كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 

أحمد غصين الفائز بثلاث جوائز في البندقية: أجمل ما قيل في الفيلم أنه لا يغازل الغرب (فيديو)

البندقية - هوفيك حبشيان

فينيسيا السينمائي الدولي السادس والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

نال "جدار الصوت" للمخرج اللبناني أحمد غصين ثلاث جوائز في اطار “اسبوع النقّاد” (الدورة ٣٤)، أحد الأقسام الموازية داخل مهرجان البندقية السينمائي: الجائزة الكبرى، جائزة الجمهور وجائزة أفضل مساهمة تقنية.

عُرف غصين بأفلامه القصيرة والوثائقية، أشهرها "أبي ما زال شيوعياً" (٢٠١١). "جدار الصوت" الروائي الطويل الأول له، وقد حققه بعد سنوات من التأمل والتفكير والبحث عن امكانات تتيح له تجسيد رؤيته.

يصوّر الفيلم الحرب التي شنّتها إسرائيل على لبنان في صيف ٢٠٠٦، بعيداً من أي تسييس (السياسة في معناها المباشر)، بمعنى انه مهموم بالإنسان ومصيره في زمن الضائقة، أكثر من اهتمامه بأي شعار أو قضية أو صراع. الصراع محسوم لمصلحة الفرد.

الفيلم يحشر مجموعة من الناس داخل بيت في قرية جنوبية (مسقط المخرج)، تتعرض للقصف الإسرائيلي. علاقتهم اليتيمة بالخارج هي الأصوات التي تهدد بلا رحمة. محاولة الصمود في وجه القنابل الإسرائيلية تلغي فكرة البطولة والانتصار، ويحوّلها سعياً للبقاء حياً، الغريزة الأبسط عند الإنسان.

https://www.youtube.com/watch?v=vZuNvc31hLk

 

####

 

البندقية ٧٦ – "الغسّالة": سينما ستيفن سادربرغ الاتهامية

البندقية - هوفيك حبشيان

المصدر: "النهار"

يعود ستيفن سادربرغ بقوة، بإيقاعه السينمائي المعهود. بعد فيلم صوّره بهاتف محمول في العام ٢٠١٧، يستعيد مع "الغسّالة" المشارك في مسابقة الدورة الحالية من مهرجان البندقية (٢٨ آب - ٧ أيلول) طريقاً أكثر كلاسيكيةً، إن من حيث المضمون أو الشكل، لـ"يتعاطى" معه بسينما إتهامية تحلو له، وقد صنعت في الماضي بعضاً من أمجاده من خلال أفلام مشاكسة ذات نبرة عالية، مثل "ترافيك" عن ترويج المخدرات، و"أعراض جانبية" الذي يغوص في مافيا تجارة الأدوية.

"الغسّالة" (من مصطلح "غسيل الأموال") المموَّل من "نتفليكس"، بطولة غاري أولدمان وأنتونيو بانديراس وميريل ستريب، يستلهم قضية أوراق بنما. غولدمان وبانديراس محاميان يقفان قبالة الكاميرا ويرويان كلّ الآليات التي تتيح التهرب الضريبي وغيره من ضروب الاحتيال المبكّلة. بطلا الفيلم اللذان يعملان في مدينة بنما، مسؤولان عن تأسيس مئات الآلاف من الشركات الوهمية (ما يُسمّى شركات أوف شور) شأنها شأن النصب.

لا تعتمدوا على ناقد سينمائي لسرد تفاصيل مالية، فالفيلم يتولى هذه المسؤولية، وهو زاخر بالشرح الكثير الذي قد لا يعني شيئاً للمُشاهد غير الملمّ بعالم المال والأعمال. الا ان سادربرغ يتصرف بذكاء شديد مع المسألة، عبر تبيسط كلّ شيء إلى مستوى الشخص الذي يبحث عن بعض الترفيه وبعض الجد، من خلال اللجوء حيناً إلى نبرة ساخرة وحيناً آخر إلى مشاهد التحريك. هذا بالاضافة إلى ان الممثّلين أولدمان وبانديراس يقيمان علاقة مباشرة مع المتلقي، لإعطاء نكهة خاصة لموضوع يعتمد على علم وأرقام واقتصاد، وفي هذا المجال يؤكد سادربرغ فعالية معينة، على غرار "ذا بيغ شورت" لأدام ماكاي (فيلم آخر عن موضوع مشابه).

يلجأ سادربرغ إلى أسلوبه التقليدي الذي يجد أرضية مشتركة بين الخاص والعام. فمن جهة، هناك سيدة (ميريل ستريب) تفقد زوجها في حادثة غرق مركب خلال رحلة سياحية ومعاناتها من أجل الحصول على تعويض مالي من شركة التأمين، ومن جهة أخرى هناك القضية التي هي في النهاية قضية محض سياسية واقتصادية، يضعها المخرج في تناول الرأي العام. الجانب العام أكثر تعقيداً، اذ يتشكّل من سلسلة مصالح متداخلة. فساد، جنّات ضريبية، تواطؤ، وكلّ ما يصنع عالمنا الحالي، حيث الثري يزداد ثراءً والفقير يزداد فقراً.

قد يستنتج قارئ هذه الأسطر أن لا شيء جديداً في تعرية عالمنا الرازح تحت الرأسمالية المتوحشة. هذا صحيح، وخصوصاً أن قراءة مقال أو بحث في هذا الاختصاص تمدّنا بكمية أكبر من المعلومات أحياناً. ولكن، في المقابل، صحيح أيضاً ان الفيلم يملك شخصية تجعل مشاهدته متعة وفائدة في الآن نفسه. ما يقدّمه سادربرغ هنا، وجبة دسمة، على خلفية شدّ حبال بين ضعيف وقوي.

فكرة اسناد مهمة التحقيق إلى ميريل ستريب، تأتي بنتائج غير متوقعة وغير تقليدية، اذ انها تضيف بعضاً من ذاتها على الشخصية. ستريب التي تجسّد سيدةً مفجوعة بموت زوجها المفاجئ في حادثة غرق، تمثّل نوعاً ما الطرف الأضعف الذي نسعى إلى التشبّه به والانحياز إليه. هي الشخص الذي لا حول له ولا قوة وسط المعمعة الحاصلة. ستحاول شيئاً فشيئاً التصالح مع حقيقة ان بوليصة التأمين التي من المفترض أن تكافئها مغشوشة بالكامل، لا تفيد في شيء.

يقول "الغسّالة" أشياء كثيرة عن المنظومة التي نعيش فيها، مركّزاً على الفرق بين ما هو قانوني وما هو أخلاقي. فقانونية الشيء لا تعني بالضرورة صلاحيته الأخلاقية.

 

####

 

البندقية ٧٦ – "في انتظار البرابرة": روعة السرد الكلاسيكي

البندقية - هوفيك حبشيان

المصدر: "النهار"

الدورة السادسة والسبعون من مهرجان البندقية (٢٨ آب - ٧ أيلول) تشرف على النهاية، وآن أوان النظر في بعض ما صنع "موسترا" ٢٠١٩. بعيداً من التقييمات السريعة لمستوى الأفلام والخناقات بين النقّاد في شأن الأفلام التي يجب أن تفوز بالجوائز (من لجنة المخرجة الأرجنتينية لوكريسيا مارتيل)، لفتنا هذا العام في أفلام المسابقة وخارجها، تكرار فكرة المنقذ أو الشخص الذي يقف في مواجهة مجموعة من البشر، وهو غالباً يحمل طموحات اصلاحية، سواء عن قصد أو من دونه. هذا الكائن يغرّد خارج السرب، يعيش على هامش المجتمع ويتجاوزه من حيث الأفكار التقدمية والتطلّعات. هذا النوع من الشخصيات حاضر في عدد من الأفلام: الكولونيل بيكار في "إني أتّهم"لرومان بولانسكي، آرثر فليك في "جوكر" لتود فيليبس، أو حتى شخصية الطفل الضحية في "الطير المدهون" لفاتسلاف مارهول.

"في انتظار البرابرة" للمخرج الكولومبي سيرو غوريرا، وهو آخر فيلم عُرض رسمياً في المسابقة، يقدّم البطولة إلى شخصية كهذه. غويرا، الذي ارتفعت أسهمه من خلال فيلمين عُرضا في كانّ هما "عناق الأفعى" و"الطيور العابرة"، أفلم روايةً شهيرة تحمل العنوان نفسه (صدرت في العام ١٩٨٠)، للكاتب الجنوب افريقي جون ماكسويل كوتزي الفائز بجائزة نوبل في العام ٢٠٠٣، مسنداً الأدوار الأساسية إلى ثلاثة من الأسماء الكبيرة: جوني ديب، مارك رايلانس، وروبرت باتيسون.

تدور الحكاية في زمان ومكان غير محددين. كلّ ما نعرفه ان ثمة أمبراطورية يحكمها رجال بيض. حاكم منطقة داخل هذه الأمبرطورية (رايلانس في أداء باهر) يحمل أفكاراً تقدّمية يتربع على عرش مدينة هادئة. تبدأ متاعبه عندما تتزايد مخاوف السلطات من أن تشهد الأمبراطورية غزواً من الجماعات المقيمة على تخومها. هذه الجماعات تتألف من عشائر الصحراء البسطاء، الأقل تحضّراً في طبيعة الحال من أصحاب المستعمرات. نتيجة هذه المخاوف، ترسل السلطة جلّاداً (جوني ديب في دور يثير القلق والريبة)، لا يسامح ولا يرحم. هذا الرجل سيتولى اخماد نيران الخطر، لا يهمّ كيف. وحشيته تطال أيضاً الحاكم الطيب الذي أخلّ بمهمته، واستقبل في داره فتاة جميلة (غانا بايارسايخان) من احدى عشائر الغزاة المفترضين.

رواية كوتزي من وحي نظام الأبارتايد الذي كان قائماً في جنوب أفريقيا. لكن الفيلم يجعلنا ندرك ان هذا النصّ صالح لكلّ زمان ومكان، وخصوصاً انه لا يحمل أي خصوصية، فهو يتناول تيمات كلاسيكية، مثل الظلم والعدالة والكرامة الإنسانية والضمير. كلاسيكيٌّ هو أيضاً بناء السيناريو والمعالجة البصرية اللذين يعتمدهما غويرا لعرض أحداث تنطوي على كمّ من القسوة والضغينة والعنف. تسلسل الحوادث وتعاقبها واشتداد الوتيرة، من الأشياء التي تمنعنا من التعمّق في التحليلات ونحن نشاهد الفيلم، الا انه يجوز القول ان البارانويا والخوف من الآخر هواجس من وحي واقعنا الحالي.

الفيلم متقن الصنع، ممسوك بقبضة (إخراجية) من حديد طوال ساعتين الا بضع دقائق. لا ابتكار أو دروب متعرجة لقصّ حكاية عادية، بل التزام واضح لخطّ السرد، نتيجة الادراك أن المضمون كافٍ في ذاته. كذلك لا خطوة ناقصة ولا تطويل في المقاربة السردية التي يقدّمها المخرج الكولومبي في اطار منظومة إنتاجية جديدة يعمل داخلها، بعد سلسلة أفلام "أصغر". أغلب الظن أن فيلماً ناطقاً بالإنكليزية مع ممثّلين نجوم، يفتح له أفقاً واسعاً، وإن لم تكن خطوة مضمونة النتائج، ولكن الواضح انه ينتقل إلى مرتبة أعلى من مسيرته السينمائية، من دون أن يخون عاداته التصويرية. العناصر كافة هي التي تتّجه إليه، بدلاً من أن يتّجه اليها. الفيلم نموذج يُحتذى به لسينمائي يخوض تجربة أضخم ممّا خاضه سابقًا، من دون أن يبيع نفسه ويخسر جمهوره.

يفوز غويرا في رأيي برهانه الأبرز: عدم التحوّل إلى وحش عند تصوير الوحشية، وهذه فكرة يستمدّها من بطله الحاكم العظيم الذي يفضّل الهلاك على خيانة مبادئه. الفيلم هو كذلك أحد أجمل الاقتراحات للعودة إلى البساطة السينمائية، حيث كلّ شيء مفهوم تماماً ولا فجوات في النصّ. هذا كله في دورة شهدت كثرة سيناريوهات معقّدة لا طائل منها. أما الديكور الذي تجري فيه الحوادث بالاضافة إلى الموسيقى، فيحملان الفيلم إلى مستوى آخر من التوليفة السينمائية.

اذا كان لا بد من خلاصة، فيمكن القول ان "في انتظار البرابرة" يتحدّث عن الحدود الوهمية التي تفصل البشر بعضهم عن بعض. حدود هي صناعة بشرية في المقام الأول، وتشرع كلّ أنواع الممارسات الوحشية في حق الإنسان منذ الأزل.

 

النهار اللبنانية في

07.09.2019

 
 
 
 
 

الهاجس السياسي في فيلمين من أفلام مهرجان فينيسيا

أمير العمري

فيلم "بالغون في الغرفة" يعتمد على كتاب بالعنوان نفسه، أصدره يانيس فاروفاكيس وزير المالية السابق في حكومة تسيبراس.

انعكست الأحداث السياسية على عدد كبير من أفلام الدورة الـ76 لـ مهرجان فينيسيا السينمائي الذي يختتم في السابع من الشهر الجاري. من هذه الأفلام فيلم “بالغون في الغرفة” للمخرج الفرنسي- اليوناني كوستا غافراس (صاحب فيلم “زد” الشهير) الذي عرض خارج المسابقة، وفيلم “المغسلة” للمخرج الأميركي ستيفن سودربرغ الذي عرض في المسابقة الرسمية.

فينيسيا (إيطاليا) – “بالغون في الغرفة” (Adults in the Room)، هو الفيلم  الجديد للمخرج الفرنسي- اليوناني كوستا غافراس، الذي عرض في الدورة الـ76 لمهرجان فينيسيا السينمائي خارج المسابقة، أتى محوره حول اليونان وما تعرضت له من كارثة اقتصادية أدت إلى اتساع دائرة الديون الخارجية وكادت تؤدي إلى إفلاس الدولة وإغلاق بنوكها، وهو لا صلة له بفيلم “زد” (1969) الذي يظل أفضل أعمال مخرجه حتى الآن، بل ربما يكون ذا صلة أكثر بفيلمه السابق “رأس المال” (The Capital).

ورغم ذلك، هناك في الفيلم الجديد ما يشي بطبيعة توجه غافراس السياسي (اليساري) المتعاطف بوضوح من البداية مع حزب سيريزا اليساري الذي وصل إلى السلطة في الانتخابات المفاجئة التي أدهشت نتائجها الأوروبيين عام 2015 وشكل الحزب الحكومة بزعامة ألكسيس تسيبراس بالتحالف مع أحد أحزاب اليمين الشعبوي في مفارقة لا شك فيها.

هيكل الفيلم

يعتمد فيلم “بالغون في الغرفة” على كتاب بالعنوان نفسه، أصدره يانيس فاروفاكيس وزير المالية السابق في حكومة تسيبراس الذي قضى بضعة أشهر في منصبه (من يناير حتى يوليو) في أصعب فترة عاشتها اليونان منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

وكانت الحكومة الجديدة قد ورثت وضعا اقتصاديا شديد التعقيد بعد تراكم الديون والخضوع لتوجيهات وشروط الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي من قبل الحكومة السابقة، التي اعتمدت حزمة قاسية من الإجراءات التقشفية أدت إلى انتشار البطالة وتوقف دفع رواتب موظفي الدولة، وهدّدت بانفجار اجتماعي واسع النطاق.

وكان فاروفاكيس يسعى إلى للتوصل مع ممثلي المجموعة الاقتصادية الأوروبية وصندوق النقد الدولي إلى تسوية أو حل وسط يكفل تسديد الديون من خلال خطة واقعية، على أن يتم دعم الاقتصاد اليوناني على الفور، مع الأخذ في الاعتبار مصالح الشعب أولا. والمشكلة الأساسية في سيناريو الفيلم تكمن في صعوبة تحويل موضوع كهذا إلى دراما سينمائية. هناك الكثير من الممثلين الذين يجسّدون شخصيات حقيقية لعبت دورا في ذلك “الصراع” الضاري الذي دار وراء الأبواب المغلقة، ولكنها شخصيات متشابهة، لا تتمتّع بجاذبية أو تنوّع خاص يكفل تحقيق حبكة جيدة متعدّدة الأطراف.

في لحظة ما يبدو الصراع وقد أصبح متجسّدا في العلاقة المتوتّرة بين وزير المالية الألماني السابق في حكومة أنجيلا ميركل، فولفغانغ شوابل، (أصبح حاليا رئيس البرلمان الألماني) وبين وزير المالية اليوناني.

ولكن الأخير يحاول أن يكسب فولفغانغ إلى صفه بالصبر والمناقشة ثم الاختلاء به لمحاولة إقناعه.. وفي لحظة المواجهة بين الرجلين: يركع فاروفاكيس أمام فولفغانغ المُقعد الذي يجلس على كرسي متحرك، ويسأله مباشرة “ماذا كنت ستفعل لو كنت في مكاني؟”. فيجيبه الرجل بكل صدق أنه كان سيرفض الشروط المطروحة لأنها ليست في صالح اليونان. لكنه يحذّره بأن اليونان ليس أمامها مجال للمناورة رغم ذلك، فإما أن تقبل الشروط القاسية للمجموعة الأوروبية وتستمرّ في برنامج التقشّف، وإما تخرج من نظام العملة الأوروبية الموّحدة.

هناك شخصيات أخرى في الفيلم مثل زوجة فاروفاكيس الجذّابة (تقوم بالدور الإيطالية فاليريا غولينو) التي تدعمه وتقف إلى جانبه وترعى حفلات العشاء التي ينظمها في منزله لرفاقه في الحكومة، علما بأنه لم يكن قط عضوا في حزب سيريزا اليساري بل إنه وضع من البداية استقالته في جيبه لكي يقدّمها في أي وقت إلى رئيس الحكومة.

وهناك أيضا شخصية رئيس الوزراء اليوناني الذي يرتبط بعلاقة صداقة وثقة مع فاروفاكيس، ولكنه يجد نفسه مضطرا إلى قبول الحلول الوسط بسبب الضغوط التي يواجهها من داخل حزبه الذي لا يريد أن يفقد السلطة. وفي المحصلة النهائية يصبح الفيلم بيانا سينمائيا حول المصلحة الحزبية والمبادئ: أيهما ينتصر بل ومع أيّهما يجب أن يقف السياسي الحريص على مصلحة شعبه؟

فاروفاكيس هو الذي يروي لنا فصول الفيلم بالتواريخ والأماكن التي تظهر على الشاشة، ونحن نتابعه في انتقالاته وأسفاره للاجتماع مع أعضاء المجموعة الاقتصادية من أثينا إلى هامبورغ وبروكسل وباريس ولندن وبرلين وريغا.

ونشهد المناقشات الصاخبة التي تصل إلى أعلى درجات الحدّة ومعظمها في قاعات اجتماعات مغلقة، ومع تصاعد الاشتباكات اللفظية الحادة، تهمس رئيسة صندوق النقد الدولي كريستين أوديت لنفسها قائلة “نحتاج وجود أشخاص بالغين في هذه الغرفة”، إشارة إلى أن ما يجري “لعب أطفال” غير ناضجين. ورغم أن كريستين تبدو الأكثر فهما وتعاطفا مع الوزير اليوناني والأكثر ميلا لقبول تسوية ما يتم بالفعل التوصل إليها عبر التصويت، إلّا أن وجهة نظر فولفغانغ هي التي تنتصر في نهاية المطاف، ممّا يدفع الحكومة اليونانية إلى إجراء استفتاء عام على الشروط الأوروبية.

ورغم أن الاستفتاء ينتهي برفض الشروط، إلّا أن الحكومة تقبلها لتستمر الدراما ويستمر المأزق الذي يصوّره غافراس على مستوى رمزي في المشهد النهائي من الفيلم حيث نرى رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس، يحاول أن يشقّ طريقه للخروج من مبنى الاتحاد الأوروبي بينما يحاصره قادة المجموعة الاقتصادية، ويرقص الجميع وهم يحيطون به ويمنعونه من الخروج رقصة عبثية.

يعاب على الفيلم أنه يتخذ شكل المحاضرة الطويلة المجهدة تماما التي تعتمد على التعليق الصوتي على لسان الوزير اليوناني الذي يروي القصة من وجهة نظره، كما يعتمد على المزج بين اللقطات التسجيلية وشخصيات الفيلم الرئيسية، كما نرى في بداية الفيلم في مشاهد مظاهرات الفرح التي اجتاحت جماهير اليسار في أثينا مع إعلان انتصار الحزب، وتتكرّر مشاهد مماثلة في ما بعد لمظاهرات الغضب في الشوارع، ثم لاستقبال رئيس الوزراء اليوناني في ألمانيا.. وغير ذلك.

لكن هذا الدعم لا يقوّي من العمود الفقري للفيلم الذي يظل يعاني من غياب الدراما الحقيقية والحبكة والخضوع الحرفي لما جاء في الكتاب. ويبقى أبرز ما في الفيلم ذلك الأداء الواثق المتمكن من قبل الممثل اليوناني كريستوس لوليس في الدور الرئيسي. لكن الأفلام تعتمد على قدر كبير من الخيال.

طريف وعميق

على مستوى آخر مختلف يأتي فيلم “المِغسلة” (The Laundromat) للأميركي ستيفن سودربرغ، والمشارك في المسابقة الرسمية ضمن الدورة الـ76 لمهرجان فينيسيا السينمائي، ويعتمد الفيلم على ما جاء في كتاب بالعنوان نفسه لجاك برنشتين، من معلومات وشخصيات حقيقية كشفت عنها “وثائق بنما” عام 2016، وكيف تورّط عدد من كبار الشخصيات في العالم في التهرب الضريبي وغسيل الأموال عن طريق استثمار أموالهم في شركات وبنوك تعمل بنظام “الأوف شور” في جزر الكاريبي أو غيرها، وهي مناطق لا تصل إليها المحاسبة الضرائبية، ولا يعلم أحد عن مصادر الأموال التي تستثمر فيها.

وكانت هذه الفضيحة المدوية قد أحدثت ضجة كبرى في العواصم العالمية وأدت إلى استجوابات أمام البرلمان في عدد من الدول. لكن الفيلم يقول لنا في نهايته إنها لم تؤد إلى القضاء على تلك الظاهرة بسبب مصالح النظام الرأسمالي النيوليبرالي في الولايات المتحدة.

وعلى العكس من الجفاف الواضح في فيلم كوستا غافراس “بالغون في الغرفة”، يستخدم سودربرغ بذكاء مدخلا إنسانيا قويا إلى الموضوع يتجسّد في شخصية السيدة الأميركية إيلين مارتن التي تقوم بدورها ميريل ستريب، ونراها في البداية تفقد زوجها في حادثة غرق عبارة صغيرة حيث كان الاثنان يقضيان عطلة، ثم كيف تكتشف أن الشركة المالكة للعبارة تقاعست عن التأمين عليها كما ينبغي أو سحبت الغطاء التأميني، وأنها بيعت لشركة أخرى من تلك الشركات الوهمية التي تنشأ بالآلاف ويطلق عليها الفيلم “صدفة” (shell). وتظل غيلين تطارد هذه الشركة الوهمية فتعثر في طريقها على الكثير من التفاصيل المذهلة. أما تفاصيل الاحتيال “القانوني” فتأتي على لسان موزاك وفونسكا (يقوم بالدورين ببراعة وجاذبية غاري أولدمان وأنطونيو بانديراس) وهما شخصيتان حقيقيتان، يظهران يعلقان ويشرحان ويبسطان المعلومات، ولكن في صورة كوميدية ساخرة تبدو ظاهريا تبريرا لقوة الأمر الواقع وتبريرا للذات لكونهما من أصحاب المصالح والشركات الوهمية، كما تعكس ازدراء للواهمين الذين يبحثون عن قيمة العدالة في عالم لم يعد يعرف سوى قيمة المال.

ميريل ستريب قدمت في "المغسلة" أداء بسيطا وسلسا، لتجيد أداء دور سيدة من شخصيات الطبقة الوسطى الأميركية، يمكن أن يتماهى معها جمهور الفيلم الأميركي

يتوقّف الفيلم أمام عدة قصص تحت عناوين مختلفة في شكل نصائح لمن يرغب في دخول هذا العالم بحيث تكشف هذه النصائح عن الآلية التي تعمل من خلالها تلك “المِغسلة” التي تتولّى غسل الأموال.

والسياق كوميدي، والتعليق سياسي ساخر، والإيقاع متدفق سريع، والأداء كاريكاتيري عبثي، فما نراه يبدو جامحا في الخيال رغم أنه حقيقي تماما، لكن براعة مخرج الفيلم تكمن في قدرته على صياغة كل ما نراه من صور في قالب يبدو خياليا أو أحيانا أيضا “سورياليا” أي “خارج الواقع”، بينما هو شديد الواقعية.

وتتمتّع قصة الرجل الأفريقي الذي يمتلك العشرات من الشركات بجاذبية خاصة، فالرجل يخون زوجته مع صديقة ابنته، ثم يعرض على ابنته بعد أن اكتشفت خيانته لأمها، رشوة عبارة عن أصول شركة قيمتها 25 مليون دولار مقابل ألّا تخبر أمها بالأمر، ورغم أن الفتاة تتمسّك كثيرا بالمبادئ والأخلاق والمثل العليا والقيم، إلّا أنها تخضع في نهاية المطاف أمام إغراء المال، لكن الأمر ينكشف رغم ذلك أمام الأم والصديقة والأب، ومع ذلك تكتشف أن الأم كانت تعرف ولا تمانع مقابل الاحتفاظ بالثروة الكبيرة التي تمتلكها من شراكتها مع زوجها!

هذه الخلطة التي نجح في ابتكارها سودربرغ بالتعاون مع كاتب السيناريو الذي اشترك معه، سكوت بيرنز، قد تغرق أحيانا في التفاصيل وتفاصيل التفاصيل، وقد يبدو أنها يمكن أن تمتد إلى ما لا نهاية له، لكن مهارة المونتاج تجعل الفيلم يتمتّع بالحيوية في السرد، والجاذبيّة في عرض الشخصيات، دون أن يتوه منه الخيط الأساسي أبدا، والذي يتمثل في ما تقوم به إلين مارتن من أجل كشف الحقيقة، مع كل ما تتمتّع به ميريل ستريب من جاذبية بأدائها البسيط السلس الذي يعبّر عن سيدة من شخصيات الطبقة الوسطى الأميركية، يمكن أن يتماهى معها جمهور الفيلم الأميركي.

قد يعاني الفيلم من بعض الإسهاب في سرد المعلومات، ومن كثرة التعليق الصوتي وتدفّق البيانات والمعلومات التي تظهر على الشاشة، وقد يبدو الفيلم كما لو كان “تعليميا” على غرار السينما اليسارية المناهضة للاحتكارات التي عرفناها منذ الستينات، ولكن بعد أن تخلّص من جفاف السينما اليسارية المباشرة، وأصبح يتمتّع بسياق ترفيهي بسيط وخفيف وممتع. ولا يجب أن ننسى أن الفيلم مصنوع أساسا للعرض عبر شبكة نتفليكس.

كاتب وناقد سينمائي مصري

 

العرب اللندنية في

07.09.2019

 
 
 
 
 

«الشرق الأوسط» في مهرجان فينيسيا السينمائي (8): هل تخرج هيفاء المنصور بجائزة مساء اليوم؟

احتمالات مفتوحة على مصراعيها وحافلة بالمفاجآت

فينيسيا: محمد رُضـا

هي ساعات قليلة قبل أن يدلف مهرجان فينيسيا إلى نهاية دورته السادسة والسبعين. ساعات هي ثوينة لدى فريق كبير من السينمائيين آخرين، كان همهم التقاط أفلام يمكن لها أن تعيش في الذاكرة لأشهر (أو سنوات إذا أمكن) بعد مشاهدتها.

هذا تأمن أكثر من مرة في دورة ناجحة تطيح، بالمقارنة، مع حشده مهرجاني برلين وكان. ليس فقط أن الأسماء المشتركة كانت أحياناً كبيرة يتحلق من حولها المعجبون والإعلاميون، بل إن أفلامهم كادت تستحق اجتياز المسافات البعيدة والتكلفة المرتفعة لمشاهدتها أولاً.

وهي ساعات قليلة قبل أن تعلن لجنة التحكيم نتائج تداولاتها بخصوص أفلام هذه الدورة. ويستطيع الذي جعل من المهرجانات بيته الثاني أن يدرك سلفاً أن ما تأتي به لجان التحكيم لا يعجب عادة النقاد، وما يعجب هؤلاء قد لا يعجب الجمهور. لكن هذا نوع من التعدد المسموح والمعمول به.

أمر طبيعي إذن أن يندرج السؤال حول أفلام محددة استقطبت استحسانات غالبة، وكتب عنها النقاد بإعجاب كبير.

حسب النقاد الإيطاليين، فإن الفيلم الذي نال أعلى تقدير في إحصاء يومي منشور هو فيلم رومان بولانسكي «ضابط وجاسوس»، يليه فيلم «جوكر» لتود فيليبس. وأقل الأفلام نيلاً لإعجاب النقاد الإيطاليين أنفسهم كان «الطائر المطروش» (The Painted Bird).

لكن تبعاً لإحصاء آخر بين نقاد أميركيين وأوروبيين، فإن الفيلم الغالب هو «قصة زواج» لنوا بومباك، يليه ثانياً «ضابط وجاسوس»، بينما يحط فيلم روي أندرسن «عن اللا نهاية» في قاع ذلك الإحصاء.

- من هم البرابرة؟

نتوقع ألا تختلف بعض الجوائز التي ستمنح ليل اليوم، السابع من سبتمبر (أيلول)، عن هذه العناوين التي تتصدر القائمتين. هذا على الرغم من أن رئيسة لجنة التحكيم لوكريزيا مارتل، هاجمت مخرجه رومان بولانسكي، قبل عرض الفيلم ما يعني أنها إذا ما طار فيلم «ضابط وجاسوس» من دون جائزة أولى، بات عليها أن تكشف، لأفراد لجنة التحكيم أو للمهرجان أو للعموم أو للثلاثة معاً، إذا ما كان لها دور في ذلك.

لكن الغالب أنها سوف لن تعمد للعبة طفولية كهذه، علماً بأن فيلم بولانسكي بقدر ما هو جيد الصنعة، ليس أفضل أعماله والناقد الحقيقي قد يفضل عليه أعمالاً أخرى تم عرضها هنا مثل «جوكر» و«بانتظار البرابرة» وحتى «عن اللانهاية».

«بانتظار البرابرة» الذي عُرض أمس فيلم تاريخي الزمن تماماً كفيلم بولانسكي. لكنه ليس مشغولاً بهم من نوع إذا ما كان ألرفد دريفوس بريئاً أو مذنباً من تهمة الخيانة التي وجهت إليه، والتي بموجبها تم عزله وسجنه في «جزيرة الشيطان» محاطاً بالماء وأسماك القرش. كذلك، فإن «بانتظار البرابرة» يحمل رسالة شاسعة وإنسانية، وليس حكاية في نهاية أمرها فردية. وإذا ما كان الحكم الفني هو الفيصل فإنه مصنوع أيضاً بإجادة لا بد منها لفيل يطرق باب المهرجانات والمناسبات الدولية.

هو فيلم من إخراج شيرو غويرا، ذاك الذي شاهدنا له قبل أشهر قليلة «طيور الممر» (Birds of the Passage) حول كيف دخلت تجارة «الماريوانا» ضمن مهام بعض سكان كولمبيا الأصليين، فغيرت من سلوكياتهم، وعرّفتهم على أطماع المال عوض الاكتفاء بحياتهم السابقة كمزارعين، ثم عرضتهم لوقائع من العنف الذي عادة ما يصاحب مثل هذه التجارة حالما تتعرض للتنافس بين الفرقاء. «بانتظار البرابرة» يختلف نحو 180 درجة عن فيلم غويرا السابق. ذاك أيضاً كان فيلماً جيداً، لكن الفيلم الحالي أجود منه. اقتبسه المخرج عن رواية للإيطالي ج. كواتزي (الذي يعيش في أستراليا حالياً) وكواتزي قام بكتابة السيناريو أيضاً. البطولة المطلقة هي للممثل البريطاني مارك ريلانس، لكن الفيلم يستفيد من وجود اسمين مهمين في عالم التمثيل هما جوني دب وروبرت باتنسون.

- الصبي التائه

قسّم الفيلم الأحداث لأربعة فصول، كل منها ينطق بمرور مرحلة من مراحل تلك التجربة التي أراد فيها الإنسان المتقدم حضارياً تعليم «البرابرة» درساً لدرء خطرهم عن حدود الإمبراطورية. لكن الفيلم يكشف عمن هم البرابرة بالفعل. يصوّر الكولونيل وضابطه وعساكره بالبربرية، بسبب طريقة تعذيبهم وقتلهم لأناس عزل يختلفون في لون البشرة، وفي الثقافة عن الإنسان الغربي. هذه الرسالة ليست حكراً على مكان مبهم في هذا الفيلم (وهو مبهم لغاية التعميم)، بل على كل مكان سعت فيه بعض الدول الأوروبية لبسط سيطرتها على بلدان تقع بعيداً عنها. هو عن الإمبراطورية البريطانية وعن الاستعمار الفرنسي والهولندي والبلجيكي والبرتغالي وسواها من دون تسمية أحدها.

وكما هو معهود في الأفلام ذات الحقب التاريخية، فإن ما يلعب الدور المهم هو التصاميم الفنية والإنتاجية وتصميم الملابس والتفاصيل الأخرى. لكن بالإضافة إلى ذلك هنا، نجد ذلك الاستشفاف الأدبي الذي يحمله هذا الاقتباس. غويرا لم يطلق يده بعيداً عن الرواية أو السيناريو، بل التزم بهما، لذلك فإن نتيجته هنا تختلف عن نتيجة فيلمه السابق الذي كان حققه عن سيناريو أصلي غير مقتبس. بمقارنة هذا الفيلم بفيلم رومان بولانسكي «ضابط وجاسوس»، نجد العناية ذاتها في التصميم، ولو بميزانية أقل لدى غويرا من تلك التي تمتع بها بولانسكي، نظراً لشهرته، ولوقع الفيلم الذي حققه حول قضية ما زالت تثير الاهتمام (أو تتعرض لإثارة الاهتمام بالأحرى) بين كل حين وآخر.

فيلم ثالث غاص في التاريخ، وخرج منه بإفادات هو «الطير المطروش» للتشيكي المقل (ثلاثة أفلام في سبعة عشرة سنة) فاسلاف مارهول. هو اقتباس عن رواية نشرت في منتصف الستينيات، بطلها صبي (بلا اسم ويقوم بدوره بتر كوتلار)، يتعرض لشرور الفترة النازية، ليس فقط في موطنه التشيكي، بل كذلك من قِبل الروس الذي لجأ الصبي إليهم بعدما فقد والديه، وتشرد طويلاً هرباً من الاعتقال. كان خسر والديه عندما اختفيا (غالباً، كما يعمم الفيلم الاعتقاد، قتلاً أو سيقاً إلى الاعتقال تمهيداً للمحرقة) وتركاه، من دون قصد، وحيداً في هذا العالم. تأويه امرأة عجوز لديها حقل صغير مقابل العمل بلا هوادة في الحقل. هذه ليست سوى المرحلة الأولى من مراحل تعرّف الصبي (ونحن) على شخصيات قاسية وعنيفة يمتلئ بها الفيلم الذي لا يجد أي بارقة أمل ولا لديه أي شخصية إيجابية يوفرها حتى ولو على سبيل التنويع العابر.

- احتمال سعودي؟

الساعات الفاصلة عن إعلان الجوائز مفتوحة على التوقعات، ومن بينها فوز أحد هذين الفيلمين («بانتظار البرابرة» و«الطير المطروش») لجانب احتمال فوز فيلم بولانسكي «ضابط وجاسوس». إذ أقول ذلك، فإن هناك، وفي نطاق تلك التوقعات المفتوحة، احتمالات أخرى قد تلعب أدواراً محدودة.

مثلاً، قد تصر لجنة التحكيم على منح فيلم نسائي جائزة ما (بعدما انتقدت الرئيسة غياب عدد كاف من الأفلام النسائية).

في هذا الصدد، هناك فيلمان في المسابقة الأولى من إخراج إناث. الأول، حسب عروضه، فيلم هيفاء المنصور «المرشحة المثالية» (الذي هو أول فيلم سعودي يعرض في مسابقة مهرجان فينيسيا) والثاني هو «بايبيتوث» للأميركية شانون مورفي. وكلاهما آت من خلفية بعيدة جداً عن الآخر. ففيلم «المرشحة المثالية» يتحدث عن تحدي امرأة في سبيل احتلال مكانتها في المجتمع، وفيلم «بايبيتوث» (Babytooth) هو عن امرأة ليس عليها أن تتحدى شيئاً سوى رغبتها في ممارسة حريتها التي ورثتها طبيعياً. بكلمات أخرى، هناك رسالة اجتماعية مهمّة في الفيلم السعودي ورسالة شخصية غير مهمّة في الفيلم الأميركي.

مثله في الاستبعاد المحتمل الفيلم الإيطالي «غلوريا موندي»، والفيلم الأميركي «AD Astra»، والفيلم الفرنسي «WASP Network»، أو الفيلم الأميركي (أيضاً) «الملك». هذه الأفلام حظت بإعجاب متوسط أو معتدل.

إذا ما اتجهت لجنة التحكيم لتبني فيلم نسائي لدعم المرأة، فإن الغالب حصول فيلم هيفاء المنصور على جائزة أفضل سيناريو أو لجنة التحكيم.

فيلم روي أندرسن «عن اللانهاية» يبدو لي بعيداً جداً عن رحى الجوائز هذه المرّة، كان فاز، قبل بضع سنوات، بـ«الأسد الذهبي» عن فيلمه الرائع «حمامة جلست على غصن تفكر في الوجودية». الفيلم الجديد هذا العام ليس بقوّة ذلك الفيلم، ولو أنه ما زال ينتج مشاهد لوحاتية مثيرة لجمالها ولغرابتها.

«جوكر» قد يقترب من الجوائز لجودته، لكن هل ستكتفي اللجنة بمنح بطله يواكين فينكس جائزة أفضل ممثل؟

 

الشرق الأوسط في

07.09.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004