كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

"الفنار"

احتفال بفن الصورة السينمائية

أمير العمري

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

الدورة الثانية والتسعون

   
 
 
 
 
 
 

فيلم يمتلئ بالحيوية والقدرة المذهلة على التعبير بالصوت والصورة، فيما تساهم الأبعاد الخاصة للصورة في توصيل إحساس معين من اللقطات داخل الفنار.

لا بد أن يكون فيلم “الفنار”، ثاني أفلام المخرج الأميركي روبرت إيغرز، أكثر أفلام 2019 جنونا وطموحا وجموحا، وخروجا عن المألوف. إنه عودة إلى أصول فن السينما، كما كان أو ربما كما يجب أن يكون: الأبيض والأسود، أبعاد الصورة التي تقترب من المربع المتساوي الأضلاع (الحقيقة أنه مصور بنسبة 1.19 إلى 1)، المكان الواحد الرئيسي الذي تدور فيه الأحداث معظم الوقت، الملامح التعبيرية الواضحة التي تعيدنا إلى أفضل إنجازات السينما في عشرينات القرن الماضي، والمؤثرات الأدبية والفلسفية الواضحة.

الفنار” The Lighthouse ليس فيلما أدبيا أو مسرحيا كما قد يتراءى للبعض بسبب محدودية المكان وهو فنار في جزيرة منعزلة في تسعينات القرن التاسع عشر، بل عمل يمتلئ بالحيوية والحركة والقدرة المذهلة على التعبير بالصوت والصورة.

الصورة بأبعادها الخاصة المحددة والإضاءة الخافتة التعبيرية التي تساهم في توصيل إحساس معين من اللقطات داخل الفنار، ومكونات المكان المغلق المحدود نفسه، تصبح عالما بأسره وليس مجرد ديكور محدود، ويمكن القول أيضا إن شريط الصوت في هذا الفيلم لا يقل أهمية عن شريط الصورة، فإذا كانت الصورة هي جسد الفيلم، فشريط الصوت هو “قلب الفيلم” أو روحه، ومن دونه لا يوجد فيلم.

فكيف يمكن لنا أن نشعر بما ينقله لنا الفيلم من مشاعر وأحاسيس، من دون أصوات صفير الريح، وصراخ طيور النورس، وصفير التحذير الذي يصدر عن آلة التنبيه في الفنار نفسه، تحذر السفن من الاقتراب مع انتشار الضباب.. هذه الصرخات تصنع عالما موازيا ينبع من قلب الصورة، كما لو كان “صوت القدر”.

أفضل استخدام الكلمة العربية “الفنار” لترجمة عنوان الفيلم وهو The Lighthouse بدلا من كلمة “المنارة”. ليس انحيازا للطابع “الذكوري” للكلمة، بل لأنها تبدو أقرب إلى الجو السحري الغامض الذي يخفي في جوفه أكثر مما يظهر. إننا أمام فيلم شديد التركيب. يحمل أبعادا رمزية تختلف طريقة استقبالها وتفسيرها من شخص لآخر. فمن الممكن اعتبار الفيلم تصويرا للصراع بين الإنسان ونفسه، وبين ماضيه وحاضره، مخاوفه وواقعه، يقينه الموروث وهواجسه الدفينة عندما تظهر وتطارده وتجسد له صورته أمام نفسه ربما كما تتمثل في “الآخر”، فتصيبه بالرعب (من ذاته) وتدفعه إلى محاولة قتل الصورة التي يرفضها ويرفض أن ينتهي إليها. وربما أنه أيضا صراع بين الإنسان والله.. بين ما يريده المرء وما هو “مكتوب له”، غير مسموح له بتجاوزه. وإذا عصى وانشق وخالف التعاليم التي لُقن إياها، يلقى مصيره المأساوي.

الأكبر والأدنى

الصورة بأبعادها الخاصة المحددة والإضاءة الخافتة التعبيرية التي تساهم في توصيل إحساس معين من اللقطات داخل الفنار تصبح عالما بأسره وليس مجرد ديكور محدود

يدور الفيلم داخل سياق يجمع بين السيكودراما والرعب والخيال والأسطورة. يتصارع بطلا الفيلم وهما شاب وكهل، حول احتكار المعرفة. فالشاب يبدو مدفوعا بالرغبة في الوصول إلى الضوء، أي إلى القبض على الحكمة والمعرفة، بينما يقهره العجوز الكهل ذو اللحية الكثة البيضاء والعينين اللتين تومضان تارة بالمكر والدهاء، وتارة بالبراءة الطفولية. والصراع بينهما هو صراع بين القادر والخاضع، الأعلى والأدنى، الأكبر الذي يؤكد باستمرار للأدنى بأنه صاحب الأمر والنهي، والأصغر الذي أصبح مكتوبا عليه التواجد مع رفيقه العجوز في ذلك المكان الموحش المنعزل: الجزيرة الصخرية المحاطة بالماء، وفي قلبها يقبع الفنار الذي يخفي أكثر مما يظهر، وكأنه رمز لاختبار قدرة الإنسان على الصمود أمام طغيان الطبيعة نفسها.

الرجلان هما: العجوز توماس واك (وليم دافو) الذي يدير الأمور داخل الفنار، وافرايم وينسلو (روبرت باتينسون) الذي يستجيب ويتجاوب ويسعى لإرضاء رئيسه وقائده ولكن بلا جدوى، فهو يبدو مثل سيزيف الذي يحصد الفشل تلو الفشل، فيحاول الهرب من مصيره القدري أي الجنون.

توماس يلقي بالتعليمات والأوامر التي تصل لدرجة الإهانة والازدراء والقسوة المفرطة والتهديد بقطع الراتب. يريد أن يفرض سيطرته من اللحظة الأولى على رفيقه الشاب افرايم الذي جاء للعمل لمدة أربعة أسابيع من أجل كسب ما يكفيه من مال لكي يبني بيتا له في مكان ما (كما سيكشف الفيلم لنا مع تطور العلاقة بين الرجلين).

وهو الذي ينظف المكان، ويضع الفحم في الموقد الذي يدير الفنار، ويحفر لكي يأتي بصناديق الخمر المدفونة من بقايا سفن قديمة اصطدمت بصخر الجزيرة، كما يعد الطعام، ويصنع القهوة لسيده، وفي نوبات الراحة، يتناول الرجلان الخمر، الذي يوحد بينهما لدرجة الرقص الهستيري وهما عاريين واحتضان بعضهما البعض لو كانا على وشك التوحد في علاقة جسدية بين الأعلى والأدنى.

رموز الفيلم

في العهد القديم افرايم هو ابن يوسف، واسمه معناه “المثمر”. أما توماس أو توما فهو الحواري الذي تشكك في قيام المسيح إلى أن رآه بعينه ووضع يده عليه وداوى جراحه. ولا شك أن اختيار الاسمين مقصود تماما في سياق تلك الرؤية الرمزية المليئة بالإشارات الدينية المباشرة.

توماس العجوز كان بحارا في الماضي. والواضح أن لديه ما يخفيه من ماضيه، لكنه يبوح ببعضه لافرايم تحت نوبات السُكر. وهو نموذج قريب الشبه من “الكابتن أهاب” بطل رواية “موبي ديك” بل هو أيضا مثله، يعاني من عاهة قديمة في ساقه تجعله يعرج. وهو يطارد الحوت يريد اقتناصه، ولكن بينما كان الحوت في “موبي ديك” هو رمز الإله، إلا أن توماس في “الفنار” هو “يد الإله”.

أما افرايم فهو يرفض ويحتج ويلعن، لكن لديه شيء أكبر يخفيه، يحاول الهرب منه، من ماضيه حينما كان يزرع الأشجار ويرعاها في منطقة أخرى شديدة الاختلاف. هل قتل زميله وجاء إلى هذه الجزيرة هربا من ماضيه؟ أم أن توماس هو الذي قتل مساعده السابق الشاب الذي أصيب بالجنون ودفن جثته في الجزيرة؟ في الفيلم جثة تتراءى باستمرار لافرايم، بل تعود إليها الحياة وتزحف وتصعد السلم الحجري للفنار بصعوبة ومعاناة.. ربما كان الرجل أيضا يريد أن يصل إلى أعلى، إلى حيث الضوء لكنه فشل أو عوقب على تطلعه للاقتراب من السر بالموت.

تتراءى لتوماس أيضا امرأة فاتنة تغويه فيضاجعها ولكننا سرعان ما نكتشف أنها جنية البحر. وفي مشهد آخر نراه وهو يمارس الاستمناء بينما يتطلع إلى تمثال صغير لامرأة عارية يقبض عليه بيده الأخرى، بينما تتداعى في ذهنه صور المرأة – الجنية المغوية التي تنتهي شهوته معها وهو يكتشف أنه يضاجع صورة مخيفة لجنية تصدر ضحكات مجنونة قبل أن تختفي.

أكثر ما يعذب افرايم، رغبته المستعرة في الوصول إلى مصباح الضوء في أعلى الفنار، لكن توماس يخبره من البداية ويكرر هذا كثيرا في ما بعد، أن الضوء ملك له وحده، ويحظر عليه الاقتراب منه، تماما كما يحظر عليه أن يمس طيور النورس بأذى قائلا إنها تحمل أرواح البحارة الغرقى، وأن من يؤذيها ينتهي إلى مصير سيء، إشارة إلى ما سيصل إليه افرايم بالفعل من جنون يدفعه للقتل من أجل معرفة الحقيقة.

هذا الخيال المجنون الذي يصل إلى السيريالية في بعض المشاهد، هو ما يساهم في تكثيف الرؤية في هذا الفيلم بحيث لا يصبح من الممكن اختزاله في فيلم من أفلام الرعب والإثارة أو مجرد استكمال لما سبق أن صوره المخرج نفسه في فيلمه الأول “الساحرة” (The Witch (2015 رغم ما فيه من عناصر هذا النوع من الأفلام، فليس من الممكن أن تشاهده وتستمتع به سوى في سياق فلسفي ذي علاقة بالمثيولوجيا والقصص المستمدة من عالم البحار، وفي ضوء تلك العلاقة المعقدة بين السيد والتابع، وبين الخالق والإنسان، وفضلا عن هذا كله، يجب التطلع إليه أساسا باعتباره عملا من أعمال الفن المتحرر من قيود الصنعة وقيود السوق معا، فهو ينشد العودة إلى أصول فن السينما، من خلال استعادة أصول الصورة: أبعادها وإضاءتها وظلالها التي تنعكس على جدران الفنار من الداخل، وأصوات آلة التنبيه التي تبدو كنذير شؤم، وصراخ طيور النورس التي يتابع أحدها بطلنا كما لو كان يترصده، يطرق زجاج نافذة غرفته، ثم يهاجمه غير مرة في الخارج، وهي نفس الطيور التي ستنهش لحمه في النهاية كما لو كانت مبعوثة من قوة أعلى لإنزال العقاب بهذا الانسان – الضال الذي تجرأ على تجاوز ما هو مسموح له، واطلع على المحظور.

عن أسلوب الإخراج

مخرج الفيلم روبرت إيغرز فنان سينمائي موهوب يعرف كيف يسيطر على مشاهد فيلمه: خلق الحركة داخل المشهد ليس عن طريق تحريك الكاميرا بل بواسطة المونتاج من خلال الانتقال بين اللقطات لكسر حدة المكان الضيق، التركيز على التفاصيل، الاهتمام

الكبير بتوزيع قطع الأثاث إن جاز أن نسميها كذلك أو بالمحتويات الكثيرة المرئية في إطار الصورة، توزيع الضوء مع تكثيف كتل الظلال القاتمة السوداء في الجانبين، والتركيز على اللقطات القريبة للوجه لتقريبنا من المشاعر والانفعالات الداخلية للشخصيتين، وتكسير قيود المكان،

عن طريق اللقطات التي تأتي بالتداعي من خارج المكان بل وخارج الزمان الذي تدور فيه الأحداث أيضا، مع المزج بين الحلم واليقظة، وبين الواقع والتخيل أو الهلوسات البصرية التي تنتاب افرايم كثيرا، وتساهم في دفعه نحو مصيره.

يعبر الممثل الكبير وليم دافو ببراعة ملفتة عن شخصية توماس واك التي تجمع بين البعدين: الواقعي والأسطوري

عن التمثيل

يعبر الممثل الكبير وليم دافو ببراعة ملفتة عن شخصية توماس واك التي تجمع بين البعدين: الواقعي والأسطوري، وهو يبدو حينا كما لو كان يمتلك حكمة الدهر في يقينه المستمد من الموروث الديني (حرصه على ترديد آيات من الإنجيل قبل تناول الطعام كل ليلة والتعاليم التي يلقيها على رفيقه الشاب بلغة دينية)، واقتباساته من الأدب بل ومن الحكمة اليونانية (إشارته على سبيل المثال إلى نبتيون إلهة البحر عند الإغريق).. وحينا آخر، يتحول إلى اللهو والمجون والمداعبات الصاخبة المجنونة تحت تأثير الخمر الذي يصبح المادة الوحيدة القابلة للشراب بسبب تلوث بئر الماء في أعقاب العاصفة الهوجاء التي تضرب الجزيرة.

أما روبرت باتينسون فهو يقدم في دور افرايم وينسلو أفضل وأقوى أدواره حتى الآن. إنه لا يعبر فقط بالنظرات والإشارات وتلوين الصوت بل يصل إلى أقصى درجات التجسيد “الفيزيائي” لرجل يتدهور جسمانيا، يتجرد من إنسانيته، يتفاعل بوحشية مع هواجسه ومع طائر النورس الذي يصبح خصمه الشرس، يملأ الشك نفسه، يتمرد على سيده ويرفض الانصياع له، يصارعه كما لو كان يعقوب الذي يصارع “إيل” حسب القصة التوراتية المتداولة، ثم يتبادل الاثنان الأدوار وصولا إلى المصير النهائي.

أما البطولة الأولى للفيلم قبل الممثلين، فتعود دون شك إلى الفنار نفسه، ثم إلى مدير التصوير يارين بلاشيك الذي يعود إليه الفضل في إضفاء كل هذا السحر على الفيلم بالتعاون مع مصمم الإنتاج ومنسق المناظر والمخرج بالطبع. وقد تم بناء ديكور للفنار ودار التصوير لمدة 34 يوما، في جزيرة نوفا سكوتيا إحدى الجزر الكندية حيث تعرض طاقم التصوير خلال العمل في الفيلم لعواصف قاسية ومتاعب كادت أن تتسبب في وقوع حوادث مؤسفة، فقد تشبث المخرج بضرورة تصوير جميع التفاصيل على أرض الواقع، رافضا الاستعانة ببرامج الكمبيوتر التي تولد الصور.

أما منسوب الصورة الذي اختاره للتصوير أي (1: 1.19) ارتفاعا وعرضا، فهو يرجع تحديدا إلى المنسوب الذي كانت تستخدمه شركة فوكس في تصوير الأفلام الصامتة في العشرينات.

فالمخرج روبرت إيغرز أراد أن يبدو فيلمه الحديث كما لو كان مرتبطا بهذا العصر من الكلاسيكيات، كما أنه أراد أن يبقي بطليه داخل إطار الصورة الضيقة الخانقة. ويوحي بالطبيعة الجافة الجرداء المنعزلة للمكان من خلال التصوير بالأبيض والأسود، مع زيادة التعريض الضوئي لكي يظهر الأبيض الناصع الذي يجسد تأثير ضوء الشمس في اللقطات الخارجية.

إن “الفنار” تحفة سينمائية يجب أن يتم تدريسها في معاهد السينما، ليس فقط بسبب براعة التصوير والإخراج والتمثيل ولكن لأن الفيلم يدفع أيضا إلى البحث والتنقيب والقراءة والمعرفة.

أليست السينما أفضل وسيلة للبحث عن المعرفة وراء الصورة!

كاتب وناقد سينمائي مصري

 

العرب اللندنية في

19.01.2020

 
 
 
 
 

موسم الجوائز 3: محاكمة المنظومة السياسية والدينية والعائلية!

شفيق طبارة

نكمل في سلسلة «موسم الجوائز» هذا الأسبوع مع أربعة أفلام، ثلاثة منها تعتبر الأهم هذه السنة، لكنها لم تترشّح لأيّ جائزة مع أنّها حازت العديد من الجوائز في المهرجانات السينمائية الأوروبية، إلى جانب فيلم ينافس على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجبني

◄ «ابنة أبريل»

ميشال فرانكو (المكسيك)

بداية «ابنة أبريل» تعطينا صورة عن كيفية سير الفيلم. غموض وأسئلة تؤرقنا من المشاهد الاولى، حين نرى امرأة تحضر الفطور، وفي الخلفية صوت البحر وصوت شخصين يمارسان الجنس. مراهقة تفتح الباب، تغادر الغرفة، عارية، راضية وحاملاً. يلحقها شاب يأكل بيضة من المطبخ ويذهب. بضع كلمات تنطق وبعض الإيماءات القاتمة. هذا الهدوء الغريب ما هو إلا علامة على التفكك الأسري والعلاقة الغريبة التي تجمع أفراد الأسرة، وخاصة علاقة الأم بابنتها. غياب الأم ثم قدومها فجأة بالتزامن مع ولادة الطفل، سيحرّك النسيج العائلي المعقد. يتبع السيناريو السرد نفسه، مع إضافة مجموعة أكبر من الشخصيات. إلّا أنّ هناك أربعة أفراد سيتشاركون هذه القصة. نواة القصة هي الأم أبريل (إيما سواريز) شخصية تحمل معها مشاكل عاطفية معقدة، تؤدي بها إلى سلوك غير طبيعي ومختل. لقد حقق المخرج المكسيكي ميشال فرانكو خلال سنوات قليلة وعدد قليل من الأفلام، ما يمكن أن يأخذ سنوات طويلة لمخرجين آخرين لتحقيقه.
«
ابنة ابريل» دراما معقدة عن أسرة مفككة

من خلال ما قدمه إلى الآن، استطاع أن يؤسّس لنمط سردي يسهل التعرف إليه. من خلال مهارته في إثارة أجواء مشحونة، يقدم في أفلامه معلومتين أو ثلاثاً، تاركاً سلسلة كاملة من الخطوط والأحداث المحتملة وسيكولوجية شخصياته تسرد القصة. في «ابنة أبريل» (2017) الذي حصد جائزة لجنة التحكيم في مسابقة «نظرة ما» خلال «مهرجان كان السينمائي»، لم يبتعد فرانكو عن نمطه. قدم قصة مثيرة أخرى، دراما معقدة عن أسرة مفككة، متوّجاً الممثلة الإسبانية إيما سواريز ملكةً عليها. من خلال سيكولوجية شخصياته، يطور الفيلم نفسه، من خلال الشخصيات وتطوّرها البطيء، وجزء كبير منه ما هو إلا مقدمة طويلة لنتائج مفاجئة وغير متوقعة.

قوة الفيلم تكمن في أنّ فرانكو محايد في تقديم دوافع شخصياته. لا يرغب في فرض أحكام على سلوكياتها. وبالتالي من خلال طريقة السرد وتجميع القطع الناقصة التي تنكشف شيئاً فشيئاً، لا يمكن للمشاهد فرض أحكامه أيضاً، بل نجلس ونشاهد كيف يتطور كل شيء وكيف ينتهي. لا تخيّب الشخصيات ظنّنا بأنّ أفعالها ستتخطى المعقول في وقت ما. تعرف كيف تزعجنا من خلال تصرفاتها، ودائماً ما ننتظر ما يمكن أن تفعله أكثر أو كيف يمكن لحجم الدمار والتفكك أن يكون أوسع. أسلوب فرانكو القصصي يطرح تطوراً تدريجياً للتغيرات في عواطف الجهات الفاعلة الأربع: بعد استقرار الأم في المنزل، تبدأ بعرض حماقاتها المتزايدة، وظهور جنونها يزيد التوتر والمخاطر، خصوصاً للابنة التي وصلت للتو إلى الأمومة. فشخصية الأم تستحق الدراسة، كأنها تجلد نفسها، كأن وقتها قد انقضى، ولم تعد الشابة التي كانتها. ولأنه لا يمكنها إحياء الماضي، تأتي به إلى الحاضر بكل عواقب ما قد يحدث.

«ابنة أبريل» فيلم معقد، يرفع الاصبع الوسطى في وجه مفهوم الأمومة، مليء بالإشكاليات الأخلاقية والأسئلة حول معنى العائلة، تم تصويره بكاميرا هادئة نسبياً، وجامدة مثل الشخصيات، تسمح للإثارة بالتسلل بهدوء. مثل أفلام فرانكو السابقة، الشخصيات غير واضحة، لا تفسير مؤكداً وواضحاً لتصرفاتها، تغافلنا بأفعالها، تخدعنا بأفكارها، وتتصرف خلافاً لما هو متوقّع منها. تقفز من سلوك إلى آخر وتضع مع المخرج المسؤولية التحليلية على المشاهد.

◄ «باكورو»

كليبر فيلهو وجوليانو دورنيلز (البرازيل)

الدراما الاجتماعية السياسية في «باكورو» التي تبدأ كنظرة حميمة وغير واضحة إلى مجتمع متماسك في قرية تقع في الريف البرازيلي، تتحوّل تدريجاً إلى الإثارة حين يتجمّع أهل القرية للدفاع عنها ضد «الغزاة». فيلم المخرجين البرازيليين (جائزة لجنة تحكيم «مهرجان كان» 2019) الذي تم تقديمه بعناية مبتكرة وبأساليب إبداعية، يتّسم بوتيرة بطيئة في تقديم المعلومات، ما يسمح للمشاهد بالتفكير في كل شيء. بهذه الطريقة المنفذة ببراعة، يترافق الخط التدريجي مع انتقادات واضحة للنظام، واستعارات تشير إلى القوة الخفية للناس العاديين وتاريخهم.

«باكورو» هو اسم قرية خيالية في البرازيل في المستقبل القريب، لكن ليس فيها شيء يشبه المستقبل ولا حتى الحاضر. سرعان ما نعلم أن القرية مُحيت من جميع الخرائط الجغرافية، والهواتف المحمولة فيها لا تعمل، وأنها محاطة بسيّاح غير عاديين.

«باكورو» عمل خيالي مشبع بسينما الواقع مع انتقادات حادة للسياسة البرازيلية

هؤلاء هم مستثمرون أميركيون أثرياء، ينظمون عملية مراقبة ورحلة سفاري بقيادة شخص ألماني، لكن هدفهم ليس اصطياد الحيوانات إنما أهل القرية بمساعدة الحكومة. بذلك، ينظم سكان باكورو حملة دفاع عنها ضد الصيادين الأجانب. يمزج الفيلم الفانتازي بالواقع القاسي، ويفعل ذلك بطريقة دموية مثيرة للصدمة ومسلية في آن. تدور القصة مرات عدة حول محورها، لتتحول إلى عبث ممتع. على مدى ساعتين، يقدم المخرجان أنواعاً عديدة من الأفلام في فيلم واحد: اجتماعي وكوميدي وسياسي، خيال علمي ووثائقي ممزوج بعلوم الإنسان (الإنثروبولوجيا)، سايكاديلي مرعب وإثارة وويسترن.

الفيلم يتغير باستمرار، يغير وجهات النظر واحدة تلو الأخرى ويقلب التوقعات. الأمر متروك للمشاهد بمتابعة السرد ببطء. لا شيء مؤكداً، وكل شيء مفتوح على مفاجآت حتمية. لا يسعى المخرجان لإرضاء المشاهد، بل يتركان فيلمهما يتحرك بطريقة غريبة، تاركين للجمهور القبول أو النفور. يسعى الفيلم للحفاظ على القصة والمفاجآت، فلا بطل واحداً، بل القرية بكاملها، يستحوذ حوالى 20 شخصاً على مشهد واحد، ويلعبون أدواراً محددة لإفساح المجال لآخرين في المشهد التالي. ينتهي الفيلم من دون أن نتذكر أسماء معظم هؤلاء السكان، ولكن لا يهم، فالأساسي يكمن في وظيفتهم في ظلّ وضع اجتماعي سياسي دقيق.

يختار المخرجان هذه القصة لغرض معين: بدلاً من فيلم متشائم عن البرازيل، يقدمان عملاً خيالياً مشبعاً بسينما الواقع مع انتقادات حادة للسياسة البرازيلية التي تولي الثروة والأرباح والاستثمار على حساب الضمان الاجتماعي ومساحة العيش وحتى جثث البشر.

◄ «بفضل الرب»

فرنسوا أوزون (البرازيل)

خلال عرض الفيلم في «مهرجان برلين» 2019 حيث حصد جائزة الدب الفضي، اعترف المخرج الفرنسي فرنسوا أوزون بأمله بأن يشكّل فيلمه الجديد ضغطاً على القضاء الفرنسي. لكنّه كان يشك في النتيجة السريعة لهذا الضغط. «بفضل الرب» قصة حقيقة حدثت في فرنسا بين أعوام 1986 و1991. هو إدانة لجرائم الاغتصاب والتحرش الجنسي في الكنيسة الكاثوليكية في فرنسا. الهدف الرئيسي هو الأب برنار برينا، الذي اعتدى جنسياً على 80 قاصراً خلال هذه الفترة في مدينة ليون، إضافة إلى الكاردينال فيليب بارباران الذي كان دائماً على دراية بهذه القضايا وترك الأب لسنوات في مكتبة وفي اتصال مباشر مع الأطفال.
«
بفضل الرب» يقدم اعتداءات رجال الدين على الأطفال

يحكي الفيلم القصة الحقيقة لالكسندر (ميلفيل بوبو) الذي قرر الخروج عن صمته بعد ثلاثين عاماً، وقرر بعث رسالة إلى الكاردينال بارباران (فرانسوا ماثوريت) المسؤول عن ابرشية ليون، ليؤكد له على تديّنه أولاً، مروراً بقصته عندما كان طفلاً في الكشافة وصولاً إلى اعتداء الأب برينا عليه. تعاطفت الكنسية معه، لكنها لم تتّخذ أي إجراء بحق الأب حتى بعد اعترافه، وترك منصبه. حينها قرّر الكسندر الذهاب للشرطة والبحث عن الضحايا الآخرين. ولكثرتهم يؤلفون جمعية وتبدأ بعدها المحاكمات التي كانت انتهت أوائل عام 2019 (بعد عرض الفيلم).

يركّز المخرج الفرنسي على الضحايا الذين عانوا لسنوات، في فيلم يمكن أن يكون بمثابة دراما عائلية عن الآثار النفسية التي أصابت الضحايا وكفاحهم للعدالة ولو بعد سنوات طويلة. بناء على الأحداث الحقيقية، يدين أوزون الكنيسة بفيلم رصين كوثيقة درامية، يقدم فيها العديد من القصص المروعة الذي مارسها رجال الدين على الأطفال من دون إخفاء الحقائق، بل بإخفاء بعض بيانات الضحايا احتراماً لخصوصيتهم.

بواقعية محكمة، أدان اوزون التسلسل الهرمي الكنسي القادر على إخفاء الحقائق والجرائم، وهدف إلى تحقيق العدالة الاجتماعية. ولكن يبقى السؤال: هل يمكن للسينما أن تكون قوة تسهم في مكافحة هذه الجرائم؟ الجواب لا يزال كلا. تعرض الشريط للنقد من قِبل الكنيسة قبل عرضه وخلاله، والأهم أنه حتى هذه الشهادة السينمائية لم تكن كافية للقضاء الفرنسي لإرساء العدالة، فنتيجة المحاكمات جاءت مخفّفة.

◄ «جسد المسيح»

جان كوماسا (بولندا)

يقدم المخرج البولندي جان كوماسا في فيلمه الروائي الثالث الذي شارك في «مهرجان البندقية» الأخير والمرشح لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي، قصة غريبة حدثت بالفعل. محكوم سابق أصبح كاهناً في أبرشية، ولم يتم اكتشاف ذلك إلا بعد ستة أشهر أظهر فيها «الكاهن» تفانياً في مهمته وإيماناً أكبر من الكاهن الحقيقي السابق. داني دانيال (بارتوز بيلينيا) شاب يبلغ 20 عاماً، وجد نفسه في تحول روحي أثناء قضاء مدة عقوبته في أحد مراكز الاحتجاز بسبب جريمة قتل. يرغب دانيال في أن يصبح كاهناً، لكن هذا مستبعد بسبب سجله الجنائي. لدى مغادرته المركز، عُيِّن للعمل في ورشة نجارة في بلدة صغيرة. لكن عند وصوله، لبس ملابس كاهن، واكتمل الخطأ عندما اعتقد السكان أنه الكاهن الجديد.

«جسد المسيح» ليس ضد الدين بل ضد الدوغمائية

يصبح ظهور هذا الواعظ الشاب الكاريزماتي فرصة لمجتمع اهتز بمأساة وقعت قبل وقت قصير للبدء في تضميد الجراح. رغم طريقة التبشير التي أثارت جدلاً كبيراً لدى السكان، إلا أن جاذبية الكاهن الكاذب بدأت بإلهام الجميع مع مرور الوقت. اللغة السينمائية في «جسد المسيح» قاسية كما هي واقعية. وهذا بالطبع يحدد لهجة هذه القصة. يقدم كوماسا دانيال كشاب استغل فرصة عن طيب خاطر، فغيّرت حياته إلى الأبد. مع بدئه بالتبشير، يمنحنا المخرج انعكاساً وعمقاً مثيراً للإعجاب ويأخذنا بعيداً وعميقاً. دانيال الذي يشعر بالارتباك ولكن الواثق من نفسه، يبدأ بالاستماع إلى اعترافات سكان القرية. ومن هناك نسمع الأسرار والكوارث التي ستكون جزءاً مهماً في الفيلم.

ما يكتشفه دانيال في المجتمع ومشاكله وتقديم الحلول له، يمهدان الطريق لنا لتطوير الأسئلة التي تعطي الفيلم المادة الحقيقية للسرد. ليس هناك مواجهة بين الخير والشر (رغم أنّ ذلك يحدث داخل شخصيات عدة) وليس هناك إثارة أو ترقب في انتظار فضح أمر دانيال. التركيز الأساسي هو فقط على الإطار المجتمعي لسكان القرية ومشاكلهم. هنا تبدأ الأسئلة بغزو فكرنا: أسئلة عن النفاق، فهل يمكن أن يكون المجرم والكاذب مسيحياً أكثر من ربة منزل مؤمنة تقليدية؟ عن المغفرة والشعور بالذنب والخطايا، فمن يستحق المغفرة؟ ستراودنا أسئلة أيضاً عن أساس الخطيئة، فهل ينقذ حاضر دانيال ماضيه؟

الحادث المروري الذي يسبب أزمة وتوترات وعداء في القرية، يكون العامود الفقري للقصة. هذه الكارثة مع الكارثة الدينية التي يجسدها دانيال، هما أهم عناصر الفيلم. فهل نستحق جميعاً المغفرة؟ شخصية الكاهن الجديد غريبة بالنسبة إلى المجتمع «المتدين»، فهو يقدم نفسه ككاهن غير ملتزم، يشرب البيرة ولا يرفض ملذات الجسد. يقدم الخطب على وقع موسيقى الراب، ولديه وشم على جسده. فهو فقد عذابه الداخلي ويعرف الحياة تماماً لأنه عاشها. بهذا، أعاد الكاهن الجديد الجسر بين الدين والمؤمنين.

يقدم المخرج البولندي فيلماً ليس ضد الدين بل ضد الدوغمائية، ضد دين متصلب. فالأعمال «الصالحة» لأنها لا تؤدي دوماً إلى نهاية جيدة. جعلنا نتخبط بشكل مأساوي في حقيقة الأديان والتطرف والتصلب. تركنا مع دانيال وسكان القرية في دائرة وأغلقها وتركنا في طريق أسئلتنا التي لم تنتهِ بعد.

 

الأخبار اللبنانية في

20.01.2020

 
 
 
 
 

خلافاً للسابق.. جوائز "ممثلي الشاشة" لن تساهم في اختيار الفائزين بالأوسكار

حليمة الشرباصي

الفوز بجوائز نقابة ممثلي الشاشة لا يعني التتويج بالأوسكار

تمتلك الممثلتان سكارليت جوهانسون ونيكول كيدمان فرصة الفوز بجوائز نقابة ممثلي الشاشة عن فيلمي "قصة زواج Marriage Story " و"القنبلة Bombshell" بالترتيب، إلا أن هذا الأمر لا يعني شيئاً بالنسبة لحفل جوائز الأوسكار.

وذكرت وكالة "أسوشيتد برس" أن حفل نقابة ممثلي الشاشة، الذي أقيم الاثنين، لم يعد مؤشراً على الفوز في حفل جوائز الأوسكار الذي يقام في فبراير/شباط المقبل.

ومن ضمن قائمة المرشحين لأفضل أداء لممثل ضمن نقابة ممثلي الشاشة، أبطال أفلام "الأيرلندي Irishman"، و"حدث ذات مرة في هوليوود Once upon a time in Hollywood"، و"القنبلة Bombshell"، و"جوجو رابيت Jojo Rabbit"، و"طفيلي Parasite"، ويمثل الأخير ثاني فيلم أجنبي يترشح لهذه الجائزة منذ فيلم "Life Is Beautiful " (الحياة جميلة) عام 1999.

وأوضحت الوكالة أن الممثلين يشكلون النسبة الكبرى من أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة "الأوسكار"، وبالتالي تتم ملاحظة اختيارهم بعناية، إلا أن العامين الأخيرين شهدا فوز أفلام في النقابة وخسارة الأفلام نفسها في الأوسكار، مثل فيلم "Black Panther" (بلاك بانثر) العام الماضي، وفيلم "Three Billboards Outside Ebbing, Missouri" (ثلاث لوحات إعلانية خارج ميسوري) عام 2018.

واثنان من أعلى الأفلام ترشحاً في أوسكار هذا العام هما: "الجوكر"، و"1917"، لم يترشحا لجوائز نقابة الممثلين، رغم كونهما الأقرب للفوز في الأوسكار، خصوصا مع فوزهما في أكثر من محفل سينمائي.

حفل اتحاد نقابة الممثلين يذاع صباح الإثنين 20 يناير/كانون الثاني، على قناة "تي إن تي" الأمريكية مباشرة.

 

####

 

"باراسايت" يحصد جائزة "ممثلي الشاشة".. وخواكين فينيكس أفضل ممثل

رويترز

حقق الفيلم الكوري الجنوبي "باراسايت" مفاجأة بفوزه بالجائزة الكبرى لنقابة ممثلي الشاشة بالولايات المتحدة، الأحد، واقتنص خواكين فينيكس ورينيه زيلويجر لقبي أفضل ممثل وممثلة ليعززا فرصهما في الفوز بالأوسكار الشهر المقبل.

وأصبح "باراسايت" الذي يتناول فجوة الثروة في كوريا الجنوبية أول فيلم بلغة أجنبية يفوز بلقب الجائزة الكبرى في تاريخ جوائز نقابة ممثلي الشاشة الذي يمتد إلى 26 عاما.

ورغم طاقمه غير المعروف تفوق الفيلم على أعمال أمريكية ومنها "الأيرلندي" (أيرشمان) و "ذات مرة في هوليوود" (وانس آبون آتايم إن هوليوود) اللذان اعتمدا على نجوم بارزين.

وفاز الممثل براد بيت بجائزة أفضل ممثل مساعد عن دوره في فيلم "ذات مرة في هوليوود"، وتوجت لورا ديرن بلقب أفضل ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم "قصة زواج" (ماريدج ستوري).

وتحظى جوائز نقابة ممثلي الشاشة بمتابعة كبيرة باعتبارها مؤشرا لجوائز الأوسكار.

 

####

 

روبرت دي نيرو يهاجم ترامب في حفل "ممثلي الشاشة": "مستغل للسلطة"

رويترز

حصل الممثل روبرت دي نيرو على جائزة نقابة ممثلي الشاشة؛ تكريما له على مجمل أعماله، وانتهز هذه المناسبة لتوجيه انتقاد غير مباشر للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واصفا إياه بأنه "مستغل للسلطة".

وحصل الممثل المخضرم على الجائزة التي تمنح سنويا بعد 50 عاما لعب خلالها بطولة أفلام منها: "ذا دير هانتر" (صائد الغزلان) و"ريجنج بل" (الثور الغاضب) والجزء الثاني من سلسلة أفلام الأب الروحي، وأفلام كوميدية منها "ميت ذا بيرنتس" (لقاء الوالدين).

وفاز دي نيرو (76 عاما)، الذي يعد أحد أفضل ممثلي السينما في جيله بجائزة أوسكار مرتين، ولعب بطولة الفيلم المرشح لأوسكار "ذي أيرش مان" (الأيرلندي).

وبعد صعوده إلى خشبة المسرح لاستلام الجائزة، مساء الأحد، هاجم دي نيرو ترامب مجددا دون أن يذكره بالاسم؛ إذ يواجه الرئيس الأمريكي محاكمة في مجلس الشيوخ هذا الأسبوع تتعلق باتهامات إساءة استغلال السلطة وتضليل الكونجرس.

وقال دي نيرو: "هناك صواب وهناك خطأ وهناك منطق سليم وهناك إساءة استغلال سلطة، وأنا كمواطن أملك الحق مثل غيري للتعبير عن رأيي".

وتابع: "أملك صوتا أعلى بسبب مكانتي وسأستخدمه كلما رأيت إساءة سافرة لاستغلال السلطة. وهذا كل ما يمكنني قوله الليلة".

ثم وجه الشكر لزملائه الذين منحوه الجائزة تكريما له على مجمل أعماله وتسلم الجائزة.

رغم أن دي نيرو اشتهر بقلة الكلام في المناسبات العامة عادة والحرص الشديد على خصوصية حياته الشخصية، فإنه عُرف بكونه أحد أهم منتقدي ترامب خارج الدوائر السياسية.

وفي 2018 وجه انتقادات شديدة لترامب خلال بث حفل جوائز توني على الهواء مباشرة من أحد مسارح برودواي، حيث كان دي نيرو مقدم الحفل. ورد ترامب بكتابة تغريدة وصف من خلالها الممثل بأنه "فرد تافه للغاية".

 

####

 

"سلوكه متعجرف".. غرور آدم ساندلر كلفه الترشيح للأوسكار

حليمة الشرباصي

أثار عدم ترشيح الممثل آدم سندلر لجوائز أوسكار كثيرا من الجدل في الأوساط الفنية، خصوصا مع الإشادة النقدية التي تلقاها عن دوره في فيلم Uncut Gems (أن-كت جيمز).

وفي السياق، علقت إحدى المصوتات بلجنة جوائز الأوسكار، على عدم ترشحه بقولها إن "عدم ترشحه جاء سببه غروره".

ووفقًا لموقع "سينما بليند" الأمريكي، حظي حفل هذا العام بكثير من نجوم هوليوود الذين استحقوا ترشيحا للأوسكار، لكن وبطبيعة الحال لا يكتمل موسم الأوسكار دون الحديث عن أحقية بعض النجوم في تلقي ترشيح.

من ضمن هذه الأسماء، الممثلة والمغنية اللاتينية جينيفر لوبيز عن دورها في فيلم Hustlers (المحتالون)، والممثلة الآسيوية أوكوافينا، الفائزة بجولدن جلوب عن دورها في فيلم The Farewell (الوداع)، والممثل الأمريكي آدم ساندلر عن دوره في فيلم "أن-كت جيمز"، الذي يجسد خلاله شخصية المقامر المهووس الذي يتاجر في القطع الكريمة والمجوهرات.

أداء ساندلر القوي ساعد فيلمه على اكتساب ثقة النقاد، وبالنسبة لكثيرين اعتبروا أداءه بمثابة نقطة تحول في مسيرته المهنية.

ورغم عدم تلقيه ترشيحا لجولدن جلوب، فإن أغلب النقاد أكدوا أن أداءه المثالي سيغير حظوظه بترشيح مؤكد لأوسكار هذا العام، وهو ما لم يحدث.

وكشف بعض مصوتي الأكاديمية مؤخرا السبب الحقيقي وراء عدم دعم ساندلر للحصول على ترشيح في أوسكار 2020، ووفقا لموقع "نيويورك بوست"، فقد صرحت إحدى المصوتات وقالت إن "سلوك الممثل المتعجرف كلفه الترشيح للأوسكار".

وأوضحت المصوتة، التي لم يذكر الموقع اسمها: "قلة احترام ساندلر للأكاديمية هي السبب"، وتحدثت عن رد ساندلر غير الجيد على سؤال في إحدى المقابلات عما سيفعله حال لم يتلقَ ترشيحا للأوسكار هذا العام، وكانت إجابته: "سأقدم فيلما سيئا للغاية عن قصد، وهكذا سأحقق انتقامي منهم وأجعلهم جميعا يدفعون الثمن".

وكشف مصوت آخر، أنه رغم أداء ساندلر القوي في فيلمه الأخير، لكن مسيرته المهنية باهتة، خصوصا أفلامه الرومانسية الكوميدية، وهو ما أضر بحظوظه للترشيح.

وقال: "الممثل عبارة عن ماركة متكاملة لا ينفع معها القيام بأداء واحد قوي وتجاهل بقية العوامل، في النهاية كلفت اختيارات (ساندلر) السيئة ترشيحا لأوسكار أفضل ممثل".

وتابع المصوت: "كل عام تمتلك الأكاديمية كثيرا من الخيارات للمفاضلة بينهم، وفي حين يصرخ ليونادرو دي كابريو وآل باتشينو عند ترشيحهما لأوسكار، لا نرى المرشحين مثل آدم ساندلر بالجدية نفسها".

وخلص الموقع إلى أن ذاكرة الأكاديمية ليست قوية؛ فالممثل ورغم تقديمه أعمالا كثيرة ممتازة منها: The Meyerowitz Stories (قصص مايرويتز)، وPunch Drunk Love (الحب المترنح)، لكن الأكاديمية لا تعرف إلا أن "الأداء الجيد أداء جيد".

 

####

 

آل باتشينو يعترف: كنت مخدرا خلال حفل أوسكار 1975

العين الإخبارية - حليمة الشرباصي

اعترف الممثل المخضرم آل باتشينو بأنه كان مخدرا خلال حفل أوسكار عام 1975، وهو ما جعله يسأل زميله جيف بريدجز المرشح لأوسكار أفضل ممثل مساعد عن العام نفسه: "ماذا يحدث؟".

وتحدث آل باتشينو عن هذا اليوم في حوار له مع موقع "فيلم نيوز" الأمريكي، قائلا إنه كان يجلس بجوار بريدجز، في ثالث ترشيح له للأوسكار، وحينها كان مغيبا عن الوعي تماما إلى حد لجوئه له لمساعدته في الاستفاقة وفهم ما يحدث حوله.

وتابع آل باتشينو: "كنت أجلس هناك ولم يكن أي شيء يحدث بالنسبة لي، لم أكن نفسي في ذلك اليوم".

ورشح آل باتشينو في ذلك العام لجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم The Godfather Part II (العراب).

وواصل آل باتشينو حديثه عن ذلك اليوم وسوء تقديره لطول حفلة الأوسكار، إذ ظن أنها تمتد لساعة، إلى أن قام بريدجز بتصحيح الخطأ، موضحا أنها تمتد لـ3 ساعات، ورمقه بنظرة ساخرة.

يعود آل باتشينو إلى حفل الأوسكار هذا العام، مرشحا عن فئة أفضل ممثل مساعد عن دوره في فيلم The Irishman "الأيرلندي"، ويقام الحفل في 9 فبراير/شباط المقبل.

 

بوابة العين الإماراتية في

20.01.2020

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004