كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

Once Upon a Time in Hollywood  

تحولات هوليوود بين واقعة حقيقية وأحداث خيالية

محمد كمال

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

الدورة الثانية والتسعون

   
 
 
 
 
 
 

تعد أفلام الويسترن (الغرب الأمريكي) الأكثر حبا للمخرج الشهير كوينتن تارنتينو سواء تنفيذه لها أو من خلال ولعه بها في حقبتي الخمسينيات والستينيات، في أحدث أفلام تارنتينو الذي يحمل الرقم 9 في مسيرته (حدث ذات مرة في هوليوود) يبدو أن العوان يحمل دلالات خاصة بمخرجه الأولى أن حقبتي الخمسينيات والستينيات هما بداية ولع تارنتينو بالسينما وشغفه لها خصوصا مع نوعية أفلام الويسترن التي سيطرت على السينما الأمريكية خلال تلك الفترة،

الثانية تشابه العنوان (حدث ذات مرة..) مع فيلمين للمخرج الإيطالي الراحل سيرجي ليوني (حدث ذات مرة في الغرب الأمريكي) 1968 و(حدث ذات مرة في أمريكا) 1984 والذي يعد أخر أفلامه الروائية، والذي يبدو أن أفلامه كانت صاحبة الشرارة الأولى لعشق تارنتينو للسينما فهو صاحب أكثر الأفلام شهرة وقتها (الطيب والشرس والقبيح) وتعاونه مع العديد من النجوم وقتها مثل كلينت إستوود، تشارلز برونسون وهنري فوندا، فأراد تارنتنيو تكريم أحد المخرجين الذين تأثر بهم ويبدو أيضا أن تارنتينو يسير على دربه من خلال تقديم عدد الأفلام فمسيرة ليوني سبعة أفلام فقط في عشرون عاما تقريبا، وأيضا تارنتينو فمنذ بدايته في نهاية الثمانينيات حتى الآن قدم تسعة أفلام فقط وصرح بأنه سيتوقف بعد الفيلم العاشر .

الدلالة الثالثة الخاصة بالمخرج أنه اختص هوليوود فقط ليقدم عنها فيلمه الذي تدور أحداثه عام  1969 في بداية التحول الإنتاجي الذي صاحب السينما الأمريكية من خلال التحول من أفلام الويسترن إلى الأفلام البوليسية وأفلام الجريمة المنظمة والأكشن، فترة التحول من السينما إلى التليفزيون الذي أصبح منافس قوي لها، فترة تحول أو عودة أمريكا للحروب بحجة حماية ديمقراطيتها (فيتنام)، فترة تحول ثقافي بظهور جماعة الهيبز والحركات الشبابية التي دعت للتمرد على الرأسمالية، تحولات كثيرة دخلت معها الولايات المتحدة حقبة السبعينيات الذي يعتقد الكثيرين من ضمنهم تارنتينو أنها فترة مكاشفة وهم الحلم الأمريكي .

استغل كوينتن تارنتينو واقعة حقيقية ومزجها بخيال سينمائي عبقري ليقدم من خلالها صورة ساخرة أحيانا عبثية لهوليوود حتى في ظل ولعه بتلك الفترة لكن يظل هذا التوهج يصل إلى الجمهور من خلال شاشات العرض فقط أو الإيرادات الكبيرة في شباك التذاكر، لكن الحقيقة خلف الكواليس مختلفة تماما فالحياة خارج نطاق الاستديو ليست مبهرة كما تظهر على السطح، فالواقعة الحقيقية التي بنى عليها تارنتينو فيلمه كانت مقتل الممثلة الأمريكية شارون تيت عام 1969 على يد منظمة ريتشارد مانسن، لكن المفاجأة أن تلك الجريمة لا تظهر  نهائيا على الشاشة ومن لم يكن لديه معرفة سابقة عن الحادثة لن يكتشفها لأنها في الأحداث غير مؤثرة أو غير موجودة وهنا تكمن عظمة تارنتينو وقدرته على خلق تجربة ترتكز على واقعة لا تقع في الفيلم.

أما الخيال أو بمعنى أدق عن الفيلم فنجد شخصية ريك دالتون (ليوناردو دي كابريو) ممثل بزغ نجمه في فترة الخمسينيات من خلال أفلام الويسترن لكن في 1969 يشهد مرحلة خفتان وركود، وشخصية كليف بوث (براد بيت) وهو الدوبلير الخاص بدالتون وأصبح مساعده وسائقه، يحاول شوارز (أل باتشينو) وكيل دالتون إقناعه بالسفر إلى إيطاليا لتقديم أفلام الويسترن هناك لكن ريك يتردد ولا يرغب في البداية ثم سيقبل فيما بعد.

أما شارون تيت (مارجوت روبي) فهي زوجة المخرج البولندي (رومان بولانسكي) الذي بدأ الانطلاق في تلك الفترة ولمع اسمه كثيرا كما جاء على لسان ريك، وهما جيرانه لكنه لم يلتقي بهما مطلقا برغم رغبته في التعرف على بولانسكي والعمل معه، أما شارون التي حققت شهرة بسيطة من خلال ظهورها في فيلم (طاقم التحطيم) مع دين مارتن وقت ظهوره في فيلم تارنتينو عندما تذهب إلى السينما لمشاهة فيلمها وسط الجمهور للاستمتاع بتعليقاتهم وضحكاتهم.

منذ المشاهد الأولى وتبدو العلاقة بين ريك ودوبليره كليف أقرب إلى الصداقة برغم الاختلافات الشخصية بينهما لكنهما يشتركان معا في مسألة الخفتان وقلة العمل فريك بسبب ظروف تحولات الإنتاج أما كليف بسبب بعض مشاكله السابقة وسمعته السيئة التي اكتسبها بعد أن تسبب في مقتل زوجته وتبرئة المحكمة له.

كالعادة يقوم كليف بتوصيل ريك لموقع التصوير حيث وافق ريك على العمل في دور الشرير في أحد الأفلام حتى يساعده في استعادة مكانته مرة أخرى وتواجده على الساحة حتى وإن التزم بتحكمات المنتج والمخرج، أما كليف فهو لايعمل مع ريك في هذا الفيلم لأن المخرج وزوجته لا يرغبا في وجوده بسبب مواقف سابقة منها قيامه بضرب نجم الأكشن وقتها بروثلي.

وحين يفترق الثنائي ريك وكليف هنا يبدأ تارنتينو الجزء الأكبر في أحداث فيلمه حيث يدخل ريك مشاهد تصوير الفيلم أما كليف فيذهب برحلة بالسيارة يقدم تارنتينو من خلالهما النظرة المرتبكة لهوليوود في تلك الفترة بين الولع والانبهار من ناحية والحزن على تحولاتها من ناحية أخرى مستخدما أسلوب ساخر كوميدي

عاب هذا الجزء أمرين الأول الاستطراد والتطويل في بعض المشاهد الخاصة بتصوير فيلم ريك وأيضا المشاهد الخاصة باستديو جورج سبان، أما الثاني فهو الخاص بمشاهد الفلاش باك التي كانت مربكة جدا خصوصا وان المخرج لم يعطي أي مؤشرات ففجأة نجد أنفسنا نعود إلى الوراء قبل العودة من جديدة لكن هذا لا يمنع تفرد التجربة بشكل عام والانسياق التام وراء الأحداث برغم عدم احتوائها على حدث جل إلا في المشاهد الأخيرة فقط.

ما يميز تارنتينو على مستوى أفلامه إجادته التامة لقيادة ممثليه وهذا بالطبع ظهر جليا خصوصا مع موهبة ليوناردو دي كابريو الاستثنائية الذي أعتبره من أفضل الممثلين في تاريخ هوليوود وبشكل شخصي أصبح (نمبر وان) لدي متخطيا هانكس وبراندو ونيكلسون، دي كابريو برع في دور ريك المتردد الضعيف الباحث عن عودة نجوميته وشهد ذروة تألقه في مشهدين الأول مع الطفلة ترودي عندما سرد لها حكاية راعي البقر وكأنه يحكي عن نفسه، والمشهد الثاني أثناء تصويره الفيلم معها فبعد نهايته وإظهار مشاعر متضاربة بين الفرح على أدائه والحزن على الحالة العامة التي وصل لها.

أما دور كليف بوث يعد من أفضل الأدوار القليلة لبراد بيت التي لا تتعدى أصابع اليد الواحدة فهنا نجده في قمة تألقه وأدائه الهادئ المميز، اجتهدت الموهوبة مارجوت روبي في تقديم دور شارون تيت لكن مساحة الدور لم تسمح بإخراج موهبتها بشكل كبير لكن يبدو أنها متعة العمل مع تارنتينو.

قد نتفق أو نختلف مع (حدث ذات مرة في هوليوود) لكن المؤكد أنه أكثر فيلم أمريكي برع في إظهار صورة عصر سابق (الستينيات) بكل تفاصيله الدقيقة سواء في الخلفية البصرية (الشوارع، السيارات، المنازل، الملابس، الإكسسوارات، أفيشات الأفلام) أو على شريط الصوت (الأغاني  والبرامج الإذاعية والإعلانات) ودعمه بمشاهد قديمة لأفلام تلك المرحلة، فيلم مختلف عن ما قدم تارنتينو من قبل بعيدا عن القتل والدم والعنف لهذا فمن الصعب على محبيه تقبله بسهولة وقد لايكون الأفضل لتارنتينو لكنه تجربة خاصة من المزج بين واقعة حقيقة وأحداث خيالية حول تحولات هوليوود .. تحولات أمريكا.

 

موقع "أويما 20" في

20.12.2019

 
 
 
 
 

فيلم كلينت إيستوود الجديد يرمي سهامه ويصيب

ينتقد الإعلام والسُلطة والقدرة على لي ذراع الحقيقة

بالم سبرينغز: محمد رُضا

هناك فارق كبير بين كلينت إيستوود وستيفن سبيلبرغ. نعم، كلاهما جيد لكن إيستوود أكثر انضباطاً تحت لواء أفلام يحسن إخراجها على مستوى مرتفع واحد، بينما لسبيلبرغ أفلام كثيرة جيدة وأخرى متوسطة أو أقل. سبيلبرغ أكثر نشاطاً بين نوعين من الأفلام: جادة وتجارية. بالنسبة لإيستوود يجمع كل فيلم يحققه من الناحيتين معاً في صياغة واحدة يُفترض فيها أن ترضي الجميع.

سبيلبرغ، أخيراً، يُرضي - عادة - الجمهور والنقاد أكثر مما يفعل إيستوود. هو يميل لليسار. إيستوود يميل لليمين. ولا شيء يمكن أن يعزز هذا الواقع إلا مقارنة فيلم إيستوود الجديد «رتشارد جيووَل» بفيلم ستيفن سبيلبرغ ما قبل الأخير «ذا بوست» قبل عامين (الفيلم الأخير Ready Player One انتهى بفشل عريض).

في هذا الصدد، ولتفسير ما سبق، انتقد سبيلبرغ بفيلمه الجاد «ذا بوست» البيت الأبيض أيام الرئيس رتشارد نيكسون عندما حاول الكذب على الأميركيين والادعاء بأن الحرب الأميركية في فيتنام تحقق نجاحاً مضطرداً. الوثائق التي نشرتها صحيفة «واشنطن بوست» آنذاك أكدت العكس.

الإعلام في فيلم سبيلبرغ شجاع وحاضر لخدمة الحقيقة رغم المحاذير. هذه الصورة ليست ما في بال كلينت إيستوود في فيلمه الجديد «رتشارد جووَل» المأخوذ بدوره عن وقائع حقيقية.

- أكاذيب

يقص «ريتشارد جووَل» حكاية رجل الأمن الذي اكتشف قنبلة مزروعة في ليلة حاشدة بالناس في أبريل (نيسان)، 1996 في مدينة أتلانتا. أحدهم وضع قنبلة في حديقة عامّة تشهد احتفالاً موسيقياً حياً وريتشارد جووَل كان دائماً حريصاً ونبيهاً. إذا لاحظ أن هناك شخصا يحمل حقيبة على ظهره تبعه ليعرف غايته. إذا تمادى بعض الشبان بالشرب تدخل لفض تجمعهم. إنه في هذه اللحظات التي تدخل فيها لتفريق مراهقين يشربون اكتشف حقيبة متروكة قرب مقعد. حين تأكد له وللشرطة أن الحقيبة ملغومة انطلق يحذر الجميع للفرار من المكان قبيل الانفجار لو لم يفعل لارتفع عدد الإصابات لضعف أو ضعفين. لهذا السبب وجد نفسه محط اهتمام الإعلام وأصبح بطلاً قومياً … ولو إلى حين.

تغير هذا الوضع عندما أخذ المحققون الفيدراليون (FBI) يرتابون في أن جووَل زرع القنبلة بنفسه ليصبح بطلاً قومياً وليشق طريقه لتحقيق حلمه بالتحوّل إلى رجل بوليس. توم (جون هام) هو أحدهم ولديه علاقة ودية مع الصحافية كاثي (أوليڤيا وايلد) وهي استدرجته لكي يخبرها آخر تطورات التحقيق. أخبرها بأن الشكوك تدور حول ريتشارد جووَل وهذه نشرت الخبر على الصفحة الأولى من صحيفتها. فجأة وجد ريتشارد نفسه في كابوس طويل. بطل الأمس بات متهماً والتحقيق معه حوّل حياته ووالدته إلى جحيم.

لا يُخفى، لمن يشاهد الفيلم، أن الإف بي آي وما تمثله من سلطة ليست وحدها المتهمة بسوء استخدام سُلطتها، بل يتقصّد إيستوود نقد الإعلام على أساس كم يسارع الإعلام إلى تبني الأكاذيب لكي يبيع الصحف. هنا يختلف منظور إيستوود عن منظور سبيلبرغ الذي انتقد البيت الأبيض وحده ودافع عن الإعلام. لكن منطلقات إيستوود تنتقد أجهزة الحكومة كما الإعلام ذاته، وذلك على منوال اعتمده منذ زمن بعيد.

في «غير المُسامح» (1992) استعان بالممثل صول روبنك للعب دور صحافي يسعى للكسب على حساب الحقيقة، وذلك عبر مقابلة الشريف ليتل بل (جين هاكمن) الذي يقول شيئا ويبرهن عن شيء آخر مناقض.

لاحقاً في «رايات آبائنا» (2006) وصم إيستوود الإعلام الساعي للمتاجرة بأرواح الجنود الأميركيين الذي قضوا في الحرب العالمية الثانية فوق جزيرة إيوو جيما. وسنجد نماذج هنا وهناك مزروعة في أفلام أخرى لا يتعاطف فيها إيستوود مع الصحافة مطلقاً.

هذا ألّب عليه - هذه المرّة أكثر من سواها - الكثير من الصحافيين الذين هاجموا الفيلم (حتى قبل مشاهدته) بذريعة وصفه للإعلام بالمتاجرة وهو خط غير بعيد عن وصف الرئيس ترمب لها بالزيف. البعض ذكر أن فيلم إيستوود الجديد «يمشي على خطى مسيرات ترمب الانتخابية». وآخر قال إن «عقل إيستوود مليء بالبارانويا». وهناك من كتب في «ذا نيويوركر» أن الفيلم «بروباغاندا لصالح ترمب».

براعة

لا شيء يثبت ذلك أو ينفيه قطعاً. لكن من يستطيع أن ينفي وجود مثل كاثي وصحيفتها؟ ولماذا لم يتوقف أحد عند نقد إيستوود لجهاز التحقيقات الفيدرالية؟ ثم ماذا عن أن الأحداث الحقيقية وقعت بالفعل كما نشاهدها على الشاشة باستثناء التفاصيل التي لا يشكل وجودها أهمية استثنائية؟

على المستوى الثاني، هذا فيلم آخر لإيستوود يؤكد فيه أنه آخر من بقي من أيقونات هوليوود من مخرجين أقوياء. يصنع أفلامه بالقدرات والموهبة ذاتها التي كان يحقق فيها أفلامه السابقة في الثمانينات وما بعد. وعندما يصل الأمر إلى إدارة الممثلين، لديه اليد العليا في طلب وتنفيذ ما يحتاجه من الممثل.

يقوم بول وولتر هاوز («أنا، تونيا» و«بلاكككسمان») بدور رتشارد جووَل ويبرع: صادق في تعامله. محب لوالدته (يذكر بحب جوكر لوالدته أيضاً). مخلص في عمله. يحمل أعباء الشخصية بتفهم كامل. لجانبه كاثي بايتس بدور والدته. جيدة في العموم لكن النص لها يعتمد ردود الفعل غالباً. كذلك هناك سام روكوَل الجيد في دور المحامي الذي لولاه لقضى جووَل باقي حياته (مات سنة 2007) في السجن.

أفلام إيستوود مبنية على نواح أساسية في مقدّمتها معرفة كل عناصر الحرفة الصحيحة لسرد حكاية. لن تجد هنا، أو في أي من أفلامه، تشتتاً ولا مشاهد لا معنى لها. سرده متقن وإيماءاته ثابتة ومقنعة. اختياراته من الممثلين مبهرة. هنا يجيء بممثل غير معروف وبدين البنية للبطولة (تبعاً للشخصية الحقيقية) لكن هناك سواه من المعروفين ذوي البدانة. السبب هو التقاط شخص عادي بالنسبة للجمهور العريض كما كان عاديا في حياته. إلى كل ذلك، هناك التشويق الذي لا يتركك حراً خلال العرض. لا يستطيع حتى من يعرف خلفية الأحداث توقع التطوّر الآتي بعد لحظات ولماذا أو كيف.

 

الشرق الأوسط في

20.12.2019

 
 
 
 
 

ربما تتعمد أوسكار البطولة النسائية تجاهل ذوات البشرة السمراء

أحمد سامي

حفل أوسكار 2020 على الأبواب، ولذلك قررنا في أراجيك أن نُغطي لكم أكبر قدر ممكن من الأخبار التي تنتمي إليها. نقدم لكم ترشيحات، فائزين، وحتى تجميعات لحفلات أوسكار التي مضت منذ سنين طويلة. واليوم نقدم لكم شريحة دائمًا ما طالتها الأسئلة والشكوك: شريحة أوسكار البطولة النسائية.

في الفترة من أوسكار 2010 وحتى أوسكار 2020 لدينا فائزات ومترشحات بالطبع، لكن النسبة والتناسب بين طبائع المترشحات، هي التي تجعل الوضع محل حديث الميديا دائمًا. يمكن أن يصدمك هذا الرقم، لكن خمس ممثلات فقط من ذوات البشرة السمراء ترشحن لهذه الأوسكار تحديدًا، بينما باقي المترشحات كُنَّ من ذوات البشرة البيضاء. والجدير بالذكر أن الترشيحات البيضاء غلبت على الأوسكار كثيرًا، حتى اكتسبت الأكاديمية سمعة سيئة، ولُقبت بالمتحيزة لبيض البشرة.

في شريحة ذوات البشرة السمراء، لدينا Gabourey Sidibee و Viola Davis و Quvenzhané Wallis و Ruth Negga و Yalitza Aparicio. ولم تفز أي واحدة منهنّ، فقط ترشحنّ للجائزة ليس إلا. بينما الفائزات كُنَّ من ذوات البشرة البيضاء. استمرار الأكاديمية في إبراز وجوه بيضاء طيلة عقد كامل يجعل الأمر محل شكّ فعلًا، ربما الأمر يتعدى حيّز المهارة التجسيدية، ويدخل في حيّز المُحاباة العرقية.

وإليكم قائمة من فُزنَ بجائزة أوسكار البطولة النسائية للعقد الثاني من الألفية الجديدة:

Natalie Portman عن فيلم Black Swan

Meryl Streep عن فيلم The Iron Lady

Jennifer Lawrence عن فيلم Silver Linings Playbook

Cate Blanchett عن فيلم Blue Jasmine

Julianne Moore عن فيلم Still Alice

Brie Larson عن فيلم Room

Emma Stone عن فيلم La La Land

Frances McDormand عن فيلم Three Billboards Outside Ebbing, Missouri

Olivia Colman عن فيلم The Favourite

 

أراجيك فن في

20.12.2019

 
 
 
 
 

“بارازايت” لبونغ جون هو .. خطيئة الطبقية وقصة الصعود والهبوط

بواسطة فيصل شيباني

لا يترك المخرج الكوري الجنوبي بونغ جون برائعته “بارازايت” المعروض خارج المسابقة في مهرجان الجونة السينمائي الدولي في دورته الثالثة من 20 إلى 27 من شهر سبتمبر 2019 والفائز بالسعفة الذهبية لآخر دورة من مهرجان كان السينمائي الدولي، أي مجال للصدفة ولا يغفل أي تفصيلة فكل ثانية عنده مهمة ضمن الإطار الفني للعمل، كل هذه العناصر الفنية تضعنا أمام تحفة سينمائية مكتملة الأركان دون مبالغة.

يحيلنا الفيلم منذ البداية لقصة عائلة فقيرة تعيش في أحد الأقبية في حي فقير بكوريا الجنوبية، بيئة تعكس وضع العائلة التي تجري طول الوقت من أجل كسب قوت عيشها، في هذا البلد الذي يتغنى بتقدمه وتطوره الاقتصادي وتحسن الظروف المعيشية للإنسان الكوري ولكن المخرج يعري هذا الواقع ويكشف فيه مواطن السوء والخلل وكيف يتحول الانسان إلى استغلالي لكي يعيش كريما حسب اعتقاده  ولو باستعمال مختلف الطرق المشروعة منها والغير مشروعة في سبيل إدراك غايته على حساب سلم القيم الذي ينهار تحت سقف شبح الفقر.

بلغة سينمائية بديعة وتكثيف بصري يسرد المخرج قصة هذه العائلة وكيف أصبحت فجأة تعيش في قصر ضخم وتسيطر عليه عبر حيل خططت لها ابنتهم بذكائها وتحايلها وتزويرها لشهادات، هكذا تسير العملية وفق خطة مرسومة بعناية تخدمها الصدفة أحيانا والتخطيط الجهنمي أحيانا أخرى، حيث يحصل الابن على وظيفة مدرس لغة إنجليزية لفتاة مراهقة من أسرة غنية، ثم يخطط مع عائلته للتخلص من كل العاملين في المنزل، ويأتي بأخته معلمة فن للطفل الأصغر، وأمه مدبرة للمنزل، ووالده سائقا لصاحب المنزل الغني، فبين الكوميديا والميلودراما خط رفيع تنقلب فيه الحكاية وتتأرجح بين الاثنين وفق مبررات درامية مقنعة إلى أبعد الحدود، وقصة محبوكة جيدا تعتمد على قوة الحبكة أساسا التي تقلب القصة رأسا على عقب من النقيض إلى النقيض فمن الاستمتاع في القصر إلى فيضانات تحت الأقبية، هنا تعري الأمطار الفاورق الاجتماعية فبين من يستمتع بمنظر هطول الأمطار على حديقة منزله وبين من تلتهمه السيول في الأقبية.

بونغ جون هو يطرح إشكالية من هو الطفيلي في الفيلم هل هو الفقير الذي يتطفل على الغني ويعيش على الهامش، أم زوج الخادمة الذي يعيش في قبو منزل الرجل الغني، يصبح هنا مصطلح “الطفيلي” قاسم مشترك بين العائلة الفقيرة وبين الخادمة الاولى للمنزل التي تحتفظ بزوجها في قبو المنزل خوفا عليه لسنوات طويلة، وهنا حتى الغني يصبح طفيليا كيف ولا وهو الذي يعيش على جهد الفقراء ويدعي عطفه عليهم ولكن دائما بتلك النظرة الدونية والفوقية والاشمئزاز من رائحتهم، في مشاهد تعكس الطبقية المقيتة في هذا البلد والتصنيف الاجتماعي الظالم أين يعاني حوالي نصف الكوريين من الفقر وكثير منهم يعملون في وظائف بأجور منخفضة من أجل تغطية نفقاتهم، أو بالأحرى لا يلحقون لسد حاجياتهم بسبب تدني الأجور وضعف القدرة الشرائية عند أكثر من نصف عدد أصحاب الطبقة الوسطى الذين​ يواجهون عجزا ماليا بسبب تكاليف السكن وتوفير التعليم الخاص لأبنائهم فما بالك بفقراء يتخذون من الأقبية مأوى لهم.

تجارب سينمائية كثيرة استدعت بقوة مكون الهامش والمهمش في متخيلاتها السردية مما يدفعنا إلى إدراجها ضمن السينما الواقعية التي تهدف إلى عكس عوالم متعددة خاصة الفقيرة منها وسليط الضوء عليها عبر عدسة الكاميرا لنقل ذلك الواقع للناس المقصيين اجتماعيا والراجع إلى هيمنة سلطة ما سواء سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية وهكذا يتم إبعاد الفئات المهمشة عن وسائل الإنتاج المتواجدة أساسا في أيدي الفئات التي لها امتياز اجتماعي، واقع يعكسه بلغة بصرية مميزة المخرج الكوري بونغ جون هو عبر شريطه السينمائي المكثف بالسرد بمحمول البعد الإنساني، وبمرآة عاكسة للروح البشرية الشريرة التي تغيب عنها العدالة الاجتماعية ضمن معادلة الحياة بتناقضاتها المتراكمة والغير منصفة للإنسان باعتباره رقما فقط.

لا يمكن للمتلقي حتى أكثر السوداويين منهم أن ينتظر تلم النهاية الماساوية في الفيلم فتعاطي المخرج مع موضوعه بذلك الشكل الفكاهي والساخر مع الاحتفاظ بجانب الجدية في الموضوع، لا يعطينا الانطباع أن القصة ستنقلب من الكوميديا إلى الطراجيديا فلا شيء كان يوحي بذلك، ولكن ذكاء المخرج وتحكمه في عناصره الفنية جيدا خاصة السرد السلس والمكثف في آن، أعطاه أرضية غنية بالتفاصيل التي يمكنه استخدامها كمتكئ لنقلة أخرى في الحكاية، فبونغ جون هو يتلاعب بالجمهور طيلة أطوار الفيلم يصعد بالقصة إلى الذروة ثم ينزل مثل قصة الصعود والهبوط في الحياة فالطبقية هنا محور الفيلم وللسلالم رمزية فهي التي تجعلك في الأعلى وتنزلك في نفس الوقت إلى القبو، وفي الفيلم كذلك هناك صعود سريع بكوميديا للعائلة التي وجدت نفسها في قصر تتحكم فيه ونزول أسرع بطراجيديا دموية تعكس قوة الصراع بين الطبقتين الفقيرتين من جهة والطبقة الغنية ممثلة في العائلة صاحبة القصر.

 

موقع "أوراس" في

22.12.2019

 
 
 
 
 

"دكتور سليب" لفلاناغان... لا علاقة له بكوبريك إطلاقاً

محمد جابر

عوامل كثيرة مثيرة لحماسة مشاهدة Doctor Sleep، الذي أنجزه مايك فلاناغان عام 2019، قبل عرضه، أهمّها أنّه جزء مكمل لـThe Shining (الوميض) أحد علامات السينما، الذي أخرجه ستانلي كوبريك عام 1980. كما أنّه اقتباس عن رواية بالعنوان نفسه (2013) لستيفن كينغ، كاتب فيلم كوبريك أيضاً، متتبعاً فيه مستقبل الطفل داني تورانس، المعروف جيدا في "الوميض"، الرواية والفيلم. العامل الثالث هو فلاناغان نفسه، الذي تحرّك بخطوات ثابتة في سينما الرعب في الأعوام الـ5 الأخيرة، مقدّماً أعمالاً مثيرة للانتباه، أهمّها Gerald’s Game، المقتبس عام 2017 عن رواية لكينغ أيضاً. 

يبدأ "دكتور سليب" بشكل فعّال، ملبياً توقّعات المتفرّج الذي صُدّر له في الدعاية والملصق باعتباره مُكمّلاً لـ"الوميض". يظهر داني (إيوان ماك كريغور) بعد أشهر على الأحداث الجنونية التي شهدها فندق "أوفرلوك"، متأثّراً بما حدث، قبل الانتقال إلى عام 2011، حيث تبرز 3 خطوط غير متقاطعة: داني، الذي يعاني إدمان الكحول، محاولاً التعافي وبدء حياة جديدة في ولاية أخرى؛ و"أخوية العقدة"، الذي يعيش أفرادها مئات السنين بفضل تحوّلهم إلى كائنات تتغذّى على القدرات الخارقة للأطفال (أشباه داني)، كالتخاطر عن بعد أو قراءة الأفكار؛ والفتاة الصغيرة أبرا ستون (كيلياغ كورّان)، التي تمتلك قدرات استثنائية للغاية. 

بحسب كتب السيناريو وتحليل بناء القصص، يُمهّد الفصل الأول للأحداث والعالم والشخصيات، ويستغرق عادة ربع مدة افتتاح الأحداث، قبل ظهور الحبكة والصراع الرئيسي. أحد العيوب الأساسية والخطرة في "دكتور سليب" كامنٌ في أنّ التقديم يستمر لأكثر من ساعة، وببطء شديد، ومونتاج يتنقّل بين الخطوط الـ3 من دون تصاعد حقيقي ملموس. هناك أكثر من مشهد طويل عن إدخال مُراهقة في الأخوية، وأكثر من مشهد ضعيف يُبيِّن استثنائية أبرا. أمور يُمكن حذفها بسهولة، للقدرة على فهمها لاحقاً في سياق الأحداث، من دون حاجة إلى أي تمهيد لها، بما في التمهيد من طولٍ وقت، جاعلاً مدّة الفيلم 150 دقيقة من دون داع، مع بروز اختلافٍ في الإيقاع بين الفصول. 

في الفصل الثاني، الذي يبدأ في نقطة متأخرة جداً (منتصف الفيلم تقريباً)، تبدأ الحبكة في الظهور. فالأخوية تريد الوصول إلى أبرا، لامتصاص روحها، فتعيش أعواماً أطول. يحاول داني مساعدتها للنجاة منها، فتبرز، مع مرور الأحداث، مشاكل أخرى. أحداث بسيطة جداً نسبة إلى هذا الكَمّ من الشحن والتمهيد. معركة واحدة يخوضها معظم أفراد الأخوية بسذاجة شديدة.

كما أنّ الصلة بـThe Shining تتضاءل أكثر فأكثر. فجديد فلاناغان قصّة مستقلة تماماً، تدور في عالمٍ ذي قواعد مختلفة عن فيلم كوبريك. إذاً، لماذا اعتباره تكملة له؟ تأتي الإجابة بشكل ملتو في الفصل الثالث، حين يعود داني مع أبرا إلى فندق "أوفرلوك"، لسبب هشّ للغاية: المرأة الوحيدة الباقية من جماعة الأخوية قوية، وأشباح الفندق فقط هم من يقدرون عليها.

يبدو الحل هزلياً، إذ لم تظهر قدرات خارقة لأفراد الأخوية، باستثناء عيشهم أعواماً طويلة. كما أنّ داني لا يعلم الكثير عنهم، فهو رأى موتهم السهل في المعركة، وبالتالي تُصبح العودة مفتعلة، بهدف الاستفادة من الإرث العظيم لكوبريك، ولفيلمه المُهيب بصرياً. ورغم أنّ تلك المرحلة، وبفضل الحنين والتأثّر بشكل الفندق مع مرور الزمن، والعودة إلى خنادقه المعروفة وشخصياته الأيقونية (منها شخصية جاك نيكلسون نفسه، لكن بأداء ممثل آخر)، والمتاهة الثلجية. بفضل هذا كلّه، تكون مَشاهد هذا الفصل جاذبة، والجزء الأفضل في الـ150 دقيقة، لكنها لا تجعل الفيلم جيداً، إذْ لفقدانها المنطق، تترك فجوات أكثر مما تُقدّم من حلول وإجابات.

 

العربي الجديد اللندنية في

22.12.2019

 
 
 
 
 

تأثير طفيف لـ «watch-it وNetflix» على صناعة السينما

كتب: علوي أبو العلا

قال الناقد طارق الشناوى إن وجود منصات لعرض الأعمال السينمائية مثل «نتفليكس» وغيرها هو مسألة طبيعية، لأننا أصبحنا فى سوق عالمية، وكون مصر مع منصة مثل «نتفليكس» يعطى قوة لصالح السينما المصرية، مشيرًا إلى أن «نتفليكس» ستنتج سينمائيًا فى مصر قريبًا، ولدىّ من التأكد ما أقوله، وأضاف «الشناوي»: «أصبحنا حاليًا نتقبل الآخر سينمائيًا، والدليل أن هناك أعمالًا ضد منطقنا المصرى مثل «الملاك» فتح ممرًا جديدًا معهم، وعرف من الجدل الكثير داخل الأوساط المصرية، وهذا دليل على وجود المنصة بقوة داخل مصر».

وقال الناقد محمد عاطف إن منصات الـVOD هى تطور المنحى الجديد لعلاقة صناعة الترفيه بالمشاهد العربى، والتليفزيون أصبح وسيطًا كان يعتمد على المجانية، لكن المنصات الجديدة تضع ثقافة أخرى وجديدة للمشاهدة، وهى أن تدفع لكى تشاهد، وهذا أحدث اهتزازًا للوسط الفنى، ولكن تقبله للناس وأصبح إيجابيًّا.

وتابع: «الأموال التى ستُضخ فى الوسط السينمائى فى الوطن العربى ستؤدى إلى تطوير المحتوى للتنافس بين المنصات والتنوع الكبير لتغطية شريحة واسعة للمشاهدين».

وعلقت رشا حسنى بأن التطبيقات ستزداد بشكل كبير، فهناك حوالى 4 منصات فتحت خلال الفترة الماضية، منها «ديزنى» و«آبل»، موضحة أن «ديزني» أخذت كل أعمالها التى كانت تعرض على «نتفليكس».

وقال أحمد شوقى: «إن المنصات لم تؤثر على السينما المصرية بشكل كبير حتى الآن، لكن من الممكن أن يحدث خلال السنوات المقبلة»، موضحًا أنها أثرت على سوق الدراما والمخرجين والمؤلفين والمنتجين، وأصبح من الممكن أن يتخلّوا عن العرض التليفزيونى من أجل «نتفليكس»، وهذا طبيعة المرحلة والوسيط من العالم وارتباطنا بالتكنولوجيا.

وأضاف «شوقى»: «ما يحدث من هذه التطبيقات هو نقلة تحدث فى العالم، وتغييرات تقنية».

 

المصري اليوم في

22.12.2019

 
 
 
 
 

كل مشهد في الفيلم لا يتجاوز 4 ثوانٍ

«6 أندرغراوند».. «نتفليكس» تقتحم سينما الأكشن والإبهار البصري

المصدر: عرض: عبدالله القمزي

تثبت «نتفليكس»، مع كل فيلم تطرحه، أنها باتت رقماً صعباً في صناعة الترفيه، والعامل الذي يحسب له ألف حساب، ووحشاً كاسراً سيطر على موسم الجوائز الحالي، فبعد صدور قوائم ترشيحات غولدن غلوب (جمعية المراسلين الأجانب في هوليوود)، تبين أن ثلاثة من المنافسين في خانة الدراما، وواحداً من المنافسين في خانة الكوميدي من إنتاج «نتفليكس» وحدها.

وهذا يعني أن العقد المقبل سيشهد منافسة محمومة بين كل شركات الإنترنت لدخول حلبة الإنتاجات الأصلية؛ ما يعني أن مفهوم السينما قد تغيّر بالكامل، ولم يعد مقتصراً على تلك الصالة المظلمة التي تضيئها الشاشة الكبيرة. تغيّر المفهوم ولم يعد مصطلح فيلم سينمائي أو تلفازي يحمل المعنى ذاته الذي حمله منذ 10 أعوام. اليوم لدينا أفلام إنترنت مصنوعة بمعايير سينما أو تلفزيون وهي ظاهرة جديدة وفريدة من نوعها، ليس لها أي سابقة في تاريخ صناعة الترفيه.

وقبل أن يستوعب العالم هذه الثورة التي بدأت منذ ستة أعوام فقط، غيرت «نتفليكس» مجرى التاريخ مرة أخرى بإنتاج هذا الفيلم 6 Underground، الذي بلغت ميزانيته 150 مليون دولار، ويتباهى عملاق التقنية به أمام كبار استديوهات هوليوود، مثل «باراماونت» و«وورنر» و«يونيفيرسال»، والرسالة بسيطة: السينما ليست المكان الوحيد الذي يمكن أن تشاهد فيه فيلم أكشن بأقوى المعايير! فإذا كنت تملك نظام مسرح منزلياً، فبإمكانك الاستمتاع بهذا الفيلم دون الحاجة لمغادرة البيت.

بصمة خاصة

فيلم «6 أندرغراوند» أول إنتاج لـ«نتفليكس» في خانة Tentpole movies، وهي أفلام متعددة الأصناف تُبنى قصتها حول مشاهد أكشن تصنع بغرض الإبهار البصري، وتتميز بميزانية مرتفعة، وتجلب معها مردوداً مالياً عالياً في وقت قصير، وتسمى بهذا الاسم «وتد الخيمة»، لأن أداءها قوي ومتماسك في شباك التذاكر كالوتد الممسك بخيمة يمنعها من الانهيار، ويعرف الاستوديو من خلالها متى يطرح بقية أفلامه غير الواثق بأدائها. وبالقياس على «نتفليكس»؛ فإن المردود المالي يقاس بعدد الاشتراكات.

تعاونت «نتفليكس» هذه المرة مع مايكل باي، الملقب بـ«رائد سينما الفوضى»، والذي يعرف باي ويحفظ أفلامه سيتعرف إليه خلال أول خمس دقائق من هذا الفيلم الفوضوي. صنع باي في الماضي أفلام Bad Boys والصخرة والمتحولون وألم ومكسب و13 ساعة. وكلها أفلام تتميز بشيء واحد: قصة تسرد بشكل سريع جداً تتخللها مشاهد أكشن أسرع قد لا يستوعبها العقل.

رغم ذلك فعلينا الإقرار بأن الرجل تمكن من صنع علامته الخاصة، كما بقية أقوى مخرجي هوليوود حتى لو نكره أفلامه. الذي يختار مشاهدة هذا الفيلم عليه تفهم أسلوب ولغة باي السينمائية، مقارنة بغيره من الكبار مثل مارتن سكورسيزي. باي سريع جداً و«شوارعي» في العرف السينمائي وأفلامه الوجبة السريعة بالنسبة للسينما (يعني انبهر بالفيلم وانصرف ولا تفكر به بعد ذلك)، وسكورسيزي يطبخ فيلمه على نار هادئة، ويريد منك التأمل في تفاصيله لأسابيع بعد المشاهدة.

لا قصة

ليست هناك قصة تذكر في هذا الفيلم، ملياردير (رايان رينولدز) زور موته ليتخفى ويقود فريقاً من المرتزقة الذين يتخفون مثله لأداء مهام قذرة ترفض الحكومات تنفيذها. في فيلم من الواضح أنه يريد أن يكون بداية انطلاق سلسلة، نرى المرتزقة يخططون لانقلاب ضد ديكتاتور في دولة خيالية تسمى ترغستان، واستبداله بشقيقه الجانح للسلم.

ولتنفيذ المخطط عليهم اغتيال أربعة جنرالات يحيطون به في مشاهد أكشن رهيبة التنفيذ، لا تتساءل عن منطقية هذا وذاك، ولا تفكر في عدِّ جثث الموتى، أو إحصاء كمية الانفجارات في كل دقيقة من الفيلم.

أعضاء الفريق معروفون بأرقامهم فقط، رينولدز رقم 1، وعميلة سي آي إيه (ميلاني لورينت - والأفضل أداء حتى في فيلم فوضوي كهذا)، وقاتل مأجور (مانويل غارسيا رلفو)، وصبي متخصص في القفز فوق أسطح المباني (بين هاردي)، وقناص سابق مصاب باضطراب ما بعد الصدمة (كوري هوكنز الشهير من مسلسل 24)، وامرأة بلا هوية ولا شخصية واضحة ولا مهارة معينة تبدو كإضافة تورط بها باي لأنه خجل أن يصرفها بعد أن دفعت لها «نتفليكس»، وتؤديها أدريا أريونا. ولدينا الإيراني بيمان مادي (من فيلم انفصال)، في دور شقيق الديكتاتور الذي يجب على الفريق أن يخرجه من السجن، والزج به في سدة الحكم. وليور راز في دور الديكتاتور الذي ينتهي، كما انتهى العقيد معمر القذافي!

نقول: قصة تافهة في أفضل أحوالها، ومهما حاول باي إدخال السياسة في حبكته، فهو يعكس أنه لا يفهم شيئاً؛ لأن نبرة الفيلم غير متسقة مع موضوعه. السياسة مادة دسمة وجادة، ولا تتماشى مع فيلم سطحي صنع بغرض الإبهار لا التأمل، بغرض الهجوم على حواس المشاهد لا دغدغتها أو تهييجها.

إغاظة توم كروز

يفتتح باي فيلمه بمطاردة 20 دقيقة تقول: «اللعنة على من ينتقدني»، لا منطق فيها، وتضرب بقوانين الفيزياء عرض الحائط. لا تلمس جهاز التحكم عن بعد ولا هاتفك الذكي ولا تفكر في إعادة شيء لم يستوعبه عقلك. تقبلها لأن الرجل بارع في صنع الفوضى.. وعلينا تقدير هذه الموهبة.

وعلينا تقدير أن الرجل يصنع مطاردة دون الاستعانة بمؤثرات خاصة باستثناء تقطيعها، للقفز على حواجز الزمن (قبل أربعة أشهر، وبعد ستة أشهر) ليكتب لنا على الشاشة هذا الماضي وهذا الحاضر، وطبعاً يستحيل أن يستوعب أحد شيئاً في تلك السرعة.

وكما دمر باي نصف مدينة سان فرانسيسكو في مطاردته الشهيرة بفيلم الصخرة عام 1996، فإنه يدمر نصف مدينة فلورنسا الإيطالية في مطاردة الافتتاح، التي ستجعل الراحل ستيف مكوين، صاحب المطاردة الشهيرة الكلاسيكية في بوليت 1968، يندم على أنه لم يعش ليشاهدها! ومطاردة فلورنسا غالباً إشارة لفيلم The Italian Job الشهير من الستينات.

فنياً، يتألف الفيلم من مشاهد سريعة جداً، كل مشهد بين ثلاث وأربع ثوانٍ. وأفكار جديدة لمشاهد الأكشن صنعت للإبهار ولإغاظة توم كروز وفريق «مهمة مستحيلة»، أن احتكارهم لهذا النوع من الأكشن انتهى.

لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.

تسرح وتمرح وحدها

نقول مجدداً: لن تترك بقية شركات التقنية «نتفليكس» تسرح وتمرح وحدها في الميدان، وسيشهد العقد المقبل منافسة ضارية من عمالقة الإنترنت. أما استديوهات هوليوود التقليدية فغالباً ستتراجع تاركة الساحة للاعبين الجدد، خصوصاً «نتفليكس» التي سيطرت على أفضل الأفلام المتوسطة الميزانية، ونراها اليوم تدخل سينما الإبهار البصري من أوسع أبوابها.

ميلاني لورينت الأفضل أداء، حتى في فيلم فوضوي كهذا.

المخرج باي «شوارعي» في العرف السينمائي، وأفلامه وجبة سريعة.

150

مليون دولار، ميزانية الفيلم الذي تتباهى به الشركة أمام استديوهات هوليوود.

 

الإمارات اليوم في

22.12.2019

 
 
 
 
 

جوكر .. فيلسوف الجنون في المدينة الفاسدة

عبد المنعم أديب – المغرب

كمْ هو قاسٍ هذا الفيلم! إنَّه تحفة فنيَّة ستظلُّ محفورةً في سجلّ الأفلام العالميَّة. فمن المألوف أنَّه محل معتاد للأفلام التي جمعتْ بين الجودة الفنيَّة على كافة الأصعدة وبين حشدها بالمعاني ذات الطابع الفلسفيّ. وفيلمنا “Joker” من ألمع ما قُدِّم في هذا الصنف من الأفلام. إنَّه الفيلم الذي استطاع أن يطلق رصاصة الامتياز على أفلام عالم “DC” -الذي يوصف بالسطحيَّة من الكثيرين- ليُخرج لنا فيلمًا حقيقيًّا مليئًا بالمعاني، ومُفجِّرًا فيك الكثير من الأحاسيس.

فمنذ نهاية المشهد الافتتاحيّ نرى “الجوكر” -وشخصيته التي اعتاد المشاهدون عليها من القسوة والإجرام- نراه مطروحًا أرضًا من ضرب مراهقين له. والكاميرا تبتعد عنه ثمّ يظهر فجأة على الشاشة اسم الفيلم “Joker” (ومعناه بالعربيَّة مُهرِّج) بطريقة مُميَّزة؛ حيث لُطعتْ على الشاشة لطعًا. كأنَّ صانع الفيلم يقول لنا: هذا “جوكر” أيْ مُجرَّد مُهرِّج، أو تافه، أو نَكِرَة لا قيمة له. ثمَّ يبدأ الفيلم يدلي بما لديه من أسرار ونِكاتٍ لنْ يفهمها أحد؛ لذلك لن يضحك عليها أحد. إنَّها ضحكات لكنْ صُنعتْ من دموع البُكاء.

فيلمنا فيلم الشخصيَّة المُوحَّدة حيث هو محورها الأول والأخير. كل شيء ينعكس عليه وكل شيء يصدر عنه. فمَنْ هو “جوكر” الذي قدَّمه لنا صُنَّاع الفيلم؟ إنه واحد من الناس، أحد العابرين. شابٌّ لا يريد من مجتمعه إلا نظرة احترام، وعيش كريم. معاملته كشخصٍ سويّ وحسب. وأنْ يدعه الآخرون يمارس ما يريده، ويظنّ إنَّه سيصيب فيه نجاحًا. يقدم لنا الفيلم “جوكره” الخاصّ في صورة الإنسان الذي لوَّثتْه المدينة. وصمَتْه بالمرض وغُربة الطبع، وعاملته كمسخ بغيض، اعتبرته حِملاً وعبئًا دون أنْ يكون. إنَّه مواطن يعيش حالة اغتراب كاملة عن مجتمعه وعن حياته. يحمل مرضًا غير اعتياديّ، غير مألوف يجعله يضحك وهو في عمق الألم والحزن. ليضعه مجتمعه في مصحَّة مُحتجزًا باتهام المرض، ثم يلقي له بالفُتات القليل الذي به يتداوى، ثمَّ يحجب عنه هذا الفُتات قائلاً: كانتْ رغبتي أن أساعدك بالفُتات لكنْ لديَّ ما هو أهمّ منك. عُذرًا!!

هذا المجتمع الذي يرفض مساعدة أبنائه ويصنفهم غُرباء على أرض الوطن هو المجتمع الذي تعتلي فيه بضع ناطحات سحاب تشرف على ملايين الجحور التي تُسمَّى بيوتًا. يسكنها بقيَّةٌ من “مُهرِّجين” يُسمَّون “مواطنين”. لا قيمة لهم إلا أن يحقدوا على الأغنياء مُحاولين إيذاءهم. إنَّها مدينة العطن والفساد التي تُتخَمُ بالفساد الماديّ؛ فها هي القُمامة تملأها عن آخرها، وها هي الجُرذان ترعى فيها شر الرعي. وتتخم بالفساد المعنويّ؛ فها هو النظام الفاسد مفضوح على الحيطان، وفي المصاعد، وفي الحمامات فساده، وها هم الأغنياء وحدهم يستأثرون بكل شيء، وها هي الدعارة تُمارس، والأفلام الإباحيَّة تُعرَض. وها هي التفاهة والاستعراضيَّة والسطحيَّة والادعاء يظهر يوميًّا في صورة برنامج المُقدِّم له “روبرت دي نيرو” ليحشو المواطنين بما يريد لهم أن يعرفوا وما يريد لهم أن يتخلَّقوا به. وأخيرًا ونتيجةً لكل السابق ها هو الصالح اللامع على الشاشات -في الحقيقة- غير صالح، وها هو الخرِب المُنتَن في شوارعها -في الحقيقة- غير مُنتَن، وغير مريض. إلا أنَّ مجتمع الفساد يحب أن يصم مُخالفيه بالجنون، والمرض العقليّ، والحقد، والجهل.

إنَّ الفيلم اعتمد على رصاصاته التي ظلَّ يُطلقها على فكرنا المُعتاد، وثوابته؛ ليُرديَها واحدةً تلو الأخرى. لكنَّه صائد ماهر شديد المهارة. وقد أحكم خطته قبل أن يبدأ الرماية والتصويب. فقدَّم “جوكر” مختلفًا عن “الجوكر” الذي نعرفه. “جوكر” ضعيف وهو في الحقيقة مستضعف. ثم تقدَّم بنا خطوة، وبحث عن هدف آخر ثم أطلق ألمع رصاصاته ومفاجأته؛ التي تمثلَّتْ في معرفة “جوكر” أنَّه ابن لـ”توماس وين” -أبي الرجل الوطواط، والملياردير الأشهر في مدينة “جوثام”-! ويا لها من مهارة في التصويب يُحسد عليها. إنَّه بهذا قد قلب الموازين جميعًا فجعل “الجوكر” أخًا لـ”الرجل الوطواط”! جعلنا نرى “رمز الشرّ” أخا لـ”رمز الخير”، “مُدمِّر المدينة” أخًا لـ”مُخلِّص المدينة الجسور”. كأنَّ صناع الفيلم تأثروا بالتراجيديا القديمة اليونانيَّة التي نكتشف فيها بعد حين أن “أوديب” هو ابن “زوجه” التي تزوجها وأنجب منها. فيا لها من أقدار عجيبة! .. “جوكرنا” النكِرة التافه يلهث وراء أبيه الحقيقيّ الرجل اللامع المتأنِّق الذي سيتفضل على المدينة بالإنقاذ ويكون عمدتها القادم. ليكتشف “جوكرنا” أنَّ المظاهر خدَّاعة، وأنّ الطيب ليس طيبًا، بعد أن أرانا هو نفسه أن “الجوكر” الشرير لم يكن شريرًا في يوم ما.

وهنا لا يكتفي صُناع الفيلم بهذا بل يفجِّرون المشهد كُليَّةً بزرع ماهر للشكّ في حقيقة نسب “جوكر”؛ هل هو ابن الرجل اللامع أمْ هو ابن السيدة من سفاح آخر أمْ هو ابن متبنًى لها ألصقته بالملياردير حين كانت تعمل خادمته؟! مزاج غريب وزحام أغرب من مشاعر وأفكار، تضارب وتراكب يقضي على فكرة اليقين. فها هو “جوكر” مواطننا لا يدري هل ينتسب حقًّا لرجل النظام وهذه الدولة أمْ أنَّ هذا -حتى هذا- سيُحرم منه ليصير “جوكر” كاملاً؛ ليس تافهًا وحسب، بل أيضًا غير مُتحقق النَّسب! .. وهنا قد وصلنا أو أوصلنا الفيلمُ إلى “خط اللاعودة” حيث لمْ يبقَ شيء، ولا حتى الأمل الزائف. فيتفجَّر الوضع تفجيرًا ويبدأ “جوكرنا” في الانتقام له، ولشرفه، ولتجاهله، وللمجتمع الزائف الفاسد الذي يعيش فيه. فيقتل أمَّه -التي لا يعرف أهي أمّه أم ليست- مُلخِّصًا فلسفة في قوله: كنت أظنّ أن حياتي مأساة لكنها تبدو لي الآن ملهاة لعينة! ثمَّ يقف أمام النافذة والشمس تسقط عليه وكأنَّها أضواء الشهرة التي كان ينتظرها.

تتصاعد رغبته الجَمُوح في الانتقام مع تصاعد تلك الحركة التي نشأت في المدينة -إثر قتله الأوَّل لثلاثة من موظفي شركة الملياردير “وين”- هي حركة “اقتلوا الأغنياء”، والمدينة صارت تعجُّ بوجوه “المُهرِّج” المستعارة رمزًا لقتل كل ما يحمل ويحمي فساد تلك المدينة العفِنَة. ونراه يحمل مسدسه الذي كان مفتاح الحلّ من وجهة نظره، ويتدرَّب على تلك المقابلة التي رُتبتْ مع “دي نيرو” في برنامجه الشهير اليوميّ. وقد قرَّر أن يكون هذا اللقاء يومه الأخير في الدنيا، والفرصة الأشد مناسبةً ليتخلَّص من كل شيء وينتحر أمام هذه المدينة وأضوائها اللامعة. وهنا اختيار مُوفَّق جدًّا من مخرج الفيلم ليظهر “الجوكر” وليس “جوكر” في أحد أشهر إطلالاته وهو مُلقًى على أريكته، ومُرسلاً رأسه للخلف والكاميرا تصوِّره تصويرًا جانبيًّا. حيث نراه بعدها يغيِّر رأيه؛ فلِمَ أقتلُ نفسي لأجل أوغاد سفَلَة؟! فلأقتلْ هؤلاء الأوغاد السفلة وأرقص على أجسادهم، فوق طرقات المدينة التي قرَّرتْ أن أكون غريبها لا ابنها! ويا لها من براعة ومهارة هذا المشهد الرمزيّ وهو مُطارد من قِبَل الشرطة التي تتورط في إطلاق الرصاص على أحد اللابسين وجه المُهرِّج فتشتبك معها الجماهير الغفيرة محاولة الانتقام لا من فرد الشرطة، بل من النظام مُمثَّلاً في فرد الشرطة. ثم نرى “جوكر” يضع وجه المهرِّج فوق صندوق القمامة؛ وكأنَّه يضع رمز الثورة والانتقام عاليًا فوق المدينة الفاسدة التي ما هي في حقيقتها إلا صندوقًا من القمامة!

جلس أمام الملايين الذين ما أتوا به إلا ليكون طرفة من طُرَفهم، ونكتة يتسلون بها بعض الوقت. وما عرفوا أن النكات في المدينة مأساة، وأن مأساة المدينة هي أبرع ما قِيلَ في فنّ الإضحاك. وها هو يعترف أمام الملايين بجريمة قتله للموظفين الثلاثة، ويكشف لهم أنَّه ما قتلهم إلا لكونهم أوغادًا، وحوشًا في هيئة الإنسان. وها هو يطلق نكتة ليس الهدف منها أن تضحك، بل هدفها أن تواجه المدينة، أن تكشف عوارها. وها هو يمسك مسدسه وينفذ حُكمه على فاسدي المدينة، على روح الضحالة والاستعراض الرخيص، على ثقافة التضليل، على بوق الشرّ مُمثلاً في “دي نيرو” ليمحقه من أول طلقة ثمّ لا يدري ما يفعله إلا أنْ يضطرب لما حقَّقه من انتقام، ونراه متأرجحًا بين إكمال إطلاق النيران وبين الحديث، بين توضيحه للمدينة وبين أن يتركها غير مُقدِّرة لدوافع ما فعل. ثمَّ يأتي على الكاميرا مُردِّدًا كلمات أغنية “فرانك سيناترا” الشهير: “هكذا هي الحياة”!

وها هو بين الجموع التي تابعته في صراعه مع فساد المدينة يقف فوق عربة الشرطة المُحطَّمة في مشهد رمزيّ. ويجد الدماء تملأ فاه فيحولها إلى دهان به يرسم الابتسامة على وجهه، ثم يتراقص أمام الجماهير الغفيرة. وفي الخلفيَّة موسيقى ملحميَّة وطبول تدقّ وكأنَّها طبول الحرب.

ويا له من مشهد ختاميّ! حيث نراه أمام مُعالجة نفسيَّة يضحك. وتسأله: لِمَ الضحك؟! فيذهب المشهد لـ”الرجل الوطواط” وهو واقف بين أبوَيْه القتيلَيْنِ، ثم يعود لـ”الجوكر” قائلاً: أضحك على نكتة لنْ تفهميها! فهل هي نكتة مفادها أنّ المجتمع -فيما بعد- سينظر لـ”الرجل الوطواط” على أنه محض خير، وسينظر لـ”الجوكر” على أنه محض شرّ؟!!

ثمَّ نرى “الجوكر” بقدَمَيْن مُلطَّختَيْنِ بالدماء يتراقص بخفة على ممر من لونَيْ الأبيض والأسود؛ قد يذكرنا بلعبة الملوك “الشطرنج” كما يطلقون عليها. فها هو الراقص على رقعة الملوك والأنظمة، اللاهِي على نظافة المدينة وبكارتها -التي يرمز لها الممر- المُدَّعاة الزائفة. يقول: هكذا هي الحياة .. فرغم غرابة هذا إلا أن الكثيرين يسعدون بتحطيم الآخرين .. لكن لنْ أسمح لذلك بتحطيمي .. كلَّما وجدتُ نفسي مطروحًا أرضًا سأقوم وأقاوم .. فهكذا هي الحياة”..

 

سينفيليا المغربية في

23.12.2019

 
 
 
 
 

أفضل 10 أفلام في 2019.. "الجوكر والأيرلندي وأفنجرز" الأبرز

حليمة الشرباصي

حَفل عام 2019 بمجموعة مميزة من الأفلام التي حرص صُنَّاعها على تقديمها للجمهور في أفضل صورة ممكنة

ويشنأ جدل سنوي في نهاية كل عام بين الخبراء السينمائيين حول جودة الأفلام وأداء الممثلين في اختياراتهم لقائمة الأفضل.

ورصدت مجلة "تايم" الأمريكية في تقرير لها أفضل أفلام هذا العام من وجهة نظرها.

1- Pain & Glory (ألم ومجد)

فيلم درامي إسباني من تأليف وإخراج بيدرو ألمودوبار، وبطولة بينيلوب كروز وأنتونيو بانديراس.

ويجسِّد بانديراس في هذا الفيلم شخصية ألمودوبار ذاته، إذ يتناول العمل خيارات مؤلفه ومخرجه التي تسببت في معاناته من آلام جسدية حادة قضت على رغبته في الحياة.

الفيلم مرشح لجائزتي "جولدن جلوب" لعام 2020، كما تلقى ترشيحا للفوز بالسعفة الذهبية في مهرجان كان الماضي.

2- The Irishman (الأيرلندي)

فيلم جريمة درامي من بطولة روبرت دي نيرو وآل باتشينو وإخراج مارتن سكورسيزي، وهو مستمد من أحداث حقيقية تمَّ تسجيلها في كتاب "سمعت أنك تطلي المنازل" للكاتب تشارلز برانت.

وتدور أحداث الفيلم حول حياة مسؤول نقابة العمال الرفيع "فرانك شيران"، الذي يمتلك وجها آخر سريا لا يعرفه كثيرون، يتركّز على عمله كرجل عصابات.

ويتطرق الفيلم لاختفاء رئيس النقابة العمالية الأمريكية "جيمي هوفا"، وعلاقة "شيران" بالأمر، في شريط يمتد لـ3 ساعات ونصف الساعة، لكنه حظي بردود فعل إيجابية سواء من النقاد أو الجمهور.

3- Once Upon a Time in Hollywood (حدث ذات مرة في هوليوود)

دراما مبنية على أحداث حقيقية من إخراج الأمريكي كوينتن تارانتينو، وبطولة ليوناردو دي كابريو وبراد بيت.

أحداث الفيلم تدور في نهاية حقبة الستينيات من القرن الماضي، حول العلاقة المعقدة التي تجمع بين ممثل مغمور ومؤدي الحركات الخطرة الخاص به، على خلفية حادثة قتل الممثلة الأمريكية شارون تيت على يد عصابة تشارلز مانسون المرعبة.

4- Marriage Story (قصة زواج)

فيلم درامي من بطولة سكارليت جوهانسون وآدم درايفر، وإخراج نواه باومباخ، ويدور حول حياة زوجين على وشك الانفصال، متوغلاً في أدق تفاصيل حياتهما والأخطاء المتراكمة التي قادتهما إلى نقطة الانهيار.

وتلقى هذا الفيلم ترشيحا للفوز بـ6 جوائز "جولدن جلوب"، منها فئتا أفضل ممثل وأفضل ممثلة.

5- Little Women (نساء صغيرات)

فيلم درامي نسائي من بطولة إيما واتسون وسيرشا رونان وميريل ستريب ومن إخراج جريتا جيروج، وهو مقتبس من رواية لويزا ماي ألكوت، والتي تحمل الاسم نفسه، وجُسِّدت سينمائيا أكثر من مرة، وشارك في بطولة إحداها وينونا رايدر وكريستيان بيل.

يتناول الفيلم قصة 4 شقيقات يعشن في الولايات المتحدة في أعقاب الحرب الأهلية، يتوقن لتجربة العيش في مجتمع جديد ومختلف عما اعتدَن عليه.

6- Parasite (طُفيلي)

فاز فيلم الدراما الكورية بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي الأخير، ويدور حول عائلة كورية متوسطة الحال ترتقي طبقيا بالاحتيال والخداع، وتكشف جوانب من التعاطف الإنساني يندر أن يأسرها فيلم بهذه الدقة.

7- Knives Out (نايفز أوت)

فيلم كوميديا سوداء، من إخراج ريان جونسون، وبطولة كريس إيفانز وآنا دي أرماس ودانيال كريج، ويدور حول عائلة غريبة الأطوار تعيّن محققا للكشف عن سر مقتل زعيم العائلة.

8- Joker "جوكر"

فيلم جريمة درامي، من بطولة خواكين فينيكيس، وإخراج تود فيليبس، ويتناول نشأة القاتل الفوضوي "أرثر فلين" الشهير بالجوكر، وصراعه مع مرضه النفسي واستسلامه أخيرا للشر الكامن بداخله.

9- A Beautiful Day in the Neighborhood (يوم جميل في الجوار)

فيلم سيرة ذاتية درامي، من بطولة توم هانكس، وإخراج مارييل هيلر، ويدور حول حياة المذيع المحبوب "فريد روجرز"، وقصة الصداقة غير المتوقعة بينه وبين الصحفي ماثيو ريس، إذ الأول مليء بالحيوية والحب والثاني يستشيط غضبا من أبسط الأشياء.

10- Avengers: Endgame (أفنجرز: نهاية اللعبة)

فيلم فانتازيا وخيال علمي، من بطولة روبرت داوني جونيور وسكارليت جوهانسون، وإخراج أنتوني روسو، ويتناول التجمع الأخير للأبطال الخارقين المعروفين بفريق "أفنجرز" لإنهاء مهمتهم والتخلص من "ثانوس"، وإعادة نصف الكائنات الحية على الأرض للحياة من جديد.

وأثار الفيلم ضجة منذ طرحه وحتى الآن، إذ تمكن من احتلال صدارة قائمة أعلى الأفلام إيرادات في تاريخ السينما.

 

بوابة العين الإماراتية في

23.12.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004