كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

«الشرق الأوسط» في موسم الجوائز (7):

آلام ألمودوفار تحصد 7 «غويات»

احتمالات الفوز بأوسكار أفضل فيلم تميل صوب «1917»

بالم سبرينغز: محمد رُضا

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

الدورة الثانية والتسعون

   
 
 
 
 
 
 

إنه حقاً موسم الجوائز. وها هي تهطل على الفائزين بها في كل مكان ومع كل مناسبة سينمائية. مثل مطر يبدأ رذاذاً ثم يشتد انهماراً بدأ الموسم بجوائز «غولدن غلوبس» وجوائز مؤسسات نقدية أميركية وعالمية، ثم ازداد تنوّعاً وتعدداً وما زال حتى هذا الأسبوع، قبل نحو عشرين يوماً من حفل الأوسكار المقبل.

وهذه بعض العناوين البارزة في هذا المجال:

> مدير التصوير روجر ديكنز هو من فاز قبل يومين (ليل الجمعة الماضي) بجائزة أفضل مدير تصوير لعام 2019 وذلك عن عمله في فيلم «1917». وهذه هي خامس مرّة يفوز بها ديكنز بهذه الجائزة الفنية التي توزعها «جمعية مديري التصوير الأميركية» كل سنة فقد نالها عن «ذا شوشانك ردمشن» و«الرجل الذي لم يكن هناك» و«سكايفول» ثم «بلايد رَنر 2049» قبل سنتين.

> مساء أول من أمس (السبت) تم توزيع جوائز «غويا» الرابعة والثلاثين، وهي الجوائز الموازية إسبانياً لجوائز «الأوسكار» الأميركية فحقق فيلم «ألم ومجد» (المرشح لأوسكار أفضل فيلم عالمي) سبعة انتصارات: هو أفضل فيلم إسباني، ومخرجه بدرو ألمودوفار هو أفضل مخرج. أنطونيو بانديراس (الذي لعب البطولة في هذه الدراما الشخصية) فاز بجائزة أفضل ممثل كما فاز الفيلم ذاته بجوائز أفضل موسيقى وأفضل توليف (مونتاج) وأفضل ممثلة مساندة (جوليتا سيرانو).

> في الليلة ذاتها، وفي حفلة آخر من حفلات لوس أنجليس العامرة، أعلنت جوائز «جمعية المخرجين الأميركية» فمنحت «1917» أصواتها ليفوز بذلك بالجائزة الثمينة التي قد تفتح له الطريق أمام إحدى جوائز الأوسكار أو عدد منها.

هذه المناسبة شهدت منافسة شديدة بين الأفلام المرشحة. لجانب «1917» كان هناك «الآيرلندي» لمارتن سكورسيزي و«طفيلي» لبونغ دجون هو و«ذات مرّة في هوليوود» لكونتِن تارنتينو، و«جوجو رابِت» لتايكا وايتيتي وكلها خسرت رهاناتها. لم يفت المخرج البريطاني سام مندس أن يذكر في كلمة قبوله الجائزة، منافسيه فقال:

«أشكر كونتن تارنتينو على تحقيق فيلم مليء بالحب لتلك الفترة ولتلك الشخصيات وللأفلام» وأشكر بونغ دجون هو لصنعه أفضل فيلم شاهدته في حياتي حول ماذا يعني أن تكون فقيراً. أشكر تايكا وايتيتي لفيلمه الذي برهن أن التاريخ يمكن سرده بحكمة ومرح. طبعاً أشكر ماتن سكورسيزي الذي وضع كل شيء على الطاولة في ذلك المكان المقفر حيث تنتظر لشخصياته الخلاص. إنه ماستر».

هذه بعض الجوائز التي احتشدت خلال الأيام الثلاثة الماضية لجانب أخرى لا تٌنسى ولو أنها تمر تحت رادار معظم الصحافة غير المتخصصة مثل جائزة «جمعية سينما أوديو» التي منحت «فورد ضد فيراري» جائزتها لهذا العام ومثل جائزة «آني» لسينما الأنيميشن التي منحت فيلم «كلاوس» سبع جوائز بينها جائزة أفضل فيلم، ومثل مهرجان سانتا باربرا الذي فاز فيه «ابن صائد الطيور» لرتشارد هوبرت بجائزة الجمهور.

- صعود وهبوط

هذه الجوائز والأفلام الفائزة بها تشبه فقاعات الماء المغلية بانتظار إسدال الستار على الموسم خلال حفلة الأوسكار التي ستتم في التاسع من الشهر المقبل. والمعاني المستجدة من كل ذلك تتعدد على نحو كبير يشمل كل تلك الأقسام والمسابقات التي يجمعها الأوسكار تحت مظلته.

الحال أن كل هذه الجوائز المسبقة للأوسكار تزيد من دراية المقترعين لهذه الجائزة الكبرى وتؤثر عليهم على أكثر من نحو.

يؤكد ذلك تقدم وتراجع الأفلام في سباقها كما حال سباق السيارات مثلاً. فحتى أسابيع قليلة خلت بدا أن «طفيلي» يقود الأفلام التسعة المرشّحة لأوسكار أفضل فيلم. بعده مباشرة ارتفعت نغمة احتمال فوز «حكاية زواج» وقبلهما كان الرهان كبيراً على «الآيرلندي» من دون أن ينقطع الحديث عن ذلك الفرس الأسود «جوجو رابِت». الآن يبدو «1917» هو الفيلم الأكثر ترجيحاً.

في سباق المخرجين وبعد ارتفاع، ثم هبوط، أسهم كونتن تارنتينو ومارتن سكورسيزي عاد الحديث حول تود فيليبس صاحب «جوكر» ولم ينقطع عن بونغ دجون هو «طفيلي» والآن، أي منذ فوز «1917» بجوائز التصوير والإخراج يرتفع اسم سام مندِز.

كذلك يرتفع أكثر فأكثر اسم واكين فينكس عن «جوكر» واسم أنطونيو بانديراس عن «ألم ومجد» ويتراجع الحديث عن أدام درايفر («حكاية زواج») وليوناردو ديكابريو («ذات مرة في هوليوود»).

الحديث عن الممثلات يضع الاحتمالات تحت ضوء مختلف. من البداية حامت الشبهات فوق رينيه زلويغر عن «جودي» وتبعثرت حول الباقيات: تشارليز ثيرون («بومشل») وسكارلت جوهانسن («حكاية زواج») وسينثيا إريفو («هارييت») وساوريس رونان («نساء صغيرات»).

والواقع أن هناك الكثير مما يمكن إلقاء الضوء عليه معززاً بالاحتمالات وببعض الدلائل. على سبيل المثال نجد أن «طفيلي» الذي يتحدث عن عائلة فقيرة تتاح لها فرصة العمل لدى عائلة ثرية إذا ما كذّبت وادعت أنه لا قرابة بين أفرادها، يشبه بضعة أفلام من الأمس لم تحتو على ممثلين مرشحين للأوسكار. آخر هذه الأفلام كان «سلامدوغ مليونير» سنة 2009 الذي قاد بطولته ممثل هندي لم يكن معروفاً لأحد حينها هو دف باتل. لم يتم ترشيحه بين عداد الممثلين لكن «سلامدوغ مليونير» ذاته فاز بأوسكار أفضل فيلم. ليس أنه من الشروط أن يدخل أي فيلم أكثر من جائزة رئيسية لكن غالبية الأفلام التي تندرج في سباق الأوسكار تفضي إلى دخول من فيها إلى سباقات أخرى كالإخراج والتمثيل والتصوير والكتابة.

«طفيلي» هذه السنة لا يقف وحده في خانة الأفلام التي لا ممثلين لديه يدلفون في سباق التمثيل. هذا حال «جوجو رابِت» و«1917» و«فورد ضد فيراري» أيضاً. الحال مقلوب بالنسبة لمعظم الممثلين والممثلات: أنطونيو بانديراس لاعب أساسي اليوم في ترشيح الممثلين لأوسكار 2020 عن «ألم ومجد» المرشح كأفضل فيلم عالمي (أو أجنبي كما كان أسمه السابق). واكين فينكس عن «جوكر» المدرج في عداد الأفلام المتسابقة كذلك حال ليوناردو ديكابريو وجوناثان برايس وأدام درايفز.

في خانة الممثلات فإن كل المشتركات (ثيرون، زلويغر، جوهانسن، رونان، إريفو) لديهن أفلام في السباق الأساسي (أفضل فيلم) باستثناء سينثيا إريفو عن «هارييت».

- احتمالات سام مندِس

«1917» في الواقع يبرز بين الأعمال المرشحة لأفضل فيلم أكثر مما فعل لحين قوزه قبل أسبوع بجوائز «نقابة المنتجين». تعزيز حظوظ هذا الفيلم الحربي في الأوسكار ليست مبنية فقط على استحقاقه وجودته بل أيضاً على حقيقة أن عدد المنتمين إلى نقابة المنتجين لا يقل كثيراً عن عدد المنتمين إلى أكاديمية العلوم والفنون السينمائية موزعة الأوسكار (نحو 8 آلاف في النقابة مقابل 9 آلاف في الأكاديمية).

بالتالي الفيلم الفائز في جوائز النقابة غالباً ما ينتهي فائزاً بجائزة الأوسكار. وهذا كان الحال في السنوات العشر الأخيرة باستثناء مرتين.

المرّة الأولى كانت عندما منحت «نقابة المنتجين الأميركية» جائزتها لفيلم The Big Short سنة 1917 بينما اختار الأوسكار فيلم «سبوتلايت» لمنحه جائزته. المرّة الثانية قبل ثلاث سنوات: «لا لا لاند» فاز بجائزة النقابة لكنه خسر أمام «مونلايت» على منصة الأوسكار.

على أن احتمال فوز «1917» بأوسكار أفضل فيلم وأوسكار أفضل مخرج أقوى من المثالين المذكورين في هذا الإطار. السبب هو أن الأفلام الأخرى التي لا نجوم مرشحين فيها لجوائز التمثيل (تحديداً «طفيلي» و«فورد ضد فيراري») لديها مشاكل أخرى مهمّة قد تحول دون نيل أوسكار أفضل فيلم.

حالة «طفيلي» تشبه حالة «روما» في العام الماضي عندما نال ألفونسو كوارون أوسكار أفضل مخرج، لكنه لم ينل أوسكار أفضل فيلم. هذا يمكن له أن يتكرر، بل ومن المرجح أن يتكرر هذا العام بناء على حقيقة أخرى وهي أن كل فيلم غير أميركي تم انتدابه لدخول قائمة الترشيحات الأميركية لم يفز بأوسكار أفضل فيلم بل تم تحبيذ فيلم أميركي عليه.

بالنسبة لهذا الفيلم ولفيلم جيمس مانغولد «فورد ضد فيراري» فإن هناك 11 فيلماً فقط في تاريخ الأوسكار فازت بأوسكار أفضل فيلم من دون أن يكون لديها ترشيحات أساسية أخرى ومنها «قلب شجاع» (1995) و«سيد الخواتم: عودة الملك» لبيتر جاكسون (2003) كما «سلامدوغ مليونير» كما ذكرنا.

أهمية وجود ممثلين مرشّحين عن الأفلام المتنافسة للأوسكار لا يمكن التقليل منها. هناك 8469 عضواً مقترعاً في أكاديمية العلوم والفنون السينمائية بينهم 1324 ممثلاً وممثلة. لكن، وكما في الحالات المذكورة أعلاه، هناك اختراقات قد تسحب بساط الممتنعين من الممثلين عن منح أصواتهم لفيلم خال من الممثلين والممثلات المرشحين من بينها حقيقة النجاح الكبير الذي ما زال فيلم سام مندِس يحققه تجارياً. لقد لحق بقطار الترشيحات في آخر لحظة، لكنه حضر في الوقت المناسب ليؤدي ظهوره بين الروّاد وبالحجم الكبير الذي طالما تم تقديره من قِبل المقترعين.

هذا كله من الدوافع التي تجعل هذا الناقد يتوقع لفيلم «1917» خطف الأوسكار عنوة عن باقي منافسيه... بالإضافة إلى حقيقة أنه فيلم بالغ الجودة وجديد في كيفية معالجته لحكاية قوامها شخصان لديهما رسالة ينقلانها من جبهة إلى أخرى قبل فوات الأوان.

 

الشرق الأوسط في

27.01.2020

 
 
 
 
 

موسم الجوائز 4: ما فعلته أيدينا بالطبيعة والإنسان!

شفيق طبارة

كثيرة هي الأفلام الجميلة التي لم نتحدث عنها. في مقال اليوم، سوف نمرّ على بعض الأعمال المرشحة للجوائز، وأخرى لم تدخل هذا النادي، لكن لا يمكن استعراض أفضل أفلام 2019 من دون التوقف عندها

 «أرض العسل» – تامارا كوتيفسكا ولجوبومير ستيفانوف (مقدونيا) الشمالية

امرأة ترتدي ملابس صفراء تشاهد من بعيد، من فناء بيتها الخلفي في جبال مقدونيا الشمالية، وصول الجيران الجدد. هي غير معتادة على الضوضاء، تعيش مع والدتها وترعاها. تتابع هاتيدز موراتوفا عائلة تركية تدخل عالمها الخاص بطريقة غير متوقعة. عالمها بعيد، تعمل وتعيش فيه في تربية النحل، الذي يعيش بالقرب منها في شقوق جبل في قريتها. «النصف لي، والنصف لك» تقول هاتيدز للنحل، فهي تأخذ فقط النصف لتبيعه وتعيش، وتترك للنحل النصف الآخر. تتقاسم العسل معه بطريقة عادلة ومتوازنة. هاتيدز شخصية عاطفية، صاحبة روح جميلة وواضحة في معاملة النحل، واعتنائها بوالدتها الكبيرة في السن والمقعدة في الفراش. إلى جانب كونها نصف عمياء، لا تسمع والدتها بشكل جيد. رحلة هاتيدز إلى المدينة لتبيع العسل، تؤمن لها حياة متواضعة ولكن جميلة. وصول الجيران الجدد في مقطورة، أسرة كبيرة من أم وأب وسبعة أطفال وماشيتهم، لم يُحدث الكثير من التغيير في حياة هاتيدز. يصبح أحد الأطفال صديقها، يفهم منها أنه لكي يحصل على ما يرغب من العسل، يجب احترام طبيعة النحل ووقته، ودائماً ترك النصف له. ولكن عندما يقرّر رب الأسرة الجديدة تربية النحل وعدم الاصغاء إلى نصائح هاتيدز بسبب الجشع، سوف تبدأ مشاكل تؤدي إلى عواقب غير متوقعة.

«أرض العسل» تحفة بصرية عن الحياة في الطبيعة

«أرض العسل» واحد من أجمل الوثائقيات الجديدة التي يمكن من خلالها مشاهدة الحياة. قُدِّم الوثائقي على أنه فيلم روائي طويل، رُشّح لجائزتَي أوسكار (أفضل فيلم أجنبي وأفضل فيلم وثائقي). إنّه تحفة بصرية عن الحياة في الطبيعة البكر التي تشكّل مساحة لعيش بعض الناس وصراعهم اليومي من أجل البقاء. يقدم الوثائقي نظرة فريدة إلى أسلوب حياة متلاشٍ، وانعكاساً ذكياً للعلاقة بين الطبيعة والبشر والحيوانات. «أرض العسل» مذهل من خلال صورته، هذه الصور القريبة جداً من النحل وبيوته وعسله. مناظر الطبيعة في شمال مقدونيا عند الصباح وعند الغسق وفي الليل. لا يمكن الهروب من الجو الشاعري في الفيلم، وقصته المؤثرة حول ضرورة معاملة الطبيعة باحترام وعناية، خاصة في هذه الأوقات التي تعلو فيها الحناجر في أكثر من مكان من أجل الحفاظ على الطبيعة. يظهر الوثائقي بوضوح ما يجب القيام به للعودة إلى الطبيعة، موضحاً أنّه خيار لا يمكن تجاهله. فالعسل ليس مجرد منتج نأخذه من رف السوبرماركت. العسل هنا شيء رومانسي ومرير تقدمه لنا الطبيعة من أجل التوازن. يذكرنا بأن الطبيعة أصبحت منزعجة منا، لكنها أيضاً تنادينا للعودة إليها.

 «حياة خفية» – تيرانس ماليك (الولايات المتحدة)

جذور هايدغر واضحة جداً في «حياة خفية» لتيرانس ماليك

في بعض الأحيان، تفاجئنا جوائز الأوسكار باستبعاد أفلام لا يمكن إلا أن تكون موجودة في لائحة الجوائز، ولكن لا يهم، ففيلم المخرج الأميركي تيرانس ماليك عُرض في «مهرجان كان» وكان مرشحاً لجائزة السعفة الذهبية، وهذا وحده يؤكد أنّه من أفضل أفلام عام 2019. الفكرة مستوحاة من قصة حقيقية، عن فلاح نمساوي جُنِّد في الجيش الألماني، فاعترض ورفض الطاعة والولاء لهتلر، فسُجن وحوكم. ولكن ماليك لا يهمه كثيراً تقديم هذه القصة بطريقة عادية، بل اهتمامه يكمن في مسألة تضحية رجل وعدم تخلّيه عن قناعاته، بل حارب كل شيء من أجلها وضحّى بكل شيء حتى بحياته وعائلته من أجلها.

«حياة خفية» عن فلاح نمساوي رفض الالتحاق بالجيش النازي

الفيلم الجديد لا يختلف كثيراً عن السينما التي عوّدنا عليها ماليك. طويل نسبياً (ثلاث ساعات)، مع تعليق صوتي بين الحين والآخر (قراءة رسائل حب، وأفكار الشخصيات الحميمة)، وموسيقى سمفونية، ومشاهد ذات زوايا واسعة للطبيعة، وطبعاً أفكار الفيلسوف الألماني هايدغر (ماليك لم ينهِ بعد أطروحة الدكتوراه في فلسفة هايدغر). من السهل فهم فيلموغرافيا ماليك إذا عكسناها على أهمية الوجود والوقت في فلسفة الألماني. شاهدنا هذه الفلسفة في «الخيط الرفيع الأحمر»، و«العالم الجديد»، و«شجرة الحياة». لكن جذور هايدغر لم تكن واضحة كثيراً كما هي الآن في «حياة خفية». من خلال الفلسفة، يحمل فيلم ماليك شاعرية أصيلة، يصف فيها المشاعر بطريقة حادة. مشاعر لا تُنسى عن الطفولة والعلاقات الأسرية وقوة الذكريات والدمار الناتج عن الخسائر العاطفية. لا يمكن إلّا الاعجاب بطريقة سرد وأسلوب ماليك في تقديم أفكاره. يأخذنا بعيداً معه. يغرزها ويتركنا نتخبط بين قوّتها الحادة وجمال مشاهده السينمائية.

 «ميدسومار» – آري استر (الولايات المتحدة)

جمع آري استر في «ميدسومار» الكوميديا السوداء والرعب النفسي

أقدم وأشدّ المخاوف هو الخوف من المجهول، هكذا يقول كثيرون. لكن آري استر يذهب أبعد من ذلك في فيلمه الجديد «ميدسومار». ماذا لو كان الخوف الحقيقي هو العكس تماماً؟ وماذا لو كنا لا نعرف ما هو الأكثر وضوحاً؟ على هذا المبدأ، يقدم المخرج الأميركي قصته المرعبة في وضح النهار. جمع الكوميديا السوداء والرعب النفسي من دون التخلي عن التأمل المأساوي، مقدماً خرافة أخلاقية حول هذا العالم الشفاف. «ميدسومار» تجب مشاهدته من دون معرفة شيء عنه. يجب ترك الشاشة تقدم المفاجأة. ما يمكن قوله عن الفيلم أنه ربما لا شيء موجعاً أكثر من الجرح العاطفي. حسناً، ربما الموجع أكثر هو الضرب على الجمجمة بمطرقة خشبية. لكن في الحالتين، هناك ألم. في الفيلم، قصتان، ووجعان: واحد من الخسارة والشعور بالذنب من قصة حب بالية، والثاني من طقوس غريبة في مهرجان يطلق العنان لقسوة أبطاله الجسدية.

 «التحدث عن الأشجار» – صهيب قسم الباري (السودان)

يرافق أذان المساجد إبراهيم شداد وسليمان إبراهيم ومنار الحلو والطيب مهدي أثناء عملية التجديد. هؤلاء مخرجون سودانيون كانوا سابقاً من مؤسسي «نادي السينما السوداني». اليوم لا سينما في السودان. الأصدقاء الأربعة يريدون إعادة فتح سينما قديمة في الهواء الطلق. يرافقهم المخرج صهيب قسم الباري، مصوّراً مهمتهم الصعبة في وثائقي «التحدث عن الأشجار». أذان المساجد يعمل كدعوة متكررة لتذكير المخرجين الأربعة بحدودهم خلال تنظيف الشاشة القديمة أو تعليق اليافطة الجديدة. هذه الحدود متمثلة في الحكومة. منذ وصول عمر البشير إلى السلطة، اضطرت دور العرض السينمائية في البلاد للإغلاق التدريجي. المخرجون الأربعة لديهم رغبة عاطفية في تنشيط السينما السودانية وإعادة جزء من ثقافتها. مهمتهم شبه مستحيلة، لكنهم يحاربون من أجل شغفهم في السينما. يرافقهم المخرج في خطواتهم وتخطيطاتهم وكلامهم مع الرواد وسكان المنطقة عن السينما والثقافة والحياة. يتعرض الرجال خلال الوثائقي لاعتراضات لا معنى لها من جانب السلطات، لكن روح دعابتهم وتفاعلهم البهيج مع بعضهم يعطيان الأمل، حتى عندما يبدو أن كل جهد ذهب سدى.

«التحدث عن الأشجار» لصهيب قسم الباري وثائقي عن المقاومة السينمائية في السودان

كل ما يحدث في الوثائقي عادي جداً بالنسبة إلى المخرجين الأربعة، حتى إنّهم لم يكونوا مقتنعين بأنّ ما يفعلونه يستحق التوثيق لأنهم متعودون عليه في عرضهم للأفلام قديماً في مناطق نائية في السودان. ولكن إصرار المخرج على التصوير أقنع المخرجين الأربعة.

خلال عرض الفيلم في «مهرجان مراكش» الأخير، جلست مع المخرج سليمان إبراهيم. وقتها، أخبرني بأنهم يرون ما يفعلونه عادياً جداً، ولكنه بالنسبة إلى المخرج شيء عظيم. ففي إحدى المرات عندما كانوا يعرضون فيلماً في إحدى المناطق النائية وكان معهم مخرج الوثائقي، هبّت عاصفة ترابية خفيفة، فكادت الشاشة أن تطير. اثنان منهم ذهبا وأمسكا الشاشة بأيديهما طوال مدة الفيلم. ما فعلاه بالنسبة إليهم، كان طبيعياً وعادياً ولا غرابة فيه. أما بالنسبة إلى صهيب، فما رآه كان عظيماً فيه مجهود وحب عظيم للسينما. ومن هنا بدأت فكرة الوثائقي.

هذا الحب العظيم للسينما أظهره صهيب في الوثائقي من دون تكلّف أو ادعاء. ترك المخرجين يقومون بما يحبونه، وصوّرهم في طبيعة عملهم العاشق للسينما. قبل انتهاء الجلسة مع المخرج سليمان إبراهيم، أخبرني عن السينما الآن في الوطن العربي والجيل الجديد الذي يفقد ثقافة الذهاب إلى صالة العرض لأنّ كل شيء متوافر بسهولة على الإنترنت. كلام سليمان كان عاطفياً جداً، أظهر خوفه على الجيل الجديد من طفرة المنصات وسهولة الاستعمال. قال: «هذا الاستسهال خطر»، وثم قال «مسألة السينما في الدول العربية وخاصة في السودان هي في دور العرض. عندما تحدثنا مع المسؤولين بأنّه ليس لدينا دور عرض في السودان، كان جوابهم بأنه لدينا التلفزيون والموبايل»! جواب سليمان كان مباشراً وقوياً. قال لهم: «أين يشاهد هواة كرة القدم المباريات؟ هل يكتفون بمشاهدتها على التلفزيون؟ أين يذهب محبو المسرح؟ هل يكتفون بمشاهدة المسرحية على التلفزيون؟ وهكذا... إذن لماذا على محبي السينما مشاهدة الأفلام فقط على الشاشة الصغيرة والموبايل؟».

 «إن شئت كما في السماء» – إيليا سليمان (فلسطين)

«إن شئت كما في السماء» لإيليا سليمان كوميديا صامتة بتفكير كئيب وعمق فكري كبير

لا يختلف فيلم إيليا سليمان الجديد كثيراً عن أفلامه السابقة، لكنّه يقدمه بطريقة غريبة، وهنا تكمن مهارة المخرج الفلسطيني. إيليا سليمان مخرج صامت بامتياز. نرى ذلك في أفلامه كلها. صامت ويراقب، يقول كلمات قليلة جداً. وفي فيلمه الجديد، يقول القليل أهمه: «أنا من فلسطين».
من خلال مراقبة العالم حوله من فلسطين إلى فرنسا فنيويورك، نرى من تعابير وجهه ما يريد أن يقوله. وعندما ينطق، تبدو كلماته ذات معنى مزدوج أو أكثر حسب وزنها وتوقيتها. فيلمه الجديد عبارة عن مشاهد قد تبدو غير مترابطة، ولكن المشترك فيها هو إيليا سليمان، وتدور كلها حول كلمة واحدة وهي: فلسطين
.

يأخذ سليمان العبث ككوريغرافيا في أفلامه. أعماله قريبة من أفلام الفرنسي جاك تاتي والسويدي روي اندرسون. لكن لسليمان ميزة تجعله بعيداً قليلاً عنهما. سينما سليمان تفتقر إلى الحشرية والانفتاح، فهو يراقب من بعيد ولا يفحص كل شيء عن قريب كما يفعل تاتي. أيضاً، هو لا يشرح شخصياته كما يفعل اندرسون. نظرته من بعيد هي التي تحدد كل شيء، لا مبالاته هي علامته الفارقة.

في كوكب سليمان، العالم مكشوف، حيث يمكن العثور على فلسطين في كل مكان. على الرغم من الكوميديا في العمل، فإن كل شيء هو مأساة مليء بالمعاناة والدموع. فيلمه كوميديا صامتة بتفكير كئيب وعمق فكري كبير حول العالم بشكل عام وفلسطين بشكل خاص.

* «حياة خفية» لتيرانس ماليك: حالياً في الصالات اللبنانية

 

الأخبار اللبنانية في

27.01.2020

 
 
 
 
 

طعام الأوسكار: نباتي بالكامل... تقريباً!

الأخبار

أعلنت «أكاديمية فنون وعلوم السينما» المنظمة للأوسكار أنّ قوائم الطعام المقدّمة خلال فعاليات احتفال توزيع الجوائز الثاني والتسعين ستكون نباتية بالكامل تقريباً، بما يتماشى مع ما قُدّم على موائد عشاء المشاهير خلال موسم جوائز 2020. وأضافت الأكاديمية أنّ قوائم الغداء الرسمي السنوي للمرشحين لنيل الجوائز إضافة للوجبات الخفيفة التي تقدّم قبل مراسم السهرة في هوليوود في التاسع من شباط (فبراير) ستكون معتمدة على مصادر نباتية مئة في المئة.

أما قائمة الطعام في احتفال الحكّام، والذي يقام مباشرة بعد توزيع الجوائز، فسيعتمد بنسبة 70 في المئة على مصادر نباتية، بينما ستتضمن النسبة الباقية أسماكاً ولحوماً إضافة للأطعمة النباتية.
وفي بيان، أشارت الأكاديمية إلى أنّ كل الأحداث والفعاليات ستخلو من عبوات المياه أو الأكواب البلاستيكية، مشددةً على أنّها «مؤسسة لكل الحكّائين من شتى بقاع العالم، ودورنا العالمي يُلزمنا بدعم الكوكب
».

وجاء بيان الأكاديمية بعد تقديم قوائم طعام نباتية بالكامل خلال مآدب عشاء أقيمت للمرشحين والمنتجين والضيوف لجوائز «غولدن غلوب» وجوائز «نقابة ممثلي الشاشة» (guild) هذا الشهر.

علماً بأنّ النجم واكين فينيكس، الذي جسد دور البطولة في فيلم «جوكر» (إخراج تود فيليبس) وهو نباتي شديد الالتزام، كان قد اقترح التغيير الذي طرأ على عشاء الـ «غولدن غلوب» الرسمي بعدمما كانت شرائح اللحم والأسماك من الأطباق الرئيسية. وهكذا، تم استبدالها هذا العام بأطباق من الأرز والفطر.

 

الأخبار اللبنانية في

28.01.2020

 
 
 
 
 

مغربيان إكتسحا إيرادات هوليوود

محمد حجازي

إسمهما ليس متداولاً في أجندة المخرجين البارزين في هوليوود، لكن المغربييْن "عادل" (عادل العربي) و"بلال" (بلال فلاّح) تحوّلا إلى إسمين كبيرين معروفين في أوساط المنتجين والنجوم بعدما راهن عليهما المنتج العالمي "جيري بروكهايمر" فتقاسم إنتاج (90 مليون دولار) جزء جديد من فيلم "badboys" مع "ويل سميث" (وإلى جانبه مارتن لورانس) فكان النجاح الساحق.

شريط "سميث" (مايك) و"لورانس" (ماركوس) جنى من صالات أميركا والعالم 216 مليون دولار في عشرة أيام عرض بدأت في السابع عشر من كانون الثاني/ يناير، ولم يجد في مواجهته أي فيلم خصوصاً من عروض الأوسكار، مما جعل الحماسة تدب في قلبيْ المخرجين لإنجاز جزء إضافي من السلسلة لكن من دون موافقة "بروكهايمر" حتى الآن.

على مدى ساعتين و4 دقائق لا تهدأ المطاردات ولا نوبات الضحك ولا الترقب، بل حالة غليان مستمرة جعلت المشاهدين يشعرون كما لو أن الشريط مر في دقائق قليلة فقط. رجلا البوليس العاملان في شوارع "ميامي" يحددان هدفاً مباشراً لهما وهو القضاء على زعيم كارتل تهريب المخدرات في المنطقة "آرماندو أرماس" (يجسد الدور الإنكليزي جاكوب سيبيو – 27 عاماً).

نجما الفيلم اللذان يتمتعان بجماهيرية واسعة أعلنا أنهما لم يترددا في قبول العرض، لا بل إن حماسة المخرجيْن العربيين كانت محل تقدير، مما شجّع الجميع على تجريب العمل على الشريط، بمشاركة فريق تقدمته "فانيسا هودجنز، والـ دي جي "خالد محمد خالد".

 

الميادين نت في

28.01.2020

 
 
 
 
 

أفلام حرب أثبتت أنها ليست دماء فقط ولكن كفاح وبحث عن حياة أخرى

سارة يحيى

رغم كثرة الأفلام التي غطت مواضيع الحروب والدماء والأشلاء، تظل هناك مساحة شاسعة تكمن بين تفاصيل وقصص عامة الناس ومدى تأثرهم بهذه الحروب العمياء، تلك الفئة التي لا تهتم للشعارات الرنانة ولا تقودها حماسة أو حمية للانخراط في هذه الحرب.

عن الشريحة التي تقاوم وتبحث عن الحياة مهما كانت صعبة.. عن المجاهدين في سبيل لقمة العيش المقاتلين في سبيل الكرامة تسلط أراجيك الضوء على فيلمين أبدعوا في رصد هذا الكفاح المرير.

The Bread Winner

مدينة صامتة غارقة في بحر السكون بيوت جوفاء كأنها بلا سكان أو أن سكانها من الأشباح. يحاول هذا الفيلم أن يقتحم وبجرأة أحد هذه المنازل التي تبدو ميتة إلا أننا نرى فيها حياة وحكايا لا تموت وليطلق لأذهاننا العنان في أن نتخيل الحيوات الأخرى التي تقبع داخل بيوت مبنية من لبنه قهر ولبنة ظلم.

هذه المدينة هي “كابول” عاصمة “أفغانستان” في فترة حكم طالبان حيث ضيقوا الخناق على جميع النساء وتم منعهن من الخروج من منازلهن إلا بوجود محرم من الرجال بالإضافة إلى إغلاق مدارس الفتيات، ولهذا السبب يجد المعلم “علي” نفسه بلا عمل وزوجته الكاتبة تصبح حبيسة الدار مما يضطرهم لبيع مقتنياتهم وبعض ملابسهم في السوق العام الذي تسيطر عليه الشوارب واللحى، وبينما يكون المعلم “علي” في السوق يشب شجار عابر بينه وبين أحد غلمان حركة طالبان المتعصبين ليزج به في السجن ظلمًا وعدوانًا.

تجد الزوجة نفسها وحيدة مع ابنتيها ثريا وبرفانا والطفل الصغير زكي بلا محرم يدبر أمورهن ويجلب لهن الماء والطعام.

تحاول الأم إخراج زوجها من السجن إلا أنها لا تجد جوابًا سوى العنف ردًا على مساعيها، تحاول مرة أخرى إرسال ابنتها الصغيرة “برفانا” إلى السوق لجلب بعض الزاد وبالرغم من محاولتها بالالتزام بالآداب العامة وعدم شد الانتباه إليها تعود الطفلة مطاردة ومذعورة.

مع استمرار هذا الوضع المأساوي حيث تجد الأسرة نفسها بين مطرقة الجوع وسندان طالبان لا تجد “برفانا” نفسها وهي الفتاة الأصغر إلا أن تقص شعرها الأسود المسدول وتتنكر بهيئة صبي لتنقذ أسرتها التي تواجه الموت وتبدأ رحلة جديدة في طريقها لإعالة أسرتها.

ما قد يساور المشاهد أثناء عرض لقطات الفيلم المختلفة هو تكرار اللقطة الطويلة التي تأخذها الكاميرا من أمام باب منزل الطفلة برفانا وكأننا نحن المشاهدون من وراء الشاشات نختلس النظر إلى هذا المكان الخارج عن حدود الحياة ثم تنقلنا الكاميرا إلى السوق المزدحم المكتظ بالأصوات الخشنة والشوارب الطويلة.

نرى في هذا الفيلم مسارين لحكايتين مختلفتين تنتقل الأحداث بينهم بسلاسة وتلتقي أخيرًا عند نقطة واحدة توحي لنا وبشكل ضمني عن أهمية القصة وأهمية نقلها لنشر الوعي وإيقاف الظلم وربما كانت هذه هي رسالة فيلمنا المستوحى من رواية للكاتبة الكندية ديبورا إيليس، ومن إخراج الأيرلندية نورما تومي حيث كان العرض الأول للفيلم في مهرجان العاصمة الكندية تورنتو السينمائي الدولي، وقد رُشح لجائزة أوسكار كأفضل فيلم من فئة الرسوم المتحركة هذا لعام 2016.

الجدير بالذكر أن الممثلةأنجلينا جولي والتي عُرفت باهتمامها بالقضية الأفغانية قد شاركت في إنتاج هذا العمل.

عندما تنتهي من هذا الفيلم لن ينتهي هو منك سوف تتعرف أكثر على هذا البقعة من خريطة العالم سوف تذهب وتبحث عن طريقها الحريري وعن تاريخها العتيق، هي التي كانت وما زالت مطمعًا لكل القوى العالمية وكيف دفع شعبها -أثمن كنوزها- الثمن غاليًا.

In This Corner of the World

يروي هذا الفيلم قصة حياة طفلة صغيرة تسمى “سوزو” تنتقل من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الزواج وكيف تختلف مسؤوليتها في مراحلها المتعددة قد يبدو الفيلم عاديًا ولكن ما يجعله مميزًا حقًا هو أن جميع هذي المراحل تتصاحب مع فترات الحرب العالمية الثانية ولا تنفك عنها، وبفعل الحرب يتحول البقاء على قيد الحياة بأبسط المكونات هي معركة “سوزو” الأزلية.

تتشابك حياة “سوزو” بين مدينتين “هيروشيما” و “كور” وتنتقل أحداثها بين الحقيقة وبين أحلام اليقظة وكأنها تروي فعلًا ما يحدث في زاويتها الخاصة الواقعة في أحد أركان هذا العالم الذي يعج بالعنف لكن زاويتها الأثيرة ملونة بألوان رسوماتها البديعة إلى أن تقسو عليها الحرب أكثر وتنتزع ذراعها التي طالما حاولت من خلالها أن تحسن مشهد هذا العالم الدموي القميء.

هذا الفيلم لا يسلط الضوء مباشرةً على الحرب بعدتها وعتادها ولا على معاركها الطاحنة، ولكنه يسلط الضوء على طفلة صغيرة تكبر وتتزوج في حياة ترزخ تحت وطأة حرب لم تتسبب بها ولم تستطع أن تتجنب تبعاتها وهذا ما يحدث غالبًا مع عامة الناس الذين تقرر قيادتهم أن تخوض هذه التجربة القاتلة. قصة الفيلم من تأليف “كينو فوميو”، ومن إخراج “كاتابوتشي سوناو”، وتنفيذ استوديو MAPPA.

أبرز الاختلافات بين حرب مارفل الكبرى في Avengers: Endgame والكوميكس الأصلية

 

أراجيك فن في

27.01.2020

 
 
 
 
 

بدأوا مسيرتهم بالإنجاز الأكبر .. فائزون بالأوسكار عن أول أفلامهم

دعاء رمزي

إذا كان الفوز بالأوسكار من أصعب التحديات التي تواجه صناع السينما في العالم سواء الإخراج أو السيناريو أو التمثيل، وهناك من الفنانين من يظل لأعوام طويلة يترشح للأوسكار دون أن يحصل عليها رغم الإشادة القوية به وبما قدمه.

إلا أن البعض كان أكثر حظًا على الإطلاق ونجح في خطف الأوسكار من العمل الأول له، فصحيح أن النجاح في هوليوود يتطلب بداية قوية حتى تستطيع الاستمرار، إلا أن الأوسكار موضوع مختلف، وسنتعرف الآن على بعض المحظوظين الذين نالوا الأوسكار من أول عمل فني لهم.

لوبيتا نيونغو

وهي الممثلة التي كانت بطلة فيلم “عبد لمدة 12 سنة” 12 Years a Slave والذي حصد أيضًا جائزة أفضل إخراج عام 2014 لستيف ماكوين، وفي الحقيقة فإن لوبيتا لم تكن حديثة العهد تمامًا بالسينما قبل هذا الفيلم، ولكن نشاطها كان متركزًا على الإخراج والإنتاج والدعاية، ولكن فيلم 12 Years a Slave كان أول ظهور لها أمام الكاميرا لتنال عنه جائزة أفضل ممثلة بالإضافة إلى 50 جائزة أخرى من نقاد ومهرجانات فنية حول العالم.

ولم تُصب لوبيتا بلعنة الأوسكار واستطاعت بعد هذا ان تنتقي أدوارها التالية بمهارة لتتألق في كل من Star Wars: The  Force Awakens و Mira Nair’s The Queen of Katwe و The Jungle Book، بالإضافة إلى ترشحها من جديد عام 2018 لأوسكار أفضل ممثلة عن دورها في فيلم Black Panther.

آنا باكين

قبل فترة طويلة للغاية من تألقها في فيلم True Blood حصلت آنا باكين عندما كان عمرها 9 سنوات فقط على فرصة ظهور في فيلم The Piano وتغلبت على 5000 فتاة أخرى، رغم أن كل تجاربها في التمثيل كانت مجرد دور صغير في مسرح المدرسة.

لتنال آنا باكين أوسكار أفضل ممثلة مساعدة عن دورها في The Piano عام 1994 ولم تبلغ بعد الـ 11 من عمرها، وفازت هولي هانت بأوسكار أفضل ممثلة عن دورها في تجسيد دور والدة آنا باكين.

مارلي ماتلين

حيث نجحت في حصد جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم Children of a Lesser God عام 1986، وكان أول عمل لها على الإطلاق، ولكن هذا لم يكن الرقم القياسي الوحيد الذي حققته، فهي كان عمرها وقتها 21 عامًا فقط لتصبح أصغر من حصد جائزة الأوسكار كأفضل ممثلة، كما أنها لا تزال الممثلة الوحيدة الصماء التي نالت أي من جوائز الأكاديمية.

هاينج نجور

ونال أوسكار أفضل ممثل مساعد عن أول أدواره في فيلم The Killing Fields عام 1984، والذي كان يدور عن استيلاء الخمير الحمر على كمبوديا، وهو في الأصل طبيب كمبودي تحول إلى التمثيل وكان هو الممثل الأسيوي الوحيد الذي استطاع خطف أوسكار أفضل ممثل مساعد، وبعد 11 عامًا من نيل جائزة الأكاديمية تعرض نجور إلى القتل خلال عملية سطو خارج منزله في لوس أنجلوس.

مايكل أرندت

لا يقتصر الفوز بالأوسكار عن أول الأعمال الفنية فقط على الممثلين، فقد كان للكتاب نصيب أيضًا، فقد فاز مايكل أرندت بجائزة أفضل سيناريو عن أول افلامه Little Miss Sunshine.

والمثير في الموضوع أنه أكد أن السيناريو استغرق منه 3 أيام فقط، على الرغم من أن التقييم والمراجعات استغرقت ما يقرب من عام كامل، ونجح في بيع السيناريو عام 2001 ليستغرق سنوات عدة في الإنتاج ويحقق نجاحًا مفاجئًا عام 2007 ليفوز بأوسكار أفضل سيناريو أصلي، كما حصد جائزة أفضل ممثل مساعد لآلان آركين.

وتم ترشيح السيناريو الثاني لأرندت عن Toy Story 3 كأفضل سيناريو مقتبس عام 2011، وأخيرًا شارك في كتابة سيناريو Star Wars: The Force Awakens مع كل من جاي جاي أبرامز ولورانس كاسدان.

جينيفر هدسون

هذه المطربة المثيرة للجدل والتي استطاعت أن تهز عرش بيونسيه تمكنت أيضًا من تحقيق أكثر من رقم قياسي، فلم يكن أوسكار أول دور لها كممثلة مساعدة في فيلم And I Am Telling You I’m Not Going عام 2007 هو إنجازها الوحيد، بل حققت قبله وبعده الكثير للغاية.

فبعد تألقها في برنامج أميركان أيدول American Idol وعلى عكس الكثير من الفائزين في برامج المواهب والذين يختفوا فورًا، فإن هدسون انطلقت بقوة منذ ذلك الوقت، لتخطف جائزة غرامي الأولى لها عام 2008.

 جيفري فلايتشر

عادةً ما يبدأ معظم كتّاب السيناريو حياتهم المهنية بنصّ أصلي، ولكن هذا لم يحدث مع جيفري فليتشر، الذي استطاع حفر اسمه في هوليوود عن طريق سيناريو مقتبس من رواية push للمؤلف الأمريكي سافاير.

لتفوز شركة بريشيوز Precious بجائزة أفضل سيناريو عام 2010، مما يجعل فلايتشر أول أمريكي من أصل أفريقي يفوز بجائزة الأوسكار للكتابة، وتم تكرار هذا الأمر في 2014 على يد الأمريكي من أصل أفريقي جون ريدلي عن فيلم 12 Years a Slave.

مارك بول

وتمكن هذا الصحفي الذي تحول إلى عالم صناعة السينما من حصد الأوسكار عام 2010 عن أول سيناريو أصلي له The Hurt Locker والذي كان هو منتجه أيضًا، وحصد جائزة أفضل فيلم أيضًا لتكون كاثرين بيجلو التي أخرجته أول امرأة تفوز بجائزة الأكاديمية لأفضل إخراج.

وتعاونا من جديد في كل من Boal’s وZero Dark Thirty الذي ترشح عام 2012 لجائزتي أفضل سيناريو وأفضل فيلم ولكن لم ينل أي منهما.

جولي أندروز

على الرغم من أن شهرتها الحقيقية جاءت من فيلم صوت الموسيقى The Sound of Music إلا أن البداية الحقيقية لهذه الممثلة الموهوبة كانت كدور البطولة في فيلم Mary Poppins من إنتاج ديزني، لتحصد جائزة أوسكار أفضل ممثلة عام 1965.

والمثير أن جولي أندروز كانت ترفض تأدية الدور في البداية لأنها كانت حامل في طفلها الأول، ولم ترغب في التمثيل أثناء الحمل، لتقوم ديزني بتأجيل التصوير من أجلها لأن الشركة لم ترّ من هو أفضل منها للدور، وكان هذا رأي لجنة الأوسكار أيضًا.

وترشحت جولي للأوسكار من جديد عن دورها في فيلم صوت الموسيقى ولكن لم تفز بها، إلا أنه كان سر شهرتها الأصلية.

هارولد راسل

وهو يعتبر أول رجل على الإطلاق يفوز بجائزة التمثيل عن أول أفلامه، إذ القائمة تحتلها النساء بجدارة، وكان الشخص الوحيد الذي فاز بجائزتي أوسكار عن نفس الأداء في فيلمه The Best Years of Our Lives عام 1946، حيث حصد جائزة أفضل ممثل مساعد، كما نال الأوسكار الشرفي عن الدور نفسه والذي كان يلعب فيه شخصية محارب فقد كلتا ذراعيه ويبعث الأمل والشجاعة في قلوب زملائه القدامى.

وفي عام 1992 اضطر هارولد لبيع جائزة الأوسكار لدفع تكاليف علاج زوجته، ليتم سن اتفاقية منذ عام 1995 تحظر على الفائزين بيع تمثال الأوسكار الذهبي إلا إلا الأكاديمية نفسها مقابل دولار واحد فقط.

وهكذا فمهما كان الجدل الذي يدور حول الأوسكار إلا أنها ستظل من أفضل جوائز عالم الفن والسينما إن لم تكن الهدف الأسمى على الإطلاق.

 

أراجيك فن في

26.01.2020

 
 
 
 
 

بالفيديو..

من كان إلى أوسكار مخرجات سعوديات يصلن إلى العالمية

https://alarab.co.uk/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88-%D9%85%D9%86-%D9%83%D8%A7%D9%86-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A3%D9%88%D8%B3%D9%83%D8%A7%D8%B1-%D9%85%D8%AE%D8%B1%D8%AC%D8%A7%D8%AA-%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D9%8A%D8%B5%D9%84%D9%86-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A9/%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88

 

العرب اللندنية في

26.01.2020

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004