·
عودتى للسينما «مش بإيدى».. وحملت رسالة الدفاع عن حقوق
المرأة فى معظم أفلامى
·
أشعر بالحزن عندما تأتى الضربات لمصر من أبنائها
·
مصر مستهدفة والحل فى عودة الأعمال الوطنية.. وحبى لها
دفعنى لتقديم أفلام سياسية
·
دخلت العالمية من بوابة يوسف شاهين.. وضريبة الشهرة حرمتنى
من الأمومة
·
قدمت أفلاماً دون المستوى وإحسان عبدالقدوس كان «المنقذ»
·
أرفض تقديم حياتى فى مسلسل تليفزيونى.. أفلامى ثروتى
الحقيقية
«كل
واحد فينا بيرقص بطريقته.. أنا برقص بوسطى وأنت بترقص بلسانك».. هذه
العبارة الصادمة التى قالتها الفنانة الكبيرة نبيلة عبيد فى فيلم «الراقصة
والسياسي» والتى حملت معها جدلا كبيرا لما تحمله من معنى ودلالات فلسفية
لواقع مؤلم يُظهر ما لا يبطن. لن تبالى بالمصير المجهول الذى كان فى
انتظارها خاصة بعد غضب رجال السياسة من الفيلم، فقد عُرفت بالجرأة والصراحة
فى تناول التناقضات فى حياة المجتمع المصرى وإن كان سيكلفها ذلك حياتها.
ولأنها مؤمنه بقيمة وأهمية الفن، رفضت أن تفصل فنها عن
أحداث الشارع وقضاياه، فقدمت مجموعة من الأفلام المأخوذة من قصص حقيقية على
أرض الواقع، ويأتى فى مقدمة تلك الأفلام «المرأة والساطور» الذى أثبتت فيه
براءة سعاد قاسم، وكسبت تعاطف الجمهور مع سيدة مزقت جسد زوجها لأشلاء، ومن
هنا بدأت رحلتها مع «سينما المرأة» ومن هنا كانت بداية انطلاقة لمشوار
تمثيلى متشبع بالجرأة، تبعته أدوارها فى «كشف المستور» وغيرها من الأفلام
الهامة.
فى سينما نبيلة عبيد «المرأة غير مذنبة» وإن كانت قاتلة،
فلكل فعل رد فعل، حيثُ تعمقت فى سيكولوجية المرأة المصرية الأم والزوجة
والحبيبة.
ترى أن الأدب بمثابة كنز كبير للسينما، لهذا السبب ارتبط
اسمها بالكاتب الأهم إحسان عبد القدوس، حيثُ اختارت عددا من روائعه الأدبية
وصنعت منها أفلاما ذاع صيتها وبقيت خالدة فى ذاكرة الجمهور.
بالتأكيد لكل نجاح ضريبة يدفعها الناجحون، وكانت الضريبة
التى تحملتها «نبيلة» مقابل «نجمة مصر الأولى»، دفعتها من ثمن صحتها
ووقتها، وأمومتها. حيثُ حرمت نفسها من الإنجاب للحفاظ على مظهرها الخارجى.
أثناء محاورتها لمست عشقها وإخلاصها لبلدها، فهى لازالت
مهمومة بقضايا مجتمعها، وتمتلك قدرة هائلة فى النقد والتحليل والربط بين
الأحداث، فقد دفعنى فضولى لمعرفة رأيها فى المشهد السياسى الحالى، وكيف ترى
مصر الآن.. وإلى نص الحوار.
<
من واقع أفلامك التى طرحت قضايا مجتمعية وحملت إسقاطات
سياسية.. توقعت أنك تحبين السياسة.. هل هذا صحيح؟
<<
أحب مصر وليس السياسة، وحبها الذى امتلكنى دفعنى لتقديم أفلام سياسية تدافع
عن مصر، وترفع الظلم عنها، مصر أصيلة وجميلة لا يفى حقها ألف فيلم.
<
وكيف ترين حال مصر الآن؟
<<
صبية تأبى الاستسلام والفشل، فرغم محاولات الخونة والإرهابيين لإسقاطها
لكنها تظل صامدة وتواصل نجاحاتها فى كافة المجالات بفضل شعبها ورئيسها بعد
الله سبحانه وتعالى.
<
هل ترين أن مصر مستهدفة؟
<<
بالتأكيد، مصر مستهدفة هناك من يريد إسقاطها وتدمير شعبها. مصر بتمر بمحنة
شديدة، وأشعر بالخزى والحزن عندما تأتى الضربة من أبنائها الذين شربوا
وأكلوا من خيراتها وترعرعوا على أرضها.
<
وما دور الفن باعتباره قوة ناعمة لتخطى المحنة؟
<<
إنتاج أفلام وأغان وطنية تلهب حماس الشباب، وتؤجج بداخلهم مشاعر الحب
والانتماء، مثلما كان يفعل عبد الحليم حافظ وأم كلثوم فى أغانيهم الوطنية
التى كانت تعلى من الروح الوطنية.
<
هل ترين أن فيلم «الممر» نجح فى تحقيق ذلك؟
<<
الممر فيلم جيد الصنع، استمتعت بمشاهدته وبأداء صناعه، اعتقد أنه عُرض فى
وقت نحن فى أمس الحاجة فيه لهذه النوعية من الأفلام، وسعيدة بعرضه على
الشاشة الصغيرة فى يوم 6 أكتوبر، للوصول لشريحة كبيرة من الجمهور
وهم
الأسر الذين لا يرتادون الصالات السينمائية. وأتمنى أن يكون هناك اهتمام
بهذه النوعية من الأفلام فى الفترة المقبلة.
<
هل يمكن أن نرى نبيلة عبيد فى عمل سياسى قريبا؟
<<
ليس بمقدورى أن أحدد ذلك الآن، فالأمر ليس بيدى، أنا لم ابتعد عن السينما
يوما، لكن انتظر نصا جيدا أعود من خلاله للجمهور بشكل قوى.
<
بم تفسرين غياب الأفلام الوطنية، هل العيب فى الكتاب أم فى
ذائقة الجمهور؟
<<
لا أحمل الجمهور المسئولية، نحن نمتلك جمهورا واعيا قادرا على فرز الأفلام
الجيدة من الرديئة، وخير دليل على صدق قولى نجاح فيلم الممر، وهذا يؤكد أن
الجمهور متعطش لهذه النوعية من الأفلام، سبب تراجع الأفلام الوطنية
والدينية وكذلك الاجتماعية عدم وجود كُتاب حقيقيين مهمومين بقضايا مجتمعهم،
بالإضافة إلى أن هناك حالة من الاستسهال من جانب المنتجين الذين يفضلون
إنتاج أفلام تجارية عن أفلام هادفة بغية الربح المالى، فهؤلاء يتعاملون مع
الفن باعتباره استثمارا يربحون من ورائه أموالا طائلة.
<
أفهم من ذلك أنكِ لست راضية عن حال السينما؟
<<
السينما الآن فى مرحلة تعافٍ، لكن لا انكر أن هناك تقصيرا كبيرا من جانب
المنتجين والمؤلفين، فأين الأفلام التى كانت تناقش قضايا المرأة والوطن،
مصلحة السجون مليئة بملفات واقعية كل ملف منها يُصلح ليكون عملا سينمائيا
أو دراميا متميزا.
<
على ذكر ملفات مصلحة السجون.. ما الذى حمسك لقبول فيلم
«المرأة والساطور»؟
<<
فى هذه الفترة التى عرض فيها الفيلم، كانت حوادث قتل الزوج والزوجة منتشرة
بكثافة، لذا كان علينا كفنانين نقل الصورة كاملة للمشاهد، وما الذى يدفع
الزوجة لقتل زوجها والعكس؟، إلى جانب الحكمة التى وضعها المخرج سعيد مرزوق
كنهاية للفيلم وهى «ليس كل قاتل مذنبا وليس كل قتيل بريئا».
<
ألم تخشي من ردود أفعال الجمهور آنذاك، خاصة أن الشخصية
تحمل شرا كبيرا بداخلها ويتضح هذا فى مشهد القتل؟
<<
الفنان يفترض أن يقدم مختلف الأدوار والشخصيات، إلى جانب أننى تعاطفت مع
سعاد قاسم، لن أراها مذنبة بل مجنى عليها، هناك دوافع للقتل، العنف لا يولد
بمفرده، سعاد كانت ضحية للنصب والابتذال.
<
المرأة فى سينما نبيلة عبيد غير مذنبة.. لماذا؟
<<
أنا نصيرة المرأة، محامية لهن تدافع عن حقوقهن وآمالهن وطموحهن فى الحياة.
ونجحت بأفلامى فى تغيير نظرة المجتمع لهن.
<
من ساهم فى صناعة مجدك فى السينما؟
<<
الكاتب إحساب عبد القدوس هو من صنع نجوميتى، كنت اثق فيه لدرجة كبيرة وفى
اختياراته، وأعتبر أننى قدمت معه أبرز أعمالى السينمائية، منها «الراقصة
والسياسي»، «الراقصة والطبال»، «انتحار صاحب الشقة»، «أيام فى الحلال»،
«أرجوك أعطنى هذا الدواء»، «العذراء والشعر الأبيض»، «وسقطت فى بحر العسل»،
«ولا يزال التحقيق مستمرا».
<
من بين عدد كبير من أفلامك.. لماذا اخترتِ فيلم «الراقصة
والسياسي» لعرضه فى فعاليات تكريمك من مهرجان الإسكندرية السينمائي؟
<<
أعتز بهذا الفيلم، وأعتبره علامة مضيئة فى تاريخى السينمائى لما يحمله من
رسائل مباشرة وصريحة، وبه إسقاطات سياسية، إلى جانب إجماع الجمهور على حبهم
الشديد لهذا الفيلم، حيث أتلقى تعليقات بإعجاب الشباب به وتحويل بعض من
نصوصه أو مقولاته إلى كوميكس على السوشيال ميديا.
<
فيلم «الراقصة والسياسي» يحمل إسقاطات سياسية عديدة، ألم
تخشى من ردود فعل رجال السياسة؟
<<
الفيلم لم يقصد شخصا بعينه، فهو فيلم واقعى يتناول التناقضات فى المجتمع
المصرى.
<
لديك أكثر من «عبارة» فى أفلامك تخطيتِ فيها الخطوط الحمراء
مثل «زى ما فى رجالة بتقدم أرواحها فدا الوطن فى ستات كمان لازم تقدم
أجسادها فدا الوطن»، و«المعارك والبطولات بتاعتنا كانت فوق السراير
والملايات الناعمة»، و«كل واحد فينا بيرقص بطريقته.. أنا بهز وسطى وأنت
بتلعب لسانك» وغيرها من العبارات التى فتحت بابا من الجدل لم يغلق بعد، كيف
كانت تخرج تلك العبارات؟ ومن صنعها؟
<<
هذه العبارات كانت تخرج من نسيج الشخصية والحبكة التى يدور حولها الفيلم،
ومكتوبة فى السيناريو ومن مفردات الشخصية. وأكثر ما أعجبنى فى تلك العبارات
أنها صادقة تعكس حقيقة الواقع والأشخاص.
<
برأيك.. لماذا لا توجد حاليا نجمة تتربع على عرش السينما
مثلك ومثل نادية الجندى والنجمات الكبار؟
<<
برغم أن المناخ حاليا أفضل لديهم، لكن لا توجد إمكانيات ولا قدرات للجيل
الحالى، ويستعجلون على الشهرة.
<
كيف استقبلت مكالمة رئيس مهرجان الإسكندرية السينمائى أثناء
إبلاغك بإطلاق اسمك على الدورة الأخيرة؟
<<
كنت فرحانة وسعيدة للغاية، جميل أن يتم تكريم الفنان وهو على قيد الحياة
ولا أستطيع أن أعبر عن الحالة التى كنت عليها حينما تلقيت مكالمة الناقد
الأمير أباظة رئيس المهرجان، فلقد شعرت أن دقات قلبى تتزايد، وتأكدت من سوء
ظنى حينما اعتقدت أن الناس نسيتنى، وتأكدت أنه لا يزال هناك استمرارية لى
فى النجاح والتكريمات.
<
مؤكد أن هناك لكل نجاح ضريبة.. فما ضريبة نجاحك؟
<<
ضريبة نجاحى دفعتها من صحتى ووقتى، وأمومتى وهو أروع إحساس يمكن ان تشعر به
أى سيدة، حرمت نفسى من الإنجاب للحفاظ على مظهر جسدى وكى أبدو جميلة فى كل
وقت.
<
ولماذا لم تفكري فى تبنى طفل؟
<<
ظروفى تمنعنى من التبنى، الذى تحكمه شروط ومتطلبات معينة.
<
فى مرحلة ما قبل التعاون المثمر مع الكاتب الكبير إحسان عبد
القدوس.. هل كانت نبيلة عبيد راضية عمّا تقدمه؟
<<
بالفعل لم أكن راضية عن الكثير من الأدوار التى قدمتها خارج مصر فى سوريا
ولبنان دون المستوى، فلم أشعر فيها بنفسى، وكنت أشعر أن موهبتى أكبر من
ذلك، ويرجع هذا لقلة خبرتى حينها، ورغبتى فى السفر والشهرة، لكننى تراجعت
عندما بدأت اشعر اننى افقد احترام الجمهور وثقته في، حتى عرفنى رمسيس نجيب
بالكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس، الذى قدمنا سويا مجموعة من الروايات التى
صنعت نجوميتى، ثم تعاونت مع المؤلف وحيد حامد وقدمت معه مجموعة من الأفلام
التى أعادت اسمى للمقدمة مرة اخرى.
<
تغزلت صحيفة ليبراسيون الفرنسية فى أدائك فى فيلم الآخر،
حيثُ افردت لك مقالا تتحدث فيه عن أفلامك التى تمثل علامة مضيئة فى السينما
المصرية؟ فما الوسيلة التى تعتمدين اليها فى نقل رسالتك للجمهور؟
<<
الصدق، أنا أحب ما افعله وأؤمن به، لذا نجحت فى اقناع الجمهور بوجهة نظرى
ورسالتى فى الفيلم، طوال فترة عملى بالفن لن اقبل على اى عمل فنى إلا وكنت
مقتنعة به بصرف النظر عن عدد من الأفلام التى قدمتها فى سوريا ولبنان بغية
السفر والشهرة، يجب أن يحب الإنسان ما يفعله حتى يخلص له ويكون صادقا فيما
يقوله.
<
العالمية بعدسة نبيلة عبيد؟
<<
العديد من الفنانين الآن يعتقدون أن العالمية هى المشاركة فى فيلم اجنبى،
أو التمثيل بجانب فنان امريكى، انا واحدة من الفنانات اللواتى اخترقن
العالمية دون الحاجة إلى السفر بالخارج، فقد اقتحمت العالمية من باب المخرج
العبقرى يوسف شاهين، بعد مشاركة فيلمى «الآخر» ضمن فعاليات مهرجان كان
السينمائى.
<
هل ترغبين فى تقديم حياتك الفنية فى مسلسل تليفزيوني؟
<<
لا، وسوف أكتب هذا فى وصيتى، لن أرغب أن يتم تناول شخصيتى وحياتى الفنية فى
مسلسل تليفزيونى، فجميع أعمال السيرة الذاتية لم تعجبنى وأعتبرها أنها أخذت
من الفنان ولم تعطه.
<
اختلفت أجور الفنانين وفقا لمعايير الزمن من الوقت الحالى،
فالملايين التى نسمع عنها الآن كانت آلافا بالنسبة لفناني الزمن الجميل،
بدليل أن كبار الفنانين أمضوا آخر أيامهم وهم يعانون الفقر.. «مش خايفة من
بكرة»؟
<<
لم أعمل حسابا للغد، بدليل أننى توقفت عن الإنتاج لأنه ليس بمقدورى دفع
أجور الفنانين التى تقدر بالملايين الآن، وأعتبر أفلامى هى ثروتى الحقيقية. |