مدينة سربرينيتسا البوسنية عام 1995، فيما كان من الممكن منح الفيلم جائزة واحدة لإفساح المجال لأعمال أخرى تستحق، مع الاعتراف بأن عدد الجوائز التي يمكن منحها لا يتجاوز 6، منها واحدة للفيلم العربي، وليس من بينها جوائز للإخراج والسيناريو، وبأنها – أولا وأخيرا – تخضع لأذواق وحسابات وتوازنات لجنة التحكيم، وهي تختلف من لجنة إلى أخرى، ومن مهرجان إلى آخر.

ومن الذين دفعوا ثمن تلك الحسابات، الممثل السوري يحيى مهايني، الذي أدى الدور الرئيسي في فيلم "الرجل الذي باع ظهره" باقتدار واضح، وبذل فيه مجهودا كبيرا، لكنه خسر – تماما مثل أحمد مالك – جائزة أحسن ممثل لصالح علي سليمان الذي فاز بها عن فيلم "200 متر".. ورغم تميز أداء سليمان، إلا أن كلا من مهايني ومالك لا يقل عنه في المستوى، إن لم يزد.

وفيما يلي القائمة الكاملة لجوائز "الجونة 4":

في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، ذهبت جائزة نجمة الجونة الذهبية إلى فيلم "إلى أين تذهبين يا عايدة؟" للمخرجة ياسميلا زبانيتش، ونجمة الجونة الفضية إلى "حكايات سيئة" للمخرجين داميانو وفابيو دينوسينزو، ونجمة الجونة البرونزية إلى "احتضار" للمخرج هلال بيداروف، وجائزة نجمة الجونة لأفضل فيلم عربي روائي طويل إلى "الرجل الذي باع ظهره" للمخرجة كوثر بن هنية، وجائزة أفضل ممثل إلى علي سليمان عن دوره في فيلم "200 متر"، وأفضل ممثلة ياسنا دوريسيتش عن دورها في فيلم "إلى أين تذهبين يا عايدة؟". ومنحت لجنة التحكيم تنويها خاصا لفيلم "واحة" للمخرج إيفان إيكيتش.

وفي مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، ذهبت جائزة نجمة الجونة الذهبية إلى فيلم "أيام أكلة لحوم البشر" للمخرج تيبوهو إدكينز، ونجمة الجونة الفضية إلى "سوفتي" للمخرج سام سوكو، ونجمة الجونة البرونزية إلى "صائدو الكمأ" للمخرجين مايكل دويك وجريجوري كيرشاو، وجائزة نجمة الجونة لأفضل فيلم عربي وثائقي طويل إلى "جزائرهم" للمخرجة لينا سويلم.

وفي مسابقة الأفلام القصيرة، مُنحت جائزة نجمة الجونة الذهبية إلى فيلم "أن أصبح أمي" للمخرجة جاسمين ترينكا، ونجمة الجونة الفضية إلى "حدود الأزرق" للمخرج إيفان ميلوسافليفيتش، ونجمة الجونة البرونزية إلى "أقمشة بيضاء" للمخرج مولي كين، ونجمة الجونة لأفضل فيلم عربي قصير إلى "ستاشر" للمخرج سامح علاء، والذي فاز بالسعفة الذهبية للفيلم القصير بمهرجان "كان" 2020 الخميس الماضي.

أما جائزة "سينما من أجل الإنسانية"، التي يمنحها جمهور المهرجان لفيلم يُعنى بالقضايا الإنسانية، فذهبت إلى فيلم "200 متر" للمخرج أمين نايفة، وجائزة لجنة تحكيم "نيتباك" لأفضل فيلم آسيوي لفيلم "احتضار" للمخرج هلال بيداروف، وجائزة لجنة تحكيم الاتحاد الدولي للصحافة السينمائية لأفضل فيلم عربي لفيلم "200 متر" للمخرج أمين نايفة.

 

جريدة القاهرة في

03.11.2020

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004