19
فيلماً تتنافس على السعفة الذهبية
«كان
2015»: الافتتاح بـ «الرأس العالي» اليوم
عبدالستار ناجي
كانت هذه الايام مثل صبية في صباح عيد تزينت لاستقبال عشاقها من
صناع السينما الذين شدوا رحالهم من بقاع المعمورة لكتابة أسمائهم
على الشاطئ الازوردي في كان السينما والفن والجمال والسياحة والفرح.
اليوم هو الموعد لافتتاح اعمال الدورة الثامنة والستين لمهرجان كان
السينمائي حيث يتنافس 19 فيلما من أهم نتاجات السينما العالمية على
جائزة السعفة الذهبية التي تشكل الحلم بالنسبة لصناع السينما في
أنحاء المعمورة
.
اليوم سيكون عشاق الفن السابع مع عرس السينما العالمية حيث مهرجان
كان السينمائي في دورته الثامنة والستين والتي ستتواصل حتى الرابع
والعشرين من مايو وسط احتفالية سينمائية تحتفي بالابداع السينمائي
وأجيال الحرفة الفنية، والقراءة الأولى لأعمال المسابقة الرسمية
حيث سيتنافس 19 فيلما على السعفة الذهبية للمهرجان هي حضور القامات
الكبرى التي تمثل رهانات التجديد في صناعة الفن السابع وهذا ما جعل
تيري فريمو المدير الفني للمهرجان لان يقول بان اختيار هذه السنة:
جميل، جديد، واعتمد المجازفة.. أما هدفه فكان وضع أسماء وأفلام
وبلدان جديدة على خارطة السينما العالمية مع تكريس جزء معتبر من
البرنامج للأفلام الأولى.
ولهذا فنحن في هذا العام أمام مجموعة من المحاور الاسياسية تمزج
بين حضور الكبار والنزعات الى التجديد وايضا الأسماء التي تسعى لان
تضع بصمتها في ذاكرة ووجدان الفن السينمائي.
المهرجان سيفتتح أعماله مساء اليوم بفيلم المخرجة ايمانويل بيركوت
لا تيت هوت
La Tete Haute
بطولة كاثرين دينيف.
وهذه هي المرة الأولى التي ينطلق فيها المهرجان بفيلم لاحدى
المخرجات منذ عام 1987 عندما افتُتح المهرجان بفيلم للمخرجة دايان
كاريز.
وهذه أيضا هي المرة الأولى التي يفتتح فيها المهرجان بفيلم فرنسي
منذ عام 2005.
ويدور الفيلم حول حياة شاب جانح يدعى مالوني من الطفولة الى
الشباب. وتحاول احدى قضاة محاكم الأطفال (دينيف) ومعها باحثة
اجتماعية انقاذه من نفسه.
وكان المهرجان يميل خلال العقد الماضي الى الافتتاح بالأفلام التي
تضم حشدا من النجوم مثل جريت جاتسبي أو فيلم منتصف الليل في باريس
من اخراج وودي آلن.
وقال المفوض العام للمهرجان ثيري فريمو من الواضح ان هذا انعكاس
لرغبتنا في أن يبدأ المهرجان بعمل مختلف، يكون مؤثرا وجريئا.
وأضاف فيلم ايمانويل بيركوت يمثل تقريرا عن ارتباط السينما
المعاصرة بالمجتمع فهو يركز على القضايا الاجتماعية العامة، وهذا
يجعله مناسبا تماما للجمهور العالمي في مهرجان كان.
وتعالوا نتأمل أعمال اللائحة الكاملة التي اكتمل نصابها قبيل أيام
قليلة من انطلاق العرس حيث ضمت اللائحة، أسماء جديدة وكبارا غائبين
اما لعدم انتهاء أفلامهم أو لعدم وقوع الخيار على المنتهي منها.
من بين 1854 فيلما قُدمت للمهرجان، تم انتقاء أربعة وأربعين وأضيفت
لها مؤخرا ستة أفلام جديدة من بينها فيلمان في المسابقة وستعرض هذه
الأفلام في مختلف أقسام المهرجان الشهير. وستكون السينما الفرنسية
صاحبة أكبر الحصص مع وصول أربعة أفلام منها الى المسابقة الرسمية
التي تتضمن تسعة عشر فيلما من ثلاثة عشر دولة.
أول العائدين هو المخرج الفرنسي جاك أوديار الذي قدم فيلم النبي
عام 2009 وفاز عنه بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان، يقدم في هذا
العام في المسابقة الرسمية فيلم ديبان الاسم المؤقت لفيلمه الأخير
الذي يحكي قصة محارب سابق في سريلانكا ولاجئ سياسي لاحق في فرنسا
يعمل بوابا في احدى ضواحي باريس المضطربة.
ويشارك المخرج ستيفان بريزيه بفيلم قانون السوق الذي أعطى البطولة
فيه لممثله المفضل فنسانت ليندون وحري بالذكر ان الفرنسي بريزية
تميّزت أفلامه الثلاثة السابقة ولاسيما منها لست هنا لأكون محبوبا
بأسلوبه البسيط في الاخراج والممتع في السرد وبشخصياته المرسومة
باحكام.
كما تعود المخرجة والممثلة مايوان في فيلم ثان الى كان بعد أن نالت
عام 2011 جائزة التحكيم عن بوليس في جديدها مَلكي تتابع على مدى
سنوات قصة وله وشغف معقدة بين زوجين لديهما طفل سيجسد الدورين
النجم الفرنسي فنسانت كاسل والممثلة ايمانويل بيركوت.
وتقدم المخرجة الفرنسية فاليري دونزيلي بعد أُعلنت الحرب في 2011
في فيلمها الجديد مارغريت وجوليان
.
وكالعادة بعد السينما الفرنسية في كثافة الحضور تأتي السينما
الاميركية والايطالية وهذا العام تحتل السينما الايطالية المكانة
الثانية في عدد الأفلام فيحضر ناني موريتي مع ميا مادر أمي.
موريتي العائد والفائز السابق بالسعفة الذهبية في كان لن يكون
بمفرده فهناك مواطناه ماتيو غارون حكاية الحكايات وباولو سورينتيو
في شباب.
اما السينما الاميركية فيمثلها المخرج غوس فان سانت الذي سبق ونال
السعفة عن في، يقدم في هذه الدورة بحر الأشجار مع نعومي واتس كما
ستحضر النجمة الفرنسية ماريون كوتيارد للسنة الرابعة على التوالي
عبر مشاركتها في ماكبث الأسترالي جوستين كورزل في اقتباس جديد
لمسرحية شكسبير. ويحضر تود هينس في كارول.
ويعرض التايواني هاو سياو سين فنون القتال في القاتل، كما يشارك
الصيني جيا زان غكي والياباني هيروكازو كور- ايد. ومن الشباب
الصاعدين بقوة اختير اليوناني يورغوس لانتيموس والنرويجي جواشيم
تريير مع أضجّ من القنابل والهنغاري لازلو نيمس.
وضمن حصاد كان 2015 ولكن خارج المسابقة الرسمية هناك فيلم الرجل
غير العاقل الفيلم الأخير لوودي آلان، وقيل ان المخرج الأمريكي
الشهير قد ردّ ضاحكا عرض ادارة المهرجان عليه لادراج فيلمه داخل
المسابقة! او بمعنى أدق انه يرفض ان تتنافس افلامه مع اعمال
الآخرين.
وسيعرض خارج المسابقة 13 فيلما من أهم نتاجات السينما العالمية
لهذا العام ومن بينها النسخة الجديدة من فيلم ماكس المجنون.
اللائحة الكاملة للأفلام المتنافسة على السعفة الذهبية
ديبان جاك أوديار- فرنسا
قانون السوق ستيفان بريزيه- فرنسا
مارغريت وجوليان لفاليري دونزيلي- فرنسا
ملكي ماي وين- فرنسا
أمي ناني موريتي- إيطاليا
حكاية الحكايات ماتيو غارون- إيطاليا
شباب باولو سورينتينو- إيطاليا
لازلو نيمس- هنغاريا
بحر الأشجار غوس فان سانت- الولايات المتحدة الأمريكية
كارول تود هينس الولايات المتحدة الأمريكية
القاتل هاو سياو سين- تايوان
جبال الإقلاع جيا زانغ كي- الصين
أختنا الصغيرة هيروكازو كور-ايدا- اليابان
ماكبث جوستين كورزل- أستراليا
سرطان البحر يورغوس لانثيموس اليونان
أضج من القنابل جواشيم ترير- النرويج
سيزاريو دنيس فيلنوف- كيبيك
الذاكرة لميشيل فرانكو
وادي الحب لغيون نيكلو
وجهة نظر
كان 3
عبدالستار ناجي
تفتتح مساء اليوم - هنا في مدينة كان جنوب فرنسا - أعمال الدورة
الثامنة والستين لمهرجان «كان» السينمائي الدولي، وقد يتساءل
القارئ الكريم، بعد كل هذه السنوات الطويلة، لماذا لم يهرم هذا
المهرجان؟ ولماذا ظل محافظاً على شبابه وحيويته وتجدده.
السبب في ذلك - لا يعود الى رئيس المهرجان السابق جيل جاكوب ولا
المدير الجديد المسيو لاسكور ولا حتى المدير الفني تيري فيريمو، بل
الى منهجية العمل التي يشتغل بها المهرجان، حيث الرهان دائماً على
التجديد والاكتشاف والشباب.
نعم يحتفي المهرجان سنوياً بالكبار، ولكن يظل الرهان دائما على
التجديد، وسوف نتوقف في هذه المحطة أمام المهرجان الكندي (الفرانكوفوني)
كزافييه دولان، الذي كان قد فاز في العام الماضي بجائزة لجنة
الكبرى عن فيلمه «الأم» مناصفة مع الفرنسي القدير جان لوك غودار عن
فيلمه «وداعاً للغة» مشيرين إلى أن غودار كان يومها في الثالثة
والثمانين من عمره، بينما لم يتجاوز دولان عامه الرابع والعشرين من
العمر. وهو اليوم في الخامسة والعشرين من عمره وهو يحتل مقعده في
لجنة التحكيم الدولية.
إنها تجربة نتعلم منها الكثير، إن مهرجان كان حينما يكتشف، فإنه
يحتفي بالاكتشاف، ويباركه، ويرسخه ويؤكد حضوره، وها هو وبعد فوز
كزافييه دولان يتم ترسيخ حضوره كعضو في لجنة التحكيم الدولية.
ولهذا «كان» لا يشيخ، لا يكبر، ولا يترهل، لأنه يمتلك المقدرة على
التجديد، عبر مفردات الاكتشاف.. فما أحوجنا للاكتشاف حتى لا نهرم
فكراً وإبداعاً.
وعلى المحبة تلتقي |