«الشرق الأوسط» في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي:
{وليمة} من الأفلام الروائية في مهرجان فينيسيا
فان غوخ {يعود} إلى الشاشة الفضية من «بوابة الأبدية»
فينيسيا: محمد رُضـا
بين مئات الأفلام التي تعرضها المهرجانات الكبرى
الثلاثة، هناك دوماً أعمال تتحدث عن الفن والفنانين. تعكس حياة
شخصياتها المتباينة ومفاهيم تلك الشخصيات حيال أعمالها أو، على
الأقل، تعكس فترات لمعانها ومهنها المختلفة.
بعض هذه الأفلام روائي، وبعضها الآخر تسجيلي أو
وثائقي. منها ما هو حول فنانين رحلوا، وبعضها الآخر حول من لا يزال
حياً بيننا.
مهرجان فينيسيا، هذا العام لا يختلف، في هذا الشأن،
عن أي مهرجان آخر، موفراً، لمن يرغب، أفلاماً تسجيلية وروائية عدة
حول الفن وعلاقته بالفنان والحياة عموماً. من بينها خمسة أفلام
شاهدها هذا الناقد لاستعراضها هنا.
At Eternity’s Gate
عند بوابة الأبدية
كان الرسام ڤنسنت ڤان غوخ موضوع الكثير من الأفلام
عبر سنوات التاريخ. من أوائل تلك الأفلام «شهوة الحياة» لفنسنت
مينيللي (1956) الذي قام كيرك دوغلاس ببطولته، ومن آخرها فيلم
الرسوم البولندي - البريطاني «حب ڤنسنت» لدوريتا كوبيلة (2016).
بين الفيلمين هناك «فنسنت وثيو» لروبرت التمن (1974) والفيلم
التلفزيوني «البيت الأصفر» الذي تم إنجازه سنة 2007.
الفيلم الجديد من إخراج جوليان شنابل، وهو رسّام
نيويوركي ومخرج أفلام، من بين أفضل أعماله الفيلم الذي حققه قبل 22
سنة حول الحياة القصيرة للرسام النيويوركي جان ميشال باسكيات. في
«عند بوابة الأبدية» يرسم شنابل بالكاميرا ما يواكب الرسم بالريشة.
هذا عندما تتولى الكاميرا الانسياب في المشاهد الطبيعية التي يحاول
ڤان غوخ (يؤديه جيداً وليم دافو) نقل إيحاءاتها وجمالها على
قماشته. هنا يذكر الفيلم بأسلوب ترنس مالك في العمل، لكن بنسبة أقل
جمالية. الكاميرا ذاتها في حركة دائمة. محمولة وتنتقل بطلاقة
(مفتعلة أحياناً) لالتقاط ما يحلو لها تصويره.
يتابع الفيلم بمشاهد كتبها جيداً الفرنسي جان -
كلود كارييه حالة ڤان غوخ القلقة وازديادها خلال تلك السنوات
القليلة. علاقته المهنية مع بول غوغان (أوسكار آيزاك) والحميمة مع
شقيقه ثيو (روبرت فرَند). في مجملها لم تكن حياة سهلة، بل بالغة
التوتر، وشنابل ينقلها على هذا النحو أيضاً.
Nice Girls Don’t Stay for Breakfast
اللطيفات لا يبقين للإفطار
هذا العنوان الغريب مأخوذ من أغنية وردت في فيلم
«الريف الرائع»
(The Wonderful Country)
غنّـتها جولي لندن في فيلم لروبرت باريش من بطولة روبرت ميتشوم
(1959). ميتشوم، وليس ليندون، هو موضوع هذا الفيلم التسجيلي -
الوثائقي عن الممثل الذي تمتع بكاريزما البطولة والشخصيات التي
لعبها. ميتشوم (1917 - 1997) ظهر في أكثر من مائة فيلم ويتذكره
المعجبون بأدواره في «نهر بلا عودة» و«ليلة الصياد» و«من الماضي»
و«كايب فير» وسواها.
فيلم المخرج بروس ويبر معني بإحياء ذكرى الممثل
وإلقاء تحية سينمائية لائقة تناسب تاريخه وشخصيته.
والمخرج يصيب في معظم ما يهدف إليه ويميط اللثام عن
أحداث مشهورة (دخول الممثل السجن لحيازته الماريوانا)، وأخرى أقل
شهرة (مطاردة إليزابيث تايلور له وهي شابة). هناك مقابلات مع
الراحل ومع ممثلين تحثوا عنه (ليام نيسون، جوني دَب…) ولمسات حانية
لممثل استحق كل شبر من المكانة التي استحوذها.
The Other Side of the Wind
الجانب الآخر من الريح
هذا هو أحد الأفلام التي كابد المخرج الراحل أورسن
وَلز لأجل تحقيقها. استمر تصويره سنوات بسبب نفاد التمويل وانتظار
تمويل جديد. مات ولز (سنة 1985) من دون أن ينجزه، ومرّت 48 سنة على
البدء به قبل أن يكمله المخرج فرانك مارشال.
يستمد هذا الفيلم أهميته من هذه الحقائق، بالإضافة
إلى قيمة المخرج في السينما عموماً، لكن إذا ما تجاهل الناقد هذه
القيم وعاين الفيلم كما هو تبدّى له عملاً مضطرباً وقائماً على قدر
من التجريب وتوزيع اللقطات وما تنتمي إليه من مشاهد وحكايات على
نحو ممزق. يذكّـر بفيلم «المواطن كين» (1941) الذي كان أول أعمال
وَلز السينمائية (وأفضلها) من حيث إنه يتابع حياة شخص معين ذي
سُلطة، لكن الفيلم السابق، على تنوّع مدارسه، كان منضبطاً تحت
هيمنة الفكرة والأسلوب، في حين أن الفيلم الجديد - القديم الذي
يتحدث عن مخرج (يؤديه المخرج الفعلي الراحل أيضاً جون هيوستون)
يريد إنجاز فيلم يبدو غامضاً له ولسواه، تجريبي النزعة وغامض
الأجواء قياساً.
Friedkin Uncut
فريدكن كاملاً
ينبري المخرج الإيطالي فرانشسكو زيبل لتقديم المخرج
الأميركي ويليام فريدكن، في هذا الفيلم التسجيلي، كسينمائي جدير
بالاحتفاء به رغم أن أفلام فريدكن ليست متوازية في حسناتها ولا
سيئاتها، وبعضها مهم أكثر مما هو جيد. يؤازر فريدكن في مهمة إلقاء
الضوء على حياته المهنية وبعض الخاصة. وللتأكيد على دور فريدكن في
السينما يتوجه المخرج زيبل إلى وليم دافو وكونتين تارنتينو وفرنسيس
فورد كوبولا وإيلين بيرستن للمشاركة في إلقاء التحية المناسبة.
يحيط الفيلم بتاريخ صاحب «طارد الأرواح» و«فرنش كونكشن» و«كروزينغ»
من بين أخرى، لكن «فريدكن كاملاً» يبقى عملاً من باب التبجيل لمخرج
حقق أعمالاً رديئة عدة.
The Great Buster: A Celebration
بستر العظيم: احتفال
بين كل عظماء السينما الكوميدية ليس هناك من تساوى
مع بستر كيتون في فنه، وإن تجاوزه تشارلي تشابلن في الشهرة وفي
عنايته بنقل واقع اجتماعي (يدلف لما هو سياسي) من خلال بعض أفلامه.
المخرج هنا هو بيتر بوغدانوفيتش (الذي نراه في «الجانب الآخر من
الريح» ممثلاً)، وإذا ما كان هناك من ميزة خاصّـة في فحوى قيام
بوغدانوفيتش بتحقيق هذا الفيلم عن ذلك الكوميدي العبقري، فهي في أن
بوغدانوفيتش ملم بالسينما من الداخل والخارج وبتاريخها كيفما نظرت
إلى ذلك التاريخ. فيلمه هذا أفضل ما تم تحقيقه عن الكوميدي (هناك
الكثير) على أكثر من صعيد، بينها طريقة ترتيب الفيلم لينقل ما هو
خاص بما هو سينمائي. في النطاق الثاني يعرض لنا المخرج مشاهد من
أهم ما أنجزه كيتون مخرجاً وممثلاً من أفلام.
####
شاشة الناقد
July 22
July 22
>
إخراج: بول
غرينغراس
>
تمثيل: أندريا دانيلسن لاي، بوناس غرافلي، جون أويغاردن، ماريا بوك.
>
دراما | الولايات المتحدة – 2018
>
تقييم: (جيد)
في الثاني والعشرين من يوليو (تموز) 2011 أقدم
اليميني النرويجي المتطرف أندرس برافيك (أندرس دانيالسن لاي) على
قيادة شاحنة بيضاء صغيرة محمّـلة بالمتفجرات دخل بها مرآب مبنى
حكومي غير بعيد عن مبنى رئاسة الوزراء،، ثم تركها هناك وسار
مبتعداً عنها. بعد قليل تنفجر مخلفة قتلى وجرحى وحرائق.
من هناك يتوجه برافيك إلى جزيرة أوتويا الصغيرة،
حيث يمضي أكثر من مائة طالب وطالبة نزهة بإشراف مدرسيهم ومسؤوليهم
الذين نصبوا للغاية خيماً في باحة الموقع. يقود سيارة أخرى. يجتاز
جسراً ويصل إلى حيث «العبّـارة» التي ستقله هناك. حال وصوله يقتل
إحدى المدرسات ورئيس الأمن، ثم ينطلق ليفتح النار على الجميع.
النتيجة 77 قتيلاً وعشرات الجرحى، ثم جروح بدنية ونفسية وعاطفية لا
تندمل تركها في ذوات الضحايا الناجين.
يمارس بول غرينغراس التوليف الذي برع به دوماً. لا
يضيع أي وقت وعوض أن يتناول الفيلم العملية الإرهابية التي نفذها
أندرس بدافع تطهير البلد من الغرباء والمسلمين (كما يرد في الفيلم)
في ساعتيه، يقرر إنجاز تصوير الواقعة في أقل من نصف ساعة بقليل، ثم
الانصراف لمتابعة المحاكمة التي أقيمت لأندرس الذي استسلم حال وصول
قوات البوليس الخاصة وتطويقه.
ينتقل الفيلم بين مقابلاته مع محاميه ثم دخوله
مداولات المحكمة وكل ما يرتبط بها بين حياة أحد الناجين فيلجار
(غرافلي) الذي أطلق عليه برافيك خمس رصاصات استقرت في جسده، لكنه
بقي حياً. بعد العمليات الجراحية يخرج من المستشفى معطوب العين
وأعرج وضعيف القدرة البدنية. حياته كلها انقلبت رأساً على عقب وهو،
بعد تردد، يوافق على مواجهة برافيك في قاعة المحكمة، وشهادته تتسبب
في الحكم على المجرم بالسجن مدى الحياة.
يكشف الفيلم عن جانب عاطفي من شخصية المخرج
غرينغراس لم نره من قبل كذلك عما جعله أحد أمهر الرواة في سينما
اليوم، معتمداً على التوليف السريع والمضي في خط مستقيم من السرد
الموحي بالأفكار والمشاعر. غرينغراس لا يمزح ولا يقلل من تأثير
الحادثة الإرهابية ولا يتبرع بموقف مغاير لما تدينه القيم
والقوانين. ليس الأمر دفاعاً عن الإرهابي ولا حتى هو قابل للجدال.
ولقطع دابر الاعتقاد بذلك يدخل حكاية عاطفية تبقى صغيرة وغير
مفتعلة بين أندرس وناجية أخرى بسمات شرق آسيوية اسمها لارا (سيدا
ويت). يستخدم منها المخرج ما يحتاج إليه فيلجار لينفض عن نفسه
الشعور بالإحباط والهزيمة.
«يوليو
22» دراما منقولة عن الواقع ترفع من شأن القانون ورقي الممارسات
الإنسانية في مواجهة عنف الإرهاب وقبحه.
####
سنوات السينما
Nosferatu (1922)
جذور سينما الرعب ذات الفن والرسالة
عندما تقدم المخرج فردريش ولهلم مورنو من أرملة
الكاتب برام ستوكر للحصول على موافقتها لتحقيق رواية زوجها
«دراكولا»، امتنعت وهددت برفع قضية. في محاولة لتفادي هذا الوضع،
غيّـر المخرج الألماني عنوان الفيلم من «دراكولا» إلى «نوسفيراتو»،
كما في الرواية الأصلية. رغم ذلك اضطر لاحقاً إلى إتلاف نسخ الفيلم
بعدما لجأت أرملة الكاتب إلى القضاء. من حسن الحظ أن الإتلاف لم
يشمل النسخ التي كانت غادرت ألمانيا إلى دول أخرى؛ لذلك لا يزال
الفيلم حيّـاً وتأثيره اليوم قوياً كما كان دوماً.
أصل كلمة «نوسفيراتو» في الكلمة اليونانية
«نوسوفوروس»
Nosophoros،
ومعناها ناقل العدوى. وحين يكتب بعضنا عن أن كلمة نوسفيراتو تعني
مصاص دماء، أو أنه مجرد تنويع لكلمة دراكولا، فإن هذا ليس دقيقاً؛
فاسم الشخصية هنا هو «كونت أورلوك» الذي يسكن قصراً بعيداً يرفض
الجميع الاقتراب منه باستثناء هاتر (غوستاف ڤون وانغنهايم)، ذلك
الموظف البسيط في وكالة عقارات الذي يطلب منه التوجه إلى ذلك القصر
ليأخذ توقيع الكونت أورلوك (ماكس شرَك) على عقد بيع مبانٍ متداعية
قديمة في البلدة. هاتر مضطر إلى المهمة الخطرة؛ لأن زوجته التي يحب
إلين (غريتا شرودر) عليلة. هناك مشهد فراق طويل بينهما قبل أن
يستقل هاتر العربة.
سائق العربة ينقله إلى منزل يقع في الريف وصاحبه
وزوجته يتوجسان شراً من هاتر بعدما أفصح عن مقصده وينصرفان وآخرون
إلى الدعاء. ذئب يحوم ليلاً. شعور غامض وفزع مدهم ثم ها هو هاتر
يواصل الرحلة في اليوم التالي. لكن أورلوك يريد زوجة هاتر، وسوف
يزورها ليمص دمها ويتركها مريضة. من ناحيته، يحاول هاتر إيقاف هذا
الاعتداء واستعادة زوجته.
«نوسفيراتو»
جذور فيلم الرعب ذي الفن والرسالة عكس غالبية أفلام الرعب التي
تهدف فقط لإثارة الفزع بوسائل مباشرة وعقيمة. لكن هذا الفيلم، كما
حال أفلام رعب رائعة أخرى مثل «لمعان» لستانلي كوبريك أو «برام
ستوكرز دراكولا» لفرنسيس فورد كوبولا، يصر على التعامل مع الحكاية
المرعبة كمدخل طروحات نفسية وفكرية عميقة بإطار فني لا يتنازل عن
شروطه التعبيرية.
«نوسفيراتو»
عبارة عن اختيار لقطات. كل لقطة تتجانس مع الأخرى لتأليف العالم
الذي تدور فيه. الحياة كئيبة حتى من قبل وصول الكونت أورلوك للسكن
في البلدة التي يعيش فيها بطل الفيلم غير المنتبه في البداية إلى
الخطر المحدق بزوجته. حين يقرر الكونت أورلوك تغيير مكان سكنه من
الجبال القاصية، حيث يكمن قصره إلى المبنى المهجور، يستخدم سفينة
بحرية ودخلها محمولاً في تابوت، لكن إذ حط الليل خرج ونشر الطاعون
الذي قضى على كل ركاب السفينة وطاقمها.
الفيلم أيضاً فيلم أحلام. ليس فقط أن مصاص الدماء
نوسفيراتو كان ينام طوال النهار ثم يستيقظ ليلاً كما دراكولا، بل
إن الضحية التي قصد مص دمائها كان عليها أن تنام أيضاً. نوسفيراتو
سيأتيها وهي نائمة؛ ما قد يعني، باستدارة كليّـة، أنها قد تكون -
بدورها - شاهدت حلماً بطله مصاص الدماء نتيجة رغبة جنسية غير محققة.
أحد أهم مشاهد «نوسفيراتو» هو ذاك الذي يحمل فيه
مواطنون تابوت نوسفيراتو من غير علمهم بهويته. الكاميرا تتدلى من
نافذة عليا وهي ترقب التقدم البطيء لحملة النعش. حركتها وزاويتها
وتوقيت المشهد من بين تلك المشاهد المنفذة بدراية. لكن هذا هو حال
الفيلم بأسره أيضاً. تلك المشاهد الطويلة لرحلة هاتر إلى القصر.
فصل المشاهد الذي يخرج فيها نوسفيراتو من قبره منقضاً على طاقم
السفينة ناشراً الخوف والجنون مدهم وخطير. والأهم أن الفيلم نُـفذ
بتلك الدراية المبكرة لتأثير السينما، صامتة وغير ملوّنة،
الانطباعي والوجداني على المشاهد، وبالتالي كيفية استخدام الكاميرا
لمنحها الفن الذي تنتمي إليه.
####
المشهد
صورة مخادعة
>
الفيلم الذي ينال جائزة أولى من مهرجان برلين أو كان أو فينيسيا
يحظى باهتمام الجمهور الكبير، وقد يمضي في طريقه صعوداً إلى أن
يقطف جوائز أخرى عالمية.
>
وسواء نال الفيلم أو لم ينل الجائزة الأولى في أي من هذه
المهرجانات، فإن حقيقة دخوله مسابقة المهرجان أو حتى عرضه خارج
المسابقة هو احتفاء به وبصانعيه. احتفاء يحظى باهتمام ألوف
الإعلاميين العالميين. أولئك الذين يكتبون لمطبوعات مثل «دير
شبيغل» و«نيويورك تايمز» و«لوموند» وسواها من أعرق الجرائد والصحف،
أو يمثلون محطات تلفزيونية شهيرة من حول العالم.
>
لا أعني أن المهرجانات الأخرى من سان سابستيان إلى روتردام ومن
سانتا باربرا إلى ريو دجينرو أو لندن لا تجد ما تعرضه أو لا أهمية
لما تجمعه وتطرحه في برامجها الحافلة. هي مهرجانات مهمّـة تقف في
الصف الثاني مباشرة وهو صف غير متأخر، بل مساند أساسي في عملية
رواج هذه الصناعة التي لا تزال ضخمة ومثرية وذات أهمية بالغة.
>
لماذا، والحال على ما سبق ذكره، سيهتم المخرج أو
المنتج أو من له الكلمة العليا في أي فيلم جيد التوجه إلى مهرجانات
أخرى؟ لماذا سيترك ما تم ذكره من مهرجانات أولى، وفوقها تورونتو،
وصندانس، وسان فرانسيسكو، ومونتريال، وموسكو، وبوسان، وسيدني،
وطوكيو وغيرها، ويؤم مهرجاناً عربياً؟
>
سيفعل ذلك إذا كانت إدارته منظمة وتاريخه عريق والمدينة التي يُقام
فيها المهرجان لها جاذبية خاصة. أو أن فيلمه يناسب جداً المهرجان
المنتخب. أهم من ذلك أن تعني الجائزة الأولى (أو سواها) قيمة تمتد
لما بعدها.
>
المشكلة أن هذه المسائل المطروحة هنا معروفة وموافق عليها. رغم ذلك
تجد بعض مسؤولي المهرجانات الجديدة في عالمنا العربي يتصرّف كما لو
أنه يدير مهرجان «كان» نفسه. هذا في الوقت ذاته الذي تأتيك فيه
أخبار الرعب التي تصاحب عادة كل مهرجاناتنا.
>
لا أمل في أن يعترف أي شخص بالواقع ولا بالأخطاء؛ لذا تستمر
الأحوال على ما هي عليه حتى إشعار قد لا يقع.
م. ر |