حسنا فعل رئيس مهرجان الإسكندرية السينمائي الأمير
أباظة حينما بدأ ترتيبات دورة المهرجان هذا العام باجتماع اللجنة
الاستشارية التي كونها من كبار السينمائيين في مصر .. د. سمير سيف
.. محمد فاضل.. محسن علم الدين.. بشير الديك.. عمر عبدالعزيز..
سمير فرج .. سعيد شيمي.. رمسيس مرزوق.. علي عبدالخالق.. د.وليد
يوسف ود. خالد عبدالجليل مستشار وزير الثقافة ورئيس المركز القومي
للسينما وفاروق صبري رئيس غرفة صناعة السينما، والحقيقة أن الصديق
الأمير أباظة أدار هذا الاجتماع بحرفية وسلاسة وكان لديه رد علي كل
تساؤلات وأطروحات أعضاء اللجنة.
وكانت اقتراحات اللجنة بمثابة خارطة طريق لنجاح
دورة هذا العام من المهرجان وتجاوز سلبيات العام الماضي وأنا
أعتبرها انطلاقة جديدة للمهرجان في عامه الـ 32 باعتباره ثاني أكبر
مهرجان في مصر بعد مهرجان القاهرة السينمائي، وكلاهما يقام تحت
رعاية وزارة الثقافة.
وكانت أهم الاقتراحات التي قيلت في تلك الجلسة
الاستشارية.. أن يكون للمخرجين والكتاب نصيب فى الرئاسة الشرفية
للمهرجان بدلاً من الجري وراء النجوم بعدما اختفي أغلبهم أو يكاد،
وحتي لا تضطر إدارة المهرجان إلي اللجوء إلي نجوم من الدرجة
الثانية أو الثالثة.
وثاني الاقتراحات هو إتاحة الفرصة للكتاب والنقاد
لاختيار أحسن فيلم بجوار اختيار لجنة التحكيم.
أيضا جاء من بين اقتراحات اللجنة ضرورة توقيع
بروتوكول تعاون بين المهرجان ومكتبة الإسكندرية بما لها من مكانة
دولية يمكن أن تساهم في توسيع التعاون مع دول البحر المتوسط.
أيضا أجمع الحضور علي ضرورة التواصل مع الاتحاد
الأوروبي فى ضوء قانون الجمعيات الأهلية الجديد والذي وضع قيوداً
غير عادية علي هذه المسألة، خاصة وأن هناك تخوفاً من دول أوروبا من
تدفق اللاجئين إليهم بسب تفاقم أزمات منطقة الشرق الأوسط.
كما جاء اقتراح ضرورة التعاون بين المهرجان وجامعة
الإسكندرية، والتواصل مع الجامعات الخاصة والأكاديمية البحرية لحل
مشكلة تواصل الشباب مع أفلام وفعاليات المهرجان، وفي هذا الإطار
اقترح البعض ما يسمي بـ «عروض البلاج» حيث يتم عمل شاشة عرض كبيرة
علي البلاجات لإتاحة الفرصة لأكبر عدد من الجمهور لمشاهدة أفلام
المهرجان والتي لن يروها فى أي مكان وذلك، أسوة بحفلات الشواطئ
الغنائية والتي يحضرها مئات الجماهير.
وعلي غرار «جريدة مصر الرسمية» اقترح أحد الأعضاء
ضرورة وجود شاشة كبيرة ولتكن في ميدان محطة الرمل أكبر ميادين
الإسكندرية لعرض نشاط المهرجان اليومي
وفعالياته وأن يكون هناك فيلم تسجيلي عن تاريخ المهرجان منذ أن كان
فكرة وقام بتأسيسه كمال الملاخ، وعن الدورة المقبلة.
- تنفيذ مشروع وجود ورشة لإنتاج الأفلام القصيرة
يتولاها المصور السينمائي سعيد شيمي ويتبني المهرجان تقديم الفيلم
الفائز في هذه الورشة لعرضه في حفل الختام علي أن يبدأ عمل هذه
الورشة قبل بدء المهرجان بأسبوع أو أسبوعين وتتاح المشاركة فيها
لكل أبناء مدينة الإسكندرية.
ولأن الصورة مهمة في مراحل السينما وتشجيعا لشباب
الإسكندرية فقد تم تقديم اقتراح بإقامة معرض عن الصورة عبر مسابقة
يتم الإعلان عنها علي موقع المهرجان ويخصص لها ثلاث جوائز لأحسن
صورة ويتولي تنظيمها والإشراف عليها المصور السينمائى الكبير رمسيس
مرزوق.
ورغم وجاهة هذه المقترحات التي قدمتها اللجنة
الاستشارية فقد اعتبرها الحضور ما هي إلا أحلام لن تتحقق إلا إذا
أصبحت ميزانية المهرجان ثلاثة أضعاف الميزانية الحالية والتي لا
تتعدى مليوناً و200 ألف جنيه.. فكيف السبيل إلي خروج هذه
الاقتراحات إلي حيز التنفيذ؟!
وكان رد د. خالد عبدالجليل مستشار وزير الثقافة
واضحاً وصريحا أن جميع الخدمات اللوجيستية سوف يقدمها المركز
القومى للسينما بداية من أماكن إقامة الورش وما تحتاجه من معدات
التصوير والإضاءة لإنتاج الأفلام القصيرة مجانا وطباعة كتب
المهرجان في مطابع الهيئة العامة للكتاب بلا مقابل.
وهنا يقفز تساؤل مهم، وأين رجال الأعمال وأين وزارة
السياحة وهيئة تنشيط السياحة وأين وزارة الطيران المدني وشركة مصر
للطيران وضرورة أن تتفق وزارة الثقافة مع هيئة تنشيط السياحة
ووزارة السياحة على دعم المهرجان، حيث إن ميزانيته الهزيلة لن
تستطيع جلب النجوم في ظل ارتفاع أسعار تذاكر الطيران وارتفاع تكلفة
جلب الأفلام والتي تصل من 600 إلي 1000 يورو للفيلم الواحد.
وفى رأيى أن هذه اللجنة الاستشارية التي وضعت
الخطوط العريضة لروشتة نجاح دورة المهرجان هذا العام يجب أن تجد
صدي من كافة المسئولين في قطاعات الثقافة والسياحة والطيران حتي
يتسني لإدارة المهرجان تقديم دورة ناجحة.. وأنا أثق في كفاءة
الأمير أباظة وخبرته الطويلة التي اكتسبها في العمل بمهرجان
القاهرة السينمائي أيام الراحل سعد الدين وهبة وخبراته من دورات
مهرجان الإسكندرية السابقة.
ولكن يبقي لنا تساؤل.. لقد أقيم مهرجان الإسكندرية
السينمائي لدول البحر المتوسط في شهر أغسطس بهدف تنشيط السياحة
وأنه يجب أن يكون للإسكندرية باعتبارها ثاني أكبر المدن المصرية
مهرجان يليق بها، ولكن فوجئت أن دورة هذا العام لن تقام في شهر
أغسطس ولا سبتمبر وإنما في أكتوبر بعد انتهاء إجازة الصيف فضاعت
فرصة إقامة المهرجان في وجود أكبر عدد من الجمهور في مدينة
الإسكندرية إضافة إلي انشغال طلبة المدارس والجامعات بعامهم
الدراسي الجديد.. مجرد تساؤل طرأ إلي ذهنى عندما علمت أن حفل
الافتتاح سوف يكون 7 أكتوبر والختام 12 أكتوبر.
إننا نتمنى دورة ناجحة للمهرجان تتجنب سلبيات
الدورات السابقة، ونعتقد أن دورة هذا العام علي الطريق الصحيح. |