يشارك في المهرجان القومي للسينما بدورته الحادية
والعشرين التي تقام تحت شعار السينما شعاع الغد86 فيلما ما بين
روائي قصير وتسجيلي ورسوم متحركة, تنوعت موضوعاتها لتناقش أكثر
من مشكلة بالمجتمع مما أثري فعاليات المهرجان خاصة في ظل قلة
مشاركة الأفلام الروائية الطويلة هذا العام بالمهرجان, ولاقت
العروض والندوات الملحقة بها إعجاب عدد كبير من الجمهور خاصة مع
حضور صناع تلك الأعمال الذين أقاموا حوارا مفتوحا مع الجمهور.
ومع تنوع الأفلام المشاركة, كان هناك بعض السمات
البارزة لها أو النقاط المشتركة, حيث كان هناك فيلمان تناول كل
منهم حياة مخرج من أبرز المخرجين في السينما المصرية ضمن فئة
الفيلم التسجيلي وهما المخرج الراحل محمد خان في فيلم يحمل اسم
الأستاذ, حيث قال أحمد فوزي مخرج الفيلم إنه لم تكن له علاقة شخصية
مع المخرج الراحل, لكن تعرف علي شخصيته عن قرب من خلال ضيوف الفيلم
الذين أجمعوا علي أنه كان طفلا كبيرا, ورجلا بشوشا, يحمل ود للناس
جميعا.
أما الفيلم الثاني فهو عن المخرجة إيناس الدغيدي
ويحمل اسم بصوتها العالي قدم فيه معلومات مهمة عنها وعن شخصيتها,
وقال مخرج الفيلم نور الدين زكي إن فيلمه كان مشروع تخرج من معهد
السينما, واستعان بـ16 فيلما من أفلام إيناس الدغيدي, وأن المونتاج
والبحث والخلط بين أفلام المخرجة واللقاءات كان مرهقا للغاية, مما
جعله يغير في طريقة السرد, حتي لا يتحول الفيلم إلي فيلم ممل, وأكد
أن الصوت العالي المقصود به أفلام المخرجة في السينما.
وبالمصادفة عرض خلال المهرجان فيلمين عن الأرمن في
مصر وهما فيلم إحنا المصريين الأرمن إخراج وحيد صبحي, والفيلم به
جهد توثيقي كبير لتاريخ جزء من نسيج الشعب المصري وهم الأرمن الذين
حافظوا علي تقاليدهم وكانوا جزء من المصريين من خلال اندماجهم
الاجتماعي الذي يوضحه الفيلم.
والفيلم الثاني هو الأرمن والإسكندرية إخراج حسن
محمد صابر والذي أشار في فيلمه إلي أن مصر كانت تجمع العديد من
القوميات التي ذابت في المجتمع المصري وتطبعت بطباعه وكيف كانت مصر
بلد كوزموبوليتاني بصفة عامة, والإسكندرية بصفة خاصة.
أما فيلم من يومها فقد لجأت مخرجته مي سالم لما
يعرف بالسينما الصامتة وقالت أحب السينما الصامتة لذلك قمت بعمل
الفيلم بهذا الشكل, وأضافت بأن الفيلم مجهود كامل لصناع الفيلم من
حيث الإنتاج والتصوير, وقال صناع الفليم أنهم واجهتهم عدد من
الصعوبات وخصوصا في التمثيل مما استدعي تدريبات للممثلين قبل البدء
في التصوير, ويدور الفيلم حول فتاة محبة للحياة تتعرض للعديد من
المضايقات لكنها تصر علي تحقيق حلمها.
ولم يكن هذا الفيلم الوحيد الذي تناول المرأة فشهد
المهرجان هذا العام طرح عدد من القضايا المتعلقة بالمرأة من خلال
الأفلام ومنها, فيلم الموءودة إخراج محمد حسن قالت بطلة الفيلم أن
فكرة العمل قائمة علي العنف ضد المرأة, أما فيلم لا للمخرج وجدي
راشد يتحدث عن تحكم العادات البالية في حرية المرأة وحقها في
الحياة, وأيضا فيلم لحظات مسروقة يتناول تقليص حرية الفتاة وعدم
ممارستها لأبسط حقوقها إخراج أبو بكر جمال, وفي فيلم وظيفة إخراج
محمد حسين يتناول قصة امرأة يطلقها زوجها ويتخلي عنها هي وابنها
وتضطر للبحث عن وظيفة وهي تحت ضغوط نفسية كبيرة,أما فيلم ألوان قال
مخرج العمل محمد خيري أن الفيلم يناقش فكرة عمل المرأة وإيمانها
بنفسها, وأن الوحدة للمرأة تعتبر امتياز في حالات معينة, وأن تكون
المرأة بطلة حياتها وتستطيع أن تلونها بنفسها.
وفي فيلم بكرة الساعة3 إخراج محمد السعدني يتناول
قصة شابة من الصم والبكم تبحث عن الحب مثل أي فتاة وتمر بصدمات
كثيرة وقال المخرج الفكرة جاءت من قصة حقيقية حدثت له شخصيا, مع
فتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة, والحالة النفسية لهذه الفئة من
المجتمع, من خلال نظرات فتاة اكتشف بعد ذلك أنها صماء وبكماء, ولا
تستطيع التأقلم مع المجتمع.
وتناول فيلم آخر أيضا ذوي الاحتياجات الخاصة وهو
فيلم من غير كسوف قال مخرج العمل عمر علي, أنه العمل الثاني له,
والتصوير كان في يوم واحد, ويدور حول, فتاة كفيفة وأخري صماء, تقوم
الصماء بمساعدة الكفيفة علي عبور الشارع ويتطور الموقف. وعن فيلم
المغفلة قال صانع الفيلم أنه مأخوذ عن قصة الكاتب الروسي تولوستوي,
وأن الدلالة في الفيلم حول فكرة الديكتاتور في التعامل, وخصم مرتب
العاملة, والقصة تحتمل أكثر من وجه.
أما فيلم أسبوع ويومان والذي تم تصنيف عرضة في
المهرجان للكبار+18, للمخرجة مروة زين يتناول معاناة زوجين من
محاسن ومساوئ الحمل ومشاعر الشك التي تراود الزوجة والقرارات
الكبيرة التي يتعين عليها اتخاذها.
وكان للأفلام النفسية نصيب كبير منها فيلم المنفي
التسجيلي وقال مخرجه مدحت ماجد أن العمل كان مرهقا خصوصا في
التعامل مع المرضي النفسيين, وأنه تم تجميع عدد كبير من المرضي
ولكن زمن الفيلم استدعي وجود بعضهم ويطرح الفيلم عدد من التساؤلات
منها كيف يري نزلاء مستشفي العباسية للصحة النفسية العالم حولهم ؟
وهل يفضلون الخروج أم البقاء؟
أما فيلم جميلة إخراج يوسف نعمان فيدور داخل مستشفي
الطب النفسي, حيث تسرد جميلة كلماتها, تعلن انحصارها بين واقع تراه
مؤلم و أحلام تحوم بداخلها, تعلن عن ألمها وحلمها, واحتياجها.
كما كان لقضية أطفال الشوارع مكانها ضمن الأفلام من
خلال فيلم الشارع مش مكانك إخراج مهند دياب الذي قال أن الفيلم
برعاية وزارة التضامن الاجتماعي ضمن برنامج يحمل نفس الاسم, تدور
أحداث الفيلم عن تطوير أحد مؤسسات الرعاية الاجتماعية للأطفال
وبرنامج أطفال بلا مأوي وما يقوم به من أجل توفير مكان آمن وجذاب
لأطفال الشوارع.كما تناولت الأفلام التسجيلية بعض الشخصيات المؤثرة
في عدد من المجالات منها الفنية والثقافية فشارك فيلم حكايات سناء
للمخرجة روجينا بسالي ويروي الفيلم حكاية الفنانة المصرية الراحلة(
سناء جميل)
حيث يتضمن شهادات حيه من أشخاص عاصروها كالفنانة
سميحة أيوب, جميل راتب, مني زكي, فاروق الفيشاوي, بوسي, مفيد فوزي,
طارق الشناوي, شريف عرفه, لويس جريس( زوج الفنانة الراحلة). كما
عرض فيلما عن صلاح مرعي أشهر مهندسي الديكور ومصمم المناظر بعنوان
صلاح مرعي.. عاشق الآفاق إخراج طارق الميرغني, أما فيلم حالة حوار
إخراج عمر علي يحكي سيرة المفكر الإسلامي والمحامي الكبير رجائي
عطية منذ مولده وحتي الآن وذلك باستضافة كثير من المفكرين الكبار
مثل الأديب بهاء طاهر والصحفي مكرم محمد أحمد.
وأكثر ما ميز عروض أفلام هذه الدورة من المهرجان
القومي للسينما هو مشاركة أصغر مخرج وهو حسين ممدوح طفل في الثالثة
عشر من عمره شارك في فئة أفلام تحريك بفيلم سيناء.. نصر وغدر وثأر
حكي الفيلم قصة انتصار الجندي المصري علي العدو الصهيوني في
أكتوبر1973 ثم يتطرق إلي غدر وخيانة التنظيمات الإرهابية في سيناء
منذ عام2011 وحتي الآن ثم يحكي عن ثأر جيشنا من الإرهابيين في
سيناء ليصل إلي فكرة التعمير والبناء في المستقبل بيد أبناء الوطن
الصغار. |