كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 

من عروض مهرجان مراكش السينمائي..قضايا الأسرة تطغى على أفلام المسابقة الرسمية

“ليلة مضطربة” فيلم عن التفكك الأسري

عبد الكريم واكريم-مراكش

المهرجان الدولي للفيلم بمراكش

الدورة الثامنة عشرة

   
 
 
 
 
 
 

يبدو أن موضوع الأسرة سيظل من بين أهم التيمات الأثيرة للسينما الآسيوية خلال السنوات القليلة الماضية إذ بعد الفيلمين المتميزن “بارازيت” (طفيلي) للمخرج الكوري بونج جون هو و”قضية أسرة” لمخرج الياباني هيراكازو كوري إذ هاهما المخرجتان الكوريتان الشابتان لي جي يونغ وكيم سول تسلطان الضوء على قضية التفكك الأسري من خلال طلاق الوالدين وكيف سيؤثر ذلك بشكل كبير وغير صحي على الأطفال.
إذ نتابع في فيلم “ليلة مضطربة” كيف تعيش الطفلة باتت سومين وأخيها الأكبر منها سنا لحظات إعلان والديهما لهما قرارهما بالانفصال لتظل كيفية تدبيره غير واضحة إذ ان الطفلين يتساءلان مع من سيظلان هل مع الأم أم مع الأب أم ان واحدا منهما سيظل مع الأم فيما الآخر سيذهب مع الأب وخلال هذه اللحظات يعرض الأبوان منزل الأسرة للبيع ويأتي الناس لمعاينة البيت ، ومنذ البداية نعلم أننا نشاهد كل هذه الأحداث من وجهة نظر سومين الصغيرة ، إذ يتتح الفيلم على قدوم مشترين مفترضين للشقة لمعاينتها فيما الأبوين يشرحان لهم مزاياها وتركز الكاميرا على الطفلة وهي تتابع مايجري باستغراب بائن فيما نسمع فقط الأصوات الآتية من خارج الإطار،وابتداء من هذا المشهد تحدد لنا المخرجتان وجهة النظر التي سنشاهد من خلالها أحداث الفيلم.

وتشرع الأحداث في التأزم شيئا فشيئا حتى نكاد نصل إلى نهاية الفيلم حيث تختفي الطفلة سومين لتخرج الأسرة بحثا عنها وفيما الأبوان يبحثان قريبا من المنزل يستطيع الأخ العثور على أخته لكن مايكاد الأبوان يقتربان حتى يختبأ الطفلان لينتهي الفيلم في هذه اللحظة حيث الطفلان أصبحا رافضين لوضعية الأسرة المتأزمة والحالية وحيث أصبح كل الاستقرار والتماسك الأسريين مهددي.

“لين ولوسي” عن الصداقات والخيانات

نتابع في فيلم “لين ولوسي” للمخرج الإنجليزي ذو الأصول المغربية فيصل بوليفة علاقة صداقة حميمة بين لين التي تزوجت باكرا واستطاعت تأسيس حياة مستقرة صحبة زوجها وابنتها المشرفة على حياة المراهقة ولوسي التي تزوجت حديثا وأنجبت طفلا مازال في سنواته الأولى، لكنها وعكس صديقتيها تعيش حياة مليئة بالشجار مع زوجها الذي يصغرها سنا ببضع سنوات. ومع الوقت تتأزم العلاقة بين الزوجين ، وإثر شجار بينهما يموت الطفل في ظروف غامضة فيتم القبض على الأب لكن أغلب سكان الحي يلقون باللائمة على لوسي ويتهمونها بقتل ابنها ، وتاتي شهادة ابنة لين التي تدعي انها شاهدت لوسي تعنف طفلها لتؤكد الإشاعات لتبدأ لين في الابتعاد تدريجيا عن صديقتها وتقرر التخلي عنها وعدم مساندتها، وهكذا تدخل لوسي في حالة م الاكتئاب تنهيها بالانتحار ، ليتبين في الأخير أن إبنة لين كانت كاذبة وأن لوسي مظلومة.

الفيلم، الذي فازت عنه ممثلتاه الرئيسيتان بجائزة أفضل تمثيل نسائي خلال هذه الدورة من مهرجان مراكش السينمائي، من إنتاج المخرج البريطاني كين لوتش وتظهر بعض من لمساته وأسلوبه في الإخراج واهتمامه بالطبقات المسحوقة في هذا الفيلم.

“بومباي روز” .. يتقاطع مع السينما البوليودية دون محاكاتها

يتميز فيلم الرسوم المتحركة “بومباي روز” للمخرجة الهندية جياتانجالي راو الذي عرض ضمن أفلام المسابقة الرسمية لمهرجان مراكش السينمائي كونه يتناول قضايا إنسانية واجتماعية بشكل فني متميز، اذ استطاعت المخرجة أن تقدم لنا كمشاهدين لوحات تشكيلية غنية بصريا جاعلة من الألوان التي تميز الثقافة الهندية وسيلة لإيصال معاني سامية. إضافة لأغاني هندية جميلة ومعبرة عن المسار الدرامي للفيلم رافقت كل الأحداث من بدايتها إلى نهايتها. ومن خلال التقاطع والإحالة على سينما بوليود الميلودرامية دون السوقوط في محاكاتها أو النسج على منوالها أعطت المخرجة عملا فنيا يمنك ان ينافس على إحدى جوائز مهرجان مراكش هذا العام، إذ نتابع شخصية الشاب سليم المسلم القادم هربا من كاشمير بعد مقتل والديه الذي يتماها مع أحد أبطال السينما البوليودية الذي ينتصر على الأشرار ويفوز بقلب حبيبته، لكن الواقع المرير الذي يعيشه هو عكس ما يدور في ذهنه تماما فهو مجرد بائع زهور متجول بالكاد يحصل على قوت يومه وحتى هذه المهنة ستنقطع سبل عيشه فيها بعد ذلك وهو أيضا يحب الشابة كمالا الهندوسية التي قدمت إلى بومباي صحبة جدها وأختها الصغيرة لتتعقد حياتهم بعد شلل الجد الذي يصلح الساعات، فتضطر للتفكير للهجرة للعمل حيث لا أفق مضمون.

من القضايا التي يعالجها فيلم “بومباي روز” قضية تشغيل الأطفال واستغلالهم ، وأيضا مسألة التعايش الديني الملغوم في الهند.

عموما تقدم لما المخرجة متعة بصرية في فيلمها هذا الذي يستحق التنويه والإعجاب.

 

الـ FaceBook في

09.12.2019

 
 
 
 
 

جائزة مهرجان مراكش الكبرى للفيلم الكولومبي «وادي الأرواح»

«آخر زيارة» السعودي فاز مناصفة بجائزة لجنة التحكيم

مراكش: عبد الكبير الميناوي

أسفرت نتائج المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، في دورته الـ18، التي اختتمت أول من أمس، عن فوز فيلم «وادي الأرواح» لمخرجه الكولومبي نيكولاس رينكون خيلي بالجائزة الكبرى (النجمة الذهبية)، والتونسي علاء الدين سليم بجائزة أفضل إخراج عن فيلمه «طلامس»، والممثلتين روكسان سكريمشاو ونيكولا بورلي بطلتي فيلم «لين + لوسي» لمخرجه البريطاني فيصل بوليفة، مناصفة، بجائزة أفضل دور نسائي، والممثل توبي والاس بطل فيلم «بايبيتيث» لمخرجته الأسترالية شانون مورفي بجائزة أفضل دور رجالي. كما فاز مناصفة كل من فيلم «آخر زيارة» لمخرجه السعودي عبد المحسن الضبعان، وفيلم «فتاة الفسيفساء» لمخرجه الصيني زهاي بيكسيالك بجائزة لجنة التحكيم.

وتأسف عدد من المتتبعين المغاربة لعدم تمكن «سيد المجهول» لمخرجه المغربي علاء الدين الجم، من الصعود إلى منصة التتويج، فيما رأوا في فوز الفيلم السعودي، مناصفة، بجائزة لجنة التحكيم، دعوة لمتابعة العمل المبذول على مستوى هذه التجربة، مستحضرين طريقة تقديمه، من طرف المنظمين، ضمن وثائق دورة هذه السنة من المهرجان، حيث نكون مع إشارة إلى أن «آخر زيارة» ينطوي على «عمق كبير وأصالة نادرة تمتزجان بجرأة وإتقان مثيرين»، معلناً بذلك عن بزوغ موجة من أفلام المؤلف المستقلة في المملكة العربية السعودية.

تميز برنامج حفل توزيع الجوائز في أمسية الاختتام التي توجت بعرض الفيلم المصري «رأس السنة» لمخرجه محمد صقر، بكلمة للممثلة والمنتجة الأسكوتلندية تيلدا سوينتون، رئيسة لجنة التحكيم، شددت فيها على ما ميز عملية تقييم أفلام المسابقة الرسمية والعلاقة الإنسانية التي تكونت ما بين أعضاء لجنة التحكيم، التي ضمت، فضلاً عن رئيستها، المخرج البرازيلي كليبر ميندونسا فيليو، والممثل السويدي مايكل بيرسبراند، والكاتب والمخرج الأفغاني عتيق رحيمي، والمخرج الأسترالي ديفيد ميتشو، والمخرج المغربي علي الصافي، والمخرجة الفرنسية ربيكا زلوتوفسكي، والمخرجة البريطانية أندريا أرنولد، والممثلة الفرنسية - الإيطالية كيارا ماستروياني.

من جانبهم، لم يخف الفائزون سعادتهم بالتتويج في تظاهرة سينمائية من حجم مهرجان مراكش، مشددين على أن الفوز بقدر ما يتوج جهودهم يشكل حافزاً نحو مزيد من الاجتهاد.

يمثل «وادي الأرواح»، المتوج بالجائزة الكبرى للمهرجان، الذي يعد لوحة شاعرية عن الخوف والحزن ومغامرة مزعجة وهادئة، دعوة قوية من أجل السلام في مجتمع ما زالت تمزقه الحرب الأهلية.

تغوص قصة «طلامس» الفائزة بجائزة الإخراج، في أعماق تجربة سينمائية غريبة ومتفردة، تتأمل في أساسيات وجود معاصر قريب من الكارثة، في علاقة بالطبيعة والحب والجماعة والإنجاب.

يقوم «بايبيتيث»، الذي فاز بطله بجائزة أفضل دور رجالي، على فكرة تحويل موقف مأساوي إلى كوميديا خفيفة تتخللها نبرة رومانسية تذكرنا بأن الموت هو مصير كل حياة، لذا يتعين علينا أن نعيشها في سعادة وأمل، وذلك انطلاقاً من قصة الشابة ميلا، التي رغم معارضة والديها اللذين يمارسان عليها حماية مفرطة، وفي الوقت الذي يتعين عليها أن تبدأ حصصها من العلاج الكيميائي، تلتقي موزيس، بائع المخدرات المرح والمزعج في الوقت نفسه، فتقع في حبه بعد أن منحها رغبة جديدة في الحياة. وبين الخوف من غد غير أكيد، والأمل حتى آخر نفس، تحاول ميلا أن تخلق جواً من السعادة في محيطها ومحيط عائلتها.

فضلاً عن معالجته لمأساة اجتماعية، وإلى إشارته إلى «بريكست» وتداعياته، تكمن قوة «لين + لوسي»، المتوج بجائزة أفضل دور نسائي، مناصفة بين بطلتيه، في معالجته البسيطة والمدمرة لشعور الإنسان بتعرضه يوماً ما للأذى.

ويتناول الفيلم قصة لين ولوسي، اللتين تربط بينهما صداقة حميمية منذ فترة الدراسة إلى غاية اليوم، فهما بالكاد تتجاوزان العشرين من العمر، وتعيشان قبالة بعضهما في حي من المساكن الاجتماعية. واستطاعت لين، الأم منذ الثامنة عشرة، أن تحصل على عمل. أما لوسي، خفيفة الظل، فقد أنجبت للتو مولودها الأول. وعندما ستواجه لوسي مأساة كبرى، فإنها واثقة من مساعدة صديقتها لها، على الرغم من أن دعم لين الصادق قد يتم إفساده بسبب خبث القيل والقال.

في «آخر زيارة»، الذي يعد الفيلم الأول الطويل في مسيرة مخرجه، نكون مع ناصر، الذي فور علمه بخبر مرض والده يقرر العودة، على متن سيارته، مرفوقاً بابنه وليد (16 عاماً)، إلى قريته التي غادرها منذ مدة زمنية طويلة من أجل الاستقرار في العاصمة الرياض. ويرصد الفيلم، المتوج (مناصفة) بجائزة لجنة التحكيم، العلاقة الحالية بين الأجيال، المليئة بالتنصل والاستنكار غير المعلن، والفجوة العميقة بين الأجيال في البلد، فمن جهة هناك الآباء الذين يدعمون تقاليد وعادات النظام الأبوي، ومن جهة أخرى، هناك الأبناء الذين يتطلعون إلى التحرر من كل ذلك، فضلاً عن رصد واقع المجتمع السعودي الموزع بين الحواضر والأرياف.

أما في «فتاة الفسيفساء»، فنكون مع «بينك» الحامل، رغم أن سنها لا يتجاوز الرابعة عشرة، التي بمجرد أن أعلنت مسؤولية أحد مدرسيها، تكون قد أطلقت سلسلة من الأحداث والتحقيقات والمواقف التي يهمين عليها حضور ذكوري قوي، عادة ما يجسده أب غائب، قوات شرطة، صحافي يحقق في النازلة، أو مسؤولون في المدرسة، غيبوا جميعاً، من خلال تصرفاتهم ومواجهاتهم ومواقفهم التي تستند في معظمها على انطباعات مبدئية وأحكام مسبقة بدلاً من أدلة ملموسة، مصير الفتاة التي توجد في قلب المأساة، والتي تواجه صعوبة في الخروج من المنطقة المبهمة التي يسعى الجميع إلى الإبقاء عليها بداخلها.

من الناحية الرمزية، يقدم مخرج الفيلم الفتاة في صورة ضبابية، سواء في منزلها أو في محيطها، وعدم وضوح هذه الصورة، يعد بمثابة إقرار بالمكانة التي تحتلها المرأة في مجتمع يهيمن عليه الذكور.

 

الشرق الأوسط في

09.12.2019

 
 
 
 
 

ماريون كوتيار تتكرّم في مراكش... تلك الساحرة

أشرف الحساني

لم تكن ماريون كوتيار (1975)، الفتاة الباريسية التي أحبّت الغناء وهي طفلة، فتعلّمته في عام واحد كما قالت، تعلم أنّها ستصبح إحدى أهم الممثلات في تاريخ السينما الفرنسية، خصوصاً بعد حصولها على جائزة "أوسكار" أفضل ممثلة (2008) عن دورها في "La Mome"، الذي أنجزه أوليفييه داهان عام 2007، مؤدّية فيه شخصية المغنية الفرنسية إديث بياف.

بعد ذلك، وفي وقت وجيز، تمكّنت من صنع شخصية قوية، تنسج علاقة تواصل وعشق مع جمهور السينما، ومع مخرجين أحبّوا شخصيتها وجمالها، فمنحوها أدوارا مختلفة، كـ وودي آلن وتيم بورتون وستيفن سودربيرغ ومايكل مان وكريم دريدي وغيرهم.

توزّعت حياتها الشخصية بين السينما وعالم الموضة والمجتمع المدني، إذْ حرصت دائما على أن تكون أحد أفراد "منظمة السلام الأخضر للمشكلات البيئية"، مؤكّدة إعجابها بالعمل ضمن المجتمع المدني، لولا أنّ السينما تأخذ منها وقتا كثيرا، فهي دائمة العمل والتدريب والبحث والتنقيب عن شخصياتها وأمزجتها، قبل قبولها دورا يُقتَرح عليها.

مشاهدة أعمال كوتيار تطرح سؤالا حول الأهمية التي تمنحها الصورة السينمائية للتواصل الحسّي، وهذا أحد أبرز منجزاتها التي تميّزها عن التشخيص المسرحي. أي ذاك المزيج بين العناصر المؤثّرة كلّها، التي يمكن أن تهزّ أجساد المشاهدين وأحاسيسهم، من العينين والأنف، إلى إيقاع المشي والصوت، وأشياء أخرى تحرّك صورة البطلة في اتصال مغناطيسي مع هؤلاء المشاهدين، بسبب جمالية الجسد وحميميته داخل الفيلم.

بتعبير آخر، هذه لغة جسد حيّ، يكسر صنميّة الصورة وجمودها، كما في "منتصف الليل في باريس" (2011) لـ وودي آلن، الذي ـ رغم أنّ لها فيه دورا ثانويا، يتمثّل بأدريانا، عشيقة بيكاسو وموديلياني وهمينغواي ـ استطاعت نقل ذلك الحب والشغف بالفنّ والموضة والعلاقات والجمال الآسر، الذي ميّز تلك الشخصية في القرن الـ19. فكوتيار تُثير شعورا أنّها داخل الفيلم، كأنّها لم تكن تؤدّي دورا معينا، فهي تتكلّم على سجيّتها، لجمالها الطبيعي، الذي يجعلها تنقل شخصية أدريانا بكلّ صدق، بسبب التمركز الجسدي والثقل الجمالي الذي تتميز به.

أما "المهاجر" (2013)، لجيمس غراي، فيروي قصّة فتاة تهاجر مع أختها من بولندا إلى أميركا، بعد نهاية الحرب العالمية الأولى. بمجرّد وصولهما إلى "جزيرة أليس"، في خليج نيويورك، تكتشف السلطات أن الأخت الصغيرة لإيفا (كوتيار) مصابة بمرض السلّ، فتُحتجز في مصحّ. بذلك، لم تسمح السلطات لهما بدخول أميركا، وتحقيق حلمهما، كما أنّها تعتزم ترحيل إيفا إلى موطنها، لكن إيفا ترفض، وتُرغم نفسها على العمل عند السيد برونو (يواكين فينيكس) في سيرك للرقص العاري، الذي يقودها لاحقا إلى الدعارة. كوتيار ضعيفة في تشخيصها دور البطولة، فطبيعة الدور المُسند إليها لا يتيح لها إبراز جمالها الهشّ وقوّة شخصيتها أمام الكاميرا، التي تبدو عاجزة عن التقاط ملامحها. فسمات الفقر والبؤس، التي راهن المخرج عليها في الممثلة، لم تُثمر إيجابيات، رغم النجاح الباهر الذي عرفه الفيلم، فهو يلتقط ألم بولنديين ومعاناتهم، إثر ويلات الحرب العالمية الأولى وخسائرها، وعبورهم البحر هربا من الفقر، الذي طبع بلدهم آنذاك، متوجهين إلى أميركا للعمل والعيش.

في "La Mome" لداهان، تتجاوز كوتيار موقعها كممثلة جميلة، بتأديتها شخصية مركّبة، حيث الصوت والحركة والجسد تُثير كلّها انطباعًا عن قوّة الممثلة، وقدرتها على تأدية أدوار صعبة، تفرض (الأدوار) نوعا من التماهي مع الشخصية الحقيقية، خاصة مع سيرة مؤلمة وجريحة كسيرة إديث بياف، المرأة التي عانت الفقر والإدمان في صغرها، واضطرت لتقديم حركات بهلوانية مع والدها، في الأحياء الفقيرة في باريس لكسب بعض المال للعيش، قبل أن يفتح لها صوتها آفاقا لم تتخيّلها، فتتربع على عرش الغناء في التاريخ المعاصر لفرنسا. 

تبقى كوتيار مَدينةً لبياف، ولداهان أيضا، على منحها هذا الدور "العظيم"، الذي صنع شهرتها الحقيقية كممثلة: "إديث بياف غيّرت مجرى حياتي"، كما قالت في "محادثة مع"، أجراها الناقد السينمائي الفرنسي جان ـ بيار لافوانيا، خلال الدورة الـ18 (29 نوفمبر/ تشرين الثاني ـ 7 ديسمبر/ كانون الأول 2019) لـ"المهرجان الدولي للفيلم بمرّاكش".

 

العربي الجديد اللندنية في

11.12.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004