كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

عن مهرجان "كانّ" وأحوال المهرجانات السينمائية العربية

نديم جرجوره

كان السينمائي الدولي

الدورة الحادية والسبعون

   
 
 
 
 

يقترب موعد إقامة الدورة الـ71 لمهرجان "كانّ" السينمائي (8 ـ 19 مايو/ أيار 2018). الانتظار مملّ، على النقيض التام من الحماسة والمُتع المختلفة، التي يعيشها زائر الدورة المنتظرة، في أيامها الـ12. الرغبة في اكتشاف جديد صناعة السينما في العالم مُلحّة على نقّادٍ وصحافيين سينمائيين يلتقون، من دون سابق معرفة بينهم، في 12 يومًا، سنويًا. المُشاهدة اكتشافٌ، والاكتشاف سمة مواظبين على مهرجان "كانّ"، وعلى مهرجانات تُشبهه. هذا موعد سنوي لإطلاق الجديد، أي لتقديم عناوين غير مُشَاهَدة قبلاً.

المُشاهدة اكتشاف، والاكتشاف دافعٌ إلى نقاش يبدأ ـ بالنسبة إلى البعض ـ بعد لحظات قليلة على انتهاء الفيلم المُكتَشف. للبعض الآخر متعة الإسراف في التأمّل قبل النقاش، لكن متعة كهذه تتعطّل، أحيانًا، في مهرجان يُتيح لهؤلاء جميعهم إمكانيةَ مُشاهدةِ ما يتراوح بين 6 و8 أفلام يوميًا، مُوزّعة على مسابقات وبرامج واستعادات وكلاسيكيات. الرقم مغر، وإنْ يُتعِب كثيرين. لكنها لذّة المغامرة، المنبثقة من رغبة الاكتشاف النابع من المُشاهدة، ولا بأس بتأجيل التأمل قليلاً، فالملاحظات المدوَّنة، والجماليات السينمائية المبثوثة على الشاشات الكبيرة في صالات "قصر المهرجانات"، وبعض القاعات المحيطة به، كفيلةٌ بمنح التأمّل اللاحق عمقًا وجاذبية ومتعةً.

مُشاهدات

كلامٌ مُكرَّر؟ ربما. كلامٌ معروفٌ؟ بالتأكيد. فالمواظبون على مهرجان "كانّ" ـ وعلى غيره من المهرجانات التي تُشبهه ـ يعرفون هذا كلّه، ويحاولون التوفيق بين المُشاهدة وحضور المؤتمرات الصحافية المفتوحة أمام الجميع، واللقاءات الخاصّة التي يتفرّد بها مهتمّون وقادرون على الحصول عليها بتواصل سابق على هذه الدورة أو تلك، مع مسؤولين مباشرين عن ترتيب اللقاءات المطلوبة. يحاولون التوفيق بين هذا كلّه ومسائل أخرى أيضًا: متابعة لقاءات "دروس السينما"، إنْ تنوجد؛ السعي الحثيث إلى لقاءات مع فاعلين وعاملين في الصناعة بجوانبها المختلفة؛ لقاءات "عفوية" مع زملاء مهنتي النقد والصحافة السينمائية، إلخ. ففي عالم النقد والصحافة السينمائية، هناك "نجوم" أيضًا لديهم قوّة تأثير على زملاء وسينمائيين وعاملين في صناعة الفن السابع واقتصاده.

الغليان الذي تشهده المدينة الفرنسية الجنوبية في أيام مهرجانها لذيذ ومفيد، خصوصًا عندما يكون الطقس مُعتدلاً. لكن المدينة تعيش مهرجانات أخرى أيضًا، لا علاقة لها بالسينما. موسيقى الجاز والعقارات وأشياء أخرى أيضًا، لها مهرجاناتها وأسواقها وتجارتها. الغليان زمن المهرجان السينمائي مصنوعٌ من عوامل كثيرة: الضيوف والزائرون والمتابعون والعاملون. يقول مواظبون دائمون إنّ أهل المدينة، المُقيمين فيها بشكل دائم، يستاؤون أحيانًا من الضجيج والكثرة. لكن أصحاب مهن مختلفة غير آبهين بضجيج وكثرة، بل "يُطالبون بهما" في 12 يومًا: المطاعم والملاهي الليلية والمقاهي تمتلئ كثيرًا أيام المهرجان السينمائي. الفنادق تعجّ بنجومٍ وصانعي أفلامهم. مالكو الشقق المفروشة يستفيدون. مالكو المحلات التجارية الخاصّة بالمأكل والمشرب يستفيدون هم أيضًا. المحلات الأخرى مفتوحة أمام الجميع. التسوّق جزءٌ من يوميات نجوم ومتمكّنين وراغبين.

يستحيل التغاضي عن التفاصيل الجانبية للحدث السينمائي السنوي الأبرز. تفاصيل تصنع يوميات أناسٍ يأتون للمُشاهدة والاكتشاف، وآخرين يعتبرون المهرجان محطة لترويج الأعمال والـ"بيزنيس". فالسوق السينمائية في مهرجان "كانّ" أهمّ من أي سوق سينمائية أخرى في العالم، وربما تلتحق بها سوق مهرجان برلين، أحد المهرجانات الـ3 الأولى في العالم، إلى جانب "كانّ" والبندقية.

المُشاهدة ضرورية، فهي أساس المُشاركة في المهرجان الدولي. كثيرون ينتظرون الأفلام المختارة، كذاك الذي يفتتح الدورة الـ71، لأسبابٍ عديدة: فـ"الجميع يعلمون" جديدُ السينمائي الإيراني أصغر فرهادي (1972)، أحد الإيرانيين القلائل المتمكّنين من الجمع بين انتماء إلى بلدٍ يُعطِّل اشتغالات سينمائية كثيرة لأسباب سياسية وإيديولوجية، وانتشار دولي يمنحه إمكانية تحقيق أفلام غربيّة. جديده هذا غربيٌّ بامتياز: إنتاج إسباني، وممثلون إسبان ـ أبرزهم بينيلوبي كروز (1074) وخافيير بارديم (1969)، واللغة المستخدمة فيه إسبانية. ثم أنّ هذا غير حاصل في افتتاح دورات سابقة، يغلب على أفلامها هوية/ لغة فرنسية أو إنكليزية. هذا غير حاصل منذ 14 عامًا، وتحديدًا منذ "التعليم السيء" للإسباني بيدرو ألمودوفار (1949)، الذي افتتح الدورة الـ57 (12 ـ 23 مايو/ أيار 2004).

رغم أن المقارنة لن تجدي نفعًا، إلاّ أنّ القولَ ضروريٌ ذكرُه هنا: هذا مفقودٌ في الغالبية الساحقة من المهرجانات السينمائية في العالم العربي. بعضها يُثير غليانًا في مدينة تحتضنه، لكنه لن يقترب من حالة الغليان الأجمل في "كانّ"، وفي مهرجانات تُشبهه. المحاولات العربية الجادّة قليلةٌ للغاية. مهرجانات عربية ذات بُعد دولي تعاني غيابًا ملحوظًا لأبناء البلد، سينمائيين ومهتمّين ومشاهدين. الاستثناءات قليلة: في تونس، "تمنع" كثرة المشاهدين التوانسة ضيوفًا عديدين من مُشاهدة أفلامٍ تونسية، وغير تونسية أحيانًا، لحماستهم للسينما، ولأفلام بلدهم. في المغرب، يحدث هذا أيضًا في بعض المهرجانات المحلية، خصوصًا ذاك المختصّ بالأفلام المغربية "الوطنية"، أو المتوسطيّة مثلاً.

مقارنات وتساؤلات

في بيروت، يكاد المُشاهدون يبقون هم أنفسهم، تقريبًا، في المهرجانات والتظاهرات والنشاطات السينمائية المختلفة. مهرجانات مدن الأطراف اللبنانية (طرابلس وجونيه في شمال بيروت، وصُوْر والنبطية في جنوبها، مثلاً) تجتهد لتثبيت حضورها، ولجذب الأفراد إليها. في القاهرة والإسكندرية والإسماعيلية، الوضع كارثيّ: ناس البلد منفضّون عن مهرجانات مدنه تلك، وسينمائيوه مبتعدون، غالبًا. كلّ اجتهاد يصنعه مدراء أو مسوؤلون يصطدم بأزمات ومآزق مزمنة. سطوة أجهزة الدولة عاملٌ أساسيّ. افتقار المدن إلى صالات حديثة عاملٌ أساسي أيضًا. لكن، كيف يُفسَّر المشهدان التونسي والمغربي: صالات قديمة ومهترئة وبالية، ومن دون أجهزة حديثة، تتمكّن من جذب حشود كبيرة من المشاهدين التوانسة والمغربيين؟

الصالات السينمائية في دول الخليج العربي حديثة ومجهّزة بتقنيات أحدث وأهمّ. لكنها، أثناء مهرجانات سينمائية تُقام فيها، تمتلئ ـ غالبًا ـ بضيوف ومدعوين فقط، وبعض الأجانب المقيمين فيها لعملٍ أو سياحة. مهرجانات خليجية منفتحة على العالم تحاول صُنع اختلافٍ، لكنها تعجز عن اللحاق بمهرجانات دولية عريقة. منصّات التواصل والتمويل واللقاءات مع مهنيين واختصاصيين سينمائيين أجانب وغيرها من النشاطات حكرٌ على ضيوف ومدعوين أيضًا. هذا مفيد لصنّاع السينما، لكنه سلبيٌّ لصورة تلك البلدان العاجزة عن دفع مهرجاناتها إلى منافسةٍ، أو أقلّه إلى تمتين حضورٍ دولي أعمق وأهمّ. لكن، رغم هذا، تقدر مهرجانات سينمائية خليجية قليلة للغاية على تفعيل حضور عملي ـ مهني كبير ومهمّ وضروري بالنسبة إلى عاملين في صناعة السينما العربية. تقدر أيضًا على تثبيت حضور دولي، بعد دورات عديدة مانحة إياها اهتمامًا وتواصلاً دوليين.

لن أتوقّف عند مسائل أخرى تصنع حياة متكاملة في بلدان غربية. الحريات والتسهيلات الجمركية والاقتصادية أساسية. امتناع السلطات الرسمية عن التدخّل كلّيًا عاملٌ مُساعد. تحوّل المهرجانات السينمائية الغربية كلّها إلى مؤسّسات مستقلّة، ذات فرق عاملة فيها بشكل دائم، دافع إلى النجاح والاستمرار والتحرّر من سطوة أو رقابة أو تسلّط. التمويل والرعاية مطلبان، لكن "مأسسة" المهرجانات الغربية كفيلة بالحصول عليهما، عبر علاقات واتفاقات مختلفة.

المهرجانات السينمائية (وغير السينمائية) العربية خاضعةٌ، بغالبيتها الساحقة، لأمزجة متحكّمين بها وبالبلدان التي تُقام بها. ما الذي يمنع تحويل "مهرجان القاهرة السينمائي الدولي" مثلاً إلى مؤسّسة مستقلّة، تبتعد كلّيًا عن مزاجية حاكم متسلّط؟ أليس الوقت ملائمًا لترتيب المسألة، مع اختيار المنتج المستقلّ محمد حفظي (1975) رئيسًا للدورة الـ40، المزمع إقامتها بين 15 و24 نوفمبر/ تشرين الثاني 2018؟ ألم يحن الوقت لتأهيلٍ جذري لمهرجانٍ يحمل اسم مدينة عربية يُركن إليها، رغم كلّ شيء، في تاريخ السينما وحاضرها؟ الوقت ملائم لقول كهذا أكثر من أي وقت ماضٍ. محمد حفظي منتمٍ إلى جيل شبابيّ له فضلٌ كبير في صناعة سينما عربية مختلفة ومتمرّدة وصانعة صورة تجديدية. خبرته وعلاقاته وحضوره أمور صالحة لتأسيسٍ جديد للمهرجان، بالإضافة إلى قدرته على "التنصّل" من روابط ومصالح خاصة على حساب المهنة وجمالياتها. لكن سطوة الدولة المصرية، العميقة وغير العميقة، وأزلامها، أقوى من أي شيء آخر.

أمثلة

أمثلةٌ أخرى: "مهرجان دمشق السينمائي الدولي"، المُعطَّل حاليًا بسبب الحرب الأسدية على شعب سورية ومجتمعها وعمرانها وتاريخها واجتماعها. فَشَلُ المهرجان نابعٌ من تحويله إلى مؤسّسة رسمية باهتة وفاقدة لأي معنى أو شغف أو حضور. الحرب السورية تحول دون نقاشٍ عمليّ لأحوال المهرجان الدمشقي، لكن سطوة الحكم قاتلة، قبل الحرب وأثناءها. والمهرجان ـ المُشارك و"مهرجان القاهرة السينمائي" و"أيام قرطاج السينمائية" (تونس) في كتابة فصولٍ من التاريخ الحديث للسينما العربية، أفلامًا وقضايا وأسئلة ومشاغل ـ مؤهّلٌ سابقًا لأن يكون مؤسّسة مستقلّة كلّيًا، كي يتمكّن من ممارسة وظيفته كمهرجان دولي، في إطلاق الجديد، ومناقشة الوقائع، وابتكار أنماطٍ مختلفة للتمويل والإنتاج، ولتفعيل الثقافة السينمائية، كتابة وعروضًا وسجالات. لكن البلد قامع ومقبوض عليه بيد من حديد، ما يحول دون استقلالية منشودة لمهرجان منتهٍ حاليًا، كحالة البلد برمّته.

بالتالي، ألا تستحق دول المغرب العربي، صانعة سينما عربية مهمّة بمستوياتها كلّها، أن تكون لها مهرجانات متحرّرة من تمويل سلطة، ومن تحكّم سلطة، ومن رقابة سلطة؟ التجربة اللبنانية مختلفة. المهرجانات غير مرتبطة بالدولة، والصالات المختارة حديثة إلى حدّ كبير، لكنها خاضعة لـ"جهاز الرقابة على المصنّفات الفنية"، الذي يمنع أفلامًا وفقًا لمصالح قوى غير رسمية. مع هذا، فهي غير ممأسسة، بالمعنى العلمي الدولي. المبادرات الفردية أنجح في جعلها حاضرة في المشهد اللبناني، وفي تمدّدها، عربيًا ودوليًا. النشاطات السينمائية الرديفة جزءٌ من الحيوية السينمائية المحلية. ورش عمل وتدريبات ولقاءات إنتاجية وغيرها، أمورٌ تساهم في بلورة أفق مختلف لمعنى النشاط السينمائي، وإنْ يبقى المهرجان ضروريًا.

ملاحظات كهذه دعوة إلى مزيدٍ من النقاش. انتظار مهرجان "كانّ"، ومهرجانات دولية أخرى، تساهم في تفعيل رغبة الاكتشاف عبر المُشاهدة. المقارنة بين المهرجانات المُقامة في مدن عربية وتلك الغربية نابعةٌ من اهتمام بضرورة تحرير المهرجانات العربية من كل عائق يحول دون تطويرها وحريتها. نابعةٌ أيضًا من اهتمام بأولوية جعل المهرجانات تلك مؤسّسات سينمائية فاعلة ومؤثّرة.

*ناقد سينمائي من أسرة "العربي الجديد"

ضفة ثالثة اللندنية في

12.04.2018

 
 

"كان 71": "نادين لبكي" تنافس في المسابقة الرسمية

محمد حجازي

خبر سعيد، وحدث سينمائي كبير. اللجنة المنظمة للدورة 71 لـ"مهرجان كان السينمائي الدولي" أعلنت لائحة بأسماء الأفلام التي ستتسابق لنيل السعفة الذهبية لهذا العام، وفيها آخر ما صوّرته المخرجة اللبنانية "نادين لبكي" بعنوان "كفرناحوم" وهو إسم منطقة في فلسطين المحتلة معروفة بكثرة آثارها المسيحية.

الخبر ما زال طازجاً من باريس حيث جرى الإعلان عن الأفلام المتنافسة في مؤتمر صحفي، وعلمنا من الفنان "جورج خباز" المشارك في كتابة نص الفيلم مع المخرجة "نادين" و "جهاد حجيلي" أن المكتب الإعلامي لـ "نادين" يعد خبراً مفصلاً عن هذا الحدث الكبير لأول فيلم لبناني ( منذ فيلم "إلى أين" لـ جورج نصرأوائل الستينات) يدخل المسابقة، في وقت سبق للمخرجة المميزة أن حظيت بمنافسة في تظاهرة "نظرة ما"، كما كانت عضو تحكيم في المهرحان.

"كفر ناحوم" يتناول في المعلومات القليلة المتوفرة عنه قضية طفل يرفع دعوى ضد ذويه مستفهماً عمن قال لهما بأنه يريد المجيء إلى هذه الدنيا. وقد إختارت "نادين" فريقها التمثيلي من الناس العاديين والذين لا خبرة لهم في الفن.

هذا خبر أولي عن الشريط، وسنكون على موعد مع تفاصيل أخرى عن الأفلام المتبارية والمشاركة في باقي التظاهرات الأربع في المهرجان، مع موعد نضربه من داخل قصر المهرجان لـ "الميادين نت" لتغطية حية تلحظ كافة حيثيات هذا المنبر السينمائي العالمي بعد الأوسكار.

الميادين نت في

12.04.2018

 
 

تفاصيل الفيلم المصري المشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي

كتبت – منال الجيوشي:

أعلن مدير مهرجان كان السينمائي الدولي تييري فريمو، خلال مؤتمر صحفي عالمي ، أن الدورة القادمة للمهرجان، ستعرض فيلم لمخرج مصري داخل المسابقة الدولية للمهرجان، وهو فيلم "يوم الدين".

الفيلم تدور أحداثه حول رجل يدعى "بشاي" مصاب بالجزام، يرحل من مستعمرة تضم المصابين بالجزام في أبو زعبل، ليعود لأسرته في إحدى أقاليم مصر، ويشاركه الرحلة حمار، وطفل يتيم.

الفيلم بطولة راضي جمال، الذي يقوم بدور "بشاي"، والبطل بالفعل كان مصابا بالجزام، وتشاركه البطولة شهيرة فهمي، التي تقوم بدور الممرضة.

"يوم الدين" قصة وإخراج أبو بكر شوقي، وإنتاج المصرية الأمريكية دينا إمام، كما انضم لإنتاج الفيلم الفنان محمد حفظي.

يذكر أن الفيلم حصل من قبل على منح إنتاجية من سند التابع لمهرجان أبو ظبي، ومنصة مهرجان الجونة السينمائي.

####

محمود فارس: فخور بعرض "يوم الدين" في المسابقة الرسمية بمهرجان "كان"

كتبت – منال الجيوشي:

قال الفنان محمود فارس، إنه فخور بترشيح فيلمه "يوم الدين"، للعرض في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي، بدورته المقبلة.

وأكد "فارس" في تصريحات لـ"مصراوي"، أنه شارك بالعمل منذ 3 سنوات، وفوجئ اليوم بترشيح الفيلم للمسابقة الرسمية بالمهرجان.

وأشار الفنان الشاب إلى أنه يجسد شخصية عضو بإحدى العصابات بمستعمرة الجزام، وصوّر على بعد 170 كيلو من طريق الواحات، داخل مستعمرة نفايات، وشارك ضمن طاقم العمل أشخاص من كندا، ومن الولايات المتحدة الأمريكية، وأشادوا بأداء الممثلين المصريين وقتها.

فيلم "يوم الدين" من بطولة سيد رجب، راضي جمال، شهيرة فهمي، محمود فارس، محمد عبد العظيم، وقصة وإخراج أبو بكر شوقي، ومن إنتاج دينا إمام، ومحمد حفظي.

####

محمد حفظي يكشف تفاصيل علاقته بفيلم "يوم الدين" المُشارك في "كان"

كتب- مصطفى حمزة:

أكد المنتج محمد حفظي أن علاقته بفيلم "يوم الدين"، الفيلم المصري المُشارك بالمسابقة الرسمية لمهرجان كان، بدأت بعد مشاهدته النسخة الأولى منه، مؤكدًا أن منتجته دينا إمام ومؤلفه ومخرجه أبو بكر شوقي، هم الأبطال.

وعلق حفظي على إعلان اختيار الفيلم عبر صفحته بموقع "فيسبوك": "ناس كثير بتهنيني على إني منتج (يوم الدين)، أنا فعلًا منتج مشارك بشركتي فيلم كلينيك، وموزع للفيلم في العالم العربي، لكن أنا ارتبطت بالفيلم وقررت أخوض معاهم الرحلة دي بعد مشاهدة النسخة الأولى من الفيلم يعني الأبطال اللي عملوا الفيلم هم أبو بكر شوقي ودينا إمام منتجة الفيلم، وكان معاهم ناس كتير ساعدوهم وتعبوا معاهم، منهم محمد صقر وأشخاص وجهات كتير دعمتهم".

وهنأ حفظي صناع الفيلم، مضيفًا "مبروك عليكم تعبكم جاب نتيجة، ومبروك للسينما المصرية عودتها لمسابقة (كان)، يلا بقى نبدأ نشتغل على الفيلم اللي جاي لأن مفيش وقت".

وكان مدير مهرجان كان السينمائي الدولي تييري فريمو، أعلن خلال مؤتمر صحفي عالمي، أن الدورة المُقبلة للمهرجان، ستعرض فيلم لمخرج مصري داخل المسابقة الدولية للمهرجان، وهو فيلم "يوم الدين".

الفيلم تدور أحداثه حول رجل يُدعى "بشاي" مصاب بالجزام، يرحل من مستعمرة تضم المصابين بالجزام في أبو زعبل، ليعود لأسرته في إحدى أقاليم مصر، ويشاركه الرحلة حمار، وطفل يتيم.

الفيلم بطولة راضي جمال، الذي يقوم بدور "بشاي"، والبطل بالفعل كان مُصابا بالجزام، وتشاركه البطولة شهيرة فهمي، التي تقوم بدور الممرضة.

"يوم الدين" قصة وإخراج أبو بكر شوقي، وإنتاج المصرية الأمريكية دينا إمام، كما انضم لإنتاج الفيلم السيناريست محمد حفظي.

موقع "مصراوي" في

12.04.2018

 
 

مصر تشارك بـ«يوم الدين» في مهرجان كان

كتب: علوي أبو العلاريهام جودة

أعلن مهرجان كان السينمائي الدولي، عن اختيار فيلم «يوم الدين» للمخرج أبوبكر شوقي، وإنتاج محمد حفظي، للمشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان في دورته الـ71، التي تنطلق في الفترة من 8-17 مايو.

ويتناول الفيلم قصة مصاب بالجذام يهرب من إحدى المصحات عند اكتشاف مرضه، ليخوض رحلة عبر مصر ويصطحبه فيها طفل صغير، ليكون الوحيد الذي يقبله دون خوف منه أو من مرضه.

أبوبكر شوقي مخرج في أوائل الثلاثينيات من عمره، تخرج في معهد سينما ٢٠٠٩، والفيلم هو أول عمل طويل له،

وقال محمد حفظي، منتج الفيلم، ورئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، في تصريحات لـ«المصري اليوم»، إنه شارك في إنتاج الفيلم، وهو التجربة الأولى لمخرجه.
يُعيد الفيلم مشاركات السينما المصرية في مهرجان كان السينمائي الدولي، بعد مشاركة فيلم «اشتباك» للمخرج محمد دياب في قسم «نظرة ما» بالمهرجان قبل عامين، كما سبق وأن شارك عدد من المخرجين في مهرجان كان منهم المخرج الراحل يوسف شاهين والمخرج يسري نصر الله.

المصري اليوم في

12.04.2018

 
 

"يوم الدين" يمثل مصر فى المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائى الدولى

كتب على الكشوطى

أعلن مهرجان كان السينمائي عن مشاركة الفيلم المصري "يوم الدين" للمخرج أبو بكر شوقي، وفيلم "كفر نعوم" للبنانية نادين لبكي في المسابقة الرسمية للمهرجان.

فيما يشارك فيلم "صوفيا" للمغربية مريم بن مبارك و"قماشتي المفضلة" للسورية غايا جيجي في مسابقة نظرة ما التابعة للمهرجان.

الفيلم المصري يتناول حياة رجل في منتصف عمره، ترعرع داخل مُستعمرة للمصابين بالجُذام.. يغادر هذه المستعمرة وينطلق برفقة صديقه وحمار خلال رحلة عبر أنحاء (مصر) في محاولة لمعاودة الاتصال بعائلته من جديد، فالفيلم يتناول موضوع مرض الجذام عن قصص حقيقية لبعض المرضى من خلال رجل صعيدى يرى شقيقه بعد 40 عاما والكل يبتعد عنه بسبب ما أصابه من تشوهات، ويجسد الفنان سيد رجب والد الفنان محمد عبد العظيم ووالد الرجل المشوه أيضا كما تشارك في بطولته  شهيرة فهمي وراضي جمال.

####

شركة نتفليكس تسحب كل أفلامها من مهرجان كان السينمائى

رويترز

قالت شركة نتفليكس، يوم الأربعاء، إنها ستسحب كل أفلامها من مهرجان كان السينمائى الذى يقام الشهر القادم بعد أن منع المنظمون خوض أفلام الشركة مسابقاته، لرفضها عرضها فى دور السينما.

وقال تيد ساراندوس مدير المحتوى فى نتفليكس، فى مقابلة مع مجلة فارايتى، إن عرض الأفلام فى مهرجان كان، لن يكون له معنى بعد أن غير قواعده، كان مدير المهرجان تييرى فريمو، قال الشهر الماضى، إن نتفليكس رفضت توزيع أفلامها فى دور العرض بفرنسا وبالتالى ستمنع من المنافسة فى الحدث الذى يستمر 12 يوما، لكنه أوضح أن بوسع الشركة عرض أفلامها خارج المسابقات الرسمية.

وقال ساراندوس، لمجلة فارايتى، إن نتفليكس لن تشارك خارج المنافسات، وأضاف "لا أظن أن هناك أى منطق فى الخروج من المسابقات"، وتعتزم نتفليكس، عرض 80 فيلما فى العام الحالى لعملائها الذين يبلغ عددهم 109 ملايين على مستوى العالم.

وعرضت الشركة بضعة أفلام مثل (برايت) من بطولة ويل سميث فى عدد محدود من دور العرض، لكن معظم سلاسل دور العرض الكبرى رفضت طرح أفلام نتفليكس، لأنها تعرضها على الإنترنت فى نفس التوقيت.

اليوم السابع المصرية في

12.04.2018

 
 

نادين لبكي بين المتنافسين على السعفة الذهبية لمهرجان كان

أعلن عن مسابقته الرسمية

بالم سبرينغز (كاليفورنيا): محمد رُضا

هناك بضع مفاجآت وردت في المؤتمر الصحافي الذي أقامه رئيس مهرجان كان السينمائي الدولي بيير لسكور ومديره الفني تييري فريمو صباح يوم أمس، الثاني عشر من هذا الشهر، يتعلق معظمها بالاختيارات الرسمية التي تم الإعلان عنها خلال المؤتمر.

أهم هذه المفاجآت بالنسبة للسينما الآتية من دول عربية على الأقل، وجود فيلمين عربيين ضمن المسابقة التي تحتوي على 19 فيلماً، حتى الآن مع احتمال إضافة فيلم واحد لاحقاً.

الفيلمان يأتيان من أهم سينمات المنطقة العربية حالياً: لبنان ومصر.

الفيلم اللبناني هو «كابرنوم» أو «كفر ناحوم» بالعربية، وهي قرية ساحلية أسستها سلالة حسمونيان اليهودية قبيل ولادة المسيح واستمرت لأقل من مائة عام قبل أن يحتل الرومان فلسطين. هل هو فيلم تاريخي يستمد أحاديث وردت في الكتب المسيحية أو اليهودية؟ أو هو إسقاط الحاضر على الماضي؟ أو هو شيء مختلف تماماً عن هذا وذاك؟

الاختيار مفاجئ بحد ذاته مهما كان موضوع الفيلم، والأكثر مدعاة للتعجب أن الإخراج هو لنادين لبكي، المخرجة اللبنانية التي شهدت نجاحين كبيرين في السنوات الماضية. الأول سنة 2007 وعنوانه «كراميل» والثاني سنة 2011 بعنوان «وهلأ لوين؟». كلاهما نال جوائز مختلفة لكن ليس من بينها جائزة رئيسية أو رسمية أولى.

الفيلم الثاني هو «يوم الدين» لأبو بكر شوقي، وفي حين أن تمويل فيلم «كفر ناحوم» ربما جاء بالشراكة مع مؤسسات إنتاج أوروبية، فإن المؤكد أن الفيلم المصري إنتاج محلي بالكامل ومن شركة جديدة اسمها «دزرت هايواي بيكتشرز».

هو فيلم رحلة داخل مصر لمسيحي مصاب بمرض الجذام يبحث في الماضي والحاضر على حد سواء.

المعلومات المتوفرة عن كلا الفيلمين شحيحة لكن تييري فريمو وجدهما مناسبين جداً للمنافسة في رحى المسابقة التي تحتوي كذلك على أكثر من ناحية لافتة أخرى هذا العام.

عودة سبايك لي

من أهم ظواهرها هذه السنة أنه، وبعد نقد دام لسنوات، استبدل المهرجان زبائن قدامى بآخرين جدد. ففي السابق انتقد البعض (غالباً من الإعلاميين) حقيقة أن المهرجان يعتمد في دوراته على الأسماء المعهودة ذاتها. زبائنه من الأسماء المهمة لكن حضورهم عاماً بعد عام بات أشبه بتقليد مفروض أكثر منه تقديراً مفترضاً.

هذه السنة نجد عدة أسماء جديدة في هذا السباق الكبير من الأفلام بعضها لمخرجين غابوا سنوات عدة قبل عودتهم هذا العام، وبعضهم الآخر جديد كحال اللبنانية نادين لبكي والمصري أبو بكر شوقي أو ما زال يعتبر جديداً نسبة للعدد المحدود من الاشتراكات السابقة في إطار المهرجان.

من بين هؤلاء الإيطالية أليس روراوشر التي أنجزت نجاحاً نقدياً كبيراً عبر فيلمها «الأعاجيب» قبل ثلاثة أعوام. كذلك الفرنسي ستيفان بريز الذي سبق له وأن شارك داخل مسابقة دورة عام 2015 بفيلم «مقياس رجل». كذلك الفرنسية إيفا أوسون التي تتقدم للمسابقة لأول مرة وذلك فيلم عاطفي عنوانه «فتيات الشمس».

أما من بين المخضرمين فنجد الأميركي سبايك لي الذي كان لمهرجان «كان» فضل اكتشافه عالمياً عندما قدم فيه فيلميه «افعل الشيء الصحيح» (1989) و«حمى الغابة» (1991). الفيلم الذي يعود به يحمل اسماً مركباً هو Blackkklansman وهو جمع بين كلمات ثلاث Black وKlan وMan ويدور بالفعل حول شريف بلدة أسود ينجح في دخول جماعة الكوكلس كلان العنصرية البيضاء.

هناك أيضاً ظاهرة وجود أربعة أفلام من جنوب شرق آسيا، وهي نسبة أعلى قليلاً من المعتاد لكنها ما زالت أقل بكثير من نسبة الاشتراكات الأوروبية التي تضم 4 أفلام فرنسية التمويل وفيلم روسي واحد وإيطاليين وبولندي وإسباني.

هذا الفيلم الإسباني هو الذي كنا أشرنا إليه أولاً قبل بضعة أيام كونه الفيلم الثالث للمخرج الإيراني أصغر فرهادي الذي يحققه بتمويل أوروبي بعد «الماضي»، 2013 و«البائع»، 2016. عنوانه «الكل يعرف» وتمويله فرنسي - إسباني مشترك وناطق باللغة الإسبانية كوم الأحداث تقع في مدريد من بطولة خافيير باردم وبينيلوبي كروز.

المفاجئ إلى حد وجود فيلم إيراني في المسابقة هو فيلم جعفر باناهي وعنوانه «ثلاثة وجوه». مثل أعماله الأخيرة التي بعث بها (سراً!) إلى مهرجانات دولية، حقق باناهي هذا الفيلم بعيداً عن أعين السلطة الإيرانية كونه محتجزا بقرار من المحكمة في بيته الساحلي وممنوع عليه العمل.

موضع خلاف

في مؤتمره الصحافي أعلن فريمو أن الخلاف الناشئ مع شركة «نتفلكس» لا يزال عالقاً، لكنه نأى عن مسؤولية هذا الوضع عندما ذكر أن الشركة الأميركية العملاقة بعثت بفيلمين أرادت إشراكهما في المسابقة. الفيلم الأول (لم يفصح عن عنوانه) تم رفضه لأن الشركة أصرت على عدم قبولها توزيعه سينمائياً في صالات العرض. والثاني هو «الجانب الآخر من الريح» (The Other Side of the Wind) وهو مشروع كان المخرج أورسون وَلز بدأه قبل رحيله سنة 1984 بسنوات لكنه لم يستطع إكماله بسبب عدم وجود التمويل آنذاك. المخرج بيتر بوغدانوفيتش، الذي تعرف على وَلز وحقق فيلماً عنه، أشرف على نقل هذا المشروع إلى موضع التنفيذ بعدما تمّت إضافة مشاهد ناقصة. حسبما هو منشور في المصادر، فإن الفيلم ما زال يحمل اسم أورسون وَلز مخرجاً.

السبب الذي أبدته إدارة «كان» لعدم عرض هذا الفيلم هو أن «نتفلكس» أرادته داخل المسابقة لكن المهرجان لم يوافق عليه فتم سحبه.

في هذا القول تناقض ناتج عما إذا كان السبب وراء رفض الفيلم الآخر في المسابقة، بسبب امتناع الشركة على عرضه في الصالات الفرنسية، لا ينطبق بالضرورة على هذا الفيلم. بكلمات أخرى، ماذا لو وافقت نتفلكس على عرض «الجانب الآخر للريح» خارج المسابقة، ألا يقع المهرجان في ازدواجية معايير؟

إنها واحدة من المسائل التي ستبقى عالقة لحين ربما قريب. «نتفلكس» أكثر من أمازون، كمنافس لها في سوق العروض المباشرة إلى المنازل، لديها مخزون من الأفلام الجديرة فنياً وكمضامين يقف وراءها بعض أشهر المخرجين العاملين حالياً أمثال رتشارد لانكلاتر وج س شاندور و(الكوري) جون - هو بونغ الذي تم تقديم فيلمه «أوكجا» رسمياً في «كان» العام الماضي وسط احتجاج نقابة أصحاب دور العرض الفرنسية وفي غضون إعلان إدارة كان عن عدم رغبتها في استقبال أفلام تنتج مباشرة للمنازل.

لكن السؤال إذن هو ماذا لو أن فيلم مارتن سكورسيزي المقبل «الآيرلندي» هو الذي ستتقدم نتفلكس به في العام المقبل؟ هل سيتحمل «كان» نتيجة قراره هذا أو يتراجع عنه؟

سنوات السينما

: The Parallax View

The Parallax View

(1974)

نظرية المؤامرة في الذروة

هناك كثير من المخرجين الأميركيين الجيدين فكراً وفناً الذين لم يحتف بهم الإعلام غير المتخصص وبالتالي لم يشهد أي من منهم ما يستحقه من شهرة ومكانة. الستينات والسبعينات من القرن الماضي مثلت الدفق الأهم لهؤلاء إلى اليوم. أسماء كثيرة برزت آنذاك وانتهى مفعولها، عملياً، بعدما سطا المنتجون على الصناعة وحلوا مكان المخرجين في اتخاذ القرارات. من بين هذه الأسماء المخرج آلان ج. باكولا صاحب «ذا بارالاكس فيو»، الفيلم الذي ما زال جديداً اليوم كما كان جديداً بالأمس.

جوزيف فارادي (وورن بيتي) يعمل صحافياً لحساب جريدة محلية. طويل الشعر (كما موضة تلك الأيام) ومثير للقضايا التي يبحث فيها وإحداها تتعلق باكتشافه أن هناك حكومة ظل اسمها «بارالاكس كوربورايشن» قامت باغتيال سيناتور أميركي كان رشح نفسه لانتخابات الرئاسة كما تخلصت من مذيعة تلفزيونية كادت أن تكشف المستور. الاغتيال الأول سُجل في خانة الأحداث الفردية كون البوليس فتح النار على القاتل وأرداه وأغلق ملف القضية إثر ذلك. الاغتيال الثاني سجل كحادثة انتحار. لكن جوزيف متأكد من العكس خصوصاً عندما تتوالى محاولات جديدة بعضها موجه ضده لإسكاته.

كل الفيلم مؤلّف من مشاهد متقنة التنفيذ والمفادات لكن الفصل الأخير تحديداً عندما ترتكب المؤسسة جريمة أخرى ويجد الصحافي نفسه مهدداً حتماً بالموت من تلك النهايات الرائعة تنفيذاً وفكراً التي تداولتها الكثير من أفلام نظريات المؤامرة في ذلك الحين.

الفيلم المأخوذ عن رواية للورين سينجر لا يبتعد كثيراً عن استلهام حادثة اغتيال جون ف. كيندي. وهو لم يكن الفيلم الوحيد آنذاك الذي دار حول مؤامرات تحاك في عتمة الحياة السياسية. ومعظمها تشويقي لأن النوع التشويقي هو الأكثر قدرة على تغليف القضايا بالإيحاءات وموازاة الحدث الماثل فيها مع أحداث تقع في الحياة السياسية العامة.

من مطلع الفيلم يوحي المخرج باكولا (لا يجب خلط اسمه مع كوبولا) بأن الأمور ليست على ما يرام وأن الكثير من التوتر يحدث تحت سطح ما يبدو طبيعياً. بعد قليل يطفح ما تحت السطح ويتبلور أمامنا كما أمام بطل الفيلم الذي يناقش الأمر مع رئيس تحريره (الصورة) قبل أن تصل المؤسسة إلى الثاني وتقتله.

في حديثه عن الفيلم ذكر المخرج باكولا أن «الفيلم يسرد بعض ما حدث لجانب بعض ما كان يمكن أن يحدث والكثير من مخاوفنا كأميركيين في تلك الحقبة».

إنه فيلم سياسي جيد يبز ويفوز فنياً على أعمال أخرى مزجت التشويق بالسياسة مثل «زد» للفرنسي (اليوناني الأصل) كوستا - غافراس. أحداثه لا تتوقف عن الإتيان بجديد والتوتر ينتقل من تفاصيل التصوير والمونتاج إلى المشاهد القابع في مقعده المريح. يجعله متلقفا مثاليا لمفادات وإيحاءات العمل في فترة شهدت فيها الحياة الأميركية قدراً كبيراً من عدم الثبات والاستقرار نتيجة سلسلة الاغتيالات التي وقعت في السبعينات ولجنة وورن التي قامت للتحقيق في أسبابها ثم قضية ووترغيت التي أخرج باكولا عنها فيلمه الممتاز الآخر «كل رجال الرئيس» All the President‪›s Men وذلك بعد عامين فقط من هذا الفيلم.

وورن بايتي، الممثل الملتزم بليبراليته، كان انشغل لعامين قبل هذا الفيلم بالعمل السياسي (كان فاعلاً في حملة المرشح الأميركي جورج مكغوفرن) ووجد في هذا الفيلم سبيلاً لتقديم رؤيته السياسية أيضاً.

شاشة الناقد

Central Airport THF

Central Airport THF

إخراج: كريم عينوز

تسجيلي | ألمانيا – 2018

تقييم: (4*)

من بين العروض التي شهدها مهرجان برلين السينمائي الأخير ولم يحظ بالتغطية النقدية الكافية فيلم جديد لكريم عينوز (ولد في البرازيل من أب جزائري وأم برازيلية) عنوانه «سنترال أربورت THF: فيلم غير روائي عن اللاجئين الآتين من دول الشرق الأوسط وأفريقيا الطالبين لحق البقاء في ألمانيا، نسبة لما تعانيه بلادهم من حروب وأوضاع سياسية غير مستقرة.

من خلال الشاب السوري إبراهيم نكتشف مشهداً كاملاً لوضع اللاجئين عموماً في مطار مدني سابق تم تحويله إلى مركز تجميع وتأهيل طالبي اللجوء في ألمانيا. المطار هو مكان شاسع (بطبيعة الحال) تم تجهيزه تصميماً وديكوراتياً وإدارياً للمهام المناطة ليكون بالتالي محطة ما بين وصول اللاجئين وتقرير مصيرهم لاحقاً. بما أن الآتين إليه تم تحويلهم من مراكز استقبال فإن معظمهم، كما نستدل من الفيلم، سينتقل منه ليعيش في ألمانيا معززاً بوثائق إقامة.

لا يتابع المخرج البرازيلي خطى الشاب السوري (18 سنة) وحده، بل خطوات آخرين وتعليقاتهم. وهو يقسّم الفيلم إلى مراحل زمنية تحصي الأشهر التي يمضيها اللاجئ في هذا المكان قبل الانتقال للعيش والعمل داخل المدينة. لكن قبل كل ذلك الإبحار في شخصيات وحوارات الشخصيات التي يعاملها المخرج بكثير من الاحترام والمؤازرة، يؤسس للمكان مستفيداً من أن المطار (الذي ما زال يحتفظ بواجهته الضخمة ومدارجه) يملك تصميماً جمالياً. بالنظر إليه من دون طائرات تحتل مدارجه يبدو كما لو كان مشروعاً هندسياً مختلفاً لولا تلك الواجهة الكبيرة.

عينوز يستعين بموسيقى لواغنر وهو يحيط بجماليات المكان وبالناس وهم يمشون أو يقفون في مساحاته الخارجية الخاوية أو يتحدثون عن الماضي المنكوب والآمال المعلقة. عندما ينتقل إلى الداخل فإنه يقترب من شخصياته في حواراتها كما في تعليقاتها راصدا الشخصيات بلقطات هادئة الحركة. وبحسن إدارة يبث في المكان القدر اللازم من الحبور الناتج عن علاقة إنسانية قائمة بين موظفي الشؤون الاجتماعية الألمان (وبعضهم من أصل غير ألماني) وبين اللاجئين المختلفين.

لا يتابع الفيلم حالات كثيرة، ففي النهاية معظم اللاجئين لديهم حكاية واحدة: هربوا من بلادهم للنجاة بحياتهم من وضع مدمر تاركين وراءهم الأرض والسماء والأقارب أو ما نصطلح بتسميته: الوطن. عبر التركيز على عدد محدود من الحالات يمنح المخرج الفيلم وجهاً إنسانياً مسانداً من خلال تلك الذكريات وهو ينهي الفيلم بعبارات لشخصيته الأولى يرددها إبراهيم تؤكد أنه رغم نجاحه في الحصول على حق البقاء والعمل في ألمانيا، فإن فرحته بهذا لا توازي حزنه على مغادرة الوطن في يوم «هو أكثر أيام حياتي حزنا» كما يقول.

هناك تعليق آخر مواز في أهميته عندما تقترب الكاميرا من لاجئ عجوز يصف حياته في ألمانيا، ولو بحدود ما يعرفه في تلك اللحظة ومكانها، بـ«كما لو كنت في الجنة»

(1*) لا يستحق  (2*) وسط   (3*) جيد  (4*) ممتاز  (5*) تحفة

المشهد:

هوليوود... بوليوود والرياض

> خصصت مجلة «ذا هوليوود ريبورتر» صفحات عدة في عددها الأسبوعي الجديد لبحث نتائج زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى هوليوود كجزء من جولته الأميركية التي تكللت بنجاح.

> أهم ما ورد في هذا البحث ما تتوقعه هوليوود من السوق السعودية خلال الأعوام القليلة المقبلة. وهي ذكرت، ما ذهبنا إليه، من أنه مع استكمال العدد المأمول من الصالات فإن الإيراد السنوي سيرتفع إلى مليار دولار سنوياً مما يجعل السوق السعودية الرقم 10 بين الأسواق العالمية للفيلم الأميركي.

> لكن هوليوود ليست وحدها من سيجني هذا الربح بل ستشاركها، ولو بنسبة الثلث على الأقل، بوليوود التي تبوأت أفلامها في العام الماضي، المركز الأول في إيرادات الأفلام المعروضة في دولة الإمارات لثمانية أسابيع وكانت جزءاً من «التوب تن» الإماراتي لأكثر من عشرين أسبوعاً لنحو 15 فيلماً مختلفاً.

> ومع أن شركة AMC الأميركية (المملوكة من قِبل شركة داليان واندا الصينية) هي التي تقود العروض من إنشاء وتجهيز الصالات، إلا أن شركات كثيرة أخرى مشتركة في هذا المضمار بينها شركة ماجد الفطيم التي كانت قد استثمرت في العروض السينمائية في المنطقة الخليجية نحو 3 مليارات و700 مليون دولار. كذلك أيضاً شركة Vue البريطانية التي تنوي بناء 30 صالة.

> كل ما ورد في هذا التحقيق المنشور في الحادي عشر من هذا الشهر يعكس حالة الترقب الإيجابي لهذا التغيير المهم. لكن، وعلى عكس ما ذكرته مصادر أخرى، لن يمثل هذا الانتشار للعروض السينمائية كل ما تسعى إليه المملكة من تطوير في هذا المجال. فالرغبة في تأسيس صناعة سينمائية في المملكة العربية السعودية موجودة ويتم تجهيز فعالياتها.

> على أن ما يجب أن تقوم به الأجهزة المنوطة بعملية إنتاج أفلام سعودية هي البحث ملياً في التفاصيل المختلفة للتطبيق والنظر إلى الفرصة المتاحة ليس على صعيد تعددية الأفلام المنوي إنتاجها، بل على صعيد تميّزها في القيمة الفنية وفي المضمون. الفيلم السعودي لا يحتاج إلى عروض خارج المملكة حالياً، وبالتالي لا فائدة من محاولة تقليد صناعات عربية أو أجنبية أخرى، بل شق طريقا خاصا باتجاه التميز والتفرد. إنه في الوضع الأفضل ليسجل بداية قوية من منظور جديد.

الشرق الأوسط في

13.04.2018

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)