كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

فيلم Can You Ever Forgive Me? في مواجهة الحقيقة..

المزورة لي إسرائيل التي حولت جرائمها لعمل ناجح

أمل مجدي

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

(أوسكار 2019)

   
 
 
 
 
 
 

تسيطر الأفلام المأخوذة عن شخصيات حقيقية على ترشيحات أوسكار 2019، خاصة بعدما أثبتت هذه النوعية من الأفلام قدرتها على حصد أصوات أعضاء أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة في الدورات الماضية.

من بين هذه الأعمال السينمائية، فيلم ?Can You Ever Forgive Me للمخرجة مارييل هيلر، المرشح لـ3 جوائز أوسكار هي أفضل ممثلة لميليسا مكارثي، وأفضل ممثل مساعد لريتشارد جرانت، وأفضل سيناريو مقتبس.

الفيلم يركز على كاتبة السير الذاتية، لي إسرائيل، التي تعرقلت مسيرتها المهنية بعد إصدار عدة كتب ناجحة. فلجأت إلى تقليد وسرقة الوثائق الأدبية الثمينة وأتوجرافات المشاهير من أجل الحصول على أموال بمساعدة صديقها الوفي جاك هوك. استمرت في التربح من وراء هذا العمل لمدة عام تقريبا حتى بدأ مكتب التحقيقات الفيدرالي في تتبع خطواتها، وانتهى الأمر بمحاكمتها.

في السطور التالية، نقارن بين ما قدمته الدراما عن لي إسرائيل، والأحداث الحقيقية، معتمدين على ما جاء على Hollywood Vs. History.

بدايات لي إسرائيل

نشأت لي إسرائيل في عائلة يهودية في بروكلين وتخرجت من مدرسة ميدوود الثانوية، ثم التحقت في كلية بروكلين عام 1961 وحصلت على درجة البكالوريوس في الخطابة. كان لديها أخ واحد، يدعى إدوارد، لكن كما جاء في الفيلم، فإنها علاقتهما كانت مضطربة ولم تكن مقربة منه على الإطلاق.

فترات النجاح

في فترة ستينيات القرن الماضي، وقبل أن تصبح مزورة ، كانت لي إسرائيل كاتبة مستقلة تنشر مقالاتها عن السينما والمسرح والتليفزيون في صحف مرموقة مثل The New York Times. وقد سافرت إلى كاليفورنيا لتكتب موضوعا عن كاثرين هيبورن بعد وفاة رفيقتها سبنسر تريسي. نُشر المقال في Esquire نوفمبر 1967، واستمر عملها مع المجلات حتى عام 1970.

في عام 1972، صدر لها أول كتاب سيرة ذاتية تحت عنوان Miss Tallulah Bankhead، يركز على حياة الممثلة المسرحية والسينمائية تالولاه بانكهيد المعروفة بشخصيتها الصعبة وصوتها المزعج. أما كتابها الثاني حمل اسم Kilgallen: A Biography of Dorothy Kilgallen، وركز على مسيرة الصحفية دوروثي كيلجالن، وقد أصبح ضمن قائمة الكتب الأفضل مبيعا في The New York Times عام 1980.

بداية السقوط

تشير لي إسرائيل في مذاكراتها التي تحمل نفس اسم الفيلم ? Can You Ever Forgive Me إلى أن دار نشر ماكميلان تعاقدت معها على كتابة سيرة ذاتية عن إيستي لودر، صاحبة شركة مستحضرات تجميل شهيرة. وقد كان من المتفق عليه أن تكون سيرة ذاتية جريئة تكشف عن الجوانب المسكوت عنها في حياة لودر. وقد حاولت صاحبة شركة التجميل أن تدفع لها مقابل التخلي عن المشروع، لكنها رفضت. لذا، قررت لودر الانتقام منها وكتبت مذاكراتها بنفسها، وحرصت على نشرها خريف عام 1985، لتتزامن مع وقت طرح كتاب إسرائيل.

نتيجة لذلك، اضطرت إسرائيل للإنجاز في مرحلة إعداد الكتاب الذي صدر تحت عنوان Estée Lauder: Beyond the Magic. تعرض الكتاب لهجوم حاد من قبل النقاد، وفشل تجاريا. تقول عن الواقعة التي تعتبر بداية سقوطها: "لقد ارتكبت خطأ، بدلاً من الحصول على الكثير من المال من امرأة غنية مثل أوبرا، نشرت كتابًا سيئًا وغير مهم. وتسابقت مع الزمن لإنهائه قبل مذكرات إيستي لودر الخاصة".

تدهورت حياة لي إسرائيل على الصعيدين المهني والخاص، وأصبحت محاطة بأعباء الفواتير غير المدفوعة، وقطتها المريضة التي تحتاج لرعاية طبية، كما جاء في الفيلم. لم ترغب في الحصول على مهنة بدوام 8 ساعات، وحتى وأن حاولت، فإنها غير قادرة على مجاراة مثل هذا النظام في العمل. في الحقيقة كانت تحمل نظرات شفقة وازدراء أيضًا لهؤلاء الذين يعملون في المكاتب.

كما أنها كانت مدمنة للكحوليات، ولم تكن قادرة على التوقف عن الشرب، لدرجة أن الناس لم يرغبوا في العمل معها.

أول جريمة تزوير

تتحدث لي إسرائيل في حوار مع NPR عام 2008، عن كيفية تورطها في عالم التزوير: "لقد حدث ذلك بشكل تدريجي، مثلما يحدث في معظم الأشياء الشريرة... ذهبت إلى المكتبة وحصلت على مجموعة من الرسائل، لم يكن من المفترض أن أطلع عليها في مكان غير مؤمن جيدا". بدلا من أن تعيد لي كافة الرسائل بعد مطالعتها، قررت الاحتفاظ ببعضها وكانت تخص الممثلة والمغنية فاني برايس.

تحكي إسرائيل: "كان هناك مساحة كبيرة بيضاء في أسفل الرسالة بعد (تفضلوا بقبول فائق الاحترام)، فقررت شراء آلة كاتبة قديمة، وكتبت جملتين في المساحة البيضاء حسنت من الرسالة، ورفعت من سعرها". وقد باعت الرسالة بـ40 دولار.

جرائم متقنة

كما تضمنت أحداث الفيلم، كانت لي إسرائيل متميزة في كتابة الرسائل والوثائق المزورة. ففي الحقيقة، اشترت إسرائيل مجموعة من الآلات الكاتبة القديمة، وكانت كل واحدة مخصصة لكتابة رسائل محددة. ولكي تبدو الأوراق قديمة، ذهبت إلى المكتبات وسرقات الصفحات الموجودة في آخر الكتب والدوريات. وباعتبارها باحثة متميزة في الأساس، فقد تتبعت الرسائل التي كتبها الأشخاص المشهورين التي تزور وثائقهم، لتتعلم أساليبهم المختلفة في الكتابة لتبدو أكثر منطقية وواقعية.

يصفها أحد المحققين في مكتب التحقيقات الفيدرالي، بأنها كانت ذكية للغاية.

وصل عدد الرسائل التي زورتها إلى أكثر من 400 رسالة، لشخصيات عامة مثل دوروثي باركر ، ونويل كوارد ، إرنست همنجواي ، لويز بروكس.

لم تتربح إسرائيل كثيرا من وراء رسائلها المزورة، وعادة ما كانت تبيعها بمبلغ يتراوح من 50 إلى 100 دولار. لكن مذاكراتها عن جرائهما كانت من أكثر الكتب مبيعا.

قصة حب مختلقة وصداقة حقيقية

بالفعل كانت لي إسرائيل مثلية الجنس، لكن قصة حبها مع مالكة المكتبة، من وحي الخيال. وبالتالي، فإن "آنا" ليست مستوحاة من شخصية حقيقية. ومع ذلك، فإن هذه الشخصية في الفيلم ساعدت على إظهار الجانب الإنساني من إسرائيل.

في المقابل، فإن شخصية جاك هوك حقيقية، وقد جمعتهما صداقة قوية وساعدها في سرقة الخطابات وبيعها عندما بدأ المحققون يتتبعون خطواتها.

حياتها بعد فضح أمرها

عملت لي إسرائيل كمحررة في مجلات علمية، كما عكفت على إعداد كتابها الرابع ?Can You Ever Forgive Me.

وكتبت في مذاكراتها: "ما زالت اعتبر الرسائل أفضل إنجازاتي".

 

####

 

أوسكار 2019- خطاب من السينمائيين ينتقد جوائز الفواصل الإعلانية "المهينة"..

تارانتينو وسكورسيزي من بينهم

أمل مجدي

يبدو أن قرار أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، بتقديم أربع جوائز خلال الفواصل الإعلانية في حفل أوسكار 2019، لن يمر مرور الكرام. فبعدما عبر كثيرون من صناع السينما عن غضبهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تم الاتفاق على إرسال خطاب مفتوح للتعبير عن مدى الاستياء من هذا القرار.

وقد وقع عدد كبير من السينمائيين في هوليوود على الخطاب منهم المخرج سبايك لي والمخرج كوينتن تارانتتينو والمخرج مارتن سكورسيزي، والمخرج داميان شازيل، والمصور السينمائي روجر ديكنز، والمصور السينمائي روبيرت ريتشاردسون، والمونتير توم كروس، والمونتير وليام جولدنبرج، مطالبين الأكاديمية بالتراجع عن قرارها.

وجاء في الخطاب: "تأسست الأكاديمية عام 1927 للاعتراف ودعم التميز في الفنون السينمائية، وإلهام المبدعين، والمساعدة على خلق تواصل بين العالم من خلال وسيط الصور المتحركة العابر للقارات... لسوء الحظ، لقد انحرفنا عن هذا المهمة خلال سعينا وراء الترفيه بدلا من الاحتفاء بما لدينا من فن والأشخاص الذين يقفون ورائه".

ووصف الخطاب القرار بأنه مهين لأولئك الذين كرسوا حياتهم لمهنتهم التي اختاروها بشغف. وتابع: "عندما يتم تقليص مدة الاحتفاء بالأشخاص المسؤولين عن صناعة سينما متميزة بواسطة المؤسسة التي من المفترض أن دورها حمايتهم، فإننا إذن لم نعد متمسكين بالوعد الذي قطعته الأكاديمية للاحتفاء بالفيلم كعمل فني يقوم على العمل الجماعي".

واختتم الخطاب باقتباس عبارة الممثل سيث روجن، التي كتبها عبر Twitter: "يا لها من طريقة جميلة أن تحتفل بالإنجازات التي تحققت في صناعة الأفلام، دون تكريم علني للأشخاص المسؤولين عن تصوير الفيلم حرفيا".

جدير بالذكر أن الأكاديمية أعلنت عن هذا القرار قبل عدة أشهر، دون توضيح الفئات المقرر اختصارها خلال البث المباشر عبر شبكة ABC، لكنها قبل عدة أيام كشفت أن الفئات هي أفضل تصوير سينمائي، وأفضل مونتاج، وأفضل مكياج وتصفيف شعر، وأفضل فيلم قصير روائي. وتم التأكيد على أنها ستكون عملية دائرية، وأن الفئات المختارة للتقديم خلال الفواصل الإعلانية هذه المرة، ستحصن نفسها من ذلك لعدة سنوات وتعرض في الحفلات المقبلة بشكل طبيعي.

وجاء في البيان الصادر عن رئيس الأكاديمية جون بيلي، أنهم يحترمون كافة فئات الأوسكار، مشيرا إلى أن لحظات تسليم الجوائز الأربع ستخضع للمونتاج، وستعرض في وقت لاحق خلال الحفل

وبالرغم من الهجوم الحاد الذي تتعرض له الأكاديمية، فإنها لا تزال متمسكة بقرارها. وقد أصدرت بيانا تؤكد فيه "أنه لن يتم تقديم أي فئة بطريقة تصور المرشحين لجائزتها أو الفائز بها بأنهم أقل من باقي الفئات". ولفتت إلى أن الأخبار المضللة ومواقع التواصل الاجتماعي، أثارت غضب أعضاء الأكاديمية.

كان موقع IndieWire، ذكر أن جون بيلي، الذي يعد واحدا من أشهر المصورين السينمائيين، كان أول المتطوعين لعدم بث فئة أفصل تصوير سينمائي

يشار إلى أن المونتاج سيلعب دورا كبيرا في اختصار مدة عرض الجوائز الأربعة، فمثلا سيتم قطع لقطات المشي داخل الصالة، والاستغناء عن الخطابات المعدة مسبقا، فالهدف التركيز على الجانب العاطفي. وستكون هناك مقاطع مصورة لأسماء المرشحين، وردود فعلهم نحو الفائز، ونسخ مختصرة من الخطابات بعد التتويج بالأوسكار.

موقع "في الفن" في

14.02.2019

 
 
 
 
 

فيلم First Man- حكاية نيل آرمسترونج في مواجهة الأحداث التاريخية..

هل ترك سوار ابنته على سطح القمر؟

أمل مجدي

لم يتوقع أحد أن يكون نتاج التعاون الثاني بين المخرج داميان شازيل والممثل ريان جوسلينج بعد فيلمهما الموسيقي الشهير La La Land، فيلما مستبعدا من الفئات الرئيسية في ترشيحات أوسكار 2019.

فقد لاحق الحظ السيء فيلم First Man، بالرغم من أنه نال إشادات نقدية عندما عرض في مهرجان فينسيا السينمائي الدولي. حيث أخفق الفيلم في تحقيق إيرادات عالية في شباك التذاكر العالمي، وتعثرت خطواته في موسم الجوائز، حتى انتهى به الحال منافسا على 4 جوائز تقنية هي أفضل مؤثرات بصرية، وأفضل مونتاج صوتي، وأفضل مكساج صوتي، وأفضل تصميم إنتاج

سيناريو الفيلم يعتمد على كتاب لجيمس هانسن، يرصد الأحداث الحقيقية التي وقعت في الفترة بين 1961 و1969، حينما كلفت وكالة ناسا نيل آرمسترونج، بمهمة الهبوط على سطح القمر، والتي تعد واحدة من أخطر البعثات الفضائية في التاريخ. يخلط الفيلم بين الحياة الشخصية لآرمسترونج التي سيطر عليها الحزن بعد موت ابنته الصغيرة، وخطوات تحقيق الإنجاز العظيم.

وصف عدد من النقاد الفيلم بأنه دراما وثائقية تنجح في آسرك عاطفيا، وبالتالي بإمكاننا القول أن الفيلم التزم كثيرا بالحقائق التاريخية، لكن في الوقت نفسه هناك مجموعة من الأسئلة ربما يبحث المشاهدون عن إجابة لها. في السطور التالية، نحاول رصد الاختلافات البسيطة بين الدراما والأحداث الحقيقية، مع توضيح بعض التفاصيل التي وردت على مدار الفيلم.

شخصية كتومة

طوال أحداث الفيلم، بدى آرمسترونج شخصية تتمتع بحس بطولي عال، لكن دون لهث وراء الشهرة على الإطلاق. فهو مقدام في عمله، لكنه متحفظا في كلماته، وانطوائي

يؤكد موقع Hollywood Vs History، أن هذه كانت السمات الشخصية لآرمسترونج، فهو رجل قليل الحديث، بقي لغزا من الصعب تفسيره، حتى وفاته.

حياته الشخصية

كما جاء في الفيلم، وقع عاتق رعاية الأبناء على زوجته جانيت، وقد حاولت ألا تشتت تركيزه بمشاكل البيت. تقول في حوارها مع مجلة Life، بعدما نجح في الهبوط على سطح القمر، " حياتنا كانت مكرسة لقضية بعينها، وهي محاولة تحقيق أن تطأ قدم الإنسان سطح القمر بحلول نهاية عام 1969". 

في الوقت نفسه، كانت مستاءة من أن زوجها يكرسه نفسه لعمله فقط، ولا يفكر في أي شيء آخر، خاصة بعد وفاة ابنتهما كارين، بحسب ما جاء في كتاب جيمس هانسن.

حرص صناع الفيلم على البحث وراء تفاصيل علاقتهما، ومن بين الأمور التي تم استخدامها هي الأغنية التي كانا يحبان الرقص عليها، وتحمل اسم Lunar Rhapsody.

نظرا لأن الفيلم لم يتتبع حياة آرمسترونج بعد تحقيق الإنجاز العظيم، فإننا لم نعرف أن قصة حبهما انتهت عام 1990 بالانفصال، ثم الطلاق 1994

بعدها التقي آرمسترونج بأرملة تدعى كارول هيلد نايت، في إحدى بطولات الجولف عام 1992، وانتهى الأمر بارتباطهما. وقد تزوجها عام 1994، بعد شهرين فقط من طلاقه رسميا.

سوار ابنته

ركز الفيلم على حادثة وفاة ابنة آرمسترونج، التي كانت تعاني من سرطان في المخ. فقد حاول التغلب على مخاوفه من خسارتها أثناء المرض بكتابة تفاصيل مراحل علاجها، وبعد وفاتها صب اهتمامه على عمله، محاولا ألا يظهر حزنه أمام الناس، فيما كان يعاني وحيدا.

تشير مجلة Slate، إلى أن كارين لم تتحمل العلاج الإشعاعي، وتم نقلها إلى المنزل، وماتت بسبب التهاب رئوي بعد أشهر قليلة من تشخيصها بالسرطان، عن عمر يناهز عامين ونصف عام. لم يبالغ الفيلم في نقط تحفظ آرمسترونج حول الحديث عنها. فقد جاء في كتاب هانسن: "الأشخاص الذين يعرفون آرمسترونغ بشكل جيد، يؤكدون أنه لم يتحدث أبدا عن مرض أو وفاة ابنته. في الواقع، العديد من زملائه المقربين في العمل لم يعرفوا أنه كان لديه ابنة".

لكن هل ترك آرمسترونج سوار ابنته على سطح القمر، كما تضمنت أحداث الفيلم؟ لا توجد وثيقة تؤكد أنه فعل شيء من هذا القبيل، ومع ذلك هناك ما يسمح بحدوث مثل هذا الأمر. فرواد الفضاء يسافرون ومعهم ما يعرف بـPPK أي أشياء شخصية يفضلون أن تكون بحوزتهم، مثل متعلقات خاصة وحميمية. لكن عليهم تقديم بيان تفصيلي بكل ما يحتوي عليه الـppk. 

عندما حاول هانسن معرفة المتعلقات التي حرص آرمسترونج على اصطحابها معه، رد عليه بأنه ضيع البيان التفصيلي للمحتويات. يعلق جوش سينجر، كاتب سيناريو الفيلم، على هذا الرد، قائلا إن هذا الأمر ليس من طبيعة نيل، فهو كان منظما ويعشق تجميع الأشياء والحفاظ عليها.

الإنجاز العظيم

استمر سير آرمسترونج على القمر لمدة ساعتين وثلاثة أرباع ساعة، على الرغم من أن المدة تبدو أقصر في الفيلم. ولكن الرحلات الفضائية اللاحقة قضت فترات أطول لاستكشاف سطح القمر.

لكن هل خطوات الأقدام الشهيرة على سطح القمر تعود إلى آرمسترونج؟ يوضح موقع Hollywood Vs History، أن خطوات الأقدام التي تصاحبها دوما مقولة آرمسترونج: " هذه خطوة صغيرة للإنسان، وقفزة عملاقة للبشرية"، لا تمت له بصلة. وإنما هي خطوات باز ألدرين، الذي رافقه في الرحلة

والحقيقة أن صور آرمسترونج على سطح القمر قليلة للغاية، وذلك لأنه كان هو من يحمل الكاميرا أغلب الوقت لتصوير ما يحدث. وقد ألقى البعض باللوم على ألدرين، لأنه لم يحرص على التقاط صور له.

موقع "في الفن" في

15.02.2019

 
 
 
 
 

ترشيحات "سيزار 2019": قضايا الراهن

باريس - ندى الأزهري

في 22 فبراير/ شباط 2019، تُعلن النتائج النهائية لجوائز "أكاديمية فنون السينما وتقنياتها"، المعروفة باسم "سيزار"، والممنوحة لأفضل الأفلام الفرنسية المعروضة عام 2018. الجائزة الأكثر تميّزًا في السينما الفرنسية تمنح، في نسختها الـ44 تلك، 22 تمثالاً، أبرزها في فئات أفضل فيلم وإخراج وسيناريو ومونتاج وتمثيل وموسيقى وتصوير وديكور، إلخ. هناك أيضًا جوائز للوثائقي والقصير، ولأفلام التحريك، ولأفضل فيلم أجنبي. أما الترشيحات، فأعلنت في 23 يناير/ كانون الثاني الفائت، واحتلّت فيها 7 أفلام أهم التوقّعات، وتواجدت في فئتي أفضل فيلم وأفضل إخراج. 

برز غنى السينما الفرنسية، في العام الفائت، في أفلام ذات مواضيع متنوعة وأساليب متجدّدة. ظهرت الكوميديا الفرنسية بأسلوب مختلف في "الحوض الكبير" لجيل لولوش و"طلقاء" لبيار سلفادوري، وعولجت مواضيع اجتماعية، كالعنف الزوجي وتبنّي الأطفال، بأسلوب متميّز، بعيدًا عن التقليدية، في فيلمي "إلى الآخر" لكزافييه لوغران و"طفل بالتبنّي" لجان هِيرّي. في "الإخوة سيسترز"، الناطق بالانكليزية والمنتمي إلى الـ"وسترن"، تابع جاك أوديار تميّزه الذي وضعه في مكانة خاصّة به في السينما الفرنسية (9 ترشيحات). 
في المقابل، خلت الترشيحات من مفاجآت، لا سيما فيما يتعلّق بـ"الحوض الكبير"، المرشّح لـ10 جوائز، بينها الأهم، أي أفضل فيلم وإخراج وسيناريو؛ و"إلى الآخر". استُقبل الفيلمان بحماسة شديدة من النقّاد والجمهور، وهذا نادر. عند عرضه خريف العام الماضي، اعتُبر "الحوض الكبير" (للتعبير الفرنسي معانٍ عديدة، منها الدخول في معمعة قضية ما، أو خوض تجربة صعبة)، "حَدَث" السينما الفرنسية بلا منازع، وشكّل نجاحه ظاهرة بفضل الإقبال منقطع النظير وغير المتوقّع عليه من الجمهور الفرنسي، فنال المركز الثالث في لائحة الأفلام الفرنسية الأكثر جماهيرية، مُقتربًا بهذا من أفلام الكوميدي داني بون و"لي توش 3"، وهي أفلام مضحكة يُتوقّع نجاحها قبل ظهورها. 

"الحوض الكبير" عن الصداقة والتحدّي ومحاربة الإحباط، عبر تجربة 7 رجال مُصابين بالانكسار والاكتئاب بسبب بطالة مفاجئة، أو حياة عائلية مفكّكة، أو إفلاس مباغت. يجتمعون في فريق للرقص المائي، وهو رقص تعبيري مخصّص عادة للنساء. ذات يوم، يقرّرون المشاركة في مسابقة دولية، بمساعدة مدرّبتين اثنتين. تحدٍّ أعطى لحياتهم الخاوية معنى، لخّصه لولوش بـ"ماذا ستفعل بحياتك إذا صوّبت أهدافك كلّها على اللون الأحمر، فيربح الأسود؟". يحيل الفيلم إلى حالة المجتمع اليوم، ومعاناة الفرنسيين بطالة ووضعًا معيشيًا يائسًا يعيشه كثيرون. مع هذا، يحمل لهم أملاً، وهذا ما أحبّه الفرنسيون، واعتبروه نسمة منعشة في زمن صعب. كما أنه اعتمد على ممثلين كانوا سببًا أساسيًا لنجاحه، وظهروا فيه كما لم يظهروا أبدًا، لا سيما جان هوغ أنغلاد وغيّوم كاني وفيليب كاترين. 

إلى ذلك، ورغم استناده إلى قصّة اجتماعية تتناول العنف العائلي، فإنّ سرّ نجاح "إلى الآخر" للوغران كامنٌ في عدم تركيزه على هذا، بل على الشخصيات وسلوكها الظاهر، ثم المفاجئ تمامًا، ما منح الفيلم بُعدًا إضافيًا وعمقًا تجاوز بكثير ظاهرة العنف. فيلم رائع، عن العلاقة الزوجية والروابط بين الآباء والأبناء بكل ما تحمله من تعقيدات وتناقضات بين حب وكراهية، وحنان وعنف، وشدّ وجذب. كما أن أحد أسباب نجاحه متمثّلٌ في أداء ممثليه، خصوصًا دوني مِنوشي، الذي أدّى دور الزوج بشكل باهر، وهو أحد المرشّحين في فئة أفضل ممثل، إلى جانب ليا دروكر، المرشّحة في فئة أفضل ممثلة. 

في اللائحة نفسها، يبرز الفيلم البوليسي الهزلي "طلقاء" لبيار سلفادوري (9 ترشيحات)، الذي استقبله النقّاد بحفاوة كبيرة تجاوزت حماسة الجمهور الفرنسي لأسلوبه المبتَكَر في الطرافة، والمعتمد على مواقف ساخرة ولامعقولة أحيانًا، مع مسحة خيالية وفانتازيا هزلية، من خلال سعي شرطية (آديل هاينل، المرشّحة في فئة أفضل ممثلة) إلى تطبيق العدالة على مسجونٍ ظُلمًا بسبب فساد زوجها الشرطي. أسلوب الفيلم، غير المطروق في الكوميديا البوليسية الفرنسية، أضاف سحرًا ومتعة. 

أما "طفل للتبنّي" لهِيرّي (7 ترشيجات)، فيتناول نظام التبنّي في فرنسا، وتدخّل الهيئات الاجتماعية في اعتماد العائلة المناسبة لأطفال يتخلّى آباؤهم عنهم. فبرسمه معاناة الآباء المنتظِرين، يُعاين الفيلم التعقيدات الادارية لتبنّي الأطفال في فرنسا؛ لكنه لا يقتصر على ذلك، إذْ يعاين حياة أشخاص مهتمّين بأطفال متروكين، على مستوى المتخلّين عنهم ومُستْقبِلينهم، مرورًا بالوسطاء (الإدارة). في فئتي أفضل فيلم وإخراج، هناك "الألم" لإيمانويل فينكيال، العائد إلى فرنسا الحرب العالمية الثانية، و"غِيْ" لألكس لوتز، الذي يتابع مسار مغنّي منوّعات فرنسي، في ستينيات القرن الـ20. 

في فئة أفضل فيلم أجنبي، هناك "عائلة السرقة" للياباني هيروكازو كوري ـ إيدا، الذي استقبل استقبالاً حافلاً في فرنسا، والفائز بالسعفة الذهبية في الدورة الـ71 (8 ـ 19 مايو/ أيار 2018) لمهرجان "كانّ" السينمائي، و"كفرناحوم" للّبنانية نادين لبكي، الذي أحبّه الجمهور الفرنسي أكثر من النقّاد (نال علامة 3 من النقاد، و4،5/ 5 من الجمهور، بحسب الموقع الإلكتروني الفرنسي "آلو سيني")، والفائز بجائزة لجنة التحكيم في الدورة نفسها للمهرجان نفسه؛ بالإضافة إلى "حرب باردة" للبولوني بافل بافليكوفسكي (أفضل إخراج في "كانّ" 2018)، و"فتاة" للبلجيكي لوكا دونت و"حنا" للإيطالي أندريا بالاورو. 

من الأفلام الوثائقية المُرشّحة أيضًا، هناك "أميركا" لكلاوس دربكسل، وهو فيلم مدهش، يتابع مسار تحقيق في ولاية أريزونا، أثناء التحضير للانتخابات الأميركية، و"في كل لحظة" لنيكولا فيليبير عن "بطولة" الممرضات والممرضين وإنسانيتهم. لكن الملاحظ أن "مكتوب حبي" لعبد اللطيف كشيش حصل على ترشيحٍ واحد في فئة أفضل أمل نسائي، نالته الممثلة أوفيلي بو. كما غاب عن الترشيحات "روما" للمكسيكي ألفونسو كوارون، الفائز بجوائز كثيرة، والمرشّح لـ10 جوائز "أوسكار". أما غيابه عن ترشحيات "سيزار" فعائد إلى الاكتفاء بعرضه على منصّة "نتفليكس"، وحرمان دور العرض الفرنسية منه. 

أما الفيلم الأكثر مُشاهدة في فرنسا عام 2018 (بيعت 5،6 ملايين بطاقة دخول لمشاهدته)، فلعلّه ينال جائزة الجمهور المستحدثة في "سيزار 2018". إنه الجزء الـ3 من "لي توش" لأوليفييه بارو، ضمن سلسلة سينمائية، أبطالها عائلة لي توش، وهو كوميديا مدهشة بفجاجتها. 

يُذكر أن "أكاديمية فنون السينما وتقنياتها" استحدثت هذا العام جائزة "سيزار الطلاب"، التي يمنحها 2000 طالب ثانوي لأحد الأفلام الـ7 المرشَّحة في فئة أفضل فيلم؛ وأنها ستمنح "سيزار شرفي" للممثل الأميركي روبيرت ريدفورد، مُسمِّيةً الممثلة البريطانية ("الأكثر فرنسية"، كما تُعرف في فرنسا) كريستين سكوت توماس رئيسة هذه الدورة، التي يقدّمها الممثل الفرنسي الهزلي جاد مراد، والمهداة إلى الراحل شارل أزنافور.

العربي الجديد اللندنية في

15.02.2019

 
 
 
 
 

حملات الأوسكار: الجانب المظلم للجائزة الأشهر على الإطلاق

أنيس أفندي

الأمر ﻻ يتعلق بالجائزة، ولكن بالقدرة على صنع الأفلام. عندما فزت بجائزة الأوسكار عن فيلم The Departed، بالطبع ساعدني ذلك في الحصول على تمويل لعدد من الأفلام التالية.

مارتن سكورسيزي في حواره مع جريدة Independent

جائزة الأوسكار هي الجائزة السينمائية الأكثر جاذبية على مستوى العالم، للمشاهدين والصناع على السواء. يتبارى الكثيرون من أجل هذه اللحظة التي يأتي اسمهم فيها ﻻحقًا على الجملة الشهيرة «والأوسكار تذهب إلى..»، ومن أجل تلك اللحظة وحدها يبذلون الغالي والرخيص، ليس من مواردهم فقط، ولكن من كيانهم كله.

يخفى على الكثيرين أن جائزة الأوسكار تمنح بتصويت أعضاء أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، والذين يبلغ عددهم 7 آلاف عضو. ليس هناك لجنة تحكيم متخصصة، هناك فقط 7 آلاف شخص ينتمون إلى صناعة السينما على مستوى العالم، وأصواتهم وحدها هي من تحدد إلى من تذهب الجائزة.

ولكن هل تتكفل الموهبة وحدها بإقناع أعضاء الأكاديمية بالتصويت؟

للأسف لا. فالمعادلة لا تخلو من نشاط جانبي تقوم به الأستوديوهات بشكل ممنهج كل عام قبيل موسم الجوائز فيما يعرف بحملات الأوسكار. في هذا التقرير نتعرف أكثر على طبيعة هذه الحملات ومدى تأثيرها على الجائزة السينمائية الأبرز في العالم.

ما هي حملات الأوسكار؟

تسعى كبرى الشركات والأستوديوهات بهوليوود إلى الفوز بجائزة الأوسكار، ومن أجل ذلك تشن مجموعة من الحملات مع اقتراب الموسم من كل عام. وتتضمن هذه الحملات مختلف الممارسات من الإعلانات والدعاية الإعلامية سواء على شاشة العرض التلفزيونية والفضائية، أو الملصقات الإلكترونية، أو أغلفة وصفحات أشهر الصحف والمجلات الفنية، أو حتى على اللافتات الإعلانية بشوارع لوس أنجلوس ونيويورك.

تتضمن الحملات أيضًا نشاطات جماعات الضغط والتأثير أو ما يطلق عليه «اللوبي»، والعروض الخاصة التي تعقبها مناقشات مع نجوم وصناع الفيلم، بل وأحيانًا تعتمد على إثارة بعض الحقائق التاريخية الخاصة بالمسابقة كحقيقة ندرة ترشح المخرجات النساء إلى الجائزة.

تعمد هذه الحملات إلى خلق سردية خاصة بالفيلم الذي تقوم بالترويج له، وذلك لجذب المزيد من أنظار أعضاء الأكاديمية إلى خصوصية ما قد يحملها هذا الفيلم. فعلى سبيل المثال، قام صناع فيلم «La La Land» في العديد من الحوارات الصحفية والتلفزيونية بالتركيز على قصة صعودهم في هوليوود، وكيف أن هذا الصعود جاء بقدر كبير من المعاناة، وبمقابل الكثير من التضحيات، وهي السردية التي يعتمد عليها الفيلم نفسه.

في المقابل قامت الحملة الدعائية للفيلم المنافس «Lion»، والذي يقوم الخط الرئيسي به على قصة أحد المهاجرين، بالاعتماد على أزمة المهاجرين في الولايات المتحدة الأمريكية، على خلفية التصريحات الطائشة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك لخلق سردية حقوقية مسيسة بشكل واضح.

ولكن هل حقًا تؤتي هذه الحملات ثمارها؟

سكوت فاينبرج، الخبير بمجلة The Hollywood Reporter، وأحد أعضاء الأكاديمية وبالتالي أحد المصوتين على الجائزة،قال في حديث لشبكة abc، إن «إحدى أهم الحقائق التي يجهلها الجمهور عن أعضاء الأكاديمية، أنهم أناس عاديون لهم وظائف تستهلك حيزًا كبيرًا من وقتهم، وبالتالي لا تتاح لهم الفرصة لمشاهدة كل الأفلام المرشحة، ولهذا فإن البعض يقوم بالتصويت على أفلام لم يشاهدها، وهنا تأتي أهمية الحملات الدعائية».

ما هو حجم الإنفاق على حملات الأوسكار؟

وفقا لبحث أجرته مجلة فرايتي الأمريكية، فإن تكلفة الحملة الواحدة تتراوح ما بين 3 و10 ملايين دوﻻر، وهو رقم ضخم بالتأكيد إذ إن بعض ميزانيات الأفلام متناهية الصغر قد يبلغ مليون دوﻻر واحد كما في حالة فيلم Searching من إنتاج شركة Bazelevs Company عام 2018، وهو ما يعني أن الأستوديوهات قد تنفق ميزانية 10 أفلام كاملة على حملة دعائية للفوز بجائزة أوسكار أو أكثر لأحد أفلامها.

قد تصل تكلفة الدعايا إلى 25 ألف دوﻻر للإعلان الخارجي (Outdoor)، و70 ألف دوﻻر للإعلان بحجم صفحة كاملة في مجلة فرايتي. يأتي بعد ذلك السفر والجولات الدعائية في لوس أنجلوس ونيويورك وغيرها من المدن العالمية، والتي تعتبر ثاني أكبر مصارف الحملات الدعائية للأستوديوهات في موسم الجوائز بعد الإعلانات التلفزيونية.

هل هناك مبرر منطقي لإنفاق كل هذه الأموال؟

وفقا لإيرا كالب، أستاذ التسويق بجامعة جنوب كاليفورنيا (U.S.C)، فإن الفيلم المرشح للأوسكار تزيد إيراداته في شباك التذاكر بمقدار 12.7 مليون دوﻻر على الأقل. بالطبع هذا رقم تقديري قابل للزيادة والنقصان، لكن الأكيد أن إيرادات الأستوديوهات تزيد بنسبة أكبر من ذلك بشكل مباشر وغير مباشر، فكيف هذا؟

غني عن البيان أن الأفلام المرشحة لجائزة الأوسكار تحظى باهتمام مضاعف من قبل الجمهور، وبناء عليه فإن الفيلم الذي يحمل ملصقه الدعائي شارة الأوسكار ستزيد إيراداته بشكل كبير، ليس فقط من خلال شباك التذاكر، ولكن أيضًا بزيادة مبيعات النسخ المنزلية والإلكترونية ما بعد العرض السينمائي. ففي مصر قد يتاح لعشاق السينما تحميل النسخ المقرصنة من الأفلام إذ لا توجد هنا أي مسئولية جنائية مترتبة على هذا الانتهاك، لكن في الولايات المتحدة الأمريكية والغرب عمومًا فالأمر مختلف، فعليك أن تقتني نسختك الخاصة من الفيلم بشكل شرعي، وإذا كنت بصدد شراء نسخة بلوراي من أحد الأفلام، ستجد هناك على أحد الرفوف وبشكل بارز مجموعة الأفلام التي يحمل ملصقها شارة حامل السيف الشهير بالأوسكار.

وبالعودة إلى اقتباس سكورسيزي الذي صدرنا به المقال، فإن الفوز بالأوسكار يكفل للأستوديوهات فرصة أكبر في الترويج لأعمالهم المستقبلية، فما كانت الأستوديوهات لتتعاقد مع سكورسيزي – وهو من هو- على أكثر من فيلم دفعة واحدة إﻻ لإدراكها لحجم وتأثير فوزه بهذه الجائزة على توجهات المشاهدين مستقبلًا.

ما هو موقف الأكاديمية من هذه الممارسات؟

في يونيو 2016، أصدرت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، المانحة لجائزة الأوسكار، مجموعة من اللوائح الجديدة والخاصة بالحملات الدعائية، أهمها تلك الخاصة بمنع الشركات والأستوديوهات من التواصل المباشر مع المصوتين بعد الإعلان عن الترشيحات النهائية، وذلك لضمان النزاهة وإتاحة فرصة أكبر للأفلام المستقلة متواضعة الميزانية.

حاولت الأكاديمية أيضًا وضع قيود على حجم الإنفاق على مثل تلك الحملات، لكن يبدو أنه من الصعب إلزام الأستوديوهات بهذا المبدأ بشكل قانوني في دولة يقوم نظامها القانوني على الحرية الفردية، لذلك يبقى الأمر رهينًا بتوجهات الشركات والأستوديوهات الكبرى، كما أن هذه اللوائح لا تخلو من الثغرات التي يمكن النفاذ منها.

فعلى سبيل المثال، تمنع تلك اللوائح التواصل المباشر مع الأستوديوهات الكبرى وبين المصوتين من أعضاء الأكاديمية، غير أن الأستوديوهات تسعى إلى توجيه حملاتها إلى الجمهور بشكل عام، وإن صادف أن تقاطع المصوتون مع هؤلاء الجماهير فلا جرم في ذلك.

تضمنت الحملة الدعائية للنجم ليوناردو دي كابريو الذي فاز بالجائزة قبل 3 أعوام، لقاءه مع بابا الفاتيكان. بالطبع هذا الحدث لم يكن موجهًا للمصوتين، ولكنه بالتأكيد سيترك أثره عليهم، بل إن الأمر تجاوز ذلك إلى ظهور دي كابريو في المنتدى الاقتصادي العالمي إبان موسم الجوائز.

المناقشات المباشرة مع المصوتين لها أهميتها أيضًا، وهي ما يطلق عليها «Face Time» أي مقابلة النجوم وجهًا لوجه، فأغلب أعضاء الأكاديمية شأنهم شأن الجماهير، يتوقون إلى لقاء نجوم الأوسكار، والحديث معهم وجهًا لوجه، وربما التقاط بعض صور السيلفي.

تسعى الأستوديوهات إلى تنظيم الحفلات والعروض الخاصة بكثافة لتوفير مثل هذه المقابلات، والفرصة لمناقشة نجوم وصناع الأفلام المرشحة، مثل حفل الغداء السنوي لمرشحي الأوسكار، أو حتى إرسال نجوم أفلامهم إلى المهرجانات المحلية الصغرى مثل مهرجان Santa Barbara السنوي، والتي يتسنى لهم من خلالها مقابلة المصوتين.

أما أبرز استراتيجيات الحملات الدعائية المألوفة لدى الجماهير، هي لقاءات البرامج التلفزيونية والتوك شو، والتي يتم ترتيبها بكثافة فائقة في أوقات متفرقة من اليوم، برامج صباحية ومسائية متأخرة، في برامج مثل SNL، وJimmy Kimmel Live، وThe Ellen DeGeneres Show، وغيرها من البرامج ذائعة الصيت، وواسعة الانتشار.

هل تكفي الموهبة وحدها للفوز بالأوسكار؟

في حديثه لشبكة abc، يقول سكوت فاينبرج، إن «الأمر لا يتوقف على الأداء الجيد وحده، ولا على الحملة الدعائية وحدها، وإنما هو مزيج من الاثنين. فإن قدم ممثل أداء مبهرًا في فيلم ما، لا يكفيه ذلك دون حملة دعائية تلفت الانتباه إلى الفيلم».

بالرغم من وجاهة طرح فاينبرج، فإن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، إذ ﻻ تخلو تلك الحملات من الممارسات غير الأخلاقية وذلك فيما يعرف بـ«حملات التهامس»، والتي تعتمد على إثارة الشائعات بين أعضاء الأكاديمية بشأن مرشح ما للتأثير على فرصه في الفوز بالجائزة.

أشهر الأمثلة على ذلك الحملة على الممثل كيسي أفليك قبل عامين والتي تمحورت حول اتهامات مسبقة له بالتحرش الجنسي، وهي الحملة التي شنتها بعض الأستوديوهات ووكلاء الممثلين المنافسين له. غير أن أفليك تجاوز حملة الهمس ووصل إلى الجائزة.

وفقًا لمجلة فرايتي، تنفق الأستوديوهات عشرات الآلاف من الدوﻻرات على الاستشاريين والخبراء الكبار مثل Cynthia Swartz، وKaren Fried، وLisa Taback، لإطلاق حملات التهامس، كما أن هذه الأرقام تتضاعف بوصول الأفلام إلى القائمة القصيرة للترشيحات، ثم إلى الترشيحات النهائية، وبالطبع مع الفوز بأي من التماثيل الذهبية الشهيرة. كما أن هؤلاء المستشارين يزودون الأستوديوهات بكافة البيانات التفصيلية بشأن توجهات المصوتين وآرائهم تجاه المرشحين.

عندما يتعلق الأمر بالرجل حامل السيف، فأي شيء يمكن أن يؤثر على المصوتين، وبالتالي على من تؤول له الجائزة بنهاية الحفل الصاخب في عطلة نهاية الأسبوع الأخيرة من شهر فبراير. أستوديوهات هوليوود الكبرى تدرك ذلك جيدًا، وتلعب عليه، وتعرف أيضًا أن الموهبة وحدها لا تكفي للفوز بالأوسكار.

موقع "إضاءات" في

15.02.2019

 
 
 
 
 

بعد الغضب الهوليوودي... جوائز "أوسكار" كلها ستبث على الهواء

واشنطن ــ العربي الجديد

أعلنت "أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة" المسؤولة عن منح جوائز "أوسكار"، أمس الجمعة، عن تراجعها عن قرارها تقديم جوائز أربع فئات خلال فقرات إعلانية، في الحفل الذي سيقام في 24 فبراير/ شباط الحالي.

وقالت الأكاديمية في بيان إنها "استجابت لردود الفعل" من أعضاء في الأكاديمية، وإن جميع جوائز الأكاديمية وعددها 24 "ستقدم من دون تغيير في شكلها التقليدي".

وكانت مجموعة من أبرز العاملين في القطاع السينمائي وجهت رسالة مفتوحة إلى "أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية"، مطالبة إياها بالتراجع عن قرارها بتوزيع جوائز 4 فئات خلال فترة الإعلانات.

ووقع الرسالة مخرجون بارزون ومرشحون للفوز بجائزة "أوسكار" وفائزون سابقون، بينهم سبايك لي ومارتن سكورسيزي وكوينتين تارانتينو وإيمانويل لوبيسكي وتوم كروز وروجر ديكنز.

واعتبر السينمائيون قرار الأكاديمية "مهيناً للأشخاص الذين كرسوا حياتهم وشغفهم في سبيل هذه المهنة"، وطالبوها بالتراجع عنه.

وكانت الأكاديمية قد أعلنت، يوم الإثنين الماضي، عن قرارها بتوزيع جوائز "أوسكار" عن الفئات الأربع: "سينماتوغرافية" و"المونتاج" و"الأفلام القصيرة"، و"شعر وماكياج"، خلال فترة الإعلانات، على أن تُبث خطابات الفائزين على الهواء.

العربي الجديد اللندنية في

16.02.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2019)