34
فيلما تنير الطريق لسينما مغايرة وجريئة فنيًا تحمل
مؤشرات سينما المستقبل
يسعى المركز القومى للسينما برئاسة د. خالد
عبدالجليل، إلى فتح آفاق جديدة لسينما الشباب، وخاصة من الخريجين
الجدد الذين يحلمون بتيار سينمائى مصرى مغاير، وذلك بتبنى اعمالهم
وعرضها على الجمهور من خلال مسابقات تشجع الموهبين منهم وتشجعهم،
بل وتساهم فى إنتاج مشاريع جديدة لهم، وقد كشفت الدورة الثانية
لملتقى «رؤية» لسينما الشباب التى اقامها المركز بمركز الهناجر
وعرض 34 فيلما ما بين تسجيلى وروائى قصير على مدار ثلاثة ايام، عن
تجارب مدهشة، وافكار تحمل ابعادا اجتماعية وسياسية تغوص فى واقعنا،
وكان من الملفت ان مفرداتها الفنية تعكس مدى الطموح والتطور
والجرأة فى فكر صناع الافلام من الجيل الجديد بمختلف محافظات مصر،
وخاصة فى التصوير والسيناريو.
كان من بين هذه الاعمال الفيلم القصير «زى السكر»
للمخرجة الواعدة ندى رزق، والذى حاز جائزة افضل فيلم قصير، وفيلم
«ذاكرة عباد الشمس» للمخرجة مى زايد الحاصل على جائزة افضل فيلم
تسجيلى فى مسابقة الملتقى، ويتناول الفيلم بصورة شاعرية وواقعية
علاقة طفلة صغيرة بجدها، وقد شارك بمهرجان برلين السينمائى الدولى،
قسم المنتدى الموسع، فى عرضه العالمى الأول.
وكذلك الفيلم التسجيلى «النحت فى الزمن»، ويرصد
مخرجه يوسف ناصر من خلاله رحلة الإبداع والريادة لرائد فن العرائس
فى مصر والعالم العربى الفنان ناجى شاكر، أحد أهم مصممى الديكور
والأزياء والدعاية، والذى كرمه متحف الفن الحديث بالولايات المتحدة
الأمريكية.
والفيلم القصير «خليل ــ عن أمور فى غاية الأهمية»،
العمل الأول لمخرجه اسلام شامل، والذى تناول حكاية خليل رجل لا
يستطيع التأقلم مع الحياة بعد التقاعد فيبدأ فى تأمل تفاصيل غاية
فى الغرابة، وذلك عبر سيناريو ملهم لسمر عبدالناصر، وصورة رائعة
لأحمد صدقى.
إضافة إلى الفيلم الروائى القصير «مارشيدير»
سيناريو واخراج الموهوبة نهى عادل، وتمثيل منى النمورى، حنين حنفى،
شادى حكيم، ممدوح أحمد.
وفى الفيلم نرى صورة سلوكيات مجتمع متشابك؛ حيث
تدور الاحداث فى نهار عمل معتاد فى مدينة القاهرة، فى شارع فرعى
أحادى الاتجاه، حيث تتقاطع سيارتان ويتشاحن سائقاهما، الأول غاضب
وهائج، والثانية عنيدة لكنها مذعورة، ويطرح الفيلم من الذى سيخرج
من هذه المواجهة منتصرًا؟.
والفيلم الروائى القصير «كل الطرق تؤدى إلى روما»
اخراج حسن صالح ونى وتمثيل هبة الحسينى ونشوى طلعت ولولو يحيى
واحمد سامى ويزو، ويطرح خلاله عدة قضايا شائكة مثل الهجرة غير
الشرعية، والعلاقات خارج إطار الزواج من خلال قصه «أمل» الفتاة
التى تقضى ليلتها الاخيرة فى مصر قبل هجرتها بشكل غير شرعى إلى
إيطاليا وتكتشف فى نفس اليوم أنها حامل من حبيبها «عمر»، فتقع أمل
فى حيرة بين بقائها فى مصر أو هجرتها.
وفيلم «من ريحة المرحوم» للمخرج محمد تيمور،
والفيلم التسجيلى «جومر» اخراج ابراهيم فرج على، والذى يطرح فكرة
كيف ترتبط الأماكن بالأشخاص وينعكس ذلك فى ممارساتهم اليومية وطرق
التعبير.
و«آخر من يغادر ريو» للمخرج أسامة عياد والذى يعد حالة متفردة من
السرد السينمائى المبنى على وقائع حقيقية.. يدور الفيلم حول محمد
المحلاوى عارض الأفلام ذو السبعين عاما، وجد روتين يومه المحبب
إليه يتغير فى سينما ريو، أقدم سينمات بورسعيد، فتتغير الأمور هذه
الأيام وتهمل السينما تماما بعد تحول العروض السينمائية للعرض
الرقمى، ولا يزال الرجل يحاول الإبقاء على روتين يومه المحبب إليه
لآخر لحظة، فيستعرض يوميات حياته امام دار عرض خاوية بفعل الزمن.
و«رحلة البحث عن ابو العربى»، اخراج اكرم محمود
البزاوى، والذى يحكى عن أحد أهم الشخصيات الأسطورية أو الحقيقيه فى
محافظة بورسعيد التى ولدت فيها وشهدت جميع إنجازاته وبطولاته التى
تتنوع ما بين بطولات وطنية وكوميدية على حسب سرد شخصيات الفيلم.
وهناك «مزامير داود» من إخراج دينا الرفاعى، وتدور قصة الفيلم حول
شخص يتصف بصفات سيدنا داوود يعيش حياة بدائية تتسم بالجمال الفطرى،
فقرر أن يكتشف العالم من حوله فاصطدم بالواقع.
كما كانت هناك تجارب مختلفة ومتنوعة الفكر والروح
والتيمة مثل «أبى لم يستطع أن ينقذ الطائرة الورقية»، للمخرج خالد
مدحت معيط، و«طنين» للمخرج حسام حامد، و«جيل التسعين» اخراج سمير
البرى، و«شد الرحال» اخراج احمد محسن الدمرداش، و«جوه الصندوق»
اخراج ايلاف خالد سليم وليلى عاطف شاهين، و«افتح الرسالة» من إخراج
نيفين شلبى، و«صمت سرمدى» اخراج ريهام امام، و«عاليا» اخراج محمد
سعدون، و«ممنوع التصوير»، و«قد يموت الأب فى النهاية» اخراج
عبدالرحمن سالمو و«مجاديق» اخراج عمر المشد والذى يدور حول محمد
شاب مكافح يسعى من أجل كسب لقمة عيشه تجبره الظروف الحياة على
مواصلة العمل بالليل والنهار، البساطة والرضا سر سعادة محمد وأهل
قريته ومن حولهم من خلق الله البديع.. وفيلم «إعراض» للمخرجة نوران
طارق.
حالات النقاش التى دارت عقب العروض والتى شارك فيها
النقاد والجمهور كشفت عن ردود افعال طيبة تجاه تلك النوعية من
الافلام التى وعد دخالد عبدالجليل بمنحها مزيدا من فرص العرض فى
مناسبات ومنافسات متعددة، بل قال إن المركز القومى للسينما سيقوم
بإنتاج الاعمال الجديدة للمواهب الفائزة فى الملتقى، وهى خطوة مهمة
فى تلك المرحلة التى تولى فيها الدولة اهتما خاصا بابداع الشباب
المستقلين الذين سوف يشكلون نواة لملامح السينما القادمة فى
المستقبل، فالسينما المستقلة أحد الحلول لأزمة السينما.
كما اتفق رئيس المركز القومى للسينما مع الدكتور
فتحى عبدالوهاب رئيس صندوق التنمية الثقافية على أن يقام ملتقى
ونواد متخصصة لعرض الافلام السبت الثانى من كل شهر، ليكون هناك
متنفس لشباب المستقبل لعرض أفلامهم، مضيفا أن هذه الخطوة هامة فى
سياق مجموعة من المفاهيم التى تبناها المركز، منها أول وحدة للدعم
اللوجيستى للسينما المستقلة، وملتقى رؤية للسينما المستقلة لنشر
الفيلم فى الأقاليم، والتركيز على القرى المحرومة ثقافيا.
وتبقى عملية التوسع فى انشاء نواد للسينما المستقلة
خطوة مهمة، خاصة بعد أن استطاع عدد من المخرجين المستقلين الوصول
بأفلامهم إلى العالمية. |