ملفات خاصة

 
 
 

محمود صباغ: اكتشافٌ يعيد كتابة تاريخ السينما الوطنية

"البحر الأحمر السينمائي" يرمم أفلاماً نادرة للمصوّر صفّوح نعماني

أحمد العياد

مهرجان البحر الأحمر السينمائي

الدورة الأولى

   
 
 
 
 
 
 

"إيلاف" من الرياضيُكرِّم مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في دورته الإفتتاحية المقررة في شهر مارس 2020، المصور الفوتوغرافي والسينمائي السعودي الرائد صفّوح نعماني ( 1926 - 2016 )، ويعرض للجمهور للمرةِ الأولى فيلماً تسجيلياً نادراً له عن رحلة الحج من إنتاج سنة 1963، إضافةً لعرض فيلم يدمج لقطات سينمائية لمدينة جدة لم يسبق عرضها اتخذت بكاميرا المصوّر الشخصية في الفترة بين 1954 الى 1968.

وكان الراحل قد صوّر فيلم "الحج الى مكة" في موسم حج 1963، وهو فيلم تسجيلي ملوّن، مدته 35 دقيقة، قام منتجه بتحميضه في معامل "وليم بالمر فيلم" في سان فرانسيسكو. جيّر فيه المصوّر خبرته في معرفة أدق تفاصيل مكة الجغرافية ليقدّم وثيقة محلية غير استشراقية لرحلة قدوم الحجاج الى مكة، تميزت بالمشاعر الإنسانية، وبالتركيز على إلتقاط المناظر الطبيعية والجمالية وإبراز الطقوس الدينية في تلك الرحلة

ولم يسبق أن عرض الفيلم من قبل سوى في عروض خاصة أو محدودة، وكان محمود صباغ مدير المهرجان صرّح حول عرضه الرسمي الأول قائلاً: "هذا الإكتشاف يعيد كتابة تاريخ السينما الوطنية في بلادنا إن اكتشاف فيلم متكامل الأركان والصناعة يعود تاريخ إنتاجه الى عام 1963، حتماً يضيف عنصراً أصيلاً لقصة السينما السعودية عبر اضافة فيلم يندرج ضمن سلسلة الأفلام التأسيسية

إدارة المهرجان

ويقدم المهرجان للجمهور لأول مرة بانوراما سينمائية عن مدينة جدة تتراوح تواريخ تصويرها من عام 1954 إلى 1968، تعود للمجموعة الفيلمية الخاصة بالمصوّر نعماني، التي صورها بكاميرات 16 مللم شخصية، وهي تنطوي على مشاهد نادرة توثق تاريخ التحولات العمرانية والحضرية التي عاصرتها المدينة خلال عقديّ الخمسينات والستينات الميلادية.

وقامت مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي، بتحميض وترميم خمسة شرائط خام تعود للمصوّر نعماني، في أحد مراكز الأتمتة في ميونخ بألمانيا، ومن ثم قامت إدارة المهرجان بتنسيقها ودمج مختاراتها في فيلم قصير تتراوح مدته نصف الساعة، سوف يكون جاهزًا للعرض أمام الجمهور للمرة الأولى في مارس القادم.

وتتراوح مضامين فيلم "لقطات من جدة" بين أجواء احتفالات الأهالي بعودة جلالة الملك سعود سالماً من رحلته العلاجية بالخارج عام 1954، ونصبهم لأقواس النصر، إلى التقاط الحياة التجارية اليومية في مرفأ جدة. وتتنوع لقطاته البانورامية بلقطات نادرة لواجهة المدينة البحرية على امتداد ميناء البنط القديم، وأخرى لساحة البيعة وفندق جدة بالاس وعمارة باخشب. كما يحتوي الفيلم على لقطات نادرة لهدميات شق الشارع الجديد “شارع الذهب” في عام 1964.

ويقارب الفيلم بين لقطات للبيوت التراثية في حارتيّ الشام واليمن بأخرى بانورامية لحارة البحر وشارع الملك عبدالعزيز بمبانيهما الإسمنتية الحديثة. وبين لقطات لساحل الصيد في ضاحية الرويس وبيوت السعف، مقابل الفيلات الفارهة حديثة البناء على طول طريق مكة القديم خارج سور البلدة التاريخي. بحسب ما شرح محمود صباغ في حديثه الإعلامي: "إننا نضيف الى الدرس التاريخي، ونحقن رواية توسعات المدينة وقصة تحولاتنا الشعبية، بوثائق بصرية أصيلة نادرة، أجاد المصوّر الراحل صفّوح نعماني في التقاطها، كأنما يعلم ويستشرف حضور مثل هذه اللحظة حيث تعرض شهادته لأول مرة للأجيال اللاحقة".

هذا ويعتبر صفّوح عزّت نعماني، أحد رواد التصوير الفوتوغرافي والسينمائي في جدة، انطلق أولاً في بيع كاميرات ومعدات التصوير عن طريق التجزئة منذ عام 1952 في متجر عائلته "محلات النعماني" الواقعة على شارع الملك عبدالعزيز التجاري، ثم استقل في "استديو صفّوح" الواقع في عمارة عبدالله الفيصل، حيث كان يصور "البورتريه" الشخصي ويحمّض الأفلام.

وتأتي جهود ترميم أعمال صفّوح نعماني وإخراجها للجمهور المحلي كجزء من مهام مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي للحفاظ على التراث السينمائي المحلي واحياءه، والى جهودها في تقديم روايات متنوعة أصيلة ومتفرقة عن التاريخ السعودي الحديث.

 

موقع "إيلاف" في

18.12.2019

 
 
 
 
 

مع ترميم وعرض أفلامه على الشاشة الكبيرة

"مهرجان البحر الأحمر" يكرّم السينمائي خيري بشارة

أحمد العياد

"إيلاف" من الرياضأعلن مهرجان البحر الأحمر السینمائي الدولي أن برامج العروض الإستعادیة/الرتروسپیكتیف في نسخته الأولى ستكون مخصصة لأعمال المخرج المصري خیري بشارة، أحد رواد سینما الواقعیة الجدیدة في مصر والعالم العربي في الثمانینات المیلادیة، وصانع موجة سینما الشباب وأفلام الفانتازیا الشعبیة في مطلع التسعینات.

وإضافة إلى تكریمه في حفل الإفتتاح المزمع إقامته على ساحل جدة التاریخیة في 12 مارس 2020، ستُعرض أفلامه جماهیریاً على الشاشة الكبیرة طیلة أیام المهرجان، بحضوره الشخصي وعدد من أبطال وبطلات أفلامه.

وكانت مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السینمائي قد عملت في الأشهر الماضیة بترمیم تسعة أفلام لـ"بشارة"، عبر معالجة النسخ الفیلمیة الأصلیة وترقیتها تقنیا — كإسهام من المؤسسة للعنایة بالتراث السینمائي العربي والعالمي. ومن الأفلام التي تم ترمیمها و اختیارها للعرض ضمن البرنامج: "العوامة 7​0”، ”الطوق والأسورة”، ”یوم مر ویوم حلو”، ”كابوریا“، ”آیس كریم في جلیم“، ”حرب الفراولة“ و”إشارة مرور” . علماً أنها تُعد من علامات السینما المصریة والعربیة.

محمود صبّاغ: خيري بشارة أيقونة سينمائية مصرية عربية

وصرّح مدیر المهرجان محمود صباغ ”أن خیري بشارة یُعتبر أحد أیقونات السینما المصریة والعربیة لكونه ملهماً بأعماله وتجاربه للعدید من مخرجي ومخرجات الأجیال الجدیدة لما تضمنته من معانٍ إنسانیة عمیقة، وأسالیب فنیة جریئة وأصیلة“.

ويضيف: ”نرید بهذا التكریم تقدیم العرفان لخیري بشارة على مجمل تجربته الحیّة. ويحمل هذا التكريم في أصله أیضاً تقدیراً للسینما المصریة وریاداتها المتعاقبة.

وحول عرض أعماله على الشاشة الكبیرة للجمهور، یقول: "نرید استنباط النمط الریادي وحسّ التجدید الأصیل لیكون حافزاً وملهماً ويشكِّل موضوعاً للحوار أمام التجارب الصاعدة، كما أننا نتیح فرصة أمام الجمهور المحلّي لمشاهدة الأفلام التي كانت جزءاً من ذاكرته في نسخ مرممة حدیثة على شاشات سینما مجهزة، تمنحهم كامل التجربة السینمائیة التي ربما تعذّر علیهم معایشتها في الماضي "

خيري بشارة: مسيرةٌ إخراجية خلاّقة ومختلفة

تخرّج خیري بشارة من معهد السینما العالي في عام 1967، حیث درس تحت إشراف مخرجین كبار كصلاح أبوسیف ویوسف شاهین وتوفیق صالح، قبل أن یدشن مسیرته السینمائیة بإخراج فیلمه التسجیلي ”صائد الدبابات“1974. الذي أعقبه بأكثر من عشرة أفلام بین تسجیلیة وروائیة قصیرة حتى نال لقب ”نجم السینما التسجیلیة في السبعینات".

وبحلول الثمانینات، أخرج بشارة فیلمه الروائي ”العوامة رقم 70” سنة 1982 الذي يعتبر التأسیس الحقیقي لما یسمى بـ”تیار الواقعیة الجدیدة في مصر“. ثم أتَبعه بعدة أفلام تعاون فیها مع كتاب معروفین مثل عبدالرحمن الأبنودي في ”الطوق والأسورة” سنة 1986 و فایز غالي في ”یوم مر ویوم حلو 1988، وشاركه فیها ممثلین كبار مثل أحمد زكي، وشریهان، وفاتن حمامة. ومع بدایة التسعینات، دشن بشارة موجة أفلام الفانتازیا الشعبیة بإخراج أفلام مثل كابوريا سنة 1990 . "

يشير الناقد ناجى فوزي إلى أن المخرج "خيري بشارة" يمثِّل حالة خاصة بذاتها، فهو يستمر في محاولاته الدؤوب للمحافظة على نوع من الاتزان الموضوعي من خلال التلامس مع القضايا ذات الطابع الاجتماعي غالبًا كابوريا 90، أيس كريم في جليم 93، أمريكا شيكا بيكا 94، حرب الفراولة 95، إشارة مرور 96، وفي الوقت نفسه يعمل على المحافظة على فكرة التوازن الإنتاجي، بتحقيق قدر مناسب من إيرادات أفلامه، من خلال تضمينها عناصر ذات طابع جماهيري، مع محاولة المحافظة على المستوى الحرفي ذاته.

وإضافة إلى السينما عمل خيري كذلك في الدراما فأخرج عدداً من المسلسلات التلفزيونية نذكر منها (مسألة مبدأ)، (ملح الأرض)، (الفريسة والصياد)، (قلب حبيبة)، (ريش نعام)، (الطوفان).

يذكر أنه إضافة إلى برنامج الترمیم، ینشر المهرجان كتاباً یضم سیرةً خاصة لخیري بشارة، معززاً بصور أرشیفیة لم یسبق نشرها، من تحریر الناقد السینمائي محمد سیّد عبدالرحیم.

 

موقع "إيلاف" في

19.12.2019

 
 
 
 
 

مهرجان البحر الأحمر يكرم خيري بشارة ويرمّم ويعرض أعماله الكاملة

كتب على الكشوطى

أعلن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي أن برامج عروض الأفلام في نسخته الأولى ستتضمن عرض مجموعة من أعمال المخرج المصري خيري بشارة، أحد رواد سينما الواقعية الجديدة في مصر والعالم العربي في الثمانينات الميلادية، وصانع موجة سينما الشباب وأفلام الفانتازيا الشعبية في مطلع التسعينات.

وإضافة إلى تكريمه في حفل الإفتتاح المقرر إقامته على ساحل جدة التاريخية في 12 مارس 2020، سوف يتم عرض أفلام المخرج الرائد في عروض جماهيرية على الشاشة الكبيرة طيلة أيام المهرجان، بحضوره الشخصي وعدد من أبطال وبطلات أفلامه.

وكانت مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي قد قامت في الأشهر الماضية بترميم تسعة أفلام لخيري بشارة، عبر معالجة النسخ الفيلمية الأصلية وترقيتها تقنياً  كإسهام من المؤسسة للعناية بالتراث السينمائي العربي والعالمي.

ومن الأفلام التي تم ترميمها و اختيارها للعرض ضمن البرنامج: فيلم العوامة 70  (1982)، فيلم  الطوق والأسورة  (1986)، فيلم  يوم مر ويوم حلو  (1988)، فيلم  كابوريا  (1990)، فيلم  آيس كريم في جليم  (1992)، فيلم  حرب الفراولة  (1993) وفيلم  إشارة مرور (1995)   .

وتعد الأفلام المختارة من علامات السينما المصرية والعربية وقال محمود صباغ مدير المهرجان:  أن خيري بشارة يعتبر أيقونة من أيقونات السينما المصرية والعربية الذي ألهمت أعماله وتجاربه العديد من مخرجي ومخرجات الأجيال الجديدة لما تضمنته من معانٍ إنسانية عميقة، وأساليب فنية جريئة وأصيلة، كما يستمر صباغ: ”نريد بهذا التكريم تقديم العرفان لخيري بشارة على مجمل تجربته الحيّة، الذي هو في أصله أيضا تقدير للسينما المصرية وريادتاها المتعاقبة .

وعن عروض أعماله على الشاشة الكبيرة للجمهور يقول صباغ: "نريد استنباط النمط الريادي وحس التجديد الأصيل ليكون حافزاً و إلهاماً و موضوع حوار أمام التجارب الصاعدة، فضلاً على أننا نتيح فرصة أمام الجمهور المحلي لمشاهدة الأفلام التي كانت جزءاً من ذاكرته في نُسخ مرممة حديثة، على شاشات سينما مجهزة، تمنحهم كامل التجربة السينمائية التي ربما تعذر عليهم معايشتها في الماضي .

وإضافة إلى برنامج الترميم، ينشر المهرجان كتاباً يضم سيرة خاصة لخيري بشارة، معززًا بصور أرشيفية لم يسبق نشرها، ويقدمه الناقد السينمائي المصري محمد سيّد عبدالرحيم.

 

اليوم السابع المصرية في

19.12.2019

 
 
 
 
 

مهرجان البحر الأحمر السينمائي يكرم المخرج خيري بشارة ويرمم 9 من أفلامه

أعلن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، أن برامج العروض الاستعادية "الرتروسپيكتيف" في نسخته الأولى ستكون مخصصة لأعمال المخرج المصري خيري بشارة، أحد رواد سينما الواقعية الجديدة في مصر والعالم العربي في الثمانينات الميلادية، وصانع موجة سينما الشباب وأفلام الفانتازيا الشعبية في مطلع التسعينات.

وإضافة إلى تكريمه في حفل الإفتتاح المزمع إقامته على ساحل جدة التاريخية في 12 مارس 2020، سيتم عرض أفلام المخرج الرائد في عروض جماهيرية على الشاشة الكبيرة طيلة أيام المهرجان، بحضوره الشخصي وعدد من أبطال وبطلات أفلامه.

وكانت مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي قد اضطلعت في الأشهر الماضية بترميم تسعة أفلام لخيري بشارة، عبر معالجة النسخ الفيلمية الأصلية وترقيتها تقنيا كإسهام من المؤسسة للعناية بالتراث السينمائي العربي والعالمي.

ومن الأفلام التي تم ترميمها و اختيارها للعرض ضمن البرنامج: فيلم "العوامة 70" (1982)، فيلم "الطوق والأسورة" (1986)، فيلم "يوم مر ويوم حلو" (1988)، فيلم "كابوريا" (1990)، فيلم "آيس كريم في جليم" (1992)، فيلم "حرب الفراولة" (1993).

وقال محمود صباغ مدير المهرجان: إن "خيري بشارة يعتبر أيقونة من أيقونات السينما المصرية والعربية التي ألهمت أعماله وتجاربه العديد من مخرجي ومخرجات الأجيال الجديدة لما تضمنته من معانٍ إنسانية عميقة، وأساليب فنية جريئة وأصيلة“.

ويتابع : "نريد بهذا التكريم تقديم العرفان لخيري بشارة على مجمل تجربته الحيّة، الذي هو في أصله أيضا تقدير للسينما المصرية ورياداتها المتعاقبة".

وعن عروض أعماله على الشاشة الكبيرة للجمهور يقول صباغ: "نريد استنباط النمط الريادي وحس التجديد الأصيل ليكون حافزا و إلهاما و موضوع حوار أمام التجارب الصاعدة، فضلاً على أننا نتيح فرصة أمام الجمهور المحلي لمشاهدة الأفلام التي كانت جزءا من ذاكرته في نُسخ مرممة حديثة، على شاشات سينما مجهزة، تمنحهم كامل التجربة السينمائية التي ربما تعذّرعليهم معايشتها في الماضي".

تخرّج خيري بشارة من معهد السينما العالي في عام 1967، حيث درس تحت إشراف مخرجين كبار كصلاح أبوسيف ويوسف شاهين وتوفيق صالح، قبل أن يدشن مسيرته السينمائية بإخراج فيلمه التسجيلي "صائد الدبابات" (1974)، الذي أعقبه بأكثر من عشرة أفلام بين تسجيلية وروائية قصيرة حتى نال لقب "نجم السينما التسجيلية في السبعينات".

وبحلول الثمانينات، أخرج بشارة فيلمه الروائي "العوامة رقم 70" (1982) الذي ُيعتبر التأسيس الحقيقي لما يسمى بـ"تيار الواقعية الجديدة في مصر". ثم أتبَعه بعدّة أفلام تعاون فيها مع كتّاب معروفين مثل عبدالرحمن الأبنودي في "الطوق والأسورة" (1986)، فايز غالي في "يوم مر ويوم حلو" (1988)، وشاركه فيها ممثلين كبار مثل أحمد زكي، وشريهان، وفاتن حمامة. ومع بداية التسعينات، دشّن بشارة موجة أفلام الفانتازيا الشعبية بإخراج أفلام مثل "كابوريا" (1990).

وإضافة إلى برنامج الترميم، ينشر المهرجان كتاباً يضم سيرة خاصة لخيري بشارة، معززًا بصور أرشيفية لم يسبق يشرها، من تحرير الناقد السينمائي محمد سيّد عبدالرحيم.

 

الشروق المصرية في

19.12.2019

 
 
 
 
 

"البحر الأحمر السينمائي" يكرم المصور الرائد صفوح نعماني.. ويعرض له تسجيلات نادرة عن تاريخ جدة ورحلة الحج

سارة نعمة الله

يكرم مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في دورته الأولى التي تنطلق في مارس 2020، المصور الفوتوغرافي والسينمائي السعودي الرائد صفّوح نعماني ، حيث يعرض للجمهور للمرة الأولى فيلما تسجيليا نادرا له عن رحلة الحج من إنتاج سنة 1963، إضافة إلى عرض فيلم يدمج لقطات سينمائية لمدينة جدة لم يسبق عرضها اتخذت بكاميرا المصوّر الشخصية في الفترة بين 1954 إلى 1968.

وكان فيلم "الحج الى مكة" صور بتصريح رسمي في موسم حج 1963، وهو فيلم تسجيلي ملوّن، مدته 35 دقيقة، قام منتجه بتحميضه في معامل "وليم بالمر فيلم" في سان فرانسيسكو، ونقل فيه المصوّر خبرته في معرفة أدق تفاصيل مكة الجغرافية ليقدّم وثيقة محلية غير استشراقية لرحلة قدوم الحجاج إلى مكة، تميزت بالمشاعر الإنسانية، وبالتركيز على التقاط المناظر الطبيعية والجمالية وإبراز الطقوس الدينية، ولم يسبق أن عرض الفيلم من قبل سوى في عروض خاصة أو محدودة.

كما يقدم المهرجان للجمهور لأول مرة بانوراما سينمائية عن مدينة جدة تتراوح تواريخ تصويرها من عام 1954 إلى 1968، تعود للمجموعة الفيلمية الخاصة بالمصور نعماني، التي صورها بكاميرات 16 مللم شخصية، وهي تنطوي على مشاهد نادرة توثق تاريخ التحولات العمرانية والحضرية التي عاصرتها المدينة خلال عقديّ الخمسينيات والستينيات الميلادية.

وقد قامت مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي، بتحميض وترميم خمسة شرائط خام تعود للمصوّر نعماني، في أحد مراكز الترميم في ميونخ بألمانيا، ومن ثم قامت إدارة المهرجان بتنسيقها ودمج مختاراتها في فيلم قصير تتراوح مدته نصف الساعة، سوف يكون جاهزًا للعرض أمام الجمهور للمرة الأولى في مارس القادم.

وتتراوح مضامين فيلم "لقطات من جدة " بين أجواء احتفالات الأهالي بعودة الملك سعود سالما من رحلته العلاجية بالخارج عام 1954، ونصبهم لأقواس النصر، إلى التقاط الحياة التجارية اليومية في مرفأ جدة ، وتتنوع لقطاته البانورامية بلقطات نادرة لواجهة المدينة البحرية على امتداد ميناء البنط القديم، وأخرى لساحة البيعة وفندق جدة بالاس وعمارة باخشب. كما يحتوي الفيلم على لقطات نادرة لهدميات شق الشارع الجديد "شارع الذهب" في عام 1964.

ويقارب الفيلم بين لقطات للبيوت التراثية في حارتيّ الشام واليمن بأخرى بانورامية لحارة البحر وشارع الملك عبدالعزيز بمبانيهما الإسمنتية الحديثة، وبين لقطات لساحل الصيد في ضاحية الرويس وبيوت السعف، مقابل الفيلات الفارهة حديثة البناء على طول طريق مكة القديم خارج سور البلدة التاريخي.

ومن جانبه، صرح مدير المهرجان، محمود صباغ حول عرضه الرسمي الأول أن هذا الاكتشاف يعيد كتابة تاريخ السينما الوطنية في بلادهم، منوهًا إلى أن الفيلم متكامل الأركان والصناعة ويعود تاريخ إنتاجه الى عام 1963، مما يجعله يضيف عنصرا أصيلاً لقصة السينما السعودية عبر إضافة فيلم يندرج ضمن سلسلة الأفلام التأسيسية.

وأضاف صباغ: إننا نضيف الى الدرس التاريخي، ونحقن رواية توسعات المدينة وقصة تحولاتنا الشعبية، بوثائق بصرية أصيلة نادرة، فقد أجاد المصوّر الراحل صفّوح نعماني في التقاطها، كأنما يعلم ويستشرف حضور مثل هذه اللحظة حيث تعرض شهادته لأول مرة للأجيال اللاحقة.

ويعد صفّوح عزّت نعماني، أحد رواد التصوير الفوتوغرافي والسينمائي في جدة ، انطلق أولاً في بيع كاميرات ومعدات التصوير عن طريق التجزئة منذ عام 1952 في متجر عائلته "محلات النعماني" الواقعة على شارع الملك عبدالعزيز التجاري، ثم استقل في "استديو صفّوح" الواقع في عمارة عبدالله الفيصل، حيث كان يصور البورتريه الشخصي ويحمّض الأفلام.

وتأتي جهود ترميم أعمال صفّوح نعماني وإخراجها للجمهور المحلي كجزء من مهام مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي للحفاظ على التراث السينمائي المحلي وإحيائه، وإلى جهودها في تقديم روايات متنوعة أصيلة ومتفرقة عن التاريخ السعودي الحديث.

 

####

 

مهرجان البحر الأحمر السينمائي يحتفي بـ"خيري بشارة" في نسخته الأولى

سارة نعمة الله

أعلن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي ، تكريم المخرج المخضرم خيري بشارة ، ضمن نسخته الأولى التي ستنطلق في الـ ١٢ من مارس المقبل، في حفل الافتتاح المزمع إقامته على ساحل جدة التاريخية.

وقالت إدارة المهرجان، إن برامج "العروض الاستعادية/الرتروسپيكتيف" في نسختها الأولى ستكون مخصصة لأعمال المخرج المصري خيري بشارة ، أحد رواد سينما الواقعية الجديدة في مصر والعالم العربي في الثمانينات الميلادية، وصانع موجة سينما الشباب وأفلام الفانتازيا الشعبية في مطلع التسعينات، حيث يتم عرض أفلام المخرج الرائد في عروض جماهيرية على الشاشة الكبيرة طيلة أيام المهرجان، بحضوره الشخصي وعدد من أبطال وبطلات أفلامه.

وكانت مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي قامت في الأشهر الماضية، بترميم تسعة أفلام ل خيري بشارة ، عبر معالجة النسخ الفيلمية الأصلية وترقيتها تقنياً كإسهام من المؤسسة للعناية بالتراث السينمائي العربي والعالمي.

ومن الأفلام التي تم ترميمها واختيارها للعرض ضمن البرنامج: فيلم "العوامة 70" 1982، فيلم "الطوق والأسورة" 1986)، فيلم "يوم مر ويوم حلو" 1988، فيلم "كابوريا" 1990)، فيلم "آيس كريم في جليم" 1992، فيلم "حرب الفراولة" 1993، وفيلم "إشارة مرور" 1995.

من جانبه، صُرِّح محمود صباغ مدير المهرجان: أن خيري بشارة يعتبر أيقونة من أيقونات السينما المصرية والعربية التي ألهمت أعماله وتجاربه العديد من مخرجي ومخرجات الأجيال الجديدة لما تضمنته من معانٍ إنسانية عميقة، وأساليب فنية جريئة وأصيلة.

ويضيف صباغ: نريد بهذا التكريم تقديم العرفان ل خيري بشارة على مجمل تجربته الحيّة، الذي هو في أصله أيضا تقدير للسينما المصرية ورياداتها المتعاقبة.

وعن عروض أعماله على الشاشة الكبيرة للجمهور يقول صباغ: نريد استنباط النمط الريادي وحس التجديد الأصيل ليكون حافزاً وإلهاماً وموضوع حوار أمام التجارب الصاعدة، فضلاً على أننا نتيح فرصة أمام الجمهور المحلي لمشاهدة الأفلام التي كانت جزءاً من ذاكرته في نُسخ مرممة حديثة، على شاشات سينما مجهزة، تمنحهم كامل التجربة السينمائية التي ربما تعذّرعليهم معايشتها في الماضي.

يذكر أن‏ خيري بشارة تخرج في معهد السينما العالي في عام 1967، حيث درس تحت إشراف مخرجين كبار كصلاح أبوسيف ويوسف شاهين وتوفيق صالح، قبل أن يدشن مسيرته السينمائية بإخراج فيلمه التسجيلي "صائد الدبابات" (1974)، الذي أعقبه بأكثر من عشرة أفلام بين تسجيلية وروائية قصيرة حتى نال لقب ”نجم السينما التسجيلية في السبعينات“.

وبحلول الثمانينات، أخرج بشارة فيلمه الروائي ”العوامة رقم 70” (1982)، الذي مهرجان ُيعتبر التأسيس الحقيقي لما يسمى بـ”تيار الواقعية الجديدة في مصر“، ثم أتبَعه بعدّة أفلام تعاون فيها مع كتّاب معروفين مثل عبدالرحمن الأبنودي في ”الطوق والأسورة” (1986)، فايز غالي في ”يوم مر ويوم حلو" (1988)، وشاركه فيها ممثلين كبار مثل أحمد زكي، وشريهان، وفاتن حمامة، ومع بداية التسعينات، دشّن بشارة موجة أفلام الفانتازيا الشعبية بإخراج أفلام مثل ”كابوريا” (1990).

وإضافة إلى برنامج الترميم، ينشر المهرجان كتاباً يضم سيرة خاصة ل خيري بشارة ، معززًا بصور أرشيفية لم يسبق يشرها، من تحرير الناقد السينمائي محمد سيّد عبدالرحيم.

 

بوابة الأهرام المصرية في

19.12.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004