تكريم السينما العراقية هذا العام مقصود بهدف فك الحصار
مهرجان «أيام قرطاج» السينمائى يعد أقدم واعرق
المهرجانات الإفريقية والعربية فقد تأسس فى عام 1966 قبل أن تكون
هناك صناعة سينما فى تونس بهدف ترسيخ هويتها الإفريقية والعربية
والانفتاح فى الوقت نفسه، على السينما الجديدة، ومن هنا التقينا
عبر«الأهرام» رئيس المهرجان المنتج السينمائى نجيب عياد الذى كان
من بين ضيوف مهرجان الجونة السينمائي، متحدثا عن كثير من القضايا
السينمائية وظهور واختفاء بعض المهرجانات.
·
فى البداية أسالك عن الوجود المصرى السينمائى
الدورة الـ «29» التى تقام فى الفترة من 3 إلى 10 نوفمبر المقبل؟.
الوجود المصرى فى الفعاليات السينمائية وجود تقليدى
فالسينما المصرية هى الأقدم والأعرق فى المنطقة وستكون هناك أفلام
طويلة وقصيرة. ومن بين الأفلام المشاركة فيلم «يوم الدين» للمخرج
أبوبكر شوقى الذى شارك فى مسابقة مهرجانى كان والجونة وأعتبره من
الأفلام المهمة التى شاهدتها عموما ونحن نحرص على أن تكون افلام
المسابقة الرسمية فى قرطاج الافضل والاجود دائما بعيدا عن اى
توجهات او ايديولوجيات وهناك افلام ندعمها وشاركت فى مهرجانات كبرى
ومع ذلك لن يكون لها وجود بين أفلام قرطاج لأنها لا ترتقى للمنافسة
بين أفلام المهرجان.
·
ماحدود الرفض والقبول؟
جودة الفيلم وأن يحمل هموما وقضايا وجرأة الطرح
سواء على المستوى السياسى أو الاجتماعى أو أن يتعلق بالأقليات وإذا
أمكن يكون مختلفا. أما بالنسبة للأفلام التقليدية فاعتقد ان لها
اماكن اخرى للعرض فى مهرجان اخرى ، فنحن ندعم نوعية مختلفة من
الافلام التى فيها خصوصيات ونحن ننحاز للافلام التى تتميز
بالخصوصية وتحمل العالمية فى طرحها المحلى بمعنى فيه جديد.
·
يبدو أن قواعد اختيار الأفلام المشاركة فى مهرجان
قرطاج لاتجامل؟
انطلاقا من العام الماضى تم الرجوع للثوابت ومن
اهمها اننا مهرجان عربى افريقى بالاساس وهو المهرجان الاقدم فكل
مسابقات المهرجان من الافلام العربية والافريقية ونحن منفتحون على
القارات الأخرى ونحن نسمى أنفسنا مهرجان القارات الثلاث ( افريقيا
وآسيا وأمريكا اللاتينية) ونحن مهرجان موجود فى الجنوب وذو مسحة
نضالية وهذه ثوابت المهرجان، والنضال اليوم هو نضال اجتماعى وسياسى
و عرض مشكلات الاقليات وهذه الاشياء تجعل قرطاج مختلفا عن باقى
المهرجانات كما اننا نتميز عنها بأن الجمهور يدعمنا فى هذا التوجه.
·
مهرجان قرطاج من المهرجانات التى تحظى بإقبال كبير
فكيف تحقق ذلك ؟
صحيح هناك إقبال كبير وضخم من الجمهور لمشاهدة
الأفلام التى تعرض فى ايام المهرجان وأرجع ذلك الى فكرة المهرجان
فقد تأسس من خلال نوادى السينما فى عام 1966 وكان فيها 60 ناديا فى
كامل تراب الجمهورية، أما عدد المنخرطين فكان أكثر من 60 ألفا فى
هذه الاندية واتذكر انه فى عام 1976 ووقتها كنت رئيس الجامعة
التونسية لنوادى السينما بعنا 7 ملايين تذكرة فأعنى أن من أسس
المهرجان الطاهر شريعة وهو معروف والفريق الذى عنده هو فريق نوادى
السينما والاختيارات هى اختيارات نوادى السينما فمثلا العديد لا
يعرف ان المهرجان عندما تأسس لم تكن هناك سينما تونسية أى أن
المهرجان وجد قبل الافلام التونسية ومن هنا اقول ان قرطاج هو
مهرجان جمهور بالأساس والجمهور عندنا تربى على نوعيه من الافلام
وهذا ما يميز قرطاج انه تأسس انطلاقا من الجمهور وهذا يختلف كثيرا
عن المهرجانات الاخرى التى تأسست ثم بحثت عن جمهور وهذا هو تميز
قرطاج، والعام الماضى عرضنا 180 فيلما فى 19 قاعة بمعدل 60 عرضا
يوميا وتم بيع 200 الف تذكرة فى 8 ايام والمسأله ليست عملية تجارية
لأن سعر التذكرة لا يزيد على دولار او اقل فهذا المهرجان الركيزة
الاساسية له هى الجمهور.
·
دعم الدولة هل مازال متواصلا؟
الدولة لاتدعم فقط بل إنها صاحبة المشروع فهذا
المهرجان هو اهم مهرجان فى تونس ووقت المهرجان يتغير وجه تونس
وعندنا حفلات فنون مختلفة وتنشيط كامل يجعل الجمهور ينزل من أحياء
بعيدة ومدن أخري.
·
فكرة التكريمات هل هى موجودة؟
تأكيدا لتوجهات المهرجان قررنا من العام الماضى
تكريم أربعة بلدان كأربعة ضيوف شرف.
..
عن إفريقيا كانت جنوب إفريقيا وهذا العام ستكون السنغال ومن الوطن
العربى كانت الجزائر وهذه الدورة ستكون العراق ومن آسيا العام
الماضى كانت كوريا وهذا العام الهند ومن امريكا اللاتينية كانت
الارجنتين وهذه السنة البرازيل، وستشارك دول ضيوف الشرف بافلام
وحضور سينمائيين ونقاد ومسئولين والوفود يتراسها وزراء ثقافة
البلدان ضيوف الشرف فهو حضور رسمى وحضور لصناع الأفلام ومن أجيال
مختلفة وايضا هناك فرق فنون من السنغال والعراق والهند والبرازيل.
·
..
العراق اختيار مقصود فهل يحمل ملمح دعم؟
ليس ملمحا فقط وإنما رغبة ملحة فاستضافة العراق هو
فك للحصار المفروض عليه بعد سنوات من الحرب كما هو تحيه لسينما
تشهد تجارب شابة وستكون حاضرة فى ايام قرطاج السينمائية، أما عن
السنغال فإنها من اول الدول الافريقية انتاجا للأفلام كما تملك
السنغال رصيدا ثريا من الافلام، كما ان السنغال هى صاحبة اول تانيت
ذهبى لأيام قرطاج والذى كان من نصيب رائد السينما السنغالية عثمان
سيمبين
·
تحدثت بجرأة عن أن بعض المهرجانات وجدت ثم اختفت
باختفاء الأموال ؟
هذه المهرجانات لم تنشأ صحيحة وانما بقوة المال
وعندما تم تقليص الميزانيات اختفت والسبب انها ليس لها اساس ولا
قواعد ولأنها تتاثر بحركة الدولار وبرميل البترول وعندما يحدث
تراجع فيهما تتأثر هذه المهرجانات.
·
وكيف ترى مستقبل مهرجان الجونة؟
الجونة من خلال ما أتابعه له أساس وأمامه مستقبل
وهناك عدة حيثيات ومنها المشرفون ونوعية الافلام الموجودة وطبيعة
الموجودين والسلاسة والمكان ممتاز وعنده مستقبل. |