كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 

«آد استرا »..

رحلة إلى الفضاء تعيد إحياء براد بيت

خالد محمود:

الجونة السينمائي

الدورة الثالثة

   
 
 
 
 
 
 

·       الفيلم يشهد أفضل أداء فى تاريخ النجم الهوليوودى ويمهد له الطريق إلى الأوسكار

·       المخرج جيمس جراى يرسم لوحة بصرية ساحرة.. ويقدم رؤية إنسانية خيالية وملحمية مدهشة

يبقى فيلم الخيال العلمى Ad Astra، «اد استرا» واحدا من روائع المخرج جيمس جراى، وقدم فيه النجم براد بيت أفضل أداء فى تاريخه بحسب وصف نقاد سينما عالمية، حيث كان مبهرا، وهو ما يجعل السؤال يطرح نفسه: هل آن الأوان لينال براد بيت أول جائزة أوسكار فى مسيرته؟ أعتقد أنه أصبح قريبا جدا منها، وإذا كان البعض شكك فى ذلك لعدم حصد الفيلم لأى جوائز ضمن فاعليات مهرجان فينيسيا السينمائى الدولى بدورته لهذا العام، فأرى أن نجاح الفيلم لا يرتبط فقط بجوائز المهرجانات، ولكنه بردود الفعل الإيجابية التى يلمسها من المشاهدين والنقاد، وهو ما يحدث بالفعل.

فى «أد استرا» Ad Astra، الذى عرضته شاشة مهرجان الجونة السينمائى اخترق المخرج جيمس جراى الذى قام بتأليف وإنتاج الفيلم أيضا عالم الفضاء برؤية إنسانية خيالية ملحمية مدهشة فاقت فى قصتها الدرامية مآسى كثيرة بالواقع بصورتها التى تنبض بالحياة.

بطلنا الرئيسى «براد بيت» أو «روى مكبرايد» وهو رائد فضاء يتم إرساله أولا فى مهمة سرية لوقف سلسلة من الكوارث التى سوف تتسبب فى الفوضى والتدمير على كوكب الأرض، ومع مرور الوقت نكتشف أن هذه الكوارث ترتبط بمشروع «ليما»، الذى كان يعمل به والد «روى»، رائد الفضاء الكبير الدكتور «كليفورد ماكبرايد» أو «تومى لى جونز»، والذى ذهب فى رحلة إلى نبتون لم يعد منها ولا أى من أفراد طاقمه قبل ستة عشر عاما.

وعندما تنتابه الشكوك بأن والده ربما يكون ما زال حيا، يقرر الذهاب للبحث عنه فى الفضاء، وتأخذنا الرحلة إلى عالم آخر مختلف عن ذلك الذى عهدناه فى أفلام الفضاء، إننا أمام نموذج لبطل إنسانى يبدو منعزلا وغامضا يكافح لإظهار عواطفه وتكوين الصداقات، وعلى الرغم من أن الفيلم قد يبدو أنه نسخة من أفلام نهاية الأرض، والأبطال الأسطوريين الذى يرسلون لإنقاذ العالم، ولكن الميلودراما فى الفيلم أنقذته من ذلك الفخ السينمائى، حيث ركز أكثر على انفعالات شخوصه وهواجسهم، والربط بين مهمة الابن ومهمة الاب، وهل سيتحقق الهدف ويعثر الاثنان على بعضهما، وهو ما تحقق بالفعل وكانت من أعظم مشاهد الفيلم روحا وأداء عندما وجد «روى» والده سجينا فى مركبته الفضائية يحاول أن يعيش من أجل المهمة التى شعر بفشله فيها بعد هجوم بعض الكائنات الاخرى التى تعيش فى كواكب بعيدة، حيث دار بينهما حوار حول أهمية أن يعيشا، وبالفعل حاول «جراى» إنقاذ والده، وفى الطريق بين السماء والأرض، ترجى الاب أن يتركه «روى» ليسقط ميتا، لإحساسه بالعجز، وأنه لا يريد أن يعود، ليقول له رائد الفضاء الابن، إنك من أعظم رواد الفضاء يجب أن تبقى معنا، وبعد أن ازداد الرجاء يترك «روى» أباه ليسقط، وهنا تتعاظم دور الموسيقى التصويرية مع التركيز على أعين روى المليئة بالدموع وأحاسيس داخلية معبرة عن ذلك الموقف العظيم بأحداثه، بينما يقرر ان يواصل المهمة ويستكمل المشوار منفردا وينجح فى اكتشافه قبل أن يعود إلى الارض.

مر الفيلم عبر سرده الدرامى المشوق بمجموعة من المراحل تبدأ بمغامرات «ماكبرايد» الذى يقطن فى محطة الفضاء الدولية، عندما يقذفه انفجار كبير نحو الأرض، فى البداية يعتقد أن الانفجار ناجم عن موجة طاقة سببتها دفقات من الأشعة الكونية الآتية من كوكب نبتون، لكن يبدو أنها لم تكن كذلك، فقبل 29 عاما من الواقعة انطلقت بعثة تحمل اسم مشروع «ليما»، ويقودها «كليفورد ماكبرايد» والد البطل، قاصدا الكوكب نفسه فى رحلة استكشافية بهدف البحث عن حياة هناك لآخرين، وكان «ماكبرايد» الأب أول بشرى يصل إلى المشترى وزحل، وبعد انقطاع أخباره بات المسئولون مقتنعين بأن له يدا وراء موجة الطاقة، ثم تجىء مهمة «ماكبرايد» الابن فى التوجه إلى المريخ، آخر محطة مأهولة فى نظامنا الشمسى، حيث يمكنه الوصول إلى منشأة بث مؤمنة بهدف محاولة إرسال رسالة إلى والده، لإيقاف تجارب المادة المضادة التى تتسبب فى ارتفاع موجات الطاقة، قبل الصدام الانسانى بين الاثنين فيما بعد.

فى ظل ذلك يعطينا المخرج بعدا آخر من حياة «روى» العاطفية عندما يبدأ فى النظر إلى الخلف متذكرا علاقته بحبيبته وانطوائه وهو الشىء الذى يمثل جزءا جديدا مؤثرا.

لم تكن حرفية الصورة الساحرة، ولا الحبكة المتفردة والمتميزة التى كتبها جراى وايثان جروس ولا القصة القوية التى تدور أحداثها فى المستقبل القريب ولا الأداء الكبير لدور صعب لمستكشف فضاء، ولا مشاهد المطاردات على سطح القمر مع مجموعة من القراصنة التى صورت بمنتهى الإبداع عناصر إبهار هذا العمل وأسباب نجاحه فقط، لكن الحوار ايضا كان حضاريا وانسانيا عظيما، كما أن القصة تقوم على توازن حساس للغاية ومحاولة الحفاظ على هذا التوازن الذى لمسناه وعشناه طوال العمل، وأعتقد ان براد بيت بذل مجهودا كبيرا ليبدو كما شاهدناه فى واحد من أهم أفلام الخيال العلمى لا ينبغى أن تفوتك مشاهدته.

الفيلم يعد أحد أحلام جيمس جراى الكبرى التى يود تقديمها عبر مشواره، كما أن براد بيت بهذا العمل ومن قبله ذات مرة فى هوليوود، يعيد إحياء مسيرته التمثيلية، وان هذه المسيرة بلغت ذروة النضج وتعاظم الأداء، وهى كذلك تشكل إضافة مميزة لمن شاركوا فى البطولة ومنهم روث نيجا، ودونالد سثرلاند، وجيمى كينيدى.

 

####

 

المخرج السوداني صهيب قسم الباري يتسلم جائزة فارايتي بمهرجان الجونة

تسلم المخرج السوداني صهيب قسم الباري، جائزة مجلة فارايتي، ضمن فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان الجونة السينمائي، والذي يشارك فيه صهيب بفيلمه الوثائقي "حديث عن الأشجار".

وخلال الحفل الذي أقيم مساء اليوم، سلم انتشال التميمي مدير مهرجان الجونة، الجائزة للمخرج بمشاركة مندوب مجلة فارايتي.

يذكر أن فيلم "حديث عن الأشجار" عرض للمرة الأولى في مهرجان برلين، ونال جائزتي الجمهور وأفضل فيلم وثائقي في قسم بانوراما في الدورة الـ69 لمهرجان برلين السينمائي، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان إسطنبول السينمائي.

صهيب قسم الباري عمل مصورًا سينمائيًا ومونتيرًا، حيث تعاون مع العديد من الصحفيين في إعداد تقارير مصورة لعدة قنوات تلفزيونية، من بينها: "القارة" و"فرنسا 24". كتب قسم الباري وأخرج أفلامًا روائية قصيرة وأخرى وثائقية. فاز فيلمه "أفلام السودان المنسية" (2017) بجائزة العام للفنون والثقافة ضمن جوائز الصحافة الأجنبية لعام 2018.

في فيلمه حديث عن الأشجار يجمع صهيب أربعة أصدقاء سودانيين قدامى، من صناع الأفلام وبعد غياب دام سنوات بسبب بُعد المسافات والمنفى، من أجل تحقيق حلم حياتهم؛ جعل السينما من جديد واقعًا في السودان. يصممون مجددًا على إحياء علاقتهم بالشاشة الكبيرة، عبر تأهيلهم دارًا قديمة للعرض في الهواء الطلق.

الجدير بالذكر أن المهرجان منح في دورته الثانية المخرج أبو بكر شوقي، جائزة أفضل موهبة عربية في الشرق الأوسط التي تقدمها مجلة “فارايتي"، وفي دورته الأولى منحها للمخرج اللبناني زياد دويري الذي رُشح فيلمه "القضية ٢٣" لجائزة أوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية في حفل توزيع جوائز الأوسكار التسعين.

 

####

 

ناهد السباعي تتألق في مهرجان الجونة: «من دواعي سروري أن أكون هنا مرة أخرى»

مصطفى الجداوي

شاركت الفنانة ناهد السباعي، جمهورها عبر حسابها الشخصي بموقع "إنستجرام" صورا من إطلالتها اليوم من على السجادة الحمراء، بمهرجان الجونة السينمائي.

وظهرت "السباعي" وهي ترتدي فستان أبيض اللون وحقيبة بيضاء من نفس اللون، وعلقت قائلة: "إنه من دواعي سروري أن أكون في مهرجان الجونة مرة أخرى بين الأصدقاء والزملاء".

وتستمر فعاليات مهرجان الجونة السينمائي حتى يوم 27 سبتمبر بحضور عدد كبير من نجوم الوسط الفني، ومن المقرر عرض 84 فيلمًا خلال مدة المهرجان.

 

####

 

مهرجان الجونة السينمائي يسلط الضوء على قضايا اللاجئين والمهاجرين

د ب أ

يشهد مهرجان الجونة السينمائى، ضمن فعاليات اليوم الثانى من نسخته الثالثة، اليوم السبت، مائدة حوار حول "أصوات اللاجئين فى السينما".

وتجمع هذه المائدة المستديرة صناع الأفلام والمنظمات الطموحة في مجال صناعة السينما كى تناقش الأساليب السينمائية الابداعية والخلاقة التي تستخدم لتصوير قضايا اللاجئين ، والكوارث الإنسانية على شاشة السينما.

ويتناول العديد من أعمال السينما الحديثة قضايا اللاجئين، ويدور النقاش بين المشاركين حول كيفية إعادة تسليط الضوء على قضايا اللاجئين والمهاجرين، ومناقشة تجربة صناع الأفلام المنتمين إلي اللاجئين والمهاجرين ، وكيف يمنح هذا النمط من الأفلام السرد السينمائي القدرة على التمكين والحكي.

وتشهد فعاليات المهرجان فى يومه الثانى أيضا ندوة حول " الترميم والحفاظ على الأفلام .. كل شيء قديم يعود جديدا"، كما يفتتح اليوم معرض بمناسبة مرور مئة عام على ميلاد الأديب الكبير الراحل إحسان عبد القدوس.

 

####

 

في اليوم الثاني.. عرض 19 فيلما بمهرجان الجونة السينمائي

د ب أ

تتواصل، اليوم السبت، فعاليات مهرجان الجونة السينمائي في دورته الثالثة، حيث تشهد قاعات المهرجان اليوم عروضا لـ19 فيلما، بينهما فيلمان يعرضان ضمن برنامج العرض العالمي الأول بالمهرجان.

وتسيطر ثنائية الموت والحياة، والصراع من أجل البقاء، وتأثر حياة الناس بما يحيط بهم من حروب على عروض ثاني أيام المهرجان، الذي يقام بمنتجع الجونة على شواطىء البحر الأحمر في الفترة من 19 وحتى 27 سبتمبر الجاري.

ويناقش فيلم "ستموت في العشرين" للمخرج أمجد أبوالعال، قصة "مزمل" الذي يولد في قرية سودانية، ملعونا بنبوءة تفيد بموته عند بلوغه سن العشرين، وتتوالى أحداث الفيلم إلى أن يبلغ العشرين ويواجه حيرته بين اختيار الموت وبين حافلة تنقله إلى عالم جديد.

فيما تدور أحداث الفيلم الأمريكي "جلد أمريكي" من إخراج نايت باركر في إطار من الأكشن والتوشي، من خلال ضابط البحرية السابق لينكولن جيفرسون الذي كان حارسا في مدرسة كاليفورنيا الثانوية المرموقة.

وفي إحدى الليالي، يشاهد أحداثا تنتهى بمقتل صبي برصاص الشرطة، ويكتشف لينكولن أن الشرطي القاتل سيفلت دون عقاب، ويقرر لينكولن أن ينتزع حق الصبي بنفسه.

وتدور قصة فيلم "المرأة الباكية" للمخرج خايرو بوستامانتي، وهو إنتاج مشترك بين جواتيمالا وفرنسا، حول قصة "إنريكي" الجنرال المتقاعد، الذي أشرف على المذبحة الجماعية التي وقعت قبيل 30 عاما في جواتيمالا.

ويطرح الفيلم الصيني الأمريكي "أمة الطفل الواحد" لنانفو وانج، وجيالينج جانج قضية سياسة "الطفل الواحد" في الصين، والأجيال الصينية التي تشكلت بناء على هذه التجربة الاجتماعية.

ويصور فيلم "كابل مدينة في الريح" للمخرج أبوزار أميني، وهو فيلم أفغاني هولندي ياباني ألماني مشترك، يقظة وحميمية الحياة اليومية في مدينة كابل، خلال فترات الصمت الفاصلة بين التفجيرات الانتحارية.

ويحكي الفيلم الفرنسي البولندي "عيد القربان" للمخرج يان كوماسا، تجربة روحية يعيشها دانيال، البالغ من العمر 20ً عاما أثناء إقامته في سجن للأحداث.

ويتناول الفيلم البريطاني "مَحصن" للمخرج أورسولا ماكفارلي، قصة صعود وهبوط ديكتاتور وكيف استحوذ على السلطة واستغلها على مدار عقود.

ويدور الفيلم الفرنسي "جلد الأيل" للمخرج كونتان دوبيو، حول هوس مرضي أصاب جورج، 44 عاما، وهو أن يرتدي معطفا مصنوعا من جلد الأيل.

وفي الفيلم الفرنسي "قبلات مسروقة" من إخراج فرانسوا تروفو، يطرد أنطوان دونيل من الخدمة العسكرية، وبينما يوفر له والد حبيبته كريستين وظيفة حارس أمن.

وفي أول عرض عالمي للفيلم الأمريكي المصري الفرنسي "وراء البحر الغاضب" للمخرج ماركو أورسيني، يتتبع الفيلم عمر سمرة وعمر نور في أثناء مشاركتهما في أعتى سباقات العالم للتجديف.

ويقدم الفيلم المصري "لما بنتولد" للمخرج تامر عزت، والذي يعرض عالميا للمرة الأولى، معالجة لتأثر مسارات حياتنا بطبيعة الظروف التي نولد فيها من خلال 3 خطوط منفصلة، تتناول قصصا مختلفة لـ3 شخصيات فرضت عليهم حياتهم قيودا لم يختاروها.

وتدور قصة الفيلم الفرنسي "البؤساء" للمخرج لادج لي، حول ستيفان الذي ينضم حديثا إلى فرقة شرطية في مونفيرماي، تجد نفسها في مأزق، حيث توثق كاميرا طائرة "درون" كل ما يحدث خلال عمليات الاعتقال التي يقومون بها.

 

الشروق المصرية في

21.09.2019

 
 
 
 
 

"ستموت في العشرين"..مرثية للحياة في رواية سينمائية

مازن فوزي

إذا كان الفارق بين روايات الأدب وأفلام السينما، هي قدرة الأولى، على استعمال لغة الكلمات لوصف شعورية الشخصيات والتوغل في أعماقها، فأن للثانية، لغةً أيضاً، لكنها لغة تستغني عن الحروف بالبصريات، عن الكلمات التي تقال على الألسن، بالنظرات التي تقولها العيون. وإذا تفاوتت قدرة الأفلام على خلق هذه الحالة البصرية فلا شك، أن أمجد أبو العلاء قد نجح في حكي تلك اللغة، في فيلمه "ستموت في العشرين"، بشكل يجعله أشبه بالرواية السينمائية.
ربما الحالة الروائية ترجع إلى كون الفيلم مقتبس عن قصة قصيرة لحمور زيادة، عن ذلك الشاب، "مزمل"، الذي تم لعنه منذ طفولته، بسبب نبوءة تنبأت بموته عند بلوغه سن العشرين، ليعيش طوال حياته وهو بانتظار الموت، ومن حوله يذكرونه بذلك كل يوم
.

إرث العادات وجرأة في الطرح

في أحد لقطات الفيلم، نرى مزمل وهو يسير في زقاق ضيق، وهو يسير بين حائطين، يكادا يعصراه، فيلامسهما كأنه يحاول النجاة، في لقطة تذكرنا، بونيس، بطل فيلم المومياء لشادي عبد السلام، والحقيقة أن التشابه ليس مجرد تحية لفيلم عبد السلام، بل أنه يتشابه مع أيضاً في الدلالة الدرامية للقطة، فونيس، فور اكتشافه لحقيقة عمل أهله في سرقة الآثار وحجتهم في ذلك إنها عادتهم وعادات آبائهم وجدودهم، يشعر أنه ينسحق بهذا الضغط من حوله.

مزمل مثله مثل ونيس، محمل ومنسحق، بعبء عادات أهله وعشيرته، فاعتقادهم وإيمانهم الغير المشكوك في قول عرافهم، جعل من حياة مزمل كابوساً، الأطفال يتنمرون عليه ويدعونه بابن الموت، وحتى الكبار لم يعتقوه ومنهم أمه التي تجهز لكفنه، الكل لعنه ماعدا اثنين، حبيبته، ومرشده، "سليمان"، ذلك الغريب السكير الذي هجر القرية، وتجول بين البلاد، وصار هو الآخر ملعوناً لدى قريته، بسبب اختلافه عنهم.

لكن الفارق بين سليمان ومزمل أن سليمان أذنب بالفعل، فقد سافر وعاش حياته، بكل ما بها من متعه وتصوير وأفلام ونساء أما مزمل فهو مذنب بذنب لم يقترفه، ذنب الموت وبناء عليه، فقد عاش حياته كله يغفر لهذه الذنب عن طريق تجنب الذنوب والمعاصي، أي تجنب الحياة فكما قال سليمان فأن حياة مزمل صفحة بيضاء ازداد بياضاً.

سليمان يمثل المعلم والمرشد لمزمل، وهو بكل حق مرشد غير تقليدي عما نراه عادة في الأفلام، فهو لا يعظه ولا يلقي عليه الحكم، بل يريه الأفلام والبلاد التي زارها، ويحثه على اقتفاء أثر شهوته والاستسلام للغواية، فاذا كان لابد له أن يحاسب على ذنب، فليحاسب إذا على ذنب اقترفه، لا على ذنب لم يقترفه.

يجب الإشادة هنا بجرأة أبو العلاء في هذا الطرح، فبدلاً من أن يلجأ الابتدال العاطفي لجذب التعاطف، وهو ما كان يمكن بسهولة أن يفعله، ليس فقط بسبب فكرة الفيلم بل وسبب ومحيطه المليء بشخصيات مهمشة وفقيرة، لكن أبو العلاء اختار الابتعاد عن كل ذلك، وأن يكون طرحاً جريئاً ومغايراً وسينمائياً أيضاً.

لغة سينمائية ناضجة

والسينمائية هنا، تتمثل في اختزال اظهار العواطف، والاكتفاء بالنظرات ولغة الجسد لإيصال الحالة المرادة، فمثلا، نحن هنا لدينا زوج يعود لزوجته وابنه بعد غياب سنين، لكن الفيلم لا يتماهى في إظهار مشاعر الزوجة والابن نحو الرجل، بل يكتفي بنظرة من هنا، أو كلمة من هناك، أو بأن يجلس الأب على صدر أبيه وهو نائم، ونراه يكرر نفس الحركة مع سليمان، لإيصال فكرة أن سليمان هو بالفعل أب لمزمل، في حركة بسيطة لكن شديد الحسية والصدق.

الفيلم ملئ بمثل هذه التفاصيل، وهي نقطة تحسب لأبو العلاء كمخرج، فهو بالفعل متحكم للغاية بلغته البصرية ودلالتها، التكوينات البصرية داخل الكادر، الألوان، القطعات المفاجأة والنقلات الرمزية، حركة الكاميرا وثباتها أيضاً، كل ذلك يقول ما لا تقوله الكلمات، والأجمل إنها ليست مفتعلة، بل أساسها هو الدراما، وهو تمكن ونضج شديد من مخرج، يقوم بصناعة فيلمه الأول.

جانب سلبي

إذا كان هناك نقطة سلبية في الفيلم، فهو انحيازه للفكرة على حساب شخصيته الرئيسية، فنحن نرى رد فعل الأم والجيران والزملاء على لعنة مزمل، لكننا لا نتوغل في صراعه الداخلي مع نفسه، مع إيمانه هو بفكرة لعنته من عدمها. فصحيح أن الفيلم لجأ للاختزال في مناطق كثيرة، لكن صراع مزمل هنا مع نفسه ومع إيمانه أو كفره، هي أزمة هوية ووجودية، كانت تستحق أن يفرد له مساحة واهتمام أكبر.

هذه نقطة سلبية ليست هينة وتقلل كثيراً من كمالية الفيلم، لكنها في نفس الوقت لا تقلل من قيمته، التي لا يمكن إنكارها.

مرثية الحياة

جميعناً كمزمل، نعلم أننا سنموت، صحيح أننا لا نعلم التوقيت، لكننا مثله، نضيع وقتنا بالتفكير في نهاية الحياة بدلاً من أن نستمتع بها، وبذلك، تصبح حياتنا عبارة عن مرثية حزينة، لكنها مرثية تتلي على الأحياء بدلاً من الموتى، وفيلم "ستموت في العشرين"، هو التجسيد البصري والرواية السينمائية لهذه المرثية.

 

####

 

كأنك في الجونة... تعرف عن قرب على أماكن فعاليات مهرجان الجونة السينمائي

نهال ناصر

تستمر الدورة الثالثة من مهرجان الجونة السينمائي، بفعاليات وعروض مختلفة.

تزينت مدينة الجونة بشعار المهرجان في كل مكان، إذ يعيش كل المتواجدين حالة سينمائية من لقاءات وندوات وعروض للأفلام.

ويصحبك FilFan في جولة لتتعرف على أماكن حجز التذاكر وقاعات السينما، وكأنك في الجونة تحضر المهرجان.

البداية مع قاعات حجز التذاكر تتواجد في أكثر من مكان في الجامعة الألمانية وفي صالات العرض السينمائية.

في الجامعة الألمانية يتواجد المركز الصحفي الذي يُسهل أعمال الصحفيين في تغطية فعاليات الجونة، كما يتواجد أماكن ليلتقي صناع الأفلام وتدور نقاشات مفتوحة بينهما، بالإضافة إلى قاعات عرض.

تشهد قاعات Sea Cinema عروضا للأفلام المشاركة في المسابقات الرسمية أو التي تعرض في البرنامج الخاص.

أما مسرح المارينا الذي يشهد حفل افتتاح وختام المهرجان، يشهد أيضا العروض الأولى للأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية ودخول النجوم على السجادة الحمراء.

الدورة الثالثة من المهرجان تقام في الفترة من 19 إلى 27 سبتمبر 2019 وتهدف إلى جمع صناع السينما في المنطقة بنظرائهم من كل دول العالم بهدف تنمية روح التبادل الثقافي بينهم من خلال تقديم أفضل إبداعاتهم السينمائية، وهو الأمر الذي يعززه التزام المهرجان الراسخ باكتشاف صناع جدد للسينما يمكنهم دفع عجلة صناعة السينما العربية نحو الأمام حيث يتنافس ما يزيد عن 80 فيلما.

 

موقع "في الفن" في

21.09.2019

 
 
 
 
 

منى زكي عن "ستموت في العشرين": "السينما السودانية تفرض نفسها"

كتب - هاني صابر:

حرصت الفنانة منى زكي، على تهنئة مخرج فيلم "ستموت في العشرين" أمجد أبو العلا، عقب مشاهدتها للفيلم، الذي عرض بمهرجان الجونة السينمائي، أمس.

وكتبت منى، عبر حسابها على "إنستجرام" قائلة: "مبروك المخرج أمجد أبو العلا، فيلم ستموت في العشرين، يؤكد أن السينما السودانية تفرض نفسها على الساحة الفنية، اتبسطت إني اتفرجت عليه".

الفيلم مستوحى من قصة "النوم عند قدمي الجبل" للكاتب الروائي حمور زيادة، إذ يولد "مزمل" فى قرية سودانية تسيطر عليها أفكار الصوفية، تبلغه نبوءة تفيد بأنه سيموت فى سن العشرين، وعقب ذلك، يعيش أيامه فى خوف وقلق إلى أن يظهر فى حياته سليمان، وهو مصور سينمائي متقدم فى العمر، فهل سيخرج مزامل من الكابوس، الذي أضحى ملازمًا له وكيف يعيش حياته وهو مطوق بأقاويل عن موته القريب.

ويعد هذا الفيلم الروائي الأول فى تاريخ السودان منذ 20 سنة، والسابع فى تاريخها.

 

####

 

مخرج سوداني يفوز بجائزة "فارايتي" في "الجونة السينمائي

كتبت- منى الموجي:

أعلن مهرجان الجونة السينمائي، منذ قليل، الفائز بجائزة أفضل موهبة عربية لعام 2019، التي تمنحها سنويًا مجلة فارايتي، على هامش فعاليات الدورة الثالة، بحضور انتشال التميمي المدير الفني للمهرجان.

وفاز بالجائزة المخرج السوداني صهيب قسم الباري، عن فيلمه المشارك في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة بالمهرجان "حديث عن الأشجار"، وأعرب عن سعادته بالجائزة مشيرًا إلى أن أول مقال كُتب عن فيلمه وقت عرضه الأول في مهرجان برلين السينمائي، كان في مجلة فارايتي.

الفيلم تدور أحداثه في 93 دقيقة إنتاج مشترك "السودان، فرنسا، ألمانيا، تشاد"، يحكي قصة أربعة من صناع الأفلام في السودان، يتحدثون عن شغفهم بالسينما بعد سنوات من الغياب عنها، ومن أجل استعادة حلم حياتهم في جعل السينما واقعًا في السودان، تكمن مهمتهم في تأهيلهم دارًا قديمة للعرض في الهواء الطلق، وإحياء علاقة حب وشغف بالسينما لا ينتهيان.

 

موقع "مصراوي" في

21.09.2019

 
 
 
 
 

حضور فني و جماهيري كبير لفيلم "ستموت في العشرين" بمهرجان الجونة السينمائي |صور

الجونة – مي عبدالله و تصوير: أيمن حافظ

شهد عرض الفيلم السوداني "ستموت في العشرين" للمخرج أمجد أبو العلاء بمهرجان الجونة السينمائي في دورته الثالثة حضور فني و جماهيري كبير، حيث يشارك الفيلم بالمسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة.

ومن الفنانين الذين حرصوا علي حضور العرض الأول للفيلم داخل مصر، منى زكي و إلهام شاهين وشيرين رضا وصبا مبارك و بسمة وتامر حبيب و كريم قاسم و خالد الصاوي و ياسمين صبري وإيمان العاصي و محمد الشرنوبي و أحمد حاتم و عبد الرحمن أبو زهرة و أروى جودة ومي عمر والمخرج محمد سامي و جميلة عود و سلوى محمد علي و مروان حامد و ميس حمدان و دانا حمدان و روجينا و يوسف عثمان و محمد كريم و ناهد السباعي و تامر هجرس و هدى المفتي و نورو صفية العمري و نسرين طافش و نيقولا معوض، بالإضافة إلى انتشال التميمي مدير المهرجان و أمير رمسيس المدير التنفيذي للمهرجان.

و عبر أمجد أبو العلاء عن سعادته البالغة بعرض الفيلم لأول مرة في مصر بمهرجان الجونة بعد عرضه بمهرجان فينسيا ثم مهرجان تورتينو، ووحه أمجد الشكر لكل الداعمين للفيلم والممولين الذين كان لهم يد أن يكون هناك صناعة سينما في السودان.

"ستموت فى العشرين" هو الفيلم الروائى الطويل الأول للمخرج السودانى أمجد أبو العلاء، المستوحى عن قصة "النوم عند قدمى الجبل" للكاتب الروائى حمور زيادة، إذ يولد مزمل فى قرية سودانية تسيطر عليها أفكار الصوفية، تصله نبوءة تفيد بأنه سيموت فى سن العشرين، فيعيش أيامه فى خوف وقلق إلى أن يظهر فى حياته سليمان، وهو مصور سينمائى متقدم فى العمر.

ويعتبر هذا الفيلم الروائى الأول فى تاريخ السودان منذ 20 عاما ، والسابع فى تاريخها، ولاقى اهتماما عالميا وحصل على منح مالية من عدة جهات مثل مهرجان برلين السينمائى، ومنحة من بيروت، إضافة إلى منحة "سور فاند" النرويجية، كما عرض مؤخرا فى مهرجان فينسيا السينمائى ضمن قسم "أيام فينسيا" وحصل على جائزة "أسد فينسيا"

 

####

 

مهرجان الجونة السينمائي يسلط الضوء على قضايا اللاجئين والمهاجرين في عروض اليوم

الجونة - مي عبدالله

يشد مهرجان الجونة السينمائي ضمن فعاليات اليوم الثاني من نسخته الثالثة، اليوم السبت، مائدة حوار حول " أصوات اللاجئين في السينما ".

وتجمع هذه المائدة المستديرة صناع الأفلام والمنظمات الطموحة في مجال صناعة السينما كي تناقش الأساليب السينمائية الإبداعية والخلاقة التي تستخدم لتصوير قضايا اللاجئين ، والكوارث الإنسانية على شاشة السينما.

ويتناول العديد من أعمال السينما الحديثة قضايا اللاجئين، ويدور النقاش بين المشاركين حول كيفية إعادة تسليط الضوء على قضايا اللاجئين والمهاجرين، ومناقشة تجربة صناع الأفلام المنتمين إلى اللاجئين والمهاجرين ، وكيف يمنح هذا النمط من الأفلام السرد السينمائي القدرة على التمكين والحكي.

وتشهد فعاليات المهرجان في يومه الثاني أيضا ندوة حول " الترميم والحفاظ على الأفلام .. كل شيء قديم يعود جديداً "، كما يفتتح اليوم معرض بمناسبة مرور مئة عام على ميلاد الأديب الكبير الراحل.

 

####

 

عرض فيلمين مصريين ضمن فعاليات اليوم الثاني لمهرجان الجونة السينمائي

الجونة- مي عبد الله

يتضمن برنامج مهرجان "الجونة السينمائي"، اليوم السبت، عددا كبيرا من الفعاليات، منها عروض أفلام وبدء الندوات وكذلك افتتاح معرض الكاتب الراحل إحسان عبد القدوس.

وفي العاشرة والنصف صباحا، تقام محاضرة لساندرا شولبيرغ بعنوان "الترميم والحفاظ على الأفلام كل شيء قديم يعود جديدا" ويديرها جاي ويسبرج بقاعة أوديماكس بالجامعة الألمانية.

وفي الحادية عشرة ونصف صباحا، يعرض فيلم "أخوات السلاح" بقاعة سي سينما 1 بفندق ريحانة، في حين يعرض فيلم "جلد الأيل" بقاعة سي سينما 3 في الثانية عشرة إلا ربع، وفي الثانية عشرة وربع يعاد عرض فيلم "البؤساء" بقاعة سي سينما 2.

أما في الثانية عشرة ونصف بقاعة أوديماكس بالجامعة الألمانية، يعرض فيلم "ذات مرة في تروبشفسك" بقاعة أوديماكس بالجامعة الألمانية، مائدة حوار بعنوان سينما من أجل الإنسانية أصوات اللاجئين في السينما يديرها رانيلد إيك بقاعة 31-32 بالجامعة الألمانية. وفي الواحدة ونصف ظهرا، يعرض فيلم "علو الموج" بسينما جراند بالغردقة، وفي الثانية والربع ظهرا يعاد عرض فيلم "ستموت في العشرين" بقاعة سي سينما 1.

أما في الثانية ونصف ظهرا، يعرض فيلم "محطمة النظام" بقاعة سي سينما 3، وفي الثالثة ونصف عصرا، يعرض فيلم "كونغو" بقاعة سي سينما 2، في حين يعرض في الرابعة إلا ربع عصرا فيلم "محطة البرازيل" بسينما جراند بالغردقة. وفي الرابعة عصرا، يعرض فيلم "وراء البحر الغاضب" بقاعة أوديماكس بالجامعة الألمانية، أما في الخامسة مساء، يعرض فيلم "عيد القربان" بقاعة سي سينما 1.

وفي السادسة إلا ربع تبدأ السجادة الحمراء لصناع فيلم "جلد أميركي" بمسرح المارينا، على أن يبدأ عرض الفيلم في السادسة والنصف مساء بنفس القاعة.

وفي السادسة مساء، يعرض فيلم "كابل"، وفيلم "مدينة في الريح" بقاعة سي سينما 3، وفي السادسة والربع مساء، يعرض فيلم "محصن" بقاعة سي سينما 2. ويعرض فيلم أغنية "بلا عنوان" بقاعة أوديماكس بالجامعة الألمانية، أما في الثامنة إلا ربع، يعرض فيلم "المرأة الباكية" بقاعة سي سينما 1، وفي الثامنة مساء يعرض فيلم "قبلات مسروقة" بقاعة سي سينما 3.

أما في التاسعة مساء، يعرض فيلم "أمة الطفل الواحد" بقاعة سي سينما 2، وفي التاسعة والربع مساء، يعرض فيلم "الأب".

 

####

 

"سيني جونة" يناقش أهمية ترميم الأفلام وتأثيره على الدراما| صور

الجونة- مي عبد الله

عبرت ساندرا شولبرج رئيس مؤسسة "أندي كولكت" لترميم الأعمال الفنية الخاصة، عن أهمية إيجاد سبل دائمة للحفاظ على الإنتاج السينيمائي، الذي يجري إنتاجه، وقالت شولبرج، أن عمل مؤسستها ينبني في الأساس على العمل مع صناع الأفلام الأصليين قبل وفاتهم ولكننا للأسف نفقد أسبوعيا عشرات من هؤلاء الصناع الأصليين بسبب الوفاة.

وأوضحت شولبرج، أن ترميم النسخ الأصلية للأفلام يواجه تحديات كبرى بسبب ضعف التمويل الموجه لذلك، خاصة أنها تعتمد بشكل رئيسي على المنح من الجهات المختلفة، وهذا ما واجهته مؤسستها أثناء محاولاتها لترميم بعض الأفلام القديمة التى تعود إلى إنتاج عام ١٩٧٠ من الأفلام التى ناقشت قضايا المرأة ذات الأصول الإفريقية مثلا، وكذلك قضايا الأمريكيين السود، أو ذوي الأصول الآسيوية، هو هذه عادة مشكلات تواجه ترميم الأفلام الخاصة.

وأشارت ساندرا شولبرج إلى أن الحصول على النسخ الأصلية "نيجاتيف" هى أيضا من أكبر المشكلات، خاصة أن أغلبيتها تم تخزينها بصورة خاطئة تماما، في مخازن لم تراع أصول تخزين هذه المواد الخام، موضحة أنه فى بعض الأحيان كان يتم اللجوء إلى تخزينها فى ثلاجات المنازل للحفاظ على جودتها لأطول فترة ممكنة، خاصة أنه لو نجحنا فى الوصول لصيغ جيدة لتخزين وحفظ الأفلام يمكننا الاحتفاظ بها لمدة لا تقل عن ٣٠٠ سنة مثلا، وذلك على عكس الطريقة الرقمية لحفظها التى لا تتجاوز فى أحسن الأحوال أكثر من ٤ عاما على الأكثر.

وروت شولبرج أنه فى ولاية بنسلفانيا مثلا، عُثر على مخزنا عشوائيا به أكثر من ٨ آلاف حاوية من شرائط النيجاتيف، مصفوفة بطرق قد تدمر محتواها، وهذه خسارة فادحة للمحتوى الذي تم إنتاجه خلا سنوات طويلة.

وقللت من جدوى اللجوء للطرق الرقمية للتخزين خاصة أنها معرضة دائما للخطر، سواء كان ذلك عبر التخزين على الإنترنت "دروب بوكس" أو على أقراص مدمجة قد تكون دائما معرضة للخدوش والجروح مما قد يفقدنا محتواها.

وحول أهمية ترميم الأفلام قالت ساندرا، إن الأزمة الحقيقية أن تغيير الألوان الحقيقية للفيلم والتي تحدث بسبب سوء التخزين، قد تكون سببا رئيسيا في تغيير رؤية المخرج الأصلية للمخرج في وقت إنتاجه، فمثلا يطغى اللون الأخضر بكثافة على الصورة ككل فيدمر هدف المخرج وصناع الفيلم، وإذا كان الهدف مثلا إبراز صورة لأحد الأمريكين من أصول إفريقية فإن لونه قد يتغير بسبب هذه المشكلة للون بشرة آخر، وهذا تغيير جذري في السياق الدرامي.

وأعلنت ساندرا شولبرج، أنه تم عقد شراكة جديدة مع شركة جوجل الأمريكية لتكون منصتها جوجل للثقافة والفنون منصة رئيسة للأفلام الخاصة، لكنها في الوقت نفسه قللت من دور المنصات الرقمية مثل نتفليكس من تمويل الحفاظ على الأفلام.

جاء ذلك خلال الجلسة الأولى من "سيني جونة" المنعقد على هامش مهرجان الجونة السنيمائي، بمدينة الجونة بمحافظة البحر الأحمر.

وحضر الندوة عدد من الفنانين منهم صبا مبارك وقيس الشيخ نجيب.

 

####

 

"الجونة السينمائي" يفتتح معرض إحسان عبدالقدوس بحضور عائلة ساويريس ويسرا وإيناس الدغيدي| صور

الجونة – مي عبدالله تصوير: أيمن حافظ

احتفل مهرجان الجونة فى دورته الثالثة، بالذكرى المئوية للكاتب والروائي إحسان عبدالقدوس، حيث تم افتتاح معرض لتكريمه بحضور عدد من نجوم الفن، من خلال عرض بعض من أغراضه وكتبه ورواياته ومجموعة صوره ومقتنياته.

ومن الفنانين الذين حرصوا علي حضور افتتاح المعرض، يسرا وإيناس الدغيدي وبشرى ونجيب ساويرس وسميح ساويرس وأنسي ساويرس، بالإضافة الي انتشال التميمي رئيس المهرجان وعمرو منسي الرئيس التنفيذي للمهرجان والمخرج أمير رمسيس المدير الفني للمهرجان.

وعبر انتشال التميمي عن سعادته عن افتتاح معرض للكاتب الكبير إحسان عبد القدوس بمهرجان الجونة، مشيرا إلى أن هذا المعرض سيكون بادرة معارض أخرى على نفس المستوى، وقدم انتشال الشكر لأسرة إحسان عبد القدوس على مساعدتهم لظهور المعرض بهذا الشكل.

ومن جانبه، قدم أحمد عبد القدوس الشكر لإدارة مهرجان الجونة السينمائي لاهتمامه بتوثيق تاريخ والده في معرض سينمائي مهم، وعبر عن سعادته بأن المعرض ظهر بهذا الشكل اللائق والمشرف، وأشار عبد القدوس إلى أنه من رواد مدينة الجونة منذ عام ١٩٨٨ ولم يكن يتخيل أن المدينة ستتطور بهذه الصورة.

واستطاعت إدارة المهرجان الحصول على بعض المقتنيات الخاصة بالروائى الكبير الراحل من قبل أسرته وذلك لعرضها للجمهور للمرة الأولى، حيث يضم المعرض أوراقه الخاصة وصوره في مراحل مختلفة من حياته، بجانب لوحاته التي رسمها كبار الفنانين التشكيليين بل وقطع الأثاث مثل مكتبه واللوحات الفنية التي كان يقتنيها وشهادات التقديروالجوائز التي حصل عليها، بالإضافة إلى بعض الأوراق المكتوبة بخط يده".

ويمتلك إحسان عبد القدوس، سجلا أدبيا وسينمائيا حافلا، فهو من أكثر الكتاب الذين تم تحويل أعمالهم الروائية إلى أفلام التى قدم فيها نماذج مختلفة للمرأة المصرية، خصوصا بعد ثورة 23 يوليو 1952، مثل "في بيتنا رجل"، و"أنا حرة"، "النظارة السوداء" و"أنف وثلاث عيون" وغيرها.

 

####

 

"سيني جونة" يناقش تناول الدراما والسينما قضايا اللجوء والنزوح |صور

الجلسة الثانية من "سيني جونة"

الجونة - مي عبدالله

ناقشت الجلسة الثانية من "سيني جونة" تأثير صناعة الأفلام على قضية اللاجئين، واختار القائمون على "سيني جونة" أصوات اللاجئين في السينما، عنوانا لهذه لجلسة.

بدأت الجلسة شادن خلف رئيس وحدة السياسات منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالمفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، بالحديث عن كيف تلعب الأفلام والدراما دورا كبيرا فى تناول حياة اللاجئين، وقالت شادى إن إقليمنا العربي يشهد نحو ٤٠٪‏ من حجم اللاجئين فى العالم، بعد الصراعات الإقليمية الدائرة منذ سنوات طويلة، سواء بسبب الحروب الأهلية، أو النزاعات المسلحة بين القبائل المتناحرة فى أنحاء الإقليم، وفيما بين بين الفصائل على حدود الدول.

وقالت ثريا اسماعيل المدير التنفيذي لمؤسسة منتور العربية المختصة بمتابعة الشئون الإنسانية والعمل الاجتماعي، إن الشق الإنساني للمهرجان يميزه عن سائر المهرجانات المماثلة فى العالم حيث يجمع بين رسالة الفن، والإنسانية، وهي من أهم الرسائل التى يتم الجمع بينهما، خاصة أنه يخلق منصة شابة تهتم بالشباب للتعبير عن قضاياهم خاصة تلك التى تتعلق بالنزاعات، واللجوء، والنزوح، وللأسف أصبحت هذه القضايا هى القضايا الملحة فى منطقتنا العربية وإقليمنا المشتعل.

وعبر المخرج عمرو سلامة عن سعادته بإقبال الحضور على هذه الجلسة، فى الوقت الذي تتوهج فيه المنطقة بسبب الصراعات المسلحة، ولم يغفل عمرو الحديث عن أهمية دور الموسيقى فى معالجة القضايا الدرامية عامة، ودلل على تأثير الموسيقى بالمشاهدة الواسعة التى حصدتها أغنية "جانجوم ستايل" الكورية التى حققت مليارات من المشاهدة، وأوضح أن الموسيقى تؤثر بالقطع فى تغيير السلوك والتعبير عن الشعور، والأفكار والأيديولوجيات، وعلق على تجربته مع إخراج إحدى الأغنيات التى تناولت قضايا اللجوء بأن فريق العمل استمع الي حكايات حقيقية من ابطالها الواقعيين من اللاجئين، وقال "مازلت أتذكر كل كلمة سمعتها من أصحابها"، وأشار الى أن مثل هذا الدمج بين الفن والإنساني يعزز من الشعور بقضايا اللجوء والنزوح.

أما الممثل السوري قُصي شيخ نجيب فعبر عن سعادته البالغة بعودة السماح بتصوير الأعمال الفنية مرة أخرى فى بلاده، وقال إن أهم القضايا التي سيهتم بها خلال الفترة الحالية والقادمة هي مناقشة وعرض قضايا اللجوء والنزوح وما تخلفه من اثر عنيف على إنسانية ككل، وقال قُصي إن للاجئين قصصا مهمة فى الكفاح والنجاح والصمود فى جميع المناطق التي نزحوا اليها، وهي احدى أدوات دعم اللاجئ نفسيا، ومن هذه القصص حكاية أسرة من الأطباء غادرت الي كندا، وفشلت فى معادلة شهاداتها للعمل، لكن اليأس لم يطرق بابها وقررت صناعة نوع من الشيكولاتة المنزلية أسموه "السلام بالشيكولاتة" ووزعت فى السوبر ماركت الكبرى، وحققت أرباحا ضخمة، حتى تذوقها رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو وشرى بعض منها وكان متوجها لزيارة الى الولايات المتحدة الامريكية، وعرضها فى احد اجتماعاته، وقال خلال الاجتماع "هكذا يصنع اللاجئون متى تتاح لهم الفرصة للسلام".

وعن مسلسل "شنبكوت" أول عمل عربي يبث عبر الإنترنت، قال أمين درة مخرج العمل إنه يروي سليمان الشاب الذي عمل "ديلفري" لأحد المحال التجارية الذي التقى أحد اللاجئين في المدينة، فعاش معه قصته بتفاصيلها، وقال درة إن سبب نجاح المسلسل هو استخدامه للغة عربية سهلة ودارجة، استطاع من خلالها توصيل قضية اللاجئين.

وحكت الممثلة صبا مبارك عن تجربتها مع مسلسل "عبور" الذي أنتجته، ومثلت به، وتناولت فيه قصصا مختلفة لحياة اللاجئين في أحد المخيمات بالأردن، واستعرضت فيه صبا الجانب الإنساني لحياة اللاجئين، وأنها عاشت حياة اللاجئين بنفسها من حكاياتهم، وان كل مادار بالمسلسل من سيناريو وحوار وقصص جاء بالفعل من رواه حقيقيين.

أما دانيلا ساتشيلا مدير عام بالمفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، فقالت إن أهم مايمكن التركيز عليه أثناء تناول قضية اللاجئين هو الكلام مع اللاجئين وليس الكلام عنهم، وهذا يدعم مبدأ الانسانية بوضوح.

 

####

 

"الجونة السينمائي" يمنح جائزة فارايتي للمخرج السوداني صهيب قسم الباري

الجونة - مي عبدالله

منحت إدارة مهرجان الجونة السينمائي في دورته الثالثة جائزة مجلة فارايتي للمخرج السوداني صهيب قسم الباري، الذي يشارك في مسابقة الافلام الوثائقية بفيلمه حديث عن الأشجار، والذي عرض للمرة الأولي في مهرجان برلين، ونال فيلمه جائزتي الجمهور وأفضل فيلم وثائقي في قسم بانوراما في الدورة الـ69 لمهرجان برلين السينمائي، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان إسطنبول السينمائي، وخلال الحفل الذي أقيم مساء أمس قام انتشال التميمي رئيس المهرجان بتسليم الجائزة للمخرج بمشاركة مندوب مجلة فارايتي.

عمل صهيب مصورًا سينمائيًا ومونتيرًا، حيث تعاون مع العديد من الصحفيين في إعداد تقارير مصورة لعدة قنوات تليفزيونية، من بينها: "القارة" و"فرنسا 24". كتب قسم الباري وأخرج أفلامًا روائية قصيرة وأخرى وثائقية. فاز فيلمه "أفلام السودان المنسية"(2017) بجائزة العام للفنون والثقافة ضمن جوائز الصحافة الأجنبية لعام 2018.

في فيلمه حديث عن الأشجار يجمع صهيب أربعة أصدقاء سودانيون قدامى، من صناع الأفلام وبعد غياب دام سنوات بسبب بُعد المسافات والمنفى، من أجل تحقيق حلم حياتهم؛ جعل السينما من جديد واقعًا في السودان. يصممون مجددًا على إحياء علاقتهم بالشاشة الكبيرة، عبر تأهيلهم دارًا قديمة للعرض في الهواء الطلق.

الجدير بالذكر أن المهرجان منح في دورته الثانية المخرج أبو بكر شوقي، جائزة أفضل موهبة عربية في الشرق الأوسط التي تقدمها مجلة "فارايتي"، وفي دورته الأولي منحها للمخرج اللبناني زياد دويري الذي رُشح فيلمه "القضية ٢٣" لجائزة أوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية في حفل توزيع جوائز الأوسكار التسعين.

 

بوابة الأهرام المصرية في

21.09.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004