كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

يوم عبّرتُ عن إعجابي بـ"بحب السيما" في القاهرة

هوفيك حبشيان المصدر: "النهار"

عن رحيل «أسامة فوزي»

   
 
 
 
 
 
 

رحل المخرج المصري أسامة فوزي (١٩٦١ - ٢٠١٩) في صباح الثامن من الجاري تاركاً خلفه أربعة أفلام (“عفاريت الإسفلت” - ١٩٩٦ - و”جنّة الشياطين" - ١٩٩٩ - و”بحب السيما” - ٢٠٠٤ - و”بالألوان الطبيعية” - ٢٠٠٩)، ثلاثة منها تُعتبر علامات في #السينما المصرية وذورة الفيلم العربي المغاير. هذا الذي تخرّج من المعهد العالي للسينما في القاهرة، عمل قبل انصرافه للإخراج مساعداً في ١٢ فيلماً لسينمائيين مثل حسين كمال ويسري نصرلله ورضوان الكاشف. اكفتى فوزي بـ٤ أفلام روائية طويلة بـ١٣ عاماً، إذ لم تكن الظروف الانتاجية في مصر حليفة له، ونتيجة ذلك لم يقدّم أي جديد طوال السنوات العشر الماضية.

لم ألتقِ فوزي، ولكن أتذكّر أننا لم نتوقف طوال عام كامل (٢٠٠٤) في الجريدة عن نشر مقالات عن قضيّة فيلمه “بحب السيما” في مصر. كان هذا قبل ١٥ سنة تقريباً. وفي أول زيارة لي إلى القاهرة في العام ٢٠٠٧ ، أدت ظروف معينة إلى أن أنزل في فندق رديء، فبقيتُ طوال الليل جالساً على الكرسي أنتظر “هجوم” أول صرصار عليّ. وفي اليوم التالي صباحاً، نشب خلاف بيني وبين رجل قبطي يعمل فوظّفاً في الفندق الرثّ، كاد أن يتطوّر. كلّ ما حصل انني في معرض الحديث عن السينما المصرية، نقلتُ له إعجابي الشديد بـ“بحب السيما”، فاستنكر ورد: “ده فيلم ...”. كنت من المعجبين كثيراً بـ”جنّة الشياطين” الذي اكتشفته في إحدى أولى دورات مهرجان بيروت السينمائي، ولكن كان لـ”بحب السيما” صدى خاص في قلبي، ربما لارتباطه العميق بالسينما، ما جعله “سينما باراديزو” مصر. سذاجتي حملتني وقتها إلى الاستغراب: كيف لا يرى الموظّف هذا كله ويكتفي باعتبار الفيلم معادياً للدين المسيحي؟

قضية “بحب السيما” كانت مزعجة جداً ونحن نتابعها من بيروت. دأبت الصحافة في مصر والعالم العربي على تغطية الاتهامات المتبادلة ببن المرجعيات الدينية القبطية وصنّاع هذا الفيلم الذي أحدث “انتفاضة” صغيرة في المجتمع القبطي وخارجه. وقد أنجزه فوزي بعد شريطين لا تنقصهما الجرأة، محركاً المياه الراكدة في مصر، وموجِّهاً، كما قيل في الاعلام المصري آنذاك، رصاصة الرحمة إلى السينما الشعبوية التي حملت تسمية "دايت". اتّخذت الكنيسة القبطية موقفاً صارماً من تحفة الأخوين فوزي (أسامة المخرج وهاني كاتب النصّ)، متهمةً اياهما بـ"ازدراء الأديان ومس الذات الإلهية والتطاول على المقدّسات"، متجاهلةً مسألة حرية التعبير وكلّ القيم الجمالية والفنية والسينمائية للفيلم. أراد الكهنوت مقاضاة المخرج، لكن الدعوى القضائية رُدَّت لعدم توافر الأدلّة الكافية. على الرغم من المحاولات لاقناع الناس بضرورة مقاطعة الفيلم، فالذي حصل هو عكس ذلك: انتشر الفيلم انتشاراً واسعاً، لكنه يا للغرابة، خرج من دون جائزة "التانيت الذهبي" لدى مشاركته في "أيام قرطاج السينمائية" (تونس ــ الدورة ٢٠).

انها حكاية أسرة قبطية من الطبقة الوسطى. الأب (محمود حميدة) متدين أعلى درجات التدين وصاحب نزعة اصولية متشددة حملته إلى التعصب الأعمى. الأمّ (ليلى علوي) تعمل ناظرة في احدى المدارس. قسوة الأب وتشدده يحرمان العائلة من أبسط أنواع الملذّات. يعاني الرجل خوفاً مزمناً من الموت، ويتعاطى مع الله باعتباره بعبعاً قاهراً. التزامه النصوص الدينية يردعه حتى عن القيام بواجباته الجنسية تجاه زوجته. هناك أيضاً الابن والابنة اللذان لا يوفرهما من قمعه وعسفه. عندما يدرك الابن تدريجاً ان فرصته في دخول الجنة الموعودة باتت شبه معدومة، يتمرّد على تعاليم الأب ويجد في السينما ملاذاً رحوماً. من هنا يولد شريط لذيذ يتأرجح بين الكوميديا والميلودراما الأسرية.

وضع السيناريست هاني فوزي حوادث الفيلم بين عامي ٦٦ - ٦٧، أيّ في تلك الحقبة التي تعززت فيها أحلام القومية، وما إن هُزمت مصر أمام اسرائيل في ما عُرف بـ"النكسة"، حتى تبددت تلك الأحلام وتقهقرت. وليس الأب الظالم والمستبد في الفيلم الا صورة مصغرة لتك السلطة التي، وإن كانت ثابتة على أهدافها، تمترست خلف القهر والتضييق على الحريات، خوفاً على نفسها من الآخرين. لا شك ان اثار ذلك الخوف ظلّت ماثلة في الضمير المصري حتى اندلاع "ثورة يناير". فمقاربته مرحلة كان فيها جمال عبد الناصر الزعيم الأكبر للعالم العربي، وتالياً جعل الأب استعارة له (وهو يعبّر عن اعجابه به اعجاباً واضحاً)، سمحت للفيلم بأن يقفز إلى تابو السياسة ايضاً، ناسفاً مثلّث المحظورات في السينما العربية: الدين، السياسة، الجنس. طبعاً، في خضم هذا كله، تبقى التيمة الأساسية هي سلبية السلطة الأبوية في مجتمع توكَّل فيه كلّ السلطات إلى مجموعة طغاة صغار يرتدون أثواباً مختلفة؛ أحدهم يمسك بشؤون العائلة، ثانيهم يهيمن على المدرسة أو المستشفى، وآخرهم يحكم البلاد ويتسبب نظامه في الكثير من ضروب القمع والاعتقال والفساد.

ما يجعل "بحب السيما" ممتعاً للمشاهدة، هو براءته الطفولية ومشاكسته المفاهيم الدينية، بلا وعظ، وبلجوء طوعي إلى الكآبة التي تجعل الأمل يبرعم في أوراقها. يظهر هذا كله، حيناً في أعين الصغار وحيناً في أعين الكبار، فينتقل بين واقع يراه الكبير مثالياً ويراه الصغير متناقضاً ويراه المشاهد عبثياً، وهذا ما يولد غرابة وأصالة وسخرية قد نعثر على جذورها في سينما ذات هوية متوسطية (الأخوان فوزي من الاسكندرية). فالإيطاليون هم أكثر مَن عالجوا موضوع الدين بهذه الطريقة التي تُعدّ تطاولاً وزندقة عند المؤمنين، لكن طرحاً استفزازياً كهذا للايمان، لا يُمكن ان يكون عند حرّاس الهيكل السينمائي الا امتداداً لواحدة من أهم وظائف الفنّ: كشف المستور ورفع النقاب عن الازدواجية في المجتمعات المحافظة.

أعترف انني لم أفهم أهمية الفيلم الاجتماعي الا عندما رأيتُ الغضب في عينيّ موظّف الفندق لمّا حدثته عنه.

النهار اللبنانية المصرية في

14.01.2019

 
 
 
 
 

أسامة فوزي.. الرجل الذي مات مرتين

بقلم: أسامة عبد الفتاح

** أدخلنا "جنة الشياطين" عام 1999 وكأنه يشيّع جثمان عقد التسعينات التعيس ويسخر منه في الوقت نفسه

يحيلك موت المخرج أسامة فوزي المفاجئ، الثلاثاء الماضي، إلى فيلمه الأيقوني "جنة الشياطين"، الذي قدم فيه، منذ عشرين عاما، أنضج معالجة شاهدتها شخصيا لقضية الموت في السينما المصرية.

في مفاجأة أسامة، كما في الفيلم، الموت حياة أخرى، والحياة نوع من الموت. أسامة هو الرجل الذي مات مرتين، أو الذي عاش مرتين، مثل بطل قصة جورجي أمادو. 

أدخلنا أسامة "جنة الشياطين" عام 1999، وكأنه يشيّع جثمان عقد التسعينات التعيس، ويسخر منه في الوقت نفسه، من خلال "طَبل"، الذي ينفتح عليه الفيلم ميتا في "غرزة" بجوار ثلاثة أصدقاء من عالم سفلي اختار بكامل إرادته، ودون سبب محدد، أن يهرب إليه قبل عشر سنوات أخرى تاركا عمله ذا الياقة البيضاء وزوجته وابنته.

تأتى تلك الابنة لاستلام الجثة، وتبدأ سلسلة إجراءات طويلة لـ"تنظيفها" وإعدادها لجنازة تليق بصورة أبيها التي كانت، لكن أصدقاءه الثلاثة تصعب عليهم "حبسته" في التابوت الفاخر، فيختطفونه إلى العالم الذي يحبه ويريده، تحت عيني ابنته التي تستسلم لـ"رغبة" أبيها الأخيرة.

وكنت توقفت أمام هذا التحول الحاد، البالغ 180 درجة، في موقف الابنة.. فبعد كل المجهود الذي بذلته وكل الأموال التي أنفقتها لتحقيق الشروط "البورجوازية" التقليدية لجنازة أبيها، وافقت بكل سهولة على هروبه من البيت - للمرة الثانية - مع أصدقائه. وفسر لي أسامة ذلك وقتها بأن شخصية الابنة تطهرت من إحساسها بالغيظ من أبيها الذي كان يتجاهلها (كانت أخرجت له لسانها في مشهد سابق فور انفرادها بالجثة)، عندما دخلت الغرفة التي يرقد فيها ببدلته الكاملة بعد تجهيزه، وأضاءت الشموع، واطمأنت أنه أصبح على الصورة التي تنشدها وأحست أنها فعلت به - أخيرا - ما تريد، ولم يعد شيء يهمها بعد ذلك.

أما مصطفى ذكري، الذي كتب السيناريو والحوار عن قصة أمادو "الرجل الذي مات مرتين"، فوافق على أن الابنة دفنت أباها بالفعل في هذا المشهد، وأضاف لي وقتها أنه قصد - أثناء الكتابة - أن يوجه مسار الابنة بشكل "ميلودرامي" إلى حيث يريد.. بالإضافة إلى ذلك، هناك عدة إشارات سابقة في الفيلم على أن الابنة تشبه أباها، وأنها ورثت سلوكه، ولذلك من الممكن أن تغير موقفها فجأة، تماما كما قرر هو فجأة، وبلا أي مبرر، أن يهجر أسرته وحياته المستقرة، بل واسمه: "منير رسمي".

ويلهو الفيلم - في سخرية لاذعة ومريرة - بالتناقض الحاد بين تعامل كل من العالم البورجوازي المنمق، والعالم السفلي لـ"الشياطين"،مع الموت: جانب يراه مجموعة من الإجراءات المادية لحفظ الشكل الخارجي أمام الناس، وآخر لا يعترف به أصلا، ويتحداه، في لعبة وجودية خطيرة لا تخلو من عنف وقسوة.

ولم يخف صناع العمل انحيازهم الكامل لهذا الموقف الوجودي، وهذا ما جعلني أصف معالجتهم قضية الموت بأنها الأنضج على الإطلاق في رأيي، حيث يقف الفيلم على قمة لا يقترب منها إلا "السقا مات" لصلاح أبو سيف.

ووُفق أسامة فوزي تماما في نقل هذا الموقف الجديد - الصادم للبعض - عبر سرد محكم، يتدفق بلا ترهل، ويتفجر بالحيوية، تلك الحيوية التي أساء البعض فهمها أو التعامل معها، واعتبرها ضجيجا أو صوتا عاليا يسود الفيلم.

وهؤلاء لم يدركوا أن هذه الحيوية هي روح العمل، والخلفية التي يجرى عليها إعداد البطل لميلاده الثاني، وأن ما يسمى بالصوت العالي مقصود تماما (اسم البطل "طبل")، حتى أن الهدية التي يحضرها الشياطين لصديقهم، عندما يذهبون لإلقاء النظرة الأخيرة عليه، ضفدع ذو صوت عال.وهذا الضفدع هو كل ما يتبقى - بعد هروب "طبل" الثاني - داخل التابوت الفاخر.. ويصبح - بقفزاته الصغيرة وصوته العالي - رمزا للحياة الثانية التي انطلق "طبل" إليها مع أصدقائه.

وهكذا يعنى الفيلم للغاية بأدق التفاصيل التي تتجمع وتتراكم معا لتصنع نسيجا متماسكا ومتميزا.. فمثلا: الشموع التي تشعلها الابنة بكل عناية حول جثة أبيها.. يطفئها احد الشياطين فيما بعد بيده بكل سهولة.كما يفتح الأصدقاء نوافذ وستائر غرفة مكتب "طبل" لأن "رائحتها مثل القبر"، فهم لا يعترفون بأنها قبر بالفعل لأن بها جسدا مسجى، كل ما يعرفونه أنها تخنقهم وتخنق صديقهم!

وبالفيلم مشاهد لا تنسى، على رأسها مشهد تغسيل جثة "طبل" على مكتبه، بينما تستعرض الكاميرا صوره العائلية، الموضوعة تحت زجاج المكتب. ويتساقط الماء والصابون على الصور كأنه يغسل حياة "طبل" السابقة كلها. وفي أحد المشاهد، يتناقش "مورد جثث" لطلبة الطب مع أحد الشياطين حول بيع جثة "طبل"، بينما يبدو على حائط الخلفية ملصق فيلم "تجار الموت"، في دلالة لا تخفى على أحد.

وهناك مشهد النهاية الرائع، حيث تتجه السيارة المتهالكة بشياطينها إلى نهاية نفق مظلم، بينما تحتضن عشيقة "طبل" حبيبها - الجثة - وتستأذنه باكية في استكمال حياتها مع آخر، في مونولوج طويل ينتهي بانقلاب ساخر ولاذع للصورة والسيارة والفيلم يُعد رمزا لانقلاب الحياة إلى موت، والموت إلى حياة.

بعد عشرين عاما جاء أسامة ليموت مرتين: مرة حين قتله الخلل والتجاهل والجهل فتوقف عن تحقيق أحلامه عشر سنوات، وأخرى حين اختار أن يترجل عن جواده ويرتاح، لكنه أيضا عاش مرتين: مرة حين صنع تحفه السينمائية وشكل بها وجدان الكثيرين، وأخرى حين تحررت روحه وانطلقت إلى آفاق أرحب.

جريدة القاهرة في

15.01.2019

 
 
 
 
 

الموت قبل الأوان

أمير العمري

مع كل فيلم من أفلامه الأربعة كانت تقوم ضجة كبرى ويجد أسامة فوزي نفسه أمام اعتراضات من جانب جهاز الرقابة الرسمية على السينما في مصر، أو رقابة من نوع آخر، دينية واجتماعية.

مرة أخرى يختطف الموت مخرجا سينمائيا موهوبا ورجلا دمث الخلق، عذب اللسان، متواضعا يميل إلى الخجل، ويفضل أن يتوارى عن الأضواء الزائفة. رحل المخرج المصري النبيل أسامة فوزي الذي يعتبر من أكثر أبناء جيله موهبة وثقافة سينمائية وإنسانية.

ذهب أسامة فوزي، وهو بعد لم يكمل مشروعه السينمائي الطموح المغاير الذي بدأه عندما أخرج أول أفلامه الروائية الطويلة “عفاريت الأسفلت” عام 1996، أي بعد 12 عاما من تخرجه في معهد السينما ثم العمل كمساعد مع عدد من ألمع المخرجين.

لم يخرج أسامة فوزي سوى أربعة أفلام فقط، هي بالإضافة إلى “عفاريت الأسفلت”، “جنة الشياطين” (1999)، و”بحب السيما” (2004) و”بالألوان الطبيعية” (2009)، ومع كل فيلم من أفلامه الأربعة كانت تقوم ضجة كبرى ويجد أسامة نفسه أمام اعتراضات من جانب جهاز الرقابة الرسمية على السينما في مصر، أو رقابة من نوع آخر، دينية واجتماعية، فقد اعترضت الرقابة الرسمية على كل أفلامه، وخاض معارك صعبة دخلتها معه أطراف أخرى إلى أن تمكن من عرض أفلامه.

كان فيلم “جنة الشياطين” تحديدا من أكثر الأفلام صعوبة وجرأة في تاريخ السينما المصرية والعربية عموما، فهو الفيلم الثاني فقط الذي يسخر من الموت بشكل مباشر ويمكن اعتبار الشخصية الرئيسية فيه هي جثة رجل ميّت يسرقها مجموعة من أصدقائه الصعاليك البوهيميين الذين لا يريدون أن يصدقوا أنه توفي أو قبول هذه الحقيقة، يضعون الجثة في سيارة ويجوبون شوارع المدينة في الليل، يريدون توديعه كما يليق به وهو الذي كان قد تخلى عن عائلته الثرية وانضم إلى حياة اللهو والعبث معهم، وهم يلهون ويضحكون، بل ويحاولون أيضا دفعه إلى احتساء الويسكي.

كان هذا الفيلم تعليقا ساخرا على ما وصل إليه الواقع من عبث، ولا أتذكر فيلما مصريا آخر يعبث ويسخر من الموت قبله سوى الفيلم البديع الذي أخرجه صلاح أبوسيف عام 1942 بعنوان “نمرة 6” (أو العمر واحد) وهو فيلم قصير يقع في 27 دقيقة، بطولة لطفي الحكيم وإسماعيل يس وحسن كامل وأحمد الحداد، لكن فيلم أسامة فوزي وهو من الكوميديا السوداء، يتجاوزه سواء في قوة موضوعه أو في تأثيره.

أما “بحب السيما” فقد دخل تاريخ السينما العربية كأحد الأعمال الكلاسيكية الكبرى، وهو يعكس حب مخرجه الكبير للسينما ورغبته في التحرّر من الموروث الذي يحظر الفن ويجعله نقيضا للموروث، وبسبب جرأته وأسلوبه الفني البليغ وقوة تأثيره، واجه الفيلم غضبة شرسة من جانب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر التي اعتبرته نوعا من الهرطقة، بل واعتداء على السيد المسيح.

وتعرض الفيلم بالتالي لتشدد من جانب الرقابة إلى أن أمكن التوصل إلى حل لعرضه، لكن الأزمة مع الكنيسة تركت جرحا لا يندمل في نفس أسامة فوزي، وظل منذ تلك الفترة يشعر بالحزن الشديد والوحدة، وابتعد عن كل نشاط اجتماعي، لم يكن يحب المشاركة في الحفلات العامة، أو يتكالب كما يفعل غيره، على المنتجين ولا يطرق أبوابهم، فقد كان نموذجا لعزّة النفس والتمسك بالكرامة مع شعور مرهف يجعله يميل إلى التأمل، لكنه كان يحاول ويكتب ويعد مشاريع جديدة لأفلام ومسلسلات كانت بكل أسف، تتعثر.

أما فيلمه الأخير “بالألوان الطبيعية” (وربما يكون أقل أفلامه من الناحية الفنية)، فقد دفع طلاب كلية الفنون الجميلة إلى ما يشبه الثورة عليه بسبب جرأة الفيلم وجنوحه إلى السخرية السوداء، مما أصاب دراسة فن التشكيل في مصر من تدهور وصل إلى حد التحريم والتجريم.

تغير الظروف في مصر، وتراجع الإنتاج السينمائي، واختناق الوسط بالشللية والأجواء المريضة، دفعته إلى الاعتزال مبكرا، وأصابه المرض الذي أدى إلى موته المبكر.

رحم الله أسامة فوزي ورحم زملاءه الذين ما زالوا يكافحون من أجل العثور على فرصة لتحقيق أحلامهم في دنيا السينما.

كاتب وناقد سينمائي مصري

العرب اللندنية في

16.01.2019

 
 
 
 
 

رسالة مؤثرة من عمر نجل المخرج الراحل أسامة فوزى بعد 40 يوما من وفاته

محمد تهامى زكى

وجه عمر، نجل المخرج السينمائى الراحل أسامة فوزى، رسالة مؤثرة لوالده بعد مرور 40 يوما على وفاته.

وقال عمر، فى رسالة نصها: "أنا مش مصدق ان مر 40 يوم من غير ما أشوفك ولا سوقت العربية معاك، كنت أتمنى أن تكون معايا، انت وحشتنى جدا، عمرى ما كنت حزين قد دلوقتى وأتمنى أراك من جديد".

نص الرسالة

يذكر أن المخرج السينمائى أسامة فوزى، رحل عن عالمنا 8 يناير الماضى، عن عمر يناهز 58 عامًا وشيعت جنازته من مسجد بيفرلى هيلز بالشيخ زايد.

ويعد المخرج الراحل واحدا من أهم المخرجين فى السينما المصرية، تخرج من قسم اﻹخراج بالمعهد العالى للسينما فى عام 1984 وعمل كمساعد مخرج لفترة طويلة منذ عام 1978، حيث عمل مع عدد كبير من المخرجين منهم حسين كمال ونيازى مصطفى وبركات وأشرف فهمى، وانقطع لفترة ثم عمل مع المخرج شريف عرفة وأنتج له فيلم "الأقزام قادمون" ثم توقف فترة وعاد مرة اخرى للعمل مع المخرج يسرى نصر الله فى فيلمه "مرسيدس" ومع رضوان الكاشف فى "ليه يا بنفسج".

أما أول تجربة إخراجية له فكانت من خلال فيلم "عفاريت الإسفلت" عام 1995، ونال جائزة التحكيم الخاصة فى مهرجان لوكارنو، ثم "جنة الشياطين" عام 1999 الذى أنتجه الفنان محمود حميدة، وشارك فى لوكارنو، ونال الجائزة الذهبية فى دمشق، ومهرجان خربكا فى المغرب، كذلك نال تكريم فى معهد العالم العربى فى باريس، وشارك فى ميلانو. وقدم بعدها فليمين مع الكاتب هانى فوزى وهما بحب السيما وباﻷلوان الطبيعية.

عين المشاهير المصرية في

16.02.2019

 
 
 
 
 

بالصور| "في حب أسامة فوزي".. احتفالية "زاوية" بعيد مولده

كتب: نورهان نصرالله

نظمت سينما "زاوية" بوسط البلد، اليوم، احتفالية لإحياء ذكرى المخرج الراحل أسامة فوزي بعنوان "في حب أسامة فوزي"، وذلك بحضور عدد من أصدقائه وأفراد عائلته ومحبيه.

بدأت الاحتفالية بعرض أول أعماله الروائية الطويلة "عفاريت الأسفلت"، بالإضافة إلى تنظيم معرض يضم عدد من مقتنياته وصور من أفلامه، بالإضافة إلى نسخ من سيناريوهات أفلامه.

رحل المخرج أسامة فوزي، عن عالمنا، يناير الماضي، عن عمر ناهز 58 عامًا، بعد صراع مع المرض، ولم يتحدد بعد موعد ومكان خروج الجنازة.

"أسامة" تخرج من قسم اﻹخراج بالمعهد العالي للسينما في عام 1984، وعمل كمساعد مخرج لفترة طويلة منذ عام 1978، وكانت أول تجربة إخراجية له من خلال فيلم "عفاريت الأسفلت" عام 1995، ونال جائزة التحكيم الخاصة في مهرجان "لوكارنو".

الوطن المصرية في

18.03.2019

 
 
 
 
 

في حب أسامة فوزي.. «زاوية» تحتفل بذكرى ميلاده(فيديو)

تحرير:عبد الفتاح العجمي

نظمت سينما "زاوية" بوسط البلد، احتفالية لإحياء ذكرى ميلاد المخرج الراحل أسامة فوزي، الذي ولد يوم 19 مارس 1961، حيث عقدت ندوة بعنوان "في حب أسامة فوزي"، بحضور عدد من أصدقائه وأهله ومحبيه من جمهوره، وصناع السينما الشباب.. بدأت الاحتفالية بعرض أول أفلامه الروائية الطويلة "عفاريت الأسفلت" من إنتاج شقيقه هاني جرجس فوزي، إضافة إلى تنظيم معرض مدته يوم واحد، يضم عددا من مقتنياته الشخصية والفنية، وصوره الفوتوغرافية الخاصة مع أفراد عائلته، بالإضافة لصور من أفلامه الأربعة (عفاريت الأسفلت، جنة الشياطين، بحب السيما، بالألوان الطبيعية".

وقالت المخرجة عايدة الكاشف، منظمة الاحتفالية، لـ"التحرير": "إحنا حبينا إن الاحتفالية تكون غير رسمية، ويجتمع محبيها بشكل ودي، وكان أنسب مكان لإقامة الاحتفالية هي سينما (زاوية) لأنها تحتضن كل الأفلام المختلفة أو التي لا تُطرح بدور العرض التجارية، وكان شيء جميل جدًا إننا نجتمع ونشوف فيلم في السينما دلوقتي وهو مطروح منذ أوائل التسعينيات".

https://www.youtube.com/watch?v=qt4nREGSiu0

ومن جانبها، وجهت السيدة عفاف فوزي، شقيقة الراحل، الشكر لكل المشاركين في الاحتفالية، وكتبت عبر "فيسبوك": "شكرا للمجهود العظيم اللي عملوه حبايب أسامة، وشكرا لزاوية على الاستضافة الجميلة".

أسامة فوزي تخرج بالمعهد العالي للسينما، وعمل كمساعد مخرج لفترة طويلة، وأخرج بنفسه 4 أفلام، قبل أن يرحل عن عالمنا في 8 يناير الماضي.

التحرير المصرية في

19.03.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2019)