•
مطلوب إعادة النظر في المادة الرابعة من لائحة المهرجان التي تشترط
حصول الأفلام التسجيلية والروائية القصيرة والتحريك على ترخيص
الرقابة على المصنفات الفنية وكانت سبباً في منع عرض فيلمي «مسيرة»
للمخرج علي الغزولي و«الكابوس» إخراج كريم نور الدين
!
عاصرت «المهرجان القومي للسينما المصرية» منذ
بداياته، ورأيت، وشاركت، في لياليه الساهرة، التي تحولت وقتذاك إلى
عيد للسينما المصرية؛ يتوافد خلاله نجوم ومبدعو السينما المصرية،
على سينما ميامي، ومسرح الجمهورية بعابدين، في ما بعد، ليشاركوا
الجمهور في الاحتفاء بإبداعاتهم، ومناقشة سلبيات وإيجابيات،
أعمالهم، قبل أن يتم تتويج الأعمال الفائزة، والمبدعين حاصدي
الجوائز، في ليلة صاخبة، تتسابق الصحف لرصد وقائعها، وتسجيل ما جرى
فيها
.
من هنا أضع يدي على قلبي خشية أن يواجه المهرجان،
الذي كان ملء الأسماع والأبصار، مصيراً مخيفاً؛ بعد ما بدا وكأنه
«مهرجان سري»، أو «مغضوب عليه»، تنطلق فعالياته في غيبة من الجميع،
وبعيداً عن اهتمام، ومتابعة، وسائل الإعلام المرئية، والمقروءة،
والمسموعة
!
تناقض عجيب
!
الغريب أن يحدث هذا في ظل اتساع رقعة القنوات
الفضائية، وظهور الكثير من البوابات والمواقع الإلكترونية، ووصول
المهرجان إلى الشعب المصري في أرجاء المحروسة، بخلاف ما كان عليه
الحال في بدايات تدشينه؛ عندما كانت عروضه مقصورة على دار سينما
واحدة في العاصمة، وينفرد صندوق التنمية الثقافية بتنظيمه، ودعمه،
قبل المشاركة الإيجابية الرائعة من الهيئة العامة لقصور الثقافة،
ووزارة الشباب والرياضة، والإسهام في دعمه، أملاً في تكريس
اللامركزية، وتحقيق مبدأ العدالة الثقافية، وتوسيع رقعة عروضه
السينمائية فى ربوع الجمهورية، والوصول بها إلى مواطني الأقاليم؛
فِي الإسكندرية (مركز الحرية للإبداع) والأقصر (قصر ثقافة الأقصر
ومكتبة مصر العامة) والمنيا (جامعة المنيا وقصر ثقافة المنيا
ومكتبة مصر العامة بالمنيا) والدقهلية (مكتبة مصر العامة
بالمنصورة) وسوهاج (مركز ثقافة سوهاج) وشمال سيناء (المدينة
الشبابية بالعريش) بالإضافة إلى عروض القاهرة (قاعة سينما الهناجر
بساحة الأوبرا)، وهي التجربة التي حققت نجاحاً مذهلاً أدى إلى
امتداد نطاق عروض الدورة الثانية والعشرين (29 أكتوبر – 4 نوفمبر
2018)، لتصل إلى 13 محافظة هي : البحر الأحمر (قصر ثقافة شلاتين)،
أسوان (قصر ثقافة أسوان)، الأقصر (قصر ثقافة الأقصر)، أسيوط (قصر
ثقافة اسيوط)، المنيا (قاعة المحاضرات بقصر ثقافة المنيا)،
الإسماعيلية (قصر ثقافة الإسماعيلية وحديقة الشيخ زايد)، بورسعيد
(قصر ثقافة بورسعيد)، جنوب سيناء (قصر ثقافة شرم الشيخ)، الغربية
(قصر ثقافة طنطا)، مرسى مطروح (قصر ثقافة مطروح)، البحيرة (قصر
ثقافة المحمودية) بالإضافة إلى الإسكندرية (مركز الحرية للإبداع)
والقاهرة (قاعة سينما الحضارة التي تعرض الأفلام الروائية الطويلة
وقاعة سينما الهناجر التي تعرض الأفلام القصيرة والتسجيلية
والتحريك فضلاً عن كلية الإقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة
ومكتبة مصر العامة وأندية : الأهلي، الصيد والتوفيقية)؛ حيث تُعقد
ثلاث حفلات يومية، يعقبها ندوة يديرها أحد النقاد المتخصصين
.
لعنة الأوسكار
!
هل أصاب قرار إدارة المهرجان؛ برئاسة المخرج الكبير
د. سمير سيف، بإلغاء عروض الأفلام الروائية الطويلة في إحدى
القاعات التجارية، المهرجان بلعنة أم أنها «لعنة الأوسكار»، التي
قال رئيس المهرجان إنه ألغى حفل الإفتتاح، من قبيل الاقتداء
بالمهرجانات العالمية؛ مثل الأوسكار ؟
لقد أصيب المهرجان في مقتل؛ نظراً لغياب نجوم،
ومبدعي، الأفلام الروائية الطويلة، عن فعاليات المهرجان، واختفاء
الزخم الذي كنا نراه؛ نتيجة توافد الجمهور على رؤية نجومه، وسعادته
الطاغية بمناقشتهم عن قرب، وهو الفراغ الذي لم تُفلح الأفلام
الروائية القصيرة والتسجيلية والتحريك في سده، كما جاء قرار تأجيل
حفل الختام إلى الثالث عشر من نوفمبر، بدلاً من الرابع من نوفمبر،
وإقامته في قصر المانسترلي، بدلاً من المسرح الكبير بالأوبرا،
ليؤجل نشوة الفوز بالجوائز، ويُطفيء الفرحة بعيد السينما، عملاً
بالمثل الشعبي الدارج : «بعد العيد ما يتفتلش كحك»، الذي يُردده
المصريون للاسقاط على الشخص الذي لا يقوم بالفعل في وقته المناسب؛
فالأيام الثمانية ما بين الختام الرسمي، الذي نوه إليه الأفيش
الرسمي للمهرجان، والموعد الذي اختير للختام؛ بحجة إقامة منتدى
الشباب في شرم الشيخ (!)، كفيل بأن ينسى الجميع المهرجان، الذي رفع
شعار «السينما .. لحظات لا تُنسى»
!
معرض «شحات الغرام»
في لفتة طيبة، تخرج بالمهرجان من نطاق العروض
المحدودة للأفلام، وتجعل منه عيداً حقيقياً للسينما المصرية، افتتح
د. سمير سيف رئيس المهرجان ود. فتحي عبد الوهاب رئيس صندوق التنمية
الثقافية، معرض «شحات الغرام»، الذي شارك في إعداده سامح فتحي،
والفنانة نجاة فاروق، واستضافته قاعة آدم حنين بمركز الهناجر
للفنون، بمناسبة مئوية ميلاد الموسيقار الراحل محمد فوزي والفنانة
الراحلة ليلي مراد، وضم أفيشات وصور وحوارات صحفية إضافة إلى كلمات
أغاني أشهر أفلامهما مثل : «شاطيء الغرام»، «ورد الغرام»، «يحيا
الحب»، «عدو المرأة» و«الآنسة ماما». وكان المهرجان قد كرم في
دورته الثانية والعشرين : الفنان حسين فهمي، بالإضافة إلى إصدار
كتاب من إعداد الكاتب عاطف بشاي، الفنانة نادية الجندي، بالإضافة
إلى كتاب من إعداد الصحفي مدحت حسن، مدير التصوير محمود عبد
السميع، بالإضافة إلى كتاب من إعداد الناقد د. وليد سيف، المونتيرة
عنايات السايس، بالإضافة إلى كتاب من إعداد الكاتب إبراهيم الموجي
، والناقد والمخرج سيد سعيد، بالإضافة إلى كتاب من إعداد الناقد
كمال رمزي، كما أصدر كتاباً عن المنتج والمخرج الرائد إبراهيم
لاما، أعده الناقد أشرف غريب، ضمن سلسلة «الخالدون»، وجرياً على
عادته، في دوراته الأخيرة، كرم إثنين من العاملين خلف الكاميرا،
هما: عميد منسقي المناظر محمود المغربي، وعميد المصورين
الفوتوغرافيين محمد بكر.
أفلام .. وقضاة
كانت الدورة الثانية والعشرين قد احتفت بعرض 21
فيلمًا روائيًا طويلًا، بزيادة 4 أفلام عن الدورة الماضية، و15
فيلمًا تسجيليًا أكثر من 15 دقيقة، فيما شهدت الدورة الماضية
مشاركة 16 فيلماً، و11 فيلمًا أقل من 15 دقيقة، بينما شهدت الدورة
الماضية مشاركة 19 فيلماً، و51 فيلماً روائياً قصيراً، بزيادة 3
أفلام عن الدورة الماضية، و9 أفلام تحريك، فيما شهدت الدورة
الماضية 21 فيلماً . أما لجنة تحكيم الأفـلام الروائيـة الطويلـة
فترأسها المخرج محمـد عبد العزيـز، وضمت في عضويتها : الفنانة سهير
المرشدي، المخرج والناقد أحمد عاطف، المونتيرة د. مني الصبان، مدير
التصوير نانسي عبد الفتاح، المؤلف الموسيقي تامر كروان ومهندس
الديكور يحي علام بينما ترأس المخرج هاني خليفة لجنة تحكيم الأفلام
القصيرة والتسجيلية والتحريك، التي ضمت في عضويتها : د. ميرفت أبو
عوف أستاذ الإعلام بالجامعة الأمريكية، د. نبيل المتيني أستاذ
التحريك بالمعهد العالي للسينما، الناقد محمد نصر والناقدة وصفاء
الليثي.
من يربح المليون ؟
من المعروف أن إجمالي الجوائز المالية لمسابقة
الأفلام الروائية الطويلة يصل، حسبما تنص المادة الثامنة من لائحة
المهرجان، إلى مليون جنيهاً مصرياً؛ موزعة على الوجه التالي :
الجائزة أولى ( 300 ألف جنيه مع شهادة الجائزة وشعار المهرجان)،
الجائزة الثانية ( 200 ألف جنيه مع شهادة الجائزة وشعار المهرجان)
والجائزة الثالثة ( 150 ألف جنيه مع شهادة الجائزة وشعار
المهرجان)، وتُمنح جوائز الأفلام لجهة الإنتاج المحددة فى استمارة
الاشتراك) بينما توزع جوائز الفنانين والفنيين على الوجه التالي :
جائزة الإخراج ( 50 ألف جنيه)، جائزة إخراج العمل الأول (20 ألف
جنيه)، جائزة السيناريو ( 30 ألف جنيه)، جائزة التصوير (30 ألف
جنيه)، جائزة التمثيل (رجال) 30 ألف جنيه)، جائزة التمثيل رجال دور
ثان (20 ألف جنيه)، جائزة التمثيل نساء (30 ألف جنيه)، جائزة
التمثيل نساء دور ثان (20 ألف جنيه)، جائزة التصميم الفني (20 ألف
جنيه)، جائزة الملابس (20 ألف جنيه)، جائزة المونتاج (20 ألف
جنيه)، جائزة الصوت (20 ألف جنيه)، جائزة الموسيقى (20 ألف جنيه)،
جائزة خاصة (20 ألف جنيه) بينما تبلغ جوائز مسابقة الأفلام
التسجيلية والقصيرة والتحريك، حسبما تنص اللائحة في مادتها
التاسعة، 184 ألف جنيه، توزع على الوجه التالي : أولاً : مسابقة
الأفلام التسجيلية حتى 15 دقيقة : جائزة أفضل فيلم (24 ألف جنيه)،
جائزة لجنة التحكيم (16 ألف جنيه) . ثانياً : مسابقة الأفلام
التسجيلية أكثر من 15 دقيقة: جائزة أفضل فيلم (24 ألف جنيه) وجائزة
لجنة التحكيم (16 ألف جنيه). ثالثاً : مسابقة الأفلام الروائية
القصيرة : جائزة أفضل فيلم (24 ألف جنيه)، جائزة لجنة التحكيم (16
ألف جنيه). رابعاً : أفلام التحريك : جائزة أفضل فيلم (24 ألف
جنيه)، جائزة لجنة التحكيم (16 ألف جنيه) خامساً : جائزة سعد نديم
للعمل الأول عن الأفلام التسجيلية ( 8 ألاف جنيهاً). سادساً :
جائزة شادي عبد السلام للعمل الأول عن الأفلام الروائية القصيرة (
8 آلاف جنيهاً). سابعاً : جائزة أنطوان سليم للعمل الأول عن
التحريك ( 8 آلاف جنيهاً).
الرقابة .. لماذا ؟
جدير بالذكر أن اللائحة التنظيمية للمهرجان القومي
للسينما المصرية تنص في مادتها الأولى أن المهرجان ينظمه صندوق
التنمية الثقافية خلال شهر أكتوبر من كل عام، ويهدف في مادته
الثالثة إلى دفع عملية تنمية وتطوير السينما المصرية كجزء من عملية
التنمية الثقافية والاجتماعية الشاملة؛ عن طريق: دعم الإنتاج
المتميز من الأفلام المصرية الروائية الطويلة والتسجيلية والقصيرة
والتحريك، وتشجيع المبدعين من العاملين في الحقل السينمائي،
بالإضافة إلى الاستثمار الثقافي للأفلام الجيدة، وإثارة الاهتمام
بالسينما المصرية داخلياً وخارجياً، وهو الهدف الذي أزعم أنه لم
يعد متحققاً في الدورات الأخيرة؛ نتيجة أسباب تخص إدارة المهرجان؛
على رأسها تراجع الاهتمام بالأفلام الروائية الطويلة، وعدم تشجيع
نجومها ومبدعيها على التواجد، والمشاركة بإيجابية، فضلاً عن غياب
المركز الصحفي الذي يولي عناية خاصة بالحدث، بعيداً عن المركز
الصجفي لصندوق التنمية الثقافية المثقل بأعباء وهموم الصندوق،
ووجود المادة الرابعة التي تشترط أن تحصل الأفلام التسجيلية
والروائية القصيرة والتحريك على ترخيص الرقابة على المصنفات
الفنية، وهو الشرط الذي أدى إلى حظر عرض فيلمي «مسيرة» للمخرج علي
الغزولي و«الكابوس» إخراج كريم نور الدين
! |