كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 

رحيل ماجدة..

جميلة السينما العربية وأيقونة الثورة الجزائرية

مصطفى عبيد + رحاب عليوة

عن رحيل دلوعة السينما المصرية

ماجدة الصباحي

   
 
 
 
 
 
 

الفنانة الراحلة ماجدة الصباحي تميزت بالقدرة على التعبير عن الفتاة العربية الرومانسية وحافظت على تنويع أدوارها لتقدّم بعد ذلك أفلاما معبرة عن المرأة المصرية.

توفيت الممثلة والمنتجة المصرية ماجدة الصباحي الخميس عن عمر ناهز ثمانية وثمانين عاما بعد مشوار فني طويل زخر بالعشرات من الأفلام الاجتماعية والوطنية والدينية.

القاهرةغيب الموت الفنانة المصرية ماجدة الصباحي الخميس، بعد رحلة عطاء فني طويل قدّمت خلالها نحو سبعين فيلما مثلت علامات فارقة في مجال السينما العربية.

وتُعد الراحلة نموذجا للفنانة ذات الحس القومي الرائد، حيث ساهمت في إثراء مسيرة الفن والإبداع، وتحويلها إلى وسيلة لدعم حركات التحرّر الوطني في العالم العربي خلال الستينات.

فتاة أحلام الشباب

تميزت ماجدة بالقدرة على التعبير عن الفتاة العربية الرومانسية، ذات الوجه البريء واللطف الظاهر، ما جعلها تمثل فتاة أحلام الشباب خلال سنوات تألقها الفني.

وتنتمي الفنانة إلى أسرة متوسطة من مدينة طنطا، شمال غرب القاهرة، وهي من مواليد مايو 1931 واسمها الحقيقي عفاف علي الصباحي وحصلت على شهادة البكالوريا الفرنسية نهاية الأربعينات، وظهرت لأول مرة بدور صغير في فيلم “الناصح” بطولة إسماعيل ياسين ومن إخراج سيف الدين شوكت سنة 1949. ويقال إنها قبلت ذلك الدور سرا دون أن تخبر أسرتها حتى عرفت بالأمر من الصحف.

كان من المدهش أن الكاتب المصري الراحل إحسان عبدالقدوس، من أوائل من توقعوا موهبتها الإبداعية، وكتب عنها في مجلة “روز اليوسف” سنة 1949 مسميا إياها بـ”رحيق الشفق”، ثم قال “انتظروا بنت أحد كبار موظفي الدولة ستقوم ببطولة فيلم سينمائي جديد بجوار إسماعيل ياسين”.

أشرف زكي: ماجدة ظلت تمثل قيم حب الحياة رغم اعتزالها الفني الطويل

وبدأ القراء يسألون عن هوية هذه البطلة ويرسلون له بعض الأسئلة والاستنتاجات، فاضطرت الفتاة في النهاية لمصارحة والدتها التي رفضت في البداية، لكن إصرار الابنة على احتراف الفن دفع الأسرة بعد ذلك إلى الرضوخ للأمر بشرط مصاحبة ابنتها في الأستوديوهات للاطمئنان عليها، ما دفع الصحافة بعد ذلك إلى إطلاق لقب “عذراء الشاشة” على الفنانة. ومثلت سنوات الخمسينات بداية تألق الموهبة لدى الفنانة من خلال أفلام “سيبوني أغني”، “ليلة الدخلة”، “دهب” و“البيت السعيد”.

وساهم صعود حركات التحرّر الوطني في العالم العربي في بزوغ نجم ماجدة الفني، خاصة بعد أن قدّمت أفلاما تاريخية وطنية وعربية مثل فيلم “مصطفى كامل” سنة 1953، والذي يحكي سيرة الزعيم الوطني المصري إبان الاحتلال البريطاني، فضلا عن أفلامها “بلال مؤذن الرسول” و”انتصار الإسلام” و”الله معنا” و”الإيمان” في الفترة نفسها.

كما قدّمت نموذجا للفتاة الشقية الرومانسية في أفلام “دعوني أعيش”، “بنات اليوم”، “في سبيل الحب” و”الآنسة حنفي”.

وكان أكثر ما ميز الأدوار التي قدّمتها قدرتها الكبيرة على تقمّص الشخصيات والتأثير في المشاهد، بمظهرها وأدائها الصوتي الممتزج بالبراءة والطفولية من خلال بحة لطيفة تتّسم بالدلع.

ومن المثير للإعجاب قدرتها على التحوّل من شخصية الطالبة المراهقة ابنة الأرستقراطية العتيدة إلى الفلاحة البسيطة أو بائعة الجرائد أو الصحافية المنتمية للطبقة الوسطى أو الفتاة المؤمنة بالإسلام والتي تدافع عن عقيدتها وتتحمل في سبيل ذلك صنوفا من التعذيب.

لا شك أن النجاح الكبير الذي حقّقته الفنانة خلال سنوات الخمسينات شجعها على التحوّل إلى إنتاج الأفلام السينمائية لتقدّم فيلمها التاريخي الشهير “جميلة” سنة 1958 الذي تناول تفاصيل الكفاح الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي من خلال حكاية المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد من إخراج يوسف شاهين.

واعتبر الفيلم إرهاصة مبكرة لاستخدام فن السينما كإحدى أذرع القوى الناعمة ضد خصوم الخارج استنادا لحماس وولع الشعوب بالكفاح ضد الباطل ومقاومة الاحتلال والدفاع عن كرامة الأوطان.

"جميلة" أدخل ماجدة  إلى عالم الإنتاج السينمائي، وهو يروي سيرة المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد

حس قومي

يمكن القول إن فيلم “جميلة” قدّم صورة لشخصية الثائر الجزائري باعتبارها شخصية جادة، لا تعرف هزلا، ترى ما تريد، تُنحي العواطف جانبا عند الأحداث العظام، وتترس بالجرأة، وتُنكر التلوّن وتمقته وتنفر من المهادنة، ولا تقبل بأنصاف الحلول.

وعلى الرغم من بعض التحفظات التي أبداها نقاد عرب ومتابعون ومشاهدون للفيلم، إلاّ أنه يحسب له كونه أول دعاية حقيقية للثورة الجزائرية، وإطلالة مبكرة على الضمير الجزائري الرافض للخضوع والكاره للانبطاح والساعي نحو التغيير السلمي. ويحسب للفنانة ماجدة الصباحي تحمسها ومخاطرتها لتحمل إنتاج العمل، فضلا عن أدائها التمثيلي المتميز الذي وصل إلى حد موافقتها على قصّ شعرها بالكامل لتبدو كسجينة لدى السلطات الفرنسية. وتبقى من الفيلم عدة عبارات موحية مسجلة بذاكرة الجمهور مثل قول جميلة “المعركة الكبيرة عبارة عن معارك صغيرة متتالية”، أو عباراتها المحفّزة للآمال مثل “اللحظات الصعبة ستمر وسنتذكرها بافتخار ورضا”. ويكفي أن المفكر الفرنسي جان بول سارتر قال عنها “هذه الممثلة أبكتني وأنستني جنسيتي”.

تزوجت الفنانة الراحلة سنة 1963 بالفنان إيهاب نافع الذي كان طيارا جويا قبل أن ينجرف إلى الفن ورزقت منه بابنتها الوحيدة الفنانة غادة نافع.

وحكى إيهاب نافع، الذي عمل لفترة في جهاز المخابرات المصرية، عن تعرفه بماجدة في مذكراته المعنونة “لعبة الفن والمخابرات”، والتي حرّرها أيمن الصياد، أنه كان الضابط المخصّص لمرافقة الفنانة خلال أعمال تصوير فيلم “جميلة” بتوجيه من جهاز المخابرات ونشأت قصة حب معها انتهت بالزواج، غير أن ذلك الزواج لم يستمر طويلا، إذ سرعان ما انفصلا، لكنها لم تقترن بعده بأحد.

وظلت الفنانة الراحلة قادرة على تنويع أدوارها في السينما لتقدّم بعد ذلك أفلاما معبرة عن المرأة المصرية كـ“أنف وثلاث عيون”، “جنس ناعم”، “النداهة”، وكان آخر أدوارها السينمائية في فيلم  “ونسيت أني امرأة” سنة 1994. وشاركت ماجدة في بعض المسلسلات الإذاعية مثل “أعلنت عليك الحب” و”الحياة قصيرة قصيرة”.

واختيرت الراحلة عضوا في لجنة السينما بالمجالس القومية المتخصّصة، وظلت على مقربة من الوسط الفني، وحصلت خلال مشوارها على العديد من الجوائز من مهرجانات دمشق الدولي وبرلين وفينيسيا الدولي، كما حصلت على جائزة وزارة الثقافة والإرشاد من مصر.

ويقول الناقد الفني طارق الشناوي إن هناك علاقة خاصة جمعت الفنانتين فاتن حمامة وماجدة، حيث ولدتا في نفس العام وماتتا في نفس الشهر، كما جمعتهما آخر جائزة حصلتا عليها في العام 2014  (جائزة عيد الفن).

ويشير لـ”العرب”، “كلاهما تصلح للقياس، وسعت نجمات الأجيال التالية إلى تبني مدرسة إحداهنّ”، مشددا على خصوصية رحلة ماجدة الفنية وسط عائلة محافظة من الصعيد لشقيق ضابط، حتى أن المخرج عاطف سالم كان مهددا بالقتل من عائلتها لتصويره قبلة جمعتها بعمر الشريف في فيلم “شاطئ الأسرار” وصرحت ماجدة أن المخرج هو من أجبرها على أدائها.

ويؤكد على أن لقبها “عذراء الشاشة” ذو دلالة ويتناقض مع الصورة الذهنية الشعبية الخاطئة عن تعدّد علاقات الفنانين، وتلك الصورة جعلتها أقرب للجمهور. كما تطرق إلى إنتاجها 10 أفلام من بين 70 فيلما أنتجتها، وهو عدد كبير يعكس همها الوطني والقومي.

ماجدة وعمر الشريف.. عبرت عن الفتاة المصرية التواقة للحرية في حقبة الستينات

ممثلة مغامرة

نعت الفنانة نبيلة عبيد الفنانة الراحلة، وقالت لـ”العرب” “هي من نجماتي المفضلات اللاّتي تربيت على أفلامهنّ، وكانت من أسباب ارتباطي بالسينما خصوصا مع تنوّع أدوارها بين الفتاة الأرستقراطية وبائعة الجرائد والثائرة”.

وقال نقيب المهن التمثيلية في مصر الفنان أشرف زكي، لـ”العرب”، “وفاة الفنانة ماجدة خسارة للفن المصري، فهي إحدى قاماته، وارتبطت أجيال عديدة بالفنانة الراحلة، وهي التي قدّمت الفن الحقيقي الذي نفتقده حاليا”.

وأشار زكي إلى أن ماجدة كانت نموذجا للفنانة المثقفة المطلعة، وبرز ذلك في اختياراتها الفنية ومنها “جميلة” و”الحقيقة العارية” الذي لعبت فيه دور مرشدة سياحية مضربة عن الزواج، حتى أفلامها الأولى ذات الطابع الكوميدي. فقد كانت كوميديا غير مبتذلة، فهي فنانة ذات طابع فريد ميزها بين فنانات جيلها، ظلت ماجدة تمثل قيم حب الحياة ومثالا يحتذى به، وظلت حاضرة رغم اعتزالها الفني الطويل.

وتحتفي الناقدة الفنية حنان شومان بقيمة الفنانة ماجدة كمنتجة على نحو خاص، معتبرة أن تلك القيمة لا تقل عن قيمتها كممثلة وربما تزيد. وتوضح “ماجدة واحدة من نجمات جيل هو الأبرز ويضم فاتن حمامة وشادية وهند رستم وغيرهنّ، ورغم ذلك لم تخض أيّ منهنّ المغامرة الإنتاجية التي خاضتها ماجدة فميزتها”.

وتضيف لـ”العرب” أن مغامرتها الإنتاجية لم تكن محسومة النتائج في صناعة السينما، فتجربتها لم تكن بغرض المكسب وإنما للقيم المؤمنة بها، وأسفر ذلك عن إنتاج مجموعة من الأفلام الخالدة.

وأكد الناقد الأدبي والفني أحمد عزيز أن الفنانة الراحلة ماجدة تبقى واحدة من أهم النجمات اللائي أنجبتهن السينما المصرية خلال تاريخها، حيث قدّمت العشرات من الأفلام التي مازالت خالدة، وشاركت إنتاج أفلام أخرى وأسّست لنفسها مدرسة خاصة في التمثيل، لاسيما في دور الفتاة الرومانسية الرقيقة والبريئة.

وتعد رقة ماجدة من الإشكاليات المثارة دائما حولها، إذ يعتبرها البعض لاسيما من الأجيال الأحدث “مبالغا فيها” ويصفونها بتعبير “السهوكة” (كلمة شعبية تعني الرومانسية المبالغة).

ويعتبر عزيز أن عدم استيعاب الأجيال الأحدث للمدرسة الرومانسية التي تعد ماجدة رائدتها الرئيسية هو اختلاف ثقافات، لافتا إلى أنها قدّمت أعمالا متنوعة، ولم تحبس نفسها داخل لون واحد، ثائرة بذلك على ملامحها التي أهلتها للعب دور الفتاة الرومانسية الحالمة.

وأشار عزيز إلى كونها “ممثلة مغامرة” فلم تكتف بتجربتي التمثيل والإنتاج، فخاضت تجربة التأليف والإخراج في فيلم “من أحب” في العام 1966، وهي تجربة الإخراج والتأليف الوحيدة لها، وقامت بدور البطولة بجانب أحمد مظهر وإيهاب نافع ونعيمة وصفي.

وعدّ الناقد الفني ماجدة من نوع الفنانات اللاّتي يحملن قيمة داخلهنّ يظللن محتفظات بها، وانعكس ذلك في اختياراتهن الفنية ذات القيم أيضا، والتي تظل طازجة مهما مرّ الوقت، صالحة للاستدعاء والاستشهاد دائما، كحلول لبعض قضايا المجتمع الملحة، وخاصة ما تعلق منها بالمرأة ومساواتها بالرجل.

ويلفت عزيز إلى دورها المجتمعي، عندما طلبت من الرئيس جمال عبدالناصر في العام 1962 زيادة رواتب المدرسين لأكثر من سبعة جنيهات ونصف الجنيه، واستغلت لقاءها به في المؤتمر الوطني الذي أقيم في جامعة القاهرة، ولبّى لها الرئيس جمال طلبها في اليوم التالي مباشرة.

وكرمها الرئيس المصري الراحل أنور السادات بعد فيلم “العمر لحظة”، وشهد أنها واحدة من الفنانات اللاّتي قدّمن فنا جادا له رسالة قوية ومؤثرة.

مصطفى عبيد

كاتب مصري

رحاب عليوة

كاتبة مصرية

 

####

 

رحيل ماجدة الصباحي الممثلة التي أرخت لولع العشاق

الفنانة ماجدة الصباحي من أهم نجمات العصر الذهبي للسينما المصرية وحصلت على العديد من الجوائز من مهرجانات دمشق الدولي وبرلين وفينيسيا الدولي.

القاهرة – رحلت الفنانة المصرية الكبيرة والمعروفة ماجدة الصباحي اليوم الخميس عن عمر يناهز 89 عاما.

النجمة ماجدة الصباحي، من مواليد 6 مايو 1931 وهي واحدة من أهم نجمات العصر الذهبي للسينما المصرية، لها عدد كبير من الأعمال، أبرزها "العمر لحظة"، أين عمري"، "بنات اليوم"، "الحقيقة العارية"، وغيرها.

ماجدة الصباحى اسمها الحقيقي (عفاف علي كامل أحمد عبدالرحمن الصباحي) ولدت في مدينة المنوفية في عام 1931 لعائلة الصباحي المعروفة في المحافظة، بدأت التمثيل وهى لا تزال في عمر 15 سنة، بعد أن عرض عليها المخرج سيف الدين شوكت المشاركة في بطولة فيلم (الناصح) عام 1949 أمام إسماعيل ياسين.

الفيلم صورته سرًا دون علم عائلتها ولكنها طلبت منه تغيير إسمها إلى ماجدة حتى لا يعرف أحد من أسرتها، وقد نشبت مشاكل عديدة بين أسرتها وبين أسرة الفيلم أدت لتعطيل العرض لمدة عام كامل قبل أن تنجح الوساطة التي استقدمتها ماجدة في تهدئة الأمور، وفي اقناعهم بعرض الفيلم.

ومن أبرز أعمالها أيضا "جميلة"، "النداهة"، "السراب"، "نوع من النساء"، وغيرها.

وحصلت الفنانة المصرية على العديد من الجوائز في مسيرتها من مهرجانات دمشق الدولي وبرلين وفينيسيا الدولي على خلفية الأعمال المميزة التي قدمتها.

 

العرب اللندنية في

17.01.2020

 
 
 
 
 

رحيل ماجدة الصباحي: أيقونة من الزمن الجميل

القاهرة ــ العربي الجديد

هي أيقونة من أيقونات زمن الفن الجميل، وجميلة من جميلاته اللاتي أسعدن الجماهير العربية على مدار نصف قرن من الزمان... إنها ماجدة الصباحي التي رحلت عن عالمنا، يوم أمس الخميس، عن عمر ناهز 89 عاماً، وقال عنها الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر: "هذه الممثلة أبكتني وأنستني جنسيتي". يوم واحد يفصل بين رحيل ماجدة الصباحي وذكرى رحيل سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة التي تحل في 17 يناير/كانون الثاني. وكأن شهر يناير من كل عام جديد بات مرتبطاً بذكرى رحيل الكبار من أيقونات السينما المصرية، جيل الجمال والإخلاص للمهنة أو زمن الأبيض والأسود، كما يروق للبعض أن يطلق عليه.

ماجدة الصباحي التي عرفت برقتها المتناهية ونبرة الصوت المميزة، لم تكن مجرد نجمة عابرة في تاريخ السينما المصرية، بل واحدة من أهم صناعها الذين سبقوا بأفكارهم وأحلامهم الكثيرين. ماجدة ابنة واحدة من كبريات عائلات المنوفية، وولدت في مدينة طنطا. نظرًا لظروف عمل والدها، كان من الممكن أن تعيش حياة شديدة الرفاهية، يتحقق لها كل ما تحلم به، ولكنها بعد أن أنهت دبلومة اللغة الفرنسية، وتعرفت على الثقافة الفرنسية لم تخضع للقيود من حولها، وكان التمرد سمة مميزة في مشوارها الفني منذ أن خطت أولى خطواتها الفنية.

صحيح أن العائلة حاصرتها في أولى تجاربها وكانت تقف ضدها، إلا أنها أصرت على استكمال حلمها رغم أنها كانت في الخامسة عشرة من عمرها، عندما قررت أن تمثّل بعد أن عرض عليها المخرج سيف الدين شوكت المشاركة في فيلم "الناصح" عام 1949 أمام إسماعيل ياسين. ولكنها طلبت منه تغيير اسمها على التتر إلى ماجدة، حتى لا يعرف أحد من أسرتها، وقد نشبت مشاكل عدة بين أسرتها وبين فريق الفيلم أدت لتعطيل العرض لمدة عام كامل قبل أن تنجح الوساطة التي استقدمتها ماجدة في تهدئة الأمور، وفي إقناعهم بعرض الفيلم، ومن بعدها بدأت بتشكيل ملامح مشوارها الفني.

كان من السهل أن تخضع ماجدة لتصنيف المخرجين والمنتجين وتواصل تقديم دور الفتاة المدللة والرومانسية، لكنها رفضت التصنيف تماماً، كما اختارت أدواراً جادة مثل "الآنسة حنفي" في ذلك الفيلم الطليعي الذي كان سابقاً لعصره، وقررت أن تؤسس شركة الإنتاج الخاصة بها، وانطلقت لتقدم تجارب شديدة التنوع ما بين أفلام دينية وسياسية وأخرى حربية، ولم توقفها الخسارة بل واصلت مشوارها إيماناً منها بأهمية ودور الفن.

في السادس من أيار/مايو عام 1931 وُلدت عفاف علي كامل أحمد عبد الرحمن الصباحي، التي اختارت اسم الشهرة "ماجدة"، وقدمت العشرات من الأعمال الفنية ممثلة ومنتجة.

على الرغم من إجادتها الأدوار الرومانسية، لكنها أيضاً قدمت العديد من الأعمال الوطنية والسياسية والدينية في مشوارها، فتنوعت أعمالها. كما أنشأت شركة إنتاج خاصة بها أسمتها "أفلام ماجدة" كان مقرها في عمارة الإيموبيليا. وعلى الرغم من عشق ماجدة للسينما لكنها رفضت العمل في المسرح، لرغبتها بعدم تكرار ما تقدمه يومياً على الخشبة. وكان لها تجربة وحيدة في اﻹخراج من خلال فيلم "من أحب؟"، ومن أفلامها الدينية "انتصار الإسلام" و"بلال مؤذن الرسول"، ومن أفلامها الوطنية فيلم "الله معانا" وفيلم "جميلة" والذي حققت من خلاله شعبية كبيرة على مستوى العالم، إذ جسّدت خلاله شخصية المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد، كما قدمت شخصية ليلى في فيلم "قيس وليلى".

وكوّنت ماجدة الصباحي ثنائيات مع العديد من النجوم، فقدمت مع إسماعيل ياسين "ليلة الدخلة" و"فلفل" و"الآنسة حنفي"، وغنى لها عبد الحليم حافظ "أهواك" في فيلم "بنات اليوم"، وقدّمت مع رشدي أباظة أفلام "المراهقات" و"دنيا البنات" و"حواء على الطريق" و"زوجة لخمسة رجال"، وقدمت مع فريد الأطرش "لحن الخلود" و"من أجل حبي"، ومع يحيى شاهين "مرت الأيام" و"هذا الرجل أحبه" و"أين عمري" و"عشاق الليل"، وشاركت زوجها إيهاب نافع أفلاماً مثل "الحقيقة العارية" و"القبلة الأخيرة" و"هجرة الرسول"، وكان آخر فيلم قدمته هو "ونسيت أني امرأة" عام 1994، ومن أهم أفلامها أيضاً "النداهة" و"العمر لحظة" و"أنف وثلاث عيون".

أول قصة حب عاشتها ماجدة الصباحي كانت مع صديق شقيقها الذي كانت تنظر له خلسة حتى تحدثا واتفقا على الزواج، وحين تقدم لها رفضت أسرتها لأن شقيقتها الكبرى لم تتزوج بعد، لتشعر بخجل شديد، وتقرر أن تلزم غرفتها شهراً كاملاً، فظنت أسرتها أن الأمر احتجاجاً، لكنها كانت تشعر بالخجل، وبذلك انتهت القصة الأولى لها. فوجئ الوسط الفني بإعلان ماجدة خطوبتها لسعيد أبو بكر، وهو الممثل الذي اشتهر بشخصية "شيبوب" في فيلم "عنتر بن شداد"، وقد أقيمت الخطوبة في حفل ضيق وبحضور الأهل والأصدقاء، ولكن تم فسخ الخطوبة بعد فترة بسيطة، من دون إعطاء أي سبب.

عام 1963 نشأت قصة حب بين ماجدة الصباحي وإيهاب نافع، وتعرفت عليه بالصدفة في حفل نظمته السفارة الروسية في القاهرة، وكان وقتها طياراً خاصاً للرئيس جمال عبد الناصر، وقد أصر على توصيلها إلى المنزل، فاستغرقت التوصيلة ساعات ليدق قلبها، وبعدها ذهب إلى منزلها وطلب يدها من والدها، وأقيم حفل الزفاف في أحد الفنادق، وكشفت بأنه دفع لها مهراً قدره 25 قرشاً، وبأنها اشترت فستان الزفاف من الكويت. إلا أن الزواج لم يستمر طويلاً فتم الطلاق أثناء رقصة تانغو بينهما في بيروت، وقد بررا الطلاق بالاختلاف في الطباع والمستوى الفكري، وأثمرت الزيجة عن ابنتها غادة التي شاركتها في بطولة فيلمين هما "عندما يتكلم الصمت" و"ونسيت أني امرأة". وتعتبر هذه الزيجة الوحيدة في حياة ماجدة الصباحي.

وكانت ابنتها كشفت في لقاء لها بأن السبب في انفصال والديها، هو غيرة والدها الشديدة، وقد شعرت بذلك لكن والدتها لم تفصح عن الأمر.

 

####

 

جثمان ماجدة الصباحي يتزين بعلم مصر في جنازتها

القاهرة ــ مروة عبد الفضيل

انتهت قبل قليل مراسم جنازة الفنانة المصرية، ماجدة الصباحي التي توفيت أمس الخميس، عن عمر 89 عاماً، على أن تقام مراسم العزاء يوم الأحد المقبل، في "مسجد عمر مكرم".

أقيمت الجنازة من "مسجد مصطفى محمود" في حي المهندسين في العاصمة القاهرة، وحضرها نقيب الممثلين أشرف زكي، والممثلة دلال عبد العزيز ورشوان توفيق وعزت العلايلي وسمير صبري ومحسن علم الدين ونهال عنبر وهاني رمزي ورانيا محمود ياسين، والإعلاميان بوسي شلبي ووائل الإبراشي.

ولف جثمان الفنانة الراحلة بعلم مصر، وبدا جمهورها الذي حرص بعضه على حضور الجنازة متأثرين للغاية بوفاتها، وحملوا صوراً لها، وساعدوا في حمل جثمانها.

قدمت ماجدة نحو 60 فيلماً سينمائياً، بعضها مأخوذ عن أعمال أدبية، مثل "السراب" عن قصة لنجيب محفوظ، و"أنف وثلاث عيون" عن قصة لإحسان عبد القدوس، و"الرجل الذي فقد ظله" عن قصة لفتحي غانم.

وأسست شركة إنتاج سينمائي قدمت من خلالها بعض أفلامها، مثل "هجرة الرسول" و"زوجة لخمسة رجال" و"العمر لحظة" و"جميلة" المأخوذ عن قصة المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد. لكنها توقفت لاحقاً، بسبب الخسائر الجسيمة التي تعرضت لها، وفق ما قالت في إحدى إطلالاتها الإعلامية.

 

العرب اللندنية في

17.01.2020

 
 
 
 
 

بكلمات مؤثرة.. ابنة ماجدة تنعى والدتها

نورهان نبيل

نشرت الفنانة غادة نافع منذ قليل من خلال حسابها على الفيسبوك رسالة ودعت من خلالها والدتها التي رحلت عن عالمنا يوم الخميس الماضي

وكتبت غادة: "إلى أصدق قلب، أمي التي انتقلت إلى رحمه الله.. رحلتي ورحل معك كل الحنان.. رحلت صديقتي وحبيبتي وكان القدر يريدني أن أتجرع مرارة الفراق ووحشه البعاد، وينتهي كل الكلام ويبقى اسمك في دمي وفي لساني".

وتابعت :"وكيف أوفيكي حقك بكلماتي وكيف لي ان ارثيكي وانا المحتاجة لمن يرثيني فيكي احبك وافتقدك رحلتي جسدًا وبقيتي في قلبي دوما رحمه الله عليكي واطلب لك المغفرة وأسألكم الفاتحة".

وأضافت: "والعزاء غدا الأحد ١٩ يناير في جامع عمر مكرم بعد صلاه المغرب ..لا نرى فيكم مكروهًا".

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

18.01.2020

 
 
 
 
 

بكلمات مؤثرة غادة نافع ترثي والدتها ماجدة الصباحي (صورة)

رثت غادة نافع، والدتها الفنانة الكبيرة ماجدة الصباحي، التي أثرت السينما المصرية بالعديد من الأعمال الخالدة علي مدار أكثر من نصف قرن.

وكتبت عبر حسابها الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي”فيس بوك”، رسالة رثاء لوالدتها التي رحلت أول من أمس الخميس عن عالمنا عن عمر يناهز 89 عامًا، قالت فيها:” إلى أصدق قلب، أمي التي انتقلت إلى رحمة الله، رحلتي ورحل معك كل الحنان، ورحلت صديقتي وحبيبتي وكان القدر يريدني ان أتجرع مرارة الفراق ووحشة البعاد وينتهي كل الكلام ويبقى اسمك في دمي وفي لساني وكيف أوفيكي حقك بكلماتي وكيف لي أن ارثيكي وانا المحتاجة لمن يرثيني فيكي احبك وافتقدك”.

وأضافت:”رحلتي جسدًا وبقيتي في قلبي دوما..رحمه الله عليكي واطلب لك المغفرة..وأسألكم الفاتحة”.

وتابعت:” العزاء غدا الأحد 19 يناير في جامع عمر مكرم بعد صلاة المغرب.. لا نرى فيكم مكروهًا”.

وشيع جثمان الفنانة القديرة ماجدة الصباحي، بعد صلاة الجمعة اليوم، من مسجد مصطفى محمود، بحضور كوكبة من نجوم الفن أبرزهم عزت العلايلي ودلال عبد العزيز وأشرف زكي ونهال عنبر وسمير صبري.

وحرص بعض الفنانين، أول من أمس الخميس، على التواجد بجانب غادة نافع ابنة الراحلة ماجدة، بإحدى عمارات منطقة الدقي، ومنهم عفاف راشد، ورانيا محمود ياسين، والإعلامية بوسي شلبي، ودلال عبد العزيز.

كما حرص عدد كبير من نجوم الفن على نعي الفنانة الراحلة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها “فيس بوك”، و”انستجرام”، و”تويتر”.

ونشرت الفنانة القديرة إسعاد يونس صورة للفنانة الراحلة من فيلم “جميلة” عبر “انستجرام”، وعلقت عليها قائلة: “وداعا ماجدة، وداعا يا جميلة”.

وعبرت الفنانة سمية الخشاب، عن حزنها لفقدان الفنانة الكبيرة، ونشرت صورة لها، وكتبت عليها “رحلت النجمة الكبيرة ماجدة، نجمة زمن الفن الجميل، البقاء لله، ربنا يرحمها ويغفر لها ويسكنها فسيح جناته أمين”.

ونشرت الفنانة هنا شيحة صورة للفنانة ماجدة، وكتبت عليها “وداعا ماجدة الصباحي”، وكتبت الفنانة ناهد السباعي “إنا لله وإنا إليه راجعون .. البقاء لله تعالى وحده”، من خلال صورة نشرتها للراحلة برفقة والدتها المنتجة عبر موقع انستجرام.

أما الفنانة فيفي عبده، فكتبت “إنا لله وإنا إليه راجعون في ذمة الله النجمة القديرة ماجدة الصباحي، الله يرحمها ويصبر أهلها”.

 

القاهرة 24 في

18.01.2020

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004