كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 

إيمان كمال تكتب:

قضايا وهموم الوطن والإنسانية فى أفلام وندوات الجونة السينمائى

الجونة السينمائي

الدورة الرابعة

   
 
 
 
 
 
 

5 لقطات من فعاليات الدورة الرابعة

استطاع مهرجان الجونة فى دورته الرابعة كسر حالة الجمود التى شهدها العالم مؤخرا بتأجيل العديد من الفعاليات السينمائية والثقافية الكبرى من أجل النجاة من فيروس كورونا، ومع عودة الحياة لطبيعتها وبعد انعقاد دورة مهرجان فينيسيا جاء القرار بعدم تأجيل الدورة الجديدة للجونة والذى نجح ليس فقط فى تقديم أفلام جيدة تحمل قضايا إنسانية مهمة، لكن أيضا الدورة تميزت أيضا بالندوات والجلسات النقاشية الثرية ليعيش الحضور 11 يوما مليئين بالزخم الفنى والثقافى.

1- منة شلبى: قدمت هموم المرأة فى أفلامى

فى جلسة نقاش عن تمكين المرأة أدارتها الإعلامية ريا أبى رشد وشارك فيها المخرجة جيهان لطاهرة والمخرجة نجوى نجار والفنانة الهندية ريشا شاهداه والمخرجة دوروثى میریام كلو والفنانة منة شلبى التى قالت بأنها شاركت فى أكثر من تجربة فنية مع عناصر نسائية، منها فيلم «أحلى الأوقات» وفيلم «نوارة» وأشارت بأنها استمتعت بالعمل مع النساء كثيراُ فعملت مع مخرجات وكاتبات موهوبات، لكن لدينا مشكلة أن النساء ليس لديهن السلطة لاتخاذ القرار.

وتابعت قائلة: لا أكتفى بالدور الذى أقدمه ما يهمنى هو العمل ككل، وقدمت بعض الأدوار عن شخصيات نسائية كل منها يحمل هما إنسانيا وكل منها يعكس صورة شخصية ما من المجتمع، فأنا أشعر بالمسئولية خلال تقديمى لنموذج المرأة العربية وعندما أتقمص شخصية أتحول بالفعل لشخصية أخرى بكل أحاسيس السينما.

واختتمت حديثها قائلة بأن لدينا ممثلات رائعات كسرن تابوهات فى أعمالهن والمهم أن ندعم بعضنا البعض فى الصناعة، وبأنها لا تهتم بمساحة الدور قدر ما يشغلها تأثيره فى العمل فالدور الجيد هو ما يجذبها حتى لو لم تكن بطلة.

2- الفلسطينية «مى عودة» أفضل موهبة عربية

تسلمت المنتجة الفلسطينية مى عودة جائزة مجلة variety كأفضل موهبة عربية فى الشرق الأوسط، حيث سلمها مدير المهرجان انتشال التميمى الجائزة.

وقالت مى عودة: «أعتبر الجائزة واحدة من أهم الجوائز فى مجال السينما حول العالم، وسعيدة بتسليمها لى فى مهرجان الجونة السينمائى، المهرجان الذى احتضن مشروع فيلم»200 متر»، عندما كان عبارة عن مشروع فى نسخة أولية».

وأضافت: «سعيدة جدا لأننى امرأة منتجة، ولأول مرة أقوم بإنتاج فيلم طويل، وفخورة بأن هناك تقديرا لدور المنتج، حيث تجرى العادة على إعطاء التقدير للمخرج بشكل أكبر، وأتمنى أن تعطى بلادنا العربية والفلسطينية اهتماما أكبر للسينما فهى السلاح الذى يروى قصتنا فى ظل الظروف التى نمر بها فى عالمنا العربى.

3- ياسمين صبرى بطلة الـ «تريند»

محاولات البحث عن «تريند» خلال فعاليات الجونة لا تنتهى، والبحث عن نجم أو نجمة مثيرة للجدل، وهو ما جعل ياسمين صبرى هى بطلة «تريند» السوشيال ميديا خلال المهرجان بالتصريحات التى قالتها، فحين سألت ياسمين عن الشخصية التى تتمنى تقديمها قالت أحب أن أقدم أعمالا عن المرأة ولكن «مش قضية أوى» ولكن ما يهم المرأة، وحين عبرت عن 2020 فى كلمة اعتبرت أنه عام جميل، وأخيرا قالت بأنها تحضر أفلاما إذا كان هناك مساحة أو وقت لذلك.

لم يرحب عالم السوشيال ميديا بتصريحات ياسمين، وفى الحقيقة إذا صرحت الفنانة الشابة قائلة «أحب تقديم قضية عميقة عن المرأة» لن يتغير الوضع فكانت ستنال أيضا نفس القدر من السخرية وسيتهمها الكثيرون بأنها تحاول الظهور كشخصية عميقة، فى الحقيقة لم تخطئ ياسمين صبرى فهى تعبر عن عالم مختلف وأشخاص آخرين، تعبر عن جيل من المراهقين لديهم مشاكلهم الشخصية (غير العميقة)، فعفوا جمهور السوشيال ميديا يوجد عالم مختلف له اهتماماته.

4- أحمد مالك على خطى عمر الشريف العالمية

فى مقال للأستاذ طارق الشناوى عن فيلم «حارس الذهب» شبه خطى أحمد مالك نحو السينما العالمية بتجربة الفنان الكبير الراحل عمر الشريف، واتفق تماما مع هذا التشبيه، فأحمد مالك منذ بداياته قبل سنوات ومن عمل لعمل لا يهتم كثيرا بمحاولات هدم موهبته بل يعمل على تطويرها، وفى الحقيقة أرى بأن مالك من الوجوه المشرفة فوجوده مؤخرا كنجم مصرى فى مهرجان فينيسيا بعرض فيلمه «حارس الذهب» والذى يشارك أيضا فى المسابقة الرسمية لمهرجان الجونة فى دورته الرابعة، وأتوقع وأتمنى فى نفس الوقت أن يحصل مالك على جائزة فهو يستحق.

فيلم حارس الذهب هو للمخرج رودريك ماكاى وتتناول فكرته الجدل بين المقدسات والمدن وتدور أحداثه فى نهايات القرن التاسع عشر.

5- ريا أبى راشد فى ندوة الأطفال اللاجئين

اهتماما بالجلسات النقاشية أدارت الإعلامية ريا أبى راشد ندوة بعنوان «الأطفال مهمون» حضرها كريم اتاسى ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين فى مصر، والفنانة كندة علوش وشهد أيضا مشاركة افتراضية للمخرجة اللبنانية نادين لبكى وحضرتها أيضا الفنانة بشرى رزة المؤسس المشارك للمهرجان.

الندوة ركزت على الأطفال اللاجئين وناشدت خلالها كندة علوش بضرورة استخدام منابر التواصل الاجتماعى، لنشر الوعى عن قضية اللاجئين، منادية الأمم المتحدة بنشر فكرة العمل التطوعى خاصة وسط الأجيال القادمة.

بينما تحدثت نادين لبكى عن أهمية دور السينما فى تسليط الضوء على قضية العنف ضد الطفل.

وتقول ريا أبى راشد عن إدارتها للندوة بأن الوطن العربى لديه الكثير من الدراما، وخاصة الأطفال، لذلك يجب أن نجتمع جميعاً، من أجل المشاركة فى مساعدتهم، واستغلال نفوذهم كمشاهير فى إلقاء الضوء على معاناتهم، أما الجلسة الثانية فكانت تخص تطوير أدوات النساء فى الوطن العربى والعالم بالكامل، وتحديداً بعد تدهور أحوالهم فى السنوات الماضية، وتخفيض رواتب العمالة من النساء.

 

3 أفلام عن اللاجئين والهجرة والجدار العازل

1- «الرجل الذى باع ظهره» تجربة جريئة غير تقليدية

لا تزال قضية اللاجئين تشغل بال المبدعين فى الوطن العربى، وفى العالم أيضا، وفى فيلم المخرجة التونسية كوثر بن هنية تتناول قضية اللاجئين لكن بشكل غير تقليدى من خلال شخصية الشاب السورى سام الذى يترك بلده سوريا ويعيش فى لبنان، وفى نفس الوقت يحاول السفر إلى باريس من أجل اللحاق بحبيبته لكنه فاقد لوثائق السفر الخاصة به.

ولكن تتغير حياته حين يتعرف على فنان معاصر أمريكى، فيبدأ بطل الفيلم فى استغلال «ظهره» لعرضه فى الفضاءات الفنية بعد أن يتعرف على ثريا –مونيكا بيلوتشى - وهى المسئولة عن تنظيم تلك المعارض، فتحاول كوثر بن هنية إلقاء الضوء عن معاناة اللاجئين فى التنقل أو كما قالت فى أحد تصريحاتها بأن البضائع يمكنها التنقل بسهولة وحرية فى العالم ولكن ليس البشر.

ويعتبر الفيلم أول ظهور لمونيكا بيلوتشى فى السينما العربية بعد أن زارت تونس فى عام 2019 وبالفعل صورت مشاهدها فى العاصمة التونسية، وكانت رحبت بالمشاركة بعد أن شاهدت فيلم بن هنية «على كف عفريت».

2- «200 متر» الإبداع من رحم المعاناة

لا يمكن تخيل التجربة إلا لمن عاشها، تحويل المعاناة الشخصية والحياتية إلى عمل فنى بديع هو ما تمكن من المخرج الفلسطينى أمين نايفة فى فيلمه «200 متر»، والذى عرض فى الدورة الـ76 لمهرجان فينيسيا السينمائى، وعرض مؤخرا ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان الجونة السينمائى الذى دعم الفيلم فى بداياته من خلال «منصة الجونة» والتى قدمت للفيلم 5 آلاف دولار لتطوير المشروع.

الفيلم يكشف لنا عن المعاناة التى يعيش بها الفلسطينيون بسبب الجدار العازل وهى معاناة عاشها مخرج الفيلم بشكل شخصى فقال فى الندوة التى أقيمت للعمل بأن الجدار العازل فصل بين منزل والدته ومنزل أخواله رغم أن المكان لا يبعد أمتارا قليلة، فأصبحت والدته تعيش فى جانب الاحتلال رغما عنها.

وفى الفيلم يعانى البطل مصطفى من الجدار الذى يفصله عن زوجته وأبنائه فحتى حينما يمرض ابنه الصغير يحاول عبور الجدار لكن دون جدوى، فيعكس الفيلم المعاناة التى يعيش بها الفلسطينيون على أرضهم، فـ200 متر تفصل بين الأب وابنه المريض تكشف لنا عن تلك المعاناة.

3- «ميكا».. الحرية ليست فى تغيير المكان

ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة ينافس فيلم «ميكا» –المغرب، فرنسا، بلجيكا- للمخرج إسماعيل فروخى، ومن بطولة صبرينا وزانى، وعز العرب الكغاط، والطفل بطل الفيلم «زكريا عنان».

الحلم والبحث عن الحرية من خلال «الهجرة» هو الحلم الذى يتسع ليشمل الطفل ميكا فهو حلم لا يقتصر على الكبار فقط، فميكا الذى يعيش فى مدينة مكناس الفقيرة حياة صعبة مع أبوين مريضين ويعانى من وضع اجتماعى صعب يقرر البحث عن عمل من أجل توفير المال اللازم للهجرة عبر البحر لأوروبا.

يعمل ميكا فى نادى التنس فى مدينة كازبالانكا، ويلفت أنظار مدربة التنس «صوفيا» التى تشعر موهبته وتبدأ فى تدريبه ليتغير مسار حياته، فيدرك بأن تغيير المكان ليس هو الهدف أو الحلم الحقيقى فالفيلم ينتصر للأمل وكيف يمكن للإنسان أن يغير مصيره.

 

الفجر الفني المصرية في

31.10.2020

 
 
 
 
 

تغطية خاصة بـ" العالم ":

أنشطة موازية للعروض السينمائية في مهرجان الجونة 2020

الجونة ـ عدنان حسين أحمد

يحفل مهرجان الجونة السينمائي بدورته الرابعة بعدد كبير من الأنشطة الموازية للعروض السينمائية من بينها ست حلقات نقاشية أبرزها حلقة نقاش "المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومؤسسة ساويرس: الأطفال مهمون"،و "الإعلام الرقمي في ضوء وباء عالمي"، و"المساواة والإتاحة: تغيير السردية الهوليوودية" لكننا سنركز في هذه التغطية على ثلاث ندوات فقط كي نحيط القرّاء الكرام بطبيعة الأنشطة والفعّاليات الأخرى وأولى هذه الأنشطة هي ندوة "تمكين النساء بواسطة السينما" التي انعقدت يوم 26/ 10/ 2020 في صالة أوديماكس في الجامعة الألمانية بمدينة الجونة، وضمّت المخرجة جيهان الطاهري، والمخرجة نجوي نجار، والنجمة منّة شلبي، و صانعة الافلام دورثي مايرامي كيلّو فيما أدارت الندوة الإعلامية المتمكنة والمفوّهة في اللغة الإنكَليزية ريا أبي راشد. أشارت المخرجة اللبنانية جيهان الطاهري التي تحمل الجنسيتين المصرية والفرنسية "بأنَّ أن هناك ارتفاعًا في عدد المخرجات ولكن ليس هناك مُصوّرات أو منتجات لديهن قرار في صناعة السينما أو مهندسات صوت وغيرها من المهن، مشيرة إلاّ أن هناك أسماءً كبيرة من النساء تتصدر المشهد ولكن التمويل هو الأصل، وهناك حلقة مفقودة لأن المرأة منسية من التواجد كصانعة قرار ويجب أن تخلق النساء واقعًا بديلاً ليتلاشي الواقع القديم". جدير ذكره بأنّ الطاهري أنجزت عددًمن الأفلام المهمة من بينها "القرآن والكلاشينكوف"، "وراء قوس قزح" و "الفراعنة المعاصرون في مصر".

تعزيز مكانة المرأة في المجتمع

المخرجة الفلسطينية نجوى نجّار المولودة في واشنطن عام 1973، أدلت بدلوها وقالت: "نحاول في فلسطين بشكل جاد أن تكون هناك نسبة 50٪  من فريق العمل من الإناث وليس فقط لشغل مكان وإنما لكفاءتهنَّ بعد تلقيهنَّ تدريبًا للانخراط بقوة في مجال صناعة السينما، وهناك مُصوّرات ولكن لدنيا فجوة فلا نرى كثير منهن كاتبات أو ممثلات في النصوص السينمائية إلا في أدوار تدعم الرجال ونحن في حاجة لنصوص تتناول نساء ناضجات وأدوار تعزز من مكانة المرأة". أنجزت نجوى نجار عددًا من الأفلام نذكر منها "المُرّ والرمّان" و "عيون الحرامية" و "بين الجنّة والأرض". فيما أكدّت صانعة الأفلام دورثي مايرامي كيلّو أنها تشارك في مبادرة راويات وهو تجمع نسائي من 9 شخصيات نسائية يجتمعن معًا ويساعدن بعضهن بعضًا في صناعة الأفلام ويقدمن لبعضهن نصائح لتقديم أفلامهن، مضيفة "إلى أنه من المهم تشجيع الأصوات الصاعدة والناشطات".

الإناث لا يُمنحنَ سلطة القرار

من جهتها صرّحت النجمة الشابة منّة شلبي:" استمتع بالعمل مع النساء وسبق وعملت مع المخرجة هالة خليل والمخرجة كاملة أبو ذكري ووسام سليمان ولكن لدينا مشكلة أن الإناث لا يمنحنَ سلطات إتخاذ القرار"، وأضافت منّة قائلة: "كنت محظوظة بتقديم أدوار قوية في أفلام مثل "أحلى الأوقات" مع حنان ترك وهند صبري وفيلم "نوّارة" ولكن المجتمع لا يقبل تمثيل امرأة قوية". جسدّت منّة العديد من الأدوار الهمة من بينها "الساحر"، و "بحب السيما"، "و "بنات وسط البلد"، و"تراب الماس" وما سواها من الأفلام الراسخة في ذاكرة المتابعين للفن السابع.

تحسّن كبير في وضع المرأة في السينما الهندية

وفي ختام الندوة قالت النجمة الهندية ريشا شادا:" أن السينما الهندية في العشرة أعوام الأخيرة بدأت تأخد منحىً أكبر في تمثيل المرأة وذلك استجابة متاخرة للعولمة، والآن وبسبب المنصّات الرقمية أصبح الأمر مختلفًا خاصة وأنهم لا ينظرون إلى شباك التذاكر وبالتالي تكون هناك فرصة لتقديم أفلام مختلفة ومغايرة والاعتماد على وجود المرأة بشكل مختلف، ولكن بشكل عام هناك تحسّن كبير في وضع المرأة في السينما الهندية". ومعروف عن الفنانة ريشا تشادا مشاركتها في 25 فيلمًا أبرزها "عصابات واسيبور"، الذي اخترقت فيه الوسط السينمائي الهندي الواسع، كما حققت شهرتها الكبيرة في فيلم "الكُسالى"، ثم توالت أفلامها الأخرى لتعزز شهرتها الفنية مثل "كلمات مع الآلهة"، و "مسرحية من الرصاص" المقتبسة عن مسرحية "روميو وجولييت" الذائعة الصيت لشكسبير.

إتاحة الفرصة لخيال المُشاهد

حظي فيلم "200 متر" للمخرج الفلسطيني أمين نايفة بندوة متفردة بعد عرضه العربي الأول ضمن فعاليات المهرجان أدارتها الناقدة علا الشافعي التي عرّفت الحضور بمنجزات المخرج التي تتمثل بـ "زمن معلّق" 2014 و "العبور" 2017 وقد سبق له أن نال درجة الماجستير من مؤسسة البحر الأحمر لفنون السينما في الأردن. وبما أنّ هذا الفيلم يثير إشكالات محددة تتعلق بوجود شخصية إسرائيلية في الفيلم الأمر الذي دفع المخرج لتوضيح هذا الإشكال. بدأ أبو نايفة الحديث عن تجربته في كتابة السيناريو قائلاً:" استغرقت عشر سنوات في كتابة العمل، عندما كنت أدرس السينما، إذ طلبت منّا معلّمة صَفّ الكتابة، تحضير ثلاث أفكار لاختيار فكرة واحدة في نهاية المطاف يتم العمل على تطويرها بحيث نحملها معنا بعد التخرج، ونُحَوّلها إلى فيلمٍ ذات يوم. "200 متر" كان واحدًا من هذه الأفكار لكني كتبتُ أول نسخة احترافية للفيلم في العام 2013، وطوال هذه المدّة عملت على تطوير النص والسيناريو باستمرار حتى خَرَجَ على ما هو عليه في رحلةٍ تخللتها محطات ما بين صعود وهبوط لم تخلُ من اكتئاب أحيانًا لشعوري بأنه لن يرى النور بسبب الصعوبات التمويلية". 

وفيما يتعلق بإقامته في الجانب الإسرائيلي قال:" عشت طفولتي مع والدتي في قرية فلسطينية ولكن الآن هي تعيش في الجانب الإسرائيلي، فقبل عام 2005 كانت الحياة أسهل ولكن بمجرد بناء الجدار العازل بدأت السيطرة والهيمنة والقمع من الجانب الإسرائيلي، فجأة أصبح الوصول لبيت أخوالي صعبًا رغم أن المسافة بالسيارة 20 دقيقة". وهذا ما لمسناه في الفيلم أيضًا. وأضاف أبو نايفة قائلاً:" في ظل الظروف الراهنة أصبح الحصول على الجنسية الإسرائيلية مستحيلاً، لأنه في السابق كان متاحًا والناس تلجأ لهذا الحل لحياة أسهل بالنسبة للتعليم والتأمين الصحي". وقد استفسر أحد الحضور عن وجود شخصية إسرائيلية في الفيلم يتنافى وجودها مع طبيعة العمل الذي ينتقد سلوك الدولة الإسرائيلية في طريقة تعاطيها مع المواطنين الفلسطينيين فأجاب:" أنا لم أقل إن شخصية الفتاة في الفيلم إسرائيلية، بل تركتها لخيال المشاهد"، وذكر بأن معاناة الفلسطينيين كبيرة إلى درجة لا تصدق "ففي أحد الأيام ذهب عريس إلى فرحه في صندوق السيارة!"

وعلى الصعيد الشخصي فقد وُلد أبو نايفة في مستشفى إسرائيلي ولديه شهادة ميلاد تؤكد ذلك وكان بإمكانه الحصول على الجنسية الإسرائيلية لكنه لم يفعل ذلك لأنه يحب بلاده التي ينتمي إليها ولا يجد ضيرًا في تحمّل الصعاب والمشقات التي جسّدها هذا الفيلم الذي تتكرر ثيمته كثيرًا في العديد من الأفلام الفلسطينية لكن المعالجة كانت مختلفة، وأداء الشخصيات كان مُبهرًا وعلى رأسها شخصية الفنان الدؤوب علي سليمان والممثلة الإيطالية آنا أونتر بيرغر التي سبق وأن شاهدناها في فيلم "الثعلب القديم" الذي تألقت فيه ونالت إعجاب الجمهور.

جُرعة قوية من الأمل

خصص القائمون على الدورة الرابعة لمهرجان الجونة ندوة نوعية للفنان الفرنسي من أصول مغربية سعيد تغماوي الذي قال في معرض حديثه بأنّ علينا أن نتعايش مع كوفيد 19 ولا يُعقل أن ننسحب من الحياة كليًا بينما يؤكد طاقم المهرجان برمته على ضرورة تواصل الحياة واستمرارها. لابد من الإشارة إلى أنّ تغماوي من مواليد سين سانت دينيس عام 1973لعائلة مكوّنة من عشرة أطفال. ترك تغماوي المدرسة في سن السابعة عشرة وانضمّ إلى عالم الملاكمة.

ذكر الممثل العالمي سعيد تغماوي خلال المؤتمر الذي نظّمه مهرجان الجونة على هامش منحه جائزة عمر الشريف التي أقيمت في قاعة أوديماكس "إنه فخور بوجوده في الجونة، واصفًا ما يحدث في العالم بسبب فيروس كورونا بالجنون، موجهًا التحية لمهرجان الجونة باعتباره الأول في المنطقة الذي ينطلق بهذا الحجم، موضحًا أن العالم أوقف الرياضة والسينما وكل شئ وبدأت فرنسا في وضع قيود الإغلاق من جديد". وأشار إلى أنّ خاله قد مات بسبب فيروس كورونا وأن أمه لم تستطيع وداعه أو الصلاة عليه. ومضى إلى القول بأنه " يجب أن نتعلّم كيف نتعايش مع المرض مثلما يحدث الآن في الجونة ومصر، موضحًا أنّ على كل شخص ضرورة الحفاظ على نفسه بارتداء الكِمامة والتباعد ولكن يجب أن نتعايش مع هذا الفيروس". وأثنى تغماوي على مهرجان الجونة الذي يمكنك أن تقابل فيه العديد من المواهب بينما يظل مهرجان "كان" سوقًا للأفلام وواجهة سياحية رغم أهميته الكبيرة في المشهد السينمائي العالمي. وتمنّى على مهرجان مراكش أن يحذو حذو الجونة في التعايش مع المرض كي تظل الحياة مستمرة من دون أن ننسحب إلى بيوتنا ونعيش في عزلة قاتلة مُعطيًا بذلك جرعة قوية من الأمل.

نوّه تغماوي إلى أنه قد تلقّى 1000رسالة بعد تكريمه لكنه لم يستطع قراءة أكثر من 100 رسالة وكان غالبية المُرسلين فخورين بما وصل إليه وأكدّ بأنّ "أي شخص يؤمن بما يفعل سيصل إلى ما يريد إذا كانت لديه موهبة ويسعى لتحقيق أحلامه". وأشار تغماوي إلى "أنّ عمر الشريف كان أول من اقتحم العالمية و قدّم العديد من الأدوار  وأنه كبُر مع أفلامه ومقابلته كانت في حد ذاتها إنجازًا كبيرًا". لابد من الإشارة إلى أنّ تغماوي قد شارك في العديد من الأفلام المهمة مثل "ثلاثة ملوك"،و "عدّاء الطائرة الورقية"، و "نقطة أفضلية"، و "أخي الشيطان"، و "علي زوّا"، و "الخبز الحافي" وما سواها من أفلام روائية راسخة في الذاكرة الجمعية لمتابعيه ومحبيه من الجمهورين الفرنسي والعربي.

 

العالم العراقية في

01.11.2020

 
 
 
 
 

«أخشى أن أنسى وجهك» يحصد سعفة «كان» الذهبية!

طارق الشناوي

عدة إنجازات حققها لمصر الفيلم الروائى القصير (ستاشر) الذى يحمل أيضا اسم (أخشى أن أنسى وجهك).. حصولنا على جائزة السعفة الذهبية من (كان) بعد عرضه افتراضيا، وهو أيضا ما أنجره قبل ثلاثة أسابيع فى مهرجان (موسكو)، واقتنص أفضل فيلم وصار مؤهلًا فى 25 إبريل القادم ليرشح بقوة لجائزة (أوسكار) أفضل فيلم أجنبى قصير، ليضعنا لأول مرة أيضا على خريطة جوائز (الأوسكار)، على مدى أكثر من 60 عاما، نشارك فى مسابقة أفضل فيلم أجنبى ونخرج دائما بلا حتى تنويه.

الفيلم تقدم به مخرجه سامح علاء لمهرجان (الجونة)، الذى أعلنت جوائزه ليلة أمس، وأتصور أنه سيحصل على الجائزة.. شاهدته قبل أيام داخل مسابقة الأفلام القصيرة.

عرفت مصر الطريق إلى (كان) مع أولى دوراته التى أقيمت عام 1946، ورغم ذلك لم يسبق لنا الحصول على أى جائزة بعد مشاركات رسمية تعدت الرقم 25.

ترددت أسماء أفلامنا كثيرا فى المهرجان وبلا تتويج حقيقى، حتى جائزة يوسف شاهين عام 1997 فى اليوبيل الذهبى للمهرجان، ورغم تنافسه وقتها داخل مسابقة الفيلم الطويل بـ(المصير)، إلا أن الجائزة حصدها عن مجمل أعماله بمناسبة (خمسينية) المهرجان، باعتباره - ولا يزال طبعا- أحد أهم عناوين السينما العربية فى العالم.

لو كان يوسف شاهين بيننا لأقام سرادق فرح لحفيده سامح علاء، ليس فقط بسبب الجائزة، ولكن للجمال التعبيرى وخصوصية الطرح السينمائى، كل تفاصيل فيلم (ستاشر) مكثفة ومقننة لكى تصل الرسالة بلا أى ثرثرة وبعمق وشاعرية وبلاغة فى الصورة لا تتكئ على الكلمة إلا للضرورة الحتمية، فى البداية عبر الهاتف (المحمول) نرى الشاب وهو يتحدث، ونستمع إلى صوتها وهى تقول إنها أخذت التليفون خلسة من أمها، هل ضبطتها من قبل وتعاقبها بمصادرة التليفون؟!، لا يهم أبدا الإجابة القاطعة، ثم نستمع إليها وهى تقول له: (وحشتنى)، لنكمل نحن باقى الحكاية، نعلم أنهما لم يلتقيا قبل زمن، ولا تعنينا أيضا الإجابة، ثم يقدم لنا المخرج والدة الشاب وهى ترتدى النقاب فى طريقها للشارع.

نشاهده وهو يفتش فى الغسالة البدائية، اختيارها على هذا النحو يرسم لنا البيئة الاجتماعية والاقتصادية التى يعيش فيها الشاب، ثم ننتقل فوق السطح ونتابع بعينيه الغسيل المنشور، ويختار النقاب والقفاز ويذهب إلى حبيبته.

فى الأتوبيس المزدحم، ثم الشارع، لا نسمع صوته وهو يتقدم الصفوف حتى يصل للبيت، نرى جموعًا بشرية فى الطريق إلى الشقة، نكتشف عندما يصعد للصالة أنه الموت، ثم ينتقل لغرفتها فى الوداع الأخير، وهى مسجاة على السرير، ولا نرى غير وجهها فى انتظار سيارة الموتى، ولم يمنحنا الفيلم أكثر من تلك اللقطات، قبلة على جبين البنت ونظرة عميقة تتأمل وجهها الطاهر، لنستعيد دلالة العنوان (أخشى أن أنسى وجهك)، الفيلم لم يعلن موقفه من النقاب، فلم تكن تلك رسالته، ولكنه عبّر عن واقع نعرفه جميعا، رجال يرتدون النقاب لتحقيق مآرب أخرى، فى العالم كله يثير النقاب العديد من التساؤلات، حتى إن بعض الدول منعت ارتداءه، ويبقى رقم (ستاشر) وهو أيضا عنوان الفيلم، إنه فى قراءتى للشريط يشير إلى عمر البطلة التى وصلت إلى أول سن لمرحلة الأنوثة.

المخرج يُدرك كل تفاصيل البيئة التى يتعامل معها، فى كل لقطة نرى معلومة يحرص عليها، لا يعلنها مباشرة، عندما يخرج للشارع متخفيا فى النقاب يعلم جيدا أن نقطة ضعفه ستصبح صوته، يكتفى فقط بالنظرة للتخاطب مع الآخرين، المجتمع أو فى القسط الأكبر منه يفسح الطريق للمرأة المنتقبة قبل أن تطلب، بالإضافة إلى أن جلال لحظة الموت لا يمكن أن يسمح بأى قدر ولو يسير من الشك.

شكرًا لمخرجنا الشاب سامح علاء الذى قدم لنا تلك الفرحة السينمائية فى زمن عز فيه الفرح!!.

tarekelshinnawi@yahoo.com

 

المصري اليوم في

31.10.2020

 
 
 
 
 

(جاكت) خالد الصاوى

طارق الشناوي

الجاكت عصىّ على الإغلاق، الكرش يزداد إصرارًا على التعبير عن نفسه، معلنًا حضوره وتمرده على كل المقاسات، خالد، عندما اقتناه أظن فى مرحلة زمنية قريبة، كان واثقًا أنه لن يخذله بهذه السرعة، هناك بالفعل مأزق حتى إننى أصبحت أشك فى احتمال أن العين المجردة من الممكن أن تُصبح مع الأيام قادرة على رصد زيادة وزنه، قرر الصاوى مواجهة معركة الجاكت والزرار على الهواء، على الفور سارع بإعلان فشله أمام الجمهور، وقسط وافر من الرجال لديهم مؤكد نفس المشكلة ويعانون أيضًا فى مواقف مشابهة ليست بالضرورة على المسرح وأمام الجمهور، إلا أنك فى كل الأحوال تستطيع أن تجد فيها ملمحًا من خالد الصاوى فى تعامله اللحظى مع كل التفاصيل، أنه لا يتدثر وراء حائط الإنكار، ولكنه يواجه الموقف ويجعل الجمهور طرفًا فى الحكاية وليس مجرد مشاهد محايد.

جائزة (الجونة) تثير تساؤلات فهى تحمل اسم (الإنجاز الإبداعى)، وتلك الصفة تعنى فى العالم كله اكتمال المشروع الفنى، أو فى الحد الأدنى الاقتراب من تلك الذروة، خاصة أن المهرجان منحها هذا العام أيضًا لفنان المناظر الأول أنسى أبوسيف، بعد رحلة عطاء عمرها نصف قرن بدأت مع أهم فيلم عربى وليس فقط مصرى (المومياء) حيث كان يعمل ضمن فريق المخرج الكبير شادى عبد السلام الذى أهدى له الجائزة.

فى العام الأول للمهرجان 2017 حظى عادل إمام بها وفى الثانى المخرج داوود عبدالسيد وفى الثالث محمد هنيدى، ولهذا يحتاج الأمر لتوصيف آخر لتصبح جائزة مغايرة للإنجاز، ولا يعنى ذلك أبدًا التقليل الأدبى لها.

الصاوى قرأ كل ذلك فى العيون، حتى لو لم تنطقها الألسن، فقرر أن يمنح الجائزة إلى العديد من القامات الفنية فى مجال التمثيل التى من الممكن أن ينطبق عليها توصيف إنجاز.

مثل ميرفت أمين ونجلاء فتحى ويوسف شعبان ويحيى الفخرانى ومحيى إسماعيل وغيرهم، وهكذا وصلت الرسالة أنه يعلم أنهم الأحق، وهو أول من يعلنها.

كثيرا ما نتابع تنويعات على نفس التيمة نجم يحصل على جائزة، بينما هناك من يعتقد سواء أكان على صواب أم خطأ أنه الأحق، هناك من لا يهتم أصلا بالجوائز وبمن حصل عليها ولا تفرق معه. لديكم نموذج صارخ الراحل محمود مرسى، هناك أيضًا من يسارع بتهنئة زميله بحب ودفء، إلا أن الأغلبية ليست كذلك.

لدىَّ واقعة لا تغادر ذاكرتى، موقف الفنانة القديرة هند رستم عندما قرر أحد المهرجانات السينمائية تكريمها، وكان قد كرم قبلها كلًّا من فاتن حمامة وماجدة الصباحى، تواصلت هند مع القائمين على المهرجان وشكرتهم، إلا أنها أضافت قائلة: (شادية أحق منى لأنها سبقتنى)، كانت شادية وقتها قد ارتدت الحجاب وابتعدت عن ممارسة الفن، ولكنه التاريخ الذى لا يمكن محوه من الذاكرة .

الصاوى كما رأيته على المسرح يلقى خطابى عقل وقلب، كان يبدو بالنسبة لى أنه يجمع بين زمن هند رستم وزمن منة شلبى، لا ينكر أن هناك مأزقًا فى الجاكت ولن يستطيع أن يقفل الزرار، إلا أنه لن يتخلص من الجاكت. أتصور أن هذا هو سره فى التعامل مع الحياة الفنية بكل تناقضاتها!!

tarekelshinnawi@yahoo.com

 

المصري اليوم في

01.11.2020

 
 
 
 
 

«الجونة» السينمائي ينجح في اختبار الجائحة ويتوسع فنياً

الأفلام الإنسانية تقتنص جوائز دورته الرابعة

الجونة (مصر): انتصار دردير

أسدل مهرجان الجونة السينمائي المصري، الستار على جولته الرابعة مساء أول من أمس، عبر حفل ختام، وصفه الحضور بأنه «مبهج» لخص ما شهدته الدورة الأخيرة من فعاليات وعروض وأنشطة فنية مكثفة ومتنوعة، رغم مخاوف المنظمين في البداية من تفشي عدوى «كورونا» التي تسببت في إلغاء وتأجيل عدد كبير من المهرجانات العربية والعالمية خلال الأشهر الماضية، ووفق نقاد ومتابعين فإن المهرجان نجح عبر دورته الأخيرة في زيادة انتشاره عربياً وعالمياً وتأكيد الانطباع الجيد الذي حققه خلال الأعوام الماضية، لا سيما مع ازدياد التغطية الإعلامية الدولية لفعالياته.

وشبّه انتشال التميمي مدير المهرجان، الدورة الرابعة بـ«سباق الحواجز، الذي كلما تغلبوا على عائق خلاله، كان عليهم أن يواصلوا التغلب على عقبات جديدة»، مشيراً إلى أنه كان يتوقع أن تكون فعاليات الدورة الرابعة أقل من السابقة بسبب الظروف الجارية، لكنها جاءت متكاملة وتفوقت على الدورات الأخرى، مشيداً بفريق العمل والمتطوعين.

ورغم مشاركة ثلاثة أفلام عربية طويلة وخمسة أفلام روائية قصيرة ووثائقية، فإن الحضور العربي لم يكن بالزخم المعتاد نفسه في الدورات الماضية، بالإضافة إلى غياب الفيلم الروائي المصري، كذلك كان هناك غياب نسبي للضيوف الأجانب بسبب ظروف حظر السفر التي فرضتها بعض الدول للحد من تفشي «كورونا»، وتم التواصل مع أصحاب بعض الأفلام الذين لم يتمكنوا من الحضور، وعقدت ندواتهم «أون لاين»، بينما كان وجود الفنانين المصريين طاغياً، خصوصاً بعد توجيه الدعوة لعدد كبير منهم للحضور لأول مرة، واضطر المهرجان خلال دورته الأخيرة إلى تكذيب بعض الإشاعات، التي كان من بينها إصابة الممثلة المغربية ميساء مغربي بفيروس «كورونا»، حيث تم نشر نتيجة تحليلها التي جاءت سلبية. ونجحت إدارة المهرجان في تنظيم دورة «ناجحة» حظيت بعرض 65 فيلما، ضمت عدداً من الأفلام المهمة التي شاركت من قبل في مهرجاني «برلين» و«فينسيا»، وبعض الاختيارات الرسمية لمهرجان «كان السينمائي» على غرار الفيلم الياباني «أمهات حقيقيات».

ولم يتخل المهرجان عن إقامة «ماستر كلاس» المعتاد الذي يشارك فيه كبار السينمائيين بتجاربهم، وكان آخرها درس السينما الذي قدمه المخرج البريطاني بيتر ويبر، الذي أكد فيها أن صناعة الأفلام باتت سهلة جداً ويستطيع أي شخص صنع فيلم وطرحه على «يوتيوب» عكس الصعوبة التي واجهته في بداياته.

كما اهتم المهرجان بتنظيم حلقات نقاشية عبر «جسر الجونة»، وعقد حلقة نقاشية عن تمكين النساء في صناعة السينما أدارتها الإعلامية رايا أبي راشد وشارك فيها عدد من السينمائيات العربيات اللاتي تطرقن لتجاربهن في مجالات سينمائية مختلفة وكيف حققن خطوات ناجحة فيها، كما عقدت حلقات أخرى عن دور المهرجانات السينمائية في زمن «كورونا».

كما احتفلت الفنانة بشرى رئيس العمليات والمؤسس المشارك لمهرجان الجونة بخطوبتها من سالم هيكل، مدير عام مبيعات إحدى توكيلات المهرجان، وظهرت معه خلال الحفل حيث احتفى بها زملاؤها. وفازت الأفلام التي تحمل توجهات إنسانية بنصيب الأسد من جوائز الدورة الرابعة بمهرجان الجونة السينمائي بمدينة الجونة التي تطل على ساحل البحر الأحمر.

واقتنصت السينما العربية ست جوائز مهمة في مسابقات المهرجان الثلاث (الأفلام الروائية الطويلة، الوثائقية الطويلة، والروائية القصيرة) والتي تبلغ قيمة جوائزها المادية نحو 224 ألف دولار، وفاز الفيلم الفلسطيني «200 متر» للمخرج أمين نايفة، بجائزة الجمهور «سينما من أجل الإنسانية» التي تحمل شعار المهرجان، كما حصل على جائزة النقاد «فيبرسي» لأفضل فيلم، إضافة لفوز بطله الممثل الفلسطيني علي سليمان بجائزة أفضل ممثل، واستقبل المخرج جوائز أول أفلامه الطويلة بدموع لم يستطع إخفائها على المسرح، وفي الكواليس أيضا، بينما قفزت منتجة الفيلم مي عودة فرحاً بتتويج فيلمهما بهذه الجوائز، إضافة إلى حصولها هي أيضا على جائزة مجلة «فارايتي الأميركية» لأفضل شخصية في السينما العربية لعام 2020، وحصول المخرج أيضا على جائزة «مينا مسعود»، ووسط فرحتها ودموع المخرج قالت عودة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «فرحتي لا يعادلها شيء آخر لأن مشوار إنتاج فيلم فلسطيني طويل أشبه بمعجزة، فليس لدينا أرض خصبة لصناعة السينما، وأن يكون ذلك من خلال مخرج فلسطيني يخوض تجربته الطويلة الأولى كمؤلف ومخرج فهذا إنجاز كبير، فقد كانت جهات الإنتاج تسألني باستنكار كيف نساهم في إنتاج فيلم لا نعرف قدرات مخرجه فالسيناريو رائع لكن تنفيذه يحتاج إلى مخرج لديه خبرة وسابق أعمال، فاضطررنا لإنتاج فيلم قصير (العبور) عن الفكرة ذاتها لإقناع المنتجين، حتى ظهر الفيلم في النهاية بمستوى لائق جداً، ويُستقبل بشكل رائع في فينسيا والجونة».

وأهدى نايفة الجوائز لروح جدته التي حُرم منها بسبب جدار الفصل العنصري الإسرائيلي، حيث سلط الضوء على معاناة رب أسرة يفصله الجدار عن زوجته وأطفاله، وعرض لأول مرة في مهرجان «فينسيا» العام الحالي وحصل على جائزة الجمهور أيضا. كما فاز فيلم «الرجل الذي باع ظهره» للمخرجة التونسية كوثر بن هنية بـ«جائزة الجونة لأفضل فيلم عربي طويل»، وأهدتها المخرجة للاجئين.

وكان الفيلمان الفلسطيني والتونسي قد حصلا على دعم منصة الجونة من قبل، حيث أتاح ذلك للمهرجان الانفراد بعرضهما الأول عربيا، كما حصل الفيلم الجزائري «جزائرهم» على «جائزة الجونة لأفضل فيلم وثائقي طويل»، لمخرجته الشابة لينا سويلم التي تروي من خلاله حكاية جديها الجزائريين منذ نزوحهما كمهاجرين في خمسينات القرن الماضي إلى فرنسا.

ورغم غياب السينما المصرية عن مهرجان الجونة في فئة الأفلام الروائية الطويلة، فإنها توجت بجائزة أفضل فيلم روائي قصير لفيلم «ستاشر» للمخرج سامح علاء، الذي حصل بالفيلم ذاته على السعفة الذهبية بمهرجان كان السينمائي قبل يومين، ويعد أول فيلم مصري قصير يتوج بهذه الجائزة.

وأعلن المخرج البريطاني بيتر ويبر رئيس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة فوز فيلم «إلى أين تذهبين يا عايدة»، للمخرجة البوسنية ياسميلا زبانيتش بالجائزة الذهبية، كما حصلت بطلته «ياسنا دوريستش»، بجائزة أفضل ممثلة.

ويرى الناقد المصري خالد محمود، أن إقامة الدورة الرابعة من الجونة السينمائي، سوف تُعيد الروح للمهرجانات السينمائية العربية، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «الدورة الأخيرة من المهرجان تعطي مؤشراً إيجابياً عن مصر وسط الأوساط الفنية العالمية، لا سيما بعد عرض قائمة متنوعة ومميزة من الأفلام التي تنتمي لمهرجانات كبرى مما أتاح مشاهدتها للنقاد والجمهور الذين لم يتمكنوا من السفر للخارج بسبب الحظر».

وعن الجوائز، يقول محمود إن «بعض الجوائز ذهبت بالفعل لأفلام قوية تستحقها، لكن كانت هناك أفلام أخرى تستحق الفوز مثل الفيلم البولندي (لن تثلج مجددا)، الذي يعد أجمل عمل سينمائي شاهدته هذا العام، كما كانت الممثلة لوسيا مونيز بطلة الفيلم تستحق جائزة أفضل ممثلة وكان يمكن أن تتقاسمها مع الممثلة البوسنية».

وفي مبادرة جديدة تؤكد توسع المهرجان فنياً، تم الإعلان عن تخصيص جائزة جديدة لأفضل فيلم عن البيئة ابتداء من دورته المقبلة، كما تم منح «جائزة خالد بشارة للسينما المستقلة» لأول مرة، والتي ذهبت إلى المخرج أحمد فوزي صالح عن مشروع فيلمه «هاملت في عزبة الصفيح».

وشهد حفل الختام تكريم الممثل المصري خالد الصاوي، ومنحه جائزة «الإنجاز الإبداعي»، وتم عرض فيلم قصير يحمل شهادات مجموعة من زملائه أشادوا بموهبته، وأهدى الصاوي تكريمه إلى نجوم السينما المصرية الكبار، لبنى عبد العزيز، حسين فهمي، عادل إمام، نجلاء فتحي، ميرفت أمين. فيما اختتم النجم المصري عمرو دياب الحفل، بتقديم مجموعة من أشهر أغنياته التي تفاعل معها ضيوف المهرجان.

 

####

 

إطلالات السجادة الحمراء تتصدر الترند

> هيمنت صور إطلالات نجمات ونجوم مهرجان الجونة في دورته الرابعة على «السوشيال ميديا» والتغطيات الإخبارية في مصر على مدار أسبوع كامل، لا سيما مع حرص بعض الفنانات المصريات على ارتداء فساتين متنوعة للظهور بها على السجادة الحمراء، وحققت صورهن انتشاراً كبيراً وتفاعلاً لافتاً بين جمهور «السوشيال ميديا»، واحتلت بعضهن الترند على غرار الفنانة رانيا يوسف التي ظهرت أكثر من مرة على الـ«رد كاربت»، وأثارت كثيرا من الجدل بإطلالاتها المثيرة، وانتقدها كثيرون، واتهموها بتعمد إثارة الجدل في كل مناسبة لتصدر «الترند» بشكل مستمر، فيما كانت ليلى علوي وإلهام شاهين وهالة صدقي والمخرجة إيناس الدغيدي يتحركن بشكل جماعي، ويظهرن كثيراً على السجادة الحمراء بحكم حضورهن لعروض أفلام المسابقة التي عُرض أغلبها بقاعة «بلازا» بمركز المؤتمرات الجديد، كما ظهرت الفنانة أمينة خليل في المهرجان لأول مرة، بينما كانت يسرا وشيرين رضا من الوجوه التي اعتاد الجمهور رؤيتها منذ الدورة الأولى.

وتبارت القنوات التي تنقل أحداث المهرجان في الحديث عن إطلالات النجمات ومصمميها وتسريحات الشعر والمجوهرات اللاتي تحلين بها، وترى الناقدة ماجدة موريس، أن «مظاهر السجادة الحمراء تعد جزءا مكملاً لـ(الشو الإعلامي)، لكنها جزء هامشي في الواقع ينتمي للجانب التجاري، ومع اهتمام السوشيال ميديا والقنوات صارت الفنانات يحرصن على الظهور عليها بإطلالات لافتة»، وتضيف لـ«الشرق الأوسط»: «وبسبب تلك الإطلالات المثيرة تصور كثيرون أن المهرجان لا يعدو أن يكون سوى دفيليه تتبارى فيه الممثلات، ولم تلتفت هذه القنوات لتقديم برامج تعمل على تحليل الأفلام وتسليط الضوء عليها وعلى الندوات المهمة، ودروس السينما التي ألقاها كبار السينمائيين من مختلف دول العالم».

 

الشرق الأوسط في

01.11.2020

 
 
 
 
 

خالد الصاوى للميس الحديدى:

بحب التمثيل وأبويا قالى اعمل اللى تحبه وادفع ثمنه

 كشف الفنان خالد الصاوى أنه بدأ حياته كمحام، قائلا: "عملت محامى لفترة طويلة ونقلت نفسى لقيد غير المشتغلين بعد تقييدى فى الاستئناف".

 وقال فى لقاء عبر برنامج "كلمة أخيرة"، الذى تقدمه الإعلامية لميس الحديدى على شاشة "ON" فى أول حوار له بعد تكريمه فى مهرجان الجونة: "تخرجت فى كلية الحقوق وتدرجت بين محام جزئى ثم كلى ثم استئناف، وأنا بدأت التمثيل من مرحلة الثانوية العامة، وبدأته بإلقاء الشعر وصولا للتمثيل؛ لأنى كنت بحبه من وأنا صغير وترسخ الفن بداخلى فى مرحلة الجامعة".

وتابع: "الشعر أخد منى راقات بس مادنيش أوى، واكتشفت ده فى سن أربعين، إن فيه أنشطة بتحبها وهيا ماتحبكش أوى، يعنى وأنا فى الجامعة كنت بحب التمثيل أوى، وأجتهد جدا وآخد مركز ثالث، وخالد صالح كان الاول والثانى دائما".

 وأشار إلى أن جيله يضم الآن محمد هنيدى وخالد صالح وطارق عبد العزيز وإنضم إليهم عمرو عبد الجليل وفتحى عبد الوهاب.

ونصح الصاوى جيل الشباب قائلا: "أنصحهم نصيحة أبويا الله يرحمه اعمل اللى تحبه من غير لفة حب اللى تعمله لغاية ما تعمل اللى تحبه ما فيش الكلام ده، الإنسان بيعيش مرة واحدة، ودى نصيحة أبويا، وهى دى الحرية اعمل اللى تحبه وادفع ثمنه.. ادفع فاتورتك".

 

عين المشاهير المصرية في

01.11.2020

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004