كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

قراءة في بعض جوائز الدورة 40 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي

عن بشر تعساء وثوار أقوياء وضحايا العنصرية

صفاء الليثي

القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الأربعون

   
 
 
 
 
 
 

قراءة في بعض جوائز الدورة 40 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي

عن بشر تعساء وثوار أقوياء وضحايا العنصرية

صفاء الليثي

أول جائزة أعلنت كانت من صندوق الأمم المتحدة للشباب من لجنة مكونة من السيدة ساندرا  دي كاسترو مؤسسة ورئيسة مؤسسة " ستوري أكشن"  ل  آي سي  التي تعمل على تطوير السيناريوهات المرتبطة  بالتوعية والرسائل الموجهة.  قدمت ماستر كلاس بمهرجان القاهرة عن عملها هذا مرشحة من الأمم المتحدة  و العضو الثاني باللجنة داليا ابو سنة مسئولة ال ( يوان اف بي) كمندوبة لمنظمة الأمم المتحدة للسكان والعضو الثالث المخرج هاني خليفة مرشحا من  وزارة  الشباب والرياضة. وفاز بها فيلم "ورد مسموم"

ثم توالت الجوائز كانت مفاجأة سارة حصول " ورد مسموم" على الجائزة الثانية ، جائزة لجنة التحكيم الخاصة من لجنة آفاق السينما العربية واللجنة مكونة من صاحب يوم الدين " أبو بكر شوقي " والممثلة التونسية عائشة بن أحمد ،والمنتج الفلسطيني محمد قبلاوي. أما المفاجأة الكبرى فكانت جائزة مستحدثة في الدورة الأربعين وهي جائزة أفضل فيلم غربي في جميع الأقسام ، بلغت 12 فيلما تكونت اللجنة من الناقد الألماني كلاوس إدر، والمخرجة المصرية أيتن أمين، والمنتج التونسي نديم شيخ روحه ،وفاز بها " ورد مسموم " ليؤكد حقيقة أن هناك أفلاما تلمع في المهرجانات دون أن تكون موضع ترحيب من جموع المشاهدين. شهد العرض الأول للفيلم في المسرح الصغير لدار الأوبرا حضور امتلأت بهم القاعة ولم يستطع كثيرون غيرهم حضوره لنفاذ التذاكر. وكذا العرض الذي تلاه في سينما كريم. يعرض الفيلم بزاوية للجمهور العام وتشير الدلائل إلى إقبال كبير نظرا لما حققه من جوائز . فهل كانت جوائز مستحقة؟

لو اقتصرت الجوائز على جائزة صندوق الأمم المتحدة للشباب لقيل إنه فاز لتوجهه الإنساني، ولكن فوزه بجائزة أفضل فيلم عربي من لجنة يرأسها مخرج كبير ومع عضوين من صناع السينما، وتتويجه بثالثة من لجنة مغايرة نصبح أمام عمل يجمع بين قوة الموضوع وعظمة الفن المتمثلة في صورة تعكس أشد حالات الفقر بجمال فني، تغلب درجات اللون الأزرق النيلي على الصورة، الصورة الرطبة بمياه المدابغ مختلطة بالمجاري. لبشر بائسين، كادحين، وكلبهم أشد بؤسا يشرب من مياه سامة تختلط بها القذارة مع المواد الكيماوية . صور أحمد فوزي فيلمه في منطقة المدابع بالقاهرة حيث صور فيها عمله التسجيلي الهام جلد حي، في جلد حي كا أبطاله من الشباب المراهق، استمع إلى قصصهم عن الحياة والحب، وصحبهم في نزهاتهم بالملاهي، أطفال على عتبة الشباب يكدحون ولكنهم يمرحون ويحلمون. حصد جلد حي كثيرا من الجوائز، ولم يقدم المخرج عملا بعده إذ استمر لخمس سنوات في التحضير لفيلم الروائي الأول، تحضيرات في الكتابة والبحث عن تمويل بعيدا عن شروط السوق. في المدابغ زرع قصة " ورود مسمومة لصقر" للكاتب أحمد الشطي أقرب أن تكون قصة طويلة منها إلى رواية. قام أحمد فوزي صالح بخيانة الرواية المقسمة إلى أربعة أجزاء ، كل جزء يرويه أحد أبطالها، رواية أصوات متعددة، استخدم فيها الكاتب جملا قصيرة ، شديدة الإيجاز. اكتفى المخرج بتناول شخصية الأخت تحية عبد الواحد وأخيها صقر عبد الواحد، غير من ملامحهم العامة، ليزرعهم في البيئة التي يعرفها ، المدابغ ، وحول كابوس يطارد صقر في منامه عن الورد المسموم الذي يضعه الرجل الغريب في طريقه كما كتب في الرواية إلى الورد من البيئة أيضا تجمعة تحية من المقابر لتحوله إلى مادة للسحر لتمنع أخيها من تركها والتحليق بعيدا. احتفظ صالح بروح رواية الشطي وصاغ فيلمه بعيدا عن الرواية وبعيدا أيضا عن عمله التسجيلي " جلد حي " الذي يوثق لعمال المدابغ من الصبيان. فوز "ورد مسموم" بثلاث جوائز مرة واحدة في دورة هامة وفارقة من مهرجان القاهرة يوازيه فوز فيلم " ليلة الاثنى عشر عاما " من أورجواي بالهرم الذهبي، أرفع جوائز المهرجان وجائزة نقاد الفيبريسي، ولو لم يتم إلغاء جائزة الجمهور لحصل أيضا وبجدارة على جائزة الجمهور الذي صفق طويلا في عروض الفيلم الثلاثة الأولى بالمسرح الكبير والثانية في إعادة العرض بسينما كريم والثالثة بعد فوزه بمركز الإبداع. في كل عرض كان الرجال والنساء يبكون بحرقة في أكثر من مشهد بالفيلم، ومع ذلك فالفيلم ليس كئيبا بل يشع بروح ثورية وبرومانسية الثوار وكأن المخرج المؤلف واحد من هؤلاء أو كأن أحد الأبطال والده الشرعي.

يصدر المخرج ألفارو ريخنر بمعلومات واضحة مكتوبة على الشاشة ، حركة توبامارو الثورية تمت هزيمتها، الناجون في السجون ، تسعة منهم تم نقلهم سريا بواسطة الحكومة العسكرية، وهذه قصة ثلاثة منهم.  يضعنا المخرج على طريق فهمنا لما سنشاهده. اختار المخرج الثلاثة وصاغ السيناريو اعتمادا على مذكراتهم، روسكوف الكاتب، بينتا السياسي الذي سيصبح وزيرا للدفاع ، وموخيكا الذي سيصبح رئيس جمهورية الأورجواي، بعد هزيمة الدكتاتورية وعودة الديمقراطية. يحفل الفيلم بقصص فرعية تخص كل بطل من الثلاثة ، كل قصة تحفل بجمال إنساني يتواصل معه كل مشاهد فنخرج بعد المشاهدة كما كنا نفعل ونحن صغار حين يذكر  كل واحد منا مشهدا أثر فيه ، يعطي ظهره للشارع ويقابل أصدقائه ويحكي ويقاطع ثاني وثالث. الإجماع  الذي استقبل به الفيلم فسره البعض بالشوق إلى الحرية والديمقراطية، وفسره آخرون بنجاح المخرج في التقاط لحظات إنسانية تمس مشاعرنا جميعا ، وأنحاز للرأيي الثاني فالفيلم يمتلأ بقصص شديدة الرومانسية واحدة منها بطلها ضابط في أحد السجون استعان بالكاتب ليكتي له خطابات إلى حبيبته، ستصبح زوجته وستسأله أين الخطابات التي كنت تكتبها لي في فترة الخطوبة فقد أخذ الثوار بعيدا على طريقة السلطات في نقلهم من مكان إلى آخر كل فترة حتى لا يتصل بهم أحد.

حقق المخرج حالة من التوحد بين المشاهدين المصريين على اختلاف مشاربهم وبين أبطاله، الموهوبين الأذكياء، والممتلئين بقدرة على التسامح مع أعدائهم، فلم نشاهد واحد منهم يعض على نواجزه ولا يتمنى الموت لعدوه إلا بشكل استثنائي حين طفح بموخيكا الكيل وصرخ طالبا قصرية أحضرتها له أمه ، مع مربى ومشروب يحبه، استولى عليه ضابط السجن وجنوده، يصرخ من نافذة السجن على المحتفلين يشوش على خطابهم الكاذب، أعطوني قصريتي. حين يبلغ أمرهم للصليب الأحمر ينقلون إلى سجن أكثر إنسانية به حوض مياه ومرحاض فيحول موخيكا قصرية التبرز إلى قصرية للزرع وحين يخرج تكون زرعته وقد أزهرت معه محتضنا أمه التي قوته وصرخت عليه " المهزوم فقط هو من يكف عن القتال" .

" اثني عشر عاما كلها ليل " أو لدقة الترجمة " ليلة طولها 12 سنة" فيلم كبير لا تغني الكتابة عنه عن مشاهدته أتمنى أن يوزع على نطاق واسع وتشاهده الجماهير في دور السينما في كل ربوع مصر.

أسعدني الحظ وأدرت ندوة مع مخرج فيلم " مانتا راي " فوفينج أرونفينج ، شابا في حدود الأربعين هاديء قدم فيلمه عن اضهاد مسلمي الروهنجا بشكل فني بعيد عن المباشرة والصراخ، جعل بطله أخرس لا يتكلم ليعبر عن أن صوته غير مسموع ولا يسمع شكواه أحد. خلق علاقة إنسانية بين الصيد البوذي المكلف خلاف لخدمته على مركب للصيد، بدفن القتى الذي يلقي بهم البحر، أو ترديهم رصاصات بعض المتعصبين في تايلاند. مع ضحية وجده بين الحياة والموت فأنقذه وحممه وقام على رعايته، في صمت يؤدي المصاب صلاة المسلمين ومنها فقط نعرف أنه مسلم، فلم يتكلم ولم نعرف حتى اسمه. الصياد له قصة عن زوجة هجرته لرجل آخر يرويها للأخرس وكأنه ارتاح إليه، وحين تعود بعد هجران العشيق لا تجد الزوج وتتخذ من الأخرس رجلا تصبغ له شعره وتحممه في بحيرة، تغني له. يعود الصياد يقتل رئيسه الذي يجبره على دفن الموتى فيجد زوجته تزوجت الرجل الذي أنقذه لا ينفعل بل يستأذن في أن يقضي ليلته لأنه متعب. قيم التسامح وهذا البعد عن العنف- حيث لم نرى قتلا ولكن فقط شاهدنا آثاره، الععب بالضوء وبأحجار يبحث عنها الصياد ويحولها إلى لعبة تشبه ألعاب في الملاهي. حين سألته هل الأحجار المضيئة موجودة في البيئة قال إنها من وحي خياله. وهكذا استحق جائزة العمل الأول لقدرته كمخرج على تناول موضوع تنقله الأخبار بعيدا عن المباشرة وبتكثيف أبطاله، حين سألنه عن اختياره للبطلة قال إنه اخترها لجمال صوتها حيث طلب منها أداء أغنية دون أن تصحبها موسيقى فتسمعها كمناجاة أو كموال مصري شرقي. مخرج الفيلم حصل على الهرم الفضي جائزة أفضل مخرج مناصفة مع سيرجي لوجنتسيا مخرج فيلم "دوناباس" من لجنة التحكيم الدولية التي رأسها المخرج الكندي الكبير بيل أوجست.

ورد مسموم عن بشر مطحونين، وليلة طولها اثنى عشر عاما عن مقاومة ثوار لقهر السجانين والانتصار عليهم بموهبة وذكاء، مانتا راي يقدم صورة إنسانية على إمكانية التعايش بين المختلفين دينيا وعرقيا.

كانت هذه ثلاث نماذج من أفلام تسابقت بالقاهرة السينمائي الدولي 40 وأكدت على دور فن السينما في التعبير عن هموم البشر وأحلامهم عبر العالم .  

 

مدونة الناقدة "دنيا الفيلم" في

13.01.2019

 
 
 
 
 

مخرج فيلم “ليل خارجي” أحمد عبد الله:

هدفي كان الحضور الجماهيري وليس الحصول على جوائز

فايزة هنداوي

القاهرة – “القدس العربي”: اعتاد المخرج المصري أحمد عبد الله، منذ وجوده على الساحة السينمائية في مصر أن يقدم أفلاما ذات طبيعة خاصة، فقد كان حريصا دائما على تقديم أفلام مختلفة ومتميزة فنيا منها “هيليوبليس”، و”ميكروفون”، و”فرش وغطا”. لكن هذه الأفلام لم تكن تلاقي إقبالا جماهيريا بعكس فيلمه الأخير “ليل خارجي” الذي ينتمي أيضا لسينما مغايرة إلا أنه تمكن هذه المرة من تحقيق جماهيرية كبيرة كما نال عنه الممثل شريف الدسوقي جائزة أحسن ممثل في الدورة الأخيرة لمهرجان القاهرة رغم أنه أول أعماله السينمائية.

عن الاختلاف بين هذا الفيلم وبين أعماله السابقة وكيفية اختيار السيناريو والممثلين وعمله كمدير تصوير للفيلم ورأيه في حال السينما المصرية كان هذا الحوار:

*بداية كيف كان اختيارك لسيناريو الفيلم؟ هل حددت الفكرة ثم كتبها شريف الألفي أم أن السيناريو كان جاهزا؟

– السيناريو كان جاهزا وعندما عرضه عليّ شريف الألفي أعجبني بشدة لأنه يحمل هموما وافكارا وقضايا أنا بالفعل مهموم بها وأتمنى تقديمها من خلال أفلامي، كما أن الفيلم يمكن استقباله من كل الخلفيات الثقافية، وأنا عادة لا أتدخل في كتابة السيناريو وكل ما حدث من تغييرات كان بالاتفاق مع شريف الألفي حتى يصبح الفيلم جاهزا للتصوير.

*لماذا اخترت طريقة غير مستخدمة كثيرا في السينما وهي إتاحة فرصة الارتجال للممثلين؟

– كان اتفاقي من البداية مع شريف الألفي مؤلف الفيلم أن يقوم الممثلون بعد البروفة بتغيير صيغة بعض الجمل ولكن بما يتفق مع الأحداث والسيناريو الأصلي ليخرج العمل كنتاج لعمل تشاركي وتفاعلي بين الممثلين والنص المكتوب كي يكون نصا متحررا ومتحركا.

*ألم يكن من الصعب عليك الجمع بين مهمة الإخراج ومهمة مدير التصوير في الفيلم؟

– على العكس فأنا قررت أن أقوم بالتصوير بسبب طبيعة الفيلم وليس رغبة مني في القيام بمهام متعددة، ذلك أن معظم أحداث الفيلم تدور داخل سيارة أجرة، وإذا كنت مخرجا فقط فسيكون عليّ متابعتها بسيارة أخرى للاتصال بالممثلين والكادر المختص. وفي حال وجود توجيهات كان لابد من توقف السيارتين وأنزل من سيارتي وأذهب إليهم، مما كان سيؤثر على التدفق وطبيعة الحالة، لكن قيامي بالتصوير أتاح لي التواجد معهم في السيارة نفسها مما سهل العمل وأتاح للممثلين التدفق والاسترسال والمناقشة التي تصل بنا للأفضل.

*لماذا تم الربط من بعض النقاد بين فيلمك وفيلم “ليلة ساخنة” للمخرج الراحل عاطف الطيب؟

– هذا حدث لأن هناك بعض ممن شاهدوا الفيلم وقرأوا عنه كانوا يشاهدون الفيلم وفي ذهنهم هذا الربط، وليس معنى أن تدور أحداث الفيلم في ليلة داخل سيارة أجرة إنه يشبه أي فيلم آخر دارت أحداثه داخل سيارة أجرة. دائما تكون هناك هذه النوعية من الأفلام في السينما، ولكن ما يفرق عملا عن آخر هو التناول والأفكار والهموم التي يحملها الفيلم.

* لماذا لم يهتم الفيلم بتوضيح التفاوت الطبقي بين شخصيات من خلال الصورة وتوضيح بيئاتهم المختلفة، واكتفى بتوضيح الاختلاف من خلال الحوار والمواقف التي تعرضت لها الشخصيات الثلاثة؟

– سيناريو الفيلم كان مرسوما بهذا الشكل، فمعظم الأحداث تدور على الكورنيش داخل السيارة، وكأنها خلقت عالما آخر بين الطبقات الثلاث، والأيديولوجيات والرؤية المتفاوتة للعالم والعلاقات والقضايا المختلفة.

*الفيلم كان محملا بالعديد من القضايا والهموم مثل قضية العنف ضد المرأة والتفاوت الطبقي والكبت وتراجع الحريات، لكن هذه القضايا تم المرور عليها سريعا وبشكل سطحي، لماذا؟

– قصدت ذلك لأن الفيلم هو حالة تأملية لليلة في القاهرة فكان طبيعيا أن نرى فيه أشياء متناقضة وأشياء جميلة وأخرى قبيحة، وفضلت أن تكون ليلة فيها زخم كبير وتناول للقضايا المختلفة كمدخل لشرح الشخصيات.

*كيف كان اختيارك للممثلين خاصة أن منى هلا كانت غائبة منذ فترة وشريف الدسوقي لم يقدم أعمالا سينمائية من قبل لكنهم أجادوا في أدوارهم؟

– طريقتي في اختيار الممثلين لم تتغير منذ أول أعمالي حتى الآن، فأنا أفضل دائما الممثلين الذين يحبون التجريب للوصول إلى أفضل أداء ممكن، ولا أحب الممثلين الذين لديهم شكل مسبق للتمثيل ونظرة ثابتة للشخصيات.

*هل توقعت نيل شريف الدسوقي جائزة أحسن ممثل في مهرجان القاهرة؟

– كنت أتوقع هذه الجائزة وتمنيت تكريم جميع الممثلين عن أدوارهم في الفيلم حيث أدوا جميعا أدوارهم بفهم للشخصيات وتمكنوا من التعبير عنها بشكل رائع. أتوقع فوزهم بجوائز مختلفة في المهرجانات المقبلة التي سيشارك فيها الفيلم.

*وما هي هذه المهرجانات؟

– نستعد لعدد من المهرجانات أولها مهرجان “بالم سبيرنج” في أمريكا وهو مهرجان سينمائي مهم وعادة ما يتم ترشيح الأفلام الفائزة فيه لجوائز الأوسكار، وقد شاركت فيه من قبل كما شارك فيه المخرج عمرو سلامة بفيلم “لمؤاخذة” ولكن التواجد العربي فيه قليل لذلك فإن مشاركة “ليل خارجي” في هذا المهرجان أمر جيد رغم أنه سيشارك خارج المسابقة الرسمية لأن المهرجان مخصص للأفلام الأولى والثانية للمخرجين.

*على عكس جميع أفلامك السابقة لم يفز الفيلم بجوائز عن الإخراج؟

– هذا الفيلم تجربة مختلفة ذلك أن الهدف الأساسي منه كان الوصول للجمهور حيث حصلت على جوائز كثيرة وهامة عن الأفلام السابقة، ولكن الجمهور لم يكن يشاهد هذه الأفلام بسبب تصنيفها كأفلام مهرجانات أو كسينما فنية. لذلك قررت أن تكون الجماهير هي هدف هذا الفيلم وسعيت لتحقيق فيلم متميز فنيا وفي الوقت نفسه جماهيري، وجائزتي هي حماس الموزعين وتوزيعه في 26 دار عرض سينمائي.

*وهل ترى أن تصنيف الأفلام ما بين أفلام مستقلة وأفلام جماهيرية سيستمر؟

– أتوقع أن ينتهي هذا التصنيف لأن قولبة الأفلام وتعليبها يضر بهذه الأفلام، ويمكن أن تكون هناك أفلام ذات طبيعة خاصة ولكن لها جمهورها الذي يزداد، خاصة أن منافذ عرض هذه النوعية من الأفلام قد ازدادت في الفترة الأخيرة وعلى رأسها “زاوية” التي تقدم أفلاما مختلفة وتلقى إقبالا كبيرا جدا ليس في القاهرة وحدها بل في عدد من المحافظات أيضا.

*هل ترى أن تغير الظروف ونجاح “ليل خارجي” وغيره من الأفلام المختلفة يمكن أن يشجع الموزعين على هذه النوعية من الأفلام؟

– أتمنى أن يغير الموزعون نظرتهم لهذه الأفلام وتصنيفها على أنها غير جماهيرية، أن يدركوا وجود جمهور لهذه الأفلام، ويجربوا عرضها في مواسم سينمائية ساخنة مثل الأعياد وغيرها.

*كيف ترى تأثير المهرجانات على السينما المصرية هل تساهم في تطورها؟

– لدينا في مصر مهرجانان مهمان، فمهرجان القاهرة استعاد بريقه بعد سنوات من التراجع، بعد دورة الناقد سمير فريد، وعادت إليه الجماهيرية في الدورة الأخيرة، وهو يساعد في عرض نوعيات سينمائية مختلفة من جميع أنحاء العالم، كما يساهم في التعريف بأفلام مصرية مثل “ورد مسموم” و”الزرافة” مما يساعد في انتشار هذه الأفلام ويحقق لها دعاية ضخمة ومجانية.

*ماذا تتوقع للسينما المصرية في 2019؟

– السينما المصرية منذ سنوات في تصاعد مستمر سواء من حيث عدد دور العرض والإيرادات، أو من حيث المستوى الفني والمشاركة في المهرجانات، حيث شهدت السنوات الأخيرة مشاركات مصرية في أهم المهرجانات الدولية وحصلت الأفلام المشاركة على جوائز هامة.

*ولماذا برأيك لا تنجح الأفلام المصرية في الوصول للقائمة القصيرة في جائزة الأوسكار للأفلام الناطقة بلغة أجنبية رغم وصول أفلام عربية من دول مثل لبنان مؤخرا لهذه القائمة؟

– ذلك لأن الترشح للقائمة القصيرة يحتاج إلى دعاية ضخمة وتكاليف عالية، وليس سرا أن موزعي الأفلام يقابلون أعضاء الأكاديمية لمحاولة إقناعهم بترشيح أفلامهم للقائمة القصيرة، ويتأثر أعضاء الأكاديمية بهذه المحاولات، فهم يحاولون على أقل تقدير حثهم على مشاهدة هذه الأفلام، فأعضاء الأكاديمية لا يستطيعون مشاهدة 85 فيلما بل ينتقون منها حسب الدعاية والضغوط.

*أخيرا هل تعمل على مشروع سينمائي جديد؟

– مشروعي الجديد هو متابعة فيلم “ليل خارجي” حيث نذهب إلى دور السينما، أنا وفريق الفيلم، لمتابعة عروضه ورد فعل الجمهور، وبعد رفعه من دور العرض يمكن أن أبدأ التفكير في مشروع جديد.

القدس العربي اللندنية في

19.01.2019

 
 
 
 
 

هالة خليل تهدي جائزة أفضل سيناريو في مسابقة ساويرس للمخرج الراحل أسامة فوزي

فايزة هنداوي

القاهرة-“القدس العربي”: قامت الفنانتان ليلي علوي وشيرين رضا بتسليم جوائز ساويرس الثقافية في دورتها الـ14، للفائزين في مسابقة أفضل عمل روائي وأفضل مجموعة قصصية فرع شباب الأدباء، في الحفل الذي أقيم في دار الأوبرا المصرية.

وذهب المركز الثاني لأفضل رواية في عام 2018، للكاتب الشاب أحمد سمير عن “قريبة من البهجة”، أما المركز الأول فكان من نصيب الكاتب الشاب أحمد الملواني عن “فابريكة”.

وفي المجموعة القصصية، فاز بالمركز الثاني الكاتبة نهى محمود عن “الجالسون في الشرفة حتى تجيء زينب”، وذهب المركز الأول للكاتب محمد الحاج عن “لا أحد يرثى لقطط المدينة”.”.

وحصل باقي شباب القائمة القصيرة على شهادات تقدير.

وأعلن السيناريست تامر حبيب، عن الفائز بجائزة ساويرس الثقافية في مجال السيناريو فرع أول كبار الكتاب حيث ذهبت الجائزة مناصفة للمخرجة والسيناريست هالة خليل عن سيناريو “شرط المحبة”، والسيناريست وسام سليمان عن سيناريو “بنات رزوا”.

وتكونت لجنة التحكيم من الناقد طارق الشناوي، والسيناريست عبد الرحيم كمال، والمخرج كريم حنفي، ومدير التصوير سعيد شيمي، والمخرج الراحل أسامة فوزي، الذي غادر عالمنا قبل أيام.

وأهدت هالة الجائزة لروح أسامة فوزي، قائلة “أهديها لمخرج كان (بيحب السيما)، مخرج كبير ومهم كان يمتلك مشروعًا سينمائيا مهمًا”.

وكانت مؤسسة ساويرس أعلنت عن فتح باب التقديم للمسابقة، في تموز/ يوليو الماضي وشهدت الجائزة تفاعلًا واسعًا من قِبل الأدباء والكتاب من مختلف المجالات والفئات العمرية، إذ تلقت أمانة الجائزة هذا العام 615 عملًا أدبيًا، وقد تنوعت الأعمال حسب فروع الجائزة بين الرواية والمجموعات القصصية، والسيناريو السينمائي، والنص المسرحي، والنقد الأدبي.

القدس العربي اللندنية في

26.01.2019

 
 
 
 
 

محمد حفظي: السلم والثعبان جسد صراعي الداخلي بين الرومانسية والحرية

إيفون مدحت

قال المؤلف والمنتج محمد حفظي، إنه يعمل في السينما منذ 20 عامًا بفضل المخرج طارق العريان، الذي عرض عليه العمل بالمجال بعد انتهاءه من دراسة هندسة معادن في لندن.

وأضاف خلال لقائه ببرنامج «معكم»، المذاع عبر فضائية «سي بي سي»، مع الإعلامية منى الشاذلي، مساء الجمعة، أنه لم يكن يخطط للعمل بالفن وإنما إكمال مسيرة عائلته التي تمتهن تصنيع النحاس منذ 1938، لكنه حينما التحق بالكلية بدأ يشعر بميوله الفنية.

وتابع: «كان عندي فكرة فيلم "السلم والثعبان" و"العريان" شجعني على تنفيذها، ولحد دلوقتي بحس إن الفيلم ده من أكتر الأفلام اللي لمست جيلي»، معقبًا بأن شخصية بطل الفيلم «حازم» كان يشبهه كثيرًا في ذاك الوقت.

وأوضح: «كنت في الوقت ده عندي الصراع الداخلي اللي جوا حازم، اللي هو شخصية رومانسية لكن عايز يعيش حر وربما لهذا السبب لم أتزوج بعد لكنني أؤمن بفكرة الشخص المناسب والتوقيت المناسب».

وعن عزمه تقديم الجزء الثاني من «السلم والثعبان»، ذكر أنه طرح الأمر كفكرة للتخيل لكنه لا يملك الوقت للكتابة، متابعًا: «فكرت في كتابة الجزء الثاني وحاولت أتخيل مستقبل شخصية البطل بعد الجواز، واستبعدت فكرة أنهم هيكونوا لسة متجوزين».

جدير بالذكر أن فيلم «السلم والثعبان» إنتاج 2001، يعد أول أعمال المؤلف محمد حفظي في السينما، وهو من بطولة هاني سلامة، حلا شيحة، أحمد حلمي، طارق التلمساني، وإخراج طارق العريان، وإنتاج فريم وورك.

 

####

 

محمد حفظي: لم أعد للتأليف.. وليلة رأس السنة مكتوب منذ 10 أعوام

إيفون مدحت

علق المؤلف والمنتج محمد حفظي، على فيلمه الجديد «ليلة رأس السنة» وهو من تأليفه وإنتاجه، قائلًا إنه لم يعد للتأليف بعد انشغاله في الإنتاج الفترة الماضية.

وأوضح خلال لقائه ببرنامج «معكم»، المذاع عبر فضائية «سي بي سي»، مع الإعلامية منى الشاذلي، مساء الجمعة، أنه كتب السيناريو منذ 10 أعوام لكنه أجرى عليه بعض التعديلات البسيطة قبل التصوير، متابعًا أنه من المقرر عرضه نهاية مارس المقبل.

وتابع أنه أنهى كتابته للعمل في 2009 لكنه لم يخرجه للنور حتى شجعه المخرج محمد صقر على ذلك، موضحًا أن الفيلم درامي اجتماعي ويعبر عن حالة التباين في المجتمع، والأحداث تدور حول ليلة واحدة خلال الاحتفال برأس السنة في أحد المنتجعات بالبحر الأحمر.

ومن المنتظر أن يعرض الفيلم السينمائي الجديد «ليلة رأس السنة» نهاية مارس المقبل، وهو من بطولة محمد ممدوح، إياد نصار، إنجي المقدم، شيرين رضا، أحمد مالك، هدى المفتي، وتأليف وإنتاج محمد حفظي، وإخراج محمد صقر.

 

####

 

محمد حفظي: هيبتا أكثر فيلم نجح تجاريا بالنسبة لي

إيفون مدحت

قال المؤلف والمنتج محمد حفظي، إنه يعد الفيلم السينمائي «هيبتا» أكثر عمل نجح تجاريًا في قائمة أعماله الفنية التي ساهم في إنتاجها.

وأضاف، خلال لقائه ببرنامج «معكم»، المذاع عبر فضائية «سي بي سي»، مع الإعلامية منى الشاذلي، مساء الجمعة، أنه يصاب بالإحباط حينما لا يحقق العمل مستوى النجاح الذي كان يتخيله، معقبًا: «شغفي بالسينما هو اللي بيخلي الناس تغامر في أفلامي».

وأشار إلى إنتاجه فيلم «فرش وغطا» في 2013 من بطولة الفنان آسر ياسين، معقبًا: «ياسين ساهم في الفيلم بكل أجره، وكنا متوقعين أنه مش هيحقق أي مردود تجاري».

ووصلت إيرادات فيلم «هيبتا» الذي عرض في 2016، اقتباسًا عن رواية تحمل نفس الاسم للكاتب محمد صادق، إلى 10 ملايين جنيه، وهو من بطولة ماجد الكدواني، ياسمين رئيس، عمرو يوسف، نيللي كريم، أحمد بدير، وإخراج هادي الباجوري.

بينما عرض فيلم «فرش وغطا» في 2013، وهو من بطولة آسر ياسين، يارا جبران، عمرو عابد، إيناس مرزوق، بسام مرتضى، لطيفة فهمي، وتأليف وإخراج أحمد عبد الله.

 

####

 

فيديو.. محمد حفظي: أحبطني شهرة مهرجان القاهرة بفستان رانيا يوسف

إيفون مدحت

أبدى المؤلف والمنتج محمد حفظي، سعادته برئاسة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الأربعين التي أقيمت في الفترة من 20 إلى 29 نوفمبر الماضي.

وأضاف، خلال لقائه ببرنامج «معكم»، المذاع عبر فضائية «سي بي سي»، مع الإعلامية منى الشاذلي، مساء الجمعة، أن فريق العمل القائم على تنظيم المهرجان حقق نسبة كبيرة مما كان يطمح إليه على مستوى تفاعيل الجمهور في قاعات العرض، وبيع التذاكر الذي تضاعفت عن الدورة السابقة.

وتابع: «شهرة المهرجان بفستان رانيا يوسف أحبطني، وكنت أتمنى أن تشتهر الدورة الأربعين بالفعاليات والأفلام والندوات التي قدمت على هامش المهرجان».

جدير بالذكر أن المؤلف والمنتج محمد حفظي، تولى رئاسة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الأربعين التي أقيمت، بدار الأوبرا المصرية، في الفترة من 20 إلى 29 نوفمبر 2018.

وكانت الفنانة رانيا يوسف، قد أثارت حالة من الجدل، بسبب الفستان الذي ارتدته خلال ختام مهرجان القاهرة السينمائي، والذي وصفه البعض بغير اللائق والجريء.

 

الشروق المصرية في

26.01.2019

 
 
 
 
 

كتاب مهرجان القاهرة السينمائي الدولي 40..

فرصة من أجل استرجاع الماضي

صلاح سرميني

"مهرجان القاهرة السينمائي الدولي"، عنوان جذاب لكتابٍ احتفائيّ، ومثيرٌ لانتباه أيّ مهتم بالشأن السينمائي، وخاصةً إذا كان المهرجان بهذا العمر، ويحظى بسمعةٍ طيبة تخطّت الجغرافيا المحلية، والإقليمية، جعلته واحداً من المهرجانات المُؤرشفة في قوائم المؤسّسات السينمائية العربية، والدولية، الأهلية، والحكومية على السواء.

ومن هنا تمتلك مبادرة إصدار كتاب بمناسبة 40 دورة من المهرجان أهميتها، هو الذي انطلق في عام 1976، ولكن، بحساب السنوات التي لم ينعقد فيها، يصبح العمر الحقيقي أكثر من ذلك.

هي أيضاً فرصة من أجل استرجاع الماضي دورةً بعد أخرى، والولوج تدريجياً في الحاضر بهدف قراءة التاريخ، وتحليله، ومراجعته.

صدر الكتاب باللغة العربية (حوالي123 صفحة)، والإنكليزية (حوالي 70 صفحة)، وهذا يعني بأنه موّجه إلى القارئ العربي بكامل معلوماته، وإلى القارئ الأجنبي بنصفها، اهتم الصحفي "محبّ جميل" بإعداده، أو بالأحرى جمع معلوماته، وغربلتها، وتكثيفها.

في الحقيقة، قبل أن أبدأ بقراءته كلمةً كلمة، وصفحةً صفحة، تأملتُ خيراً، وتوقعت بأن أجد فيه توثيقاً تاريخياً، وتحليلياً يتناسب مع الـ 40 دورة من المهرجان، ولكنه، ومنذ الصفحات الأولى، خذل أبسط توقعاتي، وآمالي، وهنا أتساءل بجدية، وأسأل

ـ هل قرأ أحد من إدارة المهرجان نسخة الكتاب قبل الطباعة؟

يجدر الإشارة أولاً، إنه، وبسبب المساحة المُتاحة للنشر، لا يمكن لهذه القراءة التوقف عند كلّ الملاحظات، والأخطاء، والفوضى التي رصدُتها في الكتاب، وأتوقع بأن يعثر آخرون على تفاصيل أخرى فاتتني، وهكذا سوف أكتفي اليوم برصد "رحيم" للتقرير عن الدورة الأولى 1976، وعلى القارئ أن يتخيل حصيلة "أكثر رحمةً" لكل صفحات الكتاب، حيث لا يوجد صفحة منه بدون خطأ، أو مجموعة من الأخطاء.

بدايةً، أحبّ الإشارة إلى معلومةٍ حرص الصحفي على ذكرها في الصفحات الأولى بدون الإسهاب في تحليلها، علماً بأن التحليل غاب تماماً، ولم تكن حصيلة الكتاب أكثر من تجميع معلومات من مصادر كثيرة، وتلخيصها، وصفها خلف بعضها، وهو أبعد عن "التأليف".

تذكر تلك المعلومة الهامة

"في عام 1975 اجتمع مجموعة من النقاد حول احدى الموائد أثناء مهرجان برلين السينمائي الدولي، وكان من بينهم: كمال الملاخ، وعبد المنعم سعد، وماري غضبان، وأحمد ماهر، وفوميل لبيب، وقد بدأ عبد المنعم سعد في قراءة خبر في صحيفة فارايتي الأمريكية التي تُوزع أثناء المهرجان حول توجه إسرائيل لإقامة مهرجان سينمائي دولي في القدس المحتلة".

هكذا في لحظاتٍ من المشاعر الوطنية، والقومية انطلقت فكرة تنظيم مهرجان سينمائي في القاهرة كي لا تسبقهم إسرائيل إلى ذلك، ومع حماس تلك الفكرة الجهنمية، كنت أتمنى، وما زلت، بأن تبادر أيّ جماعة إلى تنفيذ أيّ مشروع قبل أن تسبقنا إسرائيل، وبهذه السرعة كنا سبقناها في كلّ شيء، وانتصرنا عليها، وحررنا فلسطين، لأن تلك الفكرة تحققت فعلاً، وامتدت حتى يومنا هذا كما حال المهرجان الإسرائيلي، الفارق الوحيد بأننا لم نحرر فلسطين.

ونقلاً عن الأخبار التي عثر عليها الصحفي في بحثه عن تاريخ المهرجان، التقطت "صحيفة لوموند" الفرنسية ذاك الهدف الذي يبدو بأنه معلناً، وكتبت بتاريخ 24 آب 1976:

"نُظم مهرجان القاهرة الأول في سرعة غريبة حتى يسبق مهرجاناً سينمائياً آخر منتظر إقامته في إسرائيل في الخريف القادم فكان المحرك الأول لهذا المهرجان هو المعارك الداخلية للعالم الثالث".

ومن ذاك المحرّك الإيجابي لمُؤسّسي المهرجان إلى رصد الكتاب نفسه.

في تلخيصه لأحداث الدورة الأولى عام 1976 يكتب الصحفي "محبّ جميل" أسماء الأفلام (بترجمتها العربية) بدون كتابة أسماء المخرجين، وبهذه الطريقة، إذا أراد أحدنا البحث عن فيلم ما عن طريق محركات البحث، لن يجده، أو يتوجب عليه قضاء ساعاتٍ من الوقت كي يجده، وأدعو أيّ قارئ صبور إلى خوض هذه "المهمة المستحيلة". 

مثلاً: ملك الليل (البرازيل)، الفتاة ربنسون (تشيكوسلوفاكيا)......

هذه الطريقة في الكتابة تشمل الكتاب من أوله إلى آخره، مع الإشارة، تفادياً للتعميم، أنه في بعض الأحيان يكتب أسماء المخرجين، وفي مراتٍ كثيرة يُغفلها، وبالعكس، يكتب أسماء المخرجين، ويُغفل كتابة عناوين الأفلام.

ويبدو أن أحد همّومه التجميعية توجهت نحو الإشارة إلى أسماء من حضر، ومن لم يحضر من الممثلين، والمخرجين، وكأنه يكتب عن حفلة زفاف، مع أن المهرجانات عودتنا على الإعلانات المُبكرة عن تكريم ضيوف من النجوم، وانتشار الأخبار في وسائل الإعلام، وبالآن ذاته تعودنا على غياب ضيف، أو مجموعة من الضيوف، وأصبح هذا الحضور، أو الغياب لا يعني أحداً، وبما أن الصحفي معدّ الكتاب لا يمتلك وسيلة للتحقق من صحة الأخبار، استعان بما نشرته الصحافة في تلك السنة، وكان عليه أن يسأل نفسه أولاً:

ـ ماهي الإضافة النوعية في التركيز على هذا الجانب؟

بالنسبة لي، الإجابة سهلة، كان بإمكانه الاكتفاء بجدول يسجل فيه أسماء الضيوف الأهمّ في كل دورة بدلاً من الدوخة في قراءة هذه الأسماء، وكـأننا نقرأ خبراً كتبه صحفي هاوي.

وفي الحديث عن الجوائز، كان يشير إليها في كل دورة، وبنفس الطريقة الفوضوية، ويُعيد إدراجها في جدول، ويضعها خلف بعضها، وكأنه يكتب خبراً في صحيفة يومية، أو موقع إخباري، وأدناه مثال/نموذج:

"فازت لينا كاريسثينز بجائزة نفرتيني الذهبية كأفضل ممثلة والمخرج برنهارد زنكيل بجائزة نفرتيتي لأفضل مخرج كما حصد ميهرداد فاهيمي جائزة نفرتيتي الفضية كأفضل مدير تصوير.....ونال فيلم المسدسات الخشبية جائزة نفرتيتي الذهبية كأفضل فيلم قصير من إيران.."

سوف نلاحظ بأنها معلومات متداخلة بدون فواصل، ونقاط، والأهمّ، يستحيل معرفة عناوين الأفلام، وهذه ليست طريقة بحثية، ولا توثيقية، ولا تاريخية، وأتوقع بأنه نقلها كما هي من الصحافة المحلية، وليس من مصدرها الأصلي، أو البيانات الصحفية الرسمية للمهرجان

وهكذا، إما أن يكتب عنوان الفيلم بدون اسم المخرج، أو اسم من حصل على جائزة بدون عنوان الفيلم، أو يكتب معلومات ناقصة، مثل:

"بينما نال فيلم عندما يأتي الخريف إخراج أدموند كيوساجان من الاتحاد السوفييتي على جائزة المركز الكاثوليكي للسينما والتي رأس لجنة تحكيمها المخرج المصري أحد كامل مرسي..".

ويبدو بأن باقي أعضاء لجنة التحكيم، يبدو بأنها ليست ذات أهمية.

سوف نلاحظ أيضاً، أنه استعرض أحداث الدورة الأولى 1976 بإسهابٍ مفيد، وكتب أهمّ المعلومات ـ من وجهة نظره ـ ولكن عندما بدأ باستعراض الدورة الثانية 1977 شعر بثقل المهمة، وصعوبتها، وتعقيدها، ومن هنا بدأت تتقلص المساحات المُخصصة لكل دورة، من صفحتين، ونصف للدورة الأولى، إلى صفحة، وربع للدورة الثانية، إلى صفحة واحدة للدورة الثالثة، إلى صفحة، ونصف للدورة الرابعة، إلى نصف صفحة للدورة الخامسة....

وفي تجميعه لمعلومات عن الدورة الأولى، يشير إلى مواكبة الصحافة الأجنبية لهذا الحدث، ويقتطع منها بعض الفقرات، بينما تختفي هذه الإشارات تماماً في تلخيصه لأحداث الدورات اللاحقة، وهذا يعني بأن الكتاب بدون منهج واضح، أو بالأحرى بدون منهج، والطريف أن واحدة من تلك المقتطفات تكشف عن تلك الفوضى، ويتوضح ذلك بمقارنة الفقرة الواردة في صحيفة "هيرالد تريبيون" بتاريخ 24 أغسطس 1976:

"مهرجان القاهرة الأول عرض أكبر عدد من النشاط السينمائي في العالم حوالي 100 فيلم من 30 دولة بينما بدأ الصحفي تقريره عن الدورة الأولى

"انتقت لجنة اختيار الأفلام....26 فيلماً من 23 دولة للمسابقة الرسمية..".

ولا يشير إلى الأفلام خارج المسابقة، بينما يشير إليها في تقاريره عن الدورات اللاحقة، ولا يمكن التبرير بنقص المعلومات، لأنها متوفرة في دليل كل دورة، والتي من السهل حصر عدد الأفلام في كل قسم، المسابقة، وخارج المسابقة.

المدى العراقية في

30.01.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)