كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

أفلام جيدة عن الإنسان في أشكاله ومشاكله

تحتاج إلى مهرجانات تعرضها ليتعلم المشاهدون منها

القاهرة: محمد رُضا

القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الحادية والأربعون

   
 
 
 
 
 
 

يفتح المخرج المصري شريف عرفة باب التأويلات والنقاش على مصراعيه، عندما يقول إن أفلامه تُصنع للجمهور أولاً وليس للمهرجانات.

المخرج الأكثر نجاحاً بين أترابه بالنسبة لعائدات أفلامه (وآخرها «الجزيرة 2») كان وقف على منصة المهرجان في يوم الافتتاح لكي يقبل جائزة تكريمية عن تاريخه السينمائي الذي يشمل، لجانب الإخراج، الكتابة والإنتاج.

هو بلا ريب مخرج يعرف أدواته جيداً، ولديه ثقافة الصورة، وعلى علم بكل العناصر التي تؤدي إلى نجاح فيلم ما بين الجمهور، على ذلك ليس هناك جديد بالنسبة لهذا القول؛ فقد سبقه إليه كثيرون ممن لم يؤمنوا بأن هناك أكثر من فئة جماهيرية بينها فئة الجمهور السائد، وأن المسألة - بالتالي - ليست وجهة الفيلم صوب الجمهور وليس صوب المهرجانات وجمهوره ونقاده وجوائزه، هي مسألة نسبية. كم من أفلام المهرجانات سقطت فناً وتجارة، وكم من الأفلام الجماهيرية سقطت على الرغم من أنها حفلت بكل ما يستفز المشاهد لحضورها.

شريف عرفة، في دراسة موجزة لما حققه من أفلام منذ عام 1987 انطلق جاداً بأول (وآخر) فيلم من بطولة أقزام («الأقزام قادمون»)، الذي أصاب هدفه بين النقاد ولم ينجز نجاحاً جماهيرياً. كذلك فعل فيلمه التالي «الدرجة الثالثة» (1988)، وأنجز إقبالاً أفضل في فيلميه المتواليين «يا مهلبية يا» و«سمع هس» كلاهما من إنتاج 1991، وهو العام ذاته الذي سجل فيه انقلاباً على ما سبق من طموحات فاستبدل الفيلم الذي يحمل طرحاً إنسانياً واجتماعياً ما (ضمن إطار درامي - عاطفي في أكثر من فيلم) في السينما، التي استمر عليها حتى اليوم، وهي تلك التي تلبّي رغبة القطاع الأعرض من الناس، وذلك بدءاً بفيلم ثالث في العام ذاته وهو «اللعب مع الكبار».

والنجاح سريعاً ما واكبه في «الإرهاب والكباب» سنة 1992. كلاهما («اللعب مع الكبار» و«الإرهاب والكباب») كانا من بطولة عادل إمام (نجم نجوم الفترة) وكذلك «المنسي» (1993)، و«طيور الظلام» (1995)، و«النوم في العسل» (1996).

ساند كل من المخرج عرفة والممثل إمام الآخر. عادل إمام كان يبحث عن مواضيع قريبة في أفلام منجزة جيداً، وشريف عرفة كان في سبيل تحقيق المزيد من النجاح، وعادل إمام كان بمثابة تذكرة إلى هذا النجاح.

واصل شريف عرفة أعماله بعيداً عن مدار النقاد والمهرجانات وأصبح ما هو عليه حالياً من مكانة جماهيرية عبر أفلام منحته هذه الشعبية، ومنها «مافيا» (2002)، و«الجزيرة» (2007)، و«ولاد العم» (2009)، و«إكس لارج» (2011)، و«الجزيرة 2» (2012)، الذي يعرضه مهرجان القاهرة في سياق احتفائه بالمخرج.

سيد حرفته

موقف شريف عرفة مفهوم، ولو اختلفنا عليه، لكن كمّ المهرجانات وقيمة الجوائز الممنوحة في المهرجانات الكبرى بينها لا يمكن الاستهانة بها أو بالجمهور الباحث عنها. والسائد حالياً، أن الفيلم الطارح لمسائل إنسانية (كما الحال فيما سيرد هنا) تحتاج إلى المهرجانات لكي تُعرض وتُدهش وتكشف عما لا تتطرق إليه الأفلام السائدة.

أحد أهم وأفضل ما هو معروض فيلم ترنس مالك «حياة مخفية» (A Hidden Life)، وجمالية هذا الفيلم تكاد تلغي - بقرار من المخرج أساساً - كل الحاجة للنظر إلى مسألة الجمهور السائد على أساس أنها عصب حياة المخرجين.

يحتوي «حياة مخفية» (المعروض خارج المسابقة في هذه الدورة من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي) على حكاية ذلك الفلاح النمساوي فرانز (أوغست ديل)، الذي رفض الإذعان للمؤسسة العسكرية خلال الاحتلال النازي لألمانيا كما رفض القتال والتأييد، وحصد في مقابل ذلك السجن والضرب والإهانة ثم الإعدام. كل هذا بسبب مبادئه الرافضة التي لم يشأ الحياد عنها.

هو فيلم مأخوذ عن أحداث واقعية في الأربعينات، ويختلف إلى حد لافت عن أعمال مالك السابقة. هنا لا يترك مالك الكاميرا (لجورج ويدمر) تمضي على هواها كما يفعل في أفلامه الأخرى. لا يدع الكاميرا تغادر ممثله وهو يؤدي حواره وحركته لتلتقطه لاحقاً في مكان آخر بعد أن تجوب مناظر أخرى كما يفعل عادة. في حين أن هذا الانكفاء عن أسلوبه في «شجرة الحياة» و«إلى العجب» وسواهما ضروري لأنه يعمد لسرد حكاية محددة، فإن التمازج الناتج ليس مريحاً على نحو دائم، بل يبقى معترضاً بعضه بعضاً في أحيان.

على ذلك؛ لا مجال للشك في أن مالك لا يزال سيد حرفته، وأن أفلامه لا تُصنع بقرارات سواه، وأنه يمنح الفيلم عنصري الحياة والفن بلا ضعف أو تنازل. «حياة خفية» عيد للعين وللروح وعند مالك كلاهما توأم الحياة. مالك يحتفي بكل شيء يصوّره، بالشجرة والنهر والثلج والصخر والعشب، وبكل ما يسمعه من تعليق فوق الصورة ومن حوار ومن موسيقى كلاسيكية وأخرى مكتوبة للفيلم (جيمس نيوتن هوارد). على ما ذكرته من سلبيات العمل، يبقى «حياة خفية»، إنجازاً فنياً بديعاً وجميلاً يخرج منه المرء وقد ربح سبباً آخر لكي يحيا.

قضية لقضايا

بعيداً جداً عن هذا الأسلوب الفني المبهر وغير المطروق كثيراً في السينما، يأتينا فيلم مسابقة «آفاق السينما العربية» المعنون «من أجل القضية» كسعي للجمع بين المادة الترفيه وتلك الجادة في مضمونها. إنه كوميديا من المخرج المغربي حسن بنجلون الذي له باع طويل في السينما اليوم، والذي سبق وتطرّق لمسائل تتعلّق بهوية يهود المغرب في فيلم نال الكثير من النقاش هو «أين تمضي يا موشي؟» (2007)؛ إذ اعتبره البعض نداءً لإعادة الاعتبار ليهود المغرب الذين رحلوا إلى فلسطين واستوطنوا إسرائيل بعد ذلك، واعتبره البعض الآخر استغلالاً للوضع يهدف إلى ترويج مضمون مسيء لمسلمي المغرب من حيث تصويرهم مستغلين لوضع اليهود الذين كانوا يمرّون في أزمة هوية وثقة.

الفيلم الجديد يختلف ولا يصح اعتباره لغزياً. هو عن تفاهم وحب بين فلسطيني لا يجد وطناً ويهودية تتعاطف معه في قضيته. الأول اسمه كريم (رمزي مقدسي) عازف في المقاهي الشعبية، فلسطيني الهوية يعيش في المغرب ويبدأ الفيلم به وهو يشارك، بعوده، فرقة من عازفيَن ومغنٍ حين يدخل شخصان أجنبيان هما منتج حفلات فرنسي (جيريمي بانستر) ومغنية (جولي دراي) ليتابعا عزفه.

ليس مقنعاً أنهما أعجبا جداً بإمكاناته؛ فعزفه (سواء أكان هو العازف فعلاً أم لا)، لم يأخذ من الوقت إلا بضع ثوانٍ قبل أن يتقدما منه ويطلبانه لحفل في مدينة وهران الجزائرية. هو سعيد بالعرض، لكنه يدق جرس الإنذار سريعاً: «عليّ أن أقول لكما إنني فلسطيني؛ وهذا قد تصاحبه مشاكل في اجتياز الحدود».

السفر في البر (من دون سبب إلا لأن الحكاية ستتطلّب ذلك كون وهران ليست بعيدة عن الحدود المغربية - الجزائرية)، والفلسطيني كريم والمغنية اليهودية سيرين ينطلقان بكل وسيلة ممكنة صوب الحدود. الشرطة المغربية تدقق وتبحث ثم تجيز عبور الحدود، والشرطة الجزائرية تدقق وتبحث ولا تجيز الدخول.

السبب هو أن شعر رمزي اليوم طويل وصورته على جواز سفره بشعر قصير. بينما تنتظره سيرين في المنطقة العازلة بين المغرب والجزائر ينطلق، وبكل وسيلة ممكنة أيضاً، للبحث عن حلاق في أقرب قرية جزائرية. وحين يفعل ذلك قبل نهاية النهار يجد بوليس الحدود الجزائري أن عليه العودة إلى القرية لأخذ صورة حديثة تطابق الصورة التي على الجواز. هذه المرة يصطحب سيرين ولديهما حتى السادسة صباحاً للعودة إلى الحدود لأخذ الختم على جواز السفر. خلال فترة وجودهما في القرية يحضران عرساً تقع فيه مشاكل عاطفية، لكنهما يعودان قبل لحظات من الوقت المطلوب ليكتشفا أن الفلسطيني لا يحتاج أصلاً إلى فيزا دخول للجزائر.

قصة خديجة

هي مهمة صعبة أن تكون فلسطينياً في العالم العربي (داخل فلسطين وخارجها)، لكن ما هو أصعب بالنسبة للفيلم، دوزنة أحداثه جيداً. هو كوميديا لديها أهداف تنساق بصورة آلية: وضع الفلسطيني. تأييد اليهودية له وتفهمها لمشكلته. مشروع حب بينهما. الزواج بالإكراه في الجزء المتعلق بالعرس القروي وتأمين العناصر الكوميدية لإنجاح هذه النظرة. كل ذلك جيد كمبدأ لتحقيق الفيلم، لكن الجهد المبذول فيه متناثر وغير متوازن التفعيل. الحكاية تشط عن أساسها في عرض ما يحدث في العرس ولمدة طويلة و، كبداية، لا تنطلق مقنعة في إيجاد الوضع الصحيح لما سيلي ولاحقاً لما هو معروض.

لكن الكوميديا رغم التقصير في وحدة السياق تنجح في إيصال أغراضها المختلفة وفي بعض ما يترامى من مشاهد ساخرة لبوليس الحدود الذي يتصرف أفراده كل حسب رؤيته. فأحد الضباط لا يتوقف عن الابتسام وهو يرفض دخول الفلسطيني إلا بشروط وآخر تلهمه الفتاة بجمالها ويكاد يعرض عليها أن تبقى في المركز للتمتع بجمالها. على الجانب المغربي نجد ضابطاً من الجدية في مسلكه بحيث لا يمكن أن يثيره شيء في كل ما يدور.

يكاد الفيلم يتوقف عند هذه النواحي ولو فعل لغاب عن المشاهدين جانب مهم يبرزه، وهو استعداد الناس العاديين للاحتفاء بكريم لمجرد أنه فلسطيني ويحاولون مساعدته «من أجل القضية»، كما يعني العنوان هنا. لكن في نهاية المطاف لا يعدو الفيلم سوى حالة ترفيهية بمضمون يحمل طرحاً لشأن جاد.

وضع قريب ومغاير في الوقت ذاته نطالعه في فيلم المسابقة الرسمية «مدار شبحي» (Ghost Tropic) للمخرج البلجيكي باس ديفوس. لأنه إذا كان «من أجل القضية» عن وضع مهزوز اجتماعياً ورسمياً للفلسطيني الذي يعاني من تبعات هويته، فإن «مدار شبحي» هو عن أرض غير مستقرة.

بطلة الفيلم اسمها خديجة (سعدية بن طيّب). امرأة مسلمة عربية من أصول مغربية وتبلغ من العمر 58 سنة. إنها، بعد سنوات مديدة من الهجرة، باتت من أهل الدار (مدينة بروكسل). تعمل خادمة تنظيف في المكاتب ليلاً، ولا بد أنها كانت منهكة؛ إذ يخطفها التعب فتنام حتى محطة المترو الأخيرة في عتمة تلك الليلة. عندما تستيقظ تجد نفسها في منطقة لا تعرفها ومن دون قدرة على العودة من حيث أتت أو إلى حيث تريد أن تذهب بسبب إغلاق المحطة بابها وتوقف القطارات منها أو إليها حتى صباح اليوم التالي.

وسيلتها الوحيدة للعودة إلى البيت هي أن تسحب بعض المال من حسابها عن طريق الآلة المصرفية لكي تأخذ سيارة أجرة، وهذه الآلة تقع داخل «المول»، الذي أغلق أبوابه أيضاً. يحتاج الأمر من هذه المرأة، التي تضع على رأسها وشاحاً ما يميزها سريعاً عن باقي المواطنين كمسلمة، إلى أن تقنع الحارس الليلي للمركز بأن يفتح لها الباب لتنفيذ ذلك. هناك، وقد سمح لها الحارس بذلك، تكتشف أنها لا تملك رصيداً.

البديل الوحيد هي أن تقطع المسافة الطويلة سيراً على قدميها.

عمق شفاف

هو ليل بارد وهي امرأة وحيدة في شوارع معتمة. لكنها ذات قلب شجاع وإيمان ثابت. لن يمضي وقت طويل حتى تبدأ خديجة بالتعرض لحوادث مختلفة. ليست كبيرة الحجم والفعل، لكن مضمونه وأهميته بالنسبة إليها وإلى المشاهدين، مهم للغاية.

على سبيل المثال، هناك تعاطفها مع عاملة محطة بنزين التي تكتشف أن ابنتها (وكلتاهما في الأصل مهاجرتان)، تخرج ليلاً وتستجيب لهوى سنواتها المراهقة في علاقاتها العاطفية. مسألة يكشف عبرها الكاتب والمخرج ديفوس عن ذلك الوضع الصعب الناتج من اختلاف القيم والمفاهيم الأخلاقية بين الأجيال الأولى والتالية المولودة في الغرب.

ويحتوي الفيلم على طرح آخر يكشف عن الجانب الآخر من المعادلة. خديجة التي لا يحتاج البلجيكي الغربي إلى أكثر من نظرة واحدة ليرتاب في شأنها، تتعرض لواقعة عندما تقترب من منزل كانت تخدم فيه وتنظر من خلال نافذة إلى شاب يعيش فيه من دون علم أحد. رجل بلجيكي يعيش في الجوار يتقدم منها مرتاباً بها. وحين تعلمه بأنها كانت تعاين منزلاً خدمت فيه قبل سنوات يخبرها أنه خال من السكان، ثم يعرض عليها عملاً كونه غير راضٍ عن الخادمة (البولندية) التي تنظف منزله.

كلا المشهدين يعرض تحت ضوء الليلة الواحدة جانبين من عملة واحدة: المشهد الأول يوفر جانباً لحياة المهاجرين والثاني يوفر جانباً آخر من تلك الحياة يبدأ بالريب قبل أن ينسحب الشك في محاولة من الشخص الغربي لتصحيح الوضع باقتراح مناوئ لمبادرته الأولى.

لا يريد الفيلم الدخول في نقاش مفتوح حول معطيات هذا المشهد. لكن على عكس، المشهد الأول الذي لا يطرح أسئلة، بل يوضح وضعاً، يعرّض المخرج بطلته لشأن يثير الاهتمام بالنسبة لها ولوضعها كما بالنسبة للمشاهد، عربياً كان أم أجنبياً. مفاد هذا الشأن هو النظرة الجاهزة الأولى، ثم غموض ما يليها من احتمالات.

«مدار شبحي» عمل جميل وجيد من مخرج جديد نسبياً (الفيلم الثالث)، يوفر نظرة فنية جميلة لحدث بسيط يقع في ليلة واحدة ويخلو من استغلال بطلته لتقديم قضية أكبر مما تفرضه الحكاية المنسابة التي تكشف عن عمق شفاف يؤازرها في ذلك تصوير ممتاز يحيط بالأجواء من دون دكانة مفتعلة أو تحريك كاميرا لأجل الإدهام أو الاستعراض. ومهم أن نعرف أن المخرج ابتعد تماماً عن تقديم فيلم تشويقي عن مخاطر الليل أو الحياة الاجتماعية، بل مال لإلقاء نظرة هادئة لوضع امرأة يمكن لها أن تكون نموذجاً لسواها. امرأة لا تريد أن تحتل من الحياة أكثر من الرقعة التي هي فيها.

 

####

 

الاحتفاء بتاريخ العاصمة المصرية السينمائي في معرض فني

«القاهرة... أحبك» يوثق بعض مشاهد الأفلام الكلاسيكية

القاهرة: انتصار دردير

الأفلام السينمائية المصرية القديمة لم تقدم المتعة والإثارة والتشويق للجمهور المصري فقط، بل وثقت معالم شوارع وميادين العاصمة المصرية القاهرة، عبر مشاهدها ولقطاتها المتنوعة، وهو ما يحتفي به معرض «القاهرة... أحبك» الذي دشنته إدارة مهرجان القاهرة السينمائي أخيراً بدار الأوبرا، ويجمع بين السينما والتاريخ، ويبرز دور القاهرة التي احتضنت الفن والسينما والأوبرا، وصارت من أهم المدن العربية فنياً وثقافياً.

المعرض يضمّ لقطات من أفلام «الأبيض والأسود» داخل أحياء القاهرة التاريخية والشعبية، يظهر بها نجوم السينما على غرار الفنانة هند رستم في مشهد من فيلم «بين السماء والأرض»، وهي تخطو في بهو عمارة «ليبون» الشهيرة بالزمالك، حيث صوّر الفيلم، وأخرى لشادية وصلاح قابيل من فيلم «زقاق المدق»، وثالثة لفاتن حمامة وهي تقود مظاهرة في شوارع القاهرة من فيلم «الباب المفتوح»، ومجسم لسينمات «راديو» و«ريفولي» و«ميامي» بوسط البلد، وتسجيل صوتي يصدر من مجسم لرائد الاقتصاد المصري طلعت حرب يحاكي تمثاله الشهير الكائن وسط القاهرة، وهو يروي قصة إقامة «استديو مصر» للتصوير السينمائي، وشاشة تعرض فيلم «صغيرة على الحب» لسعاد حسني ورشدي أباظة.

يضمّ المعرض أيضا أفيشات أشهر الأفلام المصرية مثل «المومياء» لنادية لطفي وأحمد مرعي، و«الباب المفتوح» لفاتن حمامة وصالح سليم، و«الحرام» لفاتن حمامة، وغيرها، ولا يكتفي المعرض برؤية تاريخية لمدينة القاهرة، بل يربطها أيضاً بالحاضر والمستقبل، حيث يتيح للجمهور من خلال تطبيق على الهاتف الذكي إمكانية القيام بجولة لاستكشاف المدينة باستخدام تقنية التعرف الجغرافي، ليعيش عدداً من مشاهد الأفلام الكلاسيكية في مواقع تصويرها الأصلية.

في طريقك لدخول المعرض، تستقبلك لوحة كتب عليها: «القاهرة من أقدم مواقع التصوير في العالم، لقد شهد قلب المدينة عرض عدد من أوائل الأفلام العالمية عام 1896، وبعد فترة قليلة أُنتج أول فيلم مصري، ومنذ ذلك الحين عرفت القاهرة بهوليوود الشرق، وأصبحت عاصمة للسينما، وعلى الرّغم من أنّ هذه الصناعة ولدت في خضم عصر الاستعمار، فإنّها ازدهرت بدعم ومساندة صناع السينما المصريين، واجتذبت المواهب السينمائية من كافة الأقطار العربية، وكانت القاهرة بمثابة استديو مفتوح للتصوير، ومع مرور الوقت التقطت السينما ذكريات المدينة، وأخذتنا في جولات داخل شوارعها وأزقتها وباتت حارساً على أسرارها».

في السياق ذاته، فإن الصور الفوتوغرافية التي ملأت جنبات المعرض، وتمثل حنيناً لزمن «الأبيض وأسود»، لم تخل من لمحات عصرية أضافها فنان «الكوميكس» محمود شلتوت، المدرس في الجامعة الأميركية بالقاهرة، الذي جمع بين صورته وأبطال السينما في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، فنرى عبد الحليم حافظ على كوبري قصر النيل، في لقطة من فيلم «موعد غرام»، بينما يقف شلتوت خلفه بالألوان، وفي لقطة أخرى تجمع بينه وبين رشدي أباظة وعبد المنعم إبراهيم في منطقة الزمالك بجوار فيلا أم كلثوم، قبل هدمها وتحويلها إلى فندق.

وتؤكد نانسي علي، منظمة المعرض، أنّها استعانت بهذه الصور التي توضح أماكن اندثرت لا تزال شرائط السينما تحتفظ بملامحها، وأخرى لا تزال قائمة، لكن تعرضت للتغيير بحكم الزمن، وقد أراد الفنان محمود شلتوت أن يعبر عنها بعمل «ديكوباج» يجمع بينها وبينه، لتبقى اللقطة جزءاً بالأبيض وأسود، وجزء صغير بالألوان لا يفقدها أصالتها.

وترى نانسي أنّ معرض «القاهرة... أحبك»، يستعيد ذكريات مدينة القاهرة عبر السينما، وكيف احتضنت الفنون بأشكالها، بدءاً من بناء الأوبرا الخديوية قبل مائة عام، ثم استيعابها المبكر لصناعة السينما، وكيف تحولت شوارعها ومبانيها وأماكنها التاريخية لاستديو مفتوح لتصوير الأفلام التي احتفظت لنا بملامح تلك الأماكن، وصارت تؤرخ عنها، وعن أحيائها، وقد أردنا أن ننقل هذه الأجواء كاملة لجمهور المهرجان، خصوصاً الأجيال الجديدة التي لا تعرف كثيراً عن تاريخ المدينة، ولهذا السبب رأينا أن نجمع بين الماضي والحاضر بواسطة التكنولوجيا التي يقبل عليها الشباب من خلال تطبيق على الهواتف الذكية.

 

الشرق الأوسط في

26.11.2019

 
 
 
 
 

«بين الجنة والأرض».. الحق الفلسطيني والصراخ همسًا!

طارق الشناوي

السينما الفلسطينية ليست نوعًا واحدًا، جنسية المبدع تتقاطع مع ثقافته، والمكان الذى تُطل منه دراميًّا يلعب دورًا محوريًّا، الرؤية السياسية ليست مطلقة، من الممكن أن تُغلف بـ(التابو) الرقابى، وتحديدًا فى عالمنا العربى الذى يتشدقون فيه دومًا بإيمانهم بحرية التعبير، بينما عند أول ممارسة إذا لم يعتقلك، لو كنت حسن الحظ، يكتفى بمصادرتك، حتى تصبح عِبرة لمن تسول له نفسه بتصديق (أوكازيون) الحرية.

الفلسطينى الضغوط عليه مضاعفة، تراه بأكثر من حالة طبقًا لمحل إقامته، شرقًا أم غربًا، جنوبًا أم شمالًا، الكل عليه أن يعلن وبكلمات لا تحتمل اللبس نفس التوجه الذى تتبناه السلطة الحاكمة، هناك ثمن باهظ يجب أن يدفع.

لدينا مثلًا من يعيش داخل إسرائيل ويحمل الجنسية الإسرائيلية بينما هو فلسطينى ولكنه لا يتمتع بحصانة وطنية ليس معترفًا به حتى فى إسرائيل، وفى عدد من الدول العربية وبينها مصر لا يستطيع أن يدخل بجواز السفر الإسرائيلى المسموح به للسياح، ولدينا نموذج صارخ للفنان محمد بكرى الذى قد تشارك أفلامه الفلسطينية فى العديد من المهرجانات المصرية، ولكنه غير مسموح له بعبور الأراضى المصرية، لدينا فلسطينى رام الله داخل السلطة الفلسطينية، وهو يستطيع المجىء ولكننا لا نتمكن من الذهاب إليه وإلا سوف تُتهم، سواء كنت صحفيًا أو فنانًا، بالتطبيع، جواز السفر المصرى يعرض على نقاط التفتيش الإسرائيلية، وهى التى تمنح التأشيرة، وهو فى عُرف كل النقابات المهنية فى مصر وفى أغلب البلدان العربية يعد تطبيعًا مع العدو، لدينا فلسطينى يعيش فى غزة، المحاصر من إسرائيل والمتهم بتصدير الإرهاب والتطرف، وهناك فلسطينى يسكن على أرض عربية يلتزم تمامًا بسياسة الدولة المضيفة، لأن العقاب فى هذه الحالة يصل للطرد، ثم الفلسطينى المقيم فى أوروبا وأمريكا يحمل قطعًا ثقافة مغايرة فى تعامله مع الإسرائيلى، لا يراه صديقًا ولكنه لا يعتبره أيضا عدوًّا، يفرق بين الإنسان والدولة، تفاصيل تفرض نفسها فى الرؤية التى تتناول الأفلام الفلسطينية.

تجدر الإشارة إلى أن الفيلم يحصل على الجنسية، ليس بمكان إقامة المخرج، ولا بطبيعة جواز السفر الذى يحمله، ولكن بشركة الإنتاج وأين تقع، وفيلم (بين الجنة والأرض) طبقا لهذا التوصيف إنتاج مشترك بين فلسطين وأيسلاندا.

فلسطين بعين فلسطينية تقيم فى دولة أوروبية، أى تتمتع برحابة فكرية فى التعبير بدون قيود مسبقة، الفيلم يقع فى إطار (سينما الطريق)، يتيح للكاتبة والمخرجة نجوى النجار أن تتنقل بين عدة أماكن وتلتقى بكل أنماط البشر، الفيلم قائم على تلك القراءة فى الزمان والمكان، فهى وزوجها فى طريقهما لكى يصبحا طليقين، تنتقل من السلطة الفلسطينية إلى الناصرة إلى إسرائيل، وتجوب فى فلسطين المحتلة التى صار التعبير الأوفق واقعيًا الآن هو فلسطين التاريخية، لأن الكل تخلى عن حلم مقاومة الاحتلال.. فى الطريق للبحث عن الجذور نتأكد قطعًا من التاريخ، ولكنه يفتقد القوة التى تفرض العدل، أوراق يجب إحضارها من (الناصرة) حتى تتم إجراءات الطلاق، وذلك بسبب التباس فى اسم الأب، والد زوجها، إقامته ومولده وديانته، نتحسر على البيت الفلسطينى الذى يقطنه إسرائيلى.

السيناريو لا يتوقف كثيرا أمام عمق البرود العاطفى الذى فرض نفسه بين الزوجين، والذى دفعهما لرحلة الطلاق التى تتحول لرحلة اكتشاف للوطن وللذات، لا يهم كثيرا تلك التفاصيل، فهو يطل على الحياة من خلال السيارة العتيقة التى تحمل أيضا كل هموم وإحباطات الزمن ومن ثم الوطن.

يصلان البيت المحتل، هو البيت الذى نشأ فيه الأب الذى كانوا يبحثون عن جذوره وهويته، وفى النهاية يتوجهان إلى مقابر المسيحيين، الأديان تلعب دورا فى نسيج الفيلم.. هناك اليهودى الفرنسى واليهودى العربى.. ليست أبدًا مشكلة دين ولكن توجُّه يحيل الدين إلى وطن، دلالة الوطن حاضرة جدًّا، البيوت لا تزال محتفظة بطابعها العربى، وفى كل التفاصيل الخاص يصبح عامًا، يلتقيان بسائح فرنسى يهودى وزوجته، تتعطل سيارته فيصبح لزامًا عليهما توصيله، ولكن غير مصرح لهما باصطحاب إسرائيليين، يعاجلهما قائلا إنه يهودى وليس إسرائيليًّا، ويستقلان معهما السيارة، وفى صالون السيارة بعد خلاف بسيط يتبادلان قبلة طويلة، وكأنهما يقولان بالطريقة الشامية (الكلام إلك يا جارة) وذلك حتى يتصافيا، ونصل بالسيارة من الأرض التى احتلت فى 48 إلى الأرض المحتلة فى 67 (الجولان) السورية، والتى لم يعد الخطاب العربى الرسمى السياسى يتذكر هويتها، بينما إسرائيل بكل تبجح تعتبرها جزءًا من إسرائيل الكبرى.. الأوراق لاتزال تتشكل من خلال هذا البحث الميدانى عن هوية الأب وهوية الوطن والوصول إلى حافة الحقيقة.. كان هو أيضا الدافع لإبعاد قرار الطلاق.

لم أرتح فى الفيلم للعب بالأرقام فى أوراق القضية مثل 48 أو 67 تلك الرؤية المباشرة والتى تشير إلى سنوات الاغتصاب الإسرائيلى، أعتبرها مجرد (قفشة) لم يكن الفيلم بحاجة إليها. فلسطين هى مملكة الجنة، وهم اغتصبوا الأرض وبقيت الجنة فى ذاكرة الفلسطينى، ومن هنا جاء عنوان الفيلم «بين الجنة والأرض»!.

tarekelshinnawi@yahoo.com

 

####

 

ناتالي إيمانويل تزور وادي الملوك: «أهلا نفرتاري»

كتب: ريهام جودة

على هامش زيارتها إلى مصر حيث حضرت حفل افتتاح الدورة 41 لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى، نشرت الممثلة البريطانية ناتالى إيمانويل بطلة المسلسل الأسطورى الشهير «صراع العروش»، صورا لها فى زيارتها إلى الأقصر وحماسها للتواجد داخل وادى الملوك وزيارة مقبرة نفرتارى بنشر عدة صور عبر حسابها الرسمى على إنستجرام وتويتر، حيث نشرت صورا لها داخل المقبرة وكتبت «أهلا نفرتارى».

كما نشرت عدة صور تعبر خلالها عن إعجابها بالحضارة الفرعونية القديمة، بعضها يظهر فى خلفيتها تمثال رمسيس الثانى فى معبد أبوسمبل، ومن المقرر أن تتوجه «ناتالي» بعد زيارتها للقاهرة وللأقصر إلى سيوة لزيارتها والتمتع بأجواء الواحات الهادئة، لتلحق بعدد من النجوم العالميين ممن زاروا تلك الأماكن السياحية مؤخرا ومنهم نجمة الغناء الأمريكية كيتى بيرى التى قضت 10 أيام فى مصر بين سيوة والأقصر واختتمتها بزيارة أهرمات الجيزة.

 

####

 

روزالين البيه.. الوجه الإعلامي لأيام صناعة السينما بمهرجان القاهرة

كتب: فاطمة محمد

تعمل الفنانة روزالين البيه حاليًا على تسجيل لقاءات مصورة مع عدد كبير من الفنانين العرب والأجانب، وذلك باعتبارها الوجه الإعلامي لفعاليات أيام أعمال القاهرة لصناعة السينما، ضمن الدورة الـ 41 لمهرجان القاهرة السينمائي، التي تقام في الفترة من 20 لـ 29 نوفمبر الجاري.

ومن المنتظر أن يتم تقسيم هذه اللقاءات على ثلاث حلقات منفصلة يتم عرضها عبر الصفحات الرسمية للمهرجان على مواقع التواصل الاجتماعي، ابتداءً من يوم 27 لـ 29 نوفمبر الجاري.

على صعيد آخر، كانت «البيه» قد اعتذرت في اللحظات الأخيرة عن مشاركتها كسيناريست في ورشة تطوير السيناريو التليفزيوني، بعد أن سحبت مشروع السيناريو الخاص بها، والذي كان يحمل اسم «ثوم»، وذلك لاضطرارها للتواجد في نيويورك خلال أول يومين من المهرجان، لتصوير بعض مشاهدها في الجزء الثاني من المسلسل الأمريكي «رامي»، الذي كان قد حقق نجاحًا كبيرًا بعد عرضه في شهر رمضان الماضي.

فيما أكدت روزالين البيه أنها ستشارك بمشروعها «ثوم» في ورشة أخرى حينما يتسنى لها الوقت المناسب، لافتة إلى أن هذه التجربة ليست الأولى لها في الكتابة، حيث شاركت سابقًا في كتابة العديد من السيناريوهات بالتعاون مع بعض المؤلفين والمخرجين.

 

####

 

مهرجان القاهرة السينمائي يكرّم «شرير تيتانيك» بيلي زين

كتب: علوي أبو العلا

أعلن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، عن تكريم الممثل والمخرج الأمريكي، وليام جورج الشهير بـ «بيلي زين»، والذي يعد واحداً من أبرز الشخصيات الفاعلة في صناعة السينما، واشتهر بتقديم شخصية الشرير «هوكلي» في فيلم «تيتانيك».

ويتسلم «زين» تكريمه في السادسة والنصف من مساء غدا الأربعاء، بالمسرح الكبير في دار الأوبرا المصرية، وذلك قبل عرض الفيلم البرازيلي «الرجل الودود».

علاقة «بيلي زين» بالتمثيل بدأت مبكرًا، حيث ولد لأبويان لديهما شغف بهذه المهنة، قبل أن يدرس المسرح في «هاراند للفنون المسرحية»، ويظهر لأول مرة عام 1985 في فيلم الخيال العلمي «العودة إلى المستقبل» الذي حقق نجاحا جماهيريا واسعا، وبعدها بعام، ظهر لأول مرة على الشاشة الصغيرة بفيلم «Brotherhood of Justice»، وهو فيلم تلفزيوني.

أمضى «زين» حقبة الثمانينيات في جمع الخبرات وأداء عدد من الأدوار التي نال عنها اشادات نقديه في أفلام مثل Dead Calm، Critters، Back to the Future Part II، وفي التسعينات حقق نجاحا ملحوظا في مسلسل الدراما الحربية «ممفيس بيل»، قبل أن يقدم دور«جون ويلر» في مسلسل «قمم الذروة». وفي عام 1997، وبعد نجاحه في فيلم «تيتانيك»، قدم عام 2001 دورًا مهمًا في فيلم The Believer نال عنه استحسان النقاد، كما فازعنه بجائزة لجنة التحكيم الكبرى في مهرجان صندانس السينمائي عام 2001.

واستمر «بيلي زين» في تقديم أدواره المميزة، في كثير من الأفلام، منها؛ The Phantom، Pocahontas II: Journey to the New World Cleopatra، وThe Legends of Tomorrow، وSniper.

 

####

 

فيلم «ليلى وأنا» يفوز بجائزة قنوات ART بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي

كتب: أحمد النجار

فاز مشروع فيلم «ليلى وأنا» للمخرجة المصرية ماجي مرجان، بالجائزة المقدمة من قنوات راديو وتلفزيون العرب ART لأفضل سيناريو، وقيمتها ١٠ آلاف دولار، لمسابقة مشروعات الأفلام بملتقى القاهرة السينمائي، والمقام ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

الفيلم الفائز تدور قصته حول «نادية» التي تعود مع شقيقتها «ملك» إلى مصر، لبيع منزل العائلة الذي تبلغ قيمته ملايين الجنيهات، فتقابلان مستأجرة ثمانينية يهودية، ترفض القبول بالتسوية لترك شقتها، لأنها وحيدة وليس لها أقارب، وتريد العيش بشقتها حتى وفاتها.

جدير بالذكر أن «ملتقى القاهرة السينمائي» يوفر فضاء مهما لإجراء النقاشات والاجتماعات والورش والمحاضرات، كما يفسح المجال لإقامة تعاون بين المواهب العربية والمحلية، وأهم الشخصيات الدولية في عالم صناعة الأفلام، بهدف دعم السينما العربية، وضمت لجنة تحكيم الملتقى هذا العام كل من السيناريست مريم نعوم، وإيدا مارتينزا، المؤسسة والمدير العام لشركة New Films Media Luna والمنتج جورج ديفيد، مستشار المشاريع السينمائية والتليفزيونية.

 

####

 

من الأفلام الصامتة إلى الأوسكار .. سينما فرضت الثقافة اللاتينية

كتب: ريهام جودة

يحتفى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى هذا العام بالسينما المكسيكية ضمن برنامج خاص بالدورة الـ 41 يحمل اسم «أضواء على السينما المكسيكية»، والذى يشهد عرض 8 أفلام من إنتاجات متنوعة تم تقديمها في السينما المكسيكية، وهى «600 ميل» إخراج جابريلريبستاين عام 2015، «وريح سوداء»، و«مُزمن» إخراج ميشيل فرانكو 2015،و«هذا الشغف الغريب» لويبونويل|1953، و«عقوبة مدى الحياة» إخراج أرتوروريبستاين 1979، و«ضوء صامت» إخراج كارلوسريجاداس 2007، و«التركيبة السرية» روبنخاميز 1965، و«الدفنات الثلاث لميلكادس إستراد» إخراج توميليجونز والذى شاركت في إنتاجه إلى جانب المكسيك كل من فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية 2005. وضمن الاحتفال بتكريم السينما المكسيكية، أقام المهرجان حلقة نقاشية بعنوان «تحت المجهر: العصر الذهبى الثانى للسينما المكسيكية»، أداره الناقد محمد طارق، وشارك فيه من ضيوف السينما المكسيكية السيناريست والمخرج جيّرمو أرياجا، الذي ترشح للأوسكار، كما حاز جائزة أفضل سيناريو من مهرجان كان السينمائى، والسيناريست والمنتج ميشيل فرانكو، الحائز جائزة قسم «نظرة ما» مرتين، والمخرج جابرييل ريبشتاين، الحائز جائزة أفضل عمل أول في مهرجان برلين السينمائى عام 2015، وابن المخرج المكسيكى الشهير أرتورو ريبشتاين الذي قدم النسخة المكسيكية من «بداية ونهاية» لأديب نوبل نجيب محفوظ التي قدمتها سلمى حايك.

وتحدث الناقد محمد طارق عن السينما المكسيكية باعتبارها واحدة من أبرز أنواع السينما في أمريكا اللاتينية، وتعد من أقدم أنواع السينما، فقد بدأت عام 1898 وشهدت تطورات كبيرة على المستويين الفنى والإبداعى على مدى عقود طويلة، وتابع «طارق»: «العصر الذهبى للسينما المكسيكية كان في المرحلة التي حققت صناعة السينما المكسيكية احترافها في دول أمريكا اللاتينية وإسبانيا، عقب فترة الحرب العالمية الثانية بين عامى 1939 و1945، حيث كونت سوقا راسخة داخل وخارج البلاد بعد فترة السينما الصامتة (1896 ـ 1929)، وجاء الإنتاج السينمائى في زيادة ولتوسيع السوق القائمة.

وانطلق الدعم الأمريكى بعد ذلك، ليعطى طفرة غير مسبوقة في السينما الوطنية بالمكسيك، حيث تم إنشاء استوديوهات السينما الكبرى لأسباب استراتيجية والحفاظ على السيطرة الأمريكية على المكسيك، وحققت بعض الأفلام المكسيكية نجاحا نقديا وتجاريا، منها «امرأة من ميناء» عام 1934، و«اثنان من الرهبان» 1935، لتصل شخصيات سينمائية قدمت في تلك الأفلام وغيرها ما يمكن وصفه بالأساطير لدى الجمهور المكسيكى، مثل شخصيات «أندريا بالما، استير فرنانديز، لوب فيليز، تيتو ودومينجو سولير».

وعقب الحرب العالمية الثانية، بدأ العصر الذهبى للسينما المكسيكية بظهور جيل جديد من المخرجين، كانوا أكثر اهتماما بترسيخ الصورة الحقيقية للنجوم الوطنيين المعبرين عن المجتمع المكسيكى، وارتبطت بالنجوم مثل «خورخى نيخريتي» و«بيدرو إنفانتي» اللذين أصبحا من بين معبودى الجماهير بأفلام مثل «نحن الفقراء» 1947، و«ثلاثة» 1947، و«سرعة كاملة» 1949، إلى جانب «زهرة برية» عام 1943، للمخرج إميليو إنديو فرنانديز، وبطولة بيدرو ارمينداريز ودولوريس ديل ريو، وكانت جواز المرور إلى المهرجانات العالمية وجوائزها الكبرى.

وتحفل السينما المكسيكية برموز من نجماتها مثل «ماريا فيليكس» وهى حالة استثنائية في أدوار «مصاص الدماء» و«الفاتنة فام»، كما اشتهرت «دولوريس ديل ريو»، و«سيلفيا بينال».

وفى بداية الستينيات، عانت السينما المكسيكية أزمة حادة، تراجع خلالها الإنتاج من مائة فيلم إلى 29 عام 1963، ثم عادت لتتعافى مع الموجة الجديدة من السينمائيين مثل خومى جارسيا اسكوت الذي قدم «فى الشرفة الخاوية» 1961، وعادت في الثمانينيات لتقدم معدل إنتاج يبلغ 80 فيلمًا في السنة.

ومؤخرا، قدمت السينما المكسيكية عددا من المخرجين إلى السينما العالمية، الذين استطاعوا عبور الحدود ومنافسة أعتى المخرجين الأمريكيين، منهم «أليخاندروا جونزالز إيناريتو» و«جوليرمو ديل تورو» و«ألفونسو كوران».

 

####

 

السينما المكسيكية ضيف شرف الدورة 41 لمهرجان القاهرة السينمائي

كتب: فادي فرنسيس

كرّم السفير المكسيكى بالقاهرة، خوسيه أوكتابيو تريب، عددًا من مخرجى الأفلام المكسيكية المشاركين في مهرجان القاهرة السينمائى، مساء أمس الأول، بمقر إقامته، حيث وقع الاختيار على السينما المكسيكية لتكون ضيف شرف الدورة 41، التي تتواصل فعالياتها حتى 29 نوفمبر الجارى، ويشمل برنامج الاحتفاء بالسينما المكسيكية في هذه الدورة عرض 8 أفلام، بالإضافة إلى إقامة عدد من الندوات والمحاضرات التي تُلقى الضوء على صناعة السينما المكسيكية، وحضر الاحتفالية عدد من الفنانين، أبرزهم محمد حفظى، رئيس مهرجان القاهرة، والفنانة لبلبة.

وقال السفير المكسيكى إنه لمس بنفسه رد فعل المصريين حول الأفلام المكسيكية المعروضة بالمهرجان، ووجد تفاعلًا كبيرًا معها.

وأضاف، في تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم»، أن عرض هذه الأفلام سيُظهر المواهب المكسيكية في مجال السينما، ما سيؤثر بالإيجاب على مستقبل صناعة السينما في بلاده.

وأشار إلى أن السينما المكسيكية كانت حاضرة بقوة هذا العام في المهرجانات المصرية، ومنها مهرجان القاهرة السينمائى ومهرجان أسوان لسينما المرأة ومهرجان الإسماعيلية للسينما التسجيلية، لافتًا إلى أنه يتمنى أيضًا مشاركة الأفلام المصرية في بلاده، ما سيسهم في تبادل الخبرات بين البلدين.

من جانبه، قال محمد حفظى، رئيس المهرجان، إن المكسيك تمتلك تجربة كبيرة في مجال السينما، والدليل على ذلك الطفرة الكبيرة التي حدثت على مدار السنوات العشر الماضية، حيث قدمت العديد من الفنانين الناجحين، الذين شارك عدد منهم في هوليوود، فضلًا عن حصول مخرجين على جوائز كبرى في مجال السينما.

وأضاف، في تصريحاته لـ«المصرى اليوم»، أن تجربة المكسيك تستحق الدراسة، فهى سينما طموحة استطاعت تجاوز كل الصعوبات، مُحقِّقة نجاحات ملموسة.

وأوضح: «دور المهرجانات هو تعريف الجمهور بنوع جديد من السينما، فما حققته المكسيك من نجاحات كبرى جعل لها تواجدًا في الأحداث السينمائية الكبيرة».

وعبّر المخرجون المُكرَّمون في الحفل عن سعادتهم بعرض أفلامهم في مصر خلال فترة المهرجان، حيث قال المخرج فيرناندو فرياس إنه سعيد لمشاركته في هذا المهرجان الكبير، الذي أعطاه الفرصة لعرض فيلمه «أنا لم أعد هنا»، مضيفًا أن الفيلم حقق رد فعل كبير من جانب الحضور في مهرجان القاهرة السينمائى.

السيناريست ميشيل فرانكو أكد أن هذا المهرجان أعطى فرصة كبرى لعرض المواهب المكسيكية، فبلاده حققت طفرة في مجال السينما، وأن مشاركة هذه الأفلام في مصر تحمل تأثيرًا إيجابيًا لتبادل الخبرات مع السينما المصرية، مضيفًا أنه ينتظر عرض فيلم «أوكرانيك»، الذي شارك في كتابته خلال فعاليات المهرجان.

وقدمت المكسيك 176 فيلمًا عام 2017، وفى عام 2018 زاد العدد إلى 186 فيلمًا، مُحطِّمة بذلك الأرقام القياسية في صناعة السينما.

 

####

 

توزيع جوائز مسابقة iRead لكتابة السيناريو والقصة القصيرة

كتب: هالة نور

شهد مهرجان القاهرة السينمائى الدولى حفل توزيع جوائز مسابقة iRead Awards، الخاصة باكتشاف المواهب في كتابة السيناريو والقصة القصيرة، وتقام بالتعاون مع مبادرة iRead، وخلال الاحتفالية التي أقيمت مساء أمس الأول، تسلم الفائزون جوائز مسابقة القصة القصيرة، والتى فاز بالمركز الأول فيها أحمد محمود أحمد جاد الكريم وتبلغ قيمتها 25 ألف جنيه، وحصد محمود عاشور عبدالوهاب جائزة المركز الثانى بقيمة 15 ألف جنيه، بينما فاز أحمد خليفة بقسيمة شراء من مكتبات فيرجن ستور بقيمة 10 آلاف جنيه عن فزورة بالمركز الثالث.

أما مسابقة المعالجة السينمائية، والتى يبلغ مجموع جوائزها نحو 50 ألف جنيه، فحصد جائزة المركز الأول فيها عمرو عبدالله المعداوى، وفاز رامى محمد الشيخ بالمركز الثانى، بينما فاز بالمركز الثالث بلال حسنى السيد.

وأعلنت مبادرة iread عن اختيار أفضل 20 عملا من بين الأعمال المقدمة، وطبعها في مجموعة قصصية. وقال محمد حفظى، رئيس مهرجان القاهرة السينمائى: «إن تملك القدرة على صياغة قصة قصيرة مؤشر مهم يدل على إمكانية حكى فيلم، سواء كان طويلا أو قصيراً، أو مسلسلا بالضرورة، ونسعى دائماً، من خلال مهرجان القاهرة، إلى تسليط الضوء على كل العناصر التي تغذى الصناعة السينمائية في العالم العربى، والسيناريو المقتبس من رواية واحد من أهم العناصر التي تضمن أفلاما تحكى قصصاً تستحق الرواية. وحرصاً منا في مهرجان القاهرة على تأسيس مواهب التأليف ودعمها، فهذا يجعلنا فخورين بإطلاق مسابقة iRead Awards ضمن فعاليات الدورة 41 لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى، بهدف اكتشاف وتشجيع ودعم هذه المواهب».

وعلق الكاتب والسيناريست أحمد مراد على المسابقتين: «تغذية الأدب والسينما بأقلام جديدة متطورة قادرة على تحريك المياه الراكدة، ومن ثم إثراء الوعى هو مهمة أجدها في أهمية القراءة ذاتها، حيث اختبار المواهب هو الخطوة الأساسية لتحفيز واكتشاف نجيب محفوظ جديد لهذا العصر».

لجنة التحكيم الخاصة بمسابقة المعالجة السينمائية تضم المخرج السينمائى والمؤلف تامر محسن، والفنانة الأردنية صبا مبارك، والفنان التونسى ظافر العابدين، والمحلل السينمائى علاء كركوتى، والكاتب والسيناريست أحمد مراد.

أما لجنة تحكيم مسابقة القصة القصيرة، فتضم في عضويتها: أمين عام المجلس الأعلى للثقافة د .هشام عزمى، والمهندس ياسر شاكر، والكاتب والسيناريست أحمد مراد، وهالة حجازى، والقاص والروائى المصرى حسن كمال، والناقدة والروائية المصرية د. شيرين أبوالنجا.

 

المصري اليوم في

26.11.2019

 
 
 
 
 

روزالين البيه الوجه الإعلامي لأيام صناعة السينما بمهرجان القاهرة السينمائي

كتبت- منى الموجي:

تعمل الفنانة روزالين البيه، حاليًا على تسجيل لقاءات مصورة مع عدد كبير من الفنانين العرب والأجانب، وذلك باعتبارها الوجه الإعلامي لفعاليات أيام أعمال القاهرة لصناعة السينما، ضمن الدورة الـ 41 لمهرجان القاهرة السينمائي، التي تقام في الفترة من 20 لـ 29 نوفمبر الجاري.

ومن المنتظر أن يتم تقسيم هذه اللقاءات، على ثلاث حلقات منفصلة يتم عرضها عبر الصفحات الرسمية للمهرجان على مواقع التواصل الاجتماعي، ابتداءً من يوم 27 لـ 29 نوفمبر الجاري.

على صعيد آخر، كانت روزالين اعتذرت في اللحظات الأخيرة عن مشاركتها كسيناريست في ورشة تطوير السيناريو التليفزيوني، بعد أن سحبت مشروع السيناريو الخاص بها، والذي كان يحمل اسم "ثوم"، وذلك لاضطرارها للتواجد في نيويورك خلال أول يومين من المهرجان، لتصوير بعض مشاهدها في الجزء الثاني من المسلسل الأمريكي "رامي"، الذي كان قد حقق نجاحًا كبيرًا بعد عرضه في شهر رمضان الماضي.

فيما أكدت روزالين البيه، على أنها ستشارك بمشروعها "ثوم" في ورشة أخرى حينما يتثنى لها الوقت المناسب، لافتة إلى أن هذه التجربة ليست الأولى لها في الكتابة، حيث شاركت سابقًا في كتابة العديد من السيناريوهات بالتعاون مع بعض المؤلفين والمخرجين.

 

####

 

مخرجة "احكيلي": "لم أسع لفضائح عائلية..

ولا مجال للمقارنة بخالي يوسف شاهين"

كتب- ضياء مصطفى:

قالت ماريان خوري، مخرجة فيلم "احكيلي"، إنها سعدت بالحالة التي صنعها الفيلم، في عرضه الأول بمهرجان القاهرة السينمائي، ضمن المسابقة الرسمية

ويحكي الفيلم الوثائقي احكيلي عن نساء في عائلة ماريان خوري، من خلال شهادات ومواد أرشيفية، ويظهر في الفيديو خالها يوسف شاهين للحديث عن أخته ووالدته.

وأضافت خوري، خلال ندوتها، أنه لا يوجد سيناريو وحوار، لكن كانت هناك ترتيبات كبيرة قبل الشروع في الفيلم، من بينها الدراسة وجمع الأرشيف الخاص بالعائلة، والتخلص من بعض الآلام النفسية الخاصة لها

ولفتت إلى أنها كانت ستنفذ هذا الفيلم، حتى لو لم يقم خالها يوسف شاهين بعمل أفلام سير ذاتية، مشيرة إلى أنها دائما ما كانت تصور وتأرشف كل لحظات العائلة ولحظاتها الخاصة.

وأوضحت أن الفيلم أخذ 9 سنوات، أي منذ آخر أفلامها، لكن تقنيا فإنه احتاج لـ3 سنوات فقط.

وأشارت إلى أنها لا تقدم رسائل في الفيلم، ولكن ربما "تيمات" منها علاقة الأم والابنة، وأن الأم تحب بطريقتها.

ولفتت إلى أن تصالحت مع أمها بعد الفيلم، لأن قدم لها إجابات على أسئلة كثيرة وأشياء تدور بداخلها.

وأكدت أنها لم تسع لعرض فضائح وهناك الكثير من الأشياء لم تتحدث عنها، وأنها ركزت على العلاقات بين النساء في العائلة ومساراتهن.

وأوضحت أن الفيلم عُرض في مهرجان إدفا، أكبر مهرجان للسينما الوثائقية والتسجيلية بالعالم، وقد حدث تطورا كبيرا في صناعة هذه الأفلام.

وقالت إنه لا يوجد للمقارنة مع يوسف شاهين، لافتة إلى استعانتها ببعض مشاهد من أفلامه في فيلمها

وأكدت أن الحديث في العائلة كما ظهر على الشاشة مختلطا بين الفرنسية والعربية وأحيانا الإنجليزية

وأشارت إلى أنها تأثرت بعدة أفلام منها فيلم عن عائلة لبنانية وقت الحرب، وفيلم آخر عن شخص يصور نفس الأشخاص كل 7 سنوات

وأكدت أن أزمة الهوية والحديث عن موجودة في العائلة، لكن الجيل الحالي بدأ يتحدث عنها بحرية أكبر، فيما يخص أن أصولنا بين اليونان ومصر والشام، والعيش لفترات طويلة خارج مصر، والدراسة في مدارس فرنسية وغيرها

وأوضحت أن ابنتها تدرس حاليا السينما في كوبا وتحرص على التصوير أيضا وقد تقدم فيلما خاصا بها

وعن موعد عرض الفيلم في دور العرض، أكد أنه في يد سينما كريم "زاوية" صاحبة حق توزيعه

 

موقع "مصراوي" في

26.11.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004