كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

لما بنتولد: حكايات عن الحب والدين وأحلام بلا طائل

محمد سيد عبد الرحيم

أيام قرطاج السينمائية الثلاثون

   
 
 
 
 
 
 

هذه الفكرة هي واحدة من أهم الأفكار التي تحتاجها السينما المصرية، وأعني فكرة التحايل على المشاهد من أجل تقمص الشخصيات، فالسينما أولًا وأخيرًا هي فن الإيحاء والتقمص.

* تنويه: هذا الريفيو يحتوي على حرق ﻷحداث الفيلم

لا يمكن فصل الفيلم الروائي الطويل "لما بنتولد" عن الفيلم التسجيلي الطويل "مكان اسمه الوطن" لنفس المخرج وهو تامر عزت. نستطيع أن نقول إن فيلم "لما بنتولد" هو النسخة الروائية من "مكان اسمه الوطن" فنجد في الفيلم الروائي الجديد نفس الشخصيات التي تناولتها الكاتبة الراحلة نادين شمس في فيلمهما الذي صنعته في 2006.

ولكن هذا لا يعيب الفيلم الجديد بأي شكل، لأننا وعلى الرغم من مرور أكثر من 13 عامًا على عرض "مكان اسمه الوطن" ما زلنا نعيش، خاصة الشباب، نفس المشكلات التي عاشها أبطال الفيلم التسجيلي، ومن المفارقات الحزينة أن مؤلفة الفيلم توفت في مأساة لا تختلف كثيرًا عن مآسي أبطال فيلمها.

أحلام وعقبات

في الفيلم التسجيلي "مكان اسمه الوطن" نعيش مع أربع شخصيات رئيسية شابة تجاهد في الحياة من أجل أن تتخطى العقبات الطبيعية والاستثنائية التي تواجهها خلال حياتها في مصر.

أولهم شاب يعمل كمساعد مخرج والذي يعول أسرته ويرغب في الزواج، ولكن المشكلات الاقتصادية تعيق تحقيق أحلامه وآماله العادية جدًا، التي لا تنطوي على أي بذخ أو شطط. بينما الثاني هو شاب يعمل في تجارة أبيه ولكنه يريد أن يصبح مطربًا فيعيش حياتين؛ بالصباح راضخًا لأبيه وبالليل طليقًا في رحاب الفن.

والثالثة شابة مسيحية تعمل في دار نشر، وتريد الهجرة بعد أن أحبت شابًا مسلمًا، ولكنها تخلت عن حبها من أجل دينها، فكرهت المجتمع ولذلك تسعى إلى مغادرته. والرابعة شابة كانت تعيش في الولايات المتحدة لسنوات طويلة وفجأة قررت أن تعود إلى مصر، لتعيش بين أهلها ولتقترب أكثر من جذورها، ولكنها تعاني من صدمة الاختلافات الثقافية في المجتمع الجديد، وتحاول أن تتأقلم معها.

نعيش في هذا الفيلم مع هؤلاء الشباب مشكلاتهم الاجتماعية والاقتصادية والوجودية في مصر، في هذه اللحظة بعد ثماني سنوات من ثورة 2011.

رومانسي غنائي

نفس الشخصيات الثلاثة اﻷولى نجدها في فيلم تامر عزت الروائي الجديد "لما بنتولد". بالتأكيد هناك بعض التغييرات في تكوين الشخصيات والأحداث لخلق دراما مختلفة وجذابة، فوسيط الفيلم التسجيلي يختلف كثيرا عن وسيط الفيلم الروائي، فالشخصيات في الفيلم التسجيلي قادرة وحدها أن تجذب المُشاهد الذي يدرك تمام الإدراك أن الشخصيات التي يشاهدها أمامه واقعية من لحم و دم، بينما شخصيات الفيلم الروائي تحتاج إلى رسم وحبكة مختلفة، لإيهام المشاهد أنها شخصيات واقعية وهو ما نجح فيه صُنَّاع الفيلم إلى حد كبير.

تدور أحداث فيلم "لما بنتولد" في إطار رومانسي غنائي، ويحتوي على تسع أغنيات تربط أحداث الحكايات الثلاث المنفصلة لثلاث شخصيات شابة حيث تربطهم الأغاني التي تغنيها إحدى شخصيات الفيلم. يعد الفيلم آخر سيناريو من تأليف الكاتبة الراحلة نادين شمس، وإخراج تامر عزت في ثاني تجاربه الإخراجية الروائية الطويلة بعد فيلمه الروائي الأول "الطريق الدائري" 2010، كما قدّم فيلم "مكان اسمه الوطن" السابق ذكره.

شرع تامر في تصوير فيلم "لما بنتولد" قبل عامين، وتحديدًا في نوفمبر ٢٠١٧، والفيلم من بطولة عمرو عابد، وسلمى حسن، والمطرب أمير عيد عضو فرقة "كايروكي" في أول مشاركة سينمائية له، وابتهال الصريطي، ومحمد حاتم، ودانا حمدان، وبسنت شوقي، ودعاء عريقات، وحنان سليمان، وسامح الصريطي ومدير تصوير راضي ستامنكوفيتش، ومونتاج ميشيل يوسف، ومنتج منفذ معتز عبد الوهاب، وموسيقى تصويرية شريف الهواري، وكلمات وألحان الأغاني من تأليف أمير عيد وسيناريو وحوار نادين شمس وإخراج تامر عزت.

وعُرض الفيلم مؤخرًا في قسم أفلام خارج المسابقة ضمن فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان الجونة السينمائي، وبدأ عرضه التجاري في 23 أكتوبر.

يبقى الحال على ما هو عليه

يتناول فيلم "لما بنتولد" قصة ثلاثة شباب، وهم أمين الذي لعب دوره عمرو عابد، وأحمد الذي لعب دوره أمير عيد، وفرح التي لعبت دورها سلمى حسن. ونعيش في هذا الفيلم مع هؤلاء الشباب مشكلاتهم الاجتماعية والاقتصادية والوجودية في مصر، في هذه اللحظة بعد ثماني سنوات من ثورة 2011، التي لم تحسّن حياة الشباب في مصر، رغم كل التضحيات التي قدموها وأثرها عليهم، فهناك من فقد حياته أو أصيب بعاهة، أو حتى عانى من اﻷزمات الاقتصادية المتتالية.

ووسط هذه الحكايات الثلاث لهؤلاء الشباب، ومشكلاتهم مع الحاجة إلى المال أو الاستقلالية وتحقيق الذات، أو الحب المستحيل بسبب اختلاف الدين، نعيش أيضًا مع حكايات ثانوية تتشابك مع قصص أبطال الفيلم، من شابة تعيش في علاقة متأزمة مع زوجها بسبب مشكلاتهما الاقتصادية، وأيضًا ضيق مساحة الحرية الشخصية في حياتها، وعدم تحقق الحب المبتغى لدى شابة أخرى بسبب انشغال الحبيب بنفسه وتحقيق ذاته، والثورة على أبيه وموروث الآباء، وشاب آخر يقرر الهجرة خارج مصر إلى غير رجعة بسبب فشله في الزواج من حبيبته التي تعتنق دينًا مختلفًا عن دينه.

هي مشكلات نراها ونشهدها كل يوم من حولنا، تعبّر تمامًا عن الطبقى الوسطى المصرية في هذا الوقت الراهن، الذي لا ترى فيه أي حل ناجع أو مؤقت للمشكلات الاجتماعية والاقتصادية التي يعيشها الشباب. هذه المشكلات هي التي تدفع الشباب إما إلى الهجرة إلى الخارج أو النكوص داخل الذات أو التأقلم مع الوضع الآني تحت شعار "يبقى الحال على ما هو عليه".

أمير عيد: صوت الشباب

في شكل غنائي يقدم لنا المخرج تامر عزت فيلمه الجديد، وكأن الحياة في مصر الآن هي أغنية متصلة حزينة أو موال طويل عن انتكاسات الشباب في مصر في الوقت الراهن.

قصص حقيقية

في حوار مع المنصّة يؤكد عزت أن شخصيات فيلمه مبنية على الشخصيات الحقيقية التي حكى قصتها في فيلمه التسجيلي "مكان اسمه الوطن"، مشيرًا إلى أن فيلمه يتحدث عن شباب اليوم، ولذا اختار مجموعة من الممثلين الشباب وعلى رأسهم عمرو عابد وأمير عيد، القريبين من المشاهدين الشباب ليتفاعلوا معهم أكثر عبر الحدوتة التي تمس حياتهم، ومن خلال الممثلين الشباب، حيث يرون فيهم أنفسهم وذواتهم.

بينما يشهد أبطال الفيلم الكثير من الأحداث الميلودرامية، تأتي الأغاني لتُجمّل الفيلم وتحميه من الظهور كفيلم مأساوي، ﻷنها خففت وقع هذه الميلودراما إلى حد كبير.

هذا نفس ما أكده نجم كايروكي أمير عيد للمنصّة حينما قال إن أغاني الفيلم التي كتبها ولحّنها لم تَلق أي خلاف بينه وبين المخرج، ﻷن اﻷغاني متوافقة تمامًا مع الفيلم، من حيث التعبير عن مشكلات هذه الشريحة من الشباب، التي ترمز إلى غالبية شباب مصر الآن. ولهذا كان التعاون بينهما مثمرًا وسلسًا إلى حد كبير.

بينما يشهد أبطال الفيلم الكثير من الأحداث الميلودرامية، تأتي الأغاني لتُجمّل الفيلم وتحميه من الظهور كفيلم مأساوي، ﻷنها خففت وقع هذه الميلودراما إلى حد كبير، لتجعل المشاهد يتعايش مع الأغانى وكلماتها وألحانها، ويتأمل فيها وانعكاسها على حياته الشخصية.

ولعبت شعبية أمير عيد بين الشباب دورًا في تأسيس حالة من الربط بين المشاهد الشاب والأبطال الشباب الذين يراهم المشاهد أمامه على الشاشة.

هذه الفكرة هي واحدة من أهم الأفكار التي تحتاجها السينما المصرية، وأعني فكرة التحايل على المشاهد من أجل تقمص الشخصيات، فالسينما أولًا وأخيرًا هي فن الإيحاء والتقمص، بمعنى أن صُنّاع السينما يحاولون أن يوحوا إلى المشاهد بأن ما يشاهده واقعي، وأن يدفعوا المشاهد ليتقمص البطل تمامًا، من أجل أن يشعر بمشاعره ويتبنى أهدافه وآماله، ما يجعل المشاهد يشعر بنشوة تستمر معه طويلا حتى بعد انتهاء الفيلم ومغادرته دار العرض وعودته لبيته.

ويتجلّى الاهتمام بفكرة "من الشباب إلى الشباب" في اختيار شخصية أحمد (أمير عيد) كراوٍ منذ البداية، الذي يروي حكايات الشخصيات الأخرى ليتحول فجأة إلى شخصية من الشخصيات فنكتشف أنه هو الآخر له حكاية مثله كمثل أي شاب مصري، فانتقال الراوي إلى شخصية ضمن الشخصيات يجعلنا نتذكر دائمًا أن صُناع الفيلم أنفسهم هم شباب لديهم نفس المشكلات التي يعيشها أبطال فيلم "لما بنتولد"، وهو ما يخلق حالة من الاتصال بين صناع الفيلم والمشاهدين.

حجر جديد في بناء سينما الشباب

أوقات فراغ

ومثلما لا يمكننا فصل فيلم "لما بنتولد" عن فيلم "مكان اسمه الوطن" فإننا أيضا لا يمكننا فصله عن فيلم "أوقات فراغ" الذي عُرض في نفس العام الذي عرض فيه "مكان اسمه الوطن". وأيضًا فرقة كايروكي الغنائية التي ظهرت تقريبًا بنفس الفترة.

فيلم "أوقات فراغ" هو الذي خلق نجومية عمرو عابد الذي يمثل أيضًا في فيلم "لما بنتولد" وأيضا ناقش مشكلات الشباب في هذه الفترة، بسبب المشكلات الاجتماعية والاقتصادية، وهو الفيلم الذي لاقي نجاحًا لم يتوقعه أحدًا بين الشباب حيث تحول إلى فيلم Cult حيث يحب الشباب مشاهدته حتى اليوم عبر الطرق المختلفة من تليفزيون أو على الإنترنت، لأنه يعبر عنهم وعن مشكلاتهم التي يعيشونها كل يوم.

أما فرقة كايروكي وعلى رأسها أمير عيد الذي يمثل أيضًا في فيلم "لما بنتولد"، فهي خير تعبير عن الشباب المصري من الطبقة الوسطى في الخمس عشرة سنة الماضية، حيث كانت كلمات أغانيهم تعالج موضوعات اجتماعية ورومانسية وأيضًا سياسية خاصة في مرحلة ما بعد ثورة 2011، حيث كان السطوع الأكبر لنجم هذه الفرقة الموسيقية التي تحولت إلى صوت شباب الثورة أثناء وبعد ثورة 2011 مباشرة.

مخرج يعرف جمهوره

ومن هذه المنطلقات المختلفة، جاء ذكاء مخرج فيلم "لما بنتولد" تامر عزت، الذي استعان واستغل هؤلاء النجوم المحبوبين من الشباب ليكونوا أبطال فيلمه الجديد. هذا الاختيار والانتقاء أعتبره اختيارًا في غاية الذكاء من المخرج، الذي يعي جيدًا مَن هو المُشاهد الذي يستهدفه عبر فيلمه الجديد. وهو أمر أيضًا يجب على كل صانع سينما أن يدركه جيدًا قبل البدء في صناعة فيلمه، حيث يجب أن يحدد بمنتهى الدقة الجمهور المستهدف من فيلمه.

فيلم "لما بنتولد" هو انعكاس للمجتمع المصري في هذه اللحظة الآنية، خاصة عبر مناقشته لمشكلات الشباب المختلفة. هؤلاء الشباب الذين كانوا فتيل الثورة ووقودها وجمرها الذي احترق، وأيضًا هم مستقبل هذه البلاد التي لا تستطيع أن تحيا بدون شباب يعيشون في حالة اجتماعية وشعورية صحية، تساعدهم وتدفعهم على بناء مستقبلهم ومستقبل الوطن.

 

موقع "المنصة" في

27.10.2019

 
 
 
 

جمهور قرطاج يستقبل "لما بنتولد" بحفاوة كبيرة

تونس- محمود موسي

بحفاوة كبيرة استقبل جمهور مهرجان قرطاج السينمائي مساء اليوم الفيلم المصري "لما بنتولد" الذي يعرض خارج المسابقة الرسمية.

وحرص علي الحضور مع الجمهور الغفير صناع الفيلم المخرج تامر عزت والمنتج معتز عبد الوهاب والفنان عمرو عابد وبسنت شوقي.

تدور أحداث الفيلم في إطار رومانسي غنائي، ويحتوي الفيلم على تسع أغنيات تقوم بربط أحداث حكايات منفصلة لثلاث شخصيات شابة، كما يتعرض الفيلم لبعض القضايا الاجتماعية، التي تمس الشباب من خلال حياة الشخصيات وأحلامهم والتحديات التي تواجههم.

الفيلم هو آخر سيناريو من تأليف الكاتبة الراحلة نادين شمس، وإخراج تامر عزت في ثانية تجاربه الإخراجية الروائية الطويلة بعد فيلمه الروائي الأول "الطريق الدائري".

يقوم ببطولة " لما بنتولد " عمرو عابد، سلمى حسن، والمطرب أمير عيد عضو فرقة "كايروكي" في أول مشاركة سينمائية له، وابتهال الصريطي، محمد حاتم، دانا حمدان، بسنت شوقي، والفنانة حنان سليمان و الفنان القدير سامح الصريطي.

 

####

 

افتتاح "أيام قرطاج السينمائية 2019" وسط حضور سينمائي كبير | فيديو

مي عبدالله

افتتحت فعاليات أيام قرطاج السينمائية 2019 (دورة نجيب عياد) بمسرح الأوبرا بمدينة الثقافة بالعاصمة تونس، وسط حضور كبير من الفنانين والسينمائيين ومحبي الفن السابع.

قدم سهرة الافتتاح الممثل التونسي أحمد الحفيان، وتخللتها عدة فقرات ما بين تقديم أعضاء لجان تحكيم المسابقات والفقرات الفنية التي أمنها الفنان صبري مصباح ومجموعة موسيقية يابانية.

وتابع الجمهور خلال الحفل، شريطا مسجلا تكريما للمدير العام الراحل للمهرجان، نجيب عياد، وفي هذا السياق سلم المنتج ورفيق درب الفقيد، حسن دلدول، تانيتا ذهبيا لإبنيه أحمد ونادية عياد اعترافا بفضل نجيب عياد على التظاهرة ودعوة للأبناء للسير على خطى الآباء.

كما عرض شريط آخر يكرم المخرج التونسي الراحل شوقي الماجري وعددا من الأسماء العربية والأفريقية التي فقدتها الساحة السينمائية مؤخرا.

السهرة تخللها تقديم للجان التحكيم التي تضم في عضويتها 15 سينمائيا من منتجين ومخرجين وكتاب سيناريو وممثلين.

ويترأس المخرج السنغالي الفرنسي آلان جوميز لجنة التحكيم الكبرى، وإلى جانبه المخرج الياباني فوكادا كودجي والممثل الجزائري حسان كشاش والمخرج التونسي محمود بن محمود والمخرجة المغربية مريم بن مبارك والسينمائية الزمبابوية تسيتسي دنغارمبغا والمخرجة اللبنانية ياسمين خياط.

ويترأس المخرج الأمريكي جيروم غاري لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية التي تضم في عضويتها الصحفية والناقدة السينمائية الكونغولية دجيا ممبو والناقد السينمائي الكاميروني جون ماري تينو والكاتب المسرحي التونسي محمد المديوني ومدير التصوير والمخرج المصري محمد صيام.

لجنة تحكيم العمل الأول (جائزة الطاهر الشريعة)، يترأسها المنتج الفلسطيني السويدي ومدير مهرجان مالمو للسينما العربية محمد قبلاوي ويشاركه التحكيم كل من الممثلة والمنتجة التونسية أنيسة داوود والسينمائي الرواندي جويل كاركازي.

وفي كلمتها، نعت المديرة العامة للمركز الوطني للسينما والصورة، شيراز العتيري، فقيد المهرجان ومديره العام الراحل نجيب عياد قائلة "هو من أحب هذا المهرجان، وحول هذا الولع والعشق إلى فريق المهرجان"، كما لم تنس توجيه التحية للحضور المتميز من كل أنحاء العالم والنقاد والصحافيين والمستشهرين وشركاء المهرجان وجمهوره، وخصت بالذكر صناع السينما في تونس من منتجين ومخرجين وتقنين وممثلين.

السهرة اختتمت بعرض الفيلم التونسي "عرايس الخوف" للمخرج النوري بوزيد، ويروي الفيلم حكاية "زينة" و"دجو" في رحلة عودتهم إلى تونس من سوريا في ديسمبر 2013، وهما شابتان هاربتان من "داعش" لمجتمع يرفض المسامحة، لكل حكايتها ونهايتها.

وتجدر الإشارة إلى أن اختيار فيلم "عرايس الخوف" لافتتاح مهرجان أيام قرطاج السينمائية كان ببادرة من الراحل نجيب عياد.

 

بوابة الأهرام في

27.10.2019

 
 
 
 

أفلام «قرطاج» فى السجون

طارق الشناوي

كما توقعت بالأمس، كانت ليلة المنتج ومدير المهرجان نجيب عياد، الذى كان حاضرًا بقوة فى كل التفاصيل، واختار كل الفقرات التى تابعناها فى الحفل، ماعدا واحدة وهى تأبين نجيب عياد!!.

وضع كل الخطوط، بما فيها اختيار فيلم الافتتاح للمخرج الكبير نورى بوزيد (عرايس الخوف).. تكتشف أن علاقة عياد بالفيلم بدأت وهو مجرد سيناريو، ثم تحمس ليصبح الافتتاح تونسيًّا، ومن حق- طبعًا- البلد المضيف أن يحتفى بالسينما الوطنية التى تحمل اسم البلد، كما أن (بوزيد) أحد أهم أعلام المخرجين على المستوى العربى، ورحلته تقترب من أربعين عاما منذ أن قدم فيلمه (ريح السد) الحاصل على (التانيت الذهبى) فى قرطاج.

(التيمة) الدائمة فى أفلام نورى هى التسامح العرقى والدينى واللونى والثقافى، وهى هدف العالم كله الآن، لأن الدماء لا تنجب سوى الدماء، والانتقام لا يعرف أبدًا الارتواء، تونس ليست بعيدة عما يجرى فى سوريا، وكما فى العديد من دول العالم وليس فقط عالمنا العربى، أحداث متعددة تؤكد أن الإرهاب الذى يتدثر عنوة بالدين تجاوز كل الحدود، (داعش) تمكن بما لديه من أذرع طويلة فى العالم من أن يغسل أدمغة كثيرين، وشاهدنا أكثر من فيلم أوروبى يتناول كيف أنهم وصلوا إلى تلك العقول الأوروبية واقتحموها، رغم الحاجز الثقافى فى اللغة والدين، إلا أنهم تمكنوا من إيجاد ثغرة ما اخترقوها ثم احتلوا الوجدان، وهو ما حدث أيضا فى تونس ومصر والجزائر وغيرها، وهناك من ذهب بالفعل إلى الدواعش فى سوريا عن طريق إسطنبول، فهى المحطة الرئيسية لتوريد الإرهابيين، نقطة الانطلاق إلى دائرة التطرف والدموية.

بطلتان تونسيتان عادتا من داعش إلى أرض الوطن قبل 6 سنوات ومثلى جنسيا، العمق الذى قدمه (بوزيد) يتوقف عند فضيلة التسامح، وهى الفضيلة الغائبة، أى أنك تُطل من زاوية الآخر بدلًا من الإدانة المسبقة.

الافتتاح يجمع بين الفن الإفريقى والعربى، وأيضا إطلالة على السينما اليابانية، حيث تم تكريمها مع سينما لبنان ونيجيريا وتشيلى، وتكريم سينما أربع دول فى مهرجان واحد أراه رقمًا كبيرًا. قرطاج مهرجان عربى إفريقى، ومن الممكن أن يراه البعض إفريقى عربى، لا بأس، هكذا بدأ عام 1966 من خلال الناقد الونسى الراحل الكبير الطاهر شريعة، ولهذا أرى أن إلقاء الضوء على بلدين فقط فى كل دورة يعبران مباشرة عن التوجه الجغرافى كافٍ جدًّا، عربيًّا وإفريقيًّا.. عندما تتعدد التكريمات تضيع قيمة التكريم، وهى دعوة أتمنى أن يتنبه لها عدد من مهرجاناتنا المصرية التى تتباهى سنويا بعدد التكريمات.

قرأت- مع الأسف- أن مخرجى الفيلمين (ستموت فى العشرين) لأمجد أبوالعلاء و(الخرطوم أوفاسيد) لمروة زين، لن يتمكنا من الحضور لأسباب روتينية، الفيلمان سيعرضان رسميًّا فى غياب المخرجين.. أنتظر أن تتمكن إدارة المهرجان من إيجاد حل خلال هذه الساعات لنرى أمجد ومروة بيننا.

مصر مشاركة بأكثر من فيلم فى المسابقة الرسمية الفيلم الطويل (بعلم الوصول) هشام صقر، وفى القصير (حبيب) شادى فؤاد، كما أن الفيلم المصرى (لما بنتولد) إنتاج معتز عبدالوهاب وإخراج تامر عزت عُرِض أمس خارج نطاق التسابق الرسمى، وسوف ينتقل للعرض فى أحد السجون التونسية يوم الجمعة.

تعوّد مهرجان قرطاج فى السنوات الأخيرة أن يمتد نشاطه وعدد من أفلامه للسجون بمختلف درجاتها (جنح) و(جنايات)، وأيضا النساء والرجال، وتقام أيضا ندوات لأبطال الفيلم مع النجوم والمخرج، وهى تجربة رائعة تعنى رسالة واضحة جدًا للعالم عن حقوق الإنسان، يبعث بها المهرجان سنويًّا، وأتمنى أن يفكر مهرجان (القاهرة السينمائى) مثلا لتنظيم عروض موازية فى دار الأيتام، وأيضا ذوى الاحتياجات الخاصة، وهو هدف اجتماعى يجب ألا يغيب عن رئيس المهرجان الكاتب والمنتج محمد حفظى، من الممكن أن يفكر فيها هذا العام.

كانت لى تجربة سابقة قبل عامين فى الحضور لأول مرة أشاهد فيلما سينمائيًّا فى السجن ومع عدد من النزلاء يتجاوزون 500 مسجون، الفيلم التونسى «زيزو» للمخرج فريد بوغدير، المهرجان متخم بالأفلام والندوات، ولكنها تجربة من الصعب تكرارها، ولا يمكن سوى أن تسعى إليها حتى لو كبّدك ذلك خسارة 6 ساعات من اليوم المشحون بالأفلام والندوات، أن تشاهد فيلم سينمائى وأن تحضر نقاشًا يتناول كل التفاصيل الفنية مع مساجين لا أظنها دعوة من الممكن أن تقاوم.

أروع ما فى قرطاج هو الجمهور التونسى، المنصات الموسيقية والغنائية فى الشوارع المحيطة بالمهرجان، حيث تستمع إلى موسيقى (أنت عمرى) لأم كلثوم مع (لامونى اللى غاروا منى) للطفى بوشناق.. الشوارع تكتظ بالجمهور، فهو ليس مهرجان دولة. صحيح أن وزارة الثقافة التونسية هى التى تتولى إقامته، ولكن الصحيح أيضا أن هناك مجتمعًا مدنيًّا هو الذى يمنح المذاق الخاص للمهرجان، المهرجان أولًا وحتى عاشرًا للجمهور، وهو ما أتمنى أن أراه فى مهرجانات بلادى!!.

tarekelshinnawi@yahoo.com

 

المصري اليوم في

27.10.2019

 
 
 
 

صور.. إقبال جماهيرى على الفيلم المصرى «لما بنتولد» بأيام قرطاج السينمائية

تونس : جمال عبد الناصر

شهد العرض الأول للفيلم المصرى "لما بنتولد" للمخرج تامر عزت بأيام قرطاج السينمائية إقبالا جماهيريا كبيرا، وتوافد جمهور المهرجان قبل العرض بساعات؛ لحجز تذاكر الدخول وحجز مقاعدهم بقاعة سينما الفن الرابع

حضر من صناع فيلم "لما بنتولد" مخرجه تامر عزت، والمنتج معتز عبد الوهاب، والفنان عمرو عابد بطل الفيلم، والفنانة بسنت شوقى، والمنتج الفنى محمد جمال، وعدد من وسائل الإعلام المصرية كقناة نايل سينما، والنقاد مثل الناقد طارق الشناوى

فيلم "لما بنتولد" تدور أحداثه فى إطار رومانسى غنائى، ويحتوى على 9 أغنيات تقوم بربط أحداث حكايات منفصلة لثلاث شخصيات شابة، كما يتعرض الفيلم لبعض القضايا الاجتماعية، التى تمس الشباب من خلال حياة الشخصيات وأحلامهم والتحديات التى تواجههم.

الفيلم هو آخر سيناريو من تأليف الكاتبة الراحلة نادين شمس، وإخراج تامر عزت، فى ثانى تجاربه الإخراجية الروائية الطويلة، بعد فيلمه الروائى الأول "الطريق الدائرى"، وشارك فى إنتاجه مع معتز عبد الوهاب.

https://www.youtube.com/watch?v=rCYp_lszM_Y

 

####

 

صور.. مظاهرة حب فى تأبين وتكريم المنتج نجيب عياد بأيام قرطاج

تونس - جمال عبد الناصر

بدأ تأبين وتكريم المنتج الكبير الراحل نجيب عياد مدير أيام قرطاج السينمائية بمدينة الثقافة التونسية بمقدمة موسيقية لعازف بيانو بلجيكى صاحبها صور مختلفة للراحل نجيب عياد من مختلف المناسبات فى مشهد مؤثر أعقبه مظاهرة حب للراحل نجيب عياد. 

كان فى مقدمة الحضور وزير الثقافة التونسى محمد زين العابدين والسيدة شيراز العتيرى مدير المركز الوطنى للسينما والصورة والمدير الفنى للمهرجان لمياء قيقة والدكتور طارق بن شعبان وعدد كبير من السينمائيين التونسيين وضيوف مهرجان أيام قرطاج السينمائية وزملائه فى رحلته الفنية وتلامذته وكل من كان لهم علاقة به. 

وتحدث عدد كبير من صناع السينما والقريبين من الراحل نجيب عياد بكلمات عن مسيرته ومشواره وحبه للسينما وللمواقف التى جمعتهم به منذ عمله بنوادى السينما فى فترة السبعينات كما تحدثت فريال قلال أحد تلامذة نجيب عياد ومساعدته الأولى قائلة: نجيب عياد كان أستاذا ومعلما ومحبا وعاشق السينما والإنتاج.

حضر التأبين من الوفد المصرى المنتج الكبير جابى خورى والسيناريست سيد فؤاد رئيس مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية والمخرجة عزة الحسينى مدير مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية والناقد طارق الشناوى كما حضر الناقد إبراهيم العريس والفنان التونسى الأسعد الجاموسى والدكتور طارق بن شعبان والمطربة روضة عبد الله والمخرج رشيد مشهراوى والمخرج حمادى عرفة والناقد الكبير محمد المديونى والمخرج ابراهيم اللطيف المدير السابق لأيام قرطاج السينمائية.

 

عين المشاهير المصرية في

27.10.2019

 
 
 
 

«عرائس الخوف» في افتتاح الدورة الـ30 لأيام قرطاج السينمائية

تونس: المنجي السعيداني

يعيش الشارع الثقافي في تونس على وقع أيام قرطاج السينمائية في دورتها الـ30، فبعد سلسلة من العروض الموسيقية والتنشيطية التي شهدها الشارع الرئيسي بالعاصمة التونسية منذ بداية الأسبوع احتفاء بهذا الحدث السينمائي الهام، تنطلق الدورة الجديدة التي تمتد من 26 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي إلى غاية الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل بمشاركة نحو 674 فيلما سينمائيا في مختلف المسابقات والأنشطة الإبداعية، وهي أعمال قادمة من 40 دولة من دول العالم، لتمثل هذه التظاهرة السينمائية العريقة إحدى أهم محطات السينما العربية والأفريقية.

ويشارك عدد هام من نجوم الفن والسينما في تونس وبقية دول العالم، في السهرة الافتتاحية التي تشهد حضور ممثلات عربيات شهيرات، من بينهن الممثلة المصرية المعروفة ليلى علوي، وهند صبري ودرة زروق الممثلتان التونسيتان المقيمتان في مصر.

وتنطلق الدورة بصفة رسمية من خلال عرض فيلم «عرائس الخوف» للمخرج التونسي النوري بوزيد، وهو شريط روائي طويل، ويتناول هذا الفيلم في 96 دقيقة قصة الفتاتين زينة ودجو في رحلة عودتهما من سوريا في شهر ديسمبر (كانون الأول) من سنة 2013 بعد فرارهما من تنظيم «داعش» الإرهابي. ويحكي الفيلم صراع بطلتي الفيلم من أجل البقاء وإعادة بناء الذات وقد لقيتا مساعدة المحامية نادية والطبيبة درة لتجد زينة ملجأ لها في الكتابة وتدوين ما يدور في الخواطر من ضغوطات وكوابيس، فيما تختار دجو ربط علاقة غير سوية مع أحد الشبان في محاولة منها للاندماج من جديد في المجتمع التونسي.

ويشارك 44 فيلما من البلدان المشاركة في مختلف مسابقات أيام قرطاج السينمائية، من بينها 12 فيلما روائيا طويلا و12 شريطا قصيرا و12 فيلما وثائقيا طويلا و8 أفلام وثائقية قصيرة.

وتشارك تونس بمجموع 39 شريطا سينمائيا، وتسجل كل من الجزائر والسودان الحضور الأكبر من حيث عدد الأفلام السينمائية المنافسة على جوائز هذه الدورة. كما تسجل أيام قرطاج السينمائية دخول السينما السعودية ومساهمتها في إثراء الدورة الجديدة، ومن المنتظر أن تشد الانتباه، إذ إن الجمهور سيحاول معرفة المواضيع التي تشغل بال المخرجين والمبدعين السعوديين إثر الانفتاح الإبداعي الذي عرفته المملكة خلال السنوات الأخيرة.

 

الشرق الأوسط في

27.10.2019

 
 
 
 

"عرايس الخوف" عن الإرهاب الداعشي بافتتاح أيام قرطاج السينمائية

العين الإخبارية - تونس - محسن أمين

افتتحت فعاليات الدورة الثلاثين لأيام قرطاج السينمائية، السبت، تحت عنوان "دورة نجيب عياد"، بالفيلم الطويل "عرايس الخوف" للمخرج التونسي النوري بوزيد.

وتتواصل الدورة من 26 أكتوبر/تشرين الأول إلى 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، بمشاركة أكثر من 80 فيلمًا روائيًا ووثائقيًا وأفلام قصيرة، ستشارك 44 فيلما منها في المسابقة الرسمية.

وتم تصوير الفيلم التونسي "عرايس الخوف" خلال العام الجاري بغرض المشاركة في أيام قرطاج السينمائية.

ويروي الفيلم، الذي يلعب بطولته كل من الممثلين نور حجري، وعفاف بن محمود ومهدي حجري، قصة الشابتين "زينة" و"دجو"، في رحلة عودتهما من سوريا إلى تونس في ديسمبر/كانون الأول من عام 2013.

كما يتطرق الفيلم إلى تفاصيل الإرهاب الداعشي وانعكاساته على المجتمع التونسي خلال السنوات الثمانية الأخيرة، محاولا خلالها المخرج التونسي رصد القضية الإرهابية في علاقتها بالسياسة والثقافة وتطور المجتمع.

وقد سبق لبوزيد أن حصل في مناسبتين من أيام قرطاج السينمائية على التانيت الذهبي، كانت الأولى عام 1986 عن فيلم "ريح السد"، وكانت الثانية عام 2006 عن فيلم "آخر فيلم".

وتتنوع الأفلام وتختلف مضامينها في هذه الدورة التي سميت بـ"دورة نجيب عياد"، الذي كان آخر مدير لدورة أيام قرطاج السينمائية، وهو المهرجان الذي أسسه المنتج التونسي الطاهر شريعة عام 1966.

ومن أبرز الأفلام الروائية الطويلة التي ستشارك في هذه الدورة فيلم "نورا تحلم" للمخرجة التونسية هند بوجمعة، وفيلم "بيك نعيش" للمخرج التونسي مهدي برصاوي، وفيلم "قيرة" للمخرج تونسي الفاضل الجزيري.

ومن الأفلام الوثائقية القصيرة المشاركة فيلم "لم أر شيئًا.. رأيت كل شيء" للمخرج السوري ياسر قصاب، وفيلم "في المنتصف" للمخرجة اليمنية مريم الضوباني، ومن الجزائر فيلم "الستار" للمخرجة زينة بن غوبة.

ومن بين الأفلام الروائية الطويلة التي ستشارك في هذه الدورة الفيلم السوداني "ستموت في العشرين" للمخرج أمجد أبوالعقلاء، والفيلم المصري "بعلم الوصول" للمخرج هشام صقر، والفيلم السعودي "سيدة البحر" للمخرج شهد أمين.

وتحتضن أيام قرطاج السينمائية 22 قاعة سينمائية، إضافة إلى عديد العروض التي سيتم تنظيمها داخل السجون التونسية وفي مختلف المحافظات التونسية.

ويقول أستاذ علوم الصورة في الجامعة التونسية، عبدالله القايدي، لـ"العين الإخبارية"، إن الفلسفة الأولى لتأسيس أيام قرطاج السينمائية هو مأسسة سينما خاصة بدول جنوب حوض البحر المتوسط تتناول القضايا المتعلقة بالعالم الثالث والدول التي تبحث عن خطاها في طريق البناء.

وأشار إلى أن الانخراط في تقليد المهرجانات السينمائية العالمية سيقلص من قيمة أيام قرطاج السينمائية ويفقده المعنى الحقيقي لتأسيسه، داعيا إلى ضرورة المحافظة على المضمون الملتزم للأيام السينمائية التي تنعقد كل عام في تونس.

 

بوابة العين الإماراتية في

27.10.2019

 
 
 
 
 

المخرج التونسي النوري بوزيد: "عرايس الخوف" يكشف جرائم الإخوان

العين الإخبارية - محسن أمين

قال المخرج التونسي النوري بوزيد إن فيلمه "عرايس الخوف" الذي افتتح الدورة الـ30 لأيام قرطاج السينمائية يعري تستر تنظيم الإخوان الإرهابي بتونس وجرائمهم في تسفير المواطنين، بخاصة النساء منهم، إلى بؤرة التوتر الإرهابي في سوريا.  

ويعتبر "بوزيد" من أهم المخرجين في تونس منذ ثمانينيات القرن الماضي، وأخرج أعمالاً تناولت العلاقة بين الفرد والمجتمع في تقاطعات الإرهاب والسياسة والاغتراب الثقافي، فكان فيلمه "ريح السد" سنة 1986 بمثابة الانطلاقة التي وثقت سينما الواقع في تونس، لتمر السنوات بعدها لإخراج فيلم بعنوان  "آخر فيلم" شرح فيه ظاهرة الإرهاب في بعده السوسيولوجي سنة 2006.

وأكد "بوزيد" لـ"العين الإخبارية" على هامش عرض فيلمه في افتتاح أيام قرطاج السينمائية، أن حركة النهضة الإخوانية هي من دعمت وساهمت في تسفير الإرهابيين إلى سوريا، وذلك عن طريق فتح الأبواب أمامهم للوصول إلى مناطق النزاع

وأوضح أن شريطه السينمائي مقتبس من الواقع التونسي بعد بحث دقيق ومفصل من خلال مقابلته لنساء تونسيات عائدات من سوريا والعراق.

وتواجه حركة النهضة الإخوانية في تونس طيلة 8 سنوات اتهامات بالارتباط بالتنظيمات الإرهابية وتورطها في التساهل مع الإرهاب على الشريط الحدودي الغربي للبلاد

وأضاف النوري بوزيد أنه يهدف من خلال طرحه السينمائي تحذير الشباب التونسي من مخاطر الانخراط في معارك إرهابية، مشددا على أهمية معالجة الشخصيات التي تعاني من أزمات نفسية حتى لا تنضم إلى التنظيم الإرهابي

ووضح بأن اشتغاله على الشخصيات جاء بعد فترة من استيعابه الفكري لاغتيال القيادي اليساري شكري بلعيد في 6 فبراير/شباط 2013 والقيادي القومي محمد البراهمي في 25 يوليو/تموز من السنة نفسها

وتابع "أن المرأة التونسية هي حائط الصد الأول في وجه الإخوان بتونس"، وقال: "إسقاط حكومة الإخوان سنة 2013 جاء نتيجة ملحمة نسائية ضد الأفكار الظلامية".

وعن الشخصيات التي تناولها فيلم "عرائس الخوف" أكد "النوري بوزيد" أنها ركّزت على معاناة المرأة التونسية التي وقع "التغرير" بها على حد تعبيره من قبل الأطراف السياسية النافذة في البلاد بين سنتي 2011 و2014 لتسفير الشباب إلى ساحات القتال في الشرق الأوسط

وافتتح فيلم "عرائس الخوف" الدورة 30 من أيام قرطاج السينمائية التي تمتد من 26 أكتوبر/تشرين الأول الجاري حتى 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2019 

وحصل النوري بوزيد في مناسبتين من أيام قرطاج السينمائية على التانيت الذهبي، الأولى كانت سنة 1986 عن فيلم" ريح السد" والثانية كانت سنة 2006 عن فيلم "آخر فيلم".

وتحتضن أيام قرطاج السينمائية 22 قاعة سينمائية، إضافة إلى العديد من العروض التي ستتم داخل السجون التونسية، وفي مختلف المحافظات التونسية.

يشار إلى أن الدورة 30 من أيام قرطاج السينمائية ستشهد عرض أكثر من 80 فيلما وثائقيا وروائيا وأفلام قصيرة، وسيشارك في المسابقة الرسمية 44 فيلما متنوعا

 

بوابة العين الإماراتية في

28.10.2019

 
 
 
 
 

صور| أيام قرطاج السينمائية يستقبل «سيدة البحر» بعرض عربي «كامل العدد»

أحمد السنوسي

شهد العرض العربي الأول لفيلم "سيدة البحر" للمخرجة شهد الأمين في الدورة الـ 30 من أيام قرطاج السينمائية، إقبال جماهيري ضخم من قبل النقاد والسينمائيين والجمهور، ليحظى الفيلم بعرض كامل العدد في حضور مؤلفته ومخرجته  السعودية شهد الأمين والمنتج التنفيذي محمد الدراجي ,وبطلة الفيلم بسيمة حجّار (حياة) وعقب انتهائه، حاز الفيلم على ردود أفعال إيجابية من قبل النقاد والجمهور .

وعبرت المخرجة شهد الأمين، عن سعادتها بردود الأفعال ومشاركتها هذه التجربة لأول مرة مع الجماهير العربية، كما تمنت وصول رسالة الفيلم لكل الوطن العربي.

 وينافس فيلم "سيدة البحر" للمخرجة شهد الأمين، للمرة الأولى في الشرق الأوسط من خلال المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة ضمن فعاليات الدورة ال30  لمهرجان أيام قرطاج السينمائية في الفترة بين 26 أكتوبر و2 نوفمبر بعد عروض عالمية في مهرجانات سينمائية بارزة كان أخرها لندن ولوس أنجلوس، كما سيشارك أيضا في فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي (من 20 إلى 29 نوفمبر) في دورته ال41 في مبادرةٍ للاحتفاء بكونه أول مهرجان سينمائي عربي على الإطلاق يوقّع على ميثاق المساواة بين النساء والرجال "5050 في 2020" وهو مبادرة عالمية تحث جميع المهرجانات السينمائية على الالتزام بتحقيق تمكين المرأة وتمثيلها بشكل عادل في صناعة الأفلام بحلول عام 2020.

ويحكي فيلم "سيدة البحر" للكاتبة والمخرجة السعودية شهد أمين حكايةً أسطورية عن فتاة صغيرة شجاعة وصلبة الإرادة، تُقرر اختيار مصيرها بنفسها فتتحدى أسرتها وتثور على التقاليد المظلمة المتبعة في قريتها والتي تفرض تقديم الإناث من أطفالها إلى مخلوقات غريبة تعيش في المياه المجاورة

وحصل الفيلم في عرضة العالمي الأول على جائزة "فيرونا" للفيلم الأكثر إبداعاً ضمن مسابقة أسبوع النقاد المرموقة خلال فعاليات النسخة الـ 76 من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي.

فيلم سيدة البحر من تأليف وإخراج المخرجة السعودية شهد الأمين وشارك في الإنتاج كل من بول ميلر وستيفن ستراكان من شركة "فيلم سوليوشنز ، ورولا ناصر من شركة "إماجيناريوم فيلمز"، بالتعاون مع المنتجين التنفيذيين محمد الدراجي وماجد الأنصاري, ويقوم ببطولته بسيمة حجّار في دور حياة و أشرف برهوم و يعقوب الفرحان و فاطمة الطائي, وقد صورت جميع أحداث الفيلم بسلطنة عُمان.

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

28.10.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004