«داعش» تطل من جديد فى مهرجان فينيسيا السينمائى..
ومخرج هولندى: ستالين حوَّل أكاذيبه إلى حقيقة خادعة
تقرير: خالد محمود
• «أكاشا»..
قصة حب استثنائية وساخرة فى زمن الحرب الأهلية السودانية.. وبطلا
الفيلم يعيشان لاجئين فى أوغندا
• «مولد
نجمة».. كوبر يعيد ليدى جاجا إلى لحظات الدهشة والتألق
من جديد تطل شاشة مهرجان فينيسيا السينمائى الدولى
فى دورته الـ75، بمجموعة من القضايا السياسية والإنسانية الشائكة
التى تطرح مجرياتها تساؤلات مازالت تبحث عن إجابات حتى لو مضى
عليها سنوات، وهو المهرجان الذى لم يبهر العالم فقط بأسماء مخرجيه
ونجومه المشاركين، ولكن بالقصص والحكايات التى يقدمونها. يعرض
المهرجان فيلم ايطالى المانى عن تنظيم داعش بعنوان «داعش غدا..
أرواح الموصل المفقودة»، سيناريو واخراج فرانشيسكا مانوشى واليسيو
رومينزى.
الفيلم التسجيلى يستعرض كيف يتم الدفع بمئات الآلاف
من الأطفال المتعلمين إلى العنف والاستشهاد، فى أيديولوجية مفادها
ان الأطفال هم السلاح الأكثر فاعلية لإدخال فكرة الخلافة العالمية
العظيمة فى المستقبل تحت هدف واحد هو خلق عالم مقسم إلى نصفين،
الأول على مستوى الجهاديين، والثانى هم الكفار الذين سيتم إبادتهم،
ويكشف الفيلم ان هناك 500 ألف قاصر يعيشون فى الموصل بمفردهم، خلال
احتلال الدولة الإسلامية لمدة ثلاث سنوات. تتبع إيزيس بطلة الفيلم
إلى الغد وخلال أشهر الحرب من خلال أصوات أطفال رجال الميليشيات
الذين تم تدريبهم ليصبحوا مفجرين انتحاريين، وكذلك ضحاياهم وأولئك
الذين حاربوهم. واليوم، فإن أحفاد المقاتلين هم من الأطفال الذين
يتحملون عبء تعليمهم لقتل جيرانهم، ونرى مصير العائلات الناجية من
المقاتلين فى تعقيد فترة ما بعد الحرب، وهى فترة من التهميش
والوصمة، والتى تترك فيها معركة الدم مجالًا للانتقام اليومى، لأن
العنف هو الاستجابة الوحيدة للعنف.
يطرح هذا الفيلم العديد من الأسئلة التى أصبحت أكثر
إلحاحا كل يوم من أشهر المعارك فى الموصل والتى رافقتنا فى المراحل
المضنية لفترة ما بعد الحرب: ما هو ضرورى لإنقاذ مئات الآلاف من
الأطفال لمدة ثلاث سنوات كيف يمكننا منع هؤلاء الأطفال من أن
يكونوا أرضا خصبة لإرهاب الغد؟
وهناك فيلم «معالجة» إخراج سيرجيو لوزنيتسا وهو
انتاج هولندى، وتدور أحداثه فى موسكو، إبان اتحاد الجمهوريات
الاشتراكية السوفييتية. 1930. وفى قاعة مجلس الدولة للاتحادات، تتم
محاكمة مجموعة من كبار الخبراء الاقتصاديين والمهندسين بتهمة
التآمر للانقلاب ضد الحكومة السوفييتية. يدعى أنهم عقدوا اتفاقية
سرية مع رئيس الوزراء الفرنسى، ريمون بوانكاريه، بهدف تدمير القوة
السوفييتية واستعادة الرأسمالية. جميع الاتهامات ملفقة ويجبر
المتهم على الاعتراف بالجرائم التى لم يرتكبها أبدا. المحكمة تسلم
أحكام الإعدام. الفيلم يعيد تصوير أرشيف فريد من نوعه إحدى أولى
تجارب العرض، التى دبرها ستالين. فالدراما حقيقية، لكن القصة
مزورة، حيث يقدم الفيلم نظرة غير مسبوقة على أصول النظام القاتل،
والذى جعل شعار «الكذب حقيقة» واقعه اليومى.
مخرج الفيلم سيرجيو لوزنيتسا قال: بدأت العمل فى
فيلم عن محاكمات ستالين الاستعراضية، التى عقدت فى الاتحاد
السوفييتى فى ثلاثينيات القرن الماضى، قبل عامين. كانت فكرتى
الأولية هى تحرير اللقطات من تجارب مختلفة من أجل إظهار كيف تم
إنشاء آلة الإرهاب السوفييتى، وكيف سيطر النظام تدريجيا على عقول
المواطنين الأبرياء. ومع ذلك، بعد وقت قصير من بدء دراسة المواد
الأرشيفية، اكتشفت اللقطات، التى وجدتها فريدة من نوعها. قررت أن
أصنع الفيلم بهذه الطريقة، لإعطاء الفرصة للمتفرجين قضاء ساعتين فى
الاتحاد السوفييتى فى 1930: رؤية وتجربة اللحظة، عندما تم إطلاق
آلة إرهاب الدولة، التى أنشأها ستالين، كانت نيتى إعادة بناء
المرحلة التجريبية على المسرح. لقد استعدنا وحافظنا على كل الصوت
الذى تم تسجيله فى عام 1930. والتعليق الوحيد الذى سمحت بنفسى على
تقديمه فى الفيلم بأكمله هو الصحيح فى النهاية. أحتاج هذا التعليق
من أجل قول الحقيقة، لأنه من المستحيل معرفة الحقيقة من أى حلقة
أخرى من هذا الفيلم الوثائقى. فى الواقع، العملية هى مثال فريد
لفيلم وثائقى، حيث يرى المرء «24 إطارًا من الأكاذيب» فى الثانية.
الفيلم الآخر هو السودانى «أكاشا» للمخرج هشام حجوج
كوكا، والذى يفتتح قسم أسبوع النقاد، وهو فيلم عن المعاناة، عن
المقاومة، عن استمرارية الحياة تحت الحرب، وفى الفيلم نجد «عدنان»
هو أحد أبطال الحرب الثوريين، حبه للكلاشنكوف وللقتال لا يعادله
إلا مشاعره تجاه «لينا» حبيبته التى عانت معه طويلا. عندما تأخر
عدنان عن العودة لوحدته العسكرية من إجازته، أصدر القائد تعليمات
بعمل «كاشا» التى تعنى مطاردة الجنود المتغيبين والقبض عليهم.
عدنان المشتت الفكر بسبب «لينا» يتفاجأ بالأمر ويجرى هربا، ويلحق
به «عبسى» وهو مُحبّ وليس مقاتلا يهرب أيضا من الـ«كاشا». ومعًا،
يبتكر الصديقان غير المتشابهين خططًا لإعادة «عدنان» إلى سلاحه
وحبيبته «لينا» فى غفلة من الجنود المطاردين لهما. وعبر سلسلة
ساخرة من الأحداث يستغرق زمنها 24 ساعة، نستكشف حياة وأيديولوجية
فى مناطق تسيطر عليها المعارضة فى السودان، والأيديولوجيا فى
المناطق التى يسيطر عليها المتمردون فى السودان، فالفيلم قصة حب
استثنائية وساخرة فى زمن الحرب الأهلية السودانية.
وحصل «كاشا» على جائزة أفضل فيلم لمرحلة ما بعد
الإنتاج، وقال مخرج الفيلم كوكا إن «كاشا» إن حصول الفيلم على
جائزة من أقدم مهرجان سينمائى فى العالم وهو فيلم خارج من الهامش
وكل ممثليه من سكان الهامش السودانى المبدعين ذوى البشرة السوداء
الجميلة.
واضاف: إن الأسئلة التى يطرحها الفيلم هى أسئلة
كبرى وأفكار عالمية يمكن أن تجتاح أى مجتمع يشهد تغييرا واضطرابا:
علامَ نقتتل؟ أى نوع من المجتمعات نحاول بناءه؟ كيف تبدو الحرية؟
هل ستتحسن حياتى لأنى أقاتل؟ فى جبال النوبة، هذه الأمور تتخذ معنى
حقيقيا جدًا: الناس ينضمون إلى المعارضة المسلحة وينطلقون فى
القتال، إنهم يتدربون لكى يصبحوا جنودا والعديد منهم لا يعود أبدا
إلى بيته.
يذكر أن الـ «كاشا» هى العملية التى يطارد فيها
الجيش أى عسكرى مجند لم يعد إلى وحدته بعد انقضاء إجازته؛ وهى لحظة
مكثفة مليئة بالاضطراب والرعب.
بطلا الفيلم محمد شكادو، وكمال رمضان، اللذان
يصوران المجندين الشباب الهاربين فى أول ظهور لهما فى فيلم
«أكاشا»، قد وصلا إلى أوغندا فى وقت سابق من هذا العام بعد فرارهما
من وطنهما السودان، وتقدما بطلب للحصول على وضع لاجئ فى يونيو
الماضى، لكن طلباتهما ظلت فى طى النسيان، ولم يتمكن الاثنان من
مغادرة أوغندا.
وقدم المنتج ستيفن ماركوفيتش، طلبًا إلى مفوض الأمم
المتحدة السامى لشئون اللاجئين، نيابة عن الشابين السودانيين، لكنه
لم يتلق ردًا.
وقال ماركوفيتش إن الشابين السودانيين يدرسان الآن
اللغة الإنجليزية فى العاصمة الأوغندية، كمبالا، ويأملون فى الحصول
على وظائف فى الموسيقى والأفلام.
كما يعرض المهرجان الفيلم السورى «لسة عم تسجل»
للمخرجين سعيد البطل وغيث ايوب، ويرصد الفيلم قصة سعيد، شاب يحاول
تعليم قواعد السينما لغيره من الشباب فى الغوطة الشرقية، سوريا،
لكن الواقع الذى يواجهونه قاس جدا بحيث لا يحترم أى قواعد.على
الجانب الآخر نجد صديق ميلاد فى دمشق، مدينة تحت سيطرة نظام الأسد،
ينهى دراسته فى الفنون الجميلة. فى نقطة ما، قرر ميلاد مغادرة
العاصمة وانضمامه إلى سعيد فى دوما تحت الحصار، حيث أقاما محطة
إذاعية محلية واستوديو تسجيل. يحملان الكاميرا لتصوير كل شيء،
لتكون صورتهما بمثابة شهادة على ما يجرى من انقسام مجتمع ومتاهة
احلام وحياة.
كما يعرض المهرجان فيلم «مولد نجمة» فى المسابقة
الرسمية أول الأفلام التى يخرجها الممثل الأمريكى برادلى كوبر،
والذى شارك فى انتاجه ايضا، وهذه هى المرة الثالثة التى يعاد فيها
إنتاج هذا الفيلم القديم، ويقوم ببطولته برادلى كوبر وأمامه ليدى
جاجا وسام إليوت، والفيلم من نوع الكوميديا الموسيقية.
فى هذه الرؤية الجديدة عن قصة الحب القوية، يلعب
كوبر دور الموسيقار المخضرم جاكسون مين، الذى يقع فى حب الفنانة
المتعطشة للفن آلى «ليدى جاجا» والتى اكتشفها، وقد تخلت عن حلمها
كمغنية فى لحظة ما حتى يقنعها جاكسون بالعودة لدائرة الضوء لكن
ينهار الجانب الشخصى من علاقتهما، أمام طموح يحارب جاكسون المستمر
وصراعاته النفسية.
يتميز فيلم «مولد نجمة»، الذى يشارك فى بطولته ايضا
أندرو ديس كلاى، مع ديف تشابيل وسام إليوت بالأغانى الأصلية التى
يتم عرضها مباشرة أمام الكاميرا، من قبل كوبر وجاجا اللذين كتبا
عددًا من المقاطع الموسيقية معا بالتعاون مع فنانين موسيقيين مثل
لوكاس نيلسون وجيسون إيسبيل ومارك رونسون، تشمل فرقة الفيلم أيضا.
####
الممثلة فانيسا ريدجريف:
أدعم المخرجات لكن التعامل مع بعضهن صعب
انضمت الممثلة البريطانية، فانيسا ريدجريف، للأصوات
الداعية إلى تسليط الأضواء على إبداع النساء في عالم الإخراج، رغم
إقرارها بأن العمل مع بعضهن صعب أحيانًا.
قالت ريدجريف، البالغة من العمر 81 عامًا، وحصالة
على جائزة الأسد الذهبي عن مجمل أعمالها في مهرجان البندقية
السينمائي الذي انطلق الأسبوع الماضي، وواجه انتقادات بسبب قلة عدد
المخرجات المشاركات فيه، أنه من بين 21 فيلمًا اختيرت لدخول
المسابقة الرئيسية للمهرجان هذا العام، لا يوجد سوى فيلم واحد من
إخراج امرأة، وهو فيلم
)العندليب(
للمخرجة جينيفر كنت.
وقالت «ريدجريف» في مقابلة مع رويترز "كما تعلمون
يمكن للمرأة أن تكون صعبة المراس... أكثر من الرجل، وربما تكون
بكثير من أحيانا أكثر موهبة.. لكنها قد تكون صعبة جدًا".
وأضافت: "أنا شخصيًا عملت مع مخرجات ولست سعيدة على
الإطلاق بالتجربة، في المسرح أو السينما، وفي بعض المرات كنت أجد
التعامل معهن صعبا".
وتابعت : "لا أرى أن الحركة النسوية على إطلاقها
خطأ، ولكن بعض الأمور التي تفعلها ناشطات الحركة النسوية يكون لها
مردود عكسي... على أية حال تحيا المخرجات وغيرهن". |