كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 

«الشرق الأوسط» في مهرجان «فينيسيا الدولي» (7):

الأفلام السياسية أمام تحدي الفوز في فينيسيا

فينيسيا: محمد رُضا

فينيسيا السينمائي الدولي السابع والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

لجنة التحكيم ستختار الأفضل من بين مجموعة متنوعة ومتميزة

الساعات الأخيرة قبل إعلان نتائج الدورة الـ77 (التي حُدد موعدها السبت في الساعة السابعة عشيّة كتابة هذا التقرير) تفتح ملف التحدي القائم بين نوعين من الأفلام: نوع يقتبس من الحاضر همومه المتعددة، ونوع يقتبس من الماضي موضوعاته المختلفة. وكل نوع يحتوي على أفلام تبلغ ذروة النجاح وأخرى تتوقف عند نقاط الوسط أو ما دون. الفارق له علاقة بالموهبة والقدرة على الخروج من الصندوق.

طبعاً يفترض المرء أن لجنة التحكيم ستنتخب الفيلم الأفضل سواء أكان يحمل قضية حاضرة (كما الحال مثلاً في الفيلم الإيطالي «الشقيقات ماكالوزو» لإيما دانتي أو الفيلم المكسيكي «نظام جديد» لميشيل فرانس) أو موضوعاً غابراً وجده صانعوه يستحق مهام العودة إليه أو إلى عهده وزمانه (كحال الفيلم الياباني «زوجة جاسوس» لكيوشي كوروساوا و«أعزائي الرفاق» للروسي أندريه كونتشالوفسكي).

ومن المثير أن ميزان لجان التحكيم في المهرجانات الأولى حول العالم يميل تارة إلى هذا النوع وتارة أخرى إلى النوع المقابل وقلّما يخرج صوب استكشاف مواقع وأنواع أخرى. ومن غير المتوقع أن تحيد لجنة التحكيم عن هذا الوضع لسبب مهم، وهو خلو الدورة من أي فيلم من خارج هذين النوعين، لا أفلام مستقبلية ولا أفلام وجدانية (كحال أفلام ترنس مالك مثلاً) ولا أفلام يطغى عليها الانتماء الفني الخالص بصرف النظر عن تموضعه بين الأزمنة.

- نساء ورجال

لكن بما أن نصف الأفلام تقريباً من إخراج نساء، ورئيس لجنة التحكيم، الممثلة كيت بلانشِت، من المؤمنات بحركات التحرر الحالية في مجال السينما، فإنه من المتوقع كثيراً أن يتم إهداء جائزة الأسد الذهبي إلى فيلم من إخراج أُنثى. السؤال حتى صباح يوم السبت هو: أي فيلم يكون ذلك؟

فيلم الإيطالية إيما دانتي المُشار إليه أعلاه؟ أو فيلم «العالم الآتي» لمونا فاستفولد (الولايات المتحدة) أو فيلم «عشاق» للفرنسية نيكول غارسيا؟ هل يحمل فيلم الألمانية جوليا فون هاينز «غداً العالم بأسره» حسنات تكفي لنجاحه؟ وكيف سيكون الحكم على فيلم سوزانا نكياريللي «مس ماركس»؟ أو فيلم ياسمينا بزبانيتش «كيو فاديس، عايدة»؟ أو فيلم كليو زاو «نومادلاند؟ … ثم هل يهم كل ذلك؟

الجواب على السؤال الأخير وحده، طبعاً يهم وعلى أكثر من صعيد. الفائز، أيما كان (أو كانت) سيخرج بتقدير فني مُجسد بجائزة خالدة. الفيلم سيرتفع سعره في أسواق العالم. الأوسكار قد يكون بانتظاره. المخرج سيرد عن نفسه سيل المشاريع. المهرجان سيكمل دائرته التي تبنّاها هذا العام المتمثلة بالتحدي الكبير بأن عليه إطلاق هذه الدورة رغم كل المحاذير.

- البحث عن الحرية

محاولة لرصف التوقعات المحتملة سيلج بنا إلى موضوع يأخذ على كاهله مهمّة التصنيف الشكلي والضمني. شكلياً من حيث نجاح الفيلم في معالجته وتنفيذه وبصرياته والتعبير عن أسلوب مخرجه، وضمنياً يعني ما يشكل حكايته ومواقفه ورسالاته الواضحة منها والمبطّنة. لكن هنا، وفي هذه الحالة، تقترب المستويات بحيث يتحول الحديث عن التوقعات إلى تكرار الصفات، ذلك أن القليل من الأفلام المعروضة، بصرف النظر عمن حققها، يرتفع عالياً عن أترابه من الأعمال. لا يعني ذلك أن هذا القليل هو الجيد الوحيد، لكنه يعني أن فيلمين أو ثلاثة ستعيش حالة التألق في البال لكن فوز أي منها قد لا يكون ما في بال لجنة التحكيم على أي حال. هنا، ما زال التفضيل الذي يتراءى من محاولة المهرجان إضافة هذا العدد من الاشتراكات النسائية من جهة، وتعيين ممثلة مؤمنة بهذا الاتجاه، من جهة أخرى، هو منح مخرجة نسائية ذلك الأسد الذهبي حتى وإن كان هناك فيلم «رجّالي» أفضل.

«نومادلاند» هو أحد هذه الأفلام النسائية الإخراج. حققته الصينية التي تعيش اليوم في الولايات المتحدة كليو زاو من بطولة فرنسيس مكدورمند مأخوذاً عن كتاب وضعته جسيكا برودر عن تجربتها الخاصة سنة 2017. مثل بطلتها (أو العكس صحيح) قررت أن تترك راحة البيت وفروض العمل وتنطلق في استكشاف معالم الحياة مزوّدة نفسها بسيارة ووقود والشعور بالحرية التي تتوقعها خلال السفر من دون ارتباطات جوهرية.

مكدورمند، التي تحتفظ بالتعابير ذاتها من فيلم لآخر، تؤدي شخصية امرأة في مطلع الستينات من عمرها، توقفت عن العمل بسبب إغلاق أحد المناجم التي كانت تعمل فيه منذ بضع سنوات. زوجها مات ونظرتها إلى حياتها لا تمنحها الثقة بمستقبلها إلا إذا خرجت من صندوق عزلتها وهذا ما تفعله. في هذا الإطار هناك تشابه في الدوافع التي حدث بجاك نيكولسُن لترك عمله ومنزله (مباشرة بعد وفاة زوجته) والانطلاق بسيارته للتواصل مع ابنته وعبر ذلك اكتشاف ما يستطيع من أميركا في فيلم ألكسندر باين «عن شميد» (2002).

في سفرها تلتقط بعض الأعمال التي تلجأ إليها لكي تعتاش، لكنها تصر على أنها ليست المرأة المشردة ولا هي مهددة بالجوع والعزلة بل امرأة تريد إعادة توجيه حياتها للسفر والتنقل. ما تعمل عليه المخرجة هو الإيحاء (الذي يتحقق فعلياً هنا) على أن بطلتها تعرف تماماً ما تريد وتحققه رغم الصعوبات. الكاميرا مفتوحة على الرحاب الأميركية في ذلك الغرب الشاسع. تريد القول إن بطلتها والطبيعة صنوان. كل يعيش في الأخرى الطبيعة الحرّة هي من خصائص الحاجة التي تنطلق منها بطلتها والجمال الروحي لبطلتها يتلاءم والجمال الآسر للطبيعة.

ما يتحاشى الفيلم ذكره هو إذا ما كانت هذه الخصال البديعة في ذات البطلة لمَ انتظرت طويلاً لتحقيقها؟ ربما هناك واقع اقتصادي (يبتعد الفيلم عن الزج بنفسه في طروحات كهذه) وبالتأكيد زواجها منعها من تحقيق ذلك منفردة (لكن زوجها مات منذ سنوات). الجواب لا نجده ماثلاً في الفيلم القائم على الانشغال بوضع بطلتها طوال الوقت. وضع غير مثير كفاية كحكاية لكنه مثير جداً كاستعراض بصري لفيلم من نوع أفلام «الطرق» (Road Movies) التي عادة ما تتيح الحديث في الماورائيات المختلفة، خصوصاً حين يكون ارتباط المخرج بالطبيعة الأميركية الجميلة كما برهنت المخرج زاو في أفلامها السابقة أيضاً.

لا يمكن التغاضي عن إيمان الممثلة بالمشروع لدرجة قيامها بشراء حقوقه وإنتاجه، وهي من اختار المخرجة لتحقيقه. فرصة رائعة لزاو لكي تنتقل من صرح الأفلام المستقلة الصغيرة إلى صرح الأفلام المستقلة الكبيرة التي غالباً ما ستجد طريقها إلى سباقات الأوسكار المختلفة.

- خلطة إيطالية

يتبدّل الحال تماماً في فيلم المخرج الإيطالي جيانفرانكو روزي الجديد «نوتورنو» («ليلي» بالعربية). هو ذاته المخرج الذي قطف ذهبية مهرجان برلين قبل أربع سنوات عن فيلمه «نار في البحر». كل من هذين الفيلمين تسجيلي وكلاهما يتعاملان مع مناطق سياسية، هي أكثر وضوحاً في فيلمه السابق مما هي عليه هنا.

في «نار في البحر» عرض لشخصيات تعيش في جزيرة إيطالية صغيرة اسمها لمبيدوسا تحوّلت إلى محطة استقبال أفواج المهاجرين الآتين عبر البحر. ليس لدى هذه الشخصيات ما تفعله سوى الخروج إلى البرية لصيد الطيور، لكن أحدها يبدأ بتخيل ممارسته إطلاق النار وليكن على أفواح المهاجرين.

هذا كان جزءاً من الفيلم، الجزء الثاني الممتزج به من دون منهج فعلي فهو عن إسهام القوات البحرية الإيطالية إنقاذ التائهين في البحر والاعتناء بهم، مع الأجهزة الطبية، حين وصولهم إلى الجزيرة.

فيلمه الجديد لا يزال يتحدّث عن مهاجرين وأحوال صعبة إنما من دون تناول مشاعر الإيطاليين المدنيين من ناحية أو المساهمات الإنسانية الإيطالية الكبيرة من ناحية ثانية. ما هو مشترك حقيقة أن ذلك الأسلوب النطناط بين أكثر من موقع ما زال خليطاً أكثر منه منهجاً.

ما ينصرف إليه غالباً هو أحوال الليبيين والسوريين واللبنانيين والأكراد الصعبة في دولهم. الليبيون والحرب المنصبّة عليهم والسوريون العالقون بين المعارضة والموالاة منذ تسع سنوات، اللبنانيون الباحثون عن مستقبل بين شراذم الحياة السياسية والاجتماعية والأكراد العالقون في وطن ما زال يحاول أن يعني أكثر مما يفي. في النطاق الأخير، تحاشى جيانفرانكو روزي (ليس على قرب مع المخرج الإيطالي الراحل فرانشسكو روزي) ذكر العراقيين غير الأكراد وما يعانونه من شظف العيش أيضاً.

يمكن تبرير ذلك أو تمريره، لكن لا يمكن لا تبرير ولا تمرير حقيقة أن ما يعرضه لافت في الصورة وباهت في المفادات. عبثية الانتقال من مكان لمكان، كونها غير منظّمة، لا تدفع بالمشاهد إلى استشفاف الحقائق. إنه مجرد عرض عام يستغل تلك الأوضاع البائسة ويعرضها (معظم اللقطات مأخوذة من مسافات بعيدة) من دون تعليق.

ليس أن كل الفيلم قائم على تلك اللقطات الخارجية البعيدة، لكن ما هو قريب يحتفظ ببعده الناتج عن النأي بالنفس والاكتفاء بالتسجيل ما يُحيل المُشاهد إلى نأي مماثل أو بالانكفاء عن رغبته في متابعة فيلم لا يكترث بالأسباب بل يكتفي باستعراض النتائج.

- ثورتان متباعدتان

أفضل منه فيلم لا يدّعي الواقع ولا الواقعية لكنه يستوحي منهما هو «نظام جديد»، حيث يقوم المخرج ميشيل فرانكو بتقديم قراءة لما قد يقع في المستقبل القريب نتيجة الاحتقان السائد بين الذين لا يملكون وهم يرون الفريق الآخر وقد أتيح له امتلاك كل ما يريد.

تقع الأحداث في مدينة مكسيكو لكن المخرج لا يخصّها وحده في إيماءاته السياسية ولا توقعاته المستقبلية. ولا يبتعد الفيلم عن الواقع الراهن حتى حين يسوده ذلك الإيحاء بأن مكان الأحداث المكسيكي قد يكون هو نفسه مكان الأحداث في أي بلد حول العالم. وهو يبدأ فيلمه بالنبرة الحادة التي لاحقاً ما تسود عمله: مستشفيات تجهز نفسها لاستقبال حالات طارئة وفي غضون هذا التجهيز إخلاء المرضى قبل وصول المصابين الجدد الذين أصيبوا في المظاهرات الحاشدة التي تقع في المدينة.

بعد ذلك ينتقل إلى مرابع العائلة الثرية التي تحضر لحفلة زفاف ابنتها (نايان غونزاليز نورفيند) التي سيتم تزويجها ممن يناسبها مقاماً مادياً (ثري مقاولات ومهندس معماري اسمه آلان ويقوم به اللبناني الأصل داريو يزبك). إلى هذا المكان يصل العامل السابق في خدمة الأسرة رولاندو (إليجيو مالنديز) طالباً مساعدة مالية لأن زوجته (إحدى المرضى الذين تم إخراجهم من المستشفى الذي كانت فيه حسب مشهد سابق) تتطلب عناية طبية لا يملك ثمنها. أم العروس تعطيه نتفاً مما طلب وابنها دانيال طرده. لكن ابنتها التي تحتفي بعرسها تحن عليه وتمنحه ما يطلبه.

شخصيات أخرى تدخل وتخرج من أمام الكاميرا حسب الحاجة إليها وكل ذلك من باب التمهيد لما سيأتي بعد قليل مع وصول المظاهرات إلى المنزل الكبير ببوابته المغلقة هذا تمهيداً لاقتحامه. مع اقتراب المواجهة نقطة العودة ترتفع لدى المخرج نبرة الحدّة والرغبة في تزويد مشاهده بالعنف الذي يعتبره طبيعياً في مثل هذه الظروف. وهو طبيعي لكن ذلك لا يبرر استخدامه على هذا النحو.

جيد في تنفيذه وتوليف ما يعرضه، وأقل من ذلك حين يأتي الأمر إلى معالجة ما ينتاب الموضوع من مظاهر الغضب والعنف. نعم، يجيد المخرج تصوير تلك المشاهد العارمة ورفع التوتر الناتج عن المحن المختلفة، لكن هناك مشاهد متفاوتة المستويات وممثلين يؤدون المطلوب من دون عمق ملحوظ. على كل ذلك، الفيلم يأتي في وقتنا العصيب وما يعرضه قد يؤول للحدوث.

هذه الأفلام السابقة لها حظوظها في النتائج الأخيرة (خصوصاً فيلم «نومادلاند» (الذي نال الكثير من مديح النقاد وتصفيق الجمهور)، وهذا ما لا يمكن قوله عن فيلم جيّد آخر لمجرد أنه ليس عصري الأسلوب ولا الموضوع كحال باقي الأفلام.

هو فيلم الروسي أندريه كونتشالوفسكي «الرفاق الأعزاء». صوّره قصداً بالأبيض والأسود ووضع أحداثه (المستقاة من وقائع حقيقية) في سنة 1962 وألزم فنييه وفنانيه البقاء في سياق العمل وليس خارجاً عنه. بذلك لا التصوير ولا التمثيل ولا الموسيقى أو عنصر آخر يتحلّى وحده بالتميّز عن سواه. كل شيء عليه أن يمر تحت مستوى منخفض للدراما. مسألة تنجح على الشاشة لكنها ستفشل تجارياً رغم أهميتها.

هو عن ثورة جياع أخرى. لا تقع أحداثها اليوم كما بات واضحاً، لكن في حين تنتقد السلطات الشيوعية تقول في خبايا الصورة إن ما حدث بالأمس يحدث اليوم في أنظمة أخرى. كل شيء متوقف هنا أو هناك على الرغبة في استحواذ النفوذ تحت راية المواطنية. هذا يتضح عندما ينبري أعضاء الحزب الشيوعي بإطلاق الشعارات معتبرين الإضراب الذي قام به عمّال إحدى المصانع السوفياتية خيانة للوطن.

تقوده الممثلة جوليا فيوستوسكايا التي تلعب دور عضوة في الحزب لديها رادع وضمير وليست راضية عن تصرّف المسؤولين مع إضراب عمّالي يطالب بخفض الأسعار ورفع الأجور. وفي حين يرمي لهم المسؤولون خطباً في الوطنية، يبادر هؤلاء إلى رمي المسؤولين بالحجارة تعبيراً عن رفضهم. بعينين ملاتعتين ومذعورتين من هول ما يقع، تراقب بطلة الفيلم كيف تم سحق المتظاهرين وقتل العديد منهم بالرصاص. كونتشالوفسكي لا يريد التفنن في لقطاته ولا في تأطير مشاهده لتبدو مهمّة. هو واثق من نفسه لدرجة أن ما يعرضه، بما في ذلك مشاهد المظاهرات، كاف بدلالاته. لا عليه سوى إتقان إخراجها.

تحقيق هذه المشاهد يتم بأسلوب كان يحتاج «نظام جديد» له، أو لما يوازيه. هدف كونتشالوفسكي الدائم الإحاطة بكل الظروف التي أدّت إلى تلك الأحداث وإدانة السُلطة الشيوعية. لكنه إذ يفعل ذلك ينأى عن الخطاب الإرشادي. نقده واضح لكنه ليس من النوع الإنشائي الذي عليه فيه تجيير الواقع ومأساته إلى أداة استغلال تعود عليه بنفع إعلامي كما فعل الكثير سواه ممن تصدّوا لمواضيع شبيهة.

 

الشرق الأوسط في

13.09.2020

 
 
 
 
 

رغم كورونا.. دورة ناجحة لمهرجان فينيسيا السينمائي

كتب: ريهام جودة

أسدل مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي الستار على دورته الـ77 أمس، والتي أقيمت بتحد واضح لفيروس كورونا المستجد، حيث أصرت إدارة المهرجان على إقامته في موعده وتقليص الفعاليات وسط إجراءات احترازية مشددة حرص خلالها ضيوف المهرجان على ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي واتخاذ مسافات بين الحضور لتشهد إيطاليا- التي كانت حتى أسابيع قليلة من أعلى الدول إصابة بـ«كورونا»- دورة ناجحة.

رأست لجنة تحكيمها الممثلة الاسترالية «كيت بلانشيت»- 51 عاما- والتي ارتدت ف حفل الختام فستانا أسود اللون ومطرز بالتطريزات الحمراء والخضراء في إطلالة مميزة تحرص عليها «بلانشيت» أمام المصورين الذين وقفت تستعرض فستانها أمامهم على الريد كاربت، إلى جانب زميلها الممثل «مات ديلون»، كماارتدت الممثلة «فانيسا كيربي» فستانا بسيطا من اللون الأسود، وجاء حفل الختام بسيطا بحضور محدود من النجوم بسبب «كورونا» الذي أدى إلى تراجع الافتتاحات الكبرى لأفلام هوليوود في المهرجان الذي كان عادة مايستقبل عددا كبيرا منها ومن نجومها كل عام.

جوائز الدورة الـ77 حفلت بالمفاجئات، حيث فاز الفيلم الأمريكي «Nomadland» للمخرجة الصينية كلوي تشاو، جائزة الأسد الذهبي كأفضل فيلم عرض ضمن 18 فيلما تنافست في المسابقة الرسمية للمهرجان، ويعتبر الفيلم الثالث لمخرجته، ومن إنتاج وبطولة الممثلة «فرانسيس ماكدورماند»، والفيلم يشارك أيضا في مهرجان «تورنتو» السينمائي بكندا حاليا، وفي طريقه ليكون منافسا قويا بالأوسكار المقبل،على غرار فيلم «الجوكر» الذي حصد الأسد الذهبي لـ«فينيسيا» العام الماضي وخاض رحلة من الجوائز والترشيحات المهمة بعدها، ويتناول الفيلم رحلة للتعرف إلى النفس، واستكشاف جوهر الكون، حقيقة الإنسان هل هو فكرة..حلم، أم وهم؟ لتكتشف البطلة أن الحقيقة الوحيدة هي الأرض والصخرة والشمس.

وعن فيلم Dear Comrades فاز«أندريا كونشالوفسكي» بجائزة لجنة التحكيم الخاصة، وفاز فيلم The Disciple بجائزة أفضل سيناريو، وحصد «بيير فرانسيسكو فاكينو» جائزة أفضل ممثل عن فيلم Padrenostro، وفازت «فانيسا كيربي»بجائزة أفضل ممثلة عن Pieces of a Woman،وفاز«روح الله زماني»بجائزة افضل ممثل صاعد عن Sun Children، وحصد«كيوشي كوروساما» جائزة الأسد الفضي للإخراج عن فيلمه Wife of a Spy،وفاز«مايكل فرانكو»بجائزة لجنة التحكيم الخاصة عن New Order.

وفي مسابقة «آفاق» فاز الممثل التونسي الشاب يحيى منيحي، بطل فيلم «الرجل الذي باع ظهره»، للمخرجة كوثر بن هنية بجائزة أفضل ممثل، كما فاز الفيلم بجائزة أديبو كينج للإدماج، وهي جائزة مستوحاة من مبادئ التعاون الاجتماعي، قصة الفيلم تدور حول سام على، رجل سوري يحاول الفرار لينضم إلى حبيبته في باريس، ولكنه يجد نفسه عالقًا في لبنان، ويلتقي صدفة مع فنان أمريكي مشهور، يوفر له طريقة للهرب مقابل أن يبيع له بشرته، حيث يسمح للفنان بتحويل ظهر «على» إلى عمل فني موشوم.

وفي المسابقة نفسها فازت الممثلة المغربية خنساء بطمة، بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في الفيلم المغربي «Zanka Contact» للمخرج إبراهيم العراقي، وحصد فيلم Listen على جائزة لجنة التحكيم الخاصة لـ«آنا روشا دي سوسا»، وفاز «لاف دياز» على جائزة الإخراج عن فيلم Lahi.. Hayop.

 

####

 

بعد «فينيسيا».. بطل «الرجل الذي باع ظهره» يشارك في «الجونة السينمائي»

كتب: ريهام جودةسعيد خالد

شارك الفنان السوري سعد لوستان في مهرجان فينيسيا السينمائي، بدورته الـ77 ضمن فريق فيلم «الرجل الذي باع ظهره»، والذي حمل بصمة مميزة للمخرجة التونسية كوثر بن هنية، وفاز بجائزتين خلال حفل ختام مهرجان فينيسيا ومن المقرر مشاركته في الدورة المقبلة لمهرجان الجونة السينمائي الدولي.

الفيلم قامت المخرجة التونسية فيه بتأليف فريق عمل ضخم مع مونيكا بيلوتشي ويحيى مهايني وديا ليان وسعد لوستان وروبرت وين جيمس، وهو إنتاج تونسي فرنسي بلجيكي ألماني سويدي مشترك.

الفيلم من الأفلام الدرامية الطويلة وتبلغ مدته 90 دقيقة، ويروي قصة سام على وهو شاب سوري يعيش على أمل أن ينضم إلى حبيبته في باريس، أثناء فراره من بلاده إلى لبنان هربًا من الحرب التي تعصف ببلده، وجد نفسه عالقًا دون أوراق أو وثيقة رسمية. ثم يبدأ العمل في المعارض الفنية في بيروت، حيث يلتقي بفنان أمريكي مشهور سيحوله إلى عمل فني عن طريق رسم تاتو على ظهره.

 

المصري اليوم في

13.09.2020

 
 
 
 
 

السينما الإيرانية تتألق بـ"فينيسيا": بزوغ نجم أحد أطفال الشوارع

طهران/ العربي الجديد

في الذكرى الـ120 لدخول السينما إلى إيران (صادف يوم الجمعة الماضي)، المسمى في التقويم الإيراني بـ"اليوم الوطني للسينما"، أبعدت الأجواء الصعبة إثر تفشي فيروس كورونا في البلاد، الإيرانيين، عن دور السينما كإحدى أهم أدوات الترفيه في هذه الظروف المعيشية والسياسية الصعبة التي يعيشونها هذه الأيام. وعوّضت السينما الإيرانية ذلك بطريقة مختلفة ولافتة للنظر، عبر تألقها في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي بعد تحقيق نجاحات باهرة، زادها أهمية من الناحية الإنسانية، بزوغ نجم أحد الأطفال الإيرانيين في المهرجان.

وحصدت ثلاثة أفلام سينمائية إيرانية جوائز مهمة في المهرجان بدورته السابعة والسبعين. والأفلام هي: فيلم "أطفال الشمس" (خورشيد) للمخرج الإيراني المعروف مجيد مجيدي، وفيلم "جريمة غير دقيقة" للمخرج شهرام مكري، و"الأرض الصامتة" للمخرج أحمد بهرامي.

وحصل روح الله زماني على جائزة مارسيلو ماستروياني للممثل الناشئ عن فيلم أطفال الشمس لمجيد مجيدي، والذي يركز على قصة عمالة الأطفال في إيران. وأحدث هذا الفيلم نقلة نوعية في حياة زماني، لكونه يمارس العمالة في الشوارع.

وفي مقطع مصور، انتشر اليوم الأحد على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الإيرانية، شكر زماني القائمين على مهرجان فينيسيا ولجنة التحكيم لمنحه الجائزة، لكنه وجه شكرا خاصا للمخرج الإيراني، مجيد مجيدي. وقال زماني إن مجيدي غيّر مسار حياته بالكامل، قائلاً إنه قبل التمثيل في هذا الفيلم عندما كان طفلاً في الشوارع يمارس العمالة، ومعرباً عن أمله أن "يأتي زمن لا يبقى فيه أي طفل عامل في الشوارع بالعالم وأن يحصلوا على إمكانيات الحياة".

وكان فيلم "أطفال الشمس" قد فاز أيضاً في إيران بجائزة "العنقاء البلورية" كأفضل فيلم في مهرجان الفجر السينمائي بدورته الثامنة والثلاثين المنعقدة خلال فبراير/شباط 2020 في طهران.

أما فيلم "الأرض الصامتة" لأحمد بهرامي فهو الفيلم الإيراني الثاني المتألق في مهرجان فينيسيا الدولي، بعد حصده جائزة الآفاق لأفضل فيلم.

والفيلم هو العمل الإخراجي الثاني لبهرامي، ويتناول قصة رجل يدعى لطف الله يعمل في مصنع تقليدي للطوب الأحمر وهو عامل الاتصال بين العمال وصاحب المصنع. ويبرز الفيلم تعقيدات الحياة العمالية في هذه المصانع التقليدية، والمشاكل بين العمال وأصحابها، في الستينيات والسبعينيات الماضية، قبل أن تتوقف عجلة هذه المصانع اليوم وتستبدل بمصانع أخرى تعمل بالأجهزة الصناعية.

وفاز فيلم بهرامي بهذه الجائزة الدولية، بينما رفض مهرجان الفجر السينمائي في إيران استقباله خلال دورته الثامنة والثمانين.

والفيلم الثالث هو "جريمة غير دقيقة" للمخرج شهرام مكري الذي فاز بجائزة على هامش المهرجان الدولي لأفضل سيناريو لجمعية الناقدين المستقلة.

ويرتبط مضمون الفيلم بالسينما، حيث ترتكز قصته حول ما يدور بين المشاهدين في أحد دور السينما حول الفيلم الذي سيشاهدونه، وهنا تبدأ القصة وتستكمل فصوله مع عرض الفيلم.

 

####

 

"نومادلاند" للمخرجة كلويه جاو يفوز بجائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية

(فرانس برس)

تُوّج فيلم "نومادلاند" الأميركي بجائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية، خصوصاً بفضل الأداء اللافت للممثلة فرانسس ماكدورماند الحائزة جائزتي أوسكار، في ختام الحدث السينمائي الأبرز هذا العام منذ تدابير الحجر بسبب وباء كوفيد-19.

وباتت المخرجة الأميركية من أصل صيني كلويه جاو البالغة 38 عاماً، أول امرأة تنال هذه المكافأة السينمائية العريقة منذ عشر سنوات، حين فازت بها مواطنتها صوفيا كوبولا سنة 2010 عن فيلمها "ساموير".

وتضع هذه الجائزة المخرجة التي عُرفت سنة 2017 مع "ذي رايدر" وتحضّر حاليا لفيلم من عالم "مارفل" يُتوقع طرحه في العام المقبل، في موقع جيد ضمن سباق الأوسكار، وهو ما تشهد عليه أمثلة عدة من السنوات الماضية لأعمال فازت بالأوسكار، بعد بضعة أشهر من نيلها الأسد الذهبي في البندقية، من بينها "جوكر" لتود فيليبس العام الفائت.

ومن خلال تكريم فيلم "نومادلاند"، اختارت لجنة المهرجان برئاسة النجمة الأسترالية كايت بلانشيت أن تكافئ أحد الإنتاجات الأميركية القليلة المشاركة في دورة هذا العام من مهرجان البندقية التي تقام في أجواء استثنائية بسبب وباء كوفيد-19.

وقد علقت المخرجة كلويه جاو على نيلها الجائزة في رسالة بالفيديو صورتها داخل حافلة في باسادينا بولاية كاليفورنيا، في مؤشر إلى التبعات المستمرة للأزمة الصحية العالمية التي حالت دون سفر طواقم عمل أفلام كثيرة إلى البندقية. واكتفت السينمائية بالقول "شكرا جزيلا"، فيما صرحت الممثلة فرانسس ماكدورماند التي كانت جالسة بجانبها "شكرا جزيلا على هذا الأسد الذهبي. شكرا لأنكم استقبلتمونا في مهرجانكم في هذا العالم شديد الغرابة. سنعاود اللقاء مجددا".

وتؤدي ماكدورماند دور امرأة محطمة تترك كل شيء لعيش حياة ترحال داخل مقطورة على هامش المجتمع الأميركي. ويغوص الفيلم في عالم "سكان المقطورات"، وهم الأميركيون الذين يمضون أوقاتهم في مركبات مستصلحة تضم مساحة للنوم ويعيشون من الأعمال البسيطة، حتى إنهم باتوا يشكلون ما يشبه المجتمع الصغير، ويتواصلون في ما بينهم خلال لقاءات الصدفة على الطرقات أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

كذلك كافأت اللجنة التي تضم كوكبة من السينمائيين والنجوم بينهم الممثل الأميركي مات ديلون، فيلم "نويفو أوردن" للمكسيكي ميشال فرانكو (جائزة لجنة التحكيم الكبرى)، ومنحت جائزة الأسد الفضي عن فئة أفضل مخرج للياباني كيوشي كوراساوا عن فيلم "وايف أوف إيه سباي".

أما لناحية جوائز الأداء، فقد نالت البريطانية فانيسا كيربي التي عُرفت خصوصا بتأديتها دور الأميرة مارغاريت في مسلسل "ذي كراون"، جائزة أفضل ممثلة عن بطولتها في فيلم "بيسز أوف إيه وومان" للمجري كورنل موندروشو. وتشارك الممثلة البالغة 32 عاما في عمل آخر ضمن الأفلام المنافسة في المهرجان، وهو "ذي وورلد تو كام" لمنى فاستفولد.

كذلك نال الممثل الإيطالي بييرفرانشيسكو فافينو جائزة عن مشاركته في فيلم "بادرينوسترو" لكلاوديو نوتشي بدور موظف حكومي إيطالي رفيع يتعرض لاعتداء خلال فترة الاضطرابات السياسية المعروفة بـ"سنوات الرصاص".

وتشكّل إقامة دورة هذا العام التي كانت موضع اهتمام كبير في أوساط السينما بوصفها أول ملتقى سينمائي رئيسي منذ بدء تدابير الحجر، إنجازاً بحد ذاتها وفق المنظمين.

وأقيم المهرجان وسط مراقبة مشددة على المشاركين تشمل إلزامهم وضع كمامة، وأخذ حرارة جسمهم وفرض التباعد بينهم. وقد أشار المنظمون إلى عدم تسجيل أي بؤرة لفيروس كورونا المستجد خلال الحدث، ما أتاح الاستمرار فيه حتى النهاية.

ويشكل ذلك بارقة أمل لقطاع السينما الذي تكبد خسائر فادحة جراء الأزمة، وللعاملين في القطاع ومحبي الفن السابع الذين أتخموا بالأفلام عبر خدمات البث التدفقي في الأشهر الأخيرة خلال فترة الحجر.

 

العربي الجديد اللندنية في

13.09.2020

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004