كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

صناع الفيلم التونسى «بيك نعيش» يتحدثون لـ«الشروق»

محمد عباس:

القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الحادية والأربعون

   
 
 
 
 
 
 

* المخرج مهدى البرصاوى: السينما فى بلدى أصبحت تتمتع بالحرية.. وفيلمى يتناول قضية شائكة

* شاركنا فى 30 مهرجانا دوليا.. واختيار الفيلم لافتتاح مسابقة «آفاق السينما العربية» شرف كبير

* الفنانة نجلاء بن عبدالله: قطعت عهدا على نفسى ألا أحضر مهرجان القاهرة السينمائى إلا بعمل لى

شهدت فعاليات مسابقة «آفاق السينما العربية» بالدورة الـ41 من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، عرض الفيلم التونسى «بيك نعيش» للمخرج مهدى البرصاوى، وسط حضور جماهيرى كثيف بمسرح الاوبرا الكبير، فيما حضر من فريق العمل بالفيلم مع مخرجه البرصاوى كل من المنتج مهدى عطية، وبطلة العمل نجلاء بن عبدالله، كما حرص على حضور العرض الممثلة المصرية رانيا يوسف، والفنانة التونسية ساندى على، بالإضافة إلى المنتج محمد حفظى.

وحظى الفيلم بحضور جماهيرى كبير أثناء إعادة عرضه بسينما زاوية، حيث نفدت تذاكره قبل العرض بساعات.

وكان لـ«الشروق» لقاء خاص مع مهدى البرصاوى ونجلاء بن عبدالله صناع فيلم «بيك نعيش»، الذى حصل على جائزتين أثناء عرضه العالمى الأول فى قسم آفاق بالدورة الـ76 لمهرجان فينيسيا السينمائى بسبتمبر الماضى.

وقال «البرصاوى» إن «بيك نعيش» هو أول تجربة له لفيلم روائى طويل، وسبقه 3 أفلام قصيرة شاركوا فى العديد من المهرجانات، وأن الفيلم شارك فى 30 مهرجانا عالميا، وهذا الأسبوع فقط يعرض الفيلم فى 9 مهرجانات دولية، والأسبوع المقبل سيعرض فى 12 مهرجانا، ولكنه فخور جدا باختيار فيلمه للمشاركة فى مسابقة «آفاق السينما العربية» ضمن مهرجان القاهرة السينمائى، وأنه لشرف كبير لصناعة ولبلدهم تونس باختياره لافتتاح هذه المسابقة.

وأوضح «البرصاوى» أن «بيك نعيش» يناقش قضية شائكة فى المجتمع التونسى وهى عدم سماح القانون بالتبرع بأعضاء جسم الإنسان من خارج عائلة المريض، حيث تدور احداثه فى الفترة التى فى أواخر 2011، ويدور الفيلم حول «مريم» و«فارس» أثناء ذهابهم برحلة إلى جنوب تونس يتعرض ابنهما «عزيز» لطلق نارى عشوائى، ويذهبان به إلى أقرب مستشفى، وهى بمدينة «تطاوين» التى تبعد 500 كيلو عن العاصمة التونسية، وتختلف ثقافة أهلها عن ثقافة «مريم» و«فارس»، حيث إن أهل هذه القرية من طبقة رقيقة الحال على عكس الزوجين الميسورين، وأثناء قيام الأطباء بمعالجة ابنهما «عزيز» يكتشفون تهتكا بالكبد يتحتم زراعة كبد جديدة له لإنقاذ حياته، وتكشف الفحوصات سرا كبيرا أخفته «مريم» لسنوات عدة يتعلق بخيانتها لـ«فارس» فى بداية زواجهما، وأن «عزيز» ليس ابنه، ولكن مشاعر الأبوة تطغى على «عزيز» الذى يقرر مساعدته على الشفاء، ويحاولوا إيجاد متبرع له بالطريقة القانونية، ليبقى بين امرين إما يبحث عن الأب الحقيقى ليطلب منه التبرع لابنه، او الاتصال بتاجر للأعضاء البشرية والذى يدخله إلى العالم السفلى للاتجار بالبشر.

وقال «البرصاوى»، إنه لم يخف من ردود الفعل حول طرح تلك القضية لأن المجتمع التونسى تحرر بعد 2011، وأصبح متفتحا وواعيا أكثر، كما أنه أصبح هناك الكثير من الحريات، وأصبحت السينما التونسية تطرح جميع القضايا بدون أى تضييق، وأنه كان خائفا من رد فعل الجمهور المصرى، لأن ليس بالجمهور السهل ولديه ثقل وثقافة سينمائية كبيرة، وأنه دائما ما يترقب الكثير من فيلم الافتتاح، ولكنه سعيد جدا من ردود الفعل، ولأن الجمهور تفاعل مع أحداث الفيلم ومع الشخصيات، وقدر المجهود المبذول فيه، حيث على مدار 5 سنوات، منذ بداية الفكرة وحتى الانتهاء من المونتاج.

وعبر مخرج «بيك نعيش» عن تفضيله لتقديم الأفلام الطويلة على القصير، لأنها تتيح وقتا أكبر لتطوير قصة الفيلم وإظهار المزيد من التفاصيل، وجعل تسلسل الأحداث أكثر دقة، وأن ليس لديه مانع من تقديم الأفلام التجارية، فلا يوجد فرق بين فيلم قصير أو طويل أو تجارى، فالفيلم يوصل حالة معينة أو قضية معينة لا يهم تصنيفه طالما يوصل الفكرة المرادة منه.

وأكد «البرصاوى» أنه سيبدأ فورا فى كتابة فيلمه الجديد، فور الانتهاء من طرح «بيك نعيش» فى دور العرض، حيث إنه من المقرر عرض الفيلم بالسينمات فى 20 دولة.

وقالت الممثلة التونسية نجلاء بن عبدالله، إنها تحمست للمشاركة بالفيلم، بسبب الكتابة الجيدة للسيناريو وحماس البرصاوى وإيمانه به، كما أن دورها بالفيلم ثرى بالمشاعر والأحاسيس التى تخرج أفضل ما فى الممثل.

وأوضحت أن الفيلم سيعرض تجاريا بتونس فى يناير المقبل، وأنها كانت خائفة من رد فعل الجمهور العربى، والمصرى والتونسى بالأخص، لأن الجمهور هنا لا يرحم فإذا لم يعجبه الفيلم ينتقده ودائما ما تلحظ عيناه الخطأ، وهو جمهور دمعته ليست سهلة ولا ضحكته سهلة، ولكن ردود الفعل التى رأتها من الجمهور المصرى طمأنتها فهو جمهور ذواق ويعرف كيف يقيم ما يراه.

وعبرت نجلاء عن سعادتها الغامرة باختيار «بيك نعيش» ليشارك فى مهرجان القاهرة؛ فهو شرف كبير لأى فنان أن يشارك فيلمه بمهرجان بحجم مهرجان القاهرة، مؤكدة أنها كانت قد قطعت عهد على نفسها ألا تأتى إلى مصر إلا ولها فيلم بالمهرجان، مبدية إعجابها بالمهرجان وبتنظيمه، وبحفاوة استقبال إدارة المهرجان لهم.

 

####

 

المخرج المغربى حسن بنجلون:

قدمت «من أجل القضية» حتى لا ننسى آلام فلسطين

نجلاء سليمان:

شهدت قاعة المسرح الصغير بدار الاوبرا المصرية، العرض العالمى الأول للفيلم المغربى «من أجل القضية» أمس، بحضور مخرجه المغربى حسن بنجلون.

الفيلم الذى تدور أحداثه حول «كريم» العازف والمغنى الفلسطينى، والذى يتعرف على المغنية الفرنسية «سيرين» التى تقدم له فرصة للغناء فى وهران بالمغرب مع فريقها، ولكنهما يواجهان أزمات تتعلق بالتعقيدات الحدودية، ويقضيان يوما بليلة يتنقلان بين الجسر الذى يربط بين الجزائر والمغرب.
سيرين التى دخلت حياة كريم وقلبتها رأسا على عقب وأعادت له خلال الرحلة ذكريات طفولته المأساوية مع قوات الاحتلال ومعاناة أسرته حتى هاجر إلى إسبانيا، هى يهودية فرنسية لا تؤمن بالصراعات والحدود، وهذه الأفكار المتفائلة التى أعلنت عنها جهرا، وضعت كريم فى مأزق مع موظفى الجمارك خاصة على الحدود الجزائرية الذين قرروا استخدام سلطتهم معه ومنعه من الحصول على الفيزا.

وفى ندوة أقيمت عقب عرض الفيلم، قال المخرج حسن بنجلون إنه حاول تحريك الضمائر بالحديث عن القضية الفلسطينية حتى لا ينساها الإنسان العربى، موضحا أن قصة الفيلم حقيقية وقعت معه فى السبعينيات ولكن ببعض التفاصيل المختلفة حيث كان يحاول المرور من النمسا لتشيكوسلوفاكيا فى وقت الصراع بين الرأسمالية والشيوعية، وطلب منه قص شعره واضطر للذهاب إلى إحدى القرى، كما دار بينه وبين صديقته التى لازمته الرحلة حوار شيق وقاما بالعديد من الأشياء غير المعتاد عليها.

وشرح مخرج الفيلم، عددا من الإسقاطات التى أشار لها فيلمه مثل إسقاط المرأة العجوز التى تمثل حال جامعة الدول العربية حينما قسمت الأراضى الفلسطينية، وأيضا كيف تاجر الكثيرون بالقضية.

وعن اختيار فتاة يهودية لمصاحبة الشاب الفلسطينى فى رحلته، أوضح بنجلون أن هذه التركيبة منحت القصة قوة فى مضمونها الإنسانى، الذى يؤكد أن حل القضية سيكون باتفاق هذين الطرفين ولا أحد آخر.

 

####

 

مخرج «أنا لم أعد هنا»: استعنت بأبطال غير محترفين..

والفيلم استغرق 7 سنوات

منة عصام

أكد المخرج فرناندو فرياس عقب عرض فيلمه «أنا لم أعد هنا» ضمن فعاليات المسابقة الدولية، أنه استعان في عمل هذا الفيلم بأطفال حقيقيين ليؤدوا دور البطولة ضمن الأحداث، وهم بالفعل منتمون لفرقة موسيقية اسمها «التيركوس» في بلدة مونتيريه شمال شرق المكسيك، وقد استغرق 6 أشهر لتدريبهم كي يستطيعوا الوقوف أمام شاشة الكاميرا وأداء الأدوار الموكلة إليهم.

الفيلم تدور أحداثه حول بطل الفيلم يوليسيس الذي يعيش في بلدة مونتيريه شمال المكسيك، وهي بلدة تشتهر بعزفهم ورقصهم على نوع خاص من الموسيقى اسمه الكومبيا، ويضطر بسبب ظروف صعبة حدثت له أن يهاجر بشكل غير شرعي إلى أمريكا، ولكنه يظل يعاني من تنمر الناس عليه بسبب طبيعته في الملبس وقصة الشعر الغريبة وعدم تقبلهم لموسيقاه، وهو ما يشعره بعدم الانتماء، ولكن يتم ترحيله مجددا إلى المكسيك عقب تولي ترامب للرئاسة وبنائه حاجزا بين البلدين.

وفي الندوة التي أدارها الناقد السينمائي رامي عبدالرازق، أكد المخرج أنه لم يتعمد استخدام موسيقى الكومبيا تحديداً للتعبير عن قضايا التنمر وعدم تقبل المختلف، وقال: «أثناء عملي على الفيلم، كانت مدينة مونتيريه في الشمال المكسيكي هي الأنسب لبناء الأحداث نظراً لقربها من الحدود مع أمريكا، وهو ما يسهل مهمة عرض قضايا التهجير غير الشرعي والاتجار في المخدرات، وطبيعة أهل هذه المدينة أنهم يحبون هذه الموسيقى، والتي وجدتها فرصة جيدة لعرضها على الشاشة كنوع من محاولة البطل الهروب من الواقع المؤلم».

وَأضاف: «استعنت بأبطال غير محترفين، وهم بالفعل فرقة موسيقية تعيش في هذه المدينة، واستغرق تدريبهم 6 أشهر كاملة، أما التحضير للفيلم نفسه فاستغرق 7 سنوات كاملة، بسبب البحث المطول وكتابة السيناريو، أما التصوير فبدأ عام 2017 ثم اضطررنا للتوقف عام كامل لاستخراج تأشيرات الدخول إلى أمريكا، ثم استكملنا التصوير في مدينة نيويورك»، مؤكداً أنه صور في الأماكن الحقيقية دون الاستعانة بأي نوع من الديكورات.

أما عن عرض الفيلم، فقد أشار فرياس إلى أنه عُرض تجاريا في المكسيك، واضطر إلى وضع ترجمة بالإسبانية بسبب احتواء العمل على العديد من الألفاظ الشعبية جداً والتي لم يتمكن من فهمها عدد كبير من المشاهدين، أما عرضه في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي فهو يعتبر العرض الأول له في المنطقة العربية بأكملها.

وقال المخرج فرناندو فرياس إن موسيقى الكومبيا أصلها من كولومبيا ولكن سكان هذه المدينة متأثرون بها بشدة.

ينشر بالتعاون مع نشرة مهرجان القاهرة السينمائي

 

####

 

الشاعر محمد ملص: «فتح أبواب السينما».. تجربة سينمائية بها الكثير من الشجن

حاوره فى دمشق: نضال قوشحة

في معرض السعي للحديث مع المخرج السينمائي محمد ملص، عن فيلم (فتح أبواب السينما، محمد ملص)، وكان اللقاء في مقهى الروضة في قلب مدينة دمشق، وهو المكان الأثير لملص، حيث يجلس فيه بشكل شبه يومي بين عدد من المبدعين السوريين الآخرين يتبادلون أعطاف الحديث في ذلك اللقاء السريع كانت هذه اللحظات التي تناست فيها الذاكرة بين سينما الأمس، واليوم وما حملته مسيرة الحياة من مشاريع سينمائية، نفذ بعضها وعرض، ونفذ بعضها ولم يعرض، وجزء ثالث بقي رهين الأدارج يقاوم برودتها في انتظار حرارة التنفيذ لتصاغ أفكارٌ سينمائية حارة.

لا شيء كالسينما يجعل محمد ملص، يمزج بين الواقع والمتخيل، يرنو بكثير من العمق والشفافية نحو كوامن اللحظة، ليجعل منها كنزًا دراميًّا فيه شغف الحكاية وحرارة البوح وحنين الذكريات.

ويبحث في مكونات الذاكرة عن تفاصيل تغدو من خلال دفق إبداعي شلالًا سينمائيًّا فيه البيت والحيّ والوطن والحلم الوحدويّ العربيّ المنكسر؛ ثائر هادئ يرسم بالحنين سطور السينما الخالدة في وجع إنساني يمتد مسافات وأعماقًا.

وكتب في السينما وعنها، وحقق أفلامًا كانت منعطفات في تاريخ السينما العربية، فكان أحد قلاع السينما العربية وعيًا وفكرًا وإبداعًا؛ لذلك لم يغب عن البوح السينمائي حتى في مشاريع مختلفة لسينمائيين عرب، حلّ ضيفًا عليهم في العديد من الظهورات الصحفية أو النقدية أو السينمائية.

وكان في سينما (حميد بن عمرة) الجزائري في فيلميه (حزام، زمن الحياة) حيث كان ضيفًا على الفيلمين في العديد من المشاهد اللافتة كما كان الموضوع الكامل في كتاب (سينما محمد ملص: رؤى مخرج - مؤلّف سوريّ) الذي صدر في الولايات المتحدة الأمركية عن سلسلة (دراسات بالغريف في السينما العربية) بتوقيع كل من سميرة القاسم من صندوق القدس للتعليم وتنمية المجتمع ونزار عنداري من كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة زايد في أبو ظبي).

وللمخرج محمد ملص، ذكريات مع مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وهو الذي يعتبره الأهم عربيًّا، ففيه الكثير من الرؤى السينمائية التي يهتم بها كمخرج سينمائي أولًا ومفكر سينمائيّ ثانيًا، مهرجان القاهرة السينمائي يعده واحة للسينما العربية.

ويقول: «مهرجان القاهرة السينمائي حبيب إلى قلبي، وهو أحد المهرجانات التي يحب على أي سينمائي في العالم أن يزورها، ولي فيه صداقات وذكريات جميلة، تربطني بناسه ومبدعيه علاقات صداقة عميقة ومتجذرة.

وتابع: "لكنني في هذه الدورة لن أستطيع الحضور لأسباب قاهرة شخصية، وإني أعبّر عن سوء حظي لعدم القدرة على حضور هذا المهرجان في دورته الحالية التي يرأسها الصديق العزيز محمد حفظي".

وأضاف: "كانت أمنياتي أن أكون معكم ولكن الظروف شاءت غير ذلك؛ المهرجان له مكانة كبيرة في نفسي، وكثيرًا ما اهتممت به وبحضوره وتتبع أخباره الكثيرة والناجحة، في هذه الدورة تحضر تظاهرات عديدة تحمل المعنى الكامل للسينما وهي ملتقى لسينمائيين كُثر يحملون رؤى سينمائية مختلفة وجميلة فيها التنوع والثقافة والجمال، المهرجان يصنع لنفسه مكانة هامة من خلال هذه التظاهرات العديدة التي تهتم بها السينما العربية".

وأكمل: "في هذا المهرجان شعرت بسعادة كبيرة مسّتْني شخصيًا، كونها حملت لي فرصة أن يكون العرض العالمي الأول للفيلم الذي يتحدث عني من خلاله ومن خلال هذه التظاهرة السينمائية الجديدة والجميلة، هذا الفيلم الذي حققه عني الصديق نزار عنداري بكل طاقة الحب والجدّ، وكلّي شوق أن تصلني أخبار العرض الطيبة متمنيًا للجميع متابعة ممتعة له".

لم يكن فيلم المخرج "نزار عنداري" اللقاء الأول بينه وبين المخرج السوري محمد ملص، بل سبق الفيلم مشروع إصدار كتاب سينمائي، صدر في الولايات المتحدة الأمريكية بمشاركة زميلة له تحت عنوان (سينما محمد ملص: رؤى مخرج - مؤلّف سوريّ)، الذي احتوى الكثير من تفاصيل حياته المهنية، وكان الهدف من إصدار الكتاب تعريف الناطقين بالإنجليزية بقامة سينمائية عربية كبيرة.

يتابع محمد ملص: «العلاقة مع المخرج نزار عنداري الأستاذ الجامعي المرموق تشبه الرحلة الإبداعية بكامل تفاصيلها الجميلة وبما تحمله من قدرة على البوح، إنها رحلة تخص الكتاب الذي قام بتأليفه مع المخرجة والأستاذة سميرة قاسم منذ فترة، وهو الكتاب الذي أعتزّ به، لما يقدمه للقارىء من أفكار مفيدة، في هذا الكتاب الذي كلّف جهدًا ووقتًا طويلًا، تم تبادل الأفكار والتواصل معي بخصوص الأفلام التي حققتها خلال مسيرتي الفنية، وبعد نقاشات وحوارات طويلة نتج الكتاب الصادر في أمريكا الذي هو قراءة سينمائية عميقة للأفلام التي حققتها والمشاريع الأدبية التي أشتغل عليها أحيانا».

هو سبر لمسيرة حياة مهنية تمتد لعشرات من السنين. ومن بوح الكتاب، وبعد نضوج التجربة فيه، تشعب الأمر من بعده إلى فيلم سينمائي وثائقي حمل اسم (فتح أبواب السينما، محمد ملص) ليصنع عنداري عني فيلمًا سينمائيًّا فيه الكثير من الشجن. استضافه مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الحادية والأربعين ليكون صاحب العرض السينمائي الأول له ضمن تظاهرة البانوراما الدولية التي استحدثها في هذه الدورة ويعرض فيها لشخصيات سينمائية عالمية من كل اتجاهات العالم».

* البانوراما الدولية:

في خطوة جديدة لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وتأكيدًا على وجود رؤى سينمائية جديدة يهتم المهرجان بإيجادها، كانت الانطلاقة بفكرة البانوراما الدولية، التي تعني بعرض مجموعة من الأفلام وفق تصنيف محدد. لذلك كانت البداية من خلال عرض 5 أفلام؛ 4 وثائقية وواحد في التحريك، وهى أفلام حديثة تقدّم موضوعات عن شخصيات سينمائية عالمية كبرى، واحد من هذه الأفلام الـ5 (فتح أبواب السينما، محمد ملص) الذي أخرجه المخرج السينمائي نزار عنداري.

البانوراما العالمية معنية بالإجابة على كلا سؤالين: ماذا يعني أن تكون مبدعًا؟ وما الأثر الذي يتركه فنان السينما في عالمه؟ سؤالان عميقان يلِجان أعماق الروح الإبداعية للعديد من السينمائيين الذين صاروا في بيئاتهم الفنية علامات فارقة والبانوراما مهتمة بتكريس سينما هؤلاء للأجيال الشابة من السينمائيين لتتعرف على القيمية المضافة فنيًّا التي أوجدها هؤلاء في فن السينما.

ومن هؤلاء الخمسة، كان محمد ملص السينمائي السوري الذي حقق بسلسلة أفلامه مكانة سينمائية عالية ومتفردة من خلال مواضيع حياتية، موغلة في تحقيق أحلام بسيطة وحارّة.

وتعبر عن توق الإنسان البسيط في رسم تفاصيل حلمٍ أفضل سيعيشه مستقبلًا في عالم عربيّ مليء بالإرباكات السياسية والاجتماعية.

وما يمليه ذلك على المواطن العربي أيًّا كان موقعه من ضرورة إعمال العقل وانتهاج الحكمة للوصول لحلول، تحفظ حياته وكرامته بالشكل المطلوب ولو في الحد الأدنى.

ويقول محمد ملص عن سينماه: «لا أريد أن أُرى كسينمائي فحسب، بل ككاتب ومفكّر أيضًا، حين أصنع أفلامي أنها أيضًا من ينابيع الأدب والفلسفة وروائح أهلي».

وفي استحضارٍ لمعانٍ بالغة الصغر، يتناول ملص في سينماه مواضيع تحمل الفرادة والبساطة، كالعشب الذي ينمو بين أحجار رصيف ما، فيغدو هذا العشب بالنسبة إليه شريكا فنيًّا ومعادلًا إبداعيًّا لفكرة ما.

وجاء في كتاب عنداري والقاسم: «توقّف محمد ملص وراح يحدّق في الأرض من حوله. ثم داعب العشب النامي بين حجارة الطريق المرصوف القديمة قائلا: "هذا العشب الجميل يحفظ ذاكرة الحجارة وما يكمن تحتها، سينماي تفعل الشيء ذاته".

ويعرض الفيلم ويشاهده محمد ملص في تلك التجليات التي صنعها مخرجه، يتابعه بالكثير من الحنين للحظات عاشها في تنفيذه، ليخرج بانطباعات عنه: «الآن يمكنني أن أقول بعد أن شاهدت الفيلم الذي أخرجه نزار عنداري أنه فيلم جميل، وعنه يهمني أن أؤكد، بأن هذا المخرج يمتلك رؤية فنية وموهبة سينمائية لا بد من الإشارة إليها وتقديرها، بصرف النظر عن شهادتي المطعون فيها لكون الفيلم الذي نتحدث عنه موضوعه عني.

وتابع: "هو فيلم ينتمي إلى شكل السينما التسجيلية العربية بواحدة من تجلياتها الهامة، التي سبق للعديد من السينمائيين التسجيليين أن حققوها، أقول: إن فيلم نزار جميل وبمعنى أدق هو فيلم ذو بنية سينمائية هامة".

وأضاف أن وراء هذا الفيلم سينمائي موهوب قادر على أن يساهم في تقديم سينما جميلة ونحن بصرف النظر عن الموضوعات التي سيتناولها فنحن بحاجة إلى تحقيق، هكذا أفلام تمتلك البنية المتفردة والجميلة التي تضعها في مرتبة السينما الهادفة وكذلك التي تحقق جماليات عالية وهامة.

واستطرد: "حين حدثني نزار عنداري عن المشروع وفكرة الفيلم، اعتقدت أنه يخصّ الكتاب بتكويناته وحيثياته، ولكن الحوار بيننا لفت نظري إلى جانب بصري أهتم به كثيرًا، ألا وهو الارتكاز المكاني والزماني في الفيلم".

وأكمل أن العلاقة بيني وبين الزمان والمكان، فيما حققته من أفلام يشكل جوهرًا أساسيًّا بالنسبة لي وهذا التآلف بيني وبين نزار منحني الكثير من الشعور بالثقة والطموح، لمشروع نزار في تحقيق فيلم عني وعن أفلامي، وهذا ماكان فعلًا بإنجاز هذا الفيلم الذي يسعدني أن يكون عرضه الأول في مهرجان القاهرة السينمائيّ".

ينشر بالتعاون مع نشرة مهرجان القاهرة السينمائي

 

####

 

«فيلم فارسى».. سينما أقوى من أن تحرقها النيران

محمود هاشم:

ــ المخرج إحسان خوشبخت يعيد اكتشاف أفلام إيرانية أهيل عليها التراب

بينما كان مرتادو سينما «ريكس» فى مدينة عبدان الإيرانية يتأهبون لمشاهدة فيلم «Gavaznha الغزلان» للمخرج مسعود كيميائى فى 1978، فوجئوا بـ 4 ملثمين يشعلون النيران فى أبوابها التى أغلقوها بإحكام للتأكد من إبادة جميع من فيها، توالت الصرخات، لكن لم يستطع أحد الهرب من نهايته المأساوية، والحصيلة وفاة ما يزيد عن 400 شخص، أغلبهم لقوا حتفهم بسبب الأدخنة السامة حتى قبل أن تصل إليهم النار.

كان المشهد هذه المرة أكثر واقعية، وأشد قسوة مما قد يتخيله ذهن أعنف صانعى أفلام الرعب، الصورة باتت واضحة الآن، الثورة على الشاه حددت مسارها، والسينما أولى ضحايا النظام الجديد، ربما لعقود قادمة.

فى فيلمه الوثائقى «فيلم فارسى»، الذى عرض على هامش فاعليات مهرجات القاهرة السينمائى فى دورته الحالية، حاول المخرج والمؤلف والمنتج الإيرانى إحسان خوشبخت، ذو الـ 39 عاما، رصد التحولات التى مر بها تاريخ السينما الإيرانية منذ 1953 حتى بداية «عهد الإمام»؛ حيث كانت تطغى عليها الثقافة الشعبية حينها، متأثرة بنمط هذه الصناعة عالميا، من ميلودراما وجنس ومخدرات وحركة ونجوم شباك مفتولى العضلات، وحياة مليئة بالصخب والمرح.

ألقى الفيلم ــ الصادر هذا العام ــ الضوء أيضا على تأثر السينما الإيرانية فى عهد الشاه بنظيرتها الأمريكية غربا، وهو ما ظهر فى أزياء الممثلين واستخدام موسيقى «روك أند رول» وحتى فى أفكار الأعمال نفسها لكن بصبغة شعبية، أما شرقا تضمنت الكثير من الأفلام الإيرانية حينها مشاهد لراقصات شرقيات على غرار الأفلام المصرية القديمة.

«فيلم فارسى» المحاك من مقاطع ما يقارب 100 فيلم إيرانى، يسرد أيضا صورة المرأة داخل المجتمع الإيرانى من الأعمال السينمائية خلال هذه الفترة، من ربات بيوت وعاهرات فى حانات وشابات جامعيات تغمرهن روح الشغف والتمرد، فيما ساعدت خلفية «خوشبخت» بدراسة الهندسة المعمارية فى خلق سردية وصورة حية أكثر إثارة وإمتاعا فى التنقل بين المشاهد.

وصف خشوبخت أعمال هذه الفترة بأنها «سينما دفنت حية» جاء مقاربا إلى حد التشابه مع الواقع، وهو ما عززه بمقاطع واصفا إياها بـ«التاريخ السرى للسينما الإيرانية»، عن نجوم تلاشوا فى الهواء، ومخرجين ممنوعين من عرض أعمالهم، وتراث ثرى أهيل عليه التراب قسرا.

«لقد كانت السينما تحاول تعطيل روح المقاومة داخل جيل الشباب فى بلادنا، اعطونا نموذجا للسينما الأخلاقية والسينما العلمية، نحن لا نعارض السينما بل نعارض الفساد»، لم يكن وقع هذه الكلمات التى جاءت على لسان قائد الثورة الإيرانية روح الله الخمينى، فى حوار مع مجلة «دير شبيجل» الألمانية، عاديا بالنسبة لصانعى الأفلام فى عصر النظام الجديد، بل باتت إيذانا ببداية عصر جديد يترقبون أجندته بين حذر وقلق من مستقبل هذه الصناعة التى أثرت عقول أبناء هذا البلد على مدى عقود حتى بداية الثورة.

بعد ثورة «الخمينى»، لم تعد السينما الإيرانية كسابق عهدها، فقد توقف عمل بعضها لأسباب سياسية، أو بسبب خروج أصحابها من البلد، ومن بين 524 دار سينما ناشطة فى نهايات عهد الشاه، تم إحراق أو تخريب ما يقارب 200 منها، وأصبح بعض مما صودر منها فى يد مؤسسة جديدة تدعى «بنياد مستضعفان» أو مؤسسة المستضعفين، التى تشكلت بأمر النيابة العامة للثورة حينها، لتخرج بعدها إلى عهد «الأعمال المقولبة»، الممنوع فيها انتقاد النظام الجديد، والأحضان والقبلات وحتى التلامس باليد، فضلا عن منع ظهور النساء دون غطاء للشعر وبملابس «محتشمة»، تماشيا مع الخط الجديد الذى رسمه «نظام الإمام»، حسبما أوضحت الكاتبة فاطمة برجكانى فى كتابها «السينما الإيرانية ــ تاريخ وتحديات».

تتصاعد ألسنة اللهب من خارج السينما التى احترق داخلها بمن فيه، بينما يسير المارون بجوارها فى صمت باطنه القلق من مصير قادم مجهول، لينهى خوشبخت فيلمه بهذا المشهد، فيما يختتم المقطع الدعائى بلقطة لشابة تحمل كاميرا موجهة إياها نحو المشاهدين، فى إشارة إلى نقطة ضوء تتحدى بها السينما الإيرانية واقعها لمستقبل ملىء بالآمال رغم التضييق والتدجين والرقابة.

 

####

 

ماريان خوري: لم أتعمد إظهار فضائح العائلة في فيلم «احكيلي»

محمد عباس

قالت المخرجة ماريان خوري، في المؤتمر الصحفي الذي تجريه الآن على المسرح المكشوف بدار الأوبرا المصرية، إن فيلمها "احكيلي" أظهر جانبا من مشاكل وفضائح عائلتها، ولكنها لم تتعمد ذلك، معلقة: "في فضايح كتير في العيلة بس أنا مش عايزه أظهر ده.. ده مش موضوع فيلمي".

وأوضحت ماريان أنه لا يوجد جزء ثاني من الفيلم، ولكن ابنتها مهتمة بالسينما والأفلام التسجيلية، وتصنع فيلمها الخاص الذي سيكون تكملة لأحداث الفيلم، ولكنه ليس جزءا ثانيا منه.

"احكيلي" تبدأ تفاصيله بحديث عادي بين المخرجة وابنتها، سرعان ما يتطور ويتشعب ليصير نقاشا يلامس قيما كالأمومة والمسئولية وتواصل الأجيال، ومعنى أن تكون فردا في عائلة، لاسيما أن تكون تلك العائلة قد أنجبت أشهر مخرجين السينما المصرية يوسف شاهين.

 

####

 

«A Certain Kind of Silence».. عبادة غريبة في نوع معين من الصمت

صفاء الليثی

كما عنوان الفيلم يلفّ المشاهد نوع من الصمت في شريط صوت يتحدث فيه الناس همسًا، ومع صورة تغلب عليها الرماديات في المنزل العصري بديكوراته الحديثة.

وهناك اقتصادٌ شديدٌ في السرد يدفع إلى التركيز مع توقع حدوث أمرٍ ما، فعندما تصل فتاة قادمة من التشيك إلى هذا البيت في بلد غربيّ لأثرياء، لا نعرف تمامًا طبيعة عملهم.

وبعد أن يستقبلها الرجل وزوجته التي تشرح لها مهام عملها المنزلي، مع منزل نظيف بداية ومرتب لا يبدو عملها شاقًّا، لها حجرة خاصة ويمكنها أن تمارس اهتماماتها بعدما تفرغ من أعمال النظافة، ولكن هناك الصبي، الابن الذي لا يتحدث، صامت تمامًا، يجيب فقط عندما يُطلب منه الحديث.

وتراقبه في البداية، هل يعاني من عرضٍ ما، ستجد أنها مكلفة بتأديبه لأي خطأ يفعله، تأديبه نعم، نام وبلل فراشه، تنادي المربية الأم، تعطيها عصًا وتطلب منها ضربه حتى لا يكرر خطأه، الفتاة ترفض بشدة ثم تجد نفسها مهددةً بالطرد فتفعل ما يأمرونها به، يتطور الأمر لتجد الصبي يحضر العصا بنفسه وفي صمت ينحني لتؤدبه.

ولا تجد ميا وهذا ليس اسمها الحقيقي بدًّا من طاعة الأوامر، تتحول إلى ما يشبه إنسانًا آليًّا وسط هذه الأسرة الغريبة التي تبدو لها كالقادمين من الفضاء.

ويترك المخرجُ المشاهدَ يحلّل؛ كما حدث معي معتقدة أنه ينتقد شكل حياة عصرية جافة يهمّ الناس فيها النجاح بصرف النظر عن المشاعر.

الإصرار على مناداة المربية باسم مثل كود ما، ومعاملة الطفل سباستيان بجفاء مع منحه ما يحتاجه، كأنه سيارة، قطعة جماد أو إنسان آلي، هناك قهر وإلغاء لرغباتها وخاصة ما يطلب منها بتأديب سباستيان بالضرب بالعصا ترفض في البداية ولكنها تجد نفسها غير قادرة على الرفض ولا على العودة لبلدها. تظهر المدينة مميكنة والمشاعر آلية.

ويطعنها سباستيان بسكين حين تمادت في إذلاله بضربه وتركه ثم العودة لضربه، يتم إبعاده وإحضار صبي آخر باسم جديد، هناك نوع من التحقيق الرسمي دون أن نتأكد من الجهة.

وفي النهاية كتب على الشاشة عن عبادة بدأت في ألمانيا، يربون أطفال ليصبحوا أنقياء حتى يعود المسيح. و تأتي الكتابة لتفسّر المصدر الذي أخذ عنها المخرج فكرته من خبر عن هذه العبادة الغريبة.

يشار إلى أن الفيلم منفتحٌ على كافة التفسيرات وينبه إلى خطورة المجتمع (المثالي) المريض. بدون المعلومة أو قبلها تلقيت الفيلم كنقد لمجتمع يهدف الى المثالية، وهى فكرة نمطية نعممها على أوروبا المتقدمة وخاصة في ألمانيا، الديكور والصورة وشريط الصوت والتمثيل كلها في خدمة الفكرة جيدًا.

الفكرة الأعمّ التي التقطتها والتخصيص الذي حدّده المخرج عن هؤلاء المتطرفين وعبادتهم الغريبة. حينما يتمرد سباستيان، يذهبون به بعيدًا ويحضرون صبيًا غيره.

الصدمة تحدث للفتاة فتقوم بالإبلاغ عندما لا تتحمل ما يفعلونه وخاصة حين تدعوها السيدة لتعرض على صديقاتها المهارة التي دربوها عليها، وتقوم بضرب ابنة لصديقة السيدة، وكأنها تحولت إلى عشماوي أو جلّاد فاقد المشاعر يقوم بمهمة التهذيب والإصلاح.

ورغم الاحتياج المادي واحتمال الطرد والعودة إلى بلدها، تقوم الفتاة - التي عرفناها باسم ميا - بمحاولة إنقاذ الطفل دفاعًا عنه وعن ذاتها المُهانة.

ونجح المخرج في جعلي أتعاطف مع الفتاة والصبيّ، وفي التحضير لمشهد القبض على الرجل وزوجته لمنع هذه الجرائم التي تمارس كمعتقد ديني لتنشئة ملائكة سيسمح وجودهم بعودة السيد المسيح كما يعتقدون.

وتعد فكرة العمل لدى أسرة في مجتمع مختلف تمامًا فكرة مرعبة في حد ذاتها، يحوّلها المخرج التشيكي ميشال هوجينور في عمله الثاني إلى كابوس غريب ومقلق.

وتستند إلى أحداث حقيقية تدور حول طائفة ألمانية حاولت تربية الآلاف من الأطفال «المثاليين» باستخدام العقاب البدنيّ.

وجاء الإيجاز وتوافق الصورة بألوانها المحايدة مع برودة الحياة التي وضع الأبطال فيها مع التركيز الشديد وعدم الخروج عن المكان وساكنيه، الاقتصاد في استخدام حركة الكاميرا إلى أقصى درجة، حالة سكون تضعنا في ترقب وقلق.

وهناك نجاحٌ كبيرٌ للمخرج التشيكي ميشال هوجنور في عمله الأول المعتمد على قصة حقيقية من الواقع ينبه فيه إلى خطورة بعض الممارسات غير الشائعة والتي لا نتصور وجودها في عالمنا المعاصر.

وعرض الفيلم بقسم شرق غرب بمهرجان كارلو فيفاري، ويأتي عرضه الدولي الأول خارج بلده بمهرجان القاهرة ليؤكد مكانته وتبنيه للأعمال الأولى التي تعكس موهبة مخرجيها وتعرفنا على اهتمامات العالم التي اتسعت ما بين نقد الماضي ونقد الحاضر، يلتزم فيها صنّاعها بالتعبير عن قضايا مهمة في أُطُر فنية وأسلوبية من خلال سينما جديدة تتكامل عناصرها لتجمع بين عمق الأفكار والتميز الفني.

وفي حوارللمخرج بمهرجان كارلو فيفاري صرح «من الضروري أن تجد لغة الفيلم الخاصة بك والحساسية الشعرية الخاصة بك» نعم، وقد وجدها في عمله الطويل الثاني لافتًا الانتباه إليه كمخرج صاحب أسلوب ومستمرًا في التميز بعد عمله الثاني الذي قدمه عام 2012 بعنوان « المتخرج» متوسط الطول في 58 ق وعرض بقسم نصف شهر المخرجين بمهرجان كان.

وتم تصوير الفيلم في لاتفيا بفريق عمل هولندي، نوعٌ معين من الصمت هو إنتاج دوليّ مشترك بين جمهورية التشيك (بيتر أوكروبيك وبافل سترناد ، لصالح الشركة التشيكية نيجاتيف)، وهولندا (ستينيت بوسكلوبير وليزيت كيلدر لفيلم سيرس السينمائي) ولاتفيا (أييا بيرزينا، من فيلم تاسي). تلقى المشروع أيضًا دعمًا من الصندوق التشيكي للأفلام، وصندوق الأفلام الهولندي، والمركز الوطني للأفلام في لاتفيا، وصندوق ريغا السينمائي؛ وقبلها حصل على منحة تطوير من الأورو إيمدج.

وأما عن طريق أسلوب الإنتاج هذا بتجميع المطلوب من أكثر من جهة دولية سمح بظهور مبدعين جدد نجحوا في التواجد، وفرض أعمالهم وسط الكيانات الكبرى الاحتكارية، وهو ما نحتاجه بمصر ليتمكن شباب وشابات مبدعينا من تحقيق أفكارهم وإنجاز أعمال كسينما بديلة عن سينما تنتجها شركات كبرى، وتهدف إلى تحقيق ربحٍ سريعٍ دون أن يشغلها قضايا التعبير عن الواقع المعاصر وعن هموم الفئات المختلفة من شعبنا المصريّ والعربيّ.

ينشر بالتعاون مع نشرة مهرجان القاهرة السينمائي

 

####

 

فيلم «Lucania».. صراع الأجيال والتخلص من النظام الأبوي

صفاء عبد الرازق

يقول مخرج فيلم "Lucania" "جيجي روكاني" إن فكرة فيلمه عن الواقعية السحرية وعلاقة الناس بالأرض، و"لوكيانا" مدينة معزولة ما بين الجبل والمياه وخليط ما بين الديانات وأعراف مختلفة وهى مدينة ملهمة جدا لصناعة عمل سينمائي يكشف صلابة سكانها الذين يسكنونها بعيدا عن الترويج لجمال إيطاليا، في ندوة أقيمت بعد عرض الفيلم بـ"مركز الإبداع" والمشارك في البانوراما الدولية ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ41 وأدارت الندوة أمل مجدي بحضور المخرج "جيجي روكاني" الذي قال إنه يوجد صداقة قوية بينه وبين المنتج منذ 10أعوام.

وأضاف: هو يعيش في الجنوب وأنا في الشمال، وعندما قرر المنتج صناعة فيلم عن “لوكانيا” استعان بي لكتابة وإخراج الفيلم، فقررت أن أسافر إلى الجنوب لمعاينة المكان وأتعرف على حكايات البشر المتواجدين هناك، وكنت أعلم مسبقا عن الصراع الإنساني الاجتماعي وفكرة الضرر الواقع على سكانها بعد اكتشاف البترول، وهذا أضر بحياة المتعايشين هناك وأصبحوا يعانون من "السرطان" لذلك قررت الدولة بناء بعض المستشفيات لمعالجة المرض.

وعبر المخرج أنه كان حريصا أن يصنع فيلم إنساني وليس وثائقيا، عن المدينة، وظهور التقسيم في "بزلايكات" نفسها، وهى مدينة معزولة وشعبها لا يتحدث، وأكد أنه أثناء التصوير كان حريصا على ظهور العمال مثل "الراعي" وبعض "الحيوانات" دون الاستعانة بالمجاميع.

وكشف المخرج أن المدينة تحتل فكرة صراع الأجيال وعدم وجود صوت للنساء هناك وسيطرة النظام الأبوي عليهن.

ينشر بالتعاون مع نشرة مهرجان القاهرة السينمائي

 

####

 

«قطة في الحائط»..

حينما يصبح الارتجال وسيلة للتعبير عن الواقع

هالة أبو شامة

في التجربة الثالثة لهما سويا.. قررت كل من المخرجتين البلغارياتين مينا ميليفا، وفيسيلا كازاكوفا، أن توضحا في فيلمهما الروائي «قطة في الحائط» الذي عرض ضمن فعاليات الدورة الـ41 لمهرجان القاهرة السينمائي، مدى المعاناة التي يعيشها الأقليات أو اللاجئون في بريطانيا، بسبب العنصرية أو القوانين غير العادلة، ولكن في إطار كوميدي، على حد وصفهما.

وتدور قصة الفيلم عن إيرينا البلغارية، التي تعيش في شقة إيجار مع نجلها وشقيقها، في منطقة بجنوب شرق لندن، وتعاني ومن قوانين الإيجار غير العادلة، والمعاملة السيئة من قبل بعض جيرانها.

وخلال أحداث الفيلم، تعثر إيرينا على قط ضال يتجول في أروقة العقار الذي تسكن فيه، ولذلك تقرر تربيته لحمايته من البرد القارس والجوع، ولكنها تضطر إلى أن تتورط هي وشقيقها في خلاف مع مالكي ذلك القط.

وبطريقة غير متوقعة، يقوم القط بإيقاف الخلاف والشجار بين مالكيه، بعد أن يختبئ لأيام في ممر ضيق داخل الحائط، خوفا منهم جميعا.

وينتهي الفيلم بتخلي إيرينا، عن القط بعد أن يخرج من مخبئه في الحائط بمحض إرادته.

وعلى هامش عرض الفيلم، أكدت كلتا المخرجتين على أنهما حرصا على أن يتم تصوير المشاهد بطريقة أشبه بالأفلام التسجيلية، لافتتان إلى أن مشهد تغيير نوافذ المبنى كان حقيقيا، بالإضافة إلى أن بعض الأشخاص الذين ظهروا في الفيلم كانوا من سكان العقار نفسه وليس ممثلين كما أعتقد البعض.

وأضافتا أن لقطات الفيلم تم تصويرها من المرة الأولى، وذلك ليتركا مساحة مناسبة للارتجال في إطار موضوع الفيلم، وأشارتا إلى أن مسئولي المونتاج لم يصدقوا في البداية أن هذه اللقطات لم تتم إعادتها نظرا لدقتها المتناهية.

وعلى صعيد آخر، تمنت كلتا المخرجتين أن يتم عرض الفيلم في موطنهما بلغاريا، وألا يكون مصيره المنع مثلما حدث مع الفيلمين السابقين لهما.

ينشر بالتعاون مع نشرة مهرجان القاهرة السينمائي

 

####

 

مخرج فيلم «طرق أبواب السينما»:

صورناه في 3 سنوات.. و«ملص» ليس ضحية

سهير عبدالحميد:

عرض في مركز الإبداع، الفيلم التسجيلي «طرق أبواب السينما» الذي يشارك في قسم البانوراما الدولية بمهرجان القاهرة، باستقبال جماهيري كبير، والذي يتناول محطات من حياة المخرج السوري الكبير محمد ملص، والذي حظي بإشادة كبيرة من الحاضرين.

وعقب عرض الفيلم، أقيمت ندوة حضرها مخرج الفيلم نزار عنداري الذي تحدث عن كواليس هذا العمل قائلا: سعادتي غامرة وأنا أرى ردود أفعال مهرجان عريق مثل مهرجان القاهرة على فيلمي، وكم تمنيت أن يكون معي بطل الفيلم المخرج الكبير محمد ملص؛ لأنه كان سيسعد جدا بنجاحه بعد المجهود الذي بذلناه فيه، فهو يبحث في فكرة الفقد أكثر من الغوص في سيرة ذاتية لمبدع.

وتابع عنداري: استغرقنا في تصويره 3 سنوات، وسجلنا مع ملص أكثر من 7 ساعات، وكم تمنيت أن يتم التصوير في بيته في سوريا، لكن الظروف هنا منعتنا فاخترنا ضيعة عمرها 500 سنة اسمها «عتات»، وهي قريبة من الأجواء في المناطق التي عاش فيها ملص.

وأشار عنداري إلى أنه سعيد أن يكون أول تجربة طويلة له في السينما التسجيلية عن حياة واحد من أهم المبدعين العرب، نافيا أن يكون محمد ملص ضحية أو تعرض لقيود.

وتابع: واجهت صعوبة كبيرة وأنا أحاول أن اختار بين المراحل المهمة في حياة محمد ملص المليئة بالعلامات والمحطات الإبداعية.

وعن سبب ختامه الفيلم بمشهد لنافورة تتوقف عن إخراج المياه، أكد عنداري أن هذا تعبير عن نهاية الفيلم وليس نهاية مشوار ملص الذي سيستمر بوجوده.

الفيلم التسجيلي «طرق أبواب السينما» يستكشف 50 عاما من إبداعية المخرج السوري محمد ملص الذي يعتبر مثالا للمؤلف الأصيل والمثقف الذي نفي من بلدته لأن أعماله حثت الجماهير على التفكير في معاني الفقدان وذاكرة الوطن.

ينشر بالتعاون مع نشرة مهرجان القاهرة السينمائي

 

####

 

عمر قاسم: الـ«فود كورت» خلق روح لمهرجان القاهرة وانعكس إيجابيا على شباك التذاكر

جعل الشباب أكثر ارتباطا بالمهرجان.. ويوفر مساحة لالتقاء الجمهور بصناع السينما

قال عمر قاسم المدير التنفيذي لمهرجان القاهرة السينمائي، إنه تم استحداث فكرة الـ"فود كورت- Food Court" خلال الدورة 41 المقامة حاليا بدار الأوبرا المصرية، لتحقيق أكثر من هدف، في مقدمتها خلق مساحة لالتقاء الضيوف الأجانب مع صناع السينما المصرية وكذلك الطلاب والجمهور، ما يضمن مساحة لتبادل الثقافات والخبرات خلال النقاشات والحوارات التي تتم على مدار اليوم

وتابع: "الهدف الثاني الذي تحقق، هو خلق روح للمهرجان لم تكن موجودة في الدورات السابقة، جعلت الشباب يقبل بكثافة على حضور الفعاليات المهرجان، فبعد أن كان البعض يأت لمشاهدة فيلما ثم يغادر الأوبرا، هو الآن أصبح أكثر ارتباطا بالمهرجان، حيث يجلس ومن حوله كثير من السينمائيين والمتخصصين بهذا الفن، ويسمع منهم ترشيحات لأفلام أخرى، فيتحمسوا لمشاهدتها، وهو ما انعكس على شباك التذاكر إيجابيا".

 

الشروق المصرية في

26.11.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004