كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

«روما» سحر الواقعية الخفي!

بقلم: مجدي الطيب

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

(أوسكار 2019)

   
 
 
 
 
 
 

• سر الفيلم الذي يحصد الجائزة تلو الأخرى .. ويؤكد على أن «المعجزة الحقيقية تكمن في الإرادة»

بعض الأفلام تسكنك، ولا تفارق وجدانك، بعد مشاهدتها، لدرجة أنك تمتنع عن مشاهدة أفلام أخرى بعدها؛ خشية أن تخدش الأثر الرائع، أو التأثير العميق، الذي تركته في نفسك، والسحر، الذي هز عقلك، قبل قلبك .

فيلم «روما»، للمخرج المكسيكي ألفونسو كوارون، واحد من هذه الافلام، التي سُتخلد في الذاكرة، ومع تعاقب الأعوام سينضم، حتماً، إلى كلاسيكيات السينما العالمية؛ مثل: «ذهب مع الريح» (1939) للمخرج فيكتور فليمنج، «المواطن كين» (1941) للمخرج أورسون ويلز، «روما مدينة مفتوحة» (1945) للمخرج روبرتو روسيليني، «سارقوا الدراجة» (1948) للمخرج الإيطالي فيتوريو دي سيكا، «12 رجل غاضب» (1957) للمخرج سيدني لوميت، «بيرسونا» (1966) للمخرج السويدي إنجمار بيرجمان، «سحر البرجوازية الخفي» (1972) للمخرج الإسباني الأصل لويس بونويل، الحاصل أيضا على الجنسية المكسيكية، «باري ليندون» (1975) للمخرج ستانلي كوبريك، «سائق التاكسي» (1976) للمخرج مارتن سكورسيزي و«الأب الروحي» (1972) للمخرج فرانسيس فورد كوبولا.

على غرار تلك الأفلام العظيمة لا يكتفي المخرج ألفونسو كوارون بتحمل مسئولية إخراج فيلم «روما»، وإنما يكتبه، ويصوره، ويتولى مونتاجه، مع آدم جوخ؛ بل أنه يستلهم أحداثه من سيرته الذاتية؛ كون «روما» هو ذاته الحي، الذي عاش، وتربى فيه، مع أسرته، في ضاحية «كولونيا روما»، في مكسيكو سيتي، بينما بطلة فيلمه الخادمة، ومربية الأطفال، «كليو» (ياليتسا أباريشيو)، التي تعمل لدى العائلة الميسورة الحال، تكاد تكون المعادل السينمائي لمربيته «ليبو»، التي أهداها الفيلم، وكان ينظر إليها بوصفها أمه الثانية، ولأننا لا نعرف الكثير عن عائلة «كوارون»، يمكننا القول، بالقياس، إن العائلة، التي رأيناها على الشاشة، هي عائلته، خصوصاً أن أحداث الفيلم، التي تدور عام 1970، ومطلع عام 1971، هي أحداث حقيقية عاشتها المكسيك بالفعل؛ سواء على صعيد الزلزال، أو حريق الغابة، وكذلك مظاهرات الطلبة، التي جرت وقائعها في العاشر من يونيو عام 1971، وتحولت إلى أعمال شغب، تصدت لها قوات الأمن، بقوة، وراح ضحيتها حوالي 120 شخص، في ما عُرف بمذبحة «كوربوس كريستى» ! 

حدوتة مكسيكية

هنا نجد أنفسنا مدفوعين للمقارنة بين سينما السيرة الذاتية، كما قدمها «كوارون»، في فيلم «روما»، وتلك التي تابعناها في سلسلة أفلام يوسف شاهين، التي تناول فيها سيرته الذاتية؛ وهي : «إسكندرية ليه؟» (1979)، «حدوتة مصرية» (1982) و«إسكندرية كمان وكمان» (1990) و«إسكندرية نيويورك» (2004)، فالمخرج المكسيكي لم يترك نفسه للنرجسية، وآثر أن يُطلق لذاكرته العنان، من دون أن يستأثر بالمشهد أو يُصبح محوراً للأحداث؛ لدرجة أنك لا تكاد تتعرف عليه من بين أطفال العائلة، ويصعب عليك الجزم عما إذا كان «تونيو» أو «باكو» أو «بيبو»، وترك لشخوصه حرية الحركة، والتعبير عما يعتمل في صدورها من مشاعر وأفكار، بينما تموج الخلفية بالكثير من الإشارات الدالة على أحداث الزمان، والمكان؛ من قلاقل سياسية، وفوارق طبقية، ومشاكل إجتماعية؛ فالبطلة في«روما» هي الخادمة «كليو»، صاحبة القلب الكبير، التي تحتوي العائلة بالكامل، وتحنو على الأطفال، بأكثر مما تفعل أمهم (مارينا دي تافيرا)، المهمومة بزوجها الدكتور (فيرناندو جريدياجا)، المنشغل بأبحاثه، وبعشيقته الجديدة، التي يهجر العائلة بسببها، والعودة إلى الماضي، عند المخرج، تعكس محاولة إنسانية، من جانبه، لرد جميل المربية ليبو / كليو، التي أبت أن تعيش لنفسها، وعندما تورطت في علاقة حميمية والشاب «فيرمين» (جورج أنتونيو جويريرو)، الذي يعشق الفنون القتالية، وتخلى عنها بعد حملها منه، ارتاحت في قرارة نفسها، لأن طفلتها ماتت عقب الولادة؛ وكأنها خشيت أن تحرمها من أمومتها لهؤلاء الأطفال، الذين تنظر إليهم بوصفهم اولادها، أو تشغلها عن مهمتها المقدسة، في رعاية تلك العائلة، التي ترى نفسها جزءاً منها، ومنحتها جل اهتمامها، بأكثر مما فعلت مع أمها الحقيقية، التي نادراً ما تزورها؛ فالمشاعر التي تحملها بين ضلوعها أكبر من ان تصبح مقصورة على طفلة واحدة، حتى لو كانت ابنتها من دمها !

الواقعية الشاعرية

ذاكرة خصبة كان يمكن أن تُلقي «كوارون» في قاع سحيق من «الميلودراما» الصارخة، التي يعج بها شريط الذكريات؛ مثل الزلزال الذي ضرب المدينة، وحريق الغابة، والحمل السفاح، وموت المولودة، ومأساة الزوجة التي هجرها زوجها، وبات عليها أن تعمل في دار نشر، رغم تخصصها في الكيمياء الحيوية، لتنفق على العائلة، وصدمة تعرض الطفلين «باكو» و«صوفي» للغرق في البحر أثناء رحلة الشاطيء، لكن المخرج الواعي، والمُبدع، بحق، لم يترك نفسه لغواية من أي نوع، وظل على نهجه الإنساني الرائق، ولم يُفرط، لحظه، في تناوله السينمائي الأخاذ، عبر التصوير والإضاءة وزوايا الكاميرا، وبداية من اختيار الأبيض والأسود، مروراً بالسرد الدرامي، الذي مزج بين التوتر، والتشويق، والنزعة التأملية، وصولاً إلى التعاطف الرصين مع شخصياته الدرامية، وإفساح المجال، والفرصة، لطاقم تمثيله ليُصبح كل واحد منهم بطلاً للمشهد، وإن بدا اهتمامه الأكبر، وتعاطفه الأكثر، وهذا طبيعي، مع ياليتسا أباريشيو، التي جسدت شخصية الخادمة بواقعية، وتلقائية، وصدق، ودفء كبير، وهي التي تقف أمام الكاميرا لأول مرة، واختصها وحدها، دون غيرها، باللقطات المقربة، وهيمنتها الواضحة على «الكادر»، في حين استخدم العدسة الأقرب إلى تلك التي كانت توظف في السينما «سكوب»، التي انتشرت في الخمسينيات، وارتبطت بالافلام الملونة والملحمية؛ حيث تبدو الصورة مضغوطة فى الاتجاه الأفقى، وتصبح الرؤية أكثر اتساعاً، وتمنح احساساً بالتدفق والحيوية، وهو المعنى الذي ظهر بوضوح في الفيلم، الذي بث الإحساس ببؤس الحال، في ظل حياة يتعابش فيها البشر والكلاب معاً، وإن قدم «روشتة الخلاص»، على لسان «البروفيسور زوفاك» (لاتين لوفر)، في قوله : «المعجزة الحقيقية تكمن في الإرادة» وأن «العقل هو محرك الجسد».

الخلاصة أن فيلم «روما» لم يكن مجرد تحية من المخرج لمربيته، لكنه الأنموذح الرشيد، والعاقل، للسينما النسوية، في معناها الصحيح، من دون تعصب أعمى لنوع، أو مبالغات جاهلة، وإن بدت بعض الشخصيات الدرامية هامشية؛ مثل : «أديلا» (نانسي جارسيا)، التي تزامل «كليو» في خدمة الأسرة، بينما جاء مشهد الجدة «تريزا» (فيرونيكا جارسيا)، الذي رافقت فيه الخادمة إلى محل الأثاث لشراء مهد طفلها المنتظر، عظيم الدلالة، في كونه ينبذ الطبقية، ويؤكد على روح الود، والتسامح، التي تسود العائلة، خصوصاً أنه المشهد الوحيد، الذي رصد مظاهرات الطلبة، واختزل القلاقل والاضطرابات السياسية التي عمت البلاد .

فيلم العام

ليس من الغريب إذن، أن يحصد فيلم «روما» الجوائز بالجملة، ولا يغادر مهرجاناً، أو مسابقة، من دون أن ينتزع صدارتها، وأكبر الظن أن جوائز الأكاديمية البريطانية لفنون الأفلام والتلفزيون «بافتا»، التي فاز فيها بجائزة أفضل فيلم، وجائزة أفضل تصوير، وأفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية، بالإضافة إلى حصول مخرجه ألفونسو كوارون على جائزة أفضل مخرج، ومن قبلها جائزة جويا لأفضل فيلم أجنبي باللغة الإسبانية، وجائزة الأسد الذهبي، وجائزة الجولدن جلوب لأفضل مخرج، وجائزة الجولدن جلوب لأفضل فيلم ناطق بلغة اجنبية، وجائزة نقابة المخرجين الأمريكيين لأبرز إنجاز إخراجي لفيلم، وجائزة اختيار النقاد لأفضل فيلم، وجائزة الجمعية الوطنية للنقاد السينمائيين لأفضل تصوير سينمائي، ستكون مقدمة لفوزه بأوسكار أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية ليستحق، عن جدارة، لقب «فيلم العام»، ويؤكد مرة أخرى أن «الإغراق في المحلية الطريق الوحيد إلى العالمية» .

جريدة القاهرة في

19.02.2019

 
 
 
 
 

«الكتاب الأمريكيين» تشعل الصراع على جوائز الأوسكار

تحرير:حليمة الشرباصي

فاجأت نقابة الكتاب الأمريكيين العالم بكامله بعد إعلانها عن قائمة الفائزين بجوائزها لعام 2019، إذ احتوت القائمة على فائزين لم يترشحوا في الأوسكار حتى، وآخرين لم يفوزوا بأي جوائز في المحافل السينمائية التي أقيمت في وقت سابق من هذا العام، مثل جولدن جلوب وبافتا، الأمر الذي زاد من حيرة النقاد والجمهور على حد سواء، فبعد فوز أفلام مثل Can You Ever Forgive Me، وEighth Grade بجائزة نقابة الكتاب، بات من الصعب التنبؤ بقائمة الفائزين بالأوسكار، إن لم يكن مستحيلًا في ظل هذا التفاوت غير المسبوق، بحسب موقع The Wrap الأمريكي.

ودلل الموقع على اختلاف الفائزين؛ بالإشارة إلى فوز 5 أفلام مختلفة في حفلات جوائز النقابات الأمريكية لأول مرة؛ ففاز بجائزة نقابة التمثيل فيلم Black Panther، وفاز بجائزة نقابة المخرجين فيلم Roma، أما جائزة نقابة المنتجين فذهبت لفيلم Green Book، لتأتي نقابة الكتاب وتحطم كل التوقعات بفوز فيلمين مختلفين تمامًا.

أما فيما يخص الأوسكار، فبات من الصعب التنبؤ بالفائز بجائزة أفضل فيلم، إذ لم يفز أي منهما بجوائز النقابات الأمريكية، الأمر الذي فتح الباب على مصراعيه للتخمينات؛ هل يفوز الفيلم الجماهيري A Star Is Born، أو يفوز Bohemian Rhapsody بفضل أداء رامي مالك، أو تذهب الجائزة لـ Roma بسبب فوزه بجوائز كثيرة في محافل سينمائية أخرى غير النقابات، وحدها الأيام تجيب. بنرشحلك رامي مالك.. من بائع «طعمية» للترشح لأوسكار 2019

التحرير المصرية في

19.02.2019

 
 
 
 
 

«المفضَّلة» لليوناني يورغوس لانثيموس:

قصّة ملكة بريطانيا «المثلية» أثناء الحرب مع فرنسا

سليم البيك

بعد أفلام نالت استحساناً وترشيحات وجوائز كـ«دوغتوث» عام 2009، «ذا لوبستر» عام 2015، «قتل الغزال المقدس» عام 2017، نزل للمخرج اليوناني يورغوس لانثيموس مؤخراً، إلى الصالات الفرنسية والعالمية، فيلمه «المفضَّلة» بشكل ومضمون مختلفين تماماً عنهما في أفلامه السابقة، إذ عاد بنا إلى بدايات القرن الثامن عشر، وتحديداً إلى الملكة البريطانية آن، التي حكمت ما بين 1702 و1707، بحكاية شخصية على هامش الحرب مع فرنسا، بخلاف أفلام أخرى تركز في الموضوع التاريخي، على حكاية الحرب، وتكون الحكايات الفردية على هامشها.

نال الفيلم حتى اليوم تقييمات عالية وترشيحات لجوائز قد ينال معظمها، فتناوله للفترة التاريخية أتت فريدة، بإضافات لافتة لزوايا التصوير، للديكور، للأداء الواقعي، وتحديداً للتأثيرات الصوتية والموسيقى المرافقة. استخدام الصوت كان أقرب للتجريبية منه للكلاسيكية في فيلم يحكي فترة كلاسيكية من عمر أوروبا، أو بريطانيا تحديداً.

الفيلم (The Favourite) من إنتاج بريطاني إيرلندي أمريكي مشترك. شارك في مهرجان فينيسيا السينمائي الأخير، ونال جائزة التحكيم الكبرى وكذلك جائزة أفضل ممثلة للبريطانية أوليفيا كولمن، التي أدت دور الملكة، وإن كان الأداء الألمع للأمريكية إيما ستون التي أدت دور الفتاة الشقراء الداخلة حديثاً إلى القصر. ونال كذلك في حفل توزيع جوائز الأكاديمية البريطانية للأفلام جوائز أفضل فيلم بريطاني وأفضل سيناريو أصلي وخمس جوائز أخرى، وهو منافس على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم.

تبدأ الشقراء في العمل مع خادمات القصر إلى أن تجد طريقة تتقرب بها من الملكة، تعيّنها قريبتها مساعدة لها، تكتشف الشقراء أن علاقة مثلية تقوم بين قريبتها والملكة، علاقة سرية، فتجد من ذلك وسيلة للتقرب أكثر من الملكة.

يبدأ الفيلم بحوار قصير نعرف منه أنّنا مع ملكة بريطانية أثناء الحرب مع فرنسا، ثم ننتقل إلى عائلة فقيرة في عربة، تقلّ الشقراء (إيما ستون) إلى القصر لتجد عملاً فيه، تقدم رسالة توصي بها للعمل، إلى إحدى قريباتها التي تعمل مساعدة شخصية للملكة، إنّما تقوم هي باتخاذ القرارات، وما تتخذه الملكة تكون هي المحفز الأساسي له. تبدأ الشقراء في العمل مع خادمات القصر إلى أن تجد طريقة تتقرب بها من الملكة، تعيّنها قريبتها مساعدة لها، تكتشف الشقراء أن علاقة مثلية تقوم بين قريبتها والملكة، علاقة سرية، فتجد من ذلك وسيلة للتقرب أكثر من الملكة فتتعمد النوم في سريرها عارية مرة، وتدليك ساقيها وأعضائها الحساسة مرة، وغيرها من اللحظات التي قد تبدو حميمية، إنّما قامت الشقراء بالترتيب لها كي تكسب مكانة أرفع في القصر. تشعر قريباتها بالغيرة، غيرة تتعلق بالحب والجنس وليس المكانة والمهنة، بعد قليل تدخل هذه الغيرة بتلك، وتشكل الشقراء تهديداً فعلياً على مركز قريبتها، التي تعرف كيف ترضي الملكة بعد علاقة طويلة بينهما. بعد فترة ستأخذ الشقراء مكان قريبتها وتحاول التخلص منها، تتطور الأحداث في هذا السياق كتنافس بين القريبتين على من تكون أقرب من الملكة، كعشيقة أولاً ومساعدة ثانياً.

في الفيلم، إضافة لما ذُكر أعلاه في ما يخص الشكل، نقاط قوة عدّة، تخص المضمون، فالفيلم أتى بتركيز أساسي على الحياة الشخصية للملكة آن، هي التي كانت المتن، والحرب كانت هامشاً بل سياقاً تاريخياً وحسب، والفيلم بحكايته نسوي بامتياز، إذ أن بطلاته الثلاث نساء، الملكة ومتصارعتان على الحكم، أو على المركز الاجتماعي المنال بالتقرب من الملكة، والرجال فيه إما متحرشون أو جبناء أو ساعون لحرب، وتشملهم دائماً الهيبوكريسي الأرستقراطية في ذلك الزمان والمكان.

الفيلم كوميدي بشكل واضح، وهذا جديد في الأفلام التاريخية، فهنالك صرامة ما تسيطر على عموم الأفلام التي تتناول أحداثاً تاريخية تعود بنا قرناً أو أكثر في التاريخ، هنا كان الفيلم بحواراته الذكية وجمله القصيرة وبالمفارقات كوميدياً بالمعنى الكلّي للكلمة، أي لم يكن فيلماً تاريخياً بموقفين أو ثلاثة قد يثيران ضحكاً، بل كان بعموم حكايته كوميدياً بالمعنى الساخر من حيث تناوله للأحداث.

لم يخرج الفيلم عن واقعيته إذ لم يقدّم شخصية شريرة وأخرى خيّرة، بل ما بدت بطلة خيّرة في البداية انتهت لتكون شريرة.

ولا ينتهي عند ذلك ما يمكن أن يميز الفيلم من حيث المضمون، بل هنالك عنصر أساسي في تطور حكايته، ومفتاح لتطور الشخصيات والعلاقات في ما بينها، وهي مثليّةُ الملكة، أما مساعدتها فقد لا تكون مثلية إنّما تتوسل ذلك للتقرب من الملكة – هي التي توقع عنها في معظم الوثائق وتحل مكانها في اتخاذ قرارات – وقريبتها الشقراء كذلك أغرت الملك بمثلية الأخيرة وتقربت منها، وإن لم تكن كذلك. فهذا الجانب في الملكة كان أساسياً لتطور أحداث الفيلم، وهي الساذجة والبسيطة محاطة بخدم ونساء ورجال كل ما يسعون له هو التقرب منها لامتياز ينالونه أو حتى مركز قرار.

أما من حيث الشخصيات فلم يخرج الفيلم عن واقعيته إذ لم يقدّم شخصية شريرة وأخرى خيّرة، بل ما بدت بطلة خيّرة في البداية انتهت لتكون شريرة، هي الشقراء التي ما كانت البراءة التي بدت عليها في النصف الأول من الفيلم إلا أسلوبا انتهازيا للوصول إلى ما أرادت، أما قريبتها القاسية الانتهازية بشكل أو بآخر، فلم تبد أخيراً إلا ضحية ألاعيب تلك.

الفيلم ممتع حكايةً وتصويراً ويستحق التقييمات العالية والترشيحات التي ما زال ينالها.

٭ كاتب فلسطيني ـ سوريا

القدس العربي اللندنية في

19.02.2019

 
 
 
 
 

الموسيقى البوهيمية وأيام الروك

كتب ماجدة موريس

لم يكن غريبا حصول الممثل الامريكي رامي مالك، ذي الأصول المصرية،علي جائزة «البافتا» كأفضل ممثل للدور الاول عن فيلم «بوهيميان رابسوودي»، فقبل شهر حصل على الجائزة نفسها من مسابقة «جولدن جلوب » التي تقيمها رابطة الصحفيين الأجانب فى هوليوود، اكبر وأشهر مدينة للسينما فى العالم، وهي جوائز شهيرة تعبر عن أهمية الاعلام والنقد الفني فى عالم الفن السابع، جوائز البافتا هي التالية فى الأهمية بعد الاوسكار «التي ستعلن خلال ايام»، والتي تقدمها أكاديمية العلوم والفنون الامريكية، ثم البافتا التي يصوت لها صناع السينما الانجليزية، وبعدهما «سيزار» الفرنسية، ولكن لكل منها قواعدها ولوائحها بالطبع، وهي قواعد مرنة سمحت لأفلام، ومبدعين من دول غير دولة المسابقة بالتواجد والحصول على جوائز، كما حدث مع المخرج المكسيكي الفونسو كوران وفيلمه «روما» الذي شاركت شركة نيتفليكس الامريكية فى إنتاجه، وأظن أن هذا ما حدث مع الفيلم الامريكي الذي نتحدث عنه اليوم، والذي يزف الي عالم فن التمثيل نجما صاعدا بسرعة بموهبة وجاذبية كبيريين تجعلانه يقتنص عين المشاهد واهتمامه غالبا، رحلة رامي مالك فى الحياة مقسومة على جزأين، الأول فى صعيد مصر قبل ان يهاجر مع الأسرة الي أمريكا، ويتخرج فى كلية التجارة، ويخالف رغبة أبيه لحبه للفن، ويبدأ فى البحث عن فرصة للظهور وإثبات قدراته حتي يجدها، ويفلح ويحاول، حتي أصبح بطلا بعد عقد ونصف من الزمان، وفِي الفيلم «بوهيميان رابسودي» أو الأنشودة الموسيقية البوهيمية، بدايات متشابهة بينه وبين البطل الذي قام بدوره، أي فاروق بوليسارو الشهير بفريدي ميركوري، ابن احد مجتمعات الهنود فى أفريقيا القديمة وهي سلطنة زنزبار التي تم تقسيمها بين كينيا وتنزانيا «وفقا لما ذكره الفيلم» والذي هاجر مع أسرته أكثر من هجرة قبل ان يصل الي أمريكا، والفيلم يبدأ به؛ عام 1968؛ ومشهد كاشف عن تعاسة داخلية وهو يبكي لأنه لم يجد شخصا يحبه، وفِي المشهد التالي،عام 1970، يفاجئه الاب وهو يهم بالخروج بقوله: أأنت خارج يا فاروق متأخرا، ليبادره الابن قائلا وبقوة: فريدي يا أبي، اسمي الآن فريدي بولسارا، وبعدها يأخذنا الي رحلته اليومية لتجمع شبابي كبير وفرقة للموسيقي الموضة فى تلك الأيام، الروك آندرول، ومغنيها الذي بدا أنه أصبح نقطة الضعف فى الفرقة وهكذا وصل فريدي فى اللحظة الحاسمة لتغيير حياته وحياة الفرقة- واسمها ذا كوين- وبعد عدة اختبارات سريعة، كان لابد من قبولهم به، فقد كان فتي ديناميكيا بحق، قصير، رفيع، لكنه يمتلك حيوية تفوقهم، ويحول المسرح الي ساحة للقتال الفني بالموسيقي والحركة المباغتة وكل الصيحات المعبرة عن معاني الأغنية.

أمريكا وغزو مبكر

فى رحلته مع« الأصدقاء» أو فريق كوين المكون من أربعة عازفين، استطاع فريدي، الذي تفرغ تماما للفرقة، أن يقودها الى مغامرات صعبة كبيع العربة التي كانت تحمل الجميع بالاجهزة للسفر هنا وهناك من أجل معسكر يضمهم للعمل على الألبوم الاول للفرقة، وبعدها سطع الفريق، وتلقي عرضا من شركة كبري لالبوم جديد لموسيقي الروك التي فتنت الجماهير، وفِي اللقاء الاول فى العرض، ذهب فريدي الي المكان وقد غير اسمه الثاني، وارتدي چاكيت حريمي!

وبدا فى حالة غريبة من السعادة، خاصة بعد مقابلته الجميلة «ماري » التي قدم لها خاتم الزواج وحدهما، وبعدها يأخذنا الفيلم، الي عالم نسمع عنه ولا نري منه الا الشيء اليسير، عالم الوكلاء، والمرتزقة… والباحثين عن المزيد من المكاسب من وراء النجوم الجدد وهو ما يقدمه مخرج الفيلم برايان سنجر راصدا الزحام على الفرقة بعد نجاحها الكبير، ومن «إيمي» إلى ألبي.بي.سي التي يرفضها المغني الصاعد مؤكدا نجاحه الكبير «أنني الشخص الذي أحب أن أكونه بالضبط»، ويصبح لديهم وكيل أعمال يفتح لهم أبواب أمريكا فى غزوة كبري اكتسح فيها «كوين» ومغنيه الولايات الأمريكية مبتدئا بكليفلاند، ليتحقق الحلم الكبير.

وهنا يدخلنا العمل فى رصد انتقال بطله إنسانيا ووجدانيا الى حالة من الارتباك القيمي مع الشهرة الساحقة والإعجاب الجنوني، ومطاردات المعجبين، والثراء، والابتعاد عن الفتاة التي أحبها ولَم يعش معها حياة عائلية، وفراق الاسرة الطويل، وهو ما جعله، أي البطل، فريسة لرجال الحرس الذي يرافقونه طوال الوقت، وليفاجئه حارسه الخاص بما جعله يوافقه، ليصبح رفيقه، وليسهم هذا فى إيجاد فوارق تتسع بينه وبين أعضاء الفريق الذين حظي كل منهم بزوجة وأطفال وحياة إنسانية بدا تأثيرها واضحا على الفروق التي بدأت تتزايد بينه وبينهم، وتدفعه الي زيادة جهده فى التدريب والتعامل مع الأفكار غير المطروقة، ومنها تللك الأنشودة التي اسماها « بوهيميان رابسودي» ومع شكوك بقية الفريق فى إمكانية نجاحها، حققت نجاحا ساحقا مؤكدة زيادة الاهتمام به، فنيا وجماهيريا لدرجة تسابق محطات الراديو لاذاعتها حصريا، وأمثلة متعددة على صعود زمن جديد لعبت فيه وسائل الاعلام الجماهيرية دورا مهما فى ذيوع وانتشار الفرق التي تقدم الموسيقي الجديدة لأجيال مختلفة من المستمعين بجانب المشاهدين، وهنا يعيش البطل نجاحا جديدا ساحقا مع الرابسودي، فى أنجلترا هذه المرة التي يأخذها مقاطعة وراء أخري مبتدئا بأدنبرة ثم ليڤربول قبل أن يقفز الي بلاد أخري كاليابان، ويمزج المخرج بين الفيلم والحفلات الحقيقية فى سبعينيات القرن الماضي مؤكدا النجاح الخارق لبطله الذي ينسي كل شيء، إلا ولعه بالغناء الي درجة الجنون، وبالاستعراض وممارسة كل مالا يؤديه خارج المسرح من ضحك وبكاء وغضب وقفزات تزيد جمهوره إقبالا عليه، وليصبح عليه بعدها الانصات الي من أحبها ونساها «ماري» التي تكتشف تغيرا ما، وتصارحه، وتترك بيته لتشارك قططها بيتا آخر، ثم تتعرف على آخر.

المغني المشهور والصحافة

ويأخذنا الفيلم بوعي واضح الي علاقة الصحافة بالمشاهير وذلك الشغف بالأسئلة الشائكة التي تبتعد عن الجهد الابداعي الكبير للفريق ونجمه الى المناطق الشخصية المحظورة والتي تثير الجدل وفضول القراء، خاصة فيما يخص علاقات النجم الخاصة، كما يطرح صورة لخدعة انساق وراءها الفريق فقدم كليبا بأزياء نسائية !ما دفع قناة موسيقية مهمة لحظر عروضه على شاشتها، وليصبح هذا درسًا له، وسببًا لاكتئاب فريدي الذي اكتشف وحدته القاتلة، فقرر الاستقلال، بعد عرض سخي للغاية، وحين يعترض بقية الفريق، يتحول الامر الي حساب آخر من جانبه، «لسنا عائلة، انتم لديكم عائلات وأطفال وأنا ليس لدي أحد »، ويذهب البطل وحده فى رحلة بعيدة الى ميونيخ، ومبني وسط الغابات ليعيش غربته وألمه ومعه مدير أعماله الذي تحكم فى حياته، ومنع الاتصال به ولَم يدرك إلا متأخرا أنه ارتكب حماقة عمره مرتين، وأصابه المرض، وبدأ يشعر ضعفا شديدا، فذهب يصالح العائلة الفنية، وأخبرهم بأنه مصاب بالإيدز، ولكنه لا يريد أن يكون ضحية، وأنه جاءهم ليتضامنوا معا فى الغناء على ملعب ويمبلدن الكبير فى مبادرة لمساعدة اطفال أفريقيا المرضي والجياع مع فرق اخرى فى احتفالية تعرضها مائة وخمسين دولة على ملايين المشاهدين، كان يشعر ان الايام تسرع به نحو النهاية فأراد مصالحة العالم الذي تركه من أجل الشهرة ذهب الي عائلته وحصل على غفران أبيه ونظرات الرضا من أمه قبل ان يتوجه للحفل الكبير الذي كان الاكثر زحاما، وقفز ليقدم عرضه الاكبر والأخير والذي أبهر حتي فريقه، وليرسل تحياته الي من أحبهم، وتركهم؛ أمه خصوصا؛ هذه الام الطيبة وماري، ولينتهي الفيلم به بعد ان قدم أعظم أدواره، كمغني، وكإنسان، وليقدم مؤلفا الفيلم أنتوني مكارتن وليتر مورجان إضافات عن الشخصية الحقيقية التي رحلت فى نوفمبر عام ١٩٩١، وان مقطوعته الشهيرة، قد أعيد توزيعها وإصدارها من جديد مؤخرا لتحقق أرقاما قياسية فى الاقبال عليها، وربما كانت «بوهيميان رابسودي» سببا فى تقديم فيلم عن حياة فريدي ميركوري، او فاروق بولسارا، لكن من المؤكد أنها كانت سببا فى الاعلان عن الموهبة الكبيرة لمؤدي الشخصية « رامي مالك» بهذه الدرجة من الاتقان والإمساك بكل الخيوط التي تتضمنها حياة البطل وأكم من قصص سابقة كانت سببا فى بناء أساطير جديدة.

الأهالي المصرية في

19.02.2019

 
 
 
 
 

"أسبوع الأوسكار" بالقاهرة...

سينما "زاوية" تستضيف 12 فيلماً مرشحاً

القاهرة ـ محمد كريم

تبدأ سينما زاوية بالقاهرة، من الليلة، أسبوعاً مخصصاً للأفلام المرشحة لجوائز الأوسكار في الدورة الـ 91، إذْ تعرض حتى يوم 26 فبراير/ شباط الجاري 12 فيلماً. تأتي هذه الفعالية بالتزامن مع حفل توزيع الجوائز لهذا العام الذي يقام الأحد القادم. والأفلام التي ستعرض هي:

"عند بوابة الخلود" إخراج جوليان شنابل، وهو فيلم سيرة ذاتية عن حياة الرسام الهولندي فنسنت فان غوخ خلال الفترة التي عاش فيها بمدينتي إرلي وأوفر سور أوايز بفرنسا. الفيلم من إنتاج سويسرا، أيرلندا، بريطانيا، فرنسا، الولايات المتحدة. مدته 111 دقيقة. وينافس الفيلم على جائزة أوسكار أفضل ممثل.

"ماري ملكة الاسكتلنديين" إخراج خوسيه رورك، فيلم سيرة ذاتية تاريخي، يدور حول ماري ستيوارت التي تحاول الإطاحة بابنة عمها الملكة إليزابيث الأولى. الفيلم من إنتاج أميركي بريطاني مشترك. مدته 124 دقيقة. ينافس على جوائز أفضل أغنية، وأفضل مكياج، وأفضل تصميم أزياء.

"مياري"، وهو فيلم رسوم متحركة ياباني، من إخراج مامورو هوسودا، مدته 98 دقيقة، يدور حول مغامرة لصبي صغير يوجد في حديقة صغيرة تمكنه من السفر عبر الزمن، فيلتقي بأقاربه من العصور المختلفة بمساعدة أخته التي يتلقى منها كيفية التعامل معهم. ينافس الفيلم على جائزة أفضل فيلم رسوم متحركة.

"آر بي جي"، إخراج جولي كوهين وبيتسي ويست، وهو فيلم وثائقي أميركي مدته 98 دقيقة. يحكي الفيلم الحياة الاستثنائية لقاضية المحكمة العليا في الولايات المتحدة اﻷميركية، روث بادر جينسبورغ، التي كوّنت إرثاً هائلاً غير مسبوق، جعلها واحدةً من أيقونات الثقافة الشعبية الحديثة بأميركا. وينافس الفيلم على جائزتي أفضل فيلم وثائقي وأفضل أغنية.

"النائب"، إخراج آدم مكاي، وهو فيلم سيرة ذاتية، مدته 132 دقيقة، يحكي قصة حياة ديك تشيني، باعتباره أقوى نائب رئيس عرفه التاريخ، ويناقش كيف تمكنت سياساته من تغيير العالم. ينافس النائب على جوائز أفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل ممثل وأفضل ممثلة مساعدة وأفضل سيناريو وأفضل مكياج.

"عودة ماري بوبينز" إخراج روب مارشال، فيلم كوميدي موسيقي مدته 130 دقيقة، تدور أحداثه خلال عهد الكساد في لندن، حيث شبَّ كلُ من جاين ومايكل بانكس بصحبة أولاد مايكل الثلاثة في محيط أسرتهم الصغيرة. تزورهم "ماري بوبينز" الغامضة لتتبُع خسارتهم الشخصية من خلال قدراتها الفريدة ومهاراتها الاستثنائية، وتتمكن ماري بمساعدة صديقها جاك من مساعدة هذه العائلة في إعادة اكتشاف الفرحة والمرح المفقودين في حياتها. ينافس الفيلم على جائزتي أفضل تصميم أزياء وأفضل أغنية.

"الكتاب الأخضر" إخراج بيتر فاريلي، فيلم سيرة ذاتية كوميدي، أميركي، مدته 130 دقيقة، عن جولة حقيقية في الجنوب الأميركي في فترة الستينيات قام بها عازف البيانو دون شيرلي وحارسه توني ليب الذي عمل سائقاً وحارساً شخصياً لدون شيرلي. وينافس الكتاب الأخضر على جوائز أفضل فيلم وأفضل ممثل وأفضل ممثل مساعد وأفضل سيناريو.

فيلم "الزوجة" إخراج بيورن رانج، درامي، مدته 99 دقيقة، إنتاج بريطاني سويدي أميركي مشترك. تدور القصة حول "جوان كاستلمان" وهي زوجة مثالية ومتفانية في علاقتها مع زوجها خلال 40 سنة. واﻵن عليها أن تسافر برفقته إلى السويد لحضور مراسم تسلمه لجائزة نوبل في اﻷدب. وتنافس الزوجة على جائزة أفضل ممثلة.

"افتتان البوهيمية"، إخراج براين سينجر، وبطولة الممثل المصري الأميركي، رامي مالك، وهو فيلم سيرة ذاتية، مدته 134 دقيقة، إنتاج بريطاني أميركي مشترك. يؤرخ الفيلم لفرقة الروك البريطانية "كوين". ويتبع حياة المغني، فريدي ميركوري، منذ انضمامه للفرقة عام 1970 حتى أدائهم في حفل "لايف إيد" على "استاد ويمبلي" عام 1985. ينافس الفيلم على جائزتي أفضل فيلم وأفضل ممثل.

"ولادة نجمة"، إخراج برادلي كوبر، فيلم غنائي أميركي، مدته 135 دقيقة. تدور القصة حول النجم الموسيقي، جاكسون ماين، الذي يعاني من تراجع مستواه الفني. يكتشف جاكسون فتاة موهوبة مغمورة تُدعى آلي جيرمانوتا ويحبها، ويدفعها إلى دائرة الضوء والشهرة. وبينما تنطلق مسيرتها بنجاح؛ يعاني جاك من صعوبة الحفاظ على مجده الذي يخبو. ينافس الفيلم على جوائز أفضل فيلم وأفضل ممثل وأفضل ممثلة وأفضل ممثل مساعد وأفضل سيناريو مقتبس وأفضل تصوير وأفضل خلط أصوات.

"حرب باردة"، إخراج بافل بافليكوفسكي، فيلم درامي فرنسي، مدته 90 دقيقة، إنتاج فرنسي بولندي بريطاني مشترك. يروي الفيلم قصة حب مستحيلة بين شخصين من خلفيتين مختلفتين، لكل منهما طبيعة مغايرة. تدور أحداث الفيلم في فترة الخمسينيات، على خلفية الحرب الباردة، في كل من بولندا وألمانيا الشرقية ويوغسلافيا وفرنسا. ينافس الفيلم على جائزتي أفضل مخرج وأفضل فيلم بلغة أجنبية.

"مسألة عائلية"، إخراج هيروكازو كور إيدا، فيلم درامي ياباني، مدته 121 دقيقة. بعد عملية سرقة يقوم بها "أوسامو" وابنه يلتقيان بفتاة صغيرة في يوم بارد. في البداية يترددون في إيوائها، ولكن الزوجة توافق على الاعتناء بها. وعلى الرغم من فقر الأسرة؛ فإن أفرادها يبدون سعداء، حتى وقوع حادث يكشف الخبايا ويختبر قوة الترابط بينهم. ينافس الفيلم على جائزة أفضل فيلم بلغة أجنبية.

يذكر أن حفل توزيع جوائز الأوسكار تنظمه أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة لتكريم أفضل أفلام 2018، حيث يقام الحفل على مسرح دولبي بهوليوود، ويتم خلال الحفل الإعلان عن الفائزين بجوائز الأوسكار في 24 فئة.

العربي الجديد اللندنية في

20.02.2019

 
 
 
 
 

يفضح أسرار نائب الرئيس الأمريكي الأسبق ديك تشيني

«فايس».. سخرية من السياسة الأمريكية وحزن على ضحاياها

مارلين سلوم

لماذا يحصد كل هذه الجوائز وهو يمشي في طريقه إلى الأوسكار؟ لماذا يعتبر «نائب» فيلماً قوياً رغم جنوحه باتجاه الكوميديا السوداء، ورغم نقاط تؤخذ عليه في السرد والإخراج؟ «نائب»، الفيلم المعروض حالياً في الصالات والذي يحمل في جعبته 107 ترشيحات، من ضمنها 8 للأوسكار، والفائز ب 24 جائزة حتى الآن، يحمل أيضاً الكثير من أسرار نائب الرئيس الأمريكي الأسبق ديك تشيني، والحقائق التي ربما لن يذكرها التاريخ بين صفحاته «الرسمية». فيلم تشاهده أكثر من مرة، وتدقق في التفاصيل الصغيرة والقرارات الكبيرة التي تسببت بحروب، وغيّرت مسارات حول العالم.

لا تعرف من أين تبدأ الحديث عن فيلم «نائب»، أو «فايس». من الأداء المتميز جداً للفنان كريستيان بايل، والحركات والملامح والشكل، والتواء الفم خلال الكلام، والانحناءة أثناء المشي، والنظرة، ونبرة الصوت، والروح، التي جعلتك تصدق أنه تشيني بحد ذاته! والفضل في ذلك ليس لبايل فقط، بل للمخرج وكاتب السيناريو آدم مكاي، وفريق عمل التجميل والماكياج والأزياء. أم تبدأ برفيقته في البطولة أيمي أدمز التي تجسد زوجته لين باقتدار، فتبدو «المرأة الحديدية» التي تقف خلف زوجها والتي لولاها لما وصل تشيني إلى ما وصل إليه، ولبقي رجلاً فاشلاً مخموراً، يعمل في تصليح الإنارة في الشوارع. أم تنطلق مباشرة من الرأس المحرك للعمل كله، آدم مكاي، الذي قدم بكل جرأة أول فيلم عن الرجل الذي تحكّم فعلياً في البيت الأبيض وبكل القرارات السياسية لا سيما الخارجية، جاعلاً من الرئيس الأمريكي وقتها جورج بوش الابن، مجرد «بوق» يردد ما يشاؤه تشيني؟!

صعب أن تختصر الفيلم في سطور، والأصعب أن تسرد أهم النقاط فيه، فهو بمثابة عمل توثيقي لمرحلة مهمة من تاريخ العالم، تسبب فيها «الحاكم بأمر البيت الأبيض» نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني، بكوارث ما زال العالم يدفع ثمنها حتى اليوم، وقد خلط الأوراق، وغيّر الخرائط، ومسارات السياسة، وزرع القلق في الداخل الأمريكي، بصناعته العدو الوهمي «الإرهاب» الذي يهدد الأمريكيين، وكي يصدقه الشعب، ويجد لنفسه ذريعة لشن الحروب، خصوصاً في الشرق الأوسط، والاستيلاء على الثروات، وتبرير الجرائم بحق الإنسانية، قال «نحن في حرب ضد من؟ يجب أن يكون هناك دولة»..

«طالبان»، «أفغانستان»، «أبو مصعب الزرقاوي»، «جوانتانمو»، «سجن أبو غريب»، «بن لادن»، «العراق».. جريء جداً مكاي في تقديمه ملف «فضائح» تشيني بهذا الشكل، منطلقاً من العام 1963 ليحكي تاريخ هذا الرجل، من أين أتى وكيف أصبح الأقوى في أمريكا. اتبع أسلوب السرد، الراوي يحكي قصة الرجل وبدايته الفاشلة، حيث طرد من وظيفته، وسجن مرتين بسبب مشاكله وتعاطيه الخمور، ثم نرى زوجته القوية- المنهارة، وهي تهدده بكل حسم، إما أن يقف ويتخلى عن الكحول ويصبح رجلاً مهماً، وإما أن تتخلى عنه وتطرده من بيتها. أداء رائع لأدمز تجمع فيه بين القوة والضعف، تؤنب زوجها وتخاف أن يعود بها إلى الوراء فتتكرر مأساة والدتها مع أبيها الذي كان مخموراً دائماً ويضرب زوجته أمام عيني ابنته. من هنا تبرز شخصية لين تشيني التي لعبت أكثر من دور في حياة زوجها، حثته على التقدم، واتخاذ الكثير من القرارات السياسية.

لا يمشي الفيلم على خط الرواية المستقيم، بل يقفز في محطات بين الحاضر والماضي، يستخدم بعض اللقطات الأرشيفية، لاسيما في المراحل الانتقالية بين الرؤساء والانتخابات.. يلتحق ديك ببرنامج للتدرب في الكونجرس عام 1968 فيتدرب في مكتب دونالد رامسفيلد (ستيف كاريل) الملقب ب «دون»، وكان وقتها عضواً في الكونجرس عن ولاية إلينوي. من هنا كانت البداية، ليتسلق تشيني السلم ويحل مكان «دون» كرئيس لموظفي البيت الأبيض.

المخرج يستخدم الرمزية في بعض المشاهد، ليأخذك إلى عمق المعنى، وفكر تشيني، ودهائه، وشدة تحكمه في الأمور، من دون أن يقولها صراحة، خصوصاً في مشهد تشكيل فريق من العملاء للتجسس على كل مكالمات الرئيس جورج بوش، كما أطلق التجسس عبر الهاتف على جميع الأمريكيين. المشهد بدا فيه وهو ينشر الجواسيس داخل بلده وحول العالم، ويتحكم في كل الأوراق كمن يدير لعبة «مونوبولي» ويسيطر على كل شيء، وكل اللاعبين.

الصدمة التي يشكلها الفيلم، في قلب المقاييس، وإبراز الرئيس جورج دبليو بوش، وقد أداه سام روكويل بنجاح، كرجل تائه، عانى منه والده طويلاً بسبب فشله، وإدمانه الكحول، فإذا به يصبح رئيساً لينافس والده؛ يستدعي تشيني لتعيينه نائباً له، مستعيناً بخبرته، فيوافق هذا الأخير شرط أن يسلمه مهام أكبر من «مجرد وظيفة نائب رئيس»، ومنها السياسة الخارجية، وكان له ما أراد. ومن المشاهد الساخرة من الرئيس، انشغاله بتسريحة شعره، بينما يستعد لإعلان الحرب على العراق.

الفيلم يضم مجموعة كبيرة من الممثلين الذين أدوا أدوارهم بشكل مميز، كما يضم مجموعة من النجوم الذين تشاركوا لإنتاجه، منهم براد بيت، ديدي جاردنر، جيريمي كلاينر، ويل فارل، آدم مكاي، وكيفين جيه. وهو كوميديا سوداء، لا تضحك فيها، بل تشعر بأن كاتبه ومخرجه يقدم لك الفرصة لتسخر من السياسة الأمريكية، وتحزن على الأرواح التي تسقط من دون أي اعتبار في لعبة بعض «الكبار».

marlynsalloum@gmail.com

الخليج الإماراتية في

20.02.2019

 
 
 
 
 

هكذا تختار أكاديمية فنون السينما الفائزين بالأوسكار

وكالة الأنباء الفرنسية AFP

سيتابع ملايين المشاهدين حول العالم حفل توزيع جوائز أوسكار، الأحد المقبل، لكن السواد الأعظم منهم لا يدري كيف يتم اختيار الفائزين بأعرق المكافآت السينمائية.

تنتهي الثلاثاء عملية التصويت لاختيار الفائزين التي يشارك فيها قرابة 8 آلاف شخص، وفيما يأتي لمحة مبسطة عن هذا العملية المعقدة التي يتم على أثرها اختيار الفائزين بجوائز الأكاديمية.

مَن يشارك في التصويت؟ 

تضم أكاديمية فنون السينما وعلومها القائمة على هذه الجوائز راهنا 7902 عضو لهم الحق في التصويت.

وتوزع العضوية في هذه الأكاديمية على 17 فئة، مثل التمثيل والإخراج والإنتاج وتصميم الملابس، وينبغي لأصحاب طلبات الانتساب أن يكونوا ما زالوا نشطين في مجال عملهم أو أن تكون لهم "تجربة متميزة" في القطاع.

ويجب أن يحظى الراغبون في الانتساب برعاية اثنين من أعضاء الأكاديمية هم من الفئة عينها، ويمكن الاستغناء عن هذا الشرط في حال كان مقدم الطلب من الفائزين بجوائز أوسكار أو من المرشحين لها.

وينظر في طلبات الانتساب مرة واحدة في السنة من قبل مجلس الإدارة الذي يبت في مسألة الانضمام إلى هذه الأكاديمية النخبوية.

وكان الأعضاء فيما مضى يتمتعون بحق التصويت مدى الحياة، لكن اعتبارا من عام 2016، حصرت هذه الصلاحيات بمدة 10 سنوات قابلة للتجديد، في مسعى إلى تفادي أن يشارك في التصويت أعضاء انحسر نشاطهم في القطاع.

ويمنح حق التصويت مدى الحياة بعد تجديد هذه الصلاحيات 3 مرات وينال الأعضاء غير النشطين في مجالاتهم لقبا فخريا لا يخولهم التصويت.

من هم أعضاء الأكاديمية؟

لا تعمم الأكاديمية مبدئيا قائمة الأعضاء المخولين بالتصويت، لكن لا مانع في أن يكشف الأعضاء عن تأديتهم هذه المهمة.

وبعد الجدل الذي استعر في 2015 و2016 حول نقص التنوع في أوساط الأكاديمية، تعهدت الأخيرة مضاعفة عدد النساء والأعضاء المنتمين إلى أقليات في صفوفها بحلول 2020 لتصبح أكثر شمولية.

وللمرّة الأولى في يونيو/حزيران الماضي، كشفت الأكاديمية عن أسماء كل الأشخاص المدعوين للانتساب إليها والمقدر عددهم بـ928.

كيف يتم اختيار المرشحين؟

يختار الأعضاء في كل فئة من الفئات الـ17 المرشحين في مجالات اختصاصهم، ففئة التمثيل وهي الأوسع نطاقا في الأكاديمية تنتقي المرشحين في فئات التمثيل وهكذا دواليك.

ويختار المرشحون لجوائز معينة، مثل أفضل فيلم بلغة أجنبية أو أفضل فيلم تحريك، ضمن لجان خاصة

أما بالنسبة إلى أفضل فيلم فيصوت كل الأعضاء على المرشحين في هذه الفئة.

كيف يتم اختيار الفائزين؟

يتمّ اختيار الفائزين من قبل كل الأعضاء الذين يتمتعون بحق التصويت، لكن فيما يخص جائزة أفضل فيلم الأكثر أهمية، يتم منذ عام 2009 اعتماد اقتراع بالصوت التفضيلي تصنف بموجبه الأفلام من الأكثر أفضلية إلى الأقل أفضلية، وفي حال حصد الفيلم أكثر من 50% من الأصوات يفوز تلقائيا بالجائزة.

وفي حال تعذر بلوغ هذه النسبة من الأصوات، تلجأ شركة "برايس ووتر هاوس كوبرز" إلى نظام يفوز بموجبه العمل الذي يحظى بأكبر نسبة من الإجماع في أوساط أعضاء الأكاديمية.

ويقوم هذا النظام باستبعاد الأفلام التي حصدت أدنى نسبة من الأصوات وإعادة توزيع هذه الأصوات على الأعمال المتبقية، إلى أن يحصل فيلم ما على أكثر من 50% من الأصوات.

وقال ريك روبرتسون الذي تولّى الإدارة التشغيلية للأكاديمية سنة 2009 وقت تغيير نظام التصويت: "تقضي الفكرة بعكس رغبات أكبر عدد من المصوتين".

بوابة العين الإماراتية في

20.02.2019

 
 
 
 
 

«الكتاب الأخضر».. الجماهيرية أم صناعة الفيلم سبب النجاح؟

رحاب جودة خليفة

بعض الأعمال الفنية يكتب لها النجاح الجماهيرى قبل أن تعرض وأخرى تنتظر مصيرها. فوجود ممثل وسيم مثل «برادلى كوبر» ونجمة ذات شعبية مثل «ليدى جاجا» فى فيلم «مولد نجمة» رغم القصة المكررة والخالية من الأبعاد العميقة، هو أحد العوامل الأكيدة لجذب الجمهور ودفع النقاد نحوه. بينما يظهر فيلم مثل «الكتاب الأخضر» بنجوم أقل شهرة لكنه يفتح النار مجددا على قضية ، ينتظر التقدير الحقيقي، ومن هنا تظهر المفاجأة مع كل خطوة يتقدم بها نحو عقلية المشاهد.

تدور قصة الفيلم، المستوحى من أحداث حقيقية للمخرج بيتر فاريللى، حول تونى ليب (فيجو مورتينسن)، حارس إيطالى أمريكى يتم استئجاره عام 1962 ليعمل سائقًا لصالح د. دون شيرلى (ماهرشالا على)، وهو واحد من أرقى عازفى موسيقى الجاز فى العالم، حيث يأخذه فى جولة بين معالم جنوب أمريكا. ولأن دون شيرلى من أصل إفريقى أمريكي، فقد اعتمد خلال رحلتهما على ما يسمى بـ «الكتاب الأخضر للسائق الزنجي» ليرشدهما إلى الفنادق الصغيرة، والمطاعم ومحطات الوقود التى يستطيع رجل أسود دخولها دون مشاكل، لتتمكن الرحلة من فتح أعين كل رجل منهما على عالم الرجل الآخر، بل وتوجيه بصيرتهما للعالم الذى يعيشان به. ويطرح الفيلم قصة بمزيج اجتماعى درامى وكوميدى ليبرز المفاهيم المغلوطة حول السود فى أمريكا من خلال السائق الذى بدأ رحلته كرجل أبيض متعصب وانتهت بمراجعة أفكاره عن الفروقات بين الأعراق.

الفيلم أنتج عام 2018 وسرعان ما تكشف التقدير الحقيقى لمحتواه، فقد أقر المجلس الوطنى لنقاد السينما فى الولايات المتحدة بأنه أفضل فيلم على الإطلاق هذا العام. وحاز جائزة أفضل فيلم روائى طويل بناء على ترشيحات جمهور مهرجان تورنتو السينمائى فى دورته الـ 43 وتعد جائزة «الجمهور» الأولى والأكبر للمهرجان بعد أن يتم التصويت على ثلاث مراحل وتحسم نتيجة التصويت للفيلم الفائز فى المرحلة الثالثة.

وغالبا ما تنال الأفلام الحائزة هذه الجائزة الكثير من جوائز الأوسكار فيما بعد. وكان فوز «الكتاب الأخضر» مفاجأة، إذ كانت الآراء تتجه لاختيار فيلم «مولد نجمة»، المرشح بدوره بقوة لجائزة أوسكار أحسن فيلم فى 2019، ثم جاء «الكتاب الأخضر» ليحطم كل التوقعات وبهزم الفيلم الذى صنع بصفة خاصة من أجل الحشد الجماهيري.

وعلى العكس مما يمكن توقعه، لا يستند السيناريو لعمل أدبى أو أصل سابق تناول القصة، بل كتبه مباشرة للشاشة نيك فاليلونيا، ابن بطل الحكاية ذى الأصل الإيطالي، والذى كتب السيناريو بمشاركة المخرج فاريللى والممثل بريان كورى الذى يظهر فى الفيلم فى دور صغير. بالتأكيد هو فيلم آخر عن العنصرية فى الستينيات لكنه يعكس عمق القصة المستوحاة من الواقع، وتطور الشخصيات وتشابهها مع أحداث فى وقتنا الحاضر.

وبالفعل نجح فى حشد الجماهير والتقدير ولكن ليس من خلال عناصر الجذب التجارية والمبالغة فى الأداء وزيادة المشاهد الدرامية ولكن من خلال مستوى تناول الموضوع وتنفيذ الفيلم.

ومن خلاله، يستكمل بالتالى «ماهرشالا على»، الممثل المسلم الذى مازال لم يصنف نجما، مشوار الدفاع عن قضية ما فى أفلامه بعد حصوله على جائزة الأوسكار العام قبل الماضى عن فيلم «ضوء القمر»، وكذلك فيجو مورتينسن كأحسن ممثل فى دور رئيسى لما تميز به كل منهما فى مباراة الأداء التى جمعت بين الهدوء والسلاسة وخفة ظل واضحة من خلال عبارات تعلق فى الذهن، وسيناريو مكتوب على الطريقة الكلاسيكية.

بمعنى آخر، فإن المشاهد سرعان ما ينساق مع تسلسل الأحداث الذى يأخذه بهدوء كأنه فى جلسة علاج نفسى ليعود فيقدم له الحل بكل بساطة حتى بعد الوصول لنهاية متوقعة. ومن هنا فإن أحداث الفيلم كانت بمثابة درس فى صناعة الفيلم من قصة محكمة البناء.

ونحو المسار نفسه تستكمل أيضا الدول العربية مسيرتها نحو التميز بين أفلام السينما العالمية، لترشح أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة المخرجة اللبنانية نادين لبكى ذات التاريخ الحافل بالإنجازات الفنية عن فيلمها «كفرناحوم» لجائزة الأوسكار» عن فئة «أفضل فيلم أجنبي» فى حفلها المقرر فى 24 فبراير الحالى لتكون بذلك أول لبنانية ترشح للجائزة المرموقة. ويتناول الفيلم قصة طفل فى الثانية عشرة من عمره يثور على أهله لأنهم جاءوا به إلى هذا العالم، بينما هم لا يستطيعون رعايته، بسبب ظروف المعيشة الصعبة.

ورغم قصة الفيلم المثيرة للجدل فإنه رشح للسعفة الذهبية فى «كان» ثم رشح مجددًا كأفضل فيلم أجنبى فى الجولدن جلوب.

ويشاركها فى التميز المخرج السورى طلال ديركى الذى نال ترشيحا لأوسكار أفضل فيلم وثائقى عن فيلمه «عن الآباء والأبناء»، وهو الفيلم العربى الوحيد فى هذه الفئة. واستغرق العمل على الفيلم نحو عامين ونصف العام وتطلب من المخرج طلال ديركى القيام بـ6 رحلات إلى سوريا، كى يجد أحداثا مثيرة تستحق التسجيل، ويتناول الفيلم قصة «طلال» الذى يعود إلى موطنه سوريا كى يكسب ثقة عائلة متشددة دينيًا ويشاركهم تفاصيل حياتهم اليومية لمدة طويلة مركزًا على الأطفال الذين يحلم والدهم بتأسيس خلافة إسلامية لكنه يربى أولاده على ثقافة العنف والقتال.

الأهرام اليومي في

20.02.2019

 
 
 
 
 

النسخة 91 من "أوسكار" ليست الأولى..

5 حفلات توزيع جوائز نظمت دون مقدم

كتب: نورهان نصرالله

استقرت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة المنظمة لجوائز أوسكار، على عدم الاستعانة بمقدم رئيسي في النسخة الـ 91 من حفل توزيع الجوائز الشهير، المقام يوم 24 فبراير الجاري على مسرح "دولبي" في لوس أنجلوس، وذلك بعد اعتذار الممثل الكوميدي كيفين هارت، ولكنها لم تكن المرة الأولى التي يقدم فيها الحفل دون مضيف رئيسي.

عادة ما يقوم مضيف الأوسكار الرئيسي بتقديم مونولوج الافتتاح، فضلًا عن كونه مسؤولًا عن تقديم فواصل كوميدية، بالإضافة إلى المضيف الرئيسي، يستضيف الاحتفال مجموعة من نجوم لتقديم بعض الجوائز، كان أول حفلات الأوسكار التي تم تقديمها دون مقدم رئيسي في النسخة الـ 11 من حفل توزيع عام 1939، ثم تكرر لـ 3 مرات على التوالي في النسخ الـ 40، 41 و43 من حفل توزيع الجوائز، وللمرة الرابعة استغنت الأكاديمية عن مقدم الحفل عام 1989 في النسخة الـ 61 من حفل توزيع الجوائز، أي قبل 30 عاما من حفل هذا العام.

يذكر أن اعتذار الممثل الكوميدي كيفين هارت عن تقديم حفل توزيع الجوائز، في وقت سابق هذا العام، بعد تصريحاته السابقة التي تحفظ فيها على قضية المثلية الجنسية، وجاء من بينها: "واحدة من أكبر مخاوفي أن يصبح ابني مثليا، حينما يكبر"، وذكر "هارت"، اعتذاره فى بيان نشره عبر حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي، قائلا: "استضافتي لحفل جوائز الأوسكار كان هدفًا لي لفترة طويلة، ولكنني اعتذر حتى لا أكون مصدر إلهاء فى يوم يجب أن يحتفل به الفنانون الموهوبون، اعتذر بصدق لمجتمع المثليين عن كلماتي غير المناسبة في الماضي".

الوطن المصرية في

20.02.2019

 
 
 
 
 

فان جوخ "عند بوابة الخلود" زارع الضوء لا ينتظر الحصاد

سعد القرش

المخرج الأميركي جوليان شنابل صنع جسرا إنسانيا للدخول إلى عوالم الرسام فان جوخ.

 وداعاً يا ثيو، “سأغادر نحو الربيع”، هكذا خاطب الرسام الهولندي فينسنت فان جوخ أخاه قبل أن يخيّر وضع حد لمأساته، مأساة فنان أثقله وعيه الثاقب وروحه الحرة وعاطفته المنكسرة وموهبته التي جعلت ريشته لسانه، لكن في جملته الكئيبة تلك، تحقق للربيع، ربيع أبدي يعيشه الفنان الذي بقي خالدا كضوء الشمس الذي فتنه وقاده إلى الخروج من جسده إلى الخلود، خلود حاولت السينما مقاربته في فيلم عن الفنان

ربما رأى فينسنت فان جوخ، في صباح 27 يوليو 1890، أنه أكبر من زمن يضيق بخياله، وأنه كثيرٌ على جيل وعصر، فالمجايلة والمعاصرة كلتاهما حجاب.

هل قدّر أن الطريق إلى الخلود، وصنع أسطورته، يبدأ برصاصة يصوّبها إلى صدره؟ الشاب الكهل ابن السابعة والثلاثين راهن على القادم، ولم يفقد الثقة بعبقريته، وقد جرّب يوما أن يختبر إنسانية المحيطين به، فقطع أذنه ولم يأبه له أحد، واكتشف أن العالم منزوع الرحمة، فأراحته رصاصة طرقت جدران قلوب صلدة، وهتكت حجابيْ المجايلة والمعاصرة، فافتضح نفاق العالم، وأُعفي ثيو فان جوخ من عبء الإنفاق، والإشفاق، على أخ يعجز عن بيع أي لوحة من إنتاجه الغزير البائر، لعيْب في ذائقة عمومية معطوبة عطِلت عن إدراك قيمة رسام سبق زمنه، واحتمل معاناة كان يقارنها بآلام المسيح.

جسر الخلود

انطلاقا من رهانه على الخلود اعتبر الفنان أعماله استحقاقا لأجيال قادمة، بعد إدراكه للفجوة بين رؤاه وما يريده الآخرون

الحساسية التشكيلية للمخرج الأميركي جوليان شنابل مدّت جسرا بين فان جوخ ومشاهدي فيلمه “على بوابة الأبدية”، وهو العنوان الذي اختاره مهرجان القاهرة السينمائي الأخير لفيلم “At Eternity’s Gate“، فلما اتجه غربا إلى المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، وعرض في الافتتاح، أمسى العنوان “عند بوابة الخلود”، وهي الترجمة الأقرب إلى نفسي.

وفي إغراء الأفلام الجيدة بمهرجان القاهرة، كدت أزهد في مشاهدة الفيلم؛ فأي جديد سيقال عن فان جوخ؟ ومن الأفضل استثمار الوقت في فيلم آخر، وكنت مخطئا في التوقع، ودفعني شيء غامض إلى فان جوخ. وعلى الرغم من المعرفة بالنهاية، نهاية الفيلم ونهاية الفنان، ظل لديّ أمل ما طوال الفيلم في إنقاذ هذه الروح المعذبة، ومصدر تلك الأمنية هو جسر إنساني صنعه جوليان شنابل بخلفيته كفنان تشكيلي قبل عمله بالإخراج. ولم يعتمد في تشييد هذا الجسر على الميلودراما؛ بوضْع فان جوخ على منصة الشفقة والتعاطف، وإنما اصطحب المشاهدين إلى حيث يعيش فان جوخ ويرسم ويفكر في الفن، ويواجه العالم القاسي وحيدا، أعزل إلا من خياله.

ففي إجابة ذات دلالة، يرد على سؤال “ماذا ترسم؟”، قائلا “ضوء الشمس”. وقد عصمه عناده الفني وإيمانه برؤيته للفن من الاستسهال والاستجابة للرواج المؤقت وتلبية الحاجات الآنية. لم يرسم إلا ما يراه ويشعر به ويتماهى فيه، وهذا ربما سرّ لوحات كثيرة رسمها لوجهه في حالات مختلفة، فهو يهمس همسا كالصراخ “أنا لوحاتي ولوحاتي أنا. حين أرسم أتوقف عن التفكير، وأشعر أنني صرت جزءا من كل ما هو خارج ذاتي وداخلها… وكنت أظن أن عليّ تعليم الآخرين كيف ينظرون إلى العالم. لكن، لم أعد أعتقد هذا. لم أعد أفكر سوى في علاقتي بالخلود”.

وانطلاقا من رهانه على الخلود، اعتبر تركته من الأعمال الفنية استحقاقا لأجيال قادمة، بعد أن أدرك الفجوة بين رؤاه وما يريده الآخرون. ولم يكابر ويتعالى على الذين لا يستوعبون قفزات وعيه، واكتفى بتعزية نفسه وهو ممزّق بالحيرة “ما أراه لا يراه أحد، وهذا يخيفني. أظن أنني أفقد صوابي. لذلك، أقول لنفسي: يجب أن أرى ما أراه لأجل إخوتي من البشر الذين لا يرونه. إنه امتياز. يمكنني إعطاؤهم الأمل. أحب مشاركة رؤيتي مع من لا يمكنهم رؤية ما أراه، لأن رؤيتي أقرب إلى حقيقة العالم”.

كاد القصور عن الرؤية يكون إجماعا، بداية من مدرّسة وتلاميذها مروا به وهو يرسم في الخلاء، وظنوه مجنونا. وحين أودع في مصحة نفسية، سأله محارب متقاعد “هل كل الرسامين مجانين؟”، فأجاب بثقة “الأفضل منهم فحسب”. ولكي يغادر المصحة، كان عليه الخضوع لتقييم الطبيب الذي ناقشه ولم يطمئن تماما إلى أهليته، وفي النهاية سمح لفان جوخ بالخروج، وتبرّأ إلى الله من الرسوم المحيّرة، ورآها ثمارا لهمزات الشيطان، ثم أدارها الرجل إلى الجدار؛ حتى لا يراها النزلاء.

أبجدية الطبيعة

في الفيلم البالغ 110 دقائق، أنصت فان جوخ إلى أبجدية الطبيعة، وحاور الضوء واستنبته، وأودع الزمن أعماله

كتب كل من شنابل وجان كلود كاريير ولويز كوجلبيرج سيناريو الفيلم، وقام ببطولته ويليم دافو بأداء متقن يلخص في المشاهد الأولى حيرة فان جوخ ودهشته، وفوق ذلك غربة بددها مؤقتا لقاؤه بالرسام الفرنسي بول جوجان (الممثل أوسكار إسحق)، وإن بدا أصغر سنا من فان جوخ فهذا له ما يسوّغه؛ نظرا إلى أنه أيسر حالا من الهولندي البائس الذي يستجيب إلى نصيحة جوجان بمغادرة برودة الشمال وضوئه الواهن، والذهاب إلى مدينة آرل في الجنوب الفرنسي. وهناك يتقاسم المسكن والأفكار مع جوجان، الفنان الوحيد الذي آمن بموهبة فان جوخ.

في دفء البحر المتوسط وشمسه، بدأ فان جوخ مرحلة الثراء بالإنتاج المتواصل، والولع بألوان لم يرسم بها أحد قبله، والاندماج في روح المناظر الطبيعية، وتصوير أغراضه البسيطة ومنها الحذاء، والمحتويات القليلة في غرفته المتواضعة، ووجه مدام جينو (الممثلة إيمانويل سينيه). ولم تتوقف محاوراته مع جوجان الذي يؤمن بأن الفنان يعكس المشهد الموجود داخله، فيعيد تصويره في اللوحة، وأما فان جوخ فيرى أن على الفنان تحرير المشهد من الطبيعة الصامتة إلى حيوية اللوحة.

عند بوابة الخلود” تعامل معه شنابل كفيلم روائي، معرضا عن إغراء المادة الوثائقية، ولم تكن الحوارات في فلسفة الفن عبئا على عمل لا يجعلك تسأل: أين الحقيقي والخيال في سيرة فان جوخ؟ فأنت هنا متورّط في التراجيديا، وتلاحق الكاميرا اللاهثة وراء الهوس بالفن، وجحود الحياة، وبذخ الطبيعة على فنان ينتزع الموسيقى من علاقات عناصر تبدو ساكنة.

في الفيلم البالغ 110 دقائق، أنصت فان جوخ إلى أبجدية الطبيعة، وحاور الضوء واستنبته، وأودع الزمن أعماله، بعد أن تأكد له أن موهبته سيكتشفها أناس لم يولدوا بعد، “في الحياة ينبغي أن نزرع، أما الحصاد ففي مكان آخر”، وفي أزمنة أخرى.

روائي مصري

العرب اللندنية في

20.02.2019

 
 
 
 
 

«غرين بوك».. صرخة في وجه العنصرية

لأفلام الطريق، نكهة خاصة، تعيشها كلما توغلت أكثر في تفاصيل القصة، وكذلك هو فيلم «غرين بوك» (Green Book) للمخرج والسيناريست الأمريكي بيتر فاريلي، والذي يعيدنا فيه نحو فترة الستينيات، لنمضي معه في رحلة نحو الجنوب الأمريكي، في وقت يمكن «وصفه» بالعصيب آنذاك، حيث كانت نيران «العنصرية» لا تزال مشتعلة في تربة المجتمع، ورغم ما تميز به الفيلم من هدوء «نسبي» في أحداثه، إلا أنه يمكن اعتباره بمثابة صرخة قاسية في وجه العنصرية.

حكاية الفيلم أصيلة، وتدور حول جولة حقيقية قام بها عازف البيانو د. دون شيرلي (الممثل ماهرشالا علي)، وحارسه توني ليب (فيغو مورتينسون)، الذي عمل آنذاك سائقاً وحارساً له عام 1962، في الجنوب الأمريكي العميق، ولأن دون شيرلي من أصل أفريقي أمريكي، فقد اعتمد خلال رحلتهما على كتاب «النيغر الأخضر» ليرشدهما إلى الفنادق الصغيرة، والمطاعم ومحطات الوقود.

نظرة

الفيلم صيغ بقالب درامي وكوميدي في الوقت نفسه، تطرق إلى موضوع «العنصرية» التي كانت سائدة آنذاك في أمريكا، ويتيح لنا فرصة رؤية العالم آنذاك، من خلال متابعتنا لكل من شيرلي وليب، والاختلاف الثقافي والفكري بينهما، إلى جانب توجهات كل واحد منهما، فعازف البيانو، موسيقي مثقف يقف في وجه المجتمع العنصري الذي لا يحترمه إلا حين يكون مستعداً للعزف، بينما يعامله في بقية الظروف بشكل سيئ وموجع، لكونه أسود البشرة، بينما يظهر الحارس ليب بصورة مختلفة تماماً، فقد تربى وسط بيئة مغايرة تماماً، لذا نرى فيه شيئاً من الشهامة، ولكن يظل الأهم أن طبيعة الرحلة تكشف لنا الوجه الحقيقي لكل منهما، وميزاته وما يمتلكه من أشياء جميلة ونظرة خاصة للحياة.

روّاد

«فيغو مورتينسون» نجح في الفيلم بتوظيف مهاراته الكوميدية، مقابل الصرامة التي تميزت بها ملامح ماهرشالا علي، وهو ما خدم قصة الفيلم بشكل كبير، ولعل أهمية الفيلم تكمن في طبيعة الحبكة التي يقدمها، علماً بأن بيتر فاريلي وشقيقه بوبي، من رواد صناعة الأفلام الكوميدية، وتعد هذه هي المرة الأولى التي يخرج فيها بيتر فاريلي عن نطاقه المعهود، ليقدم عملاً استحق أن يوصف بأنه «الأفضل في 2018».

البيان الإماراتية في

20.02.2019

 
 
 
 
 

توقعات إضاءات لجوائز الأوسكار 2019

حسام فهمي

تتجه أنظار الجماهير العربية فجر الاثنين الموافق 25 فبراير، بتوقيت القاهرة، لمتابعة فعاليات حفل توزيع جوائز الأوسكار رقم 91، والذي يتم من خلاله تتويج أبرز الأعمال السينمائية على مستوى العالم خلال العام الفائت.

تنبع أهمية جوائز الأوسكار التاريخية من قدرتها على توفير غطاء إعلامي وتسويقي هائل للإنتاجات السينمائية في هوليوود، مركز الإنتاج السينمائي الأكبر في العالم، ورغم أن الجوائز تتم حصرًا عن طريق تصويت أعضاء أكاديمية علوم وفنون الصور المتحركة، والذي يتجاوز عددهم 7000 عضو بقليل، فإن التنبؤات والتوقعات تشغل بال كل محبي السينما في العالم، بحيث أصبح موسم الأوسكار هو الموسم السنوي لمشاهدة أفضل أفلام العام، لأعضاء الأكاديمية والمشاهدين العاديين جنبًا إلى جنب.

في الطريق إلى الأوسكار تتبعنا معكم مسيرة أبرز المرشحين، وبناء عليه نقدم لكم اليوم توقعاتنا لحفل جوائز الأوسكار لعام 2019، عام الصواب السياسي والتنوع العرقي.

أفضل فيلم: هل تؤدي كل الطرق إلى «روما»؟

في منافسة أفضل فيلم نتوقع فوز فيلم «Roma» المكسيكي للمخرج الفونسو كوارون بالجائزة الكبرى.

فوز «روما» سيدخله التاريخ من أبواب عدة، أولها، لكونه الفيلم الأول غير الناطق بالإنجليزية الذي يفوز بهذه الجائزة في تاريخ الأوسكار. السبق الآخر أيضًا أنه سيكون فيلم نيتفلكس الأول القادر على انتزاع الجائزة الكبرى.

فوز «روما» متوقع بعد فوزه، مؤخرًا، بجائزة البافتا البريطانية كأفضل فيلم، بالإضافة لفوزه بجائزة أفضل فيلم في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي والذي شهد عرضه الأول مطلع شهر سبتمبر من العام الماضي.

سينحاز فوز «روما» للقيمة الفنية، كما سيوفر أيضًا قيمة تاريخية لحفل الأوسكار رقم 91، والذي يشهد دخول مجموعة كبيرة من الأعضاء الجدد للأكاديمية، حيث يتشكل غالبية هذه المجموعة الجديدة من صناع سينما غير أمريكيين. كما يحقق الفيلم أيضًا شرط التنوع العرقي، وذلك ببطولة نسائية لسيدة من السكان الأصليين.

أما منافس «روما» الأقرب فسيكون بلا شك فيلم «Green Book» الفائز بجائزة الجولدن جلوب في فئة أفضل فيلم كوميدي أو موسيقي.

أفضل ممثل: رامي مالك

في فئة أفضل ممثل تبدو الجائزة قريبة للغاية من الأمريكي المصري رامي مالك عن تجسيده للمغني الأسطوري فريدي ميركوري في فيلم «Bohemian Rhapsody». قام رامي وصناع الفيلم رفقة أستوديوهات فوكس، بواحدة من أقوى حملات الحشد والدعاية في الشهور التي فصلت بين عرض الفيلم وموعد الحفل.

فاز رامي عن استحقاق بجائزة الجولدن جلوب لأفضل ممثل في فيلم درامي، كما فاز، مؤخرًا، أيضًا بجائزة البافتا، وجائزة نقابة الممثلين SAG. من بعيد يبدو المنافس الوحيد لرامي مالك هو الممثل البريطاني كريستيان بيل في تجسيده نائب الرئيس الأمريكي الأسبق ديك تشيني في فيلم vice .

أفضل ممثلة: جلين كلوز

قبيل حفل الجولدن جلوب لم تكن جلين كلوز بين المرشحين بقوة على هذه الجائزة، كانت الأنظار تتجه لليدي جاجا ودورها في فيلم «A Star Is Born»، وأوليفيا كولمان ودورها في فيلم «The Favourite».

الآن وبعد فوزها المفاجئ في الجولدن جلوب، نتوقع أن تفوز جلين كلوز عن دورها في فيلم «The Wife» بجائزة الأوسكار في فئة أفضل ممثلة. جمعت كلوز في طريقها أيضًا جائزة نقابة الممثلين SAG.

حملة جلين كلوز الدعائية بدأت بلا شك من خلال خطابها القوي للغاية عقب فوزها بجائزة الجولدن جلوب، والذي تحدثت من خلاله عن مشوارها الطويل كفنانة وامرأة في مجتمع هوليوود. جلين كلوز هي صاحبة الرقم القياسي في الترشح لجائزة الأوسكار في فئات التمثيل دون أي تتويج، حيث ترشحت حتى الآن 7 مرات.

أفضل مخرج: ألفونسو كوارون

بكل تأكيد، هذا هو عام المخرج المكسيكي ألفونسو كوارون الذي نتوقع فوزه ليس فقط بجائزة الإخراج، ولكن أيضًا بجائزة التصوير السينمائي عن فيلمه «Roma».

هذا الفيلم المستوحى من ذكريات كوراون الشخصية عن طفولته في ضاحية روما في مكسيكو سيتي، قد نجح في حصد الجوائز منذ عرضه الأول وحتى اليوم، ومن بين هذه الجوائز حصد كوارون جائزتي الإخراج والتصوير السينمائي في حفل جوائز البافتا، وجائزة الإخراج في حفل جوائز الجولدن جلوب.

تتابعات كوارون الطويلة في فيلم تمت صناعته بالكامل بالأبيض والأسود حازت إعجاب كل من شاهد الفيلم تقريبًا، ليصنع كوارون المعادلة الصعبة بفيلم بسيط للغاية ومبهر بصريًا في نفس الوقت.

الجدير بالذكر، أن كوارون هو أول مكسيكي بل وأول لاتيني يفوز بجائزة الأوسكار في فئة الإخراج، وذلك حينما حصدها في عام 2013 عن فيلمه السابق «Gravity».

أفضل سيناريو أصلي: كتاب أخضر

نتوقع أن تذهب الجائزة لفيلم «Green Book» الذي شارك في تأليفه مخرج العمل بيتر فاريللي والكاتب براين كوري، بالإضافة لنيك فالليلونجا، الابن الحقيقي لبطل القصة الحقيقية التي يدور حولها الفيلم. قصة توني ليب السائق الأبيض والحارس الشخصي لعازف البيانو الأمريكي الأسود دون شيرلي، والجولة التي قاما بها في الجنوب الأمريكي في الستينيات، بكل ما فيه من فصل وتمييز عرقي.

يبدو المنافس الوحيد للكتاب الأخضر هو سيناريو فيلم The Favourite لديبورا ديفز وتوني ماكنمارا عن قصة اعتلاء الملكة آن للعرش، وهو السيناريو الأول الذي يخرجه يورجوس لانثيموس دون أن يقوم بكتابته.

فاز Green Book بجائزة الجولدن جلوب فيما فاز The Favourite بجائزة البافتا.

أفضل سيناريو مقتبس: هل يمكنك أبدًا أن تسامحني؟

هنا نتوقع أن تحدث المفاجأة بفوز سيناريو فيلم «Can You Ever Forgive Me»، وخصوصًا بعد فوزه بجائزة نقابة الكتاب WGA. الفيلم مقتبس عن مذكرات الكاتبة لي إسرائيل، ورحلتها الحقيقية لاستكمال الكتابة بشكل مختلف ومخادع، بعد معاناتها من الفشل نتيجة تغير ذائقة الجمهور.

المنافس الأقرب هنا أيضًا هو «Blackklansman» لسبايك لي، عن المذكرات الحقيقية للشرطي المتخفي الأسود رون ستالورث الذي نجح في اختراق جماعة بيضاء متعصبة عرقيًا. الجدير بالذكر أن سبايك لي قد فاز هذا العام بجائزة البافتا في هذه الفئة.

أفضل فيلم أجنبي: روما والحرب الباردة

الأمر الغريب هنا هو توقع فوز أي فيلم آخر سوى «Roma» الذي يبدو في طريق مفروش بالورود لحصد الجائزة. لكن لا يفوتنا أيضًا الإشارة إلى المنافس الأكبر لفيلم «روما» فنيًا ليس فقط على مستوى هذه الجائزة، ولكن على مستوى العام بأكمله، وهو فيلم «Cold War» للمخرج البولندي بافل بافليكوفيسكي.

وربما لولا وجود روما لذهب التصويت بسهولة في اتجاه شريط بافليكوفيسكي السينمائي بالأبيض والأسود عن قصة حب في زمن تمزق أوروبا بين المعسكرين الغربي والشرقي.

لا يفوتنا هنا أيضًا الإشارة إلى الفيلم اللبناني «كفر ناحوم» للمخرجة نادين لبكي والذي يمثل الترشح الثاني على التوالي للبنان في هذه الفئة من جوائز الأوسكار.

موقع "إضاءات" في

21.02.2019

 
 
 
 
 

أوسكار 2019.. الصراعات الأعنف فى جوائز الفئات الأكثر جدلاً

بقلم: رامي المتولي

الارتباط الوثيق بين جائزتى أوسكار أفضل فيلم وافضل مخرج يجعل الحديث عن الأفلام المتنافسة ومخرجيها امر مستبعد، فمن بين الأفلام الثمانية المرشحة لنيل لقب الأفضل يتنافس مخرجيهم على لقب الأفضل مع مخرج فيلم خامس هو Cold War المرشح بدوره لنيل جائزة أفضل فيلم أجنبى وهى الفئة التي ينافسه فيها أيضًا فيلم من الأفلام الأربعة وهو Roma، أى أن الترشيحات هذا العام ربطت بين فروع أفضل: فيلم، فيلم أجنبى، مخرج.

الأفلام الثمانية هم: A Star Is Born، Black Panther، Bohemian Rhapsody، Green Book، BlacKkKlansman، Vice، The Favourite، Roma، آخر أربعة أفلام مرشح مخرجيهم لنيل لقب الأفضل سبايك لى، آدم مكاى، يورجوس لانثيموس، ألفونسو كوارون، وخامسهم بافل بافليكوفسكى بفيلمه Cold War، وبين الأخير و Roma الرابط الجامع بين أفضل فيلم ومخرج وبين أفضل فيلم أجنبى التي يتنافس عليها 3 أفلام أخرى هم كفر ناحوم، Never Look Away، Shoplifters.

ما بين الفروع الثلاثة هناك منافسة وصراع شديدين، فكل منهم يضم أفلامًا جيدة والتدخلات بينهم تزيد من صعوبة التفضيلات وحسم القرار بالنسبة لأعضاء أكاديمية علوم وفنون السينما المانحين للجوائز، فالفرصة التي حظى بها فيلم Roma بعرضه المحدود فى الولايات المتحدة قبل أن يطرح رسميًا عبر منصة نتفلكس الموزعة للفيلم مع إنتاجه المشترك بين الولايات المتحدة والمكسيك منحه أفضيلة المنافسة ضمن فئة أفضل فيلم فى حين أن أقوى منافسيه فى فئة الفيلم الأجنبي Cold War و Shoplifters لم يحظيا بنفس الفرصة على الرغم من كون ثلاثتهم لا ينطقون بالإنجليزية، الأمر الذى يعدد من فرص تفوق Roma على منافسيه فى الفئة التي تعد من الأصعب خاصة انها نتاج 89 دولة وصل منهم خمس أفلام فقط بعد  تصفيات متعددة، كونه حصد الشهرة وتسليط الأضواء عليه نتيجة وجودة كمنافس فى أهم فروع الجائزة وهى أفضل فيلم، وأفضل مخرج بالطبع أفضل فيلم اجنبى بالشكل الذى يعود بنا لحفل عام 2013 ومنافسات النسخة 85 عندما كان فيلم المخرج مايكل هنكه Amour الذى ترشح لنيل 5 جوائز منهم افضل فيلم وحصد لقب أفضل فيلم أجنبى.

بالتأكيد لن يخرج Roma  خالى الوفاض فهو على استعداد لحصد جائزة او اكثر من الفروع الرئيسية المرشح للفوز بها ضمن 10 ترشيحات، بسبب هذه الحالة الخاصة لفيلم كوارون الضغط سيزيد فى فئة أفضل فيلم أجنبى وستشتعل فى فئة أفضل فيلم خاصة مع سعى الأكاديمية لفرض توازن بين الأفلام المتنافسة بأن تسعى لنشر حالة التمثيل العرقى وباعتبار الفيلم مكسيكى تدور أحداثه فى المكسيك عن أشخاص مكسيكين ففرص فوزه ستزيد وكونه فيلم جيد الصنع لحد الإبهار سيضعه على القمة بكل تأكيد، الأمر الذى يضعه فى دائرة المنافسة الحقيقية فى فئة أفضل فيلم اجنبى وهى التي ستكون فعليًا بينه وبين Cold War وShoplifters، ستكون هذه المنافسة أشرس امام الأفلام السبعة الأخرى التي تسعى لحيازة لقب افضل فيلم عرض فى 2018.

 فمع الافتراض شبه المؤكد بخروج  Black Panther من المنافسة الفعلية على اللقب لطبيعته التي تنتمى لعالم مارفل السينمائى وعلى الرغم من كونه فيلم لبطل خارق من أصل أفريقى ويتعامل بتعالى معتاد ويسير وفق موجة تفوق العرق الأفرو- أمريكى على القوقاز- أمريكى، لكنه ناجح كفيلم شعبى تجارى خروجه من سياقه المكمل يضعفه خاصة وأن قيمته الفنية أقل بكثير من منافسيه.

فيلم برادلى كوبر الأول كمخرج A Star is Born بعيد عن المنافسة على لقب الأفضل، خاصة أن كوبر ليس مرشحًا لنيل لقب الإخراج، بخلاف أن الفيلم نسخة مقلدة من فيلم 1976 الأيقونى الذى يحمل نفس العنوان، فمحاولة برادلى لتصدير نفسه كصانع هي محاولة فاشلة لإمكانياته المتوسطة بشكل عام كممثل ومخرج مبدع، بالتأكيد هو وجه هوليوودى ناجح تجاريًا لكنه ليس بقوة الأسماء المنافسة أفلامهم، منافسته الحقيقة كانت ستكون مع Black Panther على الجائزة التي كان من المقرر أن تعتمدها الأكاديمية لهذا العام وهى أفضل فيلم شعبى  Best Popular Film وقررت تأجليها لبحث أليات وطريقة حساب الفائزين بها أكثر، وبالطبع كان فيلم Bohemian Rhapsody سيكون ثالثهم، فهذه الأفلام قيمتها الفنية متوسطة فى أفضل الحالات بها عنصر او عنصران فقط متفوقان ويبدو بشكل واضح مغازلة هذه الأفلام لشباك التذاكر لا الجوائز ووجودهم هو انعكاس لحالة كونهم أفلام مؤثرة فى مشاهديها وليست قيمتها الفنية.

حتى فيلم The Favourite ليس فى مستوى المنافسة على الرغم من اسم مخرجه الكبير وطبيعته التي تصور صراعات القصور فى مطلع القرن الـ18 وباستثناء الأداء التمثيلى وتصميم الإنتاج الفيلم من الناحية الفنية أقل من العادى مقارنة بإعمال سابقة للانثيموس، المنافسة الحقيقة واقعة فى المربع المكون من BlacKkKlansman وGreen Book (وبين كلاهما صراع خاص لقرب موضوعهم وهو العنصرية) وVice وRoma، الثالث يمثل سخرية وإدانة واضحة للحزب الجمهورى بشكل عام وبشكل فضفاض السخرية من الرئيس الحالي ترامب المنتمى لنفس الحزب والرابع عن المكسيك التي يهاجمها ترامب دائمًا بصفتها حسب رؤيته المدخل الخلفى للمخدرات والجريمة والعمالة الغير شرعية التي تضر باقتصاد الولايات المتحدة، وكالعادة فى السنوات الأخيرة ستتحول المنافسة الفنية لصراع سياسى وإجتماعى عرقى يتحكم اكثر فى الفيلم الفائز بالتمثال الذهبى الأهم لأفلام عام 2018.

مجلة هي السعودية في

21.02.2019

 
 
 
 
 

«الشرق الأوسط» أيام على الأوسكار (1): «روما» يعقّد ما كان بسيطاً

منافسة الساعات الأخيرة تكشف عن مفاجآت كبيرة

صندانس: محمد رُضـا

تراجعت أكاديمية العلوم والفنون السينمائية مانحة الأوسكار عن قرارها تغييب أربع مسابقات عن البث التلفزيوني واقتصار توزيعها على الحاضرين في القاعة. هذا العدول عن قرارها ليس إلّا نتيجة الانتقاد الإعلامي وتلويح نقابات وجمعيات الحرف السينمائية المهدّدة بعدم الظهور على شاشات التلفزيون نتيجة هذا القرار (وفي مقدّمتها «جمعية المصوّرين السينمائيين الأميركية») بالامتناع عن حضور الاحتفال.

لنعتبر أن هذه المحاولة البائسة من قِبل الأكاديمية لاختصار وقت البث التلفزيوني إذعاناً لطلب محطةABC) ) كما لو لم تكن لأنّ الأسئلة الأساسية ما زالت، وقبل خمسة أيام من إقامة الحفل الحادي والتسعين لجوائز الأوسكار، تتمحور حول من سيفوز ومن سيحرم من الفوز، علماً بأنه في عرف العديدين فإن مجرد الترشيح هو فوز وليس خسارة.

- الأفلام… الرابح الأكبر

كما ذكرنا في مقالات سابقة، فإنّ الذي يكاد يقضي على البهجة والحماس حقيقة أنّ كل الأفلام التي أُعلن عنها في ترشيحات الأوسكار وردت في ترشيحات الجوائز السنوية الأخرى المهمة مثل «بافتا» و«غولدن غلوبز». وبعضها فاز بالفعل، مثل «روما» الذي أنجز «غولدن غلوبز» أفضل فيلم أجنبي و«المفضلة» الذي فاز ببافتا أفضل فيلم.

البعض الآخر لم يفز بشيء أساسي حتى الآن، مثل «بلاك بانثر» و«مولد نجمة» و«نائب» لكنّها جميعاً، أي هذه الأفلام بالإضافة إلى «بلاكككلانسمان» و«بوهيميان رابسود» و«كتاب أخضر»، تردّدت قبل الأوسكار ما يجعل البعض يشعر بالفتور حيال احتمال فوز فيلم على آخر في هذا الحفل الأخير من بين احتفالات السينما الكبيرة.

الحقيقة هي أنّه، رغم أنّ الأوسكار يجيء بقائمة أفلام جربت حظوظها في أماكن أخرى، كمن يشتري سيارة تناوب على امتلاكها وقيادتها آخرون، إلّا أنّ المفاجآت المنحصرة في الأفلام والسينمائيين المرشحين متوفرة. على سبيل المثال، سيكون من المثير فعلاً لو مُيّز «بلاكككلانسمان» عن نظيره «مولد نجمة» أو لو فاز «كتاب أخضر» من حيث لم يتوقّع أحد خصوصاً أنه لم يفز حتى الآن إلّا بجائزة «غولدن غلوبز» كأفضل فيلم كوميدي. معظم جوائزه الأخرى حصل عليها فيغو مورتنسن (كممثل أول) وماهرشالا علي (كممثل مساند).

الأمر المحير في نطاق أوسكار أفضل فيلم ليس إذا ما فاز فيلم «كتاب أخضر» أو «بلاكككلانسمان» أو «ولادة نجمة»، بل إذا استمر «روما» في طرد الأفلام المنافسة وتنصيب نفسه الفائز الأكبر هذا العام. فهو خرج بجائزتي بافتا (الأكاديمية البريطانية للسينما والتلفزيون) وبجائزة «غولدن غلوبز» وبجائزة خاصة من «أميركان فيلم إنستتيوت» وبجائزة أفضل إخراج من «نقابة المخرجين الأميركية» وبجائزة لندن فيلم سيركل البريطانية علاوة عن نحو 60 جائزة نقدية أو من مؤسسات وجمعيات سينمائية أصغر شأناً.

البعض تساءل عن كيف يمكن لفيلم ناطق بالمكسيكية دخول الترشيحات الرسمية بمساواة أي فيلم ناطق بالإنجليزية. والجواب هو أنّ إنتاج الفيلم يخضع لشركة أميركية هي «نتفلكس»، وهذا يجيز دخوله هذه المسابقة.

وهو موجود، كما نعلم في تسع مسابقات أوسكار أخرى بينها مسابقة أفضل فيلم أجنبي.

في ذلك عدة احتمالات هي بترتيب قوّتها:

1 - فوزه بأوسكار أفضل فيلم وفوزه بأوسكار أفضل فيلم أجنبي أيضاً.

2 - فوزه بأوسكار أفضل فيلم وخسارته أوسكار أفضل فيلم أجنبي

3 - فوزه بأوسكار أفضل فيلم أجنبي وخسارته أفضل فيلم

4 - خسارته الأوسكارين معاً.

هذا الاحتمال الرّابع هو الأضعف بمسافات طويلة. بينما يتقارب الاحتمال الأول والثاني والثالث فيما بينها إلى حد كبير.

هنا قد يرغب أعضاء الأكاديمية بمنح الفرصة لأحد الأفلام الأخرى المنافسة على الأوسكار الرئيسي على أساس منح «روما» أوسكار أفضل فيلم أجنبي (وهذا هو توقعي الأول)، وربّما منحه أوسكارات أخرى في الإخراج والتصوير (وكلاهما لألفونسو كوارون) أو في عداد التمثيل (ولو أن ذلك مستبعد).

إذا ما أفرج التصويت عن نيّـة الاكتفاء بنيل «روما» أوسكار أفضل فيلم أجنبي فقط، فإنّ الأفلام الأجنبية الأخرى، بما فيها الفيلم اللبناني «كفرناحوم» طبعاً ستخرج من المولد بالذكر فقط. أمّا إذا فعلت العكس ومنحت الأوسكار لـ«روما» في المسابقة الرئيسية وحجبته عن مسابقة الأفلام الأجنبية فإنّ حظ «كفرناحوم» سيرتفع لكنّه لن يتجاوز - في تقدير هذا الناقد - حظوظ الأفلام الأخرى المتسابقة في هذا الركن.

- ترتيبان مختلفان

إذا لم يفز روما بالأوسكار الرئيسي فإنّ الاحتمالات ستغلي كحمم بركانية: لدينا «بلاكككلانسمان» لسبايك لي الذي لم يسبق له أن خاض سباق الأوسكار الرئيسي هذا ولو أنه ترشح مرتين من قبل فقط. سنة 1990 رشح في مسابقة أفضل سيناريو مكتوب خصيصاً للسينما عن فيلم «افعل الشيء الصحيح» وبعد ثماني سنوات رشح لأوسكار أفضل تسجيلي عن «4 فتيات صغيرات».

في عام 2016 نال جائزة أوسكار شرفية فقط، ما يعني أنّه في هذا العام يتطلع حثيثاً لكسر هذه القاعدة من الإهمال. وهذا ممكن جداً ليس بالنظر إلى أن BlacKkKlansman فيلم جيد (على بعض المآخذ) فقط، بل لأنّ هناك فيلمين آخرين يلعبان على الخط نفسه.

«بلاك بانثر» لرايان كوغلر، هو علاوة عن أنه فيلم جيد فنياً (وأنجح الأفلام المتسابقة تجارياً)، يتحدث عن الموضوع الأفرو - أميركي بوضوح. هو فيلم «كوميكس» و«سوبر هيرو» برسالة سياسية تتعلق بالهوية الأفريقية. وهذه الرسالة لها ملحق واضح نرى فيه حضوراً نسائياً إيجابياً وفاعلاً أكثر من حضور أي ممثلات أخريات في أفلام أكشن آخر… وكل هذا في عام اشتدت فيه ظاهرة المطالبة بالمساواة بين الجنسين.

الفيلم الآخر اللاعب على العصب نفسه هو «كتاب أخضر» الذي يلتف حول موضوع العنصرية بالطريقة التي التف بها فيلم «قيادة الآنسة دايزي» الذي نال الأوسكار قبل 30 سنة كاملة. نقاط التلاقي ملحوظة: كلاهما يتحدث عن «شوفير» خصوصي وراكب من لون بشرة أخرى. في فيلم بروس بيرسفور كان الأفرو - أميركي مورغن فريمان هو السائق وجسيكا تاندي هي الأرستقراطية البيضاء. هنا السائق أبيض (فيغو مورتنسن) والراكب الخاص هو أسود (ماهرشالا علي).

في الفيلم السابق يتبادل الاثنان المعرفة وفي هذا الفيلم أيضاً. وفي الخلفية سنة 1998 هي السنة التي لم يرشح بها سبايك لي عن فيلم «افعل الشيء الصحيح» بل تم تجاوزه في إطار أفضل فيلم ومنحه أوسكار أفضل سيناريو كما مر معنا.

«كتاب أخضر» مثل «قيادة مس دايزي» يدور حول الوضع العنصري في زمن سابق إنما بتبسيط المفاهيم وتعميمها. هذا التبسيط نجح في تلك الآونة (لكن الفيلم لم يكن الأفضل بين منافسيه وهم «مولود في الرابع من يوليو» و«جمعية الشعراء الموتى» و«قدمي اليسرى» و«حقل الأحلام»).

الأفلام الأخرى لا تتحدث اللغة ذاتها. «المفضلة» فيلم ساخر من البلاط الملكي البريطاني في قرن مضى. «مولد نجمة» غنائي - درامي - عاطفي حول صعود وهبوط أهل الفن. «نائب» هو فيلم سياسي ضد شخصية ارتاحت من عناء السياسة ولو أن السياسة الأميركية الحالية هي امتداد لها.

تبعاً لكل ما سبق، فإنّ احتمالات الفوز الأعلى وما دون تتبلور على النحو التالي:

> في المرتبة الأولى: «بلاكككلانسمان» و«روما» على رأس الحربة، وإذا كان لا بد من التدقيق فإن فيلم سبايك لي يأتي أمام فيلم ألفونسو كوارون بفارق نصف ملم.

> «المفضلة» ليس «فنجان شاي» العديد من المصوّتين، لكنّه احتمال ثالث جنباً إلى جنب «بلاك بانثر» و«كتاب أخضر».

> «مولد نجمة» خسر معظم مواجهاته السابقة والغالب أنّه سيخسرها هنا أيضاً.

> «نائب» يأتي في احتمال ضعيف.

> «بوهيميان رابسودي» لا يأتي مطلقاً إن لم يكن بسبب رداءة الفيلم الفنية (هو ناجح كضجيج تقني) فبسبب المُـثار حول التهم الموجهة إلى مخرجه برايان سينجر من حيث تعرضه الجنسي لفتيان دون السادسة عشرة.

بترتيب الأولويات على أساس أفضل فيلم من دون أي عناصر أخرى:

1 «روما»

2 «بلاك بانثر»

3 «بلاكككلانسمان»

4 «نائب»

5 «المفضلة»

6 «مولد نجمة»

7 «كتاب أخضر»

8 «بوهيميان رابسودي».

المخرج الغالب

تأثير ما سبق على مسابقة الإخراج لا يقل تشابكاً وتعقيداً ولو أن أقل سعة كون المرشحين هم خمسة فقط، أي أنّ المقترعين أجروا تصفياتهم عندما ألّـفوا هذه القائمة.

وتتألف القائمة من أربعة مخرجين لديهم أفلام في مسابقة أوسكار أفضل فيلم وهم سبايك لي عن «بلاكككلانسمان» ويورغوس لانتيموس عن «المفضلة» وأدام مكاي عن «نائب» وألفونسو كوارون عن «روما».

بذلك يكون مخرجو الأفلام الأخرى في مسابقة أفضل أوسكار وهم بيتر فاريللي «كتاب أخضر» ورايان كوغلر «بلاك بانثر» وبرادلي كوبر «مولد نجمة» وبرايان سينجر خرجوا من سباق الإخراج مسبقاً. وكلهم - باستثناء رايان كوغلر - يستحقون التغييب إذا ما أخذنا عمق عملية الإخراج فنياً ومتطلباتها. الغالب هو أن اعتبار جهد كوغلر في «بلاك بانثر» كان تنفيذاً صناعياً، لكنّه في الحقيقة لم يكن كذلك فقط.

الاسم الخامس في قائمة مرشحي أفضل إخراج هو البولندي باڤل (أو باڤيو كما تُنطلق بالبولندية) باڤيوكوڤسكي مخرج «حرب باردة» وهو الفيلم الذي له حضور في مسابقة أفضل فيلم أجنبي.

الاحتمالات هنا معقدة بسبب ألفونسو كوارون وحظوظه في السباقات الأخرى. هو ذا مستوى أجمل عملاً وتأثيراً بين الآخرين، لكنّ الاحتمال عال في أن يُتوّج اليوناني يورغوس لانتيموس، خصوصاً إذا ما خسر المواجهة الأولى (مسابقة أفضل فيلم).

بالتالي الاحتمالات الأعلى بالترتيب هي:

> ألفونسو كوارون عن «روما»

> سبايك لي عن «بلاكككلانسمان».

> يورغوس لانتيموس عن «المفضلة»

> آدم مكاي وباڤل باڤيولوڤسكي (عن «نائب» و«حرب باردة» على التوالي).

يبقى بين المسابقات الأخرى، التي ستناولها تباعاً، ما يثير التساؤل عن مصائر ترشيحات تتداخل فيما بينها كما تؤثر وتتأثر باتجاهات الاحتمالات التي وردت أعلاه.

الشرق الأوسط في

21.02.2019

 
 
 
 
 

لعنة الأوسكار.. ممثلون فشلوا بعد وصولهم إلى المجد

تحرير:حليمة الشرباصي

الحفاظ على النجاح أمر صعب للغاية في هوليوود، فالفوز بجائزة الأوسكار لا يعني أن تظل الأضواء مسلطة عليك للأبد، فالنجاح "باكدج" كامل من الاجتهاد والمثابرة والصبر

يحلم الممثلون في كل أنحاء العالم بالفوز بجوائز الأوسكار يومًا ما، لا يهم الجنسية، فالجائزة استطاعت أن تتجاوز حدود أمريكا؛ لتصبح شرفا عالميا يسعى لنيله الجميع، وفي حين ينجح البعض في الفوز بها، وتتغير حياتهم بشكل كلي ويصبحون من كبار نجوم هوليوود، يفشل آخرون في الفوز بها.. لكن الأسوأ من يفوز بها مرة واحدة ثم يختفي تمامًا عن الساحة الفنية، وهو ما يعرف بلعنة الأوسكار، وعلى مر التاريخ أصيب بهذه اللعنة فنانون كان يتوقع لهم النقاد مستقبلًا حافلًا، ليجور الزمن عليهم ويصبحوا طي النسيان؛ فمن هم هؤلاء الفنانون؟

هالي بيري

خطفت الممثلة هالي بيري الأنظار منذ ظهورها على الشاشة لأول مرة، إذ تتمتع بجاذبية لا تقاوم، وجمال فريد جعل المخرجين والمنتجين يتهافتون على التعاقد معها، وبالتالي كانت مسألة وقت أن تفوز بالأوسكار، فقد قدمت أكثر من دور جعل النقاد يضعونها نصب أعينهم ويتوقعون لها مسيرة كبيرة.

فوز "بيري" بجائزة جولدن جلوب عن فئة أفضل ممثلة بسبب دورها في الفيلم التليفزيوني Introducing Dorothy Dandridge عام 2000، ضاعف شهرتها، فاستطاعت أن تفوز بالأوسكار ثم جولدن جلوب مرة ثانية بعدها بعامين عن فيلم Monster's Ball، وتصبح بذلك أول ممثلة أمريكية من أصول إفريقية تأخذ الأوسكار.

ونجحت "بيري" في الفوز بجولدن جلوب مرتين أخريين عن فيلم Their Eyes Were Watching God، وفيلم Frankie and Alice عام 2011، إلا أنه منذ ذلك الوقت بدأت مسيرتها في الانحدار، ولم تعد تقدم أدوارا بنفس القوة، وظل فيلم Cat Woman، وMonster's Ball هما أشهر أعمالها.

راسل كرو

رغم أن بداية الممثل الأسترالي راسل كرو، لم تكن بتلك القوة، فإن مثابرته وإصراره سرعان ما أسفرا عن نجاح باهر، إذ شارك في فيلم TheInsider مع الممثل آل باتشينو، ورشح عنه للأوسكار وجولدن جلوب وإن لم يفز بهما، ومع ذلك عوضت لجنة الأوسكار هذا الخطأ في العام التالي، إذ فاز "كرو" بأوسكار أفضل ممثل عن فيلم The gladiator، الذي ظهر فيه بدور المصارع الذي يثور ضد حاكم ظالم، وبعدها شارك في فيلم Beautiful Mind، وترشح للأوسكار في الأعوام الثلاثة التالية، إلا أنه لم يفز بها.

أخذت مسيرة "كرو" منحى سيئا بعدها، إذ لم يترشح لأوسكار منذ عام 2003، وتورط في أكثر من مشكلة أساءت لسمعته، وعرف بعدم التزامه وإغراقه في شرب الكحوليات، الأمر الذي أدى لتراجع مسيرته كثيرًا.
كوبا جودينج جونيور

قدم الممثل الأمريكي كوبا جودنج جونيور دور العمر في فيلم Jerry Maguire مع الممثل توم كروز، واستطاع أن يجني عن شخصية لاعب الكرة الأمريكية، رود تيدويل، ثناء النقاد، وشعبية الجمهور، محققًا نجاحًا كبيرًا أهله للفوز بأوسكار أفضل ممثل مساعد عن نفس الدور، بعدها ارتكب "كوبا" سلسلة من الأخطاء المتتالية، نتيجة لخياراته السيئة في الأفلام، فقدم Chill Factor ، Rat Race، وSnow Dogs، وجميعها لم تحقق نجاحًا يذكر، وتركت الممثل يصارع للبقاء في هوليوود، التي أعطته ظهرها ونسيته تمامًا.
أدريان برودي

نجح أدريان برودي في الفوز بأوسكار أفضل ممثل عام 2002 عن فيلم The Pianist الذي تناول قصة انتهاكات الألمان بحق اليهود خلال الحرب العالمية الثانية، ومع نجاح "برودي" في تقمص شخصية العازف اليهودي المأخوذة عن شخصية حقيقية، ضمن لنفسه تقديرًا وسط ممثلي ومخرجي هوليوود، بعدها نجح في الفوز بعدة أدوار جيدة، حيث شارك في أفلام مثل The Darjeeling Limited، لكنه لم ينجح في الاستمرار على نفس المنوال فبدأت مسيرته في الانهيار، إذ شارك في أفلام سيئة نال عنها انتقادا كبيرا من النقاد والجمهور مثل Manhattan Night.

شير

تمكنت المغنية والممثلة شير من إقناع الجميع بأدائها في فيلم Moonstruck، الذي قامت فيه بدور البطولة مع الممثل نيكولاس كيدج، حيث لعبت دور حبيبة تقع في حب شقيق الرجل الذي ستتزوجه قريبًا، وبسبب الفيلم فازت "شير" بأوسكار أفضل ممثلة، لتثبت أنها تمتلك موهبة أكبر من الصوت القوي الجذاب، إلا أن الأوسكار لم يكن بشرى خير لـ"شير"، فمنذ فوزها بالجائزة عام 1987، لم تنجح في الفوز بأخرى أو حتى تقديم دور مقبول.

الحفاظ على النجاح أمر صعب للغاية في هوليوود، فالفوز بجائزة لا يعني أن تظل في الأضواء للأبد، فالنجاح "باكدج" كامل من الاجتهاد والمثابرة والصبر

التحرير المصرية في

21.02.2019

 
 
 
 
 

5 ترشيحات لأوسكار 2019.. "الكتاب الأخضر" شجاعة تغيير القلوب

العين الإخبارية - ماهر منصور

لا يثقل فيلم "الكتاب الأخضر" Green Book على مشاهديه بكثرة الفرضيات في العمل، ولا يبالغ أبطاله في التنظير للقضايا التي يريدون إيصالها، وإنما يأتي بحلة كوميدية ليناقش في العمق قضية إشكالية ومعاصرة، رغم أنه يروي أحداثاً تجري في عام 1962، ما يسهم في التركيز على رسائل الفيلم حول التسامح وعواقب التحيز ومشكلة القوالب النمطية في أحكامنا على الآخرين.

الفيلم يعتمد على فرضية مثيرة للاهتمام مفادها بأن رجلا أمريكيا من أصل إيطالي "توني ليب" (فيجو مورتينسون) يعمل سائقا بشكل مؤقت، إلى جانب عازف بيانو شهير أمريكي من أصول أفريقية دون شيرلي (ماهرشالا علي)، فيقود سيارته في جولة موسيقية إلى الجنوب الأمريكي، وعليه أن يلتزم بإرشادات كتاب "النيجر الأخضر" في اختيار الفنادق والمطاعم وسواها؛ لتجنب الأماكن التي يحظر على أصحاب البشرة الملونة دخولها، خشية طرد العازف وتجنب ما هو أسوأ من الطرد أحياناً.

وتثير هذه الفرضية اهتمام المشاهد عبر التناقض الصارخ بين رفيقي الدرب، توني ليب ودون شيرلي، لا سيما من ناحية السلوك والطباع، لكن المفارقة الأكبر بينهما أن توني ليب نفسه لديه موقف من أصحاب الأصول الأفريقية، في بداية الفيلم سنرى توني كيف يرمي كأسين زجاجين في سلة القمامة فقط، لأن اثنين من أصحاب البشرة الملونة شربا فيهما العصير في بيته، ما يثير اهتمام المشاهد وفضوله، مع قبول توني العمل مع العازف الأفريقي؛ لمعرفة كيف ستكون العلاقة بين الاثنين.

بالنسبة لتوني ليب، فهو يحتاج هذا العمل ليوفر المال لعائلته بعد إغلاق النادي الذي كان يعمل فيه وإرهاقه من رهانات الطعام التي يدخلها لتحصيل المال، أما دون شيرلي فهو يدرك أي متاعب قد تواجهه في جولته الموسيقية بسبب لون بشرته، وبالتالي لا يحتاج سائقاً فقط وإنما يريده حامياً في الوقت ذاته، وهو الأمر الذي يتوافر في شخصية توني من وسط من تقدم لوظيفة السائق، رغم فظاظته الواضحة وعشوائية سلوكه.

على هذا النحو تبدأ العلاقة بين الاثنين محكومة بحاجة كل واحد منهما القسرية للآخر، لكن مجريات الرحلة سرعان ما تذيب مسافة النفور بينهما، حتى تتلاشى بينهما ويصبحان صديقين، تمتد العلاقة بينهما حتى موتهما، ويبدو أن ما واجهه الاثنان في هذه الجولة من مفارقات تتعلق بالعرق تحديداً، إضافة إلى معايشتهما بعض المواقف الإنسانية معاً، والتي لم تخل أحياناً من تبادل أدوار بينهما، كانت جميعها فرصة لاكتشاف كل منهما عالم الآخر، وتعرية عيوب عالمه أيضاً، وصولاً إلى قناعة بأن حاجز لون البشرة الذي يفصل بينهما هش ووهمي غير موجود سوى في الجانب المظلم من عقولنا.

إلا أن العامل الحاسم في نقطة التحول بين الاثنين، سيكون عند اكتشاف توني ليب أن دون شيرلي يجري جولته الموسيقية هذه المحفوفة بالخطر، رغم أن باستطاعته أن يجني مالاً أكثر حيث يقيم ويسكن في شقة فخمة فوق أحد المسارح الكبرى، إذاً لا يحتاج عازف البيانو إلى شهرة أو مال ليجري جولته الموسيقية، وهذا ما يثير فضول توني لمعرفة ما الذي يجبر شيرلي على إجراء جولة في العمق الأمريكي، لم يجن منها سوى الكثير من المواقف العنصرية التي وصلت حد اضطراره ترك حفله الموسيقي والذهاب إلى الفندق ليستخدم الحمام، بعد أن رفضت إدارة الحفل السماح له بدخول الحمام الداخلي، وطلبت منه الذهاب إلى حمام خارجي مخصص لذوي البشرة الملونة.

ويُمنع شيرلي في مكان آخر من تناول الطعام في المكان المفترض أن يعزف فيه، بل ويسجن ويساء معاملته من رجل شرطة بسبب لون بشرته، بل وقبل 6 سنوات من هذا الحادثة تعرض لضرب بشدة كونه زنجياً يعزف "موسيقى الناس أبيض"، وسرعان ما سيعرف توني أن شيرلي يفعل كل ذلك متحملاً الأذى النفسي والعنف الذي يتعرض له، لقناعته بأن "العبقرية ليست كفاية، وإنما نحتاج إلى شجاعة لتغيير قلوب الناس"، وتلك هي الرسالة الأعمق للفيلم، فالتغيير الإيجابي يتطلب بالضرورة المواجهة.

تراجيديا "الكتاب الأخضر" الذي يحفل بمخزون وجداني عال، ويفيض بالحزن في كثير من الأحيان، ويقدم بالمقدار نفسه الضحك أيضاً في كوميديا تولد من نبض المفارقات الساخرة بين طبيعتي السلوك والعادات بين توني ليب ودون شيرلي، وطريقة تعبير كل منهما عن نفسه، تحفظاته وعيوبه، وأكثر ما يثير الضحك في الفيلم هو محاولة توني، العشوائي السلوك والتلقائي، استجرار شيرلي إلى مساحته التلقائية والعشوائية، رغم حرص الأخير على ممارسة سلوك مدروس ومضبوط في تفاصيل حياته اليومية.

يتقاسم النجمان فيجو مورتينسون وماهرشالا علي بطولة حكاية فيلم "الكتاب الأخضر"، ورغم أن هذا الأخير يقدم بوصفه يؤدي دورا مساعدا، فإنه ينافس مورتينسون على البطولة، ويستحق أن ينال جائزة أفضل دور مساند ضمن جوائز الأوسكار التي يعلن عنها 24 فبراير/شباط الجاري، لما يبديه من أداء يمتاز بقوة تعبيره الداخلية، حتى أن الرجل يكاد ينطق بالكثير من دون أن يتكلم.

رّشح فيلم "الكتاب الأخضر" ضمن 5 قوائم لنيل جوائز أوسكار 2019، هي أفضل فيلم، وأفضل ممثل، وأفضل ممثل مساعد، وأفضل سيناريو أصلي، وأفضل مونتاج، ومن المرجح، وفق تقييم قوائم الترشيحات في الأوسكار، أن ينال منها على الأقل جائزتي أفضل ممثل مساعد لـ"ماهر شالا علي"، وأفضل سيناريو أصلي لكل من بيتر فاريلي, نيك فاليلونجا وبراين كوري.

بوابة العين الإماراتية في

21.02.2019

 
 
 
 
 

قبل حفلها الـ91.. 73 شخصية قدمت "أوسكار".. "هوب" الأنجح

كتب: نورهان نصرالله

أيام قليلة تفصل المشاهدين حول العالم عن النسخة الـ 91، من حفل توزيع الجوائز الأشهر حول العالم "أوسكار"، والذي ينطلق يوم 24 فبراير الجاري على مسرح "دولبي" في لوس أنجلوس للمرة الأولى دون مقدم رئيسي، بعد اعتذار الممثل الكوميدي كيفين هارت، لتكون المرة الأولى منذ 30 عاما التي يقدم فيها الحفل دون مقدم.

على مدار الـ 90 عاما التي أقيم فيها حفل جوائز الأوسكار قام بتقديمها 73 شخصية، بعضهم قدمها لعدد كبير من المرات وصل إلى 12 مرة في حالة بوب هوب، ومجموعة أخرى لم تقدمه سوى مرة واحدة، حيث أن التقديم جزءا لا يتجزأ من نجاح أو فشل الحدث.

وقع اختيار مجموعة كبيرة من النقاد والعاملين في صناعة الترفيه في "هوليود" على الممثل الأمريكي الراحل بوب هوب باعتباره الأفضل في تقديم حفلات الأوسكار، حيث تمجرى وصفه بـ "ملك الأوسكار" بلا منازع، إذ استضاف 19 حفلا إما منفردا أو بالاشتراك مع مجموعة من الفنانين، حتى أنه حصل على جائزة فخرية من أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، المانحة لجوائز أوسكار في عام 1966، لخدمته في عروض الحفلات.

بينما جاءت الممثلة ووبي جولدنبرج من أبرز مقدمات الحفل، حيث أصبحت أول امرأة أمريكية من أصل إفريقي تستضيف جوائز الأوسكار، في عام 1994، لتعد السيدة الوحيدة التي قدمت 4 حفلات جوائز أوسكار.

تظل مقدمة البرامج ألين دي جينيريس من أبرز الأسماء التي اقترنت بتقديم حفل جوائز أوسكار، برغم أنها لم تقدم سوى حفلين في 2007 و2014، ولكن لحظات الأوسكار الأكثر جنونا ما زالت مرتبطة باسمها فلم تكن من النوع الكوميدي التقليدي.

ففي حفل 2014 قامت بطلب البيتزا إلى ضيوف حفل، كما كنت صاحبة الـ "سلفي" الشهير الذي ضم عددا كبيرا من نجوم هوليود ميريل ستريب، برادلي كوبر، براد بيت، أنجلينا جولي، كيفين سبيسي، جوليا روبرتس، وجرى نشرها على "تويتر" وقام أكثر من مليوني شخص بإعادة تغريدها، لتكون بذلك أكثر صورة جرت مشاركتها في تاريخ الموقع، ويعد بيلي كريستال من أفضل 5 مقدمين لجوائز الأوسكار، حيث قدم الحفل 9 مرت، ليكون الأعلى تقديما للحفلات بعد "بوب هوب".

وعلى الجانب الآخر هناك عدد من الفنانين كانوا "الأكثر فشلا" في تقديم الجوائز، كان على رأسهم النسخة الـ 83 من حفل توزيع الجوائز الذي قدماه كلا من جيمس فرانكو وآن هاثواي، عام 2011، حيث إن الكمياء بينهما لم تكن متوافقة بدرجة كبيرة، وكان الأمر مملا ومحرجا وجرى اختيارها من الحفلات الأسوأ على الإطلاق.

وشملت القائمة أيضا ديفيد ليترمان الذي قدم حفل النسخة الـ 67 عام 1995، جرى التعامل مع نكاته بصمت من قبل الجمهور، حيث تم وصفه من قبل "نيويورك تايمز" بـ "سريع الحطى في الكوارث"، وذلك بعد ما قام بإطلاق نكتته التي أطلق عليها اسم "Uma-Oprah"، عندما حاول إدخال أوما ثورمان وأوبرا وينفري إلى المسرح عن طريق الركض ذهابا وإيابا وهو يصرخ باسميهما، وشملت القائمة أيضا شيفي شايس الذي قدم الحفل الـ 60 عام 1988، وبدأ الحفل قائلا: "مساء الخير، يا مزيفو هولييود".

 

####

 

3 فنانين اعتذروا عن استلام "أوسكار" وآخرون رفضوا الحضور

كتب: نورهان نصرالله

ارتبط حفل توزيع جوائز الأوسكار على مدار تاريخه بعدد من المواقف الغريبة، ففي الوقت الذي تعتبر فيه "أوسكار" من أهم الجوائز التي يسعى الممثلون وصناع الأفلام للحصول عليها لتكليل مجهودهم، إلا أنه في حالات دون غيرها رفض الفائزون الحصول على الجائزة.

كان الكاتب دادلي نيكولز أول من رفض جائزة أوسكار في النسخة الـ 8 من حفل توزيع الجوائز عام 1936، حيث فاز بالجائزة في فئة أفضل سيناريو مقتبس عن فيلم "The Informer"، المأخوذ عن رواية بنفس العنوان للكاتب ليام أوفلاهرتي، وذلك بسبب إضراب الكاتب في هوليوود، آنذاك، وقبل "نيكولز" الجائزة بعد مرور ثلاث سنوات وتسوية النزاع .

يعتبر الممثل جورج سي سكوت من أبرز الأسماء التي لم تكتفي فقط برفض الجائزة، بل رفض مجرد الترشيح لها، حيث كان من المعروف نفوره من حفل توزيع الجوائز، حيث ترشح في النسخة الـ 34 من الحفل، عام 1962 لجائزة أفضل ممثل مساعد عن دوره في فيلم "The Hustler"، ورفض ذلك الترشيح آنذاك، وفي النسخة الـ 43 من حفل توزيع الجوائز عام 1971، فاز بجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم "Patton" الذي حصد 7 جوائز أوسكار، وأسل رسالة إلى أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، أوضح فيها إنه لا يشعر نفسه في المنافسة مع المرشحين الآخرين، قائلا: "أطلب بكل احترام سحب اسمي من قائمة المرشحين، ولا أقصد من طلبي بأي شكل الإساءة لزملائي".

بعد 3 سنوات تكرر الأمر مرة أخرى مع الممثل مارلون براندون عندما فاز بجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم "The Godfather"، في النسخة الـ 45 من حفل توزيع الجوائز عام 1973، والذي رفض فيها الجائزة لتكون واحدة من أكثر اللحظات شهرة في تاريخ الأوسكار، حيث لم يحضر لاستلام الجائزة وأرسل بدلا منه ساشين ليتلفيزر الناشطة في حقوق المدنية، وهي الأمريكيين الأصليين، والتي قامت بإلقاء خطاب فوز "براندون"، الذي رفض الجائزة احتجاجا على معاملة الهنود الحمر.

ارتدت "ليتلفيزر " فستانا تقليديا للهنود الحمر، وكان بحوزتها خطابا مكونا من 15 صفحة لتقرأه، لكن يزعم أن منتجا في البرنامج قد هدد بإزالتها واعتقالها ماديا إذا تجاوز خطابها 60 ثانية، وضعت الأكاديمية قاعدة جديدة لعدم تقديم أي خطابات نيابة عن الفائزين في المستقبل، وتمت قراءة خطاب براندو المكون من 15 صفحة بالكامل في غرفة الصحافة بعد الحدث.

منذ ذلك التاريخ لم يتم رفض أي جائزة أوسكار، رغم أن بعض المرشحين لم يحضروا الاحتفال نفسه، على سبيل المثال لم يتمكن المخرج رومان بولانسكي من حضور حفل توزيع جوائز أوسكار الـ 75، عام 2003، والذي حصل فيه على جائزة أفضل مخرج عن فيلم "The Pianist"، بعد إدانته لممارسة الجنس غير القانوني، وحصل الممثل هاريسون فورد على الجائزة نيابة عنه.

المخرج والممثل الأمريكي وودي آلان لا يحضر حفل توزيع جوائز أوسكار، حتى في النسخة الـ 50 من حفل توزيع الجوائز عندما حصد فيلمه "Annie Hall" على وأفضل مخرج، ولكنه حضر الاحتفال في عام 2002 لتقديم أفلام تم صنعها في نيويورك لتكريم المدينة بعد هجمات 11 سبتمبر، وقال: "إن مفهوم الجوائز بأكمله سخيف. لا أستطيع الالتزام بحكم الآخرين ، لأنه إذا قبلت ذلك عندما تقول أنك تستحق جائزة ، فعليك أن تقبلها عندما تقول أنك لا تستحقها. 

في عام 2016، أعلن الممثل الأمريكي ويل سميث عن مقاطعة حفل توزيع الجوائز في نسخته الـ 88، بسبب عدم ترشيحه لجائزة عن فيلمه "Concussion"، وقرر عدم حضور الحفل تضامنا مع حملة "Oscars So White"، على خلفية تجاهل الفنانين الأمريكيين من أصل أفريقي في الترشيحات.  

الوطن المصرية في

21.02.2019

 
 
 
 
 

Black Panther: اختلاف صنع فيلما رائعا.. وقصة ليست مثل غيرها

إسلام مجدي

ما الذي منح فيلم Black Panther تلك الهالة والميزة الكبيرة ليتواجد ضمن الأفلام المرشحة للفوز بجوائز الأكاديمية؟ وإن كانت المؤثرات هي العامل الوحيد، فلماذا لا يتواجد Aquaman ضمن الترشيحات بدوره؟

الكثير من التساؤلات من ضمنها حتى أن الأكاديمية تحاول مصالحة الممثلين سمر البشرة وكذلك الرد على كل من انتقدهم بهذا الشأن ومحاولة للدفاع عن هوليوود.

عادة أفلام الأبطال الخارقين والنوع الذي يتم إما نقله أو استلهامه أو محاولة تطويره لينقل عبر شاشة السينما يخضع لحكم مسبق، إما لمقارنة مع ثلاثية نولان الرائعة والتي قدمت شكلا مثاليا سواء لتلك النوعية أو حتى كل ما أنتجته DC Comics.

تتمتع شركة Marvell بعقلية ممتازة للغاية فيما يخص انتاجها السينمائي دائما ما تمنح شخصياتها قصصا وأبعادا وتتوسع خلال الفيلم الواحد والسلسلة بشكل كامل ما يمنح المشاهد راحة تجعله أقل انتقادا لها حتى لو أنه لا يفضل هذه النوعية إضافة لخلق أجواء مناسبة لكل شخصية يتم بناءها من الصفر.

فيلم Black Panther لم يكن أقل جمالا وحالة وتقديم وأحداث مما سبق مثل Captain America وAvengers وغيرها.

الفيلم يبدأ مع المشاهد من الصفر مشهد لن يفهمه جيدا سوى بعد مرور ما يقارب من ساعة من أحداثه، ثم يطلب منك بسلاسة أن تكون فهمت أن الملك قد قتل في فيلم آخر منفصل ظهر خلاله تتشالا والملك تتشاكا وقتل الأخير خلال أحداث Captain America: Civil War.

الآن نحن في رحلة داخل أجمل المدن في القصص المصورة هي واكاندا، لكن الإبداع الحقيقي كان حينما تمكن المخرج ريان كوجلر من تقديم صور فنية رائعة.

البداية الدائمة من الماضي معظم أحداث الفيلم ستخبر نفسك أنك شاهدته أو قرأت هذه القصة من قبل لكنك لا تستطيع الابتعاد عنها ستستمر في المتابعة لمعرفة ما سيحدث تاليا.

المشاهد من مدينة أوكلاند معظم أحداث الفيلم كانت أشبه بهمزة وصل ما بين أحداث مدينة واكاندا والعالم الخارجي الأمر الذي انتهى بنا المطاف إليه بأنها فعليا أصبحت كذلك.

وبعيدا عن أوكلاند كانت نظرة عن قرب من أمة لديها تقدما تكنولوجيا يتخطى الخيال وفي نفس الوقت تعيش في منطقة معزولة يعتبرها العالم بدائية ثم طريقة الحكم والطقوس والمعارك سواء الفردية أو الجماعية كل شيء صمم لكي يكون مثاليا ودقيقا يحرص من خلاله المخرج على الذوق العام ألا تمل وأن تكون سعيدا بما شاهدت.

لفترة طويلة ظلت أفلام الأبطال الخارقين تقليدية ببطل أبيض ينقذ العالم من الدمار، لكن بكل تأكيد تتشالا كان مختلفا للغاية، الجمع بين صفة البطولة والتهور أحيانا وحكمة الملوك، هناك سوبر مان وثور وكابتن أمريكا وغيرهم لكن لا شك أن تقديم بلاك بانثر كان مختلفا للغاية أكثر اختلافا وقيمة عما سبق ليظل فريدا من نوعه.

طاقم العمل بدء من تشادويك بوسمان ومايكل جوردان وفورست وايتكر وأنجيلا باسيت وغيرهم جميعا قدموا أداء متميزا ضمن الإطار الذي خلقه كوجلر.

الأمر ليس منوطا ببطل خارق يطير لينقذ الطائرة لكن بشخص وحيد يدخل في خلاف سياسي ثم معركة ضخمة وحاسمة والعديد من اللحظات العاطفية وحتى الكوميدية هناك خلطة متكاملة من عناصر مختلفة ساهمت في هذا النجاح أكثر من كونه فيلما لبطل خارق.

بداية الفيلم ساندنا كوجلر لكي ننظر عن كثب إلى شخصية تتشالا، الأمير غير المكترث الذي يعيش في مدينة مثالية، ثم يتم اغتيال والده، لنرى جانبا إنسانيا لمعظم الشخصيات في الفيلم، هناك دائما جانب أكثر من البطل مفتول العضلات الذي يمتلك رمحا أو يطير ليسدد اللكمات هنا وهناك، لذا في كثير من الأحيان لا تشعر وكأنك تشاهد فيلما لبطل خارق، لكن هناك ملك يعيش صراعا كبيرا على العرش، لكن عليه أن يخوض نزاعا داميا باليد للحفاظ عليه.

طيلة الفيلم ستستمر واكاندا في الحفاظ على هيبتها أمام المشاهد كمدينة رائعة ومثالية، حتى يعرفنا بدوره على خصم تتشالا، وهو كليمونجر، المرتزق الذي اعتاد قلب الحكومات وهو يسرق قطعة حربية تخص واكاندا ومصنوعة من معدن الفايبرانيوم.

بعض مشاهد إطلاق النيران بجانب مطاردة سيارات تم تصويرها في كوريا الجنوبية، وصولا إلى الكثير من استعمال الأدوات التكنولوجية، لم نر الكثير من المؤثرات كما يجب أو كما اعتقد المشاهد أنه سيرى، بل على العكس كانت في إطار الأحداث، عكس ما حدث في فيلم Aquaman مثلا وليس حصرا ما حول الأخير لفيلم رائع في المؤثرات لكنه متوسط للغاية في الأداء والقصة.

طريقة تصاعد الأحداث في الفيلم كانت متميزة للغاية، كل في إطاره الصحيح دون تسارع أو أن يشعر المشاهد بأن هناك شيء ما خاطيء، بل على العكس خط سير الأحداث وصولا للنهاية كان أكثر من ممتاز مقارنة بأفلام الأبطال الخارقين التي ظهرت في الفترة الأخيرة.

الفيلم سمح للمشاهد أن يحدد الفارق بين تتشالا وإريك ومعرفة ما سيفعله كل منهما إن تسلم مقاليد الحكم، الثاني تأثر كثيرا بالظلم الواقع على أبناء جنسه ممن هم سمر البشرة أو حتى من واكاندا نفسه وقرر شن الحرب وغزو العالم، في حين أن الأول من الممكن وصف فكره بأنه إصلاحي نوعا ما.

مقارنة بفيلم أكوامان، فهذا الفيلم قدم المؤثرات لخدمة أحداثه وقصته ودعمها، لا لإبهار المشاهد فيكفي بناء الشخصيات والأحداث لفعل ذلك، لذا إن كان البناء قويا فلن تخشى عليه كثيرا وتحاول أن تغطيه بالمؤثرات، ناهيك عن قوة وقدرات الممثلين التي ظهرت على مدار الأحداث ونجاح كوجلر في نقل كل شيء أراد نقله تقريبا دون قص ولصق.

كان من الممكن أن يصبح هذا الفيلم مجرد فيلم بطل خارق آخر، ممتع وجيد تشاهده وتكون سعيدا بعض الشيء ثم تنسى الكثير من التفاصيل به، لكن ديان كوجلر والممثلين كانوا حريصين كل الحرص على أن يكون أكثر من ذلك، الأمر ليست رحلة مضحكة أو صارمة، لكن هناك تعبيرات ونبرات وطريقة النظر وغيرها من التفاصيل التي اهتم بها جميع من في هذا العمل لكي يخرج بشكله النهائي الذي حاز على إعجاب الكثيرين بجانب وجوده في هذه المنزلة حاليا.

لديهم تاريخهم وقصصهم والفيلم لم يبخل قط في معلوماته أو طريقته في قص القصة، والآن قام بوضع بذرته الكبيرة لكي يتمكن من حصد المزيد من النجاح لكل تلك الشخصيات في المستقبل، إيقاع قوي حتى قد يساهم في تسويق القصص نفسها مستقبلا، كان هناك Hancock وBlade كلاهما لم يحظ بالنجاح الذي حققه هذا الفيلم، واحد من أقوى أفلام الأبطال الخارقين ونجاح كبير لمارفيل في الصناعة الخاصة بها، حتى أن طريقة التحية في واكاندا أصبحت شائعة نوعا ما، هل يمكنه تحقيق نجاحا أكبر خلال حفل الأكاديمية؟ لم لا؟

موقع "في الفن" في

21.02.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2019)