كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

«الشرق الأوسط» في موسم الجوائز (2):

حفلة «غولدن غلوبز» تتوج السينما وتترك «نتفليكس» بعيداً

بالم سبرينغز: محمد رُضا

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

الدورة الثانية والتسعون

   
 
 
 
 
 
 

لم يتوقع معظم المتابعين من النقاد والصحافيين وحتى بعض السينمائيين أن يفوز فيلم «1917» بجائزة أفضل فيلم درامي في حفل «جمعية صحافة هوليوود الأجنبية» الذي أقيم ليلة يوم الأحد وبثته محطة NBC لنحو ثلاث ساعات. نقاد «النيويورك تايمز» و«فاراياتي» و«ذا هوليوود ريبورتر» و«لوس أنجيليس تايمز» شاركوا «الشرق الأوسط» في أن تتجه الجائزة صوب «الآيرلندي»، وإن لم تفعل فستكون من نصيب «حكاية زواج».

لكن ما لم يكن متوقعاً حدث بالفعل. الفيلم الحربي نال الجائزة الأولى كذلك فعل مخرجه سام منديز الذي نال جائزة أفضل مخرج عنوة عن مارتن سكورسيزي مخرج «الآيرلندي» أو كوينتن تارنتينو «ذات مرة في هوليوود».

الرائع في هذا الوضع أن «1917» تحفة فنية تستحق التمييز. مما جعل معظم التوقعات تتجه صوب فيلم سكورسيزي هو حجم الفيلم الأميركي كدراما وكتاريخ عمل وكحرفة فنية. كذلك تاريخ المخرج بحد ذاته الأكثر باعاً من سواه في ميدانه.

يتحدث «1917» عن مهمّة خطرة ينطلق بها جنديان بريطانيان لتحذير قائد على جبهة الحرب العالمية الأولى من عدم مهاجمة القوات المعادية لأنها حضّرت له كميناً سيبيده ورجاله. الرحلة طويلة وخطرة ومصوّرة بلقطات طويلة مسترسلة (المزيد عن الفيلم في صفحة السينما يوم الجمعة المقبل). الجهد المبذول إخراجاً واحترافاً وفناً يتوازى وذاك الذي شهده «الآيرلندي» ويتجاوز ذاك الذي عرفه أي فيلم متسابق في إطار أفضل فيلم درامي بما فيها «جوكر» و«حكايج زواج» و«البابوان».

- المقدّم حين ينتقد

قام الممثل الكوميدي ريكي جرفيز بتقديم الحفل وذلك للمرة الخامسة و(إذا صدق وعده) والأخيرة. وربما هذا الوعد، لو تحقق، أفضل له وأفضل للجمعية التي تعاقدت معه على تقديم الفقرات. ريكي ما زال غاضباً على نحو مفاجئ. نحو من يوحي بأنه يقول شيئاً لكنه لا يحدد، في كثير من الأحيان كنهه وسبب عداوته له. يصطاد نقداً يعلم أنه سيزعج الحاضرين. يستخدم الشتيمة (The F… Word) على نحو متكرر فينال التصفيق هنا ويحصد التأثير العكسي هناك وبعضه يتبدّى على وجوه الحاضرين.

تفلت منه انتقادات شخصية وحادة في كثير من الأحيان. مثل ما ورد في مقدّمته حين توجيه الكلام إلى من قد يفوز حين الصعود إلى المنصة على نحو لا يخلو من الازدراء: «قل كلمتك. لا تستخدم المناسبة كمنصة سياسية. أنت لست في وضع مناسب لإلقاء محاضرة على الجمهور حول أمر لا تعرف عنه شيئاً لأنك لا تعرف شيئاً عن العالم الحقيقي. معظمكم أمضى في المدرسة وقتاً أقل مما فعلت غريتا ثونبيرغ (إعلامية شابة طرحت نفسها مؤخراً متحدثة في شؤون البيئة). إذا ربحت. اصعد المنصة. اقبل جائزتك الصغيرة، اشكر ربك ووكيل أعمالك».

انتقد جرفيز كذلك أداء جودي دنش وجيمس كوردن في «كاتس» علماً بأن هذا الفيلم الموسيقي لم يدخل الترشيحات وانتقد الجمع بأسره ثم انفرد بشركة نتفليكس وانتشارها قبل أن يكشف عن نهاية الجزء الثاني من مسلسل يقوم ببطولته (ومن إنتاج نتفليكس ذاتها) هو «بعد الحياة» (Afterlife) ومن خلاله هوى بالمطرقة على (المنتج) جفري إبستين، الذي انتحر (في العام الماضي) بعدما زكمت الأنوف فضائحه الجنسية.

في المبدأ محق وفي التطبيق مثير للإعجاب لدى البعض وللازدراء لدى البعض الآخر الذي يتمنى ألا يتم ذكر اسمه على لسانه اللاذع. في الوقت ذاته يدرك جرفيز أن تقديم الحفلات بات أكثر صعوبة من ذي قبل. في لقاء قصير قبل أيام من الحفل سألته عن حجم الصعوبة التي يواجهها خلال التحضير لكلماته. أجاب:

«لا أحضر كثيراً. هذه الحفلة بالذات منفتحة وغير رسمية كثيراً. ليست كحفل الأوسكار. لذلك عندي نقاط أكتبها وقد أحذفها لاحقاً أو أبقيها. أقرأ وأشاهد الأفلام التي قد تفوز سواء أتيت على ذكرها أو لا».

ثم أضاف بعد ابتسامة موجزة:

«المهمة باتت صعبة في المحافل الملتزمة الأخرى، هل تذكر ما حدث مع (الممثل) كيفن هارت؟».

ما حدث مع كيفن هارت أن أكاديمية العلوم والفنون السينمائية، موزّعة الأوسكار، كانت عيّنته لتقديم حفل الأوسكار في العام الماضي، ثم سحبت طلبها عندما بث أحدهم نصّ رسالة هاتفية تحتوي على شتائم ضد المثليين علماً بأن هذه الرسالة تعود إلى عشر سنوات مضت وأن الممثل الكوميدي اعتذر عنها في حينها.

بعيداً عن كل هذا، يتمحور الوضع حول كيف وجد فيلم «الآيرلندي» نفسه مرشحاً لخمس جوائز «غولدن غلوبز» لينتهي إلى لا شيء. كذلك حال الشركة المنتجة «نتفليكس».

دخول القاعة قبل موعد الاحتفال يكشف عن أن بعض أفضل طاولات الضيوف خصصت للشركة التي تبتلع حالياً المناسبات والفرص لكي تتبوأ القمّة بين الشركات المنتجة للأفلام. لكن مع نهاية الحفل، تمخض هذا التخصيص عن فعل الحضور وحده إذ خرجت «نتفليكس» بجائزة واحدة فقط من بين 17 ترشيحاً. هذه خسارة كبيرة (معنوية واحتفالية كما إنتاجية) قد تترك بصماتها على ما سيلي في موسم الجوائز هذا وصولاً للأوسكار ذاته.

لكن «الآيرلندي» ليس وحده لناحية عدم نيله أي «غولدن غلوب»، هناك أفلام أخرى سقطت في وحول المنافسة ولم تحز على أي جائزة في أي قسم من بينها «نساء صغيرات» (ترشيحان) و«ألم ومجد» (ترشيحان) و«سكاكين مسلولة» (3 ترشيحات) و«فروزن 2» (ترشيحان) والفيلم غير المستحق أساساً ترشيحه «جوجو رابِت» (ترشيحان).

أما «ذات مرة في هوليوود» فقد خرج أقل توعكاً، إذ نال ثلاثة جوائز من أصل خمسة ترشيحات، فهو فاز بـ«غولدن غلوب» أفضل فيلم كوميدي وأفضل سيناريو (كوينتن تارنتينو) وأفضل ممثل مساند (براد بت).

 

الشرق الأوسط في

07.01.2020

 
 
 
 
 

"المنارة" الإنسان في مواجهة الإنسان

عبد المنعم أديب

قد يبدو لك إذا نظرت لتصنيف الفيلم وألفيتَه تحت تصنيف "غموض" و"رعب" أنَّه فيلم عاديّ، بل قد تتخيل أنَّه فيلم نمطيّ. لكنَّ الحقيقة أنَّه مُخالف لكل ما قد يخدعنا به مظهره. فالفيلم فيلم معانٍ بامتياز.

فيلم يعتمد على عرض وجهة نظر فلسفيَّة عن الحياة وعن الإنسان، مُتدثِّرًا بالفنّ، وعدد من مذاهبه -التي اعتمد عليها الفيلم- من رمزيَّة، سرياليَّة، وتعبيريَّة. إنَّ هذا الفيلم وأمثاله هي التي يطلق عليها حقًّا اسم "أعمال فنيَّة". بل إنَّه من اقترابه الشديد بمفهوم الفنّ المحض ينسحب من "السينمائيَّة" إلى "الروائيَّة" و"الشعريَّة" و"التشكيليَّة".

قد ترى كلامي مُعقدًا بعض الشيء؛ لكنَّ التعقيد يفرضه العمل الفنيّ نفسه، وعملنا معقّد ومتراكب. إنَّه من الأعمال التي تصير علامة في حياة صانعيه، والتي تشعر بها أنَّك تشاهد ما يستحقّ، وتكتب عمَّا يستحق.

يقابلك منذ البداية حقيقة أن الفيلم اختار "الأبيض والأسود" لا "الألوان"، كما أنَّه اختار تصوير العمل بأبعاد قديمة للشاشة، لا الأبعاد الحالية. وتجد نفسك أمام ممثِّليْن وحسب طوال الفيلم. الفيلم من بطولة الممثل الكبير "ويليام دافو"، والممثل الشاب "روبرت باتنسون". ومن إخراج وتأليف "روبرت إيجرز". شاركه التأليف أخوه "ماكس إيجرز". وهو من تصنيف "غموض" "رعب".

يتحدث فيلمنا "The Lighthouse" عن موظَّفَيْنِ يتوليَّان مناوبة عمل على جزيرة نائية في وسط البحر. مهمتهما القيام بالأعمال التي تلزم المنارة. أحدهما شيخ كبير عليه كل سمات الكبر الماديّ -شكل وهيئة-، والنفسيّ -إحساسه السلطويّ ونظراته الحادة الآمرة وهيمنته على الأمور من حوله-، قضى كل حياته في البحر وفي خدمة هذه المنارة. والآخر شاب قوي الجسد والبنيان، يبدو عاديًّا يبحث عن عمل مربح فقبل العمل في المنارة ليكسب المزيد من الربح. وهما -وحدهما- سيقضيان هذه المناوبة التي تمتد لأيام طويلة بعض الشيء إلى أن تنتهي مناوبتهما. هذا هو المظهر العام الذي يقابلك به الفيلم.

ثمّ تمتد الأحداث لنرى قسوة الحياة في الوظيفة، والسلوك الوحشيّ للشيخ، ونُدرة الطعام، وسوء المياه المخزَّنة، وهذا الشاب الذي يكتشف تمثالاً لعروس بحر في حشايا فراشه. ونرى مدى سلطويَّة هذا الشيخ أمام هذا الشاب، وأنه يصرّ على إبعاده عن العمل في المنارة نفسها (أيْ قمة المنارة التي بها طاقة النور المُتَّقدة التي تنير للسفن)، ويؤكد على أنَّه حارس هذه المنارة وأنها ملكه وأنه لن يسمح للشاب أن يقترب منها. ويأمر الشاب بأداء كل الأعمال القاسية الشاقّة، ويقسو عليه كل القسوة بلا تقدير ولا إظهار للاحترام. بل هو دائم الشكوى من الشاب، دائم الاتهام بالتقصير والركون إلى الراحة والدعة، وأنَّه ليس أهلا لتحمُّل المسئوليَّة. والشابّ يبدأ في ملاحظة أمور غريبة يفعلها هذا الشيخ من تعلقه الغريب بالمنارة، وأشياء أخرى. حتى تأتي الطامَّة الكبرى ويكتشفان أن السفينة التي ستنقلهما لم تأتِ، وأنهما محتبسان معًا على هذه الجزيرة. فما الذي سيقع للشاب والشيخ بعدها؟

ولعلَّ ميزة الأفلام شديدة الفنيَّة أنَّها لا "تُحرق" أيْ لا يفسد الكشفُ عن بعض أحداثها متعةَ مشاهدتها. وذلك لأنَّها ليست أفلام أحداث أصلاً؛ أيْ لا تعتمد على الأحداث الاعتماد الرئيس ـ كما غيرها من الأفلام ـ بل تعتمد على الفنّ وأسسه. وهذا الفيلم من الممكن قراءته حسب وجهات عدّة؛ لأنَّه قدَّم ثراءً فنيًّا يؤدي إلى عديد الرُّؤى، بل يُنشئها. ولا أريد أن أطرح رؤية معينة على المشاهد الكريم، بل أريد أن أعود خطوةً إلى الخلف مُنيرًا بعض القبَسَات من الضوء أمام منارتنا السامقة.

في فيلمنا نرى اثنين من البشر على طرفَيْ نقيض -تقريبًا- شيخ وشاب؛ رجل مُحنَّك في مهمنة ومبتدئ لا يعرف إلا القليل، رجل ذو ملذات روحيَّة -الخمر والجلوس أمام المنارة- وآخر له حيويَّة وقدرة وجنوح للملذات الدنيويَّة، رجل يتعلَّق بكل مفردات حياته وآخر يمارس الحياة وحسب، رجل يؤمن بأشياء فرضتها عليه ظروف عمله، وأملتها عليه خبراته وتجاربه وآخر يرى فيها غرابة وخرافة وخيالات، رجل لديه الكثير من الحكايا وآخر يسمعها بتأثر من نبرات الرجل وتأثيره التعبيريّ، وأخيرًا رجل عشق المنارة واعتنقها وآخر لا يرى فيها إلا واقعًا عمليًّا.

ثم نمضي شيئًا فشيئًا لنجد أن للرجل آثامًا، والآخر بريء. ونمضي قدمًا لنكتشف أن للشاب آثامًا هو الآخر، وأن للشاب حكايا، وأن للشاب ماضيًا. ثم نرى الشاب الذي رفض أن يسكر يفعل، ونراه يثمل من الإسكار. ويبدأ الأمر يتضح لنا وكأنَّ الإنسانين اللذين بَدَوَا أمامنا اثنين إنسانًا واحدًا في صورتين، إنسانًا واحدًا في عُمرين. كأنَّ الشيخ مستقبل الشاب، وكأنَّ الشاب ماضي الشيخ. وفي مشهد معيِّن نراهما مخمورين يتناطحان في قول كلمة "لماذا" وكأنَّما صورة طبق الأصل أو شخصًا يرى نفسه في مرآة.

وفي فيلمنا جزيرة نائية عليها "منارة" الشاب والشيخ كلاهما يعمل في خدمة المنارة رغبةً أو أمرًا. ولكنْ ما "المنارة"؟ إنها طاقة من النور تكشف لنا حتى نرى، تساعدنا على "الإبصار" في الظلام، وهي بهذا ملهمة للقبس ورمز للرشاد إلى الصواب. تبدو من بنيانها الداخليّ -الذي ظهر في مشاهد عدَّة- قَبَسٌ وهَّاج لامع من نور يقف في نهاية طريق طويل مُلتفّ من السلالم الحلزونيَّة التي لا نهاية لها.

وقد قصد الفيلم قصدًا إبراز هذه الإيحاءات في الفيلم. كما قدَّمها الفيلم برمزيَّة أو رمزيَّات؛ رمزيَّة "التابُو" -أو المُحرَّم- أو المُقدَّس أو الشيء الذي لا يمسّ لتشريفه. رمزيَّة المُحافظة أو التقليد التي يحافظ عليها الشيخ -الإنسان كبيرًا- ويعرف لها قدرها، ويعرف أنَّها ليست خرافة، بل مصدر الحقيقة، ويعتبر نفسه "الحارس الأمين" عليها -قيل هذا نصًّا في الفيلم كثيرًا-، وغيرها من الرمزيات -إنْ أردت-.

وفي فيلمنا "طيور النَّورس" التي استخدمها الفيلم رمزيَّة للأفكار الخرافيَّة في عقل الإنسان. وهذا ما صرَّح به تصريحًا؛ حيث نهر الشيخُ الشابَّ حينما رآه يضايق الطيور، قائلاً: إن إغضاب هذه الطيور فأل نحس وشؤم عليهما. وعندما سأله الشابّ عن السبب قال: إنَّها أرواح البحَّارة الذين ماتوا متجسِّدة في أجساد طيور نورس!

وفي فيلمنا وهي أعمق ما فيه ما يمكن أن نسميه بـ"الدائرة المغلقة". حيث الشاب يكتشف بعد حين -ومن خلال محادثات أخرى مع الشيخ- أن حكايا الشيخ غير حقيقيَّة ومتضاربة وبها الكثير من اللبس، ويستنتج أن الشيخ يكذب وأنَّ ما يقوله له محض خرافة. ولكنْ على صعيد آخر يرى الشاب نفسه أن كلام الشيخ ليس خرافةً تمامًا فقتله طير النورس جلب عليه السوء حقًّا.

كما أنَّه في النهاية عندما قرَّر الشاب أن يقضي على الشيخ (وعلى الموروث القديم كلّه) قال له الشيخ: إنّ ما تراه في الدنيا متغيِّر، لكنَّه لا يتغير. أيْ أنَّه قد يظنُّ أن الأشياء تتغير في بعض الصور لكنَّها على وجه الحقيقة لا تتغير في إطارها الكُليّ. ويخبره أنَّه سيرى بنفسه. ثمَّ نرى الشابّ وقد افتتن بالمنارة وذهل كل الذهول، حينما حاول اكتشاف سرّها وهوي في القاع؛ ليكون طعامًا لطيور النورس نفسها.

وبعد فهذا الفيلم صُنع ليمارس المشاهد كل فنون "التأويل" التي يستطيعها. فمثلاً قد تكون في رؤية بديلة علاقة الأجيال بعضها ببعض وتناولاً للسلطويَّة الأبويَّة التي تتغذى على الموروث ثمّ تلقِّنه للشباب، وتجبرهم على اعتناقه. أو هي جدليَّة السلطويَّة في الحُكم والسلطة الحقيقيَّة والشعب وما تُمنِّيْهِ به، وما تستند عليه في دفعه للانقياد، وغيرها من الرؤى. وهذه ميزة أفلام قليلة مثل هذه .. إنَّها الأفلام الأشد فنيَّة.

ولا يمكن ألا نعلق على الأداء التمثيليّ الرفيع الذي أداه كلٌّ من الممثلين؛ حيث جاء الفيلم وصلات من التمثيل الممتاز. وكذلك الحوارات المتميزة والتي امتازتْ بالكثير من الثراء والشاعريَّة؛ فضلاً عن شاعريَّة المواقف والسياق الكُليّ. والإخراج المذهل والرؤية الفنيَّة المتميزة. التي جعلتنا ننوِّه عليها -دون استفاضة- لأنَّها حشدت الفيلم بالمعاني التي استنفدت مجال الحديث. والفيلم يعدُّ -بحقّ- أحد أفلام الفنّ الرفيع.

 

موقع "عين على السينما" في

07.01.2020

 
 
 
 
 

براد بيت: حياتي الشخصية أشبه بكارثة

العين الإخبارية - حليمة الشرباصي

سخر الممثل الأمريكي براد بيت من تقلبات حياته الشخصية مؤخراً، على هامش فوزه بجائزة أفضل ممثل بحفل جولدن جلوب الأخير، عن فيلم "حدث ذات مرة في هوليوود Once Upon Time in Hollywood".

ووفقا لموقع "فيلم نيوز" البريطاني، مازح براد بيت الجمهور بقوله "أنا أشبه بمقلب قمامة حالياً، فحياتي الشخصية أشبه بكارثة، لذلك أحاول دائماً التهرب من مصوري الباباراتزي، وأحيانا أنجح في ذلك، لكني لن أكشف حيلي".

وتأتي تعليقات براد بيت في أعقاب انفصاله عن زوجته السابقة أنجلينا جولي، وصراع الاثنين على حضانة الأطفال، في الوقت الذي أعلن فيه عن سعيه جدياً للبحث عن علاج لإدمانه تناول الكحول.

من جانبه، علق الممثل ليوناردو دي كابريو، زميل "بيت" في فيلم "حدث ذات مرة في هوليوود"، أن حياة "بيت" مليئة بالإثارة، وأن عليه ألا يقلق من مصوري فضائح المشاهير، لأنهم سيحصلون على ما يريدون بطريقة أو بأخرى.

وتحدث براد بيت عن إدمانه السابق للكحوليات، ولجوئه لها بعد انفصاله عن "جولي" عام 2016، بقوله "كنت أعتبرها مهربا وملجأ، لكني أنظر إليها الآن وأدرك أني فعلت أشياء سيئة كثيرة، لقد كان الأمر مؤلماً".

وتابع "أحب أن أفكر الآن في أن كل ما حدث كان لسبب ما، وتوقفت عن تأنيب نفسي منذ فترة، وأصبحت أفكر أن الأمر برمته انتهى، ولا داعي للتفكير في الماضي".

وأكد "بيت" أنه لا يلوم نفسه على الإطلاق، ويقدر بشدة الأخطاء التي قام بها في الماضي لأنه تعلم منها، وفي النهاية لا يمكنك أن تصل للحكمة الكافية بدون تجارب وأخطاء".

 

بوابة العين الإماراتية في

07.01.2020

 
 
 
 
 

تارانتينو وفيلم "1917" يتألقان في حفلة جوائز غولدن غلوب

الفنان يواكين فينيكس يعزز موقعه كأوفر الممثلين حظا لنيل جائزة أوسكار، بعدما فاز بغولدن غلوب كأفضل ممثل في فيلم درامي.

لوس أنجليستألّق فيلما “وانس أبون ايه تايم… إن هوليوود” لكوينتن تارانتينو وفيلم “1917” الدرامي التاريخي من إخراج سام منديس، مساء الأحد، خلال حفلة توزيع جوائز غولدن غلوب التي ينطلق معها موسم المكافآت الهوليوودية لسنة 2020.

وأصيبت منصة “نتفليكس” للبث التدفقي التي كانت تهيمن على الترشيحات مع 34 ترشيحا بخيبة أمل مع نيلها جائزة يتيمة من جوائز غولدن غلوب السينمائية، حيث فازت لورا ديرن بجائزة أفضل ممثلة في دور ثانوي عن فيلم “ماريدج ستوري” بعد تنافسها مع ستة ترشيحات أخرى.

ونال كوينتن تارانتينو جائزة أفضل فيلم كوميدي/غنائي وأفضل سيناريو عن فيلم يتغنى فيه بهوليوود الستينات وبسينما طفولته.

ونال براد بيت جائزة أفضل ممثل في دور ثانوي عن الفيلم نفسه. لكن “وانس أبون ايه تايم… إن هوليوود” لم يحقق الثلاثية إذ أن ليوناردو دي كابريو لم ينل جائزة أفضل ممثل في فيلم كوميدي/غنائي التي كانت من نصيب تارون إيغرتون لتأديته دور إلتون جون في “روكيتمان”.

يستمر التصويت لترشيحات جوائز أوسكار حتى الثلاثاء ما قد يدفع بعض أعضاء الأكاديمية الأميركية لفنون السينما وعلومها إلى انتظار نتائج جوائز غولدن غلوب للإدلاء بأصواتهم

وكان الفائز الأكبر الآخر في الأمسية فيلم “1917” من إخراج البريطاني سام منديس الذي “فوجئ” بالفوز. وقد نال الفيلم الدرامي المكرس للحرب العالمية الأولى جائزتي أفضل فيلم درامي وأفضل مخرج. ويدور الفيلم حول قصة جنديين بريطانيين شابين تاها في النزاع وباتا مكلفين بمهمة شبه مستحيلة.

ويتمتع الفيلم بإخراج رائع نقل بدقة السباق الذي يخوضه الجنديان مع الزمن، وقد صور وكأنه مشهد واحد يمتد على ساعتين. ويبدو أنه أعجب لجنة التحكيم في جمعية الصحافة الأجنبية في هوليوود المانحة لجوائز غولدن غلوب.

وقد فاز سام منديس بجائزة أفضل مخرج رغم منافسة مخرجين كبار آخرين من أمثال تارانتينو، ومارتن سكورسيزي في “ذي آيريشمان” من إنتاج “نتفليكس” الذي خرج خالي

الوفاض رغم ترشيحه في خمس فئات. وقال سام منديس لدى تسلمه الجائزة “أودّ فقط القول إن كل مخرج في هذه الصالة وكل مخرج في العالم يجد نفسه في ظل سكورسيزي” ما أثار تصفيقا حارا مطولا في القاعة.

ويستمر التصويت لترشيحات جوائز أوسكار حتى الثلاثاء ما قد يدفع بعض أعضاء الأكاديمية الأميركية لفنون السينما وعلومها إلى انتظار نتائج جوائز غولدن غلوب للإدلاء بأصواتهم.

وكان أعضاء لجنة تحكيم جوائز غولدن غلوب البالغ عددهم 90 فقط، أصابوا الهدف العام الماضي بالتمام تقريبا، فكل فائز بجائزة غولدن غلوب في الفئات السينمائية عاد لينال الأوسكار باستثناء جائزة أفضل موسيقى تصويرية.

وعلى ضوء ذلك، يكون يواكين فينيكس عزز موقعه كأوفر الممثلين حظا لنيل جائزة أوسكار، بعدما فاز بغولدن غلوب كأفضل ممثل في فيلم درامي عن تأديته بقوة دور عدو باتمان اللدود في “جوكر”.

غولدن غلوب جوائز ينطلق معها موسم المكافآت الهوليوودية ونتائجها مؤثرة في منح تتويجات الأوسكار

وعلى غرار الكثير من النجوم الذين صعدوا إلى المسرح، خصص فينيكس كلمته للتنبيه إلى الاحترار المناخي والحرائق الهائلة التي تجتاج أستراليا.

وعلى صعيد الممثلات، نالت رينيه زيلويغر جائزة أفضل ممثلة في فيلم درامي عن تأديتها دور جودي غارلاند في فيلم “جودي”. أما جائزة أفضل ممثلة في فيلم كوميدي/غنائي فكانت من نصيب الأميركية من أصل آسيوي أوكوافينا في دور بيلي في فيلم “ذي فارويول” حول عائلة صينية تجتمع مجددا بعد مأساة.

وحصد “باراسايت” للكوري الجنوبي بونغ جون-هو جائزة أفضل فيلم أجنبي. وسبق لهذا الفيلم أن نال جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان 2019 ويعتبر من الأعمال الأوفر حظا لنيل جائزة أوسكار.

وعلى صعيد التلفزيون، تفوق مسلسل “ساكساشن” من إنتاج محطة “إتش.بي.أو” على “ذي كراون” لمنافستها “نتفليكس” التي اكتفت بجائزة للممثلة أوليفيا كولمان في دور الملكة إليزابيث الثانية.

وتوج مسلسل بريطاني آخر هو “فليباغ” من إنتاج “أمازون” كأفضل مسلسل كوميدي/غنائي. ونالت فيبي والر-بريدج التي تقف وراء فكرة المسلسل بجائزة أفضل ممثلة أيضا.

ونذكر أن جوائز غولدن غلوب تخصص للسينما والتلفزيون، في مجالات الإخراج والتمثيل كدور رئيسي وثانوي إضافة إلى جوائز الموسيقى، وقد كانت الجائزة حكرا على الأعمال السينمائية منذ تأسيسها سنة 1944 من قبل رابطة هوليوود للصحافة الأجنبية، وهي مجموعة صحافيين أجانب يعملون في هوليوود بولاية كاليفورنيا، ولكن منذ عام 1956 أصبحت توزع أيضاً للأعمال التلفزيونية، لتصبح من أهم الجوائز العالمية المخصصة للسينما والتلفزيون.

 

العرب اللندنية في

07.01.2020

 
 
 
 
 

هاني شنودة يكشف كواليس تقديم ألحانه في المسلسل الأمريكي «ramy»

كتب: المصري اليوم

كشف الموسيقار هاني شنودة تفاصيل وصول مقطوعته الغنائية «لونجا 79»، لكي تكون ضمن أحداث المسلسل الأمريكي «ramy»، الذي نال عنه الفنان المصري الأصل رامي يوسف جائزة الجولدن جلوب كأفضل ممثل .

وقال شنودة، في اتصال هاتفي، مع الكاتب هيثم دبور، ببرنامجه «ليل داخلي»، على راديو إينرجي، تردد92.1، إن الحصول على المقطوعة تم بموافقته عقب تعاقده مع الشركة المنتجة للعمل.

وفي التفاصيل، قال: «منذ خمس سنوات تواصل معي منتج ألماني وتحدث معي عن رغبته في الحصول على بعض المقطوعات الغنائية الخاصة بي، لكي يتم نشرها هناك، وإن مثل هذه المقطوعات ستكون تمثيلًا جيدًا للشرق الأوسط».

وتابع: «بعد حصوله على عدد من المقطوعات تواصل معي مجدداً ولكن هذه المرة بصحبة منتج أمريكي وطالبوا بهذه المقطوعة لكي تكون ضمن أحداث المسلسل».

وعن تكريم رامي يوسف وحصوله على الجولدن جلوب، قال شنودة: «حاجة كبيرة جداً لينا أن يتكرم وأن يقول (الله أكبر) على المسرح، بجانب قدرته الكبيرة على الحديث بالإنجليزية، ودائماً أنصح المهاجرين بالحرص على جعل أولادهم يسمعون أغاني أم كلثوم وغيرها لكي يتمكنوا من اللغة العربية وعدم نسيانها».

وأكمل حديثه مع دبور قائلًا: «هناك ثلاث مقطوعات هي الأقرب لقلبي، أشهرها (شمس الزناتي)، فلا أستطيع تجاهلها، وكذلك لحن (لا عزاء للسيدات)، وأخيراً موسيقى (المشبوه)».

ووجه شنودة في نهاية مداخلته الهاتفية نداء للمسؤولين، قائلاً: «لازم وزارة الثقافة والإعلام والشباب والرياضة يعرفوا إننا نقدر نكون عالميين، على الرغم من إننا محليين، وأنا تحت أمر بلدي في أي وقت، وأتمنى أن يكون ده واضح، إحنا شوفنا إزاي نجم عالمي كبراد بيت كان واقف مستمتع بالموسيقى المصرية الشغالة، ما حدث في الحفل نقطة ارتكاز لكي نقدم موسيقانا للخارج، نحن نحتاج ذلك».

 

المصري اليوم في

07.01.2020

 
 
 
 
 

رامي يوسف ... هذه قصة فوزه بالـ "غولدن غلوب"

ثالث مصري يحصد الجائزة بعد عمر الشريف ورامي مالك... وأمه شجعت منافسه مايكل دوغلاس

نجلاء أبو النجا صحافية

فاز الفنان الأميركي من أصل مصري رامي يوسف، بجائزة أفضل ممثل كوميدي عن مسلسل "رامي"، في حفل "غولدن غلوب 2020". ومع إعلان اسمه حظي الفنان الشاب بمساحة كبيرة من الاهتمام العربي والعالمي، حيث أضحى ثالث مصري يفوز بالجائزة بعد النجم الراحل عمر الشريف، والممثل رامي مالك.

"الله أكبر" تفتح الباب

وخلال حفل توزيع الجوائز، أعلنت النجمتان جينيفر أنيستون، وريز ويذرسبون، اسم رامي يوسف، فتسلَّم الجائزة وبعد ذلك وشكر الله بالإنجليزية، ثم هتف بالعربية "الله أكبر". وتساءل كثيرون عن سر ترديده هذه العبارة وسط حشد كبير من الفنانين، وما إذا كان ذلك إشهار وتعميق لفكرة أنه مسلم، لكن تقارير صحافية أوضحت أن "الله أكبر" هي أشهر الجمل التي كان يرددها في مسلسله، حين يواجه المشكلات الصعبة، ومن بينها عندما حاول إنقاذ فتاة محبوسة في غرفة، تعرضت للإغماء، وقد استطاع فتح الباب وإنقاذها عندما ردد عبارة "الله أكبر".

وتسلّم رامي الجائزة في حفل حضره حشد من ألمع نجوم العالم مثل براد بيت وليوناردو دي كابريو وسكارلت جوهانسون وجنيفر أنيستون وريز ويذرسبون وخواكين فينيكس وساندرا بولوك وكيت بلانشيت وإلتون جون.

هؤلاء النجوم نافسوه

وجاء فوزه بعد منافسة مع النجم مايكل دوغلاس عن دوره في مسلسل "The Kominsky Method"، وبيل هدر عن دوره في مسلسل "Barry"، وبن بلات عن دوره في مسلسل "The Politician"، وبول رود عن دوره في مسلسل "Living with Yourself".

لم يتوقع الجائزة

وفي حوار صحافي أجرته معه الصفحة الرسمية للجائزة على موقع "تويتر"، صرّح رامي إنه لم يكن يتوقع أن يحقق المسلسل هذا النجاح، ولا أن يحصل هو على هذه الجائزة المهمة عالمياً، بخاصة أنه مصري ومسلم، ما وضع أمامه الكثير من الصعوبات، على حد قوله.

وأوضح أن "من أهم ما واجهه في إنتاج المسلسل وإخراجه إلى النور، هو إقناع الشركة المنتجة أنه قادر على تحقيق نسبة مشاهدة عالية، وأنه لا يستهدف أسراً معينة"، وتابع "قدمنا عرضاً محدداً للغاية حول عائلة عربية مسلمة تعيش في ولاية نيو جيرسي".

المسلسل من فئة الـ"استاند أب كوميدي"، وطُرح منه موسم واحد من 10 حلقات، ورامي يوسف مؤلفه ومنتجه التنفيذي وبطله في نفس الوقت.

قصة المسلسل

وتدور أحداث العمل حول حياة شاب مصري أميركي يُدعى رامي حسن يبحث عن هويته باعتباره ينتمي إلى الجيل الأميركي الثاني من المهاجرين إلى الولايات المتحدة، حيث وُلد لأبوين مصريين، ويتطرق المسلسل إلى عدد من القضايا الاجتماعية والثقافية والدينية، ويضع البطل السفر إلى العاصمة المصرية القاهرة جزءاً من رحلته.

والدته شجعت مايكل دوغلاس!

وفي أول مؤتمر صحافي بعد إعلان الجائزة، قال رامي إن طرحه مشاكل المسلمين من خلال العمل "هدفه تعريف الناس بهذه القضايا". وأوضح أن "معتقداته شيء خاص وشخصي، وهي جزء مهم من المسلسل الكوميدي الذي قدمه".

كما قال ممازحاً "والدتي كانت تشجع وتدعم مايكل دوغلاس الذي كان من بين المتنافسين على الجائزة في الفئة نفسها"، مضيفاً "المصريون يحبون دوغلاس، ولا أعلم إن كان يعرف هذا الأمر".

البداية الحقيقية في العام 2012

يشار إلى أن رامي يوسف وُلد في مارس (آذار) عام 1991 في مدينة نيويورك لوالدين مصريين مسلمين. ودرس الاقتصاد والعلوم السياسية في إحدى الجامعات الأميركية، وانتقل من نيويورك إلى نيوجيرسي، واتجه إلى هوليوود لدراسة التمثيل عندما كان في العشرين من عمره.

وفي بداية تجربته الفنية قدّم عدداً من العروض والـ"اسكتشات" والـ"استاند أب كوميدي"، وفي عام 2012 كانت الانطلاقة الحقيقية له في هوليوود، حيث لعب أول أدواره من خلال مشاركته في مسلسل "See Dad Run". وشارك بالأداء الصوتي في فيلم الرسوم المتحركة "Hump" مجسّداً شخصية "عمر"، وفي أبريل (نيسان) عام 2019 قدّم مسلسل "Ramy"، الذي يحاكي سيرته الشخصية إلى حد كبير، والذي نال عنه جائزة غولدن غلوب أخيراً.

 

####

 

تألق اوليفيا كولمان لا يعطي بريقا الى الجزء الثالث من مسلسل "ذي كراون"

العمل من اجمل ما عرض على التلفزيون، لكنه صار باهتا في جزئه الاحدث

إد باور 

أمضى بيتر مورغان فترة طويلة في محاولة التغلغل في ذهن الملكة إليزابيث الثانية إلى درجة أنه صنع على ما يبدو ظاهرة درامية تشابه "متلازمة ستوكهولم" [= ظاهرة نفسية تصيب الفرد عندما يتعاطف أو يتعاون مع عدوه أو من أساء إليه]. إذ بُنِيَ الموسم الثالث من مسلسل ("ذا كراون" The Crown) أو "ذي كراون" الذي تعرضه شبكة "نتفليكس" ويرصد عصر حكم صاحبة الجلالة كما يحتمل أن يتوج مسيرة الكاتب مورغان المهنية، على صورة الشخصية [الملكة إليزابيث الثانية] التي تشكل موضوعه، ولم يجرِ البناء بطريقة جيّدة دائماً.

وكما هو الحال مع إليزابيث الحقيقية، يبدو العمل ضخماً لكنه باهت إلى حد ما، ومُرصّع أيضاً لكنه ليس براقاً. إذ تسير حوادثه على إيقاع موحد، كأنه محكوم بأعراف خشبية تماماً مثل تلك التي تقيّد الملكة في الحياة الواقعية.

والآن، وصل مسلسل "ذي كراون" الآن إلى مرحلة تمتد عقوداً من حكم الملكة. لذا، كان لا بد من وداع الممثلة كلير فوي التي جسدت إليزابيث في سنواتها الساذجة الأولى. وتنتقل عصا الحكم المرصعة بالألماس إلى الممثلة أوليفيا كولمان التي تشكّل أفضل شيء في السلسلة الجديدة المكوّنة من عشر حلقات.

في الموسمين الماضيين، بدت فوي مقنعة، لكن الهالة الهوليودية المحيطة بها كانت مفرطة نوعاً ما. وعلى العكس من ذلك، تتقمص كولمان ببراعة شخصية إليزابيث التي نعرفها جميعاً واعتدنا عليها. ثمة شيء عادي بطريقة مدهشة في شخصيتها. إنّها الملكة التي تقصّ الشريط عند افتتاح الطرق السريعة وترسل لكم رسالة قبل النوم وسط أعياد الميلاد.

واستطراداً، يبدو الممثل توبايس مينزيس أقل إقناعاً، إذ يرث عباءة الأمير فيليب من الممثل مات سميث. لقد أعطانا النجم السابق في سلسلة "دكتور هو" لمحة عن دواخل فيليب المعذب، وتفوّق في دور الشخص غير المخلص لكنه صاحب ضمير حي أيضاً. في المقابل، جاء فيليب الذي يؤديه مينزيس أقرب إلى التقليد المباشر لتلك الشخصية. إذ إن مظهره وطريقة كلامه يشبهان دوق أدنبرة. ومع ذلك، لا يؤدي ذلك الدور بحيوية تامة.

ظهرت وافدة جديدة في الموسم الثالث هي الممثلة هيلينا بونهام كارتر في دور الأميرة مارغريت الشقيقة الصغرى للملكة، لكنها في ضياع ووحدة متزايدين. إنها أقرب شخصية ثانوية تمكن مورغان حتى الآن من إسنادها إلى نجمة مشهورة، مع ملاحظة وجود مزيد من تلك الأدوار في الموسم الرابع مع دخول جيليان أندرسون إلى العمل في دور مارغريت تاتشر.

لطالما كانت هيلينا بونهام كارتر رائعة في لعب أدوار تشببها وتوظّف كل حواسها ومداركها (وصوتها الغنائي الرائع). يعتبر أداؤها شخصية مارغريت المتشنجة وسليطة اللسان، دراسة حالة عن عيش منتصف العمر بمرارة، لكن لا يمكن تمييزه تماماً عن أداء فانيسا كيربي للشخصية نفسها في الجزء الأول. ولم يقم صانعو العمل بتبديل الممثلات ببساطة. بل أعادوا تخيل الشخصية من الألف إلى الياء، بشكل مخيف.

وثمة ما يطغى على كل تلك المعوقات في طريق نجاح العمل يتمثّل حقيقة أن مورغان يبدو في البداية محتاراً بشأن ما سيفعله بكل تلك الشخصيات المرسومة الرائعة. إذ يتمكن مسلسل "ذي كراون" من إعادة اكتشاف قلبه النابض في الحلقات القليلة الأخيرة عندما يبدأ الأمير تشارلز (الممثل جوش أوكونور) علاقته الممنوعة  أساساً مع كاميلا شاند، وتستمع الأميرة آن (الممثلة إرين دورتي) إلى ديفيد بووي، وتتاقز برفقة الضابط أندرو باركر بولز، بينما تولي مارغريت اهتمامها لبارون مُزارع. وفجأة، نجد أنفسنا في المنطقة الملكية الفضائحية الصحيحة.

ومع ذلك، لا نصل إلى هذه المستويات المدهشة من صخب الأسرة الحاكمة إلا بعد طول انتظار. وقد استطعنا التنبؤ به أيضاً. وبعد مرور ثلاثة مواسم، تبدو الصيغة التي ينحني أمامها مسلسل "ذي كراون" واضحة تماماً مثل غطاء كبير للرأس مرصع بالأحجار الكريمة.

وعلى نحو مماثل، أُعيد صياغة حدث عالمي كبير من تلك الفترة، كأنه أزمة بالنسبة إلى قصر باكنغهام. لذا، تعتبر زيارة مارغريت الرسمية لأميركا مع زوجها لورد سنودن (الممثل بن دانييلز) فرصة مهمة للتغلب على الرئيس ليندون جونسون (الممثل كلانسي براون) الذي يعاني من رهاب حيال الإنجليز، إضافة إلى سضمان خطة لإنقاذ بريطانيا المفلسة. كذلك جرى استغلال ترسيم شارلز أميراً على ويلز في 1969، لصنع دليل للمبتدئين عن القومية الويلزية. يضاف إلى ذلك أن التورط المزعوم للورد ماونتباتن في انقلاب مفترض للإطاحة برئيس الوزراء هارولد ويلسون (الممثل جيسون واتكينز)، بدا بمثابة مغامرة أخيرة لشخصية الأب المتلاشية بالنسبة لتشارلز والملكة، أكثر من كونه أمراً مشؤوماً فعلاً.

يعتبر إسناد دور ماونتباتن إلى تشارلز دانس لمسة رائعة. إذ يعطيه روح شخصية تاوين لانستر الكاملة [شخصية الحاكم الجبار التي أداها دانس في مسلسل "صراع العروش"] عندما يرسم مؤامراته المختلفة ضد ويلسون ويتدخل في علاقة الحب المزدهرة بين تشارلز وكاميليا (أدتها الممثلة إميرالد فينيل التي يفترض أنها تعرف بعض خصال الأرستقراطيين المتخاصمين لأنها كانت في مدرسة كيت ميدلتون نفسها).

في مواضع اخرى، من الصعب ألا تدهش من كمية الأمور التي تتجاهلها هذه السلسلة بالمقارنة مع محتوياتها. إذ وصل مسلسل "ذي كراون" الآن إلى مرحلة السبعينات من القرن العشرين. ومع هذا، لم يرد ذكر أيرلندا الشمالية. تتمثّل طريقة تقديم مورغان لذلك العقد من الزمن في أن المشاكل الصناعية وانقطاع التيار الكهربائي في إنجلترا، تبدو أهم من قتل المدنيين بالرصاص في مدينة ديري في إيرلندا الشمالية (وما يزيد في صعوبة تفسير هذا الإغفال هو المصير النهائي الذي يواجهه ماونتباتن الذي يفترض أن يتطرق إليه الموسم الرابع). هناك أيضاً لحظة عصيبة تستعد خلالها الملكة لزيارة عائلات الأطفال الذين لقوا حتفهم في كارثة مخلفات منجم "أبرفان" للفحم عام 1966 بالقرب من "ميرثير تيدفيل" في ويلز [التي أدت إلى مقتل 116 طفلاً و 28 راشداً].

في تلك النقطة، ينبري أحد مستشاري الملكة لإخبارها أن "هذه ويلز وليست إنجلترا... لن يُكتِفى باعتبار إبداء العاطفة أمراً مناسباً... بل سيُعتَبَرُ متوقَّعاً". يا لها من التفافة غريبة من مورغان أن يستفيد من تعبير من القرن التاسع عشر للمقارنة بين شعوب السلتية العاطفية وصعبة المراس، وبين الإنجليز الرزينين... إنه تصوير ساخر سينتشر الآن في جميع أنحاء العالم مرة أخرى بفضل "نتفليكس".  من ناحية اخرى، بدا غريباً أيضاً تصوير رئيس الوزراء السابق تيد هيث كعازف بيانو مجنون أجعد الشعر يعزف في "داونينغ ستريت" بينما الاقتصاد يحترق.

لم تسلب تلك العثرات البريق كليّاً من مسلسل "ذي كراون". إذ لا يزال أحد أجمل الأعمال الدرامية على شاشات التلفزيون. يمكنك عملياً سماع المشاهدين المخلصين الذين يتابعون عمل مورغان بنهم، ويُسلِمون أنفسهم إلى مشاهدة ذلك المسلسل، عندما نصل إلى مرحلة الهبوط على سطح القمر (التي كانت محرك أزمة منتصف العمر بالنسبة إلى فيليب)، ونرافق إليزابيث المزعجة في رحلة فروسية بحثية إلى أميركا، ونشاهد تشارلز يتنافس مع باركر بولز الدنيء في ملعب البولو. وبانتظار زواج تشارلز وديانا وظهور شخصية مارغريت تاتشر التي تلعبها أندرسون في الموسم الرابع، لا يزال هناك الكثير لنتطلع إليه. في المقابل، فقدت الجوهرة الموجودة في "تاج" شركة "نيتلفكس" بريقها.

يبدأ عرض الموسم الثالث من مسلسل "ذي كراون" على "نتفليكس" في 17 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.

 

الـ The Independent  في

07.01.2020

 
 
 
 
 

قبل رامي يوسف.. مصريون لمعوا في الخارج وكلمة السر في «رامي»

منال الوراقي

مع سطوع وبزوغ نجم عدة شخصيات مصرية في الخارج، كان من الملفت للنظر ظهور اسم «رامي» من بينهم، ليكون لهم نصيب من اسمهم، فـ«رامي» من الأسماء العربية، ويعنى الشخص المتقن للرماية، الذي يعرف هدفه جيدا، كما أنه يأخذ معنى الشخص المبدع، الذي يمكن الاعتماد عليه.

"الشروق"، ترصد في التقرير التالي، أبرز المصريين الذين يحملون اسم «رامي» ونجحوا ولمع نجمهم في الخارج.

- رامي مالك

رامي مالك، ممثل أمريكي من أصول مصرية، فرض نفسه على الساحة العالمية، وحظى باهتمام إعلامي مصري وعربي غير مسبوق، بعد فوزه بجائزة الأوسكار كأفضل ممثل في دور رئيسي عن فليم «Bohemian Rhapsody» عام 2019.

وخلال الفيلم، جسد مالك حياة المغني فريدي ميركوري، منذ انضمامه لفرقة الروك البريطانية «كوين» في عام 1970، وحتى أدائهم في حفل «لايف إيد» على استاد ويمبلي في 1985.

وبجانب فوزه بالأوسكار، رشح رامي مالك لجائزة جولدن جلوب 2020؛ كأفضل ممثل درامي عن دوره في مسلسل «مستر روبوت».

- رامي يوسف

لعل أخر المصريين الناجحين في الخارج، كان رامي يوسف، الشاب المولود في أمريكا لأبوين مصريين، الذي تردد اسمه بقوه خلال الساعات الأخيرة، بعد فوزه بجائزة جولدن جلوب لعام 2020، أمس أول الأحد، كأفضل أداء لممثل بمسلسل تليفزيونى، بعد تألقه في المسلسل الكوميدي "رامي" الذي يحمل اسمه.

وفي المسلسل، جسد رامي حياته الشخصية؛ كشاب مسلم ينحدر من عائلة مسلمة تعيش في ولاية نيوجيرسي بالولايات المتحدة الأمريكية، وفي الوقت ذاته، فهو يفتخر بتراثه المسلم، ويحاول تحقيق التوزان بين كونه مسلما ويعيش في أمريكا.

- رامي شعبان

رامى شعبان، حارس مرمي فريق أرسنال الإنجليزي السابق وصاحب الأصول المصرية، التحق بصفوف الأندية السويدية، بعد تركه نادي الزمالك في صفوف الناشئين، ليشارك مع السويد في البطولات العالمية، منها كأس العالم عام 2006، الذي شارك فيه كحارس مرمى أساسي في المباراة الافتتاحية التي جمعت السويد بترينداد وتوباجو.

توج شعبان مع يورجوردينس السويدي ببطولتي الدوري وكأس السويد عام 2002، وتوج مع أرسنال بكاس إنجلترا في الموسم التالي، وبالدوري اﻹنجليزي في الموسم اللاحق، قبل أن يحصل على لقب أفضل حارس مرمى سويدى لعام 2006.

- رامي السبيعي

رامي السبيعي، بطل كمال أجسام مصري عالمي، شهير بـ «بيج رامي»، بدأت شهرته حينما فاز بالمركز الأول في مسابقة الكأس الذهبية بالكويت عام 2012، لتتوالى إنجازاته ويفوز ببطولات وشهادات على الصعيد المحلي والعالمي، ويحقق العديد من الألقاب، منها تحقيق المركز الأول في بطولة نيويورك للمحترفين في عام 2013، والفوز بمراكز متقدمة في مسابقات مستر أولمبيا وبطولة أرنولد كلاسيك أوروبا.

 

####

 

قبل رامي يوسف.. فنانون يفتخرون بأصولهم المصرية في المهرجانات العالمية

منال الوراقي:

فاز الممثل رامي يوسف، الأمريكي من أصل مصري، بجائزة جولدن جلوب لعام 2020، كأفضل أداء لممثل في مسلسل تليفزيوني، بعد تألقه في مسلسل "ramy".

وخلال تسلمه الجائزة في حفل توزيع الجوائز، الأحد الماضي، هتف رامي عند صعوده على المسرح باللغة العربية، قائلا: "الله أكبر"، وسط تفاعل كبير من الحضور، موضحا أنها "شكر لله على الجائزة"، قبل توجيه الشكر لعدد من الأشخاص.

وتستعرض "الشروق"، في هذا التقرير، كيف عبر الممثلون المصريون عن انتمائهم لمصر والعرب خلال تكريمهم في المهرجانات العالمية وخلال المقابلات الخارجية.

رامي مالك

خلال تكريمه في حفل توزيع جوائز الأوسكار في دورته الـ91 كأفضل ممثل رئيسي، بدأ الممثل الأمريكي ذو الأصول المصرية رامي مالك -أثناء تسلم الجائزة على مسرح دولبي في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية- في توجيه كلمته الأولى لوالدته، ثم لبلده الأصلي، قائلا: "أفتخر أنني مصري وابنا لمهاجرين مصريين، جزء من سيرتي يسطر الآن، وأنا أشعر بالامتنان إلى جميع الحضور هنا، وإلى كل من آمن بي، على تلك اللحظة التي سأعتز بها طيلة حياتي".

مينا مسعود

بعد تحقيق فيلمه العالمي "علاء الدين" إيرادات ضخمة، ظهرت عدة مواقف للممثل الكندي من أصل مصري مينا مسعود، تعبر عن وفائه لأصوله المصرية، وعن تقديره لعمالقة الفن المصري الذين شكلوا شخصيته الفنية، إذ قال في إحدى المقابلات التلفزيونية: "استلهمت الأداء الكوميدي من عادل إمام".

 

الشروق المصرية في

07.01.2020

 
 
 
 
 

فيلم (قصة زواج).. التوازن في الحب والحياة السينما

علي الياسري

لا شك أن نواه باومباخ كمخرج يؤمن بشكل كبير في مقولة شكسبير (ما الدنيا إلا مسرح كبير، وكل الرجال والنساء ما هم إلا ممثلون على هذا المسرح.)

فيلمه (قصة زواج) انعكاس حقيقي للطبيعة الدرامية الاصيلة التي تشكلها سيرة العيش كأفراد ضمن نطاق المؤسسة الاجتماعية الاولى (الاسرة). فالانسان كائن درامي تمثل أحاسيسه نقاط الشروع الاساس لكل الفعل اللاحق من تعبيرات الكينونة الادمية. لذلك يفتتح فيلمه على خشبة المسرح.

ملامح الحكاية في الفيلم تتشكل على ثوابت مسرحية تتعزز مع سير زمن العرض حتى تقف عند النهاية حيث تتجسد صورة هرم فريتاغ الدرامي للعمل المسرحي ما بين مقدمة وحدث صاعد ثم ذروة يليها الحدث النازل فالخاتمة. لكن التوهج الحقيقي يتجلى من خلال تأثيرات مسرح ستانسلافسكي التي تطغى بشكل كبير على صورة وطبيعة حوار ونمط أداء الممثلين. كل التقنيات التي وظفها ستانسلافسكي كأسلوب يربط فيه الحياة الواقعية للمجتمع الانساني بمنصة الابداع المسرحية تتعزز ماثلة يتماهى فيها تشارلي ونيكول في إلغاء الحد الفاصل بين الواقع والخيال. ينجح باومباخ في تجذير كل ذلك معتمدا طاقة الكوميديا اللحظوية وتفاعلات الوعي الجواني لدفع الشخصية الفنان نحو خشبة المسرح الحياتي بكل طاقة دوافع المقاومة ورد الفعل. لينتج عن كل ذلك، الصدام بين الأهداف الذي بحث عنه ستانسلافسكي بمسرحه مابين الفعل الرئيسي ورد الفعل حيث المسار المؤدي للنشاط الفني المبتغى

تشكلت (قصة زواج) منذ البداية على طبيعة الفعل كمحرك أساس مسرحياً لما هو قادم من أحداث. لذلك كانت نيكول ترتقي على عاتق الرجل في لقطة اولى تتطلع فيها نحو أفق عيش مختلف، تمتلك فيه ناصية إبداعها. شعورياً لايفقد الفيلم الحب بل يضج به، لكنه حب متنوع. فبين حب الآخر وحب الذات وشعور الأبوة وإحساس الامومة وشغف الطموح تتأسس طبيعة الصراع. صراع يتجمد فيه الشعور لبرهة تحت وطأة حرب قضائية أنساق إليها الطرفان دون إرادة حقيقية، ليصبحوا مع الوقت تحت رحمة انتهازية مقيتة يمارسها المحامون غرضها الاساس اكبر مكاسب مالية على انقاض عائلة كانت متقبلة لحياتها رغم كل شيء

يتتبع سيناريو (قصة زواج) تطور البناء الدرامي وفق معمار يمثل فيه المكان عنصر أساس يتحكم في تصاعد النسق، وسواء كان هذا المكان فضاء مدينة أو تضاريس منزل، ترتقي فيه التفاصيل التي تملأ التكوين عناصر تعبيرية الى تشكيل القوة الدافعة لمسار الحدث نحو صورة جمالية ثرية. فكوريغراف العرض الاخير لنيكول في نيويورك كان يشي بصرياً بصوتها القادم بقوة للسيطرة على مسرح الحكاية في مكان اخر وهو مدينتها الأم. وما بدى لتشارلي كبطل رواية الحياة لعائلته سعياً مستميتاً ولو بالانتقال نحو لوس انجلوس لحفظ تماسك الاسرة، بطريقة أو بأخرى اضحى شكوكا ومخاوف وقيود غير مألوفة له سابقاً، حتى تلك الذروة في المشهد بعد رحيل المقيمة القضائية عندما يسقط فيها على الأرض مضرجاً بدمائه النازفة من يده، مكتشفاً حقيقة أعظم مخاوفه تتجسد، حيث يقر بالهزيمة وفقده لحضانة ابنه ولكن قبل ذلك نيكول التي ارتكز عليها كل كيانه الانساني والفني، وما ظهور شاشة سوداء إلا تعبير عن نزول ستارة ختام العرض المسرحي لقصة الزواج. هذه الخسارة تشكل دافعه القادم للبناء بشجاعة على واقعه الجديد حتى وإن بدى فيه كشبح أب في حياة ابنه وزوجته السابقة كما في المشهد قبل الاخير من الفيلم

يقول المخرج هوارد هوكس (لكي يكون الفيلم جيدا، يجب ان يحتوي على ثلاثة مشاهد عظيمة، وان يخلو من اي مشهد سيء.) في فيلم باومباخ سنرصد العديد من المشاهد الجيدة بالخصوص النصف الثاني حيث العديد منها، والتي حاول المخرج ان يمنحها بعداً مسرحياً يوحي من خلاله تحول تشارلي لبطل العرض وإن نيكول هي المخرجة. مسرحية حياة لا يدخر فيها الزوجان أي جهد للفوز بالصراع على حضانة الطفل. ففي مشهد المحكمة يتبلور انطباع صادم عن صورة الشرخ الذي يمكن أن يحدثه المحامون بدفوعاتهم في تحطيم الأواصر العاطفية والروابط العائلية بالكشف عن سلوكيات وأحاديث عفوية يومية في علاقة الزوجين، لاتحتمل من الصواب والخطأ إلا ما تقدمه الحياة بفعلها اليومي كنمط عيش إنساني

التصاعد الدرامي الذي ينميه مشهد المحاكمة سيبلغ قمته في المشهد التالي حيث ذروة الحكاية وصورة الفيلم الرئيسة. فالمكان-المنزل- صار خشبة مسرح يقدم فيه الاثنان فصل حياتهما الأخير والاصدق أداءً، ينعكس فيه واقعهما حقائق يتصاعد حدثها من قوة ذاكرة انفعالية يتناسب توهجهاً طردياً مع طبيعة التجربة الخلاقة كما يقول ستانسلافسكي، الى اللحظة الختامية حين يجثو الزوج معترفا بفشله وهو يرثي قصة زواجه المنطفئ. لقد نجح المخرج في إمساك هذه اللحظات المشحونة بينهما بالتنوع المحسوب لنوع اللقطة وطبيعتها وتوقيتها، بل إنه كان فطنا في زيادة زخم المونتاج أو تخفيفه لحساب مراكمة ايقاع عاطفي يعكس دواخل الشخصيتين، قبل ان يخلُص لراهنهم المرير حيث يختم بلقطة متوسطة يمسك فيها الزوج عند قدمي زوجته باكيا ضمن فضاء منزل فارغ لم يبقى فيه من صور حياتهم السابقة أي أثر على الجدران، ليس هناك سوى ضربة حطمت جدار العائلة. يواصل باومباخ صياغته السردية المميزة حين يردف هذا المشهد بأخر يحمل الكثير من التعبير البصري، سامحاً للموسيقى في أن تدلف لحس المتلقي وهي تؤسس لمحاولة تشارلي المستميتة الأخيرة للحصول على حق حضانة ابنه

يتوازن المخرج بين شخصياته لحد التفاصيل الدقيقة التي تشكل إطارات تعريفها، خصوصاً وأنه كتب السيناريو بناء على تجريته الشخصية في الطلاق من زوجته بالاضافة الى هوامش علاقة والديه المطلقين والتي تناولها مسبقا في فيلمه (الحبار والحوت). كصانع يحافظ على مسافة بينه وبين الانطباعات المتشكلة لدى المشاهد، ساعيا نحو إقامة توازن حكائي يمنح المتلقي القدرة على فهم وإدراك دوافع الشخوص ومضامين قصة الفيلم. أمر يتعزز بمشهد للمحامية نورا تؤديه لورا ديرن ببراعة طارحاً من خلاله نظرة أنثوية اجتماعية معاصرة لفلسفة دور الأم والاب في الحياة الاسرية

لم ينجح باومباخ في كتابة سيناريو بجودة عالية بل إنه تفوق هذه المرة بصرياً في التعبير عن كل تفاصيل نصه السينمائي بتكوينات لافتة، يبرز فيها تأثير سينما إنغمار برغمان عليه ولكن وفق رؤيته الفنية الخاصة حيث يتجلى ذلك بالعديد من المشاهد المحاكية لأفلام مثل (برسونا ومشاهد من الزواج وفاني وأليكساندر)، كما أن انعكاسات برغمان عليه تبرز من خلال الطبيعة المسرحية للفيلم، خصوصاً وأن المخرج السويدي كان من كبار مخرجي المسرح في بلاده. بالإضافة طبعاً الى التدفق العاطفي لمختلف المشاعر التي تطبع سمات شخصياته

يمكن لفيلم (قصة زواج) أن يحتفي بالعديد من الأشياء التي نجح في تقديمها ومنها الاداءات الممتازة لسكارليت جوهانسون وآدم درايفر، لكن أهم طروحاته هو درس التوازن في طبيعة العلاقات الانسانية مابين إحساس وواجب حياتي، يمنح العيش المشترك قابلية الاستمرار.

 

####

 

فيلم 1917 يكسر التوقعات ويفوز بالجولدن جلوب

متابعة المدى

فاز فيلم ”1917“ الذي تدور أحداثه عن الحرب العالمية الأولى وفيلم ”ذات مرة في هوليوود“ (وانس آبون آتايم إن هوليوود) الذي تدور أحداثه في الستينيات من القرن الماضي، بأكبر جائزتين للأفلام في حفل توزيع جوائز جولدن جلوب الأحد في ليلة حافلة بالمفاجآت الصادمة والقضايا الساخنة في مستهل موسم الجوائز في هوليوود.

وحصل فيلم ”1917“ على جائزة أفضل فيلم درامي ونال مخرجه سام منديز جائزة أفضل مخرج، ليتفوق الفيلم بذلك على الفيلمين المتصدرين للتوقعات ”قصة زواج“ (ماريدج ستوري) و“الأيرلندي“ (ذي أيرش مان) وكلاهما من إنتاج شركة نتفليكس.

وحصل فيلم (وانس آبون آتايم إن هوليوود) الذي أنتجته شركة سوني بيكتشرز على جائزة أفضل فيلم كوميدي/موسيقي، وخرج من الحفل بالنصيب الأكبر بثلاث جوائز.

وخرج فيلم (ذي أيرشمان) للمخرج مارتن سكورسيزي خالي الوفاض في ليلة مخيبة للآمال لمنصة البث الرقمي نتفليكس قد تؤثر على فرصها في حفل جوائز الأوسكار في فبراير شباط.

ونالت الشبكة جائزة واحدة فحسب في سباق الأفلام، بعدما ذهبت جائزة أفضل ممثلة مساعدة للورا ديرن عن دورها كمحامية طلاق قاسية في فيلم (ماريدج ستوري).

وفي أول حضور لها بموسم الجوائز، لم تنل منصة البث أبل تي في بلس التابعة لشركة أبل أي جائزة من الترشيحات الثلاثة لها عن مسلسل ”البرنامج الصباحي“ (ذا مورنينج شو).

وحصل المخرج منديز على جائزة أفضل إخراج عن فيلم ”1917“ الذي أنتجته شركة يونيفرسال، والذي لا يضم ممثلين معروفين وبدأ عرضه في الولايات المتحدة قبل عشرة أيام فحسب.

وقال منديز وقد بدت عليه الدهشة ”هذه مفاجأة كبيرة.. أتمنى أن يعني هذا أن الناس سيذهبون لمشاهدته“.

وحصل الممثل يواكين فينكس الذي جسد شخصية الجوكر والممثلة رينيه زلويجر التي جسدت شخصية المغنية جودي جارلاند في فيلم (جودي) على جائزتي التمثيل في فئة الدراما. بينما نال الممثل تارون إيجرتون والممثلة أكوافينا جائزتي التمثيل في فئة الكوميديا/الأعمال الموسيقية عن فيلمي (روكت مان) و“الوداع“ (ذا فيرويل).

وحصل المخرج كوينتن تارانتينو على جائزة أفضل سيناريو عن فيلمه (وانس آبون آتايم إن هوليوود) بينما نال الممثل براد بيت جائزة أفضل ممثل مساعد عن دوره في الفيلم.

وتخلى الممثل الكوميدي البريطاني ريكي جيرفيس الذي قدم الحفل للمرة الخامسة، عن الحذر تماماً وألقى النكات اللاذعة عن هيمنة منصات البث الرقمي وعن التنوع وفضائح هوليوود الجنسية، الأمر الذي قوبل بضحكات متوترة من مشاهير الصناعة.

وأعربت باتريشيا اركيت التي فازت عن دورها في مسلسل (ذا آكت) التلفزيوني عن مخاوفها من تصاعد التوتر في الشرق الأوسط عقب مقتل القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني في ضربة أمريكية.

وفي سباق التلفزيون كان مسلسل ”الميراث“ (ساكسشن) من إنتاج شركة (إتش.بي.أو) والمسلسل البريطاني الكوميدي (فليباج) من إنتاج منصة أمازون أكبر الفائزين.

فاز الممثل الأميركي ذو الأصول المصرية رامي يوسف، بجائزة أفضل ممثل تلفزيوني بعمل كوميدي أو موسيقي، وذلك عن دوره بمسلسل الكوميديا "Ramy".

وبدأ رامي كلمته بعد استلام الجائزة بـ "الله أكبر" ثم توجيه الشكر لعدد من الأشخاص، وقال: "لقد قدمنا عرضاً محدداً للغاية حول عائلة عربية مسلمة تعيش في ولاية نيو جيرسي، وهذا يعني الكثير ليتم الاعتراف به على هذا المستوى".

وأضاف "أود أن أشكر كل من شارك المنتجون عائلتي وأمي وأبي كانت أمي تتجذر لمايكل دوغلاس. المصريون يحبون مايكل دوغلاس، لا أعرف إذا كنت تعرف هذا، لكن هذا يعني كثيراً".

وتنافس رامي على الجائزة مع النجم مايكل دوغلاس عن دوره في مسلسل The Kominsky Method، وبيل هدر عن دوره في مسلسل Barry، وبن بلات عن دوره في مسلسل The Politician، وبول رود عن دوره في مسلسل Living with Yourself.

 

المدى العراقية في

08.01.2020

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004