ملفات خاصة

 
 
 

علا الشافعى تكتب عن عمر الشريف:

رحل أمير الشرق تاركًا أسطورته

عن رحيل الأسطورة

عمر الشريف

   
 
 
 
 
 
 

اتهمه الصهاينة بمعاداة السامية والعرب بمحاباة اليهود وأفلت من التهمتين بفن راق أسعد الإنسانية جمعاء.. سعت إليه الشهرة فانحاز هو للحياة

«عمر الشريف. عمر الشريف. عمر الشريف».. لم أنس يوما تلك الصرخات التى كانت تنطلق من أفواه المعجبين فى مهرجانات متعددة، وبلدان شتى، بلغات مختلفة.. وحده عمر الشريف، «الأمير القادم من صحراء الشرق» حسب ما وصفته الصحافة الأجنبية، هو من حقق تلك المعادلة فى تاريخ الفن العربى.

وحده يقف متفردًا فى منطقة لم ينافسه فيها أحد ولن تتكرر فى ظنى.. عمر ذلك الفتى السكندرى الحالم صاحب الجذور اللبنانية، الذى رفض أن يستمر فى مجال تجارة الأخشاب «مهنة والده»، قرر أن يمتهن التمثيل.. عمر الذى طاف البلاد طولها وعرضها وحمل معه أسطوة وسحر الشرق إلى ثقافات مختلفة، صار فنانًا عابرًا للقارات متعددًا الجنسيات والأديان، هو ليس بفنان مر فى تاريخ السينما، بل واحد ممن شكلوا وجدان جمهور عريض فى العالم، ويكفى أنه عندما اتهمه الصهاينة بمعادة السامية وقال عنه العرب إنه يحابى اليهود أفلت من التهمتين بفن راق أسعد الإنسانية جمعاء.

ورغم أسطورته التى لن تتكرر، إلا أنه وصل إلى حكمة الحياة وخلاصتها، وزهد فى كل شىء، كسب الكثير من الأموال وكان كل همه أن يستمتع بها.. عرف الكثير من الجميلات، وظل قلبه خاويا، لم تسكنه امرأة، بحسب تصريحاته، بعد طلاقه من سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، كان يعرف أن النجومية زائلة ولن يبق شيئا لعمر الإنسان، ولذلك كان شعاره هو «الاستمتاع بالحياة حتى اللحظة الأخيرة»..

عمر صاحب العينين العميقتين والمميزتين ونبرة الصوت المميزة، وفتى أحلام الملايين فى أنحاء العالم، كان عندما يسأله أحد عن موهبته وقدرته المميزة على التعبير والتلون فى الأداء كان يضحك ويقول: «التمثيل مهنة وضيعة لا ترقى لأى مهنة فى العالم، ولأنى فاشل بكل شىء، اتجهت إلى التمثيل»، موضحا أن تجربته فى السينما العالمية لم تضف إليه الكثير من الناحية الإنسانية، لكنها أضافت إلى رصيده المهنى وكونت ثروة مادية، وهى لا تختلف عن تجربته فى السينما المصرية.

تلك الصراحة كانت تجعل البعض يتساءل، «كيف لفنان بحجمه وموهبته يصف مهنته بهذا الشكل؟». ولكن عمر كان يتحدث عن نفسه رافضًا أن يُصدر أى إحساس بالغرور، فهو المسيحى الذى ولد وتربى فى مدينة الإسكندرية ذات الطابع الـ«كوزموبليتان»، كان يدرك أن التعايش بين البشر فى سلام هو الأهم، وأن الأبقى فى معادلة الحياة هو الإنسان، لذلك كان يضحك مستشهدًا بعائلته الصغيرة ويقول: «كنت شاهدًا على عصر من النجاحات والإخفاقات، بحسب تعبيره»، وأضاف «تزوج ابنى الوحيد طارق بـ4 نساء مختلفات الجنسية والديانة، ولدى 3 أحفاد أمهاتهم مختلفات الديانة، يهودية ومسيحية ومسلمة، وعلى الرغم من ذلك، يحبون بعضهم كثيرا، ولا يتناحرون».

تلك هى الحياة كما رآها ساحر الشرق وأسطورته، كان يدرك أن الحياة أكثر بساطة ورحابة، وأن الاستسلام للحزن يقتل الروح.. وكثيرا ما كان يتساءل، «ما قيمة التقدم بالعمر إذا لم يبن فى عقولنا تواضعًا ومحبة وعطاء».

رحل أسطورة مصر والعالم العربى.. رحل الرجل الساحر تاركًا أسطورته تخبر الأجيال القادمة بالكثير.. رحل عمر تاركًا تراثًا إنسانيًا فى السينما العربية والمصرية والعالمية.. من حق الأمير الساحر أن يستريح بعد أن غادرته ذاكرته وبقت شخوصه.. رجب فى «صراع فى المينا»، وأحمد، صاحب أشهر كلمة بطاطس فى السينما بفيلم «صراع فى الوادى»، وعادل فى «سيدة القصر»، ومحسب فى «صراع فى النيل»، وحسنين فى «بداية ونهاية»، وعصام فى «غرام الأسياد»، وحسين فى «إشاعة حب»، ومحمد جاد الكريم فى «الأراجوز»، وأيوب بفيلمه «أيوب»، وإبراهيم فى «السيد إبراهيم وزهور القرآن».

 

####

 

مشاهد رومانسية فى حياة الساحر عمر الشريف.. رقصته مع فاتن حمامة فى "نهر الحب".. ونظرات عيونه لزبيدة ثروت بفيلم "فى بيتنا رجل".. وقبلاته لـ هند رستم فى "صراع فى النيل".. و"لوعة حبه" مع شادية

كتبت أسماء مأمون

منذ أن ظهر عمر الشريف على الشاشة ارتبط اسمه لدى الجمهور بالحب والرومانسية، وسامته وبريق عينيه وملامح وجهه الجريئة جعلته حلم كل فتاة، ومشاهده الرومانسية الناعمة مع فاتن حمامة غيرت حياته وجعلته فتى الشاشة الأول، وأدواره مع هند رستم وسعاد حسنى وزبيدة ثروت ونادية لطفى وشادية جعلته رمزا للحب. من الصعب أن تجد عملا فنيا لعمر الشريف خاليا من قصص الحب، فهو المعذب بمشاعره والمدافع عنه والمضحى لأجله، ومن أشهر أفلامه الرومانسية هو فيلم "نهر الحب" مع النجمة الجميلة فاتن حمامة، تضمن هذا الفيلم الكثير من المشاهد الرومانسية التى رسخت فى قلوب وأذهان محبيه لسنوات والتى أصبحت من المشاهد الكلاسيكية فى تاريخ السينما المصرية منها رقصة "خالد" عمر الشريف مع "نوال" فاتن حمامة فى ليلة رأس السنة، حيث بدأ المشهد برقصة منفردة لـ "نوال" بفستانها الأبيض وشكلها الملائكى حول نافورة مياه بمكان حفل راقى إلى أن تقابل "خالد" الذى يطلب منها أن تشاركه الرقص، وبعد موافقتها على طلبه، رقصا معا رقصة طويلة غاصا من خلالها فى نهر الحب، وأصبحت رقصتهما هى رقصة الحياة وأصبحت الأجمل والأشهر فى تاريخ السينما المصرية على الإطلاق. وفى مشهد آخر معبر عن قوة حب "نوال" و"خالد" أصيبت "نوال" بالإغماء عندما شاهدت "خالد" وهو يسقط من على ظهر الحصان بعد مشاركته فى بطولة الفروسية التى يشرف عليها الملك فاروق آنذاك، وفى مشهد مؤثر اعترفت "نوال" لـ"خالد" عن حبها له فى المستشفى بعدما أصيب إصابة بالغة ألزمته الفراش ولم يكن يتناول الدواء إلا بعد أن يقبل حبيبته. أما فى فيلم "صراع فى الميناء" فكانت المشاهد التى جمعته بفاتن حمامة أشد سخونة حيث قام "رجب" بتقبيل "حميدة" بشدة عند عودته من رحلة سفر طويلة قضاها على ظهر إحدى البواخر سعيًا لتوفير المال من أجل إتمام زواجه بها، كما كان يشعر بالغيرة من "ممدوح" أحمد رمزى ابن صاحب شركة النقل البحرى حينما شك فى وجود علاقة بينهما. وفى فيلم "فى بيتنا رجل" شغلت القلوب قصة حب "إبراهيم حمدى" عمر الشريف الشاب الثورى الذى يقف ضد فساد الملك والاحتلال الإنجليزى لـ"نوال" زبيدة ثروت الفتاة الرقيقة بنت الأسرة الطيبة، ومن أكثر المشاهد رقة بالعمل هو مشهد كتابة "نوال" و"إبراهيم" الشهادة حتى يعودا إلى بعضهما مرة أخرى حيث طلبت "نوال" من "إبراهيم" أن يكتب جملة "لا إله إلا الله" وقامت هى بكتابة "محمد رسول الله" وتبادلا الورقتين حتى لا يفترقا، وعندما استشهد "إبراهيم" فى آخر الفيلم كان لا يزال ممسكا بورقة حبيبته. وأجاد عمر الشريف تجسيد مشاعر الحب فى فيلم "صراع فى النيل" من خلال علاقة الحب المشتعلة بين "محسب" الشاب الساذج الطيب و"نرجس" هند رستم بنت البلد التى تريد سرقة أموال شراء الصندل البحرى وذلك من خلال عدد من المشاهد الرومانسية حيث قامت "نرجس" بالرقص على أنغام محمد قنديل أمام طاقم السفينة وأخذ محسب ينظر إليها فى سعادة غامرة ولم يلتفت إلى طريق المركب إلى أن غرس فى الطين، وفى مشهد رومانسى آخر قام "محسب" بتقبيل "نرجس" على شط النيل للتعبير عن شدة حبه لها فى شهر عسلهما. وفى فيلم "لوعة الحب" عرّف "حسن" عمر الشريف معنى الحب لـ"آمال"شادية فى مشهد رومانسى هادئ حيث تقابل الاثنان فى إحدى الأماكن العامة وفاجأت "آمال" "حسن" بسؤالها "هو الواحد ازاى يعرف انه بيحب التانى؟" وبعد لحظة تردد وخجل من "حسن " قال لها "لما الواحد بيحب يبقى دايما بيفكر فيه، ودايما عايز يشوفه، ولما يشوفه يبقى مش عايز يسيبه، ولما يسبه يفكر فيه، ولما يفكر فيه يبقى عايز يقابله تانى، ويبقى دايما حاسس باللى هوا عايزه، لما يفرح يفرح لفرحه، ولما يزعل يزعل لزعله، ودايما بيفكر فى الحاجات اللى عايزها التانى". وتضمن فيلم "حبى الوحيد" مشاهد رومانسية بين "عادل" عمر الشريف و"منى" نادية لطفى منها حينما قام "عادل" بمقابلة "منى" قبل أن يسافر حيث كان يعمل طيار، وقاما بالرقص على أنغام أغنية "أهواك " لعبد الحليم حافظ، وظلا يرقصا حتى الليل، وأخذا يحسبا الوقت الذى سوف يقضياه بعيدا عن بعضهما بالدقائق والثوانى، ويخططا للزواج ولقضاء شهر العسل فى سويسرا، وفى مشهد آخر قام "عادل" بتقبيل "منى" فى السيارة أثناء عرضه الزواج عليها. أما فيلم "إشاعة حب" فأصبحت قصة "حسين" عمر الشريف و"سميحة" سعاد حسنى من كلاسيكيات السينما المصرية، ويعتبر مشهد مصارحة "حسين" بحبه لـ"سميحة" من أهم مشاهد الفيلم خاصة بعدما عانى "حسين" من أجل أن تقبل به "سميحة" وقام بتغيير مظهره وطريقة كلامه واستخدم بعض الحيل التى نصحه بها عمه "عبد القادر" يوسف وهبى

 

####

 

الكلمات الأخيرة لعمر الشريف قبل إصابته بالزهايمر لـ"اليوم السابع": رجعت مصر عشان أموت وأدفن فيها.. النجم العالمى: تعاملت مع كل شعوب العالم ولم أجد شعبا متسامحا ومعطاء وضحوكا مثل المصريين

حوار: عمرو صحصاح - العباس السكرى

فى أواخر عام 2014 أجرى "اليوم السابع" حوارا مع النجم العالمى الراحل عمر الشريف عقب عودته مباشرة إلى القاهرة.. الآن وبعد وفاته نعيد نشر الحوار.. «مسافر زادهُ الخيالُ والسحر والعطر والظلالُ، ظمآن والكأس فى يديه والحب والفن والجمالُ»، هذا البيت الذى وصف به الشاعر محمود حسن إسماعيل عظمة «نهر النيل»، ربما يلخص حياة النجم العالمى الكبير عمر الشريف، الذى عاش حياته معطاءً للفن، للحب، وللجمال فى كل صوره سواء كانت امرأة، لوحة، أو فيلما سينمائيا.. عمر الشريف النجم الذى لف العالم كـ«الرحّالة» وأثرى السينما العربية والعالمية بتجارب متنوعة قدم فيها مختلف الشخصيات، منها الشاب الثورى فى فيلمه «فى بيتنا رجل»، والبحّار فى «صراع فى الميناء»، والثرى فى «سيدة القصر»، والخجول فى «إشاعة حب»، والمتمرد فى «غرام الأسياد»، والقائد الثورى جيفارا فى «تشى جيفارا»، وجنكيز خان وزيفاجو، واحتل فيلمه لورانس العرب المركز الـ31 فى قائمة أعظم 301 فيلم فى تاريخ السينما العالمية، اختار أن ترسو سفينته على شاطئ وطنه مصر، بعد هذه الرحلة الطويلة التى جاب خلالها الدنيا بطولها وعرضها. النجم العالمى يعترف أنه يقف الآن على حافة الغروب، ومع ذلك يبدو فى حديثه لـ«اليوم السابع»، أكثر رقة وجمالاً وعذوبة بصوته الحنون وابتسامته التى لا تشيب أبدا، يستعرض تاريخه الفنى، ويكشف سر عودته لمصر، ويؤكد حبه لسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة. بعد رحلة طويلة مع الدنيا طفت فيها بلدان العالم «تمثل وتغنى» قررت العودة للقاهرة والاستقرار بها.. صف لنا المشاعر التى اجتاحتك بين الغياب والعودة؟ - أستطيع القول إن جميع سنوات عمرى التى قضيتها خارج القاهرة كان لسان حالى فيها يردد بيت الشعر الذى يقول: «اشتقت إليك فعلمنى ألا أشتاق»، وذلك من فرط اشتياقى لمصر وشوارعها ومقاهيها، وكل شىء فيها، وهذه المرة اتخذت قراراً بعدم السفر مرة أخرى لأية دولة والمكوث هُنا، أحيا وسط المصريين، وأعيش بينهم، إلى أن يحين أجلى، وصراحةً «أنا رجعت مصر علشان أموت وأتدفن فيها». هل استقبلتك شوارع القاهرة عقب عودتك من باريس كما اعتادت على استقبالك فى الماضى؟ أم ترى أن ذكريات الصبا ذهبت ولن تعود؟ - عندما عدت لمصر «لقيتها حلوة» وسبب عودتى يتمثل فى شىء واحد هو أننى أحب البلد، ومشتاق إليها، وبالبلدى «مش عايز أتحرك من هنا»، وعند نزولى القاهرة «حسيت ببهجة وفرحة»، و«مابقتش عايز أمشى»، وأنا طول عمرى بحب مصر، سواء فى الماضى أو الحاضر، والآن أشعر بسعادة حقيقية، وشايف «مصر حلوة قوى»، وابنى طارق «مالى علىّ الدنيا بيحبنى جدا وأنا كمان بحبه كتير إلى أبعد مدى». «مسافر زادهُ الخيالُ والسحر والعطر والظلالُ.. ظمآن والكأس فى يديه والحب والفن والجمال» ربما تتشابه حياة النجم العالمى عمر الشريف مع هذا البيت الشعرى، ما رأيك؟ - فى الماضى كنت شاباً، وكان يحلو لى السفر ولف العالم وراء العالمية، ومن أجل العمل والمال وحبى للسينما، وأعتقد أنه منذ يوم مولدى وحتى أكملت عامى الـ30 لم أغادر القاهرة، وبعد هذه السن اتجهت للسفر، واستمتعت بالرحلات والتنقل ورؤية عوالم أخرى غير التى اعتدت عليها، حيث ذهبت لباريس وروسيا وأغلب بلدان العالم، ورأيت حياة مختلفة فى كل دولة، وتعاملت مع شعوب العالم بمختلف جنسياتهم وديانتهم، لكنى فى النهاية لم أجد شعبا مثل الشعب المصرى، متسامح، ومعطاء، وضحوك، وبعد تقدمى فى العمر قررت العودة لمصر، وأعترف أن هذا الزمن يختلف عن الماضى، بسبب التطور والتكنولوجيا، وأنا دائما كنت «عايش حياتى هُنا» وأكرر للمرة المليون «بحب مصر ومش هسيبها تانى». تاريخك الفنى يحفل بتجارب خالدة فى تاريخ السينما العربية والعالمية.. بعد كل هذا العطاء الكبير الذى تجاوز النصف قرن كيف يرى عمر الشريف نفسه؟ - لا أملك أن أقول شيئا غير الحمد لله، ومبسوط وسعيد جدا، وأعمالى تشاهدها الأجيال، و«مفيش حاجة نقصانى، ومش عايز أكتر من كدة»، وعملت سينما مصرية وعالمية وعربية، وربما أكون قدمت بعض الأعمال مضطرا من أجل المال، لكنى فخور بحياتى وراض عنها والحمد لله، وفى قمة السعادة والفرحة. «لا أنام».. «زيفاجو».. «شاطئ الأسرار».. «فى بيتنا رجل».. أى عمل من أعمالك يحلو لك متابعته وأنت جالس لمشاهدة التليفزيون؟ - منذ فترة وأنا مقلل من «الفرجة» على التليفزيون، لكن فى الماضى كنت أميل إلى مشاهدة أعمالى السينمائية التى صنعتها عندما كنت شابا، وتقريبا كنت أرى أغلب أفلامى، منها «صراع فى الوادى» و«أيامنا الحلوة» و«نهر الحب» و«سيدة القصر» و«فى بيتنا رجل»، وغيرها، لكن الآن السن يفرض علىّ أشياء خاصة ويتحتم علىّ اتباعها. يتردد دائما أنك اعتزلت التمثيل.. ما صحة هذه الأنباء؟ - عمرى لا يسمح لى بالتمثيل حاليا، فأنا رجل تجاوز الـثمانين من عمره، والأمر فى الوقت الحالى يختلف كثيرا عن الماضى لأنى «كبرت فى السن»، ويعنى «هعمل إيه تانى»؟! الحمد لله على كدة، أنا مبسوط بحياتى دلوقتى، وما قيل عن أننى سأعيد تقديم الشخصية التى جسدها النجم يوسف وهبى فى فيلم «إشاعة حب» غير مقبول، ومستحيل أن تصل «العملية» لهذه الدرجة. ما الشىء الذى يحبه وما الذى يكرهه عمر الشريف؟ - أحب الهدوء والانسجام والفرحة، والسير فى الشارع وسط الناس، وأكره الضجيج والزحام، لأنى أصبحت فى سن لا تحتمل الضوضاء أو الضجيج أو الزحمة. يصف موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب «نهر النيل» بقوله: «آه على سّرك الرهيب.. وموجك التائه الغريب.. يا نيل يا ساحر الغيوم».. ما سر العلاقة التى تجمعك بالنيل؟ - الجلوس أمام النيل «متعة كبيرة»، وبطبعى أميل للهدوء، وتجمعنا معا علاقة حب وانسجام، وطوال عمرى وأنا دائم الجلوس والنظر للبحر. أثناء مرورك فى شوارع الزمالك كانت الفتيات يتهافتن عليك لالتقاط الصور التذكارية معك.. هل ما زلت معشوق النساء إلى الآن؟ - يبتسم ابتسامته التى لا تشيب ويعلّق: «خلاص أنا كبرت دلوقتى، وبقى عندى 83 عاما»، لكنى فرحان بهذه الحفاوة الكبيرة من الناس، والحب عامل مهم جدا فى حياة البشر.. يقول الشاعر الكبير كامل الشناوى مخاطبا قلبه «لا تثر لى ذكرياتى إنها شيبّتنى شيّبت حتى صبايا». هل فكرت فى الاتصال بسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة بعد عودتك للقاهرة؟ - لم أر فاتن منذ فترة طويلة، و«نفسى أكلمها وأشوفها»، وما زلت أحبها، وبينى وبينها مودة وعشرة عمر، وقدمنا معا أعمالا كثيرة، وأنا دايما أقول «كل شىء نصيب» و«اللى يريد به ربنا بيكون». من تتذكره الآن من أصدقائك؟ - كلما جئت إلى القاهرة أتذكر صديقى الراحل أحمد رمزى، رفيق عمرى، كنا دائما معا فى السهر واللعب والفرح والحزن، لكنه «مات» الآن الله يرحمه. هل تابعت فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته الـ36؟ - لم أتابع فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى، لتواجدى خارج مصر فى ذاك الوقت، لكن المهرجانات تصنع جسرا ممتدا بين الدول وتنم عن تبادل الثقافات فيما بينها، وأنا بحبها لأنها «بتوّرى» العالم قيمة الفن. هل شاهدت محاكمة الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك؟ - توقفت عن متابعة الأخبار السياسية منذ فترة، ووقت المحاكمة كنت فى باريس، ولم أشاهد التليفزيون أو أقرأ الصحف، لذلك لم أتابعها أو أشغل بالى بها. كيف رأيت مصر عند عودتك فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى؟ - بالطبع هناك اختلاف عن الأول والبلد اتطورت، والحياة حلوة وجميلة، والحمد لله على كال حال وكفاية علىّ إنى أكون مبسوط وسعيد وفرحان وأنا عايش فى مصر

 

####

 

عمر الشريف.. وداعًا "أيامنا الحلوة"

تناول كاريكاتير لـ"اليوم السابع"، رحيل الفنان العالمى عمر الشريف، أمس الجمعة، والذى ترك وراءه إرثاً فنياً محلياً وعالمياً، حيث قدم على مدار حياته الكثير من الأعمال المتنوعة والأدوار الهامة التى تركت بصمة فى تاريخ السينما. ويُظهر الرسم عمر الشريف يلوح بيديه فى إشارة لـ"الوداع" وبيده الأخرى ورقة مكتوب فيها "أيامنا الحلوة"، وهو الفيلم الذى قام ببطولته مع سيدة الشاشة "فاتن حمامة" عام 1955، وشاركهم البطولة عبد الحليم حافظ وأحمد رمزى

 

####

 

المواقع العربية.. عمر الشريف نجم عالمى لقدرته على أداء شخصيات من مختلف الجنسيات

كتب أحمد إبراهيم الشريف

توفى الفنان المصرى عمر الشريف، أمس الجمعة، بعد معاناة مع مرض ألزهايمر، وانشغلت صحف العالم والمواقع الإلكترونية بالصفحة الأكثر بريقا فى السينما المصرية لكون عمر الشريف الوحيد الذى استطاع أن ينافس نجوم العالم فى "هوليود" ويجلس معهم فى محاذاتهم تماما. أكد موقع "سكاى نيوز" أن عمر الشريف يمتلك سجلا فنيا حافلا فى السينما المصرية، كما قام بأداء عدد من الأدوار فى السينما الأميركية. وأشار الموقع إلى أن الظهور المميز لعمر الشريف فى 1958 بالفيلم الفرنسى "جحا"، الذى عرض فى دول كثيرة ناطقة بالإنجليزية، كان فاتحة خير عليه فى حياته الفنية. وبعد مشاركته فى مزيد من الأفلام المصرية اختاره المخرج دافيد لين لأداء دور الشريف على عام 1962 فى فيلم "لورانس العرب"، أمام بيتر أوتول. ومن خلال أداء دور صديق لورانس رشح لجائزة أوسكار أفضل ممثل مساعد، وحصل على عقد مع شركة "كولومبيا ستوديوز". بينما رأت مواقع أخرى أن عمر الشريف بلغ شهرته العالمية بعد تمثيله فى فيلم "لورنس العرب" وفيلم "دكتور زيفاجو"، وقد ظل نجما على نطاق العالم لقدرته على تمثيل أدوار لشخصيات من مختلف الجنسيات. وكان عمر الشريف من الممثلين العرب القلائل الذين احتلوا مكانة مرموقة فى السينما العالمية، وقضى أغلب سنواته الأخيرة بالقاهرة وبفندق مونسين رويال فى باريس. فاز عمر الشريف بجائزة جولدن غلوب لأفضل ممثل عام 1966 عن فيلم دكتور زيفاجو، وحصل على جائزة مشاهير فنانى العالم العربى 2004، تقديرا لعطائه السينمائى، ونال فى نفس العام أيضا جائزة سيزر لأفضل ممثل، عن دوره فى فيلم "السيد إبراهيم وأزهار القرآن" لفرانسوا ديبرون، كما حصل على جائزة الأسد الذهبى من مهرجان البندقية السينمائى عن مجمل أعماله. بينما كتبت جريدة "الحياة" عن عمر الشريف تقول هو الروسى الدكتور جيفاغو، وهو الأمير العربى على بن الحسين، وهو المناضل المصرى الهارب فى "فى بيتنا رجل"، وهو الفتى الذى جاء به يوسف شاهين إلى الوادى ليقبّل فاتن حمامة وينتزعها فى الحياة من زوجها عز الدين ذوالفقار، فى «صراع فى الوادي»، وهو الإسكندرانى الذى تخرّج من كلية فكتوريا، أسوة بالعاهل الأردنى الراحل الملك حسين بن طلال وإدوارد سعيد وتوفيق صالح، وهو خبير لعبة «البريدج» فى المحافل الدولية، وواحد من كبار النّجوم الذين تقمّصوا شخصية العاشق اللاتينى فى أفلام لا تغيب عنها الشمس... لكنه أولاً وأخيراً ميشال شلهوب، الشامى ابن الشامى، الذى لن يعرفه العالم إلا باسمه، عمر الشريف

 

####

 

أيقونة حب البنات "عمر الشريف" قرر أن يرحل.. بعد أن أحبته الملايين من النساء على الأرض.. وتمنوا أحضانه ونظراته الدافئة لهم.. وترك للأجيال القادمة الخلطة السرية لامتلاك قلوب الفتيات

كتبت أمنية فايد

من يستطيع التحدث عن الحب دون أن يذكره، هو من ارتبط اسمه بالعديد من قصص الحب والغرام ليغزو بها قلوب نساء الأرض داخل مصر وخارجها حتى وصل للعالمية، هو النجم الذى رسمت ملامح وجهه البريئة ونبرات صوته الدافئة صورة فتى أحلام البنات، هو النجم العالمى "عمر الشريف". هو ملخص الحب الحقيقى، التى تبحث عنه كل فتاة، هو مثال الحبيب والخطيب والزوج التى تتمناه كل فتاة بداية منذ عام 1954، والذى بدأ فيه فيلمه الأول "صراع فى الوادى"، تمنت نساء العالم أن تقف أمامه لتستمتع إلى كلماته العزبة ونظراته الدافئة، وتستمتع بأحضانه، التى تلخص المعنى الحقيقى للأمان، التى ترغب فيه كل فتاة. لقبته العديد من النساء بألقاب كثر ومن أشهرها "سلطان الإغراء"، "ساحر السينما" وغيرها من الألقاب، فهو كان يمثل لهن شكلا جديدا من الحب لم يكن معروفا من قبل، ورغم الفنانين الرومانسيين، الذين ظهروا من بعده إلا أنه تميز بطابع مختلف بلوحة فنية يصعب رسمها إلا منه هو، واستطاعت الفنانة العظيمة "فاتن حمامة" أن تشغل مساحة كبيرة من حياته، لتكون الزوجة الأولى وأم ابنه، والتى بات العديد من النساء يحلم أن يكون مكانها. جسد العالمى "عمر الشريف" مع العظيمة "فاتن حمامة" ثنائى للحب الأفلاطونى التى كانت ولا زالت تبحث عنه جميع الفتيات حتى الآن، ورغم انتهاء هذه العلاقة على الشاشة، وعلى الأوراق الرسمية وانفصال كل منهم عن الآخر، إلا أنهم ظلوا أوفياء لحبهم ولابنهم "طارق" ويظهرون فى كل مكان ليتحدثوا عن بعضهم البعض بكل حب، وبعد وفاة العظيمة "فاتن حمامه" لم يستطع الحبيب الجلوس على الأرض كثيرا بدونها، ووافته المنية اليوم. ورغم أعماله العديدة، التى تزيد عن 40 فيلما، والتى تميزت بالعديد من الدراما منها الكوميدى والرومانسى والتراجيدى، إلا أن صورته الرومانسية، التى ظهرت باقية فى عيون الجميع، تستشهد به الفتيات ليكون أزواجهن مثله، فهن يرين أنه مثال للزوج الرومانسى العاطفى المحب الشاعر بزوجته الحنون على أبنائه، ورغم أن الغالبية لا يعرفن حياته الحقيقية إلا أن الصورة، التى تركها فى السينمات هى التى جعلت الفتيات تحلم بأحضانه وقبلاته، التى تعبر عن كل الحب المتوفر فى العالم

 

اليوم السابع المصرية في

11.07.2015

 
 
 
 
 

حكاية عمر الشريف الأسطورة مع جدتي بابشا البولندية

بقلم صلاح هاشم

نزهة الناقد: حكاية عمر الشريف الاسطورة مع جدتي بابشا البولندية: صدرت أغلب الصحف الفرنسية اليوم 11 يوليو كما صحيفة ليبيراسيون - انظر الصورة المرفقة - وقد تصدرت صورته صفحاتها الاولى، معلنة عن وفاة الممثل المصري النجم العالمي عمر الشريف " الاسطورة ".

وكنت التقيت الاسطورة في ميلانو في فترة التسعينيات، عندما دعاني الاستاذ المخرج المصري الكبير صلاح ابوسيف للمشاركة في إطار احتفالية سينمائية كبيرة اقيمت له في مهرجان ميلانو للسينما الافريقية، وطلب ابوسيف من ادارة المهرجان دعوة مجموعة من الفنانين والسينمائيين والنقاد بعينهم، للمشاركة في المؤتمر الصحفي الذي اقيم له والحديث عنه. طلب ابوسيف حضور النجم الاسطورة عمر الشريف، والمخرج المصري عاطف حتاتة صاحب "الابواب المغلقة "، والناقد الكبير يوسف شريف رزق الله، والناقد صلاح هاشم. وكنت تشرفت عام 1992 بالاشراف على واعداد احتفالية سينمائية تكريمية كبيرة HOMMAGE لصلاح ابو سيف في مهرجان لاروشيل السينمائي LA ROCHELLE في فرنسا - وثقت لها بالطبع في كتابي " السينما العربية خارج الحدود" - وكان موضوع الحديث في ذلك المؤتمر الصحفي لصلاح أبوسيف في ميلانو أن نقول ماذا يمثل صلاح أبوسيف بالنسبة لنا ، وماهو الموقع الذي يحتله على خارطة السينما المصرية، فصعدنا مع أبوسيف الى خشبة المسرح ،وتحدثنا عن " رينوار" السينما المصرية وأفلامه العظيمة،- رينوار هو كما كان فرانسوا تروفو يحب أن يردد أبو السينما الفرنسية - واعتقد ان الاستاذ يوسف شريف رزق الله يحتفظ بشريط مصور لذلك المؤتمر" التاريخي " ذلك الشريط الذي أعتبره بمثابة وثيقة مهمة لذاكرة السينما المصرية، وحضورها وتألقها خارج الحدودن وليت المركز القومي للسينما في مصر يحتفظ بنسخة منه للأجيال القادمة. وعندما عدنا الى الفندق فوجئت بعمر الشريف يدعوني لكأس شاي ،وهنأني على مداخلتي، وامتدت السهرة معه حتى الصباح، وكانت هذه هي المرة الاولي والاخيرة التي التقي فيها بالنجم السينمائي العالمي المصري الذي احبته كل نساء العالم ومن ضمنهم جدتي بابشا البولندية في لندن ،السيدة العجوز التي كنت أسكن عندها اثناء اقامتي هناك، وكان عمر الشريف هو "نجمها المفضل"من بين كل الممثلين في العالم، ولولا ذلك ماكانت بابشا قبلت بأن اسكن أنا الغريب عندها، وهذا - قلت له - مجرد جزء فقط من أفضال " أمير الصحراء " - كما كانت بابشا تحب أن تطلق عليه- علينا- نحن أبناء مصر" الغرباء " مثله في الخارج - . ضحك عمر الشريف عندما رويت له حكايتي مع جدتي البولندية التي لولا عشقها له لكنت تشردت في لندن على الرصيف، وكاد من فرط تاثره يذرف الدمع كما لاحظت، وقام وعانقني، وطلب مني أن ابلغها تحياته وشكره.

 أخذت عن الفنان المصري والنجم العالمي الاسطورة عمر الشريف تواضعه الجم - رغم الشهرة العالمية التي حققها لنفسه، كممثل عالمي ونجم يشار اليه بالبنان- وتأثرت جدا لبساطته وإنسانيته، و وجدت فيه، خلال ذلك اللقاء القصير الذي أمتد فقط لساعات، نموذجا وعصيرا لطيبة والفة الناس الطيبين في بلدي،

 وذلك "الحياء"الطبيعي المتأصل فينا، و" التواضع " المعبر عن أصالة شعب،وعظمة حضارة أمة،.. و..هكذا يكون الرجال.

 وداعا عمر الشريف.

 

سينما إيزيس في

11.07.2015

 
 
 
 
 

رثاء عالمي لعمر الشريف.. من «مسقعة» صوفيا إلى «مأزق» باربرا

إهداء «ألف اختراع واختراع» إلى روحه.. والنجوم يتذكرون: «صديق مخلص» و«ملك البريدج»

القاهرة: أحمد الغمراوي

بينما يستعد المصريون لإقامة مراسم جنازة النجم العالمي عمر الشريف اليوم (الأحد)، حيث تشيّع جنازة نجم هوليوود من مسجد المشير طنطاوي بضاحية التجمع الخامس بالقاهرة، تواصلت أمس ردود الفعل الحزينة ورثاء نجوم العالم للفنان المصري الراحل، الذي نجح في خلب ألباب الكثيرين في الوطن العربي والغرب على السواء، خلال مشواره الحافل، حيث أكد نجوم الفن حزنهم لفقدان الشريف، ذاكرين أبرز ذكرياتهم حوله.

وتوفي الفنان العالمي المحبوب عمر الشريف صباح الجمعة عن عمر يناهز 83 عاما في أحد مستشفيات حلوان، جنوب العاصمة المصرية القاهرة، بعد صراع مع المرض، وتصدر اسمه بالعربية والإنجليزية قوائم الأكثر رواجا (trends) على مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم.

وعانى الممثل المصري من مشكلات صحية في القلب خلال الفترة الماضية، إضافة إلى كونه كان يعالج من داء «ألزهايمر» وبعض أمراض الشيخوخة، وقد تم نقله مؤخرا من مقر إقامته في مدينة الغردقة إلى مستشفى «بهمن» للطب النفسي بضاحية حلوان حيث وافته المنية نتيجة أزمة قلبية.

وكانت رحلة الراحل عمر الشريف حافلة في مجال العمل السينمائي في مصر والعالم، حيث رُشح لنيل جائزة الأوسكار عن دوره في فيلم «لورنس العرب»، فيما نال جائزة الـ«غولدن غلوب» ثلاث مرات، إحداها عن دوره في «دكتور زيفاجو»، والاثنتان الأخريان عن دوره في «لورنس العرب»، بالإضافة إلى جائزة سيزار الفرنسية عن دوره في الفيلم الفرنسي «السيد إبراهيم وزهور القرآن».

وخلال الفترة الأخيرة، حرص الشريف على تمثيل عدد من الأدوار التي تحض على التسامح، ومن بينها الفيلم الفرنسي «السيد إبراهيم»، وكذلك الفيلم المصري «حسن ومرقص» مع النجم المصري عادل إمام. إلى جانب مشاركة في فيلم قصير أخير بعنوان «ألف اختراع واختراع وعالم ابن الهيثم»، والذي سيعرض قريبا خلال العام الحالي في إهداء إلى روحه. ويؤدي الشريف دور الجد الحكيم في الفيلم الذي تم تصويره في لندن، حيث يقوم بمساعدة حفيدته على حل واجبها المدرسي الصعب في مادة العلوم من خلال سرده قصة الحسن ابن الهيثم المثيرة.

وفور إعلان نبأ وفاة النجم العالمي، توالت على مواقع التواصل الاجتماعي رسائل الحزن والرثاء من أركان العالم، وبرزت كلمات نجوم عالميين تذكروا لحظات فارقة من حياتهم مع الشريف.

ونشرت النجمة العالمية صوفيا لورين صورة تجمعها بالشريف على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، كتبت عليها «ارقد في سلام». وكانت لورين شاركت الشريف بطولة فيلم «More Than A Miracle» (أكثر من معجزة) عام 1967، إخراج فرانشيسكو روسي، حيث توطدت بينهما صداقة طويلة. وحكت صوفيا في مذكراتها عن موقف طريف خلال تصوير الفيلم قائلة إنه «أثناء التصوير في روما كنا نعاني من قلة جودة الطعام المحضّر لنا، مما دفعنا للاكتفاء بالشطائر، وفي يوم ما نظر إلي عمر الشريف بعينيه السوداوتين، وقال: كيف تأكلين هذا الهراء؟ وتمنى في هذه اللحظة أن يتناول مسقعة باذنجان من إعداد والدته».

أما النجمة العالمية باربرا سترايسند، والتي أثار اعترافها بدولة إسرائيل غضبا عارما في مصر ضد عمر الشريف لكونه أحد أصدقائها، فنشرت على صفحتها بمواقع «تويتر» و«إنستغرام» عدة صور جمعتها بالنجم العالمي الراحل، والذي وصفته بأنه «نجمها الأول بالأفلام، فهو كان وسيما ومتطورا وساحرا»، مؤكدة أنه «كان فخورا بأنه مصري».

وعبرت باربرا لمجلة «فارايتي» عن مدى حزنها الشديد على رحيل الشريف، قائلة: «كان الشريف أول الرجال الذين وقفت أمامهم في السينما، في بداية مسيرتي في عام 1968. في فيلم Funny Girl (فتاة مرحة). لقد كان وسيمًا ورفيع الذوق وفاتنًا». وأضافت سترايسند: «لقد كان مصريًا صميمًا، وهذا ما جعل اختياره للفيلم مثيرًا للجدل، ولكن تحت قيادة المخرج ويليام وايلر، تغلبت العلاقة الرومانسية بين نيكي آرنستين وفاني برايس على أي تحيز أو أنماط مسبقة.. أنا محظوظة بعملي معه وحزينة للغاية بسبب وفاته».

أيضا نعى النجم العالمي أنطونيو بانديراس صديقه النجم المصري العالمي الراحل عمر الشريف، والذي شاركه بطولة فيلم «The 13th Warrior» (المحارب الثالث عشر)، قائلا عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «لقد كان راويا عظيما، وصديقا مخلصا وروح حكيمة».

وبدوره، نعى الممثل البلجيكي جين كلود فان دام رحيل الشريف، حيث نشر صورة تجمعهما قائلا عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «اليوم، أشعر بحزن شديد للعالم؛ لفقده رجلا عظيما.. كل ما عندي هو تقديم تعازي لأسرة وعشاق الفنان عمر الشريف».

وقال الفنان العالمي جوش جاد عبر حسابه على «تويتر»: «حزين لمعرفة خبر وفاة عمر الشريف، فقد نشأت على (لورانس العرب) و(دكتور زيفاجو)». بينما عبرت النجمة التلفزيونية المعروفة مورغان فيرتشايلد، التي كانت إحدى بطلات مسلسلات أميركية شهيرة على غرار «Dallas» و«Falcon Crest»، عن حزنها، واصفة الشريف بأنه «رجل جميل الطباع وكريم جدا»، وذكرت أنها عشقت مقابلة هذا الرجل الذي تميز بشخصية رائعة.

وعلق المخرج رولاند إيمريخ، صاحب أفلام يوم الاستقلال «Independence Day» ويوم بعد غد «The Day After Tomorrow»، بقوله: «حزين جدا لوفاة عمر الشريف، محظوظ لأنني تمكنت من العمل مع هذا الممثل الأسطوري، أرسل حبي لعائلته». وكان إيمريخ قد استعان بالشريف كراو صوتي في فيلم «10 آلاف عام قبل الميلاد» «BC 10.000» عام 2008.

وقال الفنان يوجين سيمون، بطل السلسلة التلفزيونية الشهيرة «لعبة العروش» (Game of Thrones) عبر حسابه على «تويتر»: «عمر الشريف، يا له من عمل مذهل قدمته للعالم، فلترقد في سلام». بينما كتبت الإعلامية روز أودنيل: «نيكي آرنستين؛ يا له من اسم جميل، شكرًا عمر الشريف»، وذلك في إشارة منها إلى دوره في فيلم «فتاة مرحة» مع باربرا سترايسند.

وقال الإعلامي لاري كينغ: «أعرف عمر الشريف جيدًا وأحترمه. مشرق، صريح، محترم.. شخص رائع ومتمكن في لعبة البريدج.. سأفتقدك يا عمر».

وأما الممثلة دانا ديلاني، بطلة مسلسل زوجات يائسات (Desperate Housewives)، فأرسلت قبلة إلى الممثل الراحل وقالت له: «نعم لدكتور زيفاجو، لكن نيكي آرنستين.. نيكي آرنستين يا له من اسم رائع». وأيضا، نشر الفنان الإيطالي جيوليو باس صورة تجمعه بالشريف، عبر صفحته على موقع «تويتر»، معلقا: «حبيبي عمر الشريف، في قلبي دائمًا.. ارقد في سلام».

كما شارك العديد من النجوم في رثاء لا يتوقف لعمر الشريف، وكان من بينهم فينسينت دونوفريو، ماثيو مودين، ونديل بيرس، رالف ماكيو، أليك بالدوين، روز ماغوين، دانا ديلاني، روزي أودونيل، وآخرون.

وأفردت الصحف العالمية تغطية موسعة لنبأ وفاة ورثاء الشريف، ومن بينها الصحف البريطانية والأميركية والفرنسية والإيطالية على وجه الخصوص.

كما نعت نقابة المهن السينمائية المصرية الشريف، قائلة: «رحل في صمت دون ضجيج لورنس العرب، محسب، أحمد، أيوب السينما المصرية.. بنفس مطمئنة. رحل بعد أن أسدى للسينما المصرية والعالمية العديد من الأعمال الفنية المتميزة والرائدة. المواطن مصري ترك عالمنا بعد رحلة عطاء تحمل في طياتها تراثا سينمائيا وفنيا سُطر في صفحات التاريخ بحروف من نور لتكون نبراسا يضيء الدروب للأجيال القادمة. نهر الحب غادر مصر ولم يهجرها، فهي في قلبه. وقف مناضلا مدافعا في المحافل العالمية، يستدعى فيحضر رمزا مضيئا. أحببنا في الأراجوز الإنسان الذي يجوب النجوع ليحكي التاريخ، يتحمل الجحود والنكران، لكنه شاهد عيان يفضح الفساد ويتحدى قوى الشر. نشاطركم وجموع فناني مصر والوطن العربي والعالم رحيل فتى الشاشة العملاق الفنان الراحل عمر الشريف، أسكنه الله فسيح الجنات وألهمنا جميعا الصبر والسلوان، وداعا».

 

####

 

عمر الشريف يودع الحياة بعد 83 عامًا قضاها بين «الترحال» و«التمثيل»

وفاة أشهر نجم في السينما العربية.. بطل «لورانس العرب» و«تشي جيفارا» و«دكتور زيفاغو»

القاهرة: محمد مصطفى أبو شامة

ترجل آخر فرسان زمن الفن الجميل، وأشهر نجوم سينما «الأبيض والأسود» في العالم، وسفير مصر فوق العادة في كل المحافل الدولية ونجمها العالمي عمر الشريف. واستقبل جمهور النجم الكبير وعشاق فنه حول العالم خبر وفاته أمس بحزن شديد، ورفض للتصديق، خاصة مع تكرار إعلانه في الشهور الأخيرة ثم نفيه، بسبب تدهور حالته الصحية.

وأعلن الخبر عمر حفيد الفنان المصري عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، وفاة جده عمر الشريف ونشر صورة له برفقته، معلقا عليها بقوله «البقاء لله»، وبعدها أكد ستيف كينيس وكيل أعمال النجم الكبير خبر الوفاة موضحا أن سببها هو أزمة قلبية.

والشريف هو من الممثلين العرب القلائل الذين استطاعوا الوصول إلى النجومية في هوليوود، واكتسب شهرة عالمية وترشح لجائزة أوسكار أفضل ممثل مساعد عن دوره في فيلم «لورانس العرب» عام 1962 الذي تشارك بطولته مع الممثل العالمي بيتر أوتول. وجدير بالذكر أن عمر الشريف قد تم نقله قبل وفاته ببضعة شهور إلى مستشفى متخصص بمعالجة المرضى المصابين بـ«ألزهايمر».

وقد ولد ميشال ديمتري شلهوب، وهو الاسم الأصلي للفنان المصري عمر الشريف في 10 أبريل (نيسان) 1932. وكان والده تاجر أخشاب بالإسكندرية، وتلقى تعليمه في مدرسة فيكتوريا وكان زميل دراسة للراحلين المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد والمخرج المصري يوسف شاهين الذي اكتشفه ومنحه البطولة في أول أدواره في فيلم «صراع في الوادي» عام 1954.

وشارك الشريف الذي يعتبره سينمائيون من ألمع النجوم في تاريخ السينما المصرية في بطولة أفلام تعد الآن من «كلاسيكيات الأبيض والأسود»، منها «بداية ونهاية» و«صراع في النيل» و«في بيتنا رجل» و«إحنا التلامذة».

وتزوج الشريف الممثلة المصرية فاتن حمامة الملقبة بسيدة الشاشة العربية بعد علاقة تنامت وتطورت خلال تصويرهما لفيلم «صراع في الميناء» عام 1956. ومن أشهر أفلامهما معا «سيدة القصر» و«أيامنا الحلوة» و«أرض السلام» و«نهر الحب». وكان الفيلم المصري «المماليك» الذي عرض عام 1965 آخر أعمال الشريف قبل أن يغادر مصر.

وكانت البداية القوية للشريف في السينما الأميركية عام 1962 حين اختاره المخرج البريطاني ديفيد لين لأداء دور «الشريف علي» في فيلم «لورانس العرب» أمام ممثلين يحظون بشهرة عالمية في مقدمتهم البريطاني بيتر أوتول والأميركي أنتوني كوين، واستمر فترة مع نفس المخرج ليلعب أدوارا هامة في عدة أفلام منها «دكتور زيفاغو» وفيلم «الرولز رويس الصفراء»، وفيلم «الثلج الأخضر»، وبعدها شارك الشريف في عدد من الأفلام الإيطالية والفرنسية.

ولكن مشاركته في السينما الأميركية كانت الأكثر غزارة وبروزا ومنها أفلام «فتاة مرحة» و«سقوط الإمبراطورية الرومانية» و«تشي» عن المناضل الأشهر «تشي جيفارا» الذي شارك في الثورة الكوبية.

وفي السبعينات، قام بتمثيل فيلم «الوادي الأخير»، وفيلم «بذور التمر الهندي»، وقام عمر الشريف بتمثيل أدوار كوميدية منها دورة في فيلم Top Secret عام 1984. وترشح الشريف لجائزة الأوسكار كما نال ثلاث جوائز غولدن غلوب وجائزة سيزر.

وعاد الشريف للسينما المصرية عام 1984 بفيلم «أيوب» المأخوذ عن إحدى قصص الروائي المصري الكبير نجيب محفوظ، كما قام ببطولة فيلم «الأراجوز» عام 1989 إضافة إلى مشاركته في فيلمي «المواطن مصري» عام 1991 وشارك بدور صغير في «ضحك ولعب وجد وحب» عام 1993 مع المطرب الشهير عمرو دياب، وتشارك مع الممثل الكوميدي عادل إمام في فيلم «حسن ومرقص» عام 2008 وأخيرا كان فيلمه «المسافر» عام 2009.

وخلال هذه الفترة لم تنقطع علاقته بالسينما الأميركية، إذ شارك عام 1999 في فيلم «المحارب 13» الذي قام ببطولته الممثل الأميركي أنطونيو بانديراس، كما قام عام 2003 ببطولة الفيلم الفرنسي «السيد إبراهيم وزهور القران» وفاز عن دوره بجائزة أحسن ممثل «جائزة سيزار الفرنسية» في فبراير (شباط) شباط 2004.

وفي 23 مايو (أيار) 2015 أعلن طارق نجل الفنان عمر الشريف عن أن والده يصارع مرض «ألزهايمر» على مدار السنوات الثلاث الماضية. وقال في تصريحات لصحيفة «إلموندو» الإسبانية: «والدي مريض بألزهايمر، ومن الصعب عليه تحديد أي مرحلة يعيش.. ومن الواضح أن حالته لن تتحسن بل ستزداد سوءا».

وقال وزير الآثار المصري السابق عالم المصريات المعروف زاهي حواس الذي كان صديقا مقربا لعمر الشريف بأن الممثل المصري توفي في مستشفى في حي حلوان بالقاهرة حيث نقل منذ شهر، وأضاف أن جنازة عمر الشريف على الأرجح ستكون غدا الأحد، كما أكد ذلك نقيب المهن السينمائية في مصر أشرف زكي، مؤكدا أن طارق نجل عمر الشريف سيصل إلى القاهرة اليوم السبت وسيتخذ القرار النهائي بشأن موعد الجنازة، وأضاف زكي أن النجم العالمي قد أحجم عن الطعام في آخر أيامه قبل وفاته.

وقد نعى عبد الواحد النبوي وزير الثقافة المصري رحيل الفنان العالمي عمر الشريف، قائلاً: «إن صدمتنا بوفاة الفنان عمر الشريف كبيرة، وخسارتنا عظيمة، فهو واحد من أشهر من أنجبتهم الساحة الفنية، قدم روائع من الأعمال السينمائية في منتصف القرن العشرين ليثري بها الشاشة العربية».

وأضاف أن مصر لن تنسى واحدا من عاشقي ترابها، رغم وصوله للعالمية وما حققه من نجاحات في السينما الأميركية، ظل عاشقا مرتبطا بأرض مصر، مشيرا إلى أن أدواره الفنية تعد بمثابة مدرسة فنية يتعلم منها طلاب أكاديميات ومعاهد التمثيل في مصر والمنطقة العربية، فقد تخرجت على يديه أجيال فنية واصلت المسيرة على درب مدرسته الفنية. وعبر وزير الثقافة عن تعازيه للوسط الفني وجمهور الفنان عمر الشريف وأسرته، داعيا الله أن يتغمده برحمته، ويلهم أهله الصبر.

 

الشرق الأوسط في

11.07.2015

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004