ملفات خاصة

 
 
 

الفيلم الأعذب في مهرجان البحر الأحمر:

"بلفاست".. شذرات الذاكرة من عيني طفل

أحمد شوقي

مهرجان البحر الأحمر السينمائي

الدورة الأولى

   
 
 
 
 
 
 

خلال دورته الأولى، عرض مهرجان البحر الأحمر مجموعة متميزة من أهم أفلام العام، وبالرغم من أن أغلب الأنظار بطبيعة الحال قد توجهت صوب الأفلام العربية الجديدة، بحكم حضور صناعها واستضافة المهرجان لعروضها الأولى، فإن البرنامج تضمن كذلك عددًا من الأعمال التي ستحضر بقوة في النقاشات السينمائية خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، وتحديدًا خلال موسم الجوائز وصولًا للأوسكار، وعلى رأس هذه الأفلام يأتي "بلفاست Belfast"، الفيلم الجديد للفنان متعدد المواهب كينيث براناه.

وعندما نصف براناه بتعدد المواهب فلا توجد أي شبهة مبالغة في وصف الرجل الذي ترشح للأوسكار خمس مرات في خمس فئات مختلفة: أحسن إخراج وأحسن ممثل رئيسي عن فيلمه "هنري الخامس Henry V" عام 1989، أحسن فيلم قصير عن "أغنية البجعة Swan Song" عام 1992، أحسن سيناريو مقتبس عن "هاملت Hamlet" عام 1996، وأحسن ممثل مساعد عن "أسبوعي مع مارلين My Week with Marilyn" عام 2012. تنوع يثبت غزارة الموهبة واستمراريتها، والتي تبلغ إحدى ذُراها في "بلفاست" الذي قد لا يكون أكثر أفلام صانعه جماهيرية، لكنه بالتأكيد أكثرها شخصية وإخلاصًا للذاكرة.

الماضي ووجهة النظر

يعود براناه، الذي كتب وأنتج وأخرج الفيلم، إلى طفولته في مدينة بلفاست عاصمة أيرلندا الشمالية، وبالتحديد في نهاية الستينيات وقت اندلاع الاقتتال الأهلي بين البروتستانت والكاثوليك اللذين يمثلان العنصرين الدينيين المهيمنين على البلد التابع للتاج البريطاني. التبعية التي كانت جزءًا لا يتجزأ من أسباب الاقتتال بين راغب في الاستقلال وملتزم بالانتماء للملكة.

غير أن الفيلم لا ينخرط على الإطلاق في سرد التاريخ أو رصد أسباب النزاع بين الطوائف، مخلصًا لفكرة سرد الأحداث من وجهة نظر طفل في التاسعة من عمره يدعي بادي، يمثل المعادل الدرامي للمخرج الذي كان في العمر نفسه عندما عاش هذه الوقائع، التي حولت حياته بين عشية وضحاها من طفولة اعتيادية تعترضها المشكلات الطبيعية في الأسرة والمدرسة، إلى طفولة محكومة بما يحدث خارج عتبات المنزل، مضطرة للتعامل مع حدوث مصادمات مسلحة يجد الجميع أنفسهم متورطين فيها، وطارحة سؤال أصعب داخل الأسرة: البقاء في مواجهة الفرار سعيًا للنجاة.

يجيد كينيث براناه وهو الممثل القدير اختيار فريق ممثليه بعناية مدهشة، وعلى رأسهم الطفل جود هيل الذي يقف أمام الكاميرا للمرة الأولى مجسدًا شخصية بادي، بعينيه الواسعتين وذكائه البريء ومحاولاته المستمرة لفهم ما يحدث حوله والتعامل معه. يتقن المخرج توجيه بطله الطفل أن يكون طفلًا بحق، صحيح إنه يدخل مواقفًا تفوق عمره بحكم الضرورة، لكنه يظل طفلًا ذا خبرات أوسع، فكل ما يحدث لم يفقده بكارة استكشاف الحياة، وفي ذلك الاختيار تحية موفقة يقدمها براناه ليس فقط لطفولته وأسرته، بل لكل من اضطر لخوض تجارب مؤلمة مماثلة في لحظة مبكرة من حياته.

من دفتر اليوميات

بالأبيض والأسود، وبعد مقدمة ملونة لبلفاست العصر الحالي، يقدم المخرج صورة درامية شيقة للحياة في المدينة، وبالتحديد في حي على أطرافها ذي أغلبية بروتستانتية مع بعض العائلات الكاثوليكية. المزيج المعتاد للمجتمع المتعدد الذي تتعايش مكوناته بصورة عضوية طبيعية حتى تأتي لحظة الانفجار، ليجد كل أفراده أنفسهم مضطرين لأخذ موقف، فالأب عليه أن يتطوع للقتال أو يؤدي التزامًا ماليًا أو يوافق على اعتباره ضمن الأعداء، والابن عليه أن يحل أحجيات فلسفية من نوعية: إذا ما أوقفتك جماعة من المسلحين وسألوك عن ديانتك، فكيف تعرف الإجابة السليمة التي لن تودي بك إلى حتفك؟ تساؤل وحوار طريف وموجع يعيد لذاكرتنا العربية ذكريات لبنان الكارثية مع القتل على الهوية.

بلا ذروة درامية بالمعنى الكلاسيكي، وبمسار أشبه بخربشات في دفاتر الذاكرة، يرسم براناه لوحة متعددة الأوجه للحياة من عينيه الطفلة. المشكلات المالية للأسرة وأزمات الأب مع الضرائب، الشد والجذب خفيف الظل بين الجد والجدة، مشاعره الطفولية ناحية زميلة يجبر نفسه على التفوق فقط كي يجلس جوارها، وتورطه مع صديقة أخرى في سرقات صغيرة يمنحها عقله البريء بعدًا نضاليًا، وبالطبع المراقبة الصامتة، عن كثب لكن دون تدخل، لخلاف الوالدين حول البقاء أو الهجرة. متابعة تكشف مأزق الحرب الكامل التي يكون فيها كل البشر مثل بادي: يراقبون نقاشًا محتدمًا سيحدد مصائرهم، دون أن يمتلكوا حق إبداء الرأي في هذا المصير.

لذلك فإن محصلة الفيلم بعد مشاهدته ستكون في الأغلب متماشية مع مدخله السردي: محصلة مليئة بالتفاصيل الصغيرة والمواقف المتنوعة المشبعة بالمشاعر، وكأن المخرج قد تمكن من اصطحابنا في رحلة لاختبار الحياة في بلفاست نهاية الستينيات، مؤكدًا أن الحياة تظل حياةً بغض النظر عن الأوضاع السياسية، تظل محصلة اجتماع ملايين اللحظات التي لا يمتلك أغلبها قيمة بشكل مجرد، لكن تتاليها وارتباطها وما تحمله من مشاعر هو ما يمنحها – أي الحياة – قيمة وأثرًا وبقاء في الذاكرة.

"بلفاست" أحد أفضل اختيارات مهرجان البحر الأحمر. فيلم رقيق لفنان كبير، مخرج وممثل منغمس كليًا في صناعة السينما الهوليوودية الضخمة، لكنه لا يزال قادرًا على امتلاك مذاق فني شخصي يخاطب المشاعر والعقول معًا. فيلم سيكون له بالتأكيد حظوظ كبيرة في موسم الجوائز السنوي، لا سيما مع هوس هوليوود بالاحتفاء بالتجارب التي يتسلل فيها مبدع قليلًا خارج أسوار الصناعة كي ينجز فيلمًا ويعود.

 

موقع "في الفن" في

22.12.2021

 
 
 
 
 

إخناتون و صلاح الدين و عمر مكرم في فيلم «برا المنهج»

كتب: ريهام جودة

تناولت السينما القصص التاريخية في العديد من أفلامها، وفي «برا المنهج» للمخرج عمرو سلامة والذي يُعرض في دور السينما المصرية والعربية حاليا، يكشف الفيلم عن قصص أخرى تناولها المؤرخون إلا أنها لم تحظى بشهرة كبيرة مقارنة بالقصص الشائعة والتي تضمنت قصص كل من :

إخناتون

من المعروف عن إخناتون أنه أول من نادى بالتوحيد في مصر الفرعونية ودعا إلى عبادة إله أطلق عليه اسم «اتون»، إلا أن عمرو سلامة في«برا المنهج» وفي مشاهد مبهرة ذات ألوان رائعة، قدم صورة مختلفة عن إخناتون المحب لزوجته نفرتيتي والذي كان يبحث عن إقامة دولة عظيمة ذات شأن.

فيلم برا المنهج

صلاح الدين

عادة ما تناولت السينما سواء العربية أو الغربية قصة صلاح الدين بشكل تقليدي وهو البطل الوسيم ذو الجسم القوي ويمتلك الشباب والقوة والصحة، إلا أن المخرج عمرو سلامة قرر تناول قصة «برا المنهج» المعروف عن صلاح الدين الذي امتلك مواصفات جسدية غير مبهرة، حيث يظهر صلاح الدين بشكل مختلف، المثير أن بعض المصادر التاريخية أشارت إلى أن صلاح الدين كان يعاني من المرض في الفترة التي واجه فيها الصليبيين وحرر القدس، بالإضافة إلى وجود مشكلة في عينه اليمنى، كما أن أحد الشعراء في زمنه قد وصفه بالأعرج ما دفع صلاح الدين إلى نفيه للهند.

محمد على وعمر مكرم

من المعروف أن محمد على هو منشئ مصر الحديثة واختاره الشعب المصري ليكون واليًا عليه، وهي القصة المتداولة في الكتب الدراسية، لكن المخرج عمرو سلامة يلقي الضوء على كيفية وصوله لحكم مصر من خلال خداع الرجل الوطني عمر مكرم ونفيه خارج القاهرة ليصبح هو الحاكم الوحيد.

فيلم برا المنهج

يذكر أن فيلم «برا المهنج» بطولة النجم ماجد الكدواني والطفل عمر شريف، والعديد من ضيوف الشرف، منهم روبي وأسماء أبواليزيد، ودنيا ماهر وأحمد خالد صالح، قصة وإخراج عمرو سلامة وسيناريو وحوار خالد دياب وعمرو سلامة، ومدير التصوير أحمد بشاري شيكو.

وتدور أحداث فيلم «برا المنهج» حول طفل يتيم يدعى نور 13 عاما، ومن أجل أن يحظى باحترام زملائه يدخل منزلا مهجورا أمام المدرسة رغم أن كل زملائه يخشون الاقتراب من هذا المنزل، ويكتشف نور بعدما يدخل المنزل المهجور أن به رجلا عجوزا يسكنه ويعيش به مختبئًا من العالم، وتنشأ صداقة بين الاثنين ويخوضان رحلة من أجل اكتشاف الذات.

 

المصري اليوم في

22.12.2021

 
 
 
 
 

عمرو سلامة يكشف كواليس فيلم «برا المنهج»..

والكدواني: «كل تأخيرة وفيها خيرة» (فيديو)

كتب: علوي أبو العلا

نشر المخرج عمرو سلامة فيديو عن كواليس تصوير فيلم «برا المنهج» بطولة ماجد الكدواني والذي يعرض حاليًا في دور العرض المصرية منذ أسبوع محققًا مليون وربع المليون جنيهًا متصدرًا شباك الإيرادات.

وظهر في الفيديو كواليس التصوير وحوارات ظهر فيها الفنان ماجد الكدواني والمخرج عمرو سلامة ومدير التصوير شيكو، كما تضمن الفيديو الذي نشره «سلامة» عبر «فيس بوك» لقطات من المشاهد الخاصة بالعمل وعمل الميكيب الخاص بشخصية «الكدواني»

وقال ماجد الكدواني إن فيلم «برا المنهج» عرض عليه منذ سنتين وظل يتأجل كل هذه الفترة، مشيرًا إلى أن العمل أصبح أنضج وأكبر واصفًا التأجيل بـ«كل تأخيرة وفيها خيرة».

فيلم «برا المنهج» بطولة ماجد الكدواني والطفل عمر شريف، والعديد من ضيوف الشرف، منهم روبي وأسماء أبواليزيد، ودنيا ماهر وأحمد خالد صالح، قصة وإخراج عمرو سلامة وسيناريو وحوار خالد دياب وعمرو سلامة.

 

المصري اليوم في

23.12.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004