بالفيديو والصور.. النجوم فى تأبين «محمد خان»: فارس المدينة الذى
عشق الحياة وعشقته
أبطال أعمال «خان» يكشفون سر بهجة المخرج الراحل وأعماله التى لا
تُنسى
وليد أبوالسعود
فتاة صغيرة ترتدى حجابا تأتى وتسأل فى قاعة سينما كريم مساء الأحد
الماضى هل يمكن أن أحضر تأبين محمد خان، ثم تبدو عليها علامات
الحزن وبشدة عندما تدرك أنها قد لا تستطيع الدخول لكثرة عدد
المتواجدين.
رجل طاعن فى السن يأتى متوكئا على عصاه معلنا رغبته فى حضور
الاحتفالية.
عدد من السينمائيين والصحفيين والنقاد كلهم يسرعون الخطى تجمعهم
ابتسامة حنين او عتاب ولمعة فى عيون تغالب دموعها لفراق صديقهم
الكبير، وفى الوقت نفسه فرحة بكل هذا العدد من الحاضرين ومن مختلف
الأجيال ومختلف المهن.
لأنه فنان شوارع القاهرة وعاشق ميادينها وخصوصا وسطها المملوء
بالنماذج الإنسانية التى يصلح كل منها فيلما.
كانت فكرة اختيار سينما كريم لتكريم روح مخرج مهم هو محمد خان
موفقا بحق، هذه السينما التى ترتبط باسمين لاثنين من أساطير صناعة
السينما المصرية هما محمد كريم الذى حملت اسمه والعالمى يوسف شاهين
مصممها.
تلك الليلة شهدت حضور عدد كبير من النجوم مثل ليلى علوى التى شاركت
الراحل بطولة فيلمى «خرج ولم يعد» و«يوسف وزينب» ومحمود حميدة بطل
افلام «فارس المدينة» و«يوم حار جدا» و«الغرقانة» وياسيمن رئيس
التى لعبت بطولة فيلم «فتاة المصنع» وزوجته السيناريست وسام سليمان
التى كتبت له افلام «بنات وسط البلد« و«فى شقة مصر الجديدة» و«فتاة
المصنع» ونهى العمروسى والمنتج والموزع جابى خورى والمنتجة
والمخرجة ماريان خورى والمخرجين داوود عبدالسيد وخيرى بشارة ومحمد
حماد وايتن امين ويوسف هشام واحمد رشوان واحمد ابو زيد ومحمد سويد
والمونتيرين وجيه احمد ودينا فاروق ومديرى التصوير سعيد الشيمى
وعبدالسلام موسى ومحمد شرقاوى والنقاد يوسف شريف رزقق الله وطارق
الشناوى وماجدة موريس ومحمود عبدالشكور واحمد شوقى ورامى عبدالرازق
وماجدة واصف رئيس مهرجان القاهرة السينمائى الدولى والفنانين
التونسى نجيب بلحسن والمصرية نورين كريم وعمرو عابد والموزع
الموسيقى راجح داوود والفنانة مادلين طبر.. والروائى احمد العايدى
والمخرجة نادين خان صاحبة فيلم «هرج ومرج».
بدأ حفل التأبين بكلمة لابن المخرج الراحل الفنان حسن خان ثم
مقطوعة موسيقية لعازف العود الكبير جورج كازازيان وتلاه كلمات لكل
من الفنانة ليلى علوى التى قالت إنها مدينة للمخرج محمد خان لأنه
الشخص الوحيد الذى غير مفهوم المنتجين ومعظم المخرجين عنها حيث
كانوا دائما ما يرونها الفتاة الرقيقة البريئة وحصروها فى أدوار
محددة ولكنه وجد فيها قدرات سينمائية أخرى وبالتالى صمم أن أجسد
شخصية خوخة فى فيلم «خرج ولم يعد» وساعدها كثيرا فى أداء الشخصية
بجانب الراحل سامى السلامونى.
إنها فى فيلم «خرج ولم يعد» كانت لأول مرة تزور الريف المصرى، حيث
رأت الطبيعة الخلابة والطيور مؤكدة أنها للأسف كل هذا لم تره فى
فيلمها الأخير «الماء والخضرة والوجه الحسن» بالرغم من تصويره فى
الريف المصرى.
وأشارت إلى انه كان يملك تحديا كبيرا وينظر للحياة نظرة ليست سهلة
تحمل كثيرا من المعانى وتعامل مع كبار النجوم وقدم العديد من
الوجوه الجديدة وكانت هى منهم وكان دائما المشجع والأستاذ والصديق
والمعلم وأحلى شىء به انه يحب الطبيعة والحياة وهو خرج من دنيانا
ولكنه متواجد بأعماله السينمائية.
وقال مدير التصوير سعيد الشيمى إنه حتى هذه اللحظة لم يتخيل وفاة
المخرج محمد خان حيث كانا صديقين منذ عام ١٩٥٩ وكانا يرسلان
لبعضهما العديد من الخطابات وذلك لأن خان فى ذلك الوقت كان مسافرا
فى الخارج واحتفظ بها كاملة حتى هذا اليوم وقبل وفاته بفترة قصيرة
حدثنى لكى أرسلها له مرة أخرى لقراءتها لأنه فقد الخطابات التى
كانت لديه موضحا أنهما عملا سويا ٦ أفلام وكان آخرها فيلم «الحريف»
واكتسب منه العديد من الخبرات الفنية وذلك لأنه من المخرجين الذين
سخروا حياتهم للفن واكتسب العديد من الثقافات من مشاهدة الأفلام فى
سوق لندن.
وأضاف انه بالنسبة له لى لم يمت فهو يعتبره معه كل يوم وسيكمل
مشواره حيث ترك له خان كثيرا من الأفكار السينمائية التى كان يريد
تنفيذها مؤكدا أنه استطاع بأفلامه وبفكره وتكنيكه السينمائى عمل
نقلة كاملة فى كيفية تأثير التفاصيل والرؤى والأحاسيس فى الفيلم
المصرى.
وأضاف الناقد يوسف شريف رزق الله أن خان من المخرجين الكبار الذى
ستظل أفلامه راسخة فى تاريخ السينما وكتب عنه فى كثير من الكتب
السينمائية كما انتهى الناقد طارق الشناوى من كتاب عن أعماله خلال
فعاليات الدورة القادمة لمهرجان إسكندرية ويقوم الناقد احمد
عبدالشكور بكتابة كتاب عنه فى الدورة المقبلة لمهرجان القاهرة
السينمائى موضحا انه عندما تحدث مع الدكتورة ماجدة واصف رئيس
المهرجان وجدوا أن خان الشخص الذى يستحق جائزة فاتن حمامة
التقديرية فى الدورة المقبلة، وعندما أخطرناه بذلك سعد كثيرا وهنا
خاطبنا المركز القومى للسينما لاختيار مجموعة من أفلامه القديمة
وكلفنا الناقد احمد شوقى ليخبره بالأفلام التى تم اختيارها وكان له
بعض الملاحظات وتم وضعها فى الاعتبار للأخذ بها.
وأوضح مدير التصوير كمال عبدالعزيز أن خان كان يصنع سينما خاصة
بالرغم من مروره بمعطيات إنتاجية متغيرة وهو بالفعل «فارس المدينة»
وابن ارض وسط البلد وفى أول حياته كان يقطن فى الموسكى التى كانت
له جانبا خاصا بالنسبة له مشيرا إلى انه اختاره لعمل فيلم «فارس
المدينة» وتعلم منه كثيرا وحصل على جوائز كثيرة معه واختاره للعمل
سويا فى أفلام أخرى وكان يهتم لتقديم العناصر السينمائية المهمة
وله عين خاصة بالأماكن وعلاقة الأشخاص بها.
وقال المخرج داوود عبدالسيد فى مقولة للبازولينى تقول إن الموت مثل
المونتاج بمعنى إن الفيلم قبل المونتاج يحذف منه ويضاف إليه ويتغير
كثير ونفس الحكاية بالنسبة للحياة وكل واحد بعد الموت مضمونه اكتمل
ووصل لشىء لا يوجد فيها لا حذف ولا إضافة وخان عمل فى السينما
الروائية ٣٨ عاما وعمل ما يقرب من ٢٤ فيلمًا وخلق سينما تعبر عن
الحياة والتقاليد.
ثم قام الفنان هانى شنودة بعزف موسيقى «الشوارع حواديت» لتعقبها
كلمات من الفنان محمود حميدة والمونتيرة دينا فاروق والناقد محمود
عبدالشكور والمخرج خيرى بشارة.
فى البداية اعتبر الفنان محمود حميدة أنه خسر أحد أساتذته فى
السينما والحياة، لافتا إلى أنهما تعاونا معا فى فيلم «فارس
المدينة»، والذى يراه حميدة أهم وأكبر فيلم فى حياته.
وعن لقائه الأول بخان، قال حميدة «رشحنى فايز غالى للعمل مع خان فى
فيلم فارس المدينة، وذهبت لمقابلته فوجدته يقول لى إن الفيلم كُتب
لأحمد زكى ــ الممثل المُفضل لدى خان ــ لكنه اختلف معه، مضيفا أنه
عرض الفيلم على محمود عبدالعزيز وسيعرف رأيه بعد 10 أيام فإذا لم
يوافق سيذهب الفيلم لى، فمنحته السيناريو وانصرفت».
وتابع «بعدها بخمسة أيام قالى انت اللى هتلعب الدور محمود
عبدالعزيز موافقش»، كان حميدة يشعر بأن خان قصد ان يشعره وأى ممثل
آخر انه فى هذا الفيلم شىء يملأ فراغ، ورغم أن البعض قد يرى الموقف
صادما إلا ان حميدة حكاه كما لو كان موقفا طريفا يبرهن به على روح
خان البسيطة والمرحة.
أما المخرج خيرى بشارة فهو صديق خان، امتدت صداقتهما حوالى 40 سنة،
واتسمت كلمته بمزحة كوميدية، كشفت عن إنكاره فكرة أن خان رحل عن
عالمنا، «على مدار 40 عاما لم تشهد علاقتنا أى مشاكل أو غيرة، أول
مرة شوفته كان فى بيت سعيد شيمى تعرفت عليه ووجدته شاب جسمه رشيق
ملابسه أنيقة اعجبت بشكله، ووقعت فى حبه من أول نظرة، كان أحلى منى
وانا شكلى مكعبر شوية، لكن عمرى ما غيرت منه»، معترفا بأنه لا يحب
الضعفاء لذلك عشق ثقة خان بنفسه.
وأشار إلى أن خان أبدى عدم إعجابه بفيلم «حرب الفراولة» ــأ خرجه
بشارة ــ فى حفلة أقيمت على شرف الفيلم، «فوجدتنى أهب وأقول له
بصراحة ولأول مرة هاقولهالك لم تعجبنى كل أفلامك».
واختتم بشارة كلمته بالتأكيد على ان خان سيظل معه ولن يصدق أبدا
أنه رحل، «أنا بحب محمد خان». اما دينا فاروق فتحدثت ان رشيدة
عبدالسلام هى من استطاعت اقناع خان بالعودة لمصر وتقديم افلامه
وانها جاءت لتعمل معه فى آخر افلامه منذ فتاة المصنع وهى سعهيدة
وفخورة بهذا.
وطالبى الناقد محمود عبدالشكور بتسمية احدى قاعات العرض باسم محمد
خان.
واعقب الكلمات عرض لفيلم «فارس المدينة».
https://www.youtube.com/watch?v=H-5cVnytNxk |