كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 

إبتسامة الوداع من "سمير سيف"

محمد حجازي

عن رحيل أستاذ الإخراج

سمير سيف

   
 
 
 
 
 
 

كررها أكثر من مرة المخرج الراحل "عاطف الطيب" : أنا وسمير سيف من عائلة واحدة. كان سمير يُنادى عليه بـ "سمير الطيب" لأن الإبتسامة لم تغادر محياه ولا مرة، هذا الخلوق، المتواضع، النخبوي والشعبي في آن، لفظ آخر أنفاسه وهو يبتسم وفق ما أكدته السيدة زوجته، كانت إبتسامة الوداع لكل من عرفه وأحب مزاياه ودماثته ولُطف حديثه ومعشره، فيما مهاراته كمخرج تُحسب له في باب الإبداع وكل محطة في مسيرته شاهد على ذلك.

الدكتور "سمير" عرف دائماً أن الثقافة مفتاح المعرفة وأول شروط الإبداع، لذا تابع دراسته الأكاديمية، ونال درجة الدكتوراه، وكان سعيداً أن إلتزم بساعات تدريس جامعي، وعندما إلتقيناه قبل دورتين من "أيام قرطاج السينمائية" في تونس حين عرض آخر أفلامه "أوغسطينوس بن دموعها" أبلغنا أن سعادته غامرة لأنه يلتقي بشباب في معهد السينما يحبون السينما يتناقشون معه ويكتشف أنهم شاهدوا الكثير من أفلامه وأحبوها، ويعتبر هذا مكسباً ثميناً له، وعندما سألناه لماذا هو مقل في مشاريعه رد من دون تردد " بلاقي نصوص لكن ماعنديش لا أحمد زكي ولا نور الشريف، للأسف عايز حد يوصّل اللي أنا عايزو ومش لاقي".

وهذه من الحالات النادرة  التي سمعناه فيها يشتكي من الواقع السينمائي وكان لافتاً أنه إشتكى من قلة الممثلين وليس من ندرة النصوص.من حقه أن يقول هذا مع وجود علامات سينمائية فارقة حملت توقيعه، فـ "نور" ظهر في أول أفلامه "دائرة الإنتقام" وكانت معه "ميرفت أمين"، ثم كرّت السُبحة بينهما لنشاهد (آخر الرجال المحترمين، غريب في بيتي، عيش الغراب) ورغم طول عمر العلاقة مع "أحمد زكي" إلاّ أنهما لم يلتقيا سوى في "معالي الوزير"، مثل واقع العلاقة مع "محمود عبد العزيز"، حيث تعاونا في "سوق المتعة"، لنجد أن المحطات الكثيرة كانت مع "عادل إمام" ولهما معاَ (المشبوه، النمر والأنثى، إحترس من الخط، الغول، شمس الزناتي) هذا إضافة إلى محطات عديدة أخرى (المولد، الشيطانة التي أحبتني، وغيرهما) فيما عرفت له أعمال بارزة ونوعية للشاشة الصغيرة (أوان الورد، ألوم النار، السندريلا، الصباح، بالشمع الأحمر، البشاير، وإبن موت).

وحين السؤال عن سر هذه الخصوصية في تعبيره الفني نقول إن له عدة تجارب خلف الكاميرا كمساعد مخرج في بداياته بعد تخرجه من المعهد العالي للسينما عام 1969 (مع: شادي عبد السلام،يوسف ساهين، حسن الإمام، وحلمي حليم) مما أكسبه تنويعة في ثقافة السينما وحرفتها رافقته طوال مسيرته التي تميزت بدأبه وإخلاصه وحبه الكبيروالمتبادل بينه وبين كل من عمل معه، حتى حانت منيته ليل الإثنين في 9 كانون الأول/ ديسمبر الجاري في المستشفى الذي نقل إليه بعد شعوره بخلل في ضربات القلب.

 

الميادين نت في

10.12.2019

 
 
 
 
 

سمير سيف.. عاشق في محراب الفن

كتب: هالة نور

كنسّاج ماهر، حاك أفلامه بحب وواقعية، اقتربت من الجميع، نقادا وجمهورا، وبدا خلالها صانع المحبة، الذي أحب السينما، فأحبته، منحها من روحه وبشاشته، ليقدم أعمالا لها ذائقة وبصمة ميزته بين أبناء جيله من المخرجين، بعدما تتلمذ على أيدى أبرز مخرجى السينما المصرية حسن الإمام وشادى عبدالسلام في بداياته. جمع سمير سيف بين العمل مخرجا وكاتبا للسيناريو بخلاف تدريسه للسينما، فأصبح الأستاذ الذي نهل من علمه وإبداعه وخُلقه الجميع محترفون وهواة.

تميزت أفلام سمير سيف بأنها كانت تجمع بين الرضا النقدى والجماهيرى، مسك العصا من المنتصف، رغم أن البعض كان يرى أنه يغلب الطابع التجارى عليها أكثر، واستطاع إثراء مشواره بالعمل مع أكبر نجوم السينما المصرية وقتها وتقديمهم في شخصيات جديدة عليهم، عادل إمام ابتعد عن الكوميديا في «المشبوه» لأول مرة، نور الشريف أضحكنا في «غريب في بيتى»، أحمد زكى كشف كواليس لعبة السياسة في «معالى الوزير»، وغيرها من إبداعات فارس ترجل عن جواد الإبداع مُرغما قبل سنوات بسبب ظروف الصناعة السينمائية خلال العقد الأخير والتى دفعت بعدد من المبدعين لعدم التواجد، لكنه لم يترك الساحة، فأكاديميا ظل يتحدث عن معشوقته الأولى السينما ويُدرسها ويعلم أجيالا جديدة.

نجوم السينما يشيعون المخرج الكبير

شارك عدد كبير من نجوم الفن والشخصيات العامة في تشييع جثمان المخرج الراحل سمير سيف أمس من كنيسة مريم العذراء بمصر الجديدة، بحضور كل من الفنانين ليلى علوى ومحمود حميدة وميرفت أمين ودلال عبدالعزيز، وسمير صبرى وعايدة رياض ومحمود قابيل وندى بسيونى، والمخرجين يسرى نصر الله ومروان حامد وأمير رمسيس، ود.أشرف زكى نقيب المهن التمثيلية والكاتب وحيد حامد، بجانب عدد كبير من معارفه وأصدقائه وأسرته.

وتوفى «سيف» أمس الأول عن 72 عاما إثر أزمة قلبية مفاجئة صدمت الوسط الفنى الذي اقترب من المخرج الراحل ولمس إبداعاته كمخرج وكاتب سيناريو ومحاضرا أسهم في تأسيس أجيال من المبدعين الشباب من خلال محاضراته السينمائية في المعهد العالى للسينما وغيره من الورش الفنية المتخصصة.

ونعت جموع القطاعات الفنية والثقافية، المبدع الراحل، وقالت د.إيناس عبدالدايم، وزير الثقافة، إن السينما المصرية والعربية فقدت صاحب النماذج الإبداعية الخالدة، مضيفًة أنه كان معلمًا للأجيال وتتلمذ على يديه الكثير من المبدعين في عالم الإخراج، لافتًة إلى أن الفن فقد أحد قاماته العظيمة في مصر والوطن العربى، وأكدت «عبدالدايم» أنه ترك علامة بارزة على الشاشة الفضية وأشارت إلى البصمات المميزة التي تركها في عالم الإخراج السينمائى والتليفزيونى، ونجحت في تناول الكثير من القضايا الإنسانية والمجتمعية، مؤكدة أن أعماله شكلت جزءا مهما من ملامح الفن السابع باعتبارها نماذج إبداعية خالدة ستظل محفورة في ذاكرة الوطن.

وأعرب د.أشرف زكى، نقيب المهن التمثيلية، مستعرضًا العديد من أعمال الراحل التي تركت علامة كبيرة من خلال الكثير من الأعمال الفنية، منها «الغول، المشبوه، الهلفوت، شمس الزناتى».

وقالت د.سعاد شوقى، رئيس المركز القومى للسينما إن خبر وفاته صدمة للوسط الفنى بالكامل وأنه سيبقى بيننا بأعماله وتاريخه السينمائى الكبير.

«المشبوه»: أخضع نجومية عادل إمام لمتطلبات الشخصية

قدم سمير سيف الفنان عادل إمام في أهم أفلامه بعيدًا عن الكوميديا بفيلم «المشبوه» أمام سعاد حسنى عام ١٩٨٢، كانت مجازفة لم يتوقعها أحد، مثلما لم يتوقعوا أن يحقق الفيلم مثل هذا النجاح، وأراد إعادة تقديمه في عمل درامى، لكنه اضطر لإلغاء مشروعه التليفزيونى، وهو ما برره وقتها بأن عددا من فنانى الجيل الحالى رفضوا وضع أنفسهم في مقارنة مع سعاد حسنى وعادل إمام، لارتباط الجمهور بهما. وقدم «سيف» مع «إمام» عددا من الأفلام والتى قال عنها «سيف» في أحد حواراته: «فترة كانت من أهم فترات حياتى المهنية عادل إمام خضع فيها للشخصية ولم يخضعها لشخصيته.

«معالى الوزير»: فيلم وحيد جمعه بـ«أحمد زكى» طوال 30 عامًا

أحمد زكى أعرفه منذ تخرجه، وكان هناك مشروعات مشتركة، إما هو مشغول أو أنا مشغول، فأعاقتنا ظروفنا، وتقابلنا في إشارة ففاجأنى بعفويته «بقالنا 30 سنة مش هنتقابل في فيلم؟»، إلى أن جاء فيلم «معالى الوزير»، وكانت تجربة بالنسبة لى غيرت أشياء كثيرة، أحمد زكى من الممثلين الصعبين، فهو ممثل متطلب، دائما كان يريد الأحسن ويهمه الكمال، ويسخط أو يغضب إذا شعر بنوع من التنازل، وقضينا80 ساعة متفرقة كى نقدم شخصية الوزير «رأفت رستم» ويمسك بها جيدا، وأعتقد أن آخر أفلام أحمد زكى كانت معى.

«غريب في بيتى»: «الخطيب» كان المرشح الأول لـ«شحاتة أبوكف»

كان من المقرر أن يقدم شخصية شحاتة أبوكف في فيلم «غريب في بيتى» محمود الخطيب، رئيس النادى الأهلى، الذي عرض عليه سمير سيف الفيلم بعد اعتزاله لعب كرة القدم في مطلع الثمانينيات من القرن الماضى، وظل الخطيب يقرأ السيناريو الخاص به لمدة 3 أشهر أمام المرآة، بحسب تصريحه في لقاء تليفزيونى له، ليشعر وقتها بالغرابة مما يفعله، خاصة أن البطل «شحاتة أبوكف» كان لاعبا في نادى الزمالك وليس النادى الأهلى الذي ينتمى إليه «الخطيب»، فقرر الاعتذار عنه، وتم إسناد الدور إلى الفنان الراحل نور الشريف وحقق من خلاله نجاحا كبيرا.

 

المصري اليوم في

10.12.2019

 
 
 
 
 

سمير فرج ينعى صديق عمره سمير سيف: كنا نمثل الوحدة الوطنية

هشام لاشين

كشف مدير التصوير السينمائي المصري سمير فرج، الذي لازم المخرج الراحل سمير سيف في عشرات الأعمال، عن كواليس علاقتهما ليس على المستوى الفني فحسب ولكن على المستوى الإنساني أيضاً

ونعى سمير فرج صديق عمره عبر حسابه على "فيسبوك"، قائلاً: "فارقنا اليوم أخي وصديق العمر. منذ عدة أيام طلبني الأستاذ والأخ والصديق وحيد حامد ليسألني عن سمير سيف وكان قلقاً فطمئنته، وحملت القلق وحدي، وبدأت بطلب سمير عدة مرات، وكانت العادة أن يطلبني في اليوم التالي، لكنه لم يتصل فزادت مخاوفي".

وأضاف فرج: "بعد ذلك طلبت داني نجل سمير سيف ولم يرد، وفي اليوم الثالث اتصلت بالدكتور حمد شومان، عميد كلية الإعلام بالجامعة البريطانية، وبدوره لم يرد، فاتصلت بالدكتور عادل صالح وطلبني في اليوم التالي وأخبرني أن الراحل مريض وفي المستشفى ولكن لا يعرفون أي مستشفى".

ويواصل فرج حديثه قائلاً: "مر يومان أحاول أتصل بداني سيف ولكن لا مجيب، وبعدها اتصلت بالدكتور محمد شومان ليخبرني بوفاة سمير ولا أعرف ماذا حدث لي، لقد تركني صديق العمر صاحب الابتسامة الدائمة والضحكة المجلجلة".

وروى فرج كيف كان شكل علاقته بسيف قائلاً: "كنا نلتقي لنشكو أوجاعنا لبعض، وتنتهي الجلسة بضحكة مجلجلة. نزلت دموعي دون أن أبكي، فهل تركني أخي وصديقي وشريكي المخرج البارع والأستاذ العظيم والصديق الخلوق؟".

وتابع فرج قائلاً: "سمير سيف لم يغتب أو يسب أحداً، وكنا نمثل الوحدة الوطنية بحق، فهو من قال لي إن معجزة القرآن هي نزوله باللغة العربية، وهو من تعلمت منه كلمة ربنا يديم المحبة ودامت محبتنا ولكنه تركني".

ونشر فرج بجوار نعيه صورة تجمعه بالراحل ومجموعة العمل في فيلم "معالي الوزير".

وقدّم فرج مع سمير سيف مجموعة كبيرة من الأعمال الفنية مثل مسلسل "أوان الورد"، وأفلام منها "عيش الغراب، وشمس الزناتي، ومسجل خطر، والمولد، والغول" وغيرها.

وتوفي المخرج المصري سمير سيف، الإثنين، عن عمر ناهز 72 عاماً.  

 

####

نجوم الفن يودعون سمير سيف: العبقري الفيلسوف المحترم

العين الإخبارية - صفوت دسوقى

خيم الحزن على صفحات نجوم الفن العرب عبر مواقع التواصل الاجتماعي عقب الإعلان عن وفاة المخرج السينمائي الكبير سمير سيف، وتسابق النجوم إلى نعي الراحل والدعاء له بالرحمة والمغفرة.

وكشف النجم كريم عبدالعزيز علاقته بالمخرج سمير سيف، فكتب على حسابه الخاص بموقع "أنستقرام": "مع السلامة يا أستاذ، أول مخرج وقفت قصاد كاميرته، عندما كنت في الرابعة من عمري في فيلم المشبوه، ويشاء القدر أيضا أن يكون أستاذي ومعلمي في معهد السينما قسم إخراج، السينما حقيقي فقدت مخرجا كبيرا جدا، قدم للناس أعظم أفلام.. وداعا يا أستاذ".

ونشرت الفنانة إلهام شاهين صورة المخرج سمير سيف، وكتبت على "أنستقرام" أيضا: "رحمة الله على أستاذي وصديقي، الشخصية العظيمة المحترمة، أول من وثق في موهبتي الفنية ومنحني أول بطولة في حياتي، لن أنساك أبدا، وربنا يجعل مثواك الجنة يا صاحب الخلق الراقي".

ونعى الفنان هاني رمزي المخرج المصري الراحل، واصفا إياه بأنه "أحد عظماء صناعة السينما المصرية"، مؤكدا أن سمير سيف كان "أول من اكتشف موهبته".

أما النجمة منة شلبي فطالبت الجمهور بالدعاء له بالرحمة والصبر لأهله.

وكتبت الفنانة التونسية هند صبري: "وداعا المخرج صاحب الأخلاق سمير سيف، المبدع الذي قدم للسينما المصرية والعربية مجموعة من أهم الأفلام، وحمل عبء الدورات الأخيرة من عمر المهرجان القومي للسينما المصرية التي فقدت واحدا من مخرجيها الكبار".

ونشر المخرج رامي إمام صورة والده عادل والفنانة الراحلة سعاد حسني في مشهد من فيلم "المشبوه"، وبجوارها صورة المخرج الراحل وكتب عليها: "وداعا صانع أحب وأقرب أفلام والدي إلى قلبي".

ووصف رامي المخرج سمير سيف بأنه "الموسوعة والعبقري والمدرسة والمتنوع والمتميز والفيلسوف والدكتور والأستاذ".

كما نعته الفنانة نيللي كريم واصفة إياه بالمخرج "المبدع المحترم الأستاذ الدكتور".

وعبرت الفنان اللبنانية كارمن لبوس عن حزنها، وكتبت تغريدة على حسابها الخاص بموقع "تويتر" تطرقت فيها إلى بعض من الخصال الشخصية للمخرج الراحل، فوصفته بأنه "المخرج المتواضع" الذي "كانت الابتسامة لا تفارق وجهه".

أما الإعلامية وفاء الكيلاني فكتبت على "تويتر": "في ذمة الله المخرج الكبير الأستاذ سمير سيف.. رحل الجسد ويبقى اسمه وفنه جزءا من الذاكرة السينمائية الخالدة".

ولد سمير سيف في 23 أكتوبر عام 1947، وكان تلميذا متفوقا، التحق بمعهد السينما وتخرج بتقدير امتياز عام 1969، فتم تعيينه معيدا بمعهد السينما في أكاديمية الفنون المصرية.

وتولى إخراج عشرات الأفلام، كان الأبرز منها "دائرة الانتقام" مع الفنان نور الشريف، "معالي الوزير" بطولة أحمد زكي، وأفلام "المشبوه" و"الهلفوت" و"احترس من الخط" مع النجم عادل إمام

وقد رحل سمير سيف، الإثنين، عن عمر ناهز الـ72 عاما، إثر إصابته بأزمة قلبية.

 

####

سمير سيف في ضيافة "العين الإخبارية" قبل رحيله: أشتاق للسينما

هشام لاشين

استضافت "العين الإخبارية" المخرج الكبير الراحل سمير سيف، قبل عام تقريبا، واليوم نعيد نشر الحوار الذي يتحدث خلاله عن أعماله وآرائه في التقنيات الجديدة وبعض نجوم عصره

كان كعادته في منتهى الدماثة والهدوء، يلازمه التفاؤل وحلاوة اللسان وابتسامة الوجه.. ترك أثره الطيب على "لوحة العين الإخبارية" في كلمتين: "كم سعدت واستبشرت بالمستقبل لما رأيته في عيون العاملين.. مع خالص أمنياتي بتحقيق كل ما ترجونه"، فكانت شهادة نعتز بها من قامة بحجم هذا المبدع الكبير.

واليوم نحتفي بإعادة نشر الحوار بمقاطع الفيديو المتاحة، للتذكير بهذه القيمة التي أثرت الفن العربي عموما والسينما المصرية على وجه الخصوص بعشرات الأعمال البديعة التي توجت بحصوله على مجموعة كبيرة من الجوائز على مدار مشواره الفني الذي امتد لأكثر من 4 عقود.

·        أخرجت أفلاما في كل الأنواع والتصنيفات السينمائية تقريبا، ما تعليقك؟  

التصق بي منذ بداياتي أنني أقدم الشكل الهوليوودي أو الأمريكي، وهذا أمر أعتز به، وأنا بالأساس هاوي سينما، وآمنت بنظرية هوليوود التي عبر عنها المخرج الأمريكي الشهير هوارد هوكس، بقوله: "أنا أقدم أحسن فيلم من كل نوع"، لذا قدمت نفسي سينمائيا بأفلام الحركة، بل كانت الماجستير والدكتوراه عن هذه النوعية، لكن ذلك لم يمنعني من تقديم الأنواع الأخرى بشكل جيد، فالتنوع لا يتعارض من الأسلوب أو البصمة الشخصية للمبدع في تصوري.

·        كيف جمعت بين النجاح إخراجيا وأكاديميا؟

بالتأكيد لم أكن أقصد ذلك، وأعتقد أن هذا يرجع لكوني طالبا مجتهدا منذ صغري، إذ كنت أحد طلاب فصول المتفوقين في المراحل المختلفة، إضافة لممارسة الهوايات المختلفة، وأظن أنني كنت موهوبا أيضا.

وأرى أن السلك الأكاديمي طريق ذو اتجاهين، فأنت تعلم وتتعلم في الوقت نفسه، ومنذ دخولي معهد السينما حتى هذه اللحظة لم أتركه، ما أتاح لي الاحتكاك المتبادل مع أجيال مختلفة، والمواكبة دون أن يفوتني شيء بحكم ممارسة التدريس، وحصلت على درجة الدكتوراه متأخرا بعد رحلة إبداع طويلة عكس المعتاد في رحلات المبدعين، إذ إن الممارسة سبقت الجانب الأكاديمي

·        الاقتباس كان موجودا في معظم أعمالك، ما الفكرة من ورائها؟

فكرة الاقتباس كانت سيفا مسلطا على السينمائيين طول الوقت، إذ تعرضوا إلى النقد والتربص والبحث عن العمل الأصلي، على الرغم من أن العالم كله يلجأ لاستيحاء الأفكار، إذ قال "كارانتينو" المخرج الإيطالي الشهير: "كلنا نسرق"، والمعنى هنا "أن تستوحي"، كما قال توفيق الحكيم: "إن الإبداع في الفن لا يعني خلق شيء من العدم، وإنما نفخ روح جديدة في مادة موجودة من قبل"، كما سئل نجيب محفوظ ذات مرة أن شاعر الهندي الكبير طاغور له قصة عن فتاة ريفية تعمل خادمة في منزل أحبها كل النزلاء في إشارة لسرقة "ميرامار"، وكانت إجابته في الاتجاه نفسه.

والمعيار الأساسي في قضية الاقتباس مرهونة بالشكل النهائي في تصوري، فطالما أُعمل الخيال وأُدخلت ظروف المجتمع فهذا مجهود يعادل التأليف، والعالم كله يسير على هذا المنوال، وأطروحتي في رسالة الدكتوراه كانت عن هذا الموضوع، الاقتباس في السينما العالمية خصوصا الأمريكية سلبا وإيجابا، وذكرت أفلاما معروفة في تاريخنا المصري باعتبارها مصرية تماما بل ومخرجها رائد للواقعية، مثل صلاح أبوسيف، ومع ذلك فهي مقتبسة، لكن ببراعة شديدة وصلت لدرجة شدة المحلية

·        في رأيك، ما أكثر فيلم حققت فيه هذه المعادلة؟ 

أعتقد "المشبوه"، وهو مأخوذ عن الفيلم الأمريكي "Once a Thief"، إذ سجل لحظات ما بعد حرب أكتوبر ولحظات الانتعاش التجاري في بورسعيد، وتطرق لأولئك الذين أقاموا في الملاجئ العسكرية بالشوارع، وشكل الحياة بعد الحرب واللهجة، وكل من يشاهد الفيلم لا يمكن أن يكتشف أنه مقتبس من فيلم أمريكي.

·        "المتوحشة" فيلم موسيقي مهم بطلته سعاد حسني ومع ذلك لم ينجح، ما تفسيرك؟  

هناك أفلام تسمى "كالت موفي"، وهي التي تجد متابعة وشعبية ونجاحا كبيرا فيما بعد العرض الأول، وأقرب مثال لذلك في السينما المصرية "باب الحديد" للكبير يوسف شاهين الذي حقق وقت عرضه فشلا ذريعا، وأرى أن وفاة البطلة في نهاية "المتوحشة" كان جزءا من المغامرة والتحدي عندي، إذ إن الفيلم الموسيقي الاستعراضي في كل العالم لا بد أن ينتهي بابتسامة أو أمل أو نهاية سعيدة، لأن وظيفته بعث البهجة في المتلقي وروح الحياة، وكان الاستثناء الوحيد من هذا الفشل هو "قصة الحي الغربي" المأخوذ عن روميو وجولييت الذي حقق نجاحا ساحقا، وربما كان ذلك أحد أسباب عدم نجاح "المتوحشة" وقت عرضه.

·        حدثنا عن تجربتك مع عادل إمام.

قدمت مع عادل إمام 8 أفلام، أعتقد أنها من أهم وأخصب الأعمال في التاريخ الشخصي لكل منا، إذ إنها لا تزال محفورة في الوجدان الشعبي.

·        وما مميزات وعيوب تلك التجربة؟

في كل الأفلام التي قدمتها معه لم أشعر بعيوب، كان بيننا احترام متبادل وثقة متناهية، لدرجة أنه كان يقول: "إن الممثل مع سمير سيف يؤدي وهو تارك ذراعه"، ولم أختلف معه في أي مشهد، بالعكس كانت التجربة ممتعة جدا، وأعتقد أن عددا كبيرا من أفلامنا معا كان فيها عادل الممثل خاضعا لشخصية البطل، وليس العكس، ومن أمثلة ذلك أفلام "الهلفوت" و"النمر والأنثى" وقبلهما "المشبوه"، فهذه الأدوار كان واضحا بها عنصر الأداء التمثيلي، وأخضع "الزعيم" ذاته ونجوميته للشخصية، وتلك أمارات المحترف الحقيقي.

·        "سوق المتعة" رغم جنوحه الفلسفي، فإن أسلوبك طاغٍ عليه، هل هذه ميزة أم عيب؟

مقتنع بالفلسفة الأمريكية في السينما، وهو التواصل عبر مستويات مختلفة والوصول للشريحة الأكبر من المشاهدين بالتدرج، ولو اقتصرت على مستوى واحد فسوف تفقد شريحة كبيرة، وهذا ما لا أقبله بتاتا منذ بدايتي، فالفيلم الذي لا يصل للجمهور يعني أنه يحوي خللا ما، حتى لو كان له جانب فلسفي، وأرى أن دوري تبسيط الأفلام للوصول لمستويات أخرى، وبالفعل وصل "سوق المتعة" وحقق نجاحا كبيرا، باختصار أنا لا أتصور نفسي في فيلم لا يشاهده الناس أو عدد قليل منهم فقط.

·        أنتجت "الإرهابي" و"عيش" الغراب" وكلاهما يقدم قضايا شائكة، كيف اخترت موضوعهما؟

كونت شركة مع مدير التصوير سمير فرج والممثل الراحل مصطفى متولي، وكان فيلم "شمس الزناتي" باكورة إنتاجنا، ثم "الإرهابي"، وكان يحمل زخما فكريا، مع بطولة عادل إمام للعمل، فضلا عن طابعه الترفيهي، وكل هذه العناصر شجعتنا على تقديمه، ثم "عيش الغراب"، وهو تأليفي، وفخور بهذا العمل كونه يرصد فترة ما بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وظهور مواقع التهريب والتجارة بالمواقع النووية، وأوحت قصة شخص يعمل حارسا شخصيا للرئيس المصري الراحل أنور السادات لي بالفكرة.

·        ولماذا شخصية الحارس الخاص بالرئيس السادات تحديدا؟

تستهويني شخصية الحارس الخاص للشخصيات المهمة، خاصة الرؤساء، ونشأت بيننا علاقات مباشرة من وقت إخراجي الاحتفالات الخاصة بـ6 أكتوبر، بحضور الرئيس السادات، وكانت علاقتي بالحرس وتأمين الحفلات وغير ذلك مباشرة، ناهيك عن اهتماماتي الخاصة بهذه النوعية من خلال اهتمامي بأفلام الحركة، وتابعت دورة إعداد كل حارس وحصوله على كورسات في أمريكا، وقابلت منهم شخصيات، فهناك مجموعة الالتحام والرماة، وهناك القيادة والمراوغة، كما حدث في أديس أبابا مع الرئيس الأسبق حسني مبارك، وقد يتدرب أحدهم ويقضي كل حياته من أجل لحظة قد لا تأتي.

وبطلي عندما جاءت اللحظة الفاصلة فشل في حماية الرئيس السادات، ودرست هذه النقطة جيدا، وفوجئت أن شخصا واحدا أخرج مسدسه من خلف المقعد ولم يستخدمه في هذه العملية، فهناك تقصير حدث، لذا استهوتني هذه الشخصية وقدمتها، وشاهد العمل في عرض خاص مجموعة من الجهات السيادية، وأعجبهم وربتوا على يدي من شدة إتقان إعادة تصوير العملية في مدرج نادي الزمالك بالأبيض والأسود، واستخدام مجموعة من الكومبارس، إذ كانوا يتصورون أنني استخدمت مشهدا توثيقيا قبل مشاهدتهم العرض

·        ما الفيلم الذي لم تخرجه وتمنيت تقديمه؟   

رواية "رد قلبي"، لأنها كانت من أوائل الروايات التي قرأتها ليوسف السباعي وأنا طالب، لكن الفيلم محفور في ذاكرة الناس بشكل مؤثر جدا، ويعد الوثيقة الرسمية المعتمدة للثورة، ولا زلت أتمنى تقديمها بصورة أخرى رغم احتلالها ركنا خاصا في ذاكرة الأجيال المختلفة.

·        هل تعود للإخراج بعد كل هذا الغياب؟

أفتقد السينما فعلا، وأشتاق للعودة لها، وحاليا أقرأ موضوعين، وسوف أحدد أيهما أبدأ بتصويره خلال الأيام المقبلة.

 

####

نبيلة عبيد تكشف سر بكائها في آخر لقاء بسمير سيف

هشام لاشين

قبل شهر تقريبا، التقت الفنانة المصرية نبيلة عبيد بالمخرج الراحل سمير سيف، أثناء عرض فيلم "الراقصة والسياسي"، في الذكرى الـ100 لميلاد الأديب المصري الراحل إحسان عبدالقدوس

ويعتبر فيلم "الراقصة والسياسي" الوحيد الذي جمع المخرج الراحل بنبيلة عبيد، لكنه كما قالت لـ"العين الإخبارية" تعده واحدا من أجمل الأعمال التي قدمتها للسينما وأكثرها نجاحا، ويمثل حالة خاصة في تاريخها الفني.

وتوفي المخرج المصري سيمر سيف، الإثنين، عن عمر يناهز 72 عاما، إثر أزمة قلبية مفاجئة.

وحول طريقة تعامل الراحل مع الممثلين قالت عبيد إنه كان يتعامل بمنتهى الهدوء والثقة والخلق الراقي، ووصفت قيادته وتوجيهه للممثل بأنها "في منتهى البساطة".

وحول تفاصيل اللقاء الأخير الذي جمعها بسمير سيف في أثناء احتفالية "عبدالقدوس" قالت إنها كانت مندهشة من تصفيق الجمهور لهما بعد مشهد لإحدى الرقصات في الفيلم، وهو ما يحدث لأول مرة كما تقول.

وأضافت: "كل رقصة كانت تابلوه موظف في صميم فكرة العمل الذي يتحدث عن علاقة راقصة بسياسي، وتصفيق الجمهور لفيلم مر على عرضه 20 سنة كانت له دلالة جعلتني أبكي من شدة التأثر".

وأنهت عبيد حديثها بقولها: "هو مخرج يصعب تعويضه وإنسان على خلق نادر جدا في هذا الزمان".

 

####

عمر عبدالعزيز: سمير سيف لم يشكُ المرض ورحيله صدمة

العين الإخبارية - صفوت دسوقى

أكد المخرج عمر عبدالعزيز، رئيس اتحاد النقابات الفنية، أن رحيل صديق عمره سمير سيف أصابه بالصدمة لأنه لم يشكُ المرض ذات يوم

وقال عبدالعزيز لـ"العين الإخبارية": "أصيب سمير بأزمة قلبية فجأة ووافته المنية بعد وصوله إلى المستشفى بوقت قصير"، مضيفاً: "كان إنساناً جميلاً في كل شيء محباً لعمله ولا يزاحم أو يتكلم عن أحد لذا ترك وجعاً كبيراً في قلوب محبيه".

وتابع: "سمير سيف لم يكن مخرجاً موهوباً فقط، بل كان مدرساً رائعاً وساهم في تعليم أجيال، حيث كان يُدرّس الإخراج في أكاديمية الفنون والأكاديمية البريطانية".

وُلد سمير سيف في 23 أكتوبر/تشرين الأول عام 1947، وكتبة سيناريو وحوار 3 أفلام سينمائية هي "المشبوة، المطارد، لهيب الانتقام"، إلا أن موهبته الحقيقة برزت في الإخراج السينمائي، إذ أخرج ما يقرب من 40 عملاً فنياً أبرزها "الغول" بطولة عادل إمام، و"الراقصة والسياسي" بطولة نبيلة عبيد.

 

####

وحيد حامد عن الراحل سمير سيف: فقدت صديق عمري

هشام لاشين

أعرب الكاتب والسيناريست المصري وحيد حامد عن صدمته الشديدة بنبأ وفاة المخرج سمير سيف، قائلاً إنه كان بمثابة الأخ الذي لم تلده أمه

وأضاف وحيد حامد، في تصريحات لـ"العين الإخبارية": "مصدوم لوفاة صديق عمري، قدمنا أعمالاً كثيرة معاً، أعجز عن عدها في تلك اللحظات الأليمة، ولكنها كانت أعمالاً مهمة، وحقق بعضها العديد من الجوائز".

وتابع: "الأعمال التي قدمناها معاً حققت نجاحاً جماهيرياً منقطع النظير، سواء في السينما أو التلفزيون".

ولفت "حامد" إلى أنه و"سيف" كانا يسعيان دائماً لاكتشاف دماء جديدة، وتقديم أعمال مختلفة مثل فيلم "ديل السمكة" والمسلسل التلفزيوني "أوان الورد".

ووصف النقاد السينمائيون حالة التوأمة بين وحيد حامد وسمير سيف بأنها "خاصة جداً" نادراً ما تتكرر في السينما المصرية، وكانت أعمالهما معاً تحقق أعلى الإيرادات في السينما المصرية، وأشهرها "الراقصة والسياسي و"رحلة مشبوهة" و"معالي الوزير" و"سوق المتعة".

 

####

سمير سيف.. رحل "الغول" ولم يتنازل عن مبادئه

العين الإخبارية - صفوت دسوقى

على عتبة التفاؤل كان المصري الراحل المخرج سمير سيف يقف دائما، كان ينظر إلى كل أزمات مصر بكثير من الهدوء، وهو على ثقة من أنها ستتجاوز كل ما يحدث وتنتصر للقيم.

لذا، عندما ظهرت "سينما المقاولات" خلال فترة الثمانينيات، فضل "سيف" البقاء في المنزل وعدم تقديم تنازلات قد تخرجه من حسابات الجمهور، وعاش ومات دون التخلي عن مبادئه.

ولد سمير سيف في 23 أكتوبر/تشرين الأول عام 1947، كان تلميذا متفوقا ولديه طموح واضح المعالم، التحق بمعهد السينما وتخرج بتقدير امتياز عام 1969، وتم تعيينه معيدا بالمعهد بأكاديمية الفنون المصرية.

إلى جانب التدريس في معهد السينما، اهتم سمير سيف بالحركة النقدية، وقرر الاقتراب من المشهد السينمائي أكثر، فعمل مساعد مخرج مع مخرجين من العيار الثقيل مثل شادي عبدالسلام، وحسن الإمام، ويوسف شاهين، ما ساعده على اكتساب خبرة كبيرة من هولاء العظام في مهنتهم.

ولكنه كان يرى أن السينما المصرية تنقصها أفلام تعتمد على "الأكشن/ الحركة"، وعلى الإيقاع السريع، لكنه لم يجد منتجين متحمسين لأفكاره.

ذات مرة تحدث مع الفنان الراحل نور الشريف عن أحلامه وكان الأخير لا يزال في بداية طريقه، أعجب نور الشريف بأفكاره وراهن عليه وأسند له مهمة إخراج فيلم "دائرة الانتقام" عام 1976.

نجح سمير سيف في تجربته الأولى ولفت الأنظار إليه وتهافت عليه النجوم للعمل معه مثل عادل إمام الذي قدم معه أفلاما كثيرة أبرزها "المشبوه" 1981، و"احترس من الخط" 1984، و"النمر والأنثى" 1987، و"شمس الزناتي" 1990.

كما عمل مع الفنان المصري الراحل محمود عبدالعزيز في "سوق المتعة" 2000، ومع الفنان الأسمر الراحل أحمد زكي "معالي الوزير" عام 2002.

رغم توهج سمير سيف في السينما فإنه لم يهمل التليفزيون وقدم عبر شاشته عددا من الأعمال الدرامية الناجحة والمؤثرة؛ منها "الدم والنار، والسندريلا، والبشاير، وأوان الورد، وبالشمع الأحمر" كما حصل على شهادة الدكتوراه في "الأسس الجمالية والحرفية لإخراج أفلام الحركة، لأنه كان يؤمن بأن الدراسة تدعم وتحمي الموهبة.

بعد عام 2010 تراجع ظهور سمير سيف على الشاشة، خصوصا مع بروز أسماء شابة في أفلام الحركة، ففضل التفرغ للتدريس في معهد السينما بأكاديمية الفنون والأكاديمية البريطانية، ليرحل عن الحياة عن عمر 72 عاما إثر إصابته بأزمة قلبية تاركا أعمالا رائعة وسمعة طيبة.

 

بوابة العين الإماراتية في

10.12.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004