السينما السورية تتصدر ترشيحات «الإسكندرية السينمائي»
كتب: المصري
اليوم
يسدل مهرجان الإسكندرية السينمائى لدول البحر المتوسط،
الأحد، الستار على دورته الـ35، التى حملت اسم الفنانة نبيلة عبيد، فى
احتفال يُقام بدار أوبرا الإسكندرية، تغيب عنه النجمة الفرنسية «ناتالى
باى»، التى أعلن المهرجان تكريمها فى حفل الختام، لإصابتها بحساسية فى
الصدر لم تتمكن بسببها من الحضور، وستتسلم درع تكريمها، نيابة عنها،
المنتجة الفرنسية مارى فرانس بيرير، من رئيس المهرجان، ومن جانبها، أرسلت
النجمة الفرنسية رسالة إلى إدارة المهرجان، مع المنتجة الفرنسية، معبرة عن
حزنها الشديد لعدم قدرتها على الحضور لإصابتها بأزمة صحية مفاجئة نُقلت على
أثرها إلى المستشفى، ونصحها الطبيب المعالج بعدم السفر خلال هذه الفترة.
ومن المقرر خلال الحفل أن تعلن لجان تحكيم مسابقات المهرجان
للفيلم المتوسطى الطويل والقصير ونور الشريف للأفلام العربية ومحمد بيومى
للفيلم المصرى القصير أسماء الأفلام الفائزة بالجوائز فى مسابقتى الفيلم
المتوسطى الروائى الطويل ونور الشريف للأفلام العربية، حيث احتلت الحروب
مساحة كبيرة من موضوعات الأفلام العربية المشاركة فيهما.
الحرب فى سوريا تجسدت عبر فيلم «درب السما» للمخرج جود
سعيد، ومن بطولة أيمن زيدان وصفاء سلطان ومحمد الأحمد، والفيلم هجائية
سينمائية ضد الحرب، تدعو إلى حب الحياة من خلال شخصية «زياد»، مدرس
التاريخ، الذى يعود إلى مسقط رأسه، بعد فقدانه زوجته وابنته الصغرى وهجرة
ابنته الأخرى مع زوجها الكفيف نتيجة الأحداث، فيجد أن الوضع صار أسوأ،
ويدخل فى صراع شرس مع شقيقه الأصغر، الذى يُعد من أثرياء الحرب التى تعيشها
وتعانيها البلاد، ويطمع فى الاستيلاء على أرضه ومنزله.
وفيلم «الاعتراف» من إخراج باسل الخطيب، وبطولة غسان مسعود
وديما قندلفت ومحمود نصر وكندة حنا وروبين عيسى، ومن المتوقع حصول بطلته
ديما قندلفت على جائزة نبيلة عبيد كأفضل ممثلة عن دورها فى الفيلم، لتكون
أول ممثلة تفوز بالجائزة بعد إطلاق اسم نبيلة عبيد عليها، وتدور أحداث
الفيلم فى سوريا فى عامى 1980 و2017 من خلال «تيما»، التى تحاول الكشف عن
أسرار الماضى المتعلق بأمها، التى هربت فى الماضى خوفًا من الموت على يد
جماعة إرهابية، لتواجه مصير أمها نفسه مع ابن الرجل نفسه، الذى أنقذ أمها
سابقًا، والذى أحَبّته، لكن الظروف حالت بينهما.
والفيلم الفلسطينى «استروبيا» للمخرج أحمد حسونة، وبطولة
مفيد سويدان وفراس المصرى وغسان سالم وعبير أحمد، يجسد التحديات التى
يواجهها الشباب الفلسطينى فى قطاع غزة المكلوم والحياة الصعبة التى يمرون
بها، ما يجعلهم يفرون إلى المجهول، الذى لن يكون أقل مأساوية، والفيلم
يتنافس على جائزة العمل الأول، مع الفيلم اللبنانى «مورين» للمخرج تونى فرج
الله، وبطولة الفيلم يتقاسمها غسان مسعود وعويس مخللاتى وكارمن بصيبص وتقلا
شمعون، وأحداث الفيلم تدور فى عام 620 قبل الميلاد، حيث كانت الحياة فى
خدمة الله من حق الرجال فقط، لكن الفتاة العنيدة المتمردة، ذات الـ20
عامًا، تكسر هذه القواعد وتتحمل العواقب.
من ناحية أخرى، شهدت الساعات الأخيرة من عمر الدورة الـ35
للمهرجان عدة ندوات، فى مقدمتها ندوة تكريم اسم الناقد الكبير أحمد رأفت
بهجت. وأكد الأمير أباظة، رئيس المهرجان، أن الناقد الراحل كان يتميز
بإسهاماته النقدية وأسلوبه الخاص، وأفنى حياته فى مساندة القضية الفلسطينية
والهوية العربية.
وقال الناقد أشرف غريب إن الناقد الراحل اسم كبير فى عالم
الصحافة النقدية فى العالم العربى، وهو رجل لم يعرفه أحد إلا وشعر بالتقدير
والامتنان ناحيته، مؤكدًا أنه كان يأخذ بيد أى شخص موهوب ويساعده، فقد كان
لديه قدرة كبيرة على العطاء، وكان مؤمنًا جدًا بتلاميذه، لذلك كان الناقد
الراحل حالة إنسانية راقية افتقدناها، ومن المستحيل تعويضها، والجميل الذى
سيبقى منه هو أعماله وكتبه.
وقال «رامى»، ابن الناقد الكبير الراحل، إن والده كانت لديه
قدرة كبيرة على احتواء الإنسان الذى يقف أمامه، وأكد أنه تعلم منه فن
مشاهدة الأفلام، وأشار إلى أن آخر كتاب كتبه والده كان «اليهود فى السينما
فى مصر والوطن العربى»، صدر عام 2012، وظل يكتب فيه لمدة 7 سنوات، موضحًا
أنه كان يتحدث مع والده، ويقول له إن الأمر لا يستحق كل هذا العناء، ولكن
والده كانت لديه مبادئ وإصرار على توصيل المعلومة بشكل دقيق.
وقال الناقد كمال رمزى إن «بهجت» اتفق واختلف مع جيله فى
أشياء كثيرة، فقد راهن على الثفافة السينمائية لدى الجمهور وليس مجرد
مشاهدة الأفلام والكتابة عنها، موضحًا أنه كان باحثًا فى القضايا التى تهم
المواطن المصرى. وأضاف: «ربما كانت هناك بعض الخلافات التى تنشأ بينه وبين
آخرين بسبب رؤيته للصهيونية واليهودية فى السينما، ورفض البعض تحديد ديانة
الفنان والتعامل معه على هذا الأساس، رغم أن بعض الفنانين اليهود المصريين
تعاطفوا مع الصهيونية العالمية، ولكن آخرين رفضوا وتمسكوا بمصر، ولكن بشكل
عام هو كان من النوع الهادئ العقلانى، الذى لا يحب الدخول فى خلافات».
وفى ندوة تكريم المخرج الراحل محمد النجار، أجمع الحضور على
أنه كان فارسًا وإنسانًا.
وقال المخرج الكبير على عبدالخالق: «من الممكن أن نطلق عليه
الفنان أو المخرج الإنسان لأنه يدخل قلوب الجميع بعمق وسهولة، فقد كان
إنسانًا بكل ما تعنيه الكلمة، وهذا كان يتضح فى كم الأصوات التى يحصدها فى
انتخابات نقابة السينمائيين، وكأنها مظاهرة فى حب (النجار)». ورَوَت د.
غادة جبارة، وكيل نقابة السينمائيين، ذكرياتها مع المخرج الراحل، فقالت:
«بدأت علاقتى به عندما عملت معه فى أول أفلامه، وهو (زمن حاتم زهران)، ومن
وقتها جمعتنا صداقة كبيرة، فقد كان رحمه الله شخصًا مُحِبًّا للحياة
ومُبهِجًا، ويتسم بخفة الدم». |