لائحة الجوائز التي وُزِّعت مساء السبت في مهرجان البندقية (دورة
72، من 2 الى 12 أيلول)، عطّلت كلّ التوّقعات التي كانت تشقّ دربها
المعتاد وهي كانت ترجّح كفّة ألكسندر سوكوروف وفيلمه البديع، "فرنكوفونيا"،
أقله من وجهة نظر النقّاد. لكن المعلم الروسي لم ينل "أسداً"
ثانياً، بعد "فاوست". مع فوز الفيلم الفنزويلي "من بعيد" بـ"الأسد
الذهب"، والفيلم الأرجنتيني "العصابة" بـ"الأسد الفضة"، والفيلم
الأميركي بثالث الجوائز من حيث الأهمية، أي "جائزة لجنة التحكيم
الكبرى"، تكون القارة الأميركية، الجنوبية والشمالية، صاحبة
"الغلّة" الكبرى هذه السنة، وإن لم يكن حضورها في المسابقة هو
الأكثر تماسكاً، ومشاركتها هي الأكثر استثنائية. فالجوائز همّشت
عدداً من المؤلفين المهمين، أولهم الروسي ألكسندر سوكوروف، وثانيهم
الاسرائيلي أموس غيتاي، وثالثهم الصيني ليانغ زاو الذي أتحفنا
بفيلمه "وحش" في الأيام الأخيرة للمهرجان.
لائحة كهذه تطرح علامات استفهام كثيرة حول الكيفية التي تعمل فيها
لجنة تتألف من أناس، أحدهم مختلف جداً عن الآخر الى حدّ التناقض
أحياناً. فظاهرياً (وحتى باطنياً)، لا شيء يجمع بين أفلام رئيس
اللجنة، المخرج المكسيكي ألفونسو كوارون، والسينمائيين الثلاثة
الأعضاء فيها: التركي نوري بيلغي جيلان، والتايواني هو شياو شيين،
والبولوني بافيل بافليكوفسكي. مع ذلك، هم قادرون على الاتفاق على
فيلم واحد. كيف يمكن كلّ هؤلاء أن يجتمعوا حول فيلم واحد، وهم، في
نتاجهم، لا يلتقون ولا يتقاطعون؟ السؤال الذي يفرض نفسه: الى أي
حدّ، يخضع اتفاقٌ كهذا الى مساومات و"حلول وسطى"؟
في كل حال، تطابَقَ رأي كوارون وزملائه مع ما كان يقوله مدير
المهرجان ألبرتو باربيرا عند اعلان التشكيلة الرسمية، ان "أميركا
اللاتينية تتضمن الوعود السينمائية الكبرى". تاريخياً، هذه الجائزة
الأولى ينالها فيلم من أميركا اللاتينية، وكوارون مدرك لهذه
الحقيقة، لكونه صرّح بها بنفسه. عسى الا يكون الانتماء الجغرافي
لمنطقة، هو الدافع الوحيد خلف دفاعه عن فيلم "من بعيد"، علماً ان
هذه ليست المرة الأولى يفتح فيها رئيس لجنة المجال لتهم الانحياز:
ففي العام 2010، منح المخرج الأميركي كوانتن تارانتينو "الأسد
الذهب" لـ"في مكان ما" من اخراج صديقته السابقة صوفيا كوبولا. سُئل
كوارون عمّا اذا كانت "لاتينية" الفيلم مارست تأثيراً ما في قراره،
فكان جوابه ان رئاسته للجنة التحكيم كانت بتأثير ملك أسوج نفسه في
قرارات بلاده. واذا كان قيل عن المدير السابق لـ"الموسترا"، ماركو
موللر، بأنه آسيوي الهوى، فمن الواضح ان مديرها الحالي ألبرتو
باربيرا، عاشق لاتيني، بعد دورتين افتتحهما مخرجان مكسيكيان (كوارون
وايناريتو) ودورة ثالثة يفوز فيها فنزويلي.
"من
بعيد"، الفيلم الفائز بـ"الأسد" اذاً، هو باكورة أعمال المخرج
الفنزويلي لورينزو فيغاس، البالغ من العمر 48 عاماً. انه ابن
الرسّام الشهير وزفالدو. درس البيولوجيا في أميركا، ثم قبل بلوغه
الثلاثين بقليل، التحق بجامعة نيويورك لدرس السينما، فخاض بعض
التجارب في هذا الفنّ. في العام 2003، أخرج فيلماً قصيراً عنوانه
"الفيلة لا تنسى"، أنتجه المكسيكي غييرمو أرياغا، وعُرض في أحد
أقسام مهرجان كانّ السينمائي. بعد أكثر من عشر سنين، يأتي بهذا
الفيلم الى الصرح الفينيسي ليقتنص فيه جائزة مهيبة قد تشرّع له
أبواب الجنّة السينمائية. لدى تسلّمه "الأسد"، صرّح فيغاس بأن في
بلاده بعض المشكلات لكنه ايجابي تجاهها، مضيفاً ان "فنزويلا بلدٌ
مدهش وسيبدأ الناس من الآن فصاعداً بالمزيد من الكلام بعضهم مع بعض".
يحاجج الفيلم علاقة بين صاحب مشغل لطواقم الأسنان الاصطناعية وأحد
الأولاد الزعران الذين ترعرعوا في العنف والاهمال فنمت فيهم
القابلية على الجريمة. شريط هادئ، تتوزع حوادثه بين واقع كاراكاس
الشوارعي الصرف، مع كلّ ما يتضمنه هذا من إمعان في الواقعية، ومنزل
البورجوازي الخمسيني الصغير، صانع الأسنان، وهو على الأرجح مثليّ.
يجوب الأخير الشوارع بحثاً عن صبيان، يشبع من خلالهم رغباته
الجنسية. رغباته هذه غير تقليدية البتة. فهو يحب مداعبة نفسه
والاستمناء ملتزماً طقوساً معنية، كأن يتأمل مؤخرة الشاب وهو جالس
في الكنبة على بعد أمتار منه. الفيلم غوص بطيء، يكاد يكون مملاً
أحياناً، في سلوكيات رجل يعاني أزمة منتصف العمر. لا ينطوي الشريط
على أي ميل رومنطيقي. كلّ شي مقطّع، جاف، صارم. بيد ان الشخصيات
على قدر من اللبس، لا تنطق بسهولة، وربما في هذا يكمن جمال الفيلم
ومحدوديته. نحن ازاء خطاب من الدرجة الثانية، اذا صحّ التعبير،
حميمي، من النوع الذي يجمع السياسي بالاجتماعي بالنفسي، مفاده ان
البورجوازية الصغيرة تعيش نفاقاً رهيباً على مدار الساعة، وتكشف عن
أنيابها ما إن يصل الموس الى رقبتها. خطاب قديم ينبعث مجدداً من
خلال الواقع الفنزويلي الذي يشكو مثل باقي البلدان في أميركا
اللاتينية من تردي الأوضاع وقلّة الفرص وتهميش شريحة من المجتمع
لمصلحة شريحة أخرى. الممثل الشهير ألفرد كاسترو، الذي رأيناه
أخيراً في فيلمين لبابلو لاراين، يقدّم دور الرجل الخمسيني ببراعة
كبيرة، وجهاً لوجه مع لويس سيلفا، الشاب الوافد حديثاً الى السينما.
"الأسد
الفضّة" (أفضل مخرج)، في المقابل، ذهبت الى الفيلم الأرجنتيني،
"العصابة"، لبابلو ترابيرو. رواية حقيقية عن عائلة بوسيو التي كان
اعضاؤها يخطفون جيرانهم بغية المطالبة بفدية مقابل اطلاق سراحهم.
فيلم عادي على أكثر من صعيد، متكرر المواقف، يفتقر إلى اللمعة، بيد
انه يعتنق اسلوباً رشيقاً في منتهى الديناميكية في سرد الحوادث.
مرة أخرى، لا يرتكز الفيلم على خطاب كبير، جامع وشامل، كما الحال
في كثير من الأفلام التي أُقصيت من اللائحة. ترابيرو، الذي اعتدنا
مشاركته في كانّ، حيث كان رئيس لجنة تحكيم "نظرة ما" في دورة العام
الماضي، يقدم فيلماً جماهيرياً حققّ ايرادات عالية لدى عرضه في
بلاده.
الفيلم الجميل، "أنوماليزا"، أميركي الصنع، الذي أنجزه تشارلي
كوفمان ودوك جونسون بتقنية الـ"ستوب موشن"، فاز بجائزة "لجنة
التحكيم الكبرى"، وهي جائزة مستحقة بلا أدنى شكّ. هذه تجربة ممتعة
الى أقصى حدّ وللسبب الآتي: اختار المخرجان اللذان انشغلا به طوال
3 سنوات، الحفاظ على صحّة المشاعر وواقعية السلوك الآدمي، بعيداً
من كلّ ما يشوب فنّ التحريك من مبالغات وتفخيم. سبع سنوات بعد "سينيكدوك،
نيويورك"، يأتينا كوفمان بعمل ينخر العقل ويسحق القلب، عبر
الحساسية التي يتسلح بها ليروي أزمة رجل خمسيني (مرة أخرى) في
تعاطيه مع الحبّ والجنس وكلّ ما يتحلق حول جحيمه اليومية. فيلم عن
الأقنعة ومكننة الانسان في زمننا الراهن، سنعود اليه بشكل أوسع.
في حين ذهبت جائزة "كأس فولبي" الى الايطالية فاليريا غولينو في
"من أجل حبّك" لجيوسيبي غوادينو (لم نشاهده)، فقد أصابت لجنة
التحكيم عندما أسندت إلى الممثل الفرنسي الكبير فابريس لوكيني
جائزة أفضل ممثل عن دور القاضي الذي اضطلع به في "القاقم"
لكريستيان فانسان، وهو الفيلم الذي اقتنص ايضاً جائزة السيناريو.
تبقى "جائزة لجنة التحكيم الخاصة" استحقّها فيلم المخرج التركي
الشاب أمين ألبر، "فرنذي"، ثريللر سياسي ممتاز يثبت مكانة صاحب
"خلف التلّ" في السينما التركية الحديثة.
لائحة جوائز الدورة الـ 72 لمهرجان البندقية
المسابقة الرسمية
■ "الأسد
الذهب": "من بعيد" للورينزو فيغاس (فنزويلا – المكسيك).
■ "الأسد
الفضة": "العصابة" لبابلو ترابيرو (الأرجنتين – اسبانيا).
■ "جائزة
لجنة التحكيم الكبرى": "أنوماليزا" لتشارلي كوفمان ودوك جونسون
(الولايات المتحدة).
■ "جائزة
لجنة التحكيم الخاصة": "فرنزي" لأمين ألبر (تركيا – فرنسا – قطر).
■
جائزة أفضل ممثل: فابريس لوكيني في "القاقم" لكريستيان فنسان
(فرنسا).
■
جائزة أفضل ممثلة: فاليريا غولينو في "من أجل حبك" لجيوسيبي
غوادينو (ايطاليا – فرنسا).
■
جائزة مارتشيللو ماستروياني لممثل شاب: ابراهام عطا عن "وحوش
اللاأمة" لكاري فوكاناغا (الولايات المتحدة).
■
جائزة السيناريو: كريستيان فنسان عن "القاقم" لكريستيان فنسان
(فرنسا).
■
جائزة دينو دو لورينتيس: "طفولة زعيم" لبرادي كوربيت (الولايات
المتحدة).
قسم "آفاق"
■
أفضل فيلم: "فري ان ديد" لجاك ماهافي (الولايات المتحدة –
نيوزيلاندا).
■
أفضل مخرج: برادي كوربيت عن "طفولة زعيم" (الولايات المتحد).
■ "جائزة
لجنة التحكيم الخاصة": "نيون بول" لغبريال ماسكارو (البرازيل –
أوروغواي – هولندا).
■
جائزة خاصة لأفضل ممثل أو ممثلة: دومينيك لوبورن عن "عاصفة"
لسامويل كولارديه (فرنسا).
فينيسيا 72 ــ
براين دو بالما في حفل تكريمه: أنا مثلكم أحبّ المشاهدة!
المصدر: "النهار"
-
البندقية ــ هوفيك حبشيان
براين دو بالما بدا هادئاً مساء الأربعاء الفائت عندما اعتلى
المسرح ليتسلم جائزة "جاغير لو كولتر" التكريمية خلال الدورة
الثانية والسبعين لمهرجان البندقية السينمائي. جائزة متواضعة
لسينمائي كبير يعرف مهرجان البندقية جيداً، اذ عرض فيه أفلامه
الأخيرة، ومنها "شغف" في العام 2012. على مسرح صالة الاستقبالات
الكبرى، وقف دو بالما يبتسم، مقرّباً اذنه في اتجاه السيدة
المترجمة التي كانت تتلقى الكلمات من الايطالية وتحوّلها الى
الانكليزية. سينما المعلّم الأميركي هزلت في السنوات الأخيرة، بيد
ان الرجل يزداد وزناً وضخامة، وفي عمر الخامسة والسبعين، بالكاد
يستطيع المشي. مع ذلك، معروف عنه حبّه للمهرجانات ومشاركته فيها،
سواء برلين أو البندقية أو كانّ. في الـ"برليناله"، قبل أن ينقطع
عنه أخيراً، كان يجلس في الصفّ الأخير. في هذا الصدد، قال دو بالما
وهو يتسلّم الجائزة: "عندما يراني الصحافيون في المهرجانات،
يتفاجأون ويسألونني: ماذا تفعل هنا؟ هل لديك فيلم؟ فأقول لهم: لا،
ليس لديّ فيلم أعرضه. فيكررون السؤال: ولكن ماذا تفعل هنا اذاً؟
عندها أجيب: أنا هنا لمشاهدة الأفلام، تماماً مثلكم".
في سياق تكريم صاحب الأفلام الذي قلب موازين العمل في هوليوود
السبعينات مع رفاقه كوبولا وسكورسيزي وسبيلبرغ ولوكاس ("كنّا
متحدين ومساندين بعضنا بعضاً")، عُرض فيلم تسجيلي في عنوان "دو
بالما"، من اخراج نوا بومباك وجاك بالترو. الأول معروف بعشقه
للسينما الأميركية المستقلة التي أهدى إليها قبل ثلاث سنوات فيلماً
جميلاً اسمه "فرانسز ها"، والثاني أنجز في العام 2007 "الليلة
السعيدة" من بطولة شقيقته غوينيث بالترو. واضح ان فيلمهما عن دو
بالما ــ وهو عبارة عن مقابلة طويلة مقطعة بمجموعة لقطات من أفلامه
ـــ عمل شخص يكن إعجاباً بلا حدود للمعلم، ولأصول شغله، وللهواجس
التي دارت عليها أفلامه. الا انه، يا للأسف، لا يشكل مادة دسمة عند
الذي يعرف دو بالما جيداً وحفظ أفلامه عن ظهر قلب، ذلك ان هذا
الوثائقي يبقى في محاذاة الفيلموغرافيا الضخمة لدو بالما، مفضلاً
الحكايات الجانبية بدلاً من التحليل والغوص في أعماق شخصية
سينمائية غير مسبوقة.
الا ان "دو بالما" يبقى وثيقة نطلع خلالها على بعض الأشياء الجديدة
ــ القديمة عند مخرج "سكارفايس"، من اكتشافه "فرتيغو" لهيتشكوك
الذي سيكون عرّاب سينماه، الأب الخفي الذي سيستوحي منه كثيراً، من
دون أن يخفي أيضاً الشيء الذي تركته فيه "الموجة الجديدة" منذ
بداياته. يروي مثلاً ان ادارة كليف روبرتسون في "هاجس"، كان شاقاً،
وانه حتى اليوم ليس راضياً على تمثيله. فوجهه لا يوحي بأنه وجه رجل
فقد زوجته. عن روبرت دو نيرو وأورسون وَلز (الذي أداره في سنّ
مبكرة) يقول انهما لم يحفظا السطور. أمّا شون كونري فأثار حفيظته
أن يُقتل على النحو الذي قُتل في "المنبوذون"، في حين ان آل
باتشينو هرب بالقطار من التصوير عندما كان يلتقط مَشاهد "طريق
كارليتو". الموسيقي برنارد هرمان (يسميه بَني)، يحتل قسطاً مهماً
من الفيلم، يتحدث عنه بحنان كبير، ويصف يوم جاء الى الاستوديو وفي
يده عصاه، ليشاهد "هاجس" ويضع موسيقاه التصويرية عليه، ثم كيف ذهب
الى الفندق بعد اتمام آخر عمل بينهما، وتوفي مباشرة بعد ذلك، ما
جعل دو بالما يستعين ببينو دوناجيو الذي أنجز معه ثمانية أفلام.
لعل أهم ما ننتبه اليه في هذا الفيلم ان طريق دو بالما الى الجمهور
لم تكن سالكة دائماً. فمعظم ما أنجزه كان نصيبه الفشل الجماهيري.
ولا يتوانى المخرج عن تكرار كلمة "كارثة" في حديثه عنها، لا بل ترى
النور على وجهه عندما يقول عن المنتجين بأنهم كرهوا فيلماً من
أفلامه بعدما شاهدوه. فقط 3 أفلام حققت ايرادات عالية وكلّ شيء جرى
فيها كما يجب: "مدرّب للقتل" و"المنبوذون" و"مهمة: مستحيلة". يروي
دو بالما متاعبه الطويلة مع أرباب الاستوديوات التي كانت تفرض عليه
قرارات لم تكن لتروق له، ويتذكر كيف تلقى اتصالاً بعد العرض الأول
لـ"بادي دابل" (الفيلم الفضاح الذي أراق الكثير من الدم) يعلمه فيه
المتّصل بـ"أنهم سيقتلونك غداً". في نظر دو بالما، هوليوود لا تحبّ
المشاهد المستفزة والنافرة التي تولّد ردود أفعال قاسية وغير
متوقعة عند المتلقي. والحقّ ان دو بالما كان اعتاد رؤية الدماء منذ
طفولته، اذ ان والده كان طبيباً ويزوره في المستشفى، هذا الوالد
الذي لم يكن قريباً منه، وكان يلاحقه ليأخذ صوراً له مع عشيقته.
فكرة مطاردة أحدهم والتقاط صور له، تتكرر في أكثر من فيلم لدو
بالما. للأسف، لا يتطرق الفيلم الى موضوع الازدواجية، بل يكتفي
بالاشارة الى تقنية الشاشة المقسومة جزءين او أكثر، وهي تقنية
استعملها منذ أفلامه الأولى.
يروي دو بالما أنه اضطر الى أن يخرج أحد أفلامه، فيما كان كاتبا
السيناريو روبرت تاوني وديفيد كايبي مقيمَيْن في فندق بعد نشاب
خلاف بينهما. لا يخفي امتعاضه من السياسة الأميركية الخارجية التي
أسفرت عن حروب ومجازر وعدم احترام لثقافة الآخر، وهذا كله جعله
ينجز فيلمين حربيين هما "ضحايا الحرب" عن فيتنام و"منقّح" عن
العراق. ينتهي الفيلم بنظرية لدو بالما مفادها أنّ السينمائيين
ينجزون أفضل أعمالهم عندما يكونون في الثلاثينات والأربعينات
والخمسينات من أعمارهم. مرةً أخرى، يستحضر هيتشكوك لتأكيد تلك
النظرية. |