كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 

نبيلة عبيد:

مصر الآن صبية ترفض الاستسلام

إشراف : أمجد مصطفي

حوار- بوسى عبدالجواد:

الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط

الدورة الخامسة والثلاثون

   
 
 
 
 
 
 

·        عودتى للسينما «مش بإيدى».. وحملت رسالة الدفاع عن حقوق المرأة فى معظم أفلامى

·        أشعر بالحزن عندما تأتى الضربات لمصر من أبنائها

·        مصر مستهدفة والحل فى عودة الأعمال الوطنية.. وحبى لها دفعنى لتقديم أفلام سياسية

·        دخلت العالمية من بوابة يوسف شاهين.. وضريبة الشهرة حرمتنى من الأمومة

·        قدمت أفلاماً دون المستوى وإحسان عبدالقدوس كان «المنقذ»

·        أرفض تقديم حياتى فى مسلسل تليفزيونى.. أفلامى ثروتى الحقيقية

«كل واحد فينا بيرقص بطريقته.. أنا برقص بوسطى وأنت بترقص بلسانك».. هذه العبارة الصادمة التى قالتها الفنانة الكبيرة نبيلة عبيد فى فيلم «الراقصة والسياسي» والتى حملت معها جدلا كبيرا لما تحمله من معنى ودلالات فلسفية لواقع مؤلم يُظهر ما لا يبطن. لن تبالى بالمصير المجهول الذى كان فى انتظارها خاصة بعد غضب رجال السياسة من الفيلم، فقد عُرفت بالجرأة والصراحة فى تناول التناقضات فى حياة المجتمع المصرى وإن كان سيكلفها ذلك حياتها.

ولأنها مؤمنه بقيمة وأهمية الفن، رفضت أن تفصل فنها عن أحداث الشارع وقضاياه، فقدمت مجموعة من الأفلام المأخوذة من قصص حقيقية على أرض الواقع، ويأتى فى مقدمة تلك الأفلام «المرأة والساطور» الذى أثبتت فيه براءة سعاد قاسم، وكسبت تعاطف الجمهور مع سيدة مزقت جسد زوجها لأشلاء، ومن هنا بدأت رحلتها مع «سينما المرأة» ومن هنا كانت بداية انطلاقة لمشوار تمثيلى متشبع بالجرأة، تبعته أدوارها فى «كشف المستور» وغيرها من الأفلام الهامة.

فى سينما نبيلة عبيد «المرأة غير مذنبة» وإن كانت قاتلة، فلكل فعل رد فعل، حيثُ تعمقت فى سيكولوجية المرأة المصرية الأم والزوجة والحبيبة.

ترى أن الأدب بمثابة كنز كبير للسينما، لهذا السبب ارتبط اسمها بالكاتب الأهم إحسان عبد القدوس، حيثُ اختارت عددا من روائعه الأدبية وصنعت منها أفلاما ذاع صيتها وبقيت خالدة فى ذاكرة الجمهور.

بالتأكيد لكل نجاح ضريبة يدفعها الناجحون، وكانت الضريبة التى تحملتها «نبيلة» مقابل «نجمة مصر الأولى»، دفعتها من ثمن صحتها ووقتها، وأمومتها. حيثُ حرمت نفسها من الإنجاب للحفاظ على مظهرها الخارجى.

أثناء محاورتها لمست عشقها وإخلاصها لبلدها، فهى لازالت مهمومة بقضايا مجتمعها، وتمتلك قدرة هائلة فى النقد والتحليل والربط بين الأحداث، فقد دفعنى فضولى لمعرفة رأيها فى المشهد السياسى الحالى، وكيف ترى مصر الآن.. وإلى نص الحوار.

< من واقع أفلامك التى طرحت قضايا مجتمعية وحملت إسقاطات سياسية.. توقعت أنك تحبين السياسة.. هل هذا صحيح؟

<< أحب مصر وليس السياسة، وحبها الذى امتلكنى دفعنى لتقديم أفلام سياسية تدافع عن مصر، وترفع الظلم عنها، مصر أصيلة وجميلة لا يفى حقها ألف فيلم.

< وكيف ترين حال مصر الآن؟

<< صبية تأبى الاستسلام والفشل، فرغم محاولات الخونة والإرهابيين لإسقاطها لكنها تظل صامدة وتواصل نجاحاتها فى كافة المجالات بفضل شعبها ورئيسها بعد الله سبحانه وتعالى.

< هل ترين أن مصر مستهدفة؟

<< بالتأكيد، مصر مستهدفة هناك من يريد إسقاطها وتدمير شعبها. مصر بتمر بمحنة شديدة، وأشعر بالخزى والحزن عندما تأتى الضربة من أبنائها الذين شربوا وأكلوا من خيراتها وترعرعوا على أرضها.

< وما دور الفن باعتباره قوة ناعمة لتخطى المحنة؟

<< إنتاج أفلام وأغان وطنية تلهب حماس الشباب، وتؤجج بداخلهم مشاعر الحب والانتماء، مثلما كان يفعل عبد الحليم حافظ وأم كلثوم فى أغانيهم الوطنية التى كانت تعلى من الروح الوطنية.

هل ترين أن فيلم «الممر» نجح فى تحقيق ذلك؟

<< الممر فيلم جيد الصنع، استمتعت بمشاهدته وبأداء صناعه، اعتقد أنه عُرض فى وقت نحن فى أمس الحاجة فيه لهذه النوعية من الأفلام، وسعيدة بعرضه على الشاشة الصغيرة فى يوم 6 أكتوبر، للوصول لشريحة كبيرة من الجمهور وهم الأسر الذين لا يرتادون الصالات السينمائية. وأتمنى أن يكون هناك اهتمام بهذه النوعية من الأفلام فى الفترة المقبلة.

< هل يمكن أن نرى نبيلة عبيد فى عمل سياسى قريبا؟

<< ليس بمقدورى أن أحدد ذلك الآن، فالأمر ليس بيدى، أنا لم ابتعد عن السينما يوما، لكن انتظر نصا جيدا أعود من خلاله للجمهور بشكل قوى.

< بم تفسرين غياب الأفلام الوطنية، هل العيب فى الكتاب أم فى ذائقة الجمهور؟

<< لا أحمل الجمهور المسئولية، نحن نمتلك جمهورا واعيا قادرا على فرز الأفلام الجيدة من الرديئة، وخير دليل على صدق قولى نجاح فيلم الممر، وهذا يؤكد أن الجمهور متعطش لهذه النوعية من الأفلام، سبب تراجع الأفلام الوطنية والدينية وكذلك الاجتماعية عدم وجود كُتاب حقيقيين مهمومين بقضايا مجتمعهم، بالإضافة إلى أن هناك حالة من الاستسهال من جانب المنتجين الذين يفضلون إنتاج أفلام تجارية عن أفلام هادفة بغية الربح المالى، فهؤلاء يتعاملون مع الفن باعتباره استثمارا يربحون من ورائه أموالا طائلة.

< أفهم من ذلك أنكِ لست راضية عن حال السينما؟

<< السينما الآن فى مرحلة تعافٍ، لكن لا انكر أن هناك تقصيرا كبيرا من جانب المنتجين والمؤلفين، فأين الأفلام التى كانت تناقش قضايا المرأة والوطن، مصلحة السجون مليئة بملفات واقعية كل ملف منها يُصلح ليكون عملا سينمائيا أو دراميا متميزا.

< على ذكر ملفات مصلحة السجون.. ما الذى حمسك لقبول فيلم «المرأة والساطور»؟

<< فى هذه الفترة التى عرض فيها الفيلم، كانت حوادث قتل الزوج والزوجة منتشرة بكثافة، لذا كان علينا كفنانين نقل الصورة كاملة للمشاهد، وما الذى يدفع الزوجة لقتل زوجها والعكس؟، إلى جانب الحكمة التى وضعها المخرج سعيد مرزوق كنهاية للفيلم وهى «ليس كل قاتل مذنبا وليس كل قتيل بريئا».

< ألم تخشي من ردود أفعال الجمهور آنذاك، خاصة أن الشخصية تحمل شرا كبيرا بداخلها ويتضح هذا فى مشهد القتل؟

<< الفنان يفترض أن يقدم مختلف الأدوار والشخصيات، إلى جانب أننى تعاطفت مع سعاد قاسم، لن أراها مذنبة بل مجنى عليها، هناك دوافع للقتل، العنف لا يولد بمفرده، سعاد كانت ضحية للنصب والابتذال.

< المرأة فى سينما نبيلة عبيد غير مذنبة.. لماذا؟

<< أنا نصيرة المرأة، محامية لهن تدافع عن حقوقهن وآمالهن وطموحهن فى الحياة. ونجحت بأفلامى فى تغيير نظرة المجتمع لهن.

< من ساهم فى صناعة مجدك فى السينما؟

<< الكاتب إحساب عبد القدوس هو من صنع نجوميتى، كنت اثق فيه لدرجة كبيرة وفى اختياراته، وأعتبر أننى قدمت معه أبرز أعمالى السينمائية، منها «الراقصة والسياسي»، «الراقصة والطبال»، «انتحار صاحب الشقة»، «أيام فى الحلال»، «أرجوك أعطنى هذا الدواء»، «العذراء والشعر الأبيض»، «وسقطت فى بحر العسل»، «ولا يزال التحقيق مستمرا».

< من بين عدد كبير من أفلامك.. لماذا اخترتِ فيلم «الراقصة والسياسي» لعرضه فى فعاليات تكريمك من مهرجان الإسكندرية السينمائي؟

<< أعتز بهذا الفيلم، وأعتبره علامة مضيئة فى تاريخى السينمائى لما يحمله من رسائل مباشرة وصريحة، وبه إسقاطات سياسية، إلى جانب إجماع الجمهور على حبهم الشديد لهذا الفيلم، حيث أتلقى تعليقات بإعجاب الشباب به وتحويل بعض من نصوصه أو مقولاته إلى كوميكس على السوشيال ميديا.

< فيلم «الراقصة والسياسي» يحمل إسقاطات سياسية عديدة، ألم تخشى من ردود فعل رجال السياسة؟

<< الفيلم لم يقصد شخصا بعينه، فهو فيلم واقعى يتناول التناقضات فى المجتمع المصرى.

< لديك أكثر من «عبارة» فى أفلامك تخطيتِ فيها الخطوط الحمراء مثل «زى ما فى رجالة بتقدم أرواحها فدا الوطن فى ستات كمان لازم تقدم أجسادها فدا الوطن»، و«المعارك والبطولات بتاعتنا كانت فوق السراير والملايات الناعمة»، و«كل واحد فينا بيرقص بطريقته.. أنا بهز وسطى وأنت بتلعب لسانك» وغيرها من العبارات التى فتحت بابا من الجدل لم يغلق بعد، كيف كانت تخرج تلك العبارات؟ ومن صنعها؟

<< هذه العبارات كانت تخرج من نسيج الشخصية والحبكة التى يدور حولها الفيلم، ومكتوبة فى السيناريو ومن مفردات الشخصية. وأكثر ما أعجبنى فى تلك العبارات أنها صادقة تعكس حقيقة الواقع والأشخاص.

< برأيك.. لماذا لا توجد حاليا نجمة تتربع على عرش السينما مثلك ومثل نادية الجندى والنجمات الكبار؟

<< برغم أن المناخ حاليا أفضل لديهم، لكن لا توجد إمكانيات ولا قدرات للجيل الحالى، ويستعجلون على الشهرة.

< كيف استقبلت مكالمة رئيس مهرجان الإسكندرية السينمائى أثناء إبلاغك بإطلاق اسمك على الدورة الأخيرة؟

<< كنت فرحانة وسعيدة للغاية، جميل أن يتم تكريم الفنان وهو على قيد الحياة ولا أستطيع أن أعبر عن الحالة التى كنت عليها حينما تلقيت مكالمة الناقد الأمير أباظة رئيس المهرجان، فلقد شعرت أن دقات قلبى تتزايد، وتأكدت من سوء ظنى حينما اعتقدت أن الناس نسيتنى، وتأكدت أنه لا يزال هناك استمرارية لى فى النجاح والتكريمات.

< مؤكد أن هناك لكل نجاح ضريبة.. فما ضريبة نجاحك؟

<< ضريبة نجاحى دفعتها من صحتى ووقتى، وأمومتى وهو أروع إحساس يمكن ان تشعر به أى سيدة، حرمت نفسى من الإنجاب للحفاظ على مظهر جسدى وكى أبدو جميلة فى كل وقت.

< ولماذا لم تفكري فى تبنى طفل؟

<< ظروفى تمنعنى من التبنى، الذى تحكمه شروط ومتطلبات معينة.

< فى مرحلة ما قبل التعاون المثمر مع الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس.. هل كانت نبيلة عبيد راضية عمّا تقدمه؟

<< بالفعل لم أكن راضية عن الكثير من الأدوار التى قدمتها خارج مصر فى سوريا ولبنان دون المستوى، فلم أشعر فيها بنفسى، وكنت أشعر أن موهبتى أكبر من ذلك، ويرجع هذا لقلة خبرتى حينها، ورغبتى فى السفر والشهرة، لكننى تراجعت عندما بدأت اشعر اننى افقد احترام الجمهور وثقته في، حتى عرفنى رمسيس نجيب بالكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس، الذى قدمنا سويا مجموعة من الروايات التى صنعت نجوميتى، ثم تعاونت مع المؤلف وحيد حامد وقدمت معه مجموعة من الأفلام التى أعادت اسمى للمقدمة مرة اخرى.

< تغزلت صحيفة ليبراسيون الفرنسية فى أدائك فى فيلم الآخر، حيثُ افردت لك مقالا تتحدث فيه عن أفلامك التى تمثل علامة مضيئة فى السينما المصرية؟ فما الوسيلة التى تعتمدين اليها فى نقل رسالتك للجمهور؟

<< الصدق، أنا أحب ما افعله وأؤمن به، لذا نجحت فى اقناع الجمهور بوجهة نظرى ورسالتى فى الفيلم، طوال فترة عملى بالفن لن اقبل على اى عمل فنى إلا وكنت مقتنعة به بصرف النظر عن عدد من الأفلام التى قدمتها فى سوريا ولبنان بغية السفر والشهرة، يجب أن يحب الإنسان ما يفعله حتى يخلص له ويكون صادقا فيما يقوله.

< العالمية بعدسة نبيلة عبيد؟

<< العديد من الفنانين الآن يعتقدون أن العالمية هى المشاركة فى فيلم اجنبى، أو التمثيل بجانب فنان امريكى، انا واحدة من الفنانات اللواتى اخترقن العالمية دون الحاجة إلى السفر بالخارج، فقد اقتحمت العالمية من باب المخرج العبقرى يوسف شاهين، بعد مشاركة فيلمى «الآخر» ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائى

< هل ترغبين فى تقديم حياتك الفنية فى مسلسل تليفزيوني؟

<< لا، وسوف أكتب هذا فى وصيتى، لن أرغب أن يتم تناول شخصيتى وحياتى الفنية فى مسلسل تليفزيونى، فجميع أعمال السيرة الذاتية لم تعجبنى وأعتبرها أنها أخذت من الفنان ولم تعطه.

< اختلفت أجور الفنانين وفقا لمعايير الزمن من الوقت الحالى، فالملايين التى نسمع عنها الآن كانت آلافا بالنسبة لفناني الزمن الجميل، بدليل أن كبار الفنانين أمضوا آخر أيامهم وهم يعانون الفقر.. «مش خايفة من بكرة»؟

<< لم أعمل حسابا للغد، بدليل أننى توقفت عن الإنتاج لأنه ليس بمقدورى دفع أجور الفنانين التى تقدر بالملايين الآن، وأعتبر أفلامى هى ثروتى الحقيقية.

 

الوفد المصرية في

16.10.2019

 
 
 
 
 

حوار| نبيلة عبيد: غيابي متعمد وعودتي للسينما قريبة

إسراء مختار

بين السياسي والطبال تراقصت على أوتار القلوب، فلمست مشاعر محبيها بموهبتها وجمالها ودلالها وبصمتها الفريدة، وأصبحت نجمة مصر الأولى بلا منازع بمشوار فني حافل ورصيد سينمائي متنوع يناهز ٨٦ فيلما، تصدرت وتألقت ثم اختفت، وهو الاختفاء الذي وصفته بأنه متعمد، وعادت تتوهج مؤخرا فى سماء الإسكندرية، فى دورة سينمائية مميزة من مهرجان الإسكندرية السينمائي حملت اسمها، عن أسرار غيابها وتفاصيل عودتها المرتقبة وغيرها من أمور، فتحت النجمة نبيلة عبيد قلبها للأخبار، وإلى التفاصيل.

< ما سر ابتعادك عن الأضواء طوال الفترة الماضية؟

- كان غيابي فى تلك الفترة متعمدا، فبعد تقديم برنامج «نجمة العرب» والنجاح الذي حققه فى الوطن العربي، شعرت برغبة فى الابتعاد والحصول على قسط من الراحة، لأعود لجمهورى عن اشتياق بشيء جديد مميز، وعندما عرض علي تكريمي فى مهرجان الإسكندرية شعرت إنها عودة مناسبة، فقد سبق أن عرضت علي أشياء كثيرة جدا ولكنها لم تتناسب مع تطلعاتي.

< وما المميز فى تكريمك من مهرجان الإسكندرية؟

- تكريمي من هذا المهرجان يحمل مذاقا خاصا لسببين، الأول لأن أول تكريم حصلت عليه فى حياتي كان من مهرجان الإسكندرية، والثاني إنه جاء بعد فترة توقف وابتعاد عن الأضواء وتم تكريمي عن مجمل أعمالي الفنية التي أفخر كثيرا بها.

< كيف استقبلت خبر التكريم؟

- شعرت بسعادة ممزوجة بخوف وتوتر شديد، نابع من احترامي لجمهورى ورغبتي أن يراني الجمهور فى صورة تليق بتاريخي، وفاجأتني ردود الأفعال والفرحة الشديدة والحب الكبير الذي أحاطوني بهم، وشعرت وقتها بسعادة وراحة نفسية شديدة، وزال القلق والتوتر تماما، بل وكدت أبكي من فرط السعادة على المسرح لكني سيطرت على دموعي وسط حالة الحب التي أحاطني الجمهور بها، فرفعت يدي وشعرت أنني أحتضن تاريخي وجمهورى.

< هل شعرت بعدها أن توترك كان مبالغا فيه؟

- إطلاقا، فهذا القلق والتوتر يلازمني مع بداية تحضير أي فيلم أو عمل فني، لأني أحترم جمهوري وأحترم وقفتي أمامه، ولا أهدأ إلا بعد أن يخرج العمل للنور بسلام وأتلقى ردود الأفعال بشأنه.

< أعلنت إدارة المهرجان إطلاق جائزة دائمة تحمل اسمك لأفضل ممثلة، كيف ولدت الفكرة وكيف تلقيتها؟

- الفكرة جاءت عقب تكريمي بالافتتاح، ثم تكررت خلال ندوة تكريمي، وأعلن رئيس المهرجان الأمير أباظة عن إطلاق جائزة نبيلة عبيد لأفضل ممثلة ابتداء من العام المقبل، وهي فكرة جميلة أسعدتني وأنتظر تفاصيل تنظيمها.

< هل ستعود «نجمة مصر الأولى» للسينما قريبا أم لديك نية للاعتزال؟

- الاعتزال خارج حساباتي ما دمت قادرة على العطاء وتقديم أعمال جيدة، وهناك عودة بالتأكيد، لكنها ترتبط بإيجاد عمل يتناسب مع تاريخي، فلا يمكنني تقديم عمل يخذل الجمهور لأني عودت جمهوري أن يشاهدني فى أعمال جيدة، فعودتي مرتبطة بتقديم دور إيجابي يناسبني، كأدوار الأم الهادفة على سبيل المثال.

< كيف تقضين فترة غيابك؟

- اختار الراحة والابتعاد عن العمل، أسافر وأخرج وأمارس حياتي بشكل طبيعي، وفى ذلك الوقت أتابع جيدا الأفلام التي تقدم، وأحرص على تشجيع صناعها ودعمهم وإخبارهم إنهم يقدمون عملا جيدا.

< وكيف تقيمين حال السينما مؤخرا؟

- هناك افلام كبيرة ورائعة فى السينما حاليا، وعلى مستوى عال وتحقق إيرادات كبيرة جدا، مثل «الممر» و«ولاد رزق» و«الفيل الأزرق» و«كازبلانكا»، فهي أفلام حلوة مصنوعة بإتقان وتنفيذها متميز وإنتاجها سخي، وأعجبتني بشدة.

< برأيك ما سر تراجع البطولات النسائية على شباك التذاكر؟

- لا تقارني بين الوقت الحالي والماضي، فزمني أنا ونادية الجندي كانت سينما المرأة هي الرائدة، لأن الموضوعات التي تكتب كانت بطلتها المرأة، أما حاليا الموضوعات مختلفة وأبطالها رجال، وهو أمر يتناسب مع هذا الجيل والموضوعات التي تجذبه، لكن على جانب آخر هناك فنانات رائعات يقدمن أدوارا مميزة وأحرص على التواصل معهم وتهنئتهم وأنصحهم بالبحث عن الأعمال الجيدة.

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

16.10.2019

 
 
 
 
 

نبيلة عبيد: سعيدة بتكريمي بمهرجان الإسكندرية وأنا على قيد الحياة

كتب: انتصار الغيطانى

قالت الفنانة نبيلة عبيد إنها شعرت بالفرح الممزوجة بالخوف عقب تكريمها في مهرجان الإسكندرية، وإطلاق اسمها على الدورة 35 للمهرجان، مشيرة إلى أن تكريمها بمهرجان الإسكندرية مسؤولية كبيرة تعبر عن التميز، مشيرة إلى أنها كانت قلقة جدًا حتى ظهر ذلك في أثناء استلام الجائزة بسبب غيابها عن الجمهور لفترة.

وأضافت عبيد، في لقاء لها مع قناة الغد الإخبارية، أنها سعيدة بتكريمها في مهرجان الإسكندرية وهي على قيد الحياة، الأمر الذي كان له أثر إيجابي كبير على حالتها النفسية، موضحة أنها شعرت بالفخر بعد إطلاق اسمها على جائزة في المهرجان.

وتابعت عبيد بأن علاقتها بمهرجان الإسكندرية قديمة ومتأصلة، مؤكدة أن أول تكريم لها كان في هذا المهرجان عن فيلم "لا يزال التحقيق مستمرًا"، كما أن علاقتها بزملائها في الوسط الفني وطيدة ودائمًا تحرص على التواصل معهم ومودتهم، موضحة أنها حريصة على إدخال البهجة والسعادة في قلوب كل من حولها.

 

الوطن المصرية في

16.10.2019

 
 
 
 
 

خالد الزدجالي: لن أتخلى عن حُلمي بتطوير سينما السلطنة

المخرج العماني دعا إلى إنتاج فني مشترك

القاهرة: انتصار دردير

«زيانة» هو سادس فيلم عماني طويل، وثالث أفلام المخرج الدكتور خالد الزدجالي الذي يعد رائد السينما العمانية، فهو صاحب المبادرات الأولى في السينما العمانية، وصاحب أول فيلم سينمائي في تاريخ عمان «ألبوم»، وكان فيلمه الثاني «أصيل»، ثم «زيانة» الذي خاض المخرج بسببه رحلة بحث طويلة عن منتج له، حتى تم في النهاية إنتاج الفيلم بالاشتراك مع الهند التي صور فيها مشاهد الفيلم كاملة.

استعان المخرج بفريق عمل عماني - هندي، إذ شارك في بطولة الفيلم من عمان نورا الفارسي، وعلي العمري، ومن الهند زارين، وام أرجو باكومار. يبدأ الفيلم بحادث تتعرض له البطلة زيانة، إذ تتعطل سيارتها ليلاً قبل أن يهاجمها مجموعة من الشباب، ويلتقطون صوراً مخادعة لها، فتقرر العائلة التزام الصمت تجاه ذلك تجنباً للفضائح التي قد تلاحقهم، بينما تصاب زيانة بحالة نفسية سيئة تنعكس على علاقتها بزوجها، فتقرر الابتعاد في مكان لا يعرفها فيه أحد، وتسافر إلى الهند حيث تخضع للعلاج بأحد المراكز الطبية المتخصصة، ويقرر زوجها السفر وراءها، لكنه يواجه متاعب كثيرة وأحداثاً غير متوقعة.

ويتميز الفيلم الذي عرض أخيراً بمهرجان الإسكندرية السينمائي، برؤية بصرية جاذبة؛ حيث صور المخرج مشاهد الغابات في الهند، وجاء الحوار باللغتين العربية والهندية في بعض المشاهد التي تمت ترجمتها إلى الإنجليزية على الشاشة.

وعن اتجاهه للإنتاج المشترك مع مؤسسات فنية هندية، قال خالد الزدجالي في حواره مع «الشرق الأوسط»: «نعم كان ذلك من شروط الإنتاج التي رحبت بها ووجدت فيها فرصة لأواصل تقديم أفلام في السينما العمانية، فالإنتاج شحيح، والاهتمام بالسينما غير موجود وحتى الذين درسوا السينما اتجهوا إلى أعمال أخرى في التلفزيون أو البرامج الوثائقية، لعدم وجود إنتاج سينمائي يعملون من خلاله، ورغم أنني أسست مع زملاء جمعية عمان للسينما وأقمنا مهرجان مسقط السينمائي الذي توليت رئاسته وتركته قبل عامين لارتباطي بتصوير فيلم (زيانة)، فإن لدي رغبة للتحرك تجاه السينما، لذلك يعدّونني في السلطنة الأب الروحي للسينما العمانية».

وعن ردود أفعال الجمهور العماني يقول خالد الزدجالي: «الجمهور الخليجي عامة متأثر بالسينما الأميركية بشكل كبير ولا يمكن أن نوجهه للسينما العربية، حتى الفيلم المصري الذي كان له حضور دائم، لم يعد يلقى إقبالاً، والشباب يفضلون السينما الأميركية بكل ما تقدمه من إبهار، ولا شك أن تغيير هذه الثقافة يستلزم وقتاً، لكن بالنسبة لفيلم (زيانة) فقد استقبل بشكل مختلف من الجمهور العماني، فقد اهتموا بالتجربة في حد ذاتها ووجدوا فيها شيئاً مختلفاً».

ويشير الزدجالي إلى أن «وضع الإنتاج السينمائي في السلطنة سيئ، حيث لا توجد مؤسسات سينما ولا يوجد تمويل خاص، لأن أغلب من يملكون المال لا يؤمنون بالسينما ولا بالدراما، هناك شخص واحد فقط يؤمن بالفن هو السلطان قابوس الذي دعمني كثيراً في مهرجان مسقط، وهو عازف ومحب للموسيقى، كما دعم إنشاء أول أوبرا في الخليج، لكنه لا يمكنه التعامل في كل كبيرة وصغيرة لأعبائه السياسية المهمة».

وقد درس الزدجالي في معهد السينما بالقاهرة، وتخرج عام 1989، وهو يرى أنه تأخر كثيراً وانشغل بالتمثيل وإخراج البرامج الوثائقية ويقول عن نفسه: «أنا ممثل فاشل مثلت في مسلسلات بالتلفزيون العماني، ومثلت أيضاً على خشبة المسرح، لكن ذلك أبعدني عن السينما، لذا قررت أن أتوقف عن كل الأعمال التلفزيونية وأتفرغ للسينما التي حصلت من أجلها على درجتي دكتوراه؛ إحداهما من رومانيا التي قضيت بها 5 سنوات، كما قضيت عامين في أميركا ومثلهما في بريطانيا وحصلت على دكتوراه أخرى في السينما منها».

يقول الزدجالي: «كلما سافرت خارج عمان صرت أفكر فيها أكثر وصرت أكثر حماساً للسينما، وكلما عدت واجهت إحباطاً كبيراً لم ينجح في إبعادي عنها، وقدمت فيلمي الطويل الأول (ألبوم)، وهو أيضاً أول فيلم سينمائي في سلطنة عمان بدعم من وزارة الإعلام، وكان ذلك عام 2006 في ظل اختيار مسقط عاصمة للثقافة العربية، وجاء فيلمي الثاني (أصيل) بدعم من التلفزيون العماني، وهذا يعني أنني قدمت نصف إنتاج السينما العمانية، وتقاسم معي النصف الآخر زميلي الفنان سالم بهوان الذي أخرج الأفلام الثلاثة الأخرى، وقد عمل سالم ممثلاً معي في فيلمي الأول، وكانت ظروفه أفضل، إذ حصل على دعم من جهات بالدولة وعرضت أفلامه في التلفزيون والسينما».

ورغم بعض المعوقات التي يواجهها المخرج العماني، فإنه يؤكد عدم تخليه عن تطوير السينما العمانية، قائلاً: «أنا إنسان حالم»، مشيراً إلى أنه شكل مجموعة جديدة للسينما لتأسيس سينما جديدة في عمان عبر تنفيذ عدد من السيناريوهات وإرسالها إلى عدد من الدول للمشاركة في الإنتاج، فتجربة الإنتاج المشترك مع الهند فتحت أمامي آفاقاً أخرى، فلدي مشروع فيلم «خمسة في خمسة» مع فرنسا وفيلم آخر، سيجري تصويره في مصر، وأرى أنه آن الأوان لعدم الاعتماد الكلي على سوقنا المحلية.

 

الشرق الأوسط في

19.10.2019

 
 
 
 
 

في مئوية حسن الإمام بـ"الإسكندرية السينمائي"

"عصر الحب".. ضحية من؟

بقلم: أسامة عبد الفتاح

اُختتمت مساء أمس الأول، الأحد، بدار أوبرا الإسكندرية (مسرح سيد درويش)، الدورة 35 من مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، والتي حملت اسم الفنانة نبيلة عبيد، وحلت فيها السينما الإسبانية ضيفة شرف.

وشهدت هذه الدورة الاحتفال بمئوية الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس، حيث تم تكريم اسمه وإصدار كتاب عنه، ومئوية المخرج عز الدين ذو الفقار، ومئوية ثورة 1919، وصدر عن كل منهما كتاب أيضا.. وتم كذلك الاحتفال بمئوية المخرج الكبير حسن الإمام وإصدار "موسوعة نقدية" تتضمن مقالات عن معظم أفلامه، وتوليت فيها مراجعة فيلم "عصر الحب" الذي قدمه عام 1986.

كانت كل الظروف مهيأة لكي يكون "عصر الحب" فيلما كبيرا، يترك بصمة، ويعلق بذاكرة الجمهور والصناعة نفسها.. فالقصة للأديب الكبير نجيب محفوظ، والسيناريو للـ"دراماتورجي" المخضرم عصام الجمبلاطي، وطاقم التمثيل يضم مجموعة من الموهوبين وأصحاب الخبرة والحضور في مقدمتهم محمود ياسين وسهير رمزي ومجدي وهبة وشهيرة وتحية كاريوكا، فضلا عن مجموعة من الفنيين الأكفاء المخضرمين بدورهم منهم رمسيس مرزوق في التصوير وفكري رستم في المونتاج ومحمد سلطان في الموسيقى وغيرهم.. وقبل ذلك، أولا وأخيرا، وجود مخرج بحجم حسن الإمام بتفرده وبكل تاريخه في واحد من أعماله الأخيرة التي من المفترض أن تحمل عصارة تجربته، والأهم خبرته تحديدا في تقديم روايات محفوظ على الشاشة الكبيرة وتحقيق النجاح الذي حققته مثلا الثلاثية قبل "عصر الحب" بسنوات كثيرة..

فماذا حدث؟ لماذا ظهر الفيلم محدودا ضعيف التأثير؟ ولماذا بدا وكأنه ينقصه شيء أو أشياء؟

عن نفسي، وجهت اللوم، في البداية، إلى الإنتاج فقط (جرجس فوزي)، فقد أيقنت أنه كانت هناك مشاهد مكتوبة في السيناريو ولم يتم تنفيذها توفيرا للنفقات، خاصة أنها تتطلب تصويرا خارجيا ومجاميع وتكاليف كثيرة، مثل مشهد المظاهرات التي نعرف عن طريق الحوار فقط أن جماعة "أبناء الغد" دعت إليها ونظمتها لكننا لا نراها على الشاشة، وهذا عيب كبير لأن الجانب السياسي والخلفية الثورية للأحداث في غاية الأهمية.. وكذلك واقعة قتل "سمير عزت" لـ"نعمان باشا" زوج "بدرية المناويشي"، والتي نسمع عنها فحسب ولا نراها هي الأخرى رغم أهميتها البالغة في الأحداث، فهي من الدوافع الرئيسية لإقدام "بدرية" على قتل والده "عزت عبد الباقي" في النهاية.

أغلب الظن أن الجمبلاطي كتب هذه المشاهد وغيرها لكن الإنتاج طلب عدم تنفيذها، خاصة أن معظم مشاهد الفيلم تم تصويرها داخليا في البلاتوهات وبأقل الإمكانيات.. لكنني يجب أن أشير أيضا إلى أن الإنتاج ليس المتهم الوحيد، فالمشاهدة المتأنية للفيلم تكشف عن عيوب واضحة في السيناريو وفي رسم الشخصيات، التي نُفاجأ بوجود بعضها دون أي تقديم أو تمهيد.. وعلى سبيل المثال، نتعرف على "سيدة" في صورة الفتاة التي قامت "الحاجة عين" بتربيتها لأنها كانت صديقة مقربة لوالدتها، مما يجعلك كمشاهد تعتقد أن أمها الحقيقية ماتت، لكننا فجأة، وفي الثلث الأخير من الفيلم، نكتشف أن والدة "سيدة" موجودة، بل وتشارك بقوة في الأحداث بالذهاب إلى "عزت" في المسرح للحصول على حق ابنتها منه.

وهناك أيضا "فرج"، الذي نُفاجأ به – في أحد المشاهد – وهو ينصح "عزت" بالعودة إلى بيته وأمه "عين"، بطريقة تؤكد أنه صديق حميم للعائلة ومقرب جدا منها، خاصة أنه تم إسناد الدور لممثل كبير مثل عبد المنعم إبراهيم، لكن صناع الفيلم فات عليهم أننا لم نسمع عن الشخصية ولم نرها قبل هذا المشهد، مما يدفع المشاهد لأن يترك كل شيء ليسأل: "مين ده؟".

وبما إن تقديم شخصيتي "أم سيدة" و"فرج" وغيرهما لا يتطلب أي مصروفات إضافية، بل يحتاج فقط إلى جمل حوارية أو مشاهد داخلية قصيرة، فإن الإنتاج في هذه الحالة يصبح بريئا، ونصبح أمام أحد ثلاثة احتمالات: إما أن المشاهد المطلوبة غير موجودة في السيناريو، أو تمت كتابتها لكن حسن الإمام قرر عدم تصويرها، أو تم تصويرها ثم قرر المخرج حذفها في المونتاج، وفي كل الأحوال فإن غيابها أثر على دراما الفيلم.

ونفس الاحتمالات تنطبق على ما هو أهم وأغفله صناع العمل أيضا للأسف، وأقصد بناء علاقة الصداقة / العداوة / الحب / الغيرة الممتدة منذ الطفولة إلى الشيخوخة بين الثلاثي الذي يقوم عليه الفيلم: "بدرية المناويشي" و"حمدي عجرمة" و"عزت عبد الباقي".. فهذه العلاقة لا تقوم على أساس درامي قوي يوضح تاريخها وتعقيداتها وتشابكاتها ويبرر دوافع وتصرفات الشخصيات الثلاث بشكل كاف يقنع المشاهد، علما بأن هذا الأساس موجود في الرواية.

ومن الواضح تماما أن العمل عانى من كونه فيلما، أي شكلا دراميا ملتزما بزمن لا يتجاوز الساعتين في المتوسط، في حين أن نبرته الملحمية – شأن معظم روايات محفوظ – تتطلب مساحة أكبر وزمنا أطول وعمقا أكبر، وما يجعلني أميل أكثر لهذا التفسير أن الجمبلاطي كاتب تليفزيوني في الأساس، يتألق في مساحات الفيديو الواسعة، لكن يقل توهجه عندما يكثف للسينما.. وهذا يفسر أيضا نجاح نفس الرواية عندما قدمها الجمبلاطي نفسه للشاشة الصغيرة في مسلسل من إخراج يوسف مرزوق، حيث "أخذ راحته" تماما في المعالجة والتمهيد والتعميق ورسم الشخصيات وإنشاء خطوط العلاقات فيما بينها، مما أعفى المسلسل من مشكلات الفيلم.

 

جريدة القاهرة في

22.10.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004