كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 

نظرة على جوائز مهرجان الجونة السينمائي.. من الفائز الأكبر؟

أندرو محسن

الجونة السينمائي

الدورة الثالثة

   
 
 
 
 
 
 
 

انتهت بالأمس فعاليات مهرجان الجونة السينمائي في دورته الثالثة، بإعلان الجوائز التي جاء بعضها داخل حيز التوقعات، بينما شكل البعض الآخر مفاجأة، في حين كان الفائز الأكبر هو السينما العربية بوجه عام، والسودانية بوجه خاص كما سنذكر في السطور التالية.

مسابقة الأفلام الروائية الطويلة

ربما يشكل فوز فيلم ”ستموت في العشرين“ للمخرج أمجد أبو العلاء بجائزة نجمة الجونة الذهبية المفاجأة الأكبر في الحفل، إذ أن الفيلم بالفعل هو أحد أبرز الأفلام العربية خلال العام، وجاء تتويجه بجائزة العمل الأول في مهرجان فينيسيا منذ قرابة الشهر بمثابة تتويج لعمل فني مميز، يعد بمخرج قادم. ولكن الأمر يختلف إذا ما نظرنا إلى الفيلم وسط مسابقة الأفلام الروائية الطويلة في الجونة والتي ضمت 15 فيلمًا من عدة دول، حصد أغلبها جوائز مهمة من مهرجانات أخرى، والكثير منها يتفوق في المستوى الفني على الفيلم لكنها خرجت صفر اليدين من الجوائز مثل فيلمي ”The Father“ (الأب) إخراج كرستينا جروزيفا وبيتر فالجانوف و”White on White“ (أبيض على أبيض) للمخرج ثيو كورت.

في المرتبة الثانية جاء الفيلم البولندي ”Corpus Christi“ (عيد القربان) إخراج يان كوماسا، وهو تجربة يمكن التوقف عندها بالتأكيد، فرغم أن الفيلم مبني على فكرة شاهدناها من قبل، وهي الغريب الذي ينتحل شخصية في أحد المقاطعات الصغيرة فيصدقه الناس ليتغير ويغير فيهم، فإننا شاهدنا معالجة مختلفة لهذه الفكرة، وجاءت نهاية الفيلم بشكل شديد التميز لا نبالغ إن قلنا إنها رفعت الفيلم لمستوى آخر. حصل الفيلم أيضًا على جائزة نجمة الجونة لأفضل ممثل بارتوش بيلينا، وهي جائزة متوقعة ومستحقة إذ قدم الممثل أداءً مميزًا لشخصية صعبة تمر بالكثير من التغيرات داخليًا وخارجيًا، وربما كان المنافس الأبرز له بطل فيلم ”The Father“ إيفان بارنيف الذي لعب دور الابن.

ذهبت النجمة البرونزية إلى فيلم ”آدم“ المغربي من إخراج مريم التوزاني، في عملها الإخراجي الأول أيضًا، وهي مفاجأة أخرى، إذ أن الفيلم من الأفلام الجيدة التي شهدتها المسابقة خاصة على مستوى التمثيل من بطلتيه لبنى أزبال ونسرين الراضي، لكن حصوله على الجائزة البرونزية وتجاهل الأفلام التي ذكرناها سابقًا أيضًا أمر غير مفهوم، خاصة والفيلم -رغم تميزه- يحتوي على بعض المشاهد المكررة للمرأة التي تعيد استكشاف نفسها وتتحرر من ماضيها. بل إن البعض يمكن أن يجد في الفيلم التونسي ”نورة تحلم“ أو ”حلم نورا“ من إخراج هند بوجمعة فيلمًا أقوى وأكثر تماسكًا، خاصة مع فصله الأخير الذي احتوى على الكثير من التقلبات والمفاجآت في السيناريو، لكن لجنة التحكيم اكتفت بمنحه جائزة نجمة الجونة لأفضل ممثلة والتي ذهبت لهند صبري، فحتى جائزة نجمة الجونة لأفضل فيلم عربي روائي طويل لم تذهب إليه بل إلى فيلم ”بابيشا“ الجزائري والذي قدم رؤية مختفة لفترة العشرية السوداء.

قبل أن نترك جوائز الأفلام الروائية الطويلة يجب أن نتوقف عند جائزة لجنة تحكيم الفيبريسي (FIPRESCI) والتي ذهبت للفيلم اللبناني ”1982“ في اختيار غريب، إذ يمكن اعتباره أضعف الأفلام العربية المشاركة في المسابقة، وبالتأكيد لن يصمد عند النظر إليه في وسط بقية أفلام المسابقة الطويلة، وتزداد الجائزة غرابة عندما نجد أن الفيلم الذي اختارته لجنة الفيبريسي لم يحصد أية جائزة من الجوائز الأساسية للجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة من الأساس، وهذا عكس الشائع.

مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة

السينما السودانية تحصد ذهبية المسابقة الوثائقية أيضًا من خلال فيلم ”حديث عن الأشجار“ للمخرج صهيب قاسم الباري، وهو ما لا يعد مفاجأة هنا إذ أن الفيلم بالفعل من أفضل الأفلام التسجيلية في المسابقة وسبق له وحصد جائزة أفضل وثائقي في مهرجان برلين في دورته الـ69. أكثر ما ميز هذا الفيلم هو أنه عرض الكثير من الأفكار بهدوء ودون فرض لأي فكرة على حساب الأخرى، فهو فيلم عن تاريخ السينما السودانية وأهم مخرجيها، وعن الوضع الحالي للعروض السينمائية في السودان، فنيًا وسياسيًا، وفوق كل هذا هو فيلم عن حب السينما.

بينما ذهبت نجمة الجونة الفضية للفيلم الوثائقي لفيلم عربي آخر هو الجزائري ”143 طريق الصحراء“، وبهذا تصبح كلًا من الجزائر والسودان قد حققا العلامة الكاملة، إذ عرض لكل منهما فيلمان في المهرجان وحصدت جميعها جوائز. يستعرض الفيلم الجزائري الكثير من ملامح الجزائر المعاصرة من خلال متابعة مليكة التي تمتلك مطعمًا معزولًا على طريق السفر.

يأتي بعده الفيلم الأفغاني ”Kabul, City in the Wind“ (كابل، مدينة في الريح) الذي يعد الفيلم الطويل الأول لمخرجه أبوزار أميني، والذي كان فيلم افتتاح مهرجان IDFA في العام الماضي. اهتم هذا الفيلم بالشكل الفني على حساب موضوعه قليلًا فهو يعرض عدة شخصيات مختلفة في مدينة كابل المميزة بأسلوب شاعري ومختلف عن اللقائات المعتادة في الأفلام التسجيلية، وإن كان اعتمد على مشاهد طويلة في بعض الأحيان لم تكن موظفة جيدًا، ولكنه يبقى في النهاية تجربة مختلفة ونظرة مغايرة لمدينة لا نرى منها إلا وجهًا واحدًا في نشرات الأخبار، وقد حصل الفيلم أيضًا على جائزة نيتباك لأفضل فيلم آسيوي. وبهذا الاختيار نجد أن الجوائز الثلاثة تحمل صدىً سياسيًا بنسب متفاوتة، وحتى بعض الأفلام المميزة التي لم تفز كانت السياسة حاضرة فيها، مثل الأمريكي ”The Kingmaker“ (صانعة الملك) للمخرجة لورين جرينفيلد.

أما جائزة نجمة الجونة لأفضل فيلم عربي وثائقي طويل فذهبت لفيلم ”إبراهيم، إلى أجل غير مسمى“ اللبناني الفلسطيني من إخراج لينا العبد والذي تبحث فيه مخرجته وراء قصة اختفاء والدها إبراهيم العبد الذي كان عضوًا في إحدى الجماعات السياسية الفلسطينية واختفى منذ عام 1987 ولم يعد.

وبهذا تصبح جميع الأفلام العربية التي شاركت في مسابقة الأفلام الوثائقية قد حصلت على جوائز باستثناء الأردني ”أرواح صغيرة“ للمخرجة دينا ناصر.

مسابقة الأفلام القصيرة

ذهبت نجمة الجونة الذهبية للفيلم القصير للإيراني ”Exam“ (امتحان) للمخرجة سونيا ك. حداد، وكعادة السينما الإيرانية، نجد فيلمًا ذو فكرة بسيطة لكنها مقدمة بأسلوب سرد محكم. بينما ذهبت النجمة الفضية للبناني ”أمي“ للمخرج وسيم جعجع، واحد من أجمل أفلام المسابقة بالتأكيد والذي نجح فيه المخرج في التعبير عن صراع روحاني وإيماني كبير يحدث داخل طفل فقد أمه دون أن يحمل الفيلم أكثر مما يحتمل ليقدم تجربة شديدة التميز. بينما ذهبت النجمة البرونزية إلى فيلم “Flesh” (امتحان) البرازيلي من إخراج كاميلا كاتر، وهو التسجيلي الوحيد في قائمة جوائز الأفلام القصيرة.

حصد نجمة الجونة لأفضل فيلم عربي قصير ”سلام“ للمخرجة زين دريعي، وهو فيلم عن واحدة من المشكلات المتكررة للمرأة في المجتمع الشرقي وهي النظرة للمرأة التي لا تنجب، وإن كنا نجد هنا معالجة مكررة ولا يوجد فيها جديد يذكر، رغم الإخراج والأداء التمثيلي الجيدين.

وأخيرًا حصل فيلم ”16 December“ على تنويه خاص. وقبل أن نختتم هذه السطور تجدر الإشارة أن مسابقة الأفلام الطويلة هي الوحيدة التي ضمت فيلمين مصريين، وهما ”هذه ليلتي“ من إخراج يوسف نعمان و“عمى ألوان“ من إخراج منة إكرام، وإن لم يكن غريبًا خروجهما صفر اليدين نظرًا لاحتياجهما للكثير من العناصر حتى يستطيعا منافسة الأفلام الأخرى القوية التي ضمتها المسابقة، فالأول بمثابة فيلم توعوي عن الأطفال المنغول، والثاني نظرة مكررة للرجل الشرقي وإن انتقلت الأحداث إلى لندن هذه المرة.

 

####

 

9 ملاحظات عن كليب "سقفة" أغنية ختام مهرجان الجونة الثالث

مي جودة

في نهاية حفل ختام مهرجان الجونة في دورته الثالثة، عُرضت أغنية جديدة بعنوان "سقفة" عن المهرجان ومدينة الجونة.

ضمت الأغنية العديد من العناصر المختلفة ومنها:

- الاستعانة بكلمة الفنان عادل إمام أثناء حضوره لحفل افتتاح الدورة الأولى من المهرجان في بداية الأغنية.

- لقطات لضيوف المهرجان العالميين.

- شارك في الأغنية أكثر من 51 فنان تواجدوا في المهرجان، على الترتيب هم: تامر حبيب وأبو وهند صبري وأحمد داوود وعلا رشدي ودرة وبسمة وشريف رمزي ومحمد شرنوبي وريهام عبد الغفور ومي عمر وتارا عماد وكارمن بصيبص وجميلة عوض وبشرى وهدير نبيل وريم مصطفى وهند عبد الحليم وأحمد داش وأمينة خليل وعلي قاسم وصبحي عطري وهدى المفتي وناردين فرج ولارا سكندر وهنا وحلا ورشا شيحة وشيرين رضا ورايا أبي راشد وإنجي كيوان وخالد أنور وياسمين غيث وباسل الزارو وشريف نور الدين وشيرين حمدي ولقاء الخميسي وكندة علوش وإلهام شاهين ونور ونيقولا معوض ورشا مهدي وسارة عبد الرحمن وليلى علوي وإنجي وجدان وصبا مبارك وإنجي المقدم وخالد الصاوي وأروى جودة وشادي ألفونس وخالد منصور.

- ظهور سميح ونجيب ساويرس في الكليب وهي المرة الأولى التي يشاركان فيها في كليب، رغم أن المهرجان طرح من قبل أغنيتي "3 دقات" و"العالم جونة".

- لم يقتصر الكليب على ظهور الفنانين فقط، بل ظهر المسئولين عن المهرجان ومن بينهم عمرو منسي.

- الأغنية من إنتاج "صورلي" و"طيارة".

- الأغنية من تأليف وغناء أحمد الروبي، ورغم أنه قدم العديد من الأغاني بصوته ولكنه لم ينل الشهرة الكافية، وكانت آخر أعماله هي المشاركة في كتابة إعلان محمود العسيلي ومصطفى حجاج لفودافون.

- حققت الأغنية رواجا كبيرا على موقع YouTube منذ طرحها وتصدرت قائمة الـTrending.

- غابت يسرا لأول مرة عن كليب مهرجان الجونة، ففي الدورة الأولى شاركت في غناء "3 دقات"، وفي الدورة الثانية شاركت في "العالم جونة".

 

موقع "في الفن" في

29.09.2019

 
 
 
 
 

«ستموت فى العشرين»..

ثورة جديدة لإحياء السينما السودانية ودعوة إلى الخروج من الصندوق

خالد محمود

·        الفيلم يقدم صورة بصرية مدهشة.. ويجيب عن السؤال الصعب حول نبوءة الموت والإيمان بالحياة

دون شك يمثل الفيلم السودانى «سوف تموت فى العشرين» ثورة جديدة لتاريخ السينما السودانية ليس فقط لكونه يعود بها إلى المشهد الافريقى والعالمى بعد غياب عشرين عاما، لكن لكونه يقود تغيرا جذريا للروح الفنية بمكوناتها ومفرداتها، وللواقع الاجتماعى بمفاهيمه ومعتقداته التى ما زال السودانيون يؤمنون بها وخاصة فيما يتعلق بالصوفية.

فيلم المخرج أمجد أبوالعلا هو بالتأكيد جيد الصنع بجمالياته على المستوى البصرى فى المقام الأول، وهو ما يمنحه قيمته الفنية ويستحق الاحتفاء والتقدير لما حققه من إنجاز بمهرجان عالمى كبير مثل «فينيسيا»، حيث فاز بجائزة «أسد المستقبل» لأفضل فيلم، وهى الجائزة التى تمنح لأصحاب العمل الأول، كما عرض بالمسابقة الرسمية لمهرجان الجونة السينمائى، وهو ما دفع به إلى دائرة الضوء، لا سيما وأنه ينتمى إلى سينما شحيحة الإنتاج، فالفيلم هو السابع فى تاريخ السينما الروائية السودانية.

يأخذك الفيلم المقتبس عن رواية «النوم عند قدمى الجبل» للكاتب السودانى حمور زيادة منذ الوهلة الأولى لمشهد على طريقة الكبار مع التصوير الفرنسى سيباستيان جوبفيرت، حيث نرى حيوانا نافقا ملقى على الأرض، ويقف عليه طائر مفعم بالحيوية، كمشهد تمهيدى للفكرة الأساسية للعمل وهى الحياة والموت والوجود، وما تفرضه فيما بعد من مفارقات بين الخرافة والمعتقد الدينى، وما تعكسه عن علاقة الفرد بمجتمعه، حيث يتتبع السيناريو الذى كتبه يوسف ابراهيم بالاشتراك مع المخرج، بحرفية بطله الذى منى بالنبوءة المشئومة منذ الميلاد وحتى العشرين.

تدور الاحداث حول أسرة سودانية ترزق بمولود ويذهب الأبوان إلى شيوخ الصوفية لمباركة الطفل، فى مراسم حفل مولده، فيخبرهم الشيخ أن هذا الطفل سيموت عند بلوغه سن العشرين، وهكذا يعيش الطفل حياته كلها تحت سطوة هذه النبوءة، ويطلق عليه «ابن موت» ونتابع حياته منذ هذه اللحظة وحتى بلوغه العشرين، حيث تمر السنوات ويكبر مزمل وهو محاط بنظرات الشفقة، التى تجعله يشعر وكأنه إنسان ميت يعيش فى ثوب آخر حى، هذا هو هاجسه الوحيد.. منتظرا تلك الآخرة، فالكلّ مقتنع بهذه النبوءة، وتستمر الأحداث بين متاهة الانتظار المرّ، وإقحامه فى حكايات وتفاصيل جانبية عن الأب الغائب وحبّه الأفلاطونى لفتاة جميلة وتعرضّه للاضطهاد.. حتى يعود العم سليمان «محمود السراج» إلى القرية، الذى عمل مصورا سينمائيا فى المدينة بعيدا عن المعتقدات الصوفية للقرية. وهنا يرى مزمل العالم بشكل مغاير تماما، من خلال جهاز قديم لعرض الأفلام السينمائية يقتنيه سليمان الذى يمثل نقطة ضوء له يساعده فى القفز فوق المسلّمات ومناقشة الأشياء بدلا من الاستسلام لها ويرشده إلى إحساس آخر.. وسرعان ما تبدأ شخصية مزمل فى التغير بصحبة سليمان، ويتنامى الشك لديه يوما بعد يوم حول صدق النبوءة المشئومة، أما الأم، فتحاول بكل ما أوتيت من طاقة، أن تمنع وقوع النبوءة، وتجعله يقرأ القرآن ويتلوه ويحفظه خوفا أو ايمانا، لايهم ذلك، ربما يترك لنا الفيلم مساحة للتخيل والى أى اتجاه ستسير مشاعرنا نحو مزمل، وتستمر أحداث الفيلم حتى يبلغ عيد ميلاده العشرين، فيصبح فى ذلك اليوم الذى يغتاله فيه الشك والحيرة بين الموت وركوب الحافلة التى تنقله إلى عالم يملؤه الشغف كى يتعرف عليه.

وقد رسم المخرج مشاهده بلغة سينمائية جديدة مفعمة بالمشاعر والحيوية والرمزية ايضا، وبحوار هادئ وعميق قام بتوصيل رسالته على الشاشة، وطرح تساؤلات حول علاقة رجل الدين بالفرد، والعكس، لكن المشهد الأخير الذى احتوى على هذا التغيير فى شخصية المزيل من شخص كان دائمًا يخشى الموت إلى رجل يحب الحياة، ويقوم بأشياء لم يفعلها من قبل، كما كان مشهد زواج عشيقته نعيمة أيضًا مشهدًا صعبًا.

واتصف أداء المزمل بالبساطة والسلاسة، كان طبيعيا، ومقنعا للشخصية، سواء وهو طفل حيث لعب الدور مصطفى شحاته، أو وهو شاب يجسده مصطفى راشد وقطعا كان لامجد ابوالعلا دور كبير فى ذلك خاصة وان بطله يمثل لأول مرة، كما جسدت اسلام مبارك شخصية الأم نعيمة بوعى، فمشاهد سكوتها وسكونها حبيسة القدر المشئوم كانت رائعة ومعبرة، ايضا مشهد صدمة البداية حينما حملت طفلها وذهبت للاحتفاء به ومباركته عند الشيخ الصوفى الذى اخبرها بأنه سيموت فى سن العشرين كان ملهما ومهما، بينما جاء أداء محمود السراج فى شخصية سليمان مؤثرا فى تحول شخصية المزمل، حتى وإن شابه التقليدية بعض الشىء.

الصورة الشاعرية للحكاية من خلال التوظيف الجيد للمكان واختيار مواقع التصوير فى منطقة الجزيرة بالقرب من جنوب السودان والتى تمثل مناظر طبيعية جميلة فى حد ذاتها، أضفت بعدا شاعريا رومانسيا مدهشا على الفيلم، وقد رفعت من سقف التوقعات لمخرج فى تجربته الروائية الأولى بعد عدد من الاعمال القصيرة، بالاضافة على التباين الشديد بين النور والظلام من خلال الإضاءة الطبيعية فى المشاهد النهارية، وإضاءة الشموع فى المشاهد الليلية، بجانب التنفيذ المميز لتصميم الديكور والأزياء، والذى ساهم فى التأسيس لعالم الفيلم الخاص الذى تسيطر عليه معالم المجتمع البدائى فى محاولة لطمس أى معالم لهوية المكان أو الزمن الذى تدور فيه الأحداث. كما أن مواقفه المتداخلة عمقت من تركيبة ثنائية الشكل والمضمون والعلاقة بينهما، وأجابت على السؤال ماذا تريد ان تقول وكيف تقوله، وقد انحاز المخرج فى إجابته على السؤال لجمهور ذى مستوى رفيع يرى أن السينما فن شديد التركيب وطرح عليه رؤيته الخاصة لموضوع فيلمه وقصته وأبطالها كدعوة إلى الخروج من الحيز المحبوس فيه البطل من الصندوق وليس الهجرة من بلده.. هذه الانشودة السينمائية تؤكد ولادة مخرج جديد بأفكاره المتصالح معها وأطروحته ورؤيته تصوراته الجمالية عن وطنه السودان.

 

الشروق المصرية في

29.09.2019

 
 
 
 
 

المامبو سوداني والسينما سوداني

طارق الشناوي

لم تكن أبدا مفاجأة، تتويج السينما السودانية بأهم جوائز المهرجان الدرامية (ستموت فى العشرين) أمجد أبوالعلاء، والتسجيلية (حديث عن الأشجار) صهيب قسم البارى.

السينما تنتعش ليس فقط بأصحاب المواهب، ولكن قبل ذلك بالمناخ الذى يمنحها أوكسجين الحياة، وفى عالمنا العربى يرفعون فى مواجهة السينمائى ترسانة من المعوقات، فهو يبدو شخصية مرفوضة، يتوجسون خيفة من إبداعه، وعليه أن يثبت فى كل لقطة ولاءه للنظام.

حضور فيلم سودانى داخل أو خارج الحدود أراه بمثابة معجزة، ورغم ذلك يتحدى السينمائى ليقول للعالم (نحن هنا)، قبل أن يستقطب مهرجان (الجونة) الفيلمين، الأول عرض فى (فينسيا) واقتنص (أسد المستقبل)، والثانى سبقه إلى (برلين) وحصل على جائزتى أفضل فيلم تسجيلى فى قسم (البانوراما) وجائزة الجمهور، تناولت قبل أيام (ستموت فى العشرين)، وهذه المرة نتوقف مع صهيب و(حديث عن الأشجار).

من هم الأشجار؟ إنهم هؤلاء الكبار عشاق السينما، إبراهيم شداد ومنار الحلو وسليمان إبراهيم والطيب المهدى، السيناريو تمكن من إيجاد مساحة غير مباشرة لكنها مقننة ومحسوبة بدقة للحديث عن ثورة الشعب السودانى وتوقه المتجدد للحرية، بينما يحكى ظاهريا عن نادى السينما.

الفيلم عن السينما وتاريخها هكذا من الممكن أن تتصفحه فى إطاره الخارجى، إلا أنه يتجاوز فى الحقيقة تلك القراءة السريعة، ليصبح فيلما عن توق السودان الحبيب للحرية.

تبدأ الأحداث بالعودة نحو 30 عاما ولقطات للرئيس السودانى المخلوع البشير فى التليفزيون وهو يطمئن مواطنيه أن كل الأمور مستتبة، ثم ينتقل قبل نهاية الأحداث إلى بداية الثورة السودانية.

السودان هو البلد الأقرب لمشاعرنا، كل ما هو سودانى فإن الوجه الآخر له أنه مصرى، وهكذا وعبر التاريخ، يشغل الشأن السودانى الوجدان المصرى.

السودان هو السلة التى تمنح الطعام للعالم العربى، من فرط غنى وخصب أراضيها، لكنهم أرادوا له أن يمد يده، الفيلم يستعيد تاريخ سينمائى، وتاريخ وطن، من خلال أعمدة أو كما وصفهم المخرج أشجار السينما، يسعون لاستعادة ناديهم السينمائى القديم، الذى اغتاله الإهمال، وقبل ذلك موت ثقافة التعاطى مع الأفلام، ونظام يتمنى موت السينما.

هم يكرهون الحرية ولهذا يناصبون السينما العداء، بذكاء التقط المخرج هؤلاء الحالمون وهم يمسكون بأيديهم المقشات ويصعدون على السلالم المتهالكة، كل منهم يحمل على كاهله أكثر من ستين عاما، لكنهم لم يفقدوا الأمل فى عودة السينما لمستحقيها، والوطن للشعب.

تم التصوير فى عز غضب الشارع السودانى، فكان ينبغى أن يطرح الظرف الزمنى تفاصيله، من خلال مشاهد متناثرة، ولكن بجرعة محسوبة بدقة، الإطار الخارجى لا يتجاوز أرشيف السينما، بينما يُطل خلف (الكادر) كل المؤثرات السياسية والاقتصادية والدينية.

دار العرض معادلا موضوعيا للوطن، وهكذا تُشكل المساحة الزمنية والمكانية الأكثر رسوخا، صيفية وفى الهواء الطلق، فهى بلا أبواب، مفتوحة للجميع، المعركة الأساسية لهؤلاء الكبار أن يستعيد الوجدان الشعبى الرغبة فى الذهاب للسينما، بعد أن تعالت مثل العديد من دولنا العربية أصوات التحريم.

السينما هى النافذة التى نُطل من خلالها على الحرية، والرهان أن تهمس فيصل صوتك أقوى، هذا هو ما عبر عنه بإبداع المخرج صهيب قسم البارى (المامبو سودانى والسينما سودانى)!!.

 

المصري اليوم في

29.09.2019

 
 
 
 
 

الفائزون بجوائز "منصة الجونة" لـ"مصراوي": مهمة وتساعدنا في خروج مشاريعنا للنور

كتبت- منى الموجي:

عام تلو الآخر يجدد صنّاع الأفلام السينمائية وخاصة الشباب منهم، الثقة في مهرجان الجونة السينمائي، ليجتمعوا على حب الفن، وهم على يقين بأن مشاريعهم ستتحول من أحلام إلى أفلام قادرة على المنافسة بقوة في مهرجانات العالم، مثل: "يوم الدين"، "شوكة وسكينة" و"1982"، بعد حصولها على دعم منصة الجونة.

"مصراوي" التقى عدد من الفائزين بجوائز منصة الدورة الثالثة من "الجونة السينمائي"، ليكشفوا عن تفاصيل مشاريعهم الفائزة، ويتحدثوا عن أهمية وجود مثل هذه المنصة في عالمنا العربي..

في الجون

شارك المخرج تامر عشري بسيناريو فيلم "في الجون" في مرحلة التطوير، وحصل على 5 جوائز، هي: 10 آلاف دولار من شركة آي برودكشنز، وثانية بنفس القيمة من شركة ايرجو ميديا فنتشرز، و5 آلاف دولار من ورق بدعم من شركة ماجيك بينز، ودعم عيني غير محدود من داخلي وسط البلد، والخامسة من فيلم اندبندنت والسفارة الأمريكية بقيمة 15 ألف دولار لمشاركة كاتب سيناريو في إقامة فنية 7 أيام في لوس أنجلوس.

وقال عشري في تصريحات خاصة لـ"مصراوي": "الفيلم يحكي قصة علي، وهو شاب في العشرين من عمره، تأتيه فرصة لاحتراف كرة القدم بمارسيليا، وبعد سفره يُصاب برباط صليبي، ويتم الاستغناء عنه ليمر بفترة صعبة ويقرر عدم العودة إلى مصر، ولا يصارح أهله بحقيقة وضعه، ويحاول الهروب من الفشل ولكنه يتحول لشخص يتواجد في المدينة الأجنبية بشكل غير قانوني، ويعيش بين حلمه الذي ضاع ورغبته في جمع أموالًا يرسلها لأسرته، فهل سيواجه فشله ويعود لبلده أم سيستمر في محاولاته".

وأكد عشري أن منصات دعم المشاريع الفنية موجودة في كثير من المهرجانات العالمية، لكن وجودها في مصر عامل قوي جدًا، ويشكل دفعة للمخرجين وصنّاع السينما، ليهتموا بالإنتاج والمشاركة بمشاريعهم للحصول على الدعم سواء المادي أو إتاحة الفرصة لمقابلة منتجين وموزعين من مختلف أنحاء العالم.

وتابع "على مدار السنتين اللي فاتوا فيه أفلام خدت دعم، وكملت وراحت مهرجانات مهمة، زي فيلم (يوم الدين) اللي شارك في (كان السينمائي)، وفيلم (1982) الذي حصل العام الماضي على دعم وشارك في مهرجان تورنتو ونافس على جوائز الجونة في دورته الثالثة، كل ده بيقول إن فيه أمل اننا نشتغل على مشاريعنا وتخرج للنور".

رأس مقطوعة

ونجح فيلم "رأس مقطوعة" للمخرج لطفي عاشور، والمنتجة أنيسة داود، في الفوز بـ10 آلاف دولار مُقدمة من شركة لاجوني فيلم برودكشنز.

أعربت أنيسة في تصريح خاص لـ"مصراوي": عن سعادتها بالجائزة، وقالت "فرحنا كتير لأن الدعم سيساعدنا ويرفع من معنوياتنا، لأنه فيلم صعب والنوعية دي من القضايا مهمة لينا".

وعن دور المنصة، أكدت "دورها مهم كتير بطرق مختلفة، هي فرصة حتى نقابل أشخاص من صناعات مختلفة ونتواصل معهم للاستفادة من خبرتهم وتجاربهم، ويتم توطيد علاقتنا مع المهرجانات، ونحصل على دعم الأفلام. كل الأماكن الذي زي منصة الجونة مهمة، وبعد اختفاء مهرجان دبي، أصبح سيني جونة مكان مهم جدا في ناحيتنا بالعالم".

كباتن الزعتري

حصل مشروع فيلم "كباتن الزعتري" للمخرج والمنتج علي العربي، على 3 جوائز: 10 آلاف دولار من شركة نيو سينشري، وجائزة أخرى بنفس القيمة من ذا سيل كرييتف ميديا سولوشنز، واختارته مبادرة التعبير السينمائي لحضور ورشة عمل أو مختبر إبداعي في مهرجان شريك للمبادرة.

وقال العربي لـ"مصراوي": "سعداء بالجوائز وفخورين اننا هنقدر نكمل فيلمنا"، لافتًا إلى أن الفيلم يحكي عن ولدين سوريين، يعيشان في مخيم الزعتري لللاجئين، حلمهما احتراف كرة القدم".

وتابع "مبسوط ان فيه حاجة في مصر زي منصة الجونة تساعدنا على تحقيق حلمنا، فالمنصة عبارة عن سوق كبير يجمع صنّاع السينما من مختلف أنحاء العالم، ويتيح لنا فرصة لقاءهم والحديث معهم والاستفادة من تجاربهم".

نافورة الباخشي سراي

فاز مشروع الفيلم الوثائقي "نافورة الباخشي سراي" بجائزة قيمتها 10 آلاف دولار من شركة سينرجي، والأخرى من منتدى فيلم اندبندنت وتبلغ 15 ألف دولار.

وقال مخرج الفيلم محمد طاهر لـ"مصراوي" إن الفيلم يحكي قصة خمس راقصات باليه، بدأوا الباليه في مصر، وقدموا في أول عرض لهم باليه "نافورة الباخشي سراي".

أما منتج الفيلم المخرج أمير الشناوي، فأكد أن إعجابه بالفيلم الذي يخرجه طاهر دفعه للجلوس على كرسي المنتج هذه المرة، موضحًا "أنا وطاهر بنشتغل مع بعض بقالنا كتير من 7 سنين تقريبًا، وبنتعامل مع بعض بأشكال مختلفة، مثلًا في فيلمي (الكيلو 64) كان طاهر المنتج، وعرضنا الفيلم في مهرجان القاهرة السينمائي، ومن المقرر مشاركته في مهرجان مالمو بعد أيام، بنحب نتعاون مع بعض لأن بيننا كيميا، ولدينا نفس الحماس والشغف تجاه الأفلام التسجيلية"، مؤكدًا أن صناعة الأفلام الوثائقية ليست عملية سهلة "قليل لما بتلاقي قصة حلوة ووقتها بتتحمس ليها، وأعتبر نفسي محظوظ لاني منتج (نافورة الباخشي سراي)".

وأضاف أمير "أكيد السيني جونة لدعم الأفلام منصة مهمة جدا، من أول ما بدأ المهرجان وكم الأفلام اللي ساعدوها وخرجت للنور كبير، وراحت مهرجانات كبيرة".

جدير بالذكر أن مهرجان الجونة السينمائي، أقيمت دورته الثالثة في الفترة من 19 إلى 27 سبتمبر، وشهدت مسابقاته الثلاث منافسة بين أهم الأفلام السينمائية من مختلف أنحاء العالم، كما حضره عدد كبير من نجوم الفن في مصر والعالم العربي.

 

موقع "مصراوي" في

29.09.2019

 
 
 
 
 

الجونة: هند صبري أفضل ممثلة والسينما السودانية تصنع الحدث

"ستموت في العشرين" و"الحديث عن الأشجار" يفوزان بجائزة النجمة الذهبية في مسابقتي الأفلام الروائية الطويلة والأفلام الوثائقية الطويلة.

الجونة (مصر) – فازت الممثلة التونسية هند صبري في ختام الدورة الثالثة لمهرجان الجونة السينمائي، بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم “حلم نورا” لمخرجته هند بوجمعة.

وتدور أحداث الفيلم التونسي الفرنسي البلجيكي المشترك الذي حظي عند عرضه في المهرجان بإشادة نقديّة، حول نورا التي يقضي زوجها سفيان عقوبته في السجن وتعمل، وهي أمّ لثلاثة أطفال، في محل تنظيف ملابس من أجل كسب قوتها إلى أن تقابل الأسعد الذي يصبح حب حياتها، وخلال انتظار الحبيبين إنهاء إجراءات طلاق نورا، يتعرّض حلمهما للخطر بإطلاق سراح سفيان الوشيك، فتتعقّد الأحداث وعندها يقرّران الهروب.

وعاد الفيلم السوداني إلى منصات التتويج من جديد في المهرجانات السينمائية بعد أن حصد فيلمان لمخرجين سودانيين الجائزة الأولى بمهرجان الجونة في مسابقتي الأفلام الروائية الطولية والأفلام الوثائقية الطويلة. وفاز فيلم “ستموت في العشرين” للمخرج السوداني أمجد أبوالعلاء بجائزة النجمة الذهبية في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة.

الفيلم مأخوذ عن قصة بعنوان “النوم عند قدمي الجبل” للكاتب حمور زيادة، وفاز مخرجه في وقت سابق من هذا الشهر بجائزة “أسد المستقبل” من مهرجان البندقية.

وذهبت النجمة الفضية بالمسابقة للفيلم البولندي “عيد القربان”، بينما ذهبت النجمة البرونزية للفيلم المغربي “آدم” للمخرجة مريم توزاني.  وحصل الفيلم الجزائري “بابيشا” للمخرجة مونية مدور على جائزة أفضل فيلم عربي روائي طويل.

وحظي البولندي بارتوز بيلينيا بجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم “عيد القربان”.

وأقيم حفل اختتام المهرجان بمسرح المارينا في مدينة الجونة السياحية المطلة على البحر الأحمر بحضور عدد كبير من نجوم وصناع السينما. وكانت مفاجأة الحفل حضور الممثل الأميركي ستيفن سيغال.

وفي مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة فاز فيلم “الحديث عن الأشجار” للمخرج السوداني صهيب قسم الباري بالنجمة الذهبية، فيما ذهبت النجمة الفضية للفيلم الجزائري “143 طريق الصحراء” للمخرج حسان فرحاني وجاءت النجمة البرونزية من نصيب الفيلم الأفغاني “مدينة في الريح” للمخرج أبوزار أميني. وحصل فيلم “إبراهيم إلى أجل غير مسمى” للمخرجة الفلسطينية لينا العبد على جائزة أفضل فيلم عربي وثائقي طويل.

وفي مسابقة الأفلام القصيرة التي ضمت 24 فيلما فاز بالنجمة الذهبية الفيلم الهولندي “امتحان” من إخراج سونيا حداد.

وحصد الفيلم اللبناني “أمي” من إخراج وسيم جعجع النجمة الفضية، بينما فاز بالنجمة البرونزية فيلم “لحم” للمخرجة البرازيلية كاميلا كاتر.

وفاز بجائزة أفضل فيلم عربي قصير فيلم “سلام” للمخرجة الأردنية زين دريعي.

وخارج المسابقات الرسمية فاز الفيلم الفرنسي “البؤساء” للمخرج لادج لي بجائزة “سينما من أجل الإنسانية” التي تمنح بناء على تصويت الجمهور، بينما منحت لجنة تحكيم الاتحاد الدولي لنقاد السينما جائزتها للفيلم اللبناني “1982” إخراج وليد مونس.

 

العرب اللندنية في

25.09.2019

 
 
 
 
 

إن المخرج أوليفر ستون يقدم من خلال فيلمه هذا، إدانة جديدة لأمريكا وجنودها، كما يقدم إدانة لكل الحروب بشكل أو بآخر. لقد قدم المخرج فيلماً متقناً في حرفيته، يعد من بين أهم أفلام الحركة والتكنيك السينمائي الأمريكي، ولكن هذا لا يجعله يتميز كثيراً عن الجيد من أفلام حرب فيتنام.

 

المصرية في

25.09.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004