كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

سلام مربع للفنان المربع!

طارق الشناوي

عن رحيل القشاش

حسن حسني

   
 
 
 
 
 
 

ونحن على منصة التكريم فى مهرجان القاهرة السينمائى قبل أقل من 18 شهرا قال لى مداعبا أول مرة أعرف أنى فنان مربع، كنت قد أصدرت عنه كتاب (المشخصاتى) ووصفته بأنه يبدع فى المجالات الأربعة سينما مسرح تليفزيون إذاعة.

آخر لقاء جماهيرى عاشه حسن حسنى عندما وقف على خشبة المسرح أثناء تكريمه بالمهرجان وجدت كل الحاضرين فى دار الأوبرا بلا اتفاق يقفون أكثر من خمس دقائق وقلوبهم قبل أياديهم تصفق، اللقاء الثانى بعد 48 ساعة فقط بالمسرح المكشوف وامتدت الندوة كاملة العدد التى كان مقدرا لها ساعة لتصبح ساعتين، أحالهما حسن حسنى إلى حالة من الضحك والبهجة، ذاكرته دائما حاضرة بالكلمة الموحية والقفشة الحراقة والنكتة اللاذعة التى لا تتجاوز أبدا حدود اللياقة.

أتذكر عندما ذهبت لمنزله فى مدينة 6 أكتوبر لإجراء حوار نتوقف فيه معا عند بعض لمحات من المشوار، هيأت نفسى لكى أنعش ذاكرته ببعض المواقف، وكنت شاهدا عليها، فاكتشفت أن ذاكرة الأستاذ لم تغادرها حتى أدق التفاصيل.

وكما فاجأت الأستاذ حسن بالتكريم، فاجأنى هو بتلك اللمحة، وجدت فى غرفة مكتبه مقالا قديما لى عمره أكثر من خمسة عشر عاما، أحاطه ببرواز ذهبى، لم أتخيل وأنا أكتب المقال أنه يستحق كل هذه الحفاوة، من فنان تصدر بغزارته الرقمية وقدراته الإبداعية المشهد الفنى، صار واحدا بين عدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، قدموا كل هذا الكم من الأفلام والمسلسلات والمسرحيات، بالتأكيد حال عدد من هذه الأفلام مثل حال السينما المصرية (حبة فوق وحبة تحت)، وإن شئت الدقة (حبتين أو ثلاثة تحت)، إلا أن الثابت هو أن لدينا نقطة ارتكاز عميقة اسمها حسن حسنى، فهو يشكل دائما عامل جذب مهما كان مستوى العمل الفنى، وكأنه البنية التحتية الراسخة للشريط السينمائى.

نعم يتباين مستوى الأعمال، ومن الممكن أن تجده يتنقل بين أكثر من شخصية فى نفس الوقت، لكنه أبدا لا يكرر الأداء، كان يصطحب معه أحيانا من خلال مساعده (دولاب متحرك) يسير على عجل يضع فيه ربما ملابس خمس شخصيات مختلفة، ورغم ذلك كان عليه أن يعايش كل شخصية وأن يُمسك تفاصيلها الخاصة، وألا تترك واحدة بصماتها على الأخرى، وتلك قدرة استثنائية أنعم الله بها على حسن حسنى، أن يتحرر من شخصية وجدانيا لينتقل بسلاسة لأخرى ثم الثالثة والرابعة، تلك هى المرونة عندما تتجلى فى أروع صورها.

دائما كنا نردد مع مطلع الألفية الثالثة، شاهدنا فى العيد ستة أفلام بينها سبعة يشارك فى بطولتها حسن حسنى، تبدل طبعا الحال فى آخر عامين بعد أن تضاءل العدد، ولكن لا يزال حسن فى البؤرة!! نجمنا الكبير هو تميمة النجاح، حتى أصبح تواجده بغزارة فى الأفلام قاعدة متعارفا عليها، لم يستطع أحد تنميطه فى قالب محدد، رغم أن السينما المصرية بطبعها وعلى سبيل الاستسهال تُشجع الجميع على التنميط.

حسن حسنى يقف دائما على الشاطئ الآخر من هذا المنهج، هو لا يذهب للشخصية الدرامية بمفاتيحه، ولكنه يُطلق للشخصية الدرامية العنان لتفرض هى مفاتيحها عليه، وهذا هو معنى الإبداع فى فن (التشخيص)، تستطيع أن تقول إن ملامح حسن حسنى عندما تجاوز الخمسين من عمره، حركت وميض الإبداع بداخله، الحقيقة أن الأمر تخطى الملامح وانتقل إلى الوجدان، وكأن الجمهور ينتظره فى تلك المرحلة العمرية، لتبدأ رحلة النجومية، كحالة استثنائية، مع بدايات العقد السادس من العمر.

(أسطى) التمثيل القادر على أن ينتقل بزاوية 180 درجة من النقيض للنقيض، يقول الفيلسوف الفرنسى «هنرى برجسون» فى كتابه فلسفة الضحك (الحياة مأساة تراجيدية لمن يشعرون.. ملهاة كوميدية لمن يفكرون)، تستطيع أن تلتقط المغزى الكامن، وهو أن زاوية الرؤية فى الحياة هى التى تحدد لنا الموقف، هل نذرف دمعة أم نطلق ضحكة؟ والفنان الكوميدى، عندما يتمتع بعمق الموهبة يستطيع أن يلتقط دائماً الوسيلة لإطلاق الضحكات حتى فى عز المأساة والدموع فى عز الملهاة!!.

حسن حسنى من هؤلاء القادرين على توجيه مشاعرنا لكى نبكى أو نضحك، لأنه الممثل الكبير أولا، قبل أن تُطلق عليه (الكوميديان) الكبير، الكوميديا هى العنوان الأكثر جماهيرية، إلا أن الذى منح الفنان الكوميدى كل هذا العمر من البقاء فى مقدمة (الكادر) رغم تعدد الموجات الفنية، وولادة أكثر من جيل، هو عمق الموهبة بل تفردها، ولا يزال حسن حسنى يتمتع بمرونة تتيح له استيعاب مفردات هذا الجيل، والقدرة على فك (شفرة) الزمن، هو الأستاذ صاحب الخبرة العريضة الذى يستطيع أن يُمسك بنبض الشخصية، وكأنه يعيد تشكيل الصلصال، ليُصبح هو (الصلصال)، الذى تتغير فى كل مرة ليس فقط ملامحه ولكن أحاسيسه الداخلية.

ومن أهم المواقف التى عايشتها واقعة كنت شاهدا عليها عام 1993، لا أزال أتذكر جيداً مساء ذلك اليوم، عندما وقف الكاتب الكبير «لطفى الخولى» يعلن من خلال دار الأوبرا نتائج لجنة تحكيم المهرجان القومى الثالث للسينما المصرية.. كنا نترقب بشغف جائزة أفضل ممثل التى كان يتنافس عليها عادل إمام ومحمود عبدالعزيز وأحمد زكى ونور الشريف، ثم جاءت المفاجأة، عندما قال «الخولى» قررت لجنة التحكيم بالإجماع منح جائزة أفضل ممثل للفنان حسن حسنى عن دوره فى فيلم «دماء على الأسفلت»، للوهلة الأولى سيطرت علينا المفاجأة وألزمتنا الصمت، بعد لحظات ضجت القاعة كلها بالتصفيق لحسن حسنى وبالإعجاب للجنة التحكيم، ورئيسها على هذا الاختيار الذى تجاوز فى موضوعيته ونزاهته كل آراء النقاد!!.

كان هذا يعد أول اعتراف رسمى من الدولة بأن «حسن حسنى» ليس مجرد ممثل مبدع فى الأدوار الثانية، ولكنه عندما تتاح له مساحة درامية، يستطيع أن يصول ويجول ويمسك بالتفاصيل الدقيقة للشخصية الدرامية وأصبح هو فرح حسن حسنى، والغريب أن (العريس) لم يتمكن من حضور الزفاف، فلقد كان فى بيروت يصور أحد الأفلام ولم يتسلم الجائزة، التى حملها عنه مخرج الفيلم عاطف الطيب، والذى يعتبر واحدا من أكثر مخرجى السينما المصرية، إيمانا بموهبة حسن حسنى، فلقد كان يرى أن هذا الفنان الكبير بئر لم نرتو منها سوى برشفات قليلة.

وكما أنه لا تجوز صلاة بدون وضوء أصبح فى قانون السينما لا يجوز أن يُصبح الفيلم فيلما بدون بصمة «حسن حسني»!!.

قبل أن نصل إلى الربع قرن الأخير من مشوار «حسن حسني»،والذى أصبح من خلاله عنوانا ثابتاً للحياة الفنية فى مصر، أقلب معكم بعض الأوراق الهامة فى أجندة «حسن حسني» الإبداعية التى وضعته فى تلك المكانة الخاصة لسينما هذا الجيل، نبدأ مع المخرج «عاطف الطيب» حيث كانت بينهما حالة من الكيمائية، «الطيب» منح «حسن حسني» أدواراً هامة فى أفلام «سواق الأتوبيس» و«البريء» و«البدرون» و«ضربة معلم» و«الهروب» ثم البطولة المشتركة مع نور الشريف فى «دماء على الأسفلت»،، حوالى 30% من مجموع أفلام ( الطيب) يشارك فيها حسن حسنى، وهذا دليل عملى على أن الطيب كان يرى فى موهبتة ما لم يستطع أن يراه الآخرون.

ومع «داود عبد السيد» أتوقف أمام دوره الذى أداه بكل انتشاء فى فيلم «سارق الفرح» هذا الفيلم من الممكن أن يعتبر واحداً من أفضل أفلام السينما المصرية ومن أفضل أفلام «داود»، لولا تفاصيل ليس الآن مجال رصدها، بلا شك ظلت هناك لمحات خاصة عصية على النسيان، تابعنا «حسن حسنى» فى مشهد لا أنساه، وهو يعزف على الرق، وأمامه ترقص «حنان ترك» وتتمايل، ومن خلال النظرات المتبادلة بين «حسن حسنى» و«حنان» قدم الاثنان إيحاء بليغاً بلا أى مباشرة لعلاقة جنسية، لم نر شيئاً منها، سوى فقط نقرات أصابع «حسن حسنى» لتضبط الإيقاع، وومضات «حنان ترك» التى تعبر بها عيناها، قال حسن حسنى لداود بعد أن قرأ السيناريو، أنا معك بلا مقابل، يكفينى أن أؤدى هذا المشهد!!.

مع المخرج «أسامة فوزى» فى «عفاريت الأسفلت» دور الحلاق حالة أخرى من التحليق الفنى، كان (المونولوج) الدرامى الطويل هو أحد أسلحة أسامة فوزى فى التعبير، الحلاق الذى كثيرا ما يثرثر بالكلمات والحكايات، وينتقل من حالة إلى أخرى، وهذا نوع من التحدى، بحاجة كما يقولون إلى غول تمثيل، الأمر ليس متعلقا بطول جُمل الحوار، وضرورة حفظها، ولكن بالقدرة على الانتقال بنعومة من حال إلى آخر والتلون مع كل لمحة تعبيرية لتلك الشخصية.

ومع «رضوان الكاشف» فى «ليه يا بنفسج»، كان هو أشبه برائحة زهرة (البنفسج)، فلقد كان يُشكل بتواجده فى دور فاقد البصر بصيرة الفيلم، ومع نجوم الكوميديا قدم من إخراج «شريف عرفة» أول ثلاثة أفلام لعب بطولتها «علاء ولى الدين» وهى «عبود على الحدود» و«الناظر» و«ابن عز».

أول فيلمين (عبود) و(الناظر) من أفضل ما قُدم على مستوى الكوميديا فى العشرين عاما الأخيرة.

ويبقى أن مدرسة الكوميديا الجديدة فى السنوات الأخيرة قدمت أكثر من تلميذ احتل مقعد الألفة فى الفصل، إلا أن هؤلاء لم يحصلوا على شهادتهم إلا بعد توقيع حسن حسنى، على شهادة التخرج، إنه الفنان المبدع صاحب الطلة، (المشخصاتى) كما ينبغى أن يكون (المشخصاتى)، وهذا هو فى الحقيقة مفتاح حسن حسنى، سره وسحره، ظل حسن حسنى داخل الملعب حتى لو استلزم الأمر أن يظل جالسا على الكرسى مثلما شاهدناه فى فيلم (خيال مآنة) إلا أن حضوره وإشعاعه لا يخبوان أبدًا.. وداعا (حضرة الناظر)!!

tarekelshinnawi@yahoo.com

 

####

 

وداعاً حسن حسنى.. الجوكر

كتب: ريهام جودة

«يا أم نيازى.. صحى نيازى.. قوليله عم حسن حسنى مات»، جملة مؤثرة ودع بها محبو وجمهور الفنان القدير حسن حسنى الذى توفى أمس عن 89 عاما إثر أزمة قلبية مفاجئة، مستخدمين أحد أشهر إفيهاته فى فيلم «غبى منه فيه»، ليس فقط زملاؤه وتلامذته فى الوسط الفنى، ولكن أيضا جمهوره الذى عشق عفويته وموهبته، وحفظ إفيهاته التى سطرت نجاح عدد من نجوم السينما والتليفزيون خلال العقود الثلاثة الماضية، منهم علاء ولى الدين وأحمد حلمى ومحمد هنيدى ورامز جلال ومحمد سعد، ولم يقتصر حضوره على تقديم الكوميديا السلسلة، بل تألق فيها أيضا بأدوار الشر، أحيانا يمزجه بالكوميديا ليظهر على الشاشة الشرير خفيف الظل الذى لا تملك أن تكرهه، وأحيانا يقدم الشر المطلق، أو الدراما التراجيدية لذلك الأب المُهمل لسنوات بسبب سجن ابنه، ذلك المشهد الذى أبكى جمهوره فى مسلسل «رحيم» قبل 3 أعوام ولا يزال عالقًا فى أذهاننا، ولا تملك سوى أن تحييه على ذلك التلوّن فى فنون الأداء والموهبة المتنوعة، رحل حسن حسنى تاركا وراءه ميراثا من محبة الجميع وأعمالا لن تنسى ومنهجا فنيا محببا ساخرا ومميزا لن يتكرر.

وزيرة الثقافة: صنع نجومية من نوع خاص

من أحد المستشفيات بمدينة 6 أكتوبر شُيع جثمان الفنان القدير حسن حسنى، ظهر أمس، بحضور عدد محدود من زملائه وتلامذته بالوسط الفنى، إلى جانب أفراد أسرته وأقاربه الذين حرصوا على الحضور فى ظل الإجراءات الاحترازية لمواجهة انتشار فيروس كورونا، حيث أقيمت صلاة الجنازة على الراحل بالقرب من مقابر الأسرة بطريق القاهرة- الفيوم الصحراوى، وحرص عدد من الفنانين على مرافقة الجثمان إلى مثواه الأخير، والتواجد فى المستشفى منذ الصباح، ومنهم المطرب سعد الصغير، ود.أشرف زكى نقيب المهن التمثيلية، والفنان منير مكرم وكيل نقابة المهن التمثيلية، والمنتج أحمد السبكى، والفنانة روجينا التى قالت إنها تلقت آخر مكالمة منه فى رمضان، حيث هنأها على دورها فى مسلسل «البرنس»، ولم تكن تعلم أنها ستكون المكالمة الأخيرة بينهما، وأكدت أن الفنان الراحل كان صاحب مواقف إنسانية ومهنية مع الجميع وأبا وليس ممثلا فقط، وقال الفنان أحمد حلمى الذى شاركه «حسنى» بالظهور فى أفلامه، ومنها «زكى شان» و«ميدو مشاكل» وآخرها «خيال مآتة»: فقدنا رمزا من رموز الضحك الذى كان له إسهاماته الفنية والإنسانية.

ونعت وزارة الثقافة الفنان الراحل، فى بيان رسمى، وقالت د.إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، إن فن التمثيل فقد إحدى علاماته البارزة، حيث تميز الراحل بالحضور والقدرة على الأداء بصدق وإتقان، ونجح فى صنع نجومية من نوع خاص بعد أن تفوق فى وضع بصمات متفردة على الشخصيات التى جسدها فى المسرح والسينما والتليفزيون والإذاعة. وقال د.أشرف زكى، نقيب المهن التمثيلية، إن الفنان الراحل صاحب مدرسة فى التمثيل لن تتكرر، وقدم العديد من الأدوار التى ارتبطت به وأسهمت فى نجاحات عدد من فنانى الكوميديا، ولفت «زكى» إلى آخر تكريم للفنان الراحل، وكان بنقابة المهن التمثيلية، حيث حضر على مسرح النهار التابع للنقابة خلال الدورة الرابعة من مهرجان النقابة فى ديسمبر الماضى، محاطا بعدد من تلامذته ممن أسهم فى نجاحاتهم، ومنهم محمد سعد ومحمد هنيدى، وقال كلمة مؤثرة «سعيد أوى وفرحان أوى إنهم لحقوا يكرمونى وأنا لسه عايش، والله بكلمكوا جد علشان أفرح بالتكريم ده وأنا وسطيكوا لسه، فشكرا أنا سعيد بيكوا أوى».

وكرم الفنان الراحل حسن حسنى خلال الأعوام الأخيرة من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى قبل عامين، حيث شكر الحضور وقال «شكرا إنكم كرمتونى وأنا عايش»، ومن المركز الكاثوليكى للسينما، برئاسة الأب بطرس دانيال، فى دورته الـ66، حيث داعب الحضور لحظة تسلمه الجائزة «هو أنا قادر أشيل نفسى».

وكان آخر ظهور للفنان الراحل فى مسلسل «سلطانة المعز» فى رمضان الماضى، وشهد فيلم «خيال مآتة» آخر ظهور سينمائى له مع الفنانين أحمد حلمى ومنة شلبى، والذى عرض فى عيد الأضحى الماضى.

ويعتبر حسنى حسنى القاسم المشترك وتميمة الحظ لأفلام الكوميديا فى السنوات العشرين الأخيرة، نظراً لظهورهِ فى معظم أفلام الكوميديا للكوميديانات الشباب، وأطلق عليه الكاتب الراحل موسى صبرى لقب «القشاش» لامتلاكه الموهبة والقدرة على تجسيد أى شخصية، سواء كانت كوميدية أو تراجيدية، ووصفه كالقطر الذى «يقش» دائما كل ما أمامه، لكنه لقى هجوما بسبب مشاركاته المتعددة فى أفلام الشباب الجدد من الكوميديانات، لدرجة أن بعض النقاد قالوا إن حسن حسنى يبدد موهبته فى أفلام لا ترتفع لمستوى أفلام المقاولات.

ملك الإفيهات

اشتهر الفنان الراحل حسن حسنى بالعديد من الإفيهات التى تناقلها الجمهور ولاتزال محفوظة رغم مرور سنوات على تقديمها فى الأفلام، ومنها «ياناس محدش ياخد ميدو ابنى ويدينى بداله مروحة» فى فيلم «ميدو مشاكل»، مع أحمد حلمى، و«خاف ياعيد» فى فيلم «عيال حبيبة» مع حمادة هلال، و«يافاشل يافاشل» مع كريم عبد العزيز ومحمد لطفى فى فيلم «الباشا تلميذ»، و«دى حاجة لو عرفتوها تبقوا عُمد» فى فيلم «محامى خلع» مع هانى رمزى وداليا البحيرى، و«أمك حلوة قوى يا لمبى» مع محمد سعد وعبلة كامل من فيلم «اللمبى»، و«ياراجل ياعيل» لمحمد عطية فى فيلم «درس خصوصى».

490 عملًا فى السينما والمسرح والتليفزيون قدمها الراحل.

6 سنوات.. كان عمره حين فقد والدته، وهو الحدث الذى أثر فيه كثيرا.

1967 قدم العديد من المسرحيات مع رفيق مشواره الفنان حسن عابدين، وبعد حلّ المسرح العسكرى احترفا العمل بالمسرح.

1956 حصل على الشهادة التوجيهية، بعد أن قدم مسرحيات مدرسية شارك فى تقييمها الفنان حسين رياض الذى أثنى على موهبته.

9 سنوات قضاها بالعمل فى فرقة تحية كاريوكا بداية السبعينيات، وقدم خلالها أجمل مسرحياته، على حد تعبيره، ومنها «روبابيكيا وصاحب العمارة».

5 جوائز حصدها عن شخصية «ركبة» فى فيلم «سارق الفرح» الذى طلب المشاركة فيه من مخرجه داوود عبدالسيد.

 

المصري اليوم في

31.05.2020

 
 
 
 
 

مصر تودّع الفنان حسن حسني... عميق الموهبة وواسع الانتشار

رحل عن عمر ناهز 89 عاماً

القاهرة: عبد الفتاح فرج

ودعت مصر الفنان الكبير عميق الموهبة وواسع الانتشار، حسن حسني الذي وافته المنية فجر أمس عن عمر يناهز 89 عاماً إثر إصابته بنوبة قلبية مفاجئة.

حضور حسني الطاغي بالفن المصري خلال الخمسين عاماً الماضية، التي قدم فيها نحو خمسمائة عمل فني سينمائي وتلفزيوني ومسرحي، تناسب مع تأثير خبر رحيله على الوسط الفني والشعبي في مصر وبعض الدول العربية، إذ نعاه عدد كبير من الفنانين المصريين والعرب أمس بكلمات مؤثرة تنم عن حالة حب كبيرة كان يتمتع بها الفنان الراحل، كما نعاه آلاف المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي وتسابقوا في نشر لقطات من أهم أعماله.

الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة المصرية، نعت الفنان الراحل عبر بيان صحافي أمس قائلة: «الفن المصري فقد أحد علاماته البارزة، حيث تميز الراحل بالحضور، والقدرة على الأداء بصدق وإتقان ونجح في صنع نجومية من نوع خاص بعد أن تفوق في وضع بصمات متفردة على الشخصيات التي جسدها في المسرح والسينما والتلفزيون».

إطلالة حسني الأخيرة على مسرح مهرجان القاهرة السينمائي في دورته قبل الماضية خطفت الأنظار، لا سيما بعد تصفيق كبار النجوم له طويلاً وهم واقفون كنوع من التكريم ورد الجميل لمشواره الفني الطويل... كما تركت كلماته القليلة التي كانت تسبقها الدموع لحظة تكريمه على المسرح أثراً كبيراً بين الجمهور والفنانين: «أنا سعيد وفرحان أوي إنهم لحقوا يكرموني وأنا لسه عايش».

بدأ حسن حسني حياته الفنية بدور صغير في فيلم «الكرنك» مع المخرج علي بدرخان في عام 1975، ثم فيلم «سواق الأتوبيس» الذي أخرجه عاطف الطيب في عام 1982. كما شارك في مسلسل «أبنائي الأعزاء شكراً» مع الفنان الراحل عبد المنعم مدبولي، وجسد شخصية الموظف الفاسد المرتشي، وهو الدور الذي عرفته الجماهير من خلاله.

الفنان الراحل الذي لُقب بـ«قشاش السينما والفيديو والمسرح» و«المنشار» من فرط ظهوره على شاشات السينما، كان يرفض إجراء الحوارات الصحافية والتلفزيونية، ولا يهتم بالبحث عن صوره في الصحف، أو مع أي شخصية التقط صورة معها مهما كان قدرها، كان يهتم بالوجود الفني لإرضاء ذاته ولتأمين نفسه مالياً من تقلبات الزمن بحسب وصفه في حوار سابق. فقبل رحيله بأيام قليلة، شارك حسني المولود في عام 1931 بحي القلعة الشعبي وسط القاهرة، في موسم دراما رمضان 2020 في مسلسل «سلطانة المعز» مع غادة عبد الرازق، وذلك بعد مشاركته في مسلسل «أبو جبل» مع مصطفى شعبان موسم رمضان قبل الماضي، كما شارك أيضا في موسم عيد الأضحى السينمائي الماضي، في فيلم «خيال مآتة»، من بطولة أحمد حلمي، ومنة شلبي وخالد الصاوي وبيومي فؤاد.

رغم اختيار حسني حصر نفسه في كثير من الأدوار الكوميدية في النصف الثاني من مشواره الفني، فإنه قدم جميع القوالب الفنية ببراعة على مدار مشواره، معتمداً على قدراته التمثيلية الكبيرة والموهبة العميقة، فبعض عباراته والإفيهات السينمائية المرتبطة به لا تزال حاضرة بين المصريين حالياً في حواراتهم اليومية على غرار «حاجة لو عرفتوها تبقوا عمد»، و«عم بخ»، و«الحاج كامل» وغيرها. حسن حسني نجح في تجسيد شخصيات كوميدية عدة على غرار (الأب الظريف الحنون) في «ميدو مشاكل» و«زكي شان» مع أحمد حلمي، و(الأب البخيل الكوميدي) في «جلعتني مجرما»، و«عيال حبيبة»، و(المعلم ضبش) في «غبي منه فيه» مع هاني رمزي، وعمدة المصريين في «عوكل»، و(المعلم فرج) في «بوحه»، وعم بخ في «اللمبي»، و(الحاج كامل) في «كتكوت» مع محمد سعد، و(ناظر المدرسة) في فيلم «الناظر» ووالد عبود قاسي القلب في «عبود على الحدود»، مع الفنان الراحل علاء ولي الدين. والأب الصعيدي في «محامي خلع» مع هاني رمزي، و«عسكر في المعسكر» مع محمد هنيدي، ولواء الشرطة في «الباشا تلميذ»، وتاجر المخدرات في «خارج على القانون» مع كريم عبد العزيز. وغيرها من الأعمال السينمائية المهمة خلال الألفية الجديدة، بجانب عدد من المسرحيات من بينها «عفرتو» و«حزمني يا»، و«جوز ولوز».

ورغم أن حسني كان يستقبل إشاعات وفاته بابتسامات ساخرة، فإنه أبدى انزعاجه الشديد من آخر إشاعة، وقال في مداخلة تلفزيونية له العام الماضي، «هذه رابع مرة تحدث معي، وكأن هؤلاء ينتظرون موتي، وأنا لا أعلم ماذا يريدون منّي، وحينما يأتي الأجل فسأرحل دون قول (باي باي) لأحد»، وأضاف متهكماً: «خايف لمّا أموت ماحدش يسأل علي بسبب الإشاعات».

وشيعت جنازة الفنان الراحل أمس من أمام مقابر أسرته بطريق الفيوم (جنوب غربي القاهرة) وتمت صلاة الجنازة بالمقابر قبل دفن الجثمان بحضور أفراد أسرته وبعض الفنانين.

حسني صاحب الظهور النادر على شاشات البرامج الفنية، أكد في ندوة تكريمه بمهرجان القاهرة عام 2018، أنه لم يكن يهتم بحجم مشهد أو أين يتم وضع اسمه على التترات: «كنت دائما أبحث عن الأدوار التي تدخل القلوب وتترك بصمة في ذاكرة الجمهور، وأوقات كثيرة عرض علي سيناريو به دور كبير وكنت أرفضه وأبحث عن سيناريو به مشهد واحد ولكن مهم».

«القشاش» الذي برع في الكوميديا وترك بصمة جماهيرية لافتة، منذ منتصف تسعينات القرن الماضي، بدأ حياته الفنية عبر أدوار الشر التي حصره المخرجون فيها بعد نجاحه اللافت في تجسيدها، قبل أن يقرر الخروج من جلباب الشر عبر تقديم أدوار صغيرة قادته إلى عالم الكوميديا الرحب الذي حقق فيه نجاحاً كبيراً، بعد اكتسابه هذا النوع من المواطنين في الشارع المصري حيث كان يحتفظ بطريقة إلقاء الإفيهات والنكات ليستعين بها في أفلامه، بحسب تصريحاته، التي أكد فيها أنه قدم كل الأدوار التي حلم بها، باستثناء بعض الأدوار من المسرح العالمي. موضحاً أن الفيلم الوحيد الذي سعى من أجل المشاركة به هو «سارق الفرح» للمخرج داود عبد السيد، حيث عرض عليه المشاركة فيه حتى ولو من دون أجر، قبل أن يحصل على 5 جوائز بسبب شخصية «ركبة» التي جسدها في الفيلم. وشارك في العديد من الأفلام إلى جانب سعاد حسني، منها «أميرة حبي أنا» 1974 و«الكرنك» 1975، ومن أهم أعماله «سواق الأتوبيس»، و«رأفت الهجان»، و«بوابة الحلواني»، و«المغتصبون»، و«المواطن مصري»، و«القاتلة»، و«السيد كاف»، و«سارق الفرح»، و«ناصر 56».

 

الشرق الأوسط في

31.05.2020

 
 
 
 
 

نادر عدلي: حسن حسني العامل الرئيسي في نجاح النجوم على مدار 20 عاما

الناقد الفني: رحيله خسارة كبيرة للوسط الفني

كتب: (أ.ش.أ)

سيطرت حالة من الحزن على الوسط الفني بعد وفاة الفنان الكبير حسن حسني، الذي رحل عن عالمنا، أمس السبت، عن عمر يناهز 89 عاما أثر تعرضه لأزمة قلبية مفاجئة، أدت إلى دخوله إحدى المستشفيات مساء أمس الأول الجمعة، وظل على مدار الـ 24 ساعة داخل العناية المركزة حتى فارق الحياة.

وتنوعت عبارات النعي التي كتبها العديد من الشخصيات العامة والفنانين في وداع الفنان الكبير، لكنهم أجمعوا على أنه كان إنسان يتمتع بطيبة القلب ويعتبر الأب الروحي لعدد كبير من الفنانين وترك بصمة مؤثرة في قلوب محبيه ومتابعيه.

وقال الناقد الفني نادر عدلي، إن رحيل الفنان حسن حسني يعتبر خسارة كبيرة للوسط الفني، حيث شغل الفنان الراحل مساحة مهمة وكبيرة سواء في المسرح أو الدراما التليفزيونية أو السينما وترك بصمة كبيرة ومؤثرة في المجال الفني واستطاع على مدار 20 عاما أن يكون العامل الرئيسي في نجاح عدد كبير من نجوم الفن، لذا يعتبره الكثيرون الكوميديان الأول في مصر مهما تعددت أسماء من قاموا بأدوار البطولة.

وأضاف  عدلي :"كانت مشاركة الفنان الراحل حسن حسني في العديد من الأعمال الفنية وخاصة في السينما وتواجده إلى جوار العديد من النجوم أمثال محمد هنيدي ومحمد سعد وهاني رمزي وكريم عبد العزيز أحد أهم عوامل نجاحهم على المستوى الجماهيري، فأي ممثل كوميدي يبحث عن إضحاك الجمهور لابد أن يكون إلى جواره فنان كبير ولعب حسن حسني هذا الدور ببراعة كبيرة".

وأشار عدلي، إلى أن الفنان الراحل حسن حسني شارك في العديد من الأعمال الدرامية المتميزة وكان يعطي لتلك الأعمال ثقلا فنيا كبيرا ومن أبرزها مسلسلات أرابيسك، رأفت الهجان، بوابة الحلواني، رحيم، الأب الروحى، العار والزوجة الرابعة.

وأوضح عدلي، أن الفنان الراحل حسن حسني ساند العديد من النجوم الشباب في المسرح الكوميدي وجميعهم كانوا يعتبرونه بمثابة الأب الروحي لهم، وحرصوا على إقناعه بالمشاركة في أعمالهم، نظرا لأنه كان يتمتع بخبرة كبيرة وكان حريصا على طرح مقترحات مهمة في أعماله كانت محل تقدير وساهمت في تقديم دراما متماسكة وبرع في استخلاص البسمة من الموقف الدرامي، فكان الراحل يتمتع بالموهبة سواء على مستوى الفطرة أو الدراسة.

واختتم نادر عدلي، حديثه عن الفنان حسن حسني، قائلا: "على الرغم من تألق فنانين آخرين من أبناء جيله إلا أن اعتماد صناع الأعمال الفنية الأكبر كان عليه، فأسندوا إليه المساحات الأهم، فمشواره السينمائي رائع، كما يعد الفنان الراحل محبوب جمهور الدراما التليفزيونية لأنه كان يمتلك متعة الأداء وترك أثر في نفس المشاهد، وكان أبناء الوسط الفني الذين تعاملوا معه يحبونه لتواضعه الشديد وابتسامته الحاضرة".

 

####

 

طارق الشناوي عن الراحل حسن حسني: حالة فريدة من الإبداع

كتب: (أ.ش.أ)

نعى الناقد الفني، طارق الشناوي، الفنان حسن حسني الذي توفي في ساعة مبكرة من صباح أمس السبت، عن عمر ناهز 89 عاما أثر أزمة قلبية مفاجئة.

وقال الناقد الفني طارق الشناوي، إنه مما لاشك فيه أن الفنان الراحل حسن حسني يعتبر موهبة عميقة متعددة الاتجاهات استطاع أن يترك بصمة في قلوب المشاهدين، ويعتبر رحيله خسارة كبيرة للوسط الفني، لافتا إلى أن الفنان الراحل شارك في العديد من الأعمال السينمائية إلى جانب أكثر من 40 عملا دراميا، استطاع من خلالها ترك بصمة واضحة في أدوار لن تمحى من الذاكرة.

ووصف طارق الشناوي، الفنان الراحل حسن حسني، بأنه حالة فريدة من الإبداع، حيث برع في تقديم التراجيديا والكوميديا بفضل ذكائه وحضوره البديع الذي لا ينقطع وقدرته على التقاط التفاصيل إلى جانب خفة الظل التي كان يتمتع بها، مشيرا إلى أنه نجح في جذب انتباه كبار المخرجين إليه على الرغم من أنه ظل لسنوات في منطقة "الظل"، ومن بينهم عاطف الطيب وشريف عرفة، وبرع في أداء الأدوار الدرامية "الثقيلة" في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي.

ولفت الشناوي إلى أن الفنان الراحل حسن حسني حصل بإجماع آراء لجنة التحكيم في المهرجان القومي للسينما المصرية عام 1993 على جائزة أحسن ممثل دور عام 1993 في الوقت الذي كان يطرح فيه أفلام لكبار نجوم السينما وذلك عن مشاركته في فيلم "دماء على الأسفلت" رغم ظهوره في مشاهد معدودة قياسا ببطل العمل نور الشريف، حيث خطف الأضواء بتعبيره عن شخصية الأب الشريف.

وأضاف الشناوي: "ترك الفنان الراحل حسن حسني بصمته الكوميدية على مجموعة من الأفلام الخفيفة التي غيرت وجه السينما المصرية، ويعتبر العامل الأساسي في شهرة وتألق العديد من الفنانين من بينهم علاء ولي الدين، محمد هنيدي، محمد سعد، أحمد حلمي وهاني رمزي، إلى جانب قدرته على استخلاص البسمة من الموقف الدرامي وفهم واكتشاف شفرات الكوميديا".

 

####

 

"خِتم النجاح".. حسن حسني علامة مميزة في رحلة جيل الشباب

كتب: ضحى محمد

عمل الفنان حسن حسني مع معظم الوجوده الجديدة منذ بداية الألفينات، والذين أصبحوا نجوما بعالم الفن في الوقت الحالي .

وكان حسني داعما أساسيا للمواهب الشابة، والعمود الفقري للعمل الفني، حيث وقف إلى جانب الأجيال الجديدة التي ظهرت بعده وشاركها بدايتها السينمائية مثل علاء ولي الدين في "عبود على الحدود" ومحمد سعد في "اللمبي"، ومحمد هنيدي الذي شاركه العديد من الأفلام والمسرحيات ومنها: "يا أنا يا خالتي"، و"عسكر في المعسكر"، ومسرحية "حزمني يا".

بالإضافة إلى تعاونه مع الفنان هاني رمزي في "محامي خلع" وأحمد حلمي في "ميدو مشاكل" وأحمد عيد في "ليلة سقوط بغداد"، و "رامز جلال" في فيلم "أحلام الفتي الطائش"، إلا أن قدم معه أكثر من عمل فني حتي أصبح "رامز" لا بتفائل بدخول عمل فني بدونه، حيث أنه قرر أن ينام 3 أيام تحت منزله من أجل أن يشاركه في فيلم "مراتي وزوجتي".

 

####

 

6 أعمال لـ"حسن حسني" تبعد عن الكوميديا في بداية حياته الفنية

كتب: ضحى محمد

صنع الضحكة على وجوه الملايين طوال عقود، جعل الكوميديا رمزا لأعماله، يقف بجوار الوجوه الجديدة، وداعم مرن للكوادر الفنية المخضرمة، أعماله السينمائية رغم كثرتها إلا أنها محفورة بذاكرة المصريين، و"إفيهاته" تسبق كوميديانات الصف الاول، فهو بمثابة الظهر الحصين والعمود الفقري الذي لاغني عنه في الأعمال الفنية .

شارك "حسني" في 6 أعمال تبعد عن الكوميديا خلال العقد الأول من مشواره، فمن شخصية الشيخ قيسون المنشد الضرير في "البدرون" إلى "عوني" الرجل المادي في "سواق الأتوييس" وكان دوره علامة فارقة في حياته المهنية والفنية، حيث لفت إليه الأنظار كممثل قادر على أداء أدوار الشر تحديدا بشكل مختلف.

إلى دور الضابط القاسي في "البريء"، ودور مساعد وزير الداخلية في "زوجة رجل مهم"، والصديق الوفي في "الظالم والمظلوم"، إلى شخصية الموظف الاستغلالي في "فارس المدينة"، بالإضافة إلى مشاركته في فيلم "سارق الفرح" بدور شخصية "ركبة" القرداتي، ذلك العمل الذي طلب المشاركة فيه مع المخرج داوود عبدالسيد حتي وإن لم يحصل علي أجر، ونال على الدور 5 جوائز.

يذكر أن الفنان حسن حسني وفاته المنية صباح أمس، بعد إصابته بأزمة قلبية حادة، وتم دفنه جثمانه بمقابر الأسرة .

 

####

 

نقاد عن حسن حسني: سطَّر تاريخا ضخما.. وتجمعه علاقة إنسانية بالجمهور

عبدالمجيد: ترك بصمة في تاريخ الفن.. والشناوي: تفوق على العمالقة

كتب: كريم عثمان

فنان من طراز فريد، أجاد لعب كل الأدوار بشكل مخيف، فتجده تارة وزيرا، أو ضابطا سريا، وتارة أخرى فلاحا وعمدة قرية أو عازف كمان فاشل، ليسطر بهذه الأدوار وغيرها الفنان حسن حسني، تاريخا له في السينما والدراما والمسرح.

وتوفى حسن حسني، عن عمر ناهز 89 عامًا، إثر أزمة قلبية مفاجئة أدت إلى دخوله المستشفى مساء أمس، وظل لمدة 24 ساعة، داخل العناية المركزة، حتى فارق الحياة فى الساعات الأولى من صباح اليوم السبت.، تاركًا أرشيفًا فنيًا زاخرا بالأعمال التي لا تنسى.

وفي هذا الصدد، قال الكاتب والناقد الفني الدكتور بهاء عبدالمجيد، إن حسن حسني كان ظاهرة، وعملة الحظ لأي ممثل يعمل معه، كما أنه فنان من الدرجة الأولى وله القدرة على إضافة طابع المصرية لأي عمل يشارك به.

وأضاف "عبدالمجيد" لـ"الوطن"، أن انتشار الفنان الراحل لم يقلل من أهمية وجوده، لأنه لم يكن متشابها في أي من تلك الأدوار، فضلًا عن تقديمه لدور الأب أو السنيد لنجوم الكوميديا مثل محمد سعد وأحمد حلمي ومحمد هنيدي، ودائمًا ما كان "رمانة ميزان" هذه الأعمال.

وأشار الكاتب والروائي، إلى أنه لم يتأثر بأي من النجوم الذين شاركهم أعاملهم، بل كان إضافة لهم، وظل ثابتًا، على ارغم من أنه لم يكن ملحوظًا كفاية من قبل الجمهور في بداية مشواره الفني، ولكنه كانت له حاله خاصة تميزه عند ظهوره.

كما تحدث عن دوره في فيلم "اللي بالي بالك" وعمق دور الضابط "أدهم" الذي أداه، وجسد خلاله شخصية ضابط الشرطة المقهور، التي تكمن بداخلها أبعاد كبيرة، فضلًا عن أنه كان ممثل مثقف وأخذ لمحة من الفن القديم، واستطاع تحقيق بصمته في الفن المصري، كونه متحقق ومُبهج

وأوضح أنه وقف أمام ممثلين عظماء ومثل دون خوف مثل عادل إمام ويسرا وهنيدي وأحمد زكي، واستطاع تكوين علاقة إنسانية وأخوية وأبوية بينه وبين جمهور، جعلت مجرد رؤية ايمه على تتر عمل فني يكون سببًا في نجاح ذلك العمل، والوثوق بأنه سيحمل رسالة ومغزى، "كان عنده ذوق وطول عمره محافظ على اسمه وسمعته، وكان فاهم معنى الأخلاق والفن وعمره ما تجاوز".

وعن خليفته في الفن، قال "عبد المجيد" إن الفنان بيومي فؤاد هو الأفرب لتغطية المساحة التي شغلها حسن حسني، ولكن من الظلم مقارنته بالفنان الراحل، بسبب أن أعماله ما زالت قليلة، كما أنه لم يُكتشف بعد، وما زال في مرحلة الانتشار

ومن جانبه، قال الناقد الفني طارق الشناوي، إن أكثر ما ميز الفنان الراحل حسن حسني، هو أنه كان متعدد النغمات الإبداعية ولم يكرر نفسه كثيرًا، حيث امتاز بغزارة نغماته الدرامية وقدرته على تجسيد الشخصية دون تكلف، ما دفعه للفوز بجائزة أفضل ممثل عام 1993 وسط عمالقة الفن مثل عادل إمام ونور الشريف.

وأضاف "الشناوي" لـ"الوطن" أن حسن حسني كان من الفنانين أصحاب النجاح المضمون، وهو ما دفع أغلب المخرجين يفكرون في التعاون معه، نظرًا لتقبل الجمهور له ووجود علاقة بينهم، حيث عمل مع مخرجين كبار مثل محمد خان وشريف عرفة وصلاح أبو سيف.

وعن تكريمه في حياته، قال الناقد الفني، إن تكريمه الحقيقي كان بأعماله وكونه يعمل ومتواجد دائمًا، "سطر تاريخ ضخم، وأكبر تكريم له إنه عايش مع الجمهور".

 

####

 

5 أعمال لـ"حسن حسني" ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في ذاكرة السينما المصرية

كتب: ضحى محمد

أعماله له بريق خاص، وأفلامه كانت المرشد الأساسي لتعليم الكوميديا، حيث تربي الفنان حسن حسني منذ الصغر علي حب الفن ، وكانت البداية الحقيقة عندما اكتشفه الفنان الراحل حسين رياض، إلا أنه انضم إلى المسرح العسكري.

وكانت له تميمة الحظ بسبب مشاركته لمخرجين كبار في بداية مشواره الفني منهم المخرج نور الدمرداش، وسمير العصفوري، وعاطف الطيب، إلا أن قدم علي مدار 80 عاماً أكثر من 490 عملاً ما بين مسرح وتلفزيون وسينما مما جعلهُ الفنان الأكثر تمثيلاً في تاريخ السينما العربية على الإطلاق.

وتم إختيار 5 أفلام اشترك فيهم الفنان حسن حسنى فى قائمة أفضل 100 فيلم فى ذاكرة السينما المصرية حسب إستفتاء النقاد، وهما "الكرنك" ١٩٧٥، "سواق الاوتوبيس" ١٩٨٣، "البرئ" ١٩٨٦، "زوجة رجل مهم" ١٩٨٨، "ليه يا بنفسج" ١٩٩٣.

 

####

 

"بنسى فيه تعبي وكأني لسه مولود"..

كيف تحدث حسن حسني عن عشقه للمسرح؟

كتب: كريم عثمان

للفن رجاله، الذين أفنوا حياتهم في خدمته، وظلوا طيلة سنوات عمرهم يقدمون أعمالًا حفرت في تاريخ السينما والدراما، ومن بينهم الفنان حسن حسني، الذي لم يكتفِ بذلك فقط، بل ترك إرثًا فنيًا في المسرح تتعلم منه الأجيال القدمة، وحفر من خلاله اسمه بحروف من نور.

وتوفى حسن حسني، عن عمر ناهز 89 عامًا، إثر أزمة قلبية مفاجئة أدت إلى دخوله المستشفى مساء الجمعة ، وظل لمدة 24 ساعة، داخل العناية المركزة، حتى فارق الحياة فى الساعات الأولى من صباح أمس السبت.

وخلال إحدى اللقاءات التلفزيونية، بتاريخ أكتوبر 2016، تحدث الفنان الراحل عن فترة انتشاره في بداياته، قائلًَا: "في الأول لازم يكون ليك فترة انتشار لابد منها، اشتغلت سينما وفيديو ومسرح، وجت عليا أيام كنت بشتغل طول النهار فيديو، وإذاعة في النص، وأرجع المسرح بالليل". 

وعبر عن حبه للمسرح قائلًا إنه كان يلصق ذقن وهمية طوال النهار في أثناء تأدته لأحد الأدوار التاريخية، ويذهب للمسرح  متنيًا أن يحدث أي شيء حتى يتم إلغاء العرض المسرحي، بسبب التعب الذي حل به، ولكن سرعان ما يتغير ذلك فور دخوله خشبة المسرح.

"المسرح ليه رهبته، أول ما بدخله لمضي الحمرا كلها بتنور، بنسى فيه التعب وكل اللي اتعمل طول اليوم، وكإن أمي ولدتني دلوقتي، لأن اللي قاعد في الصالة ده ملوش دعوة باللي انت عملته طول اليوم، هو عامل حسابه إنه جايلك وقاطع تذكرة، لازم ينبسط، ولو غلطت بجول"، حسبما أضاف الفنان الراحل خلال اللقاء.

كما حكى "حسني" موقف للراحل يوسف وهبي، والذي كان يعاني من رعشة الكبر في أواخر عمره وعرجه خفيفه بقدمه اليسرى، لذا كان مدير المسرح يذهب إليه ليسنده قبل دخلته إلى الجمهور بمدة بسيطة،  وكان وهو قاعد ف الكالوس مدير المسرح يروحله يسنه قبل دخلته، ولكن فور دخوله تختفي تلك الرعشة والعرجة، ويصبح غولًا على المسرح.

وتابع حسن حسني: "المسرح ده رهيب، أول ما بلبس الشخصية بنسى كل حاجة وبعد ما أخلص المسرحية معرفش أنام قبل 5 أو 6 الصبح".

 

الوطن المصرية في

31.05.2020

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004