ملفات خاصة

 
 
 

«أحب عمري وأعشق الحياة»

طلال سلمان

عن رحيل الشحرورة

صباح

   
 
 
 
 
 
 

ليس كمثلها امرأة، فهي النساء جميعاً في عشق الحياة، وليس كمثل صوتها فهي «شحرورة» لا تتوقف عن غوايتك لأن تحب الحياة وأبناء الحياة وأطايب الحياة..

صباح، وحدها مثل «الست»، لم تكن بحاجة إلى كنية ولا إلى اسم عائلة، مع أن الناس شأنهم مع أم كلثوم، قد ابتدعوا اللقب من اسمها، فهي «الصبوحة».

... ومثل «الست»، وإن على الضفة الأخرى، حضورها هو الظرف والمرح فضلاً عن الطرب، تتذوق النكتة كما اللحن، وتبتدعها أحياناً معبّرة عن خفة روح وعشق للفرح حتى لقد كان كل يوم في حياتها عمراً كاملاً.

عرفت كل الناس فأحبتهم وأحبوها. لم تعرف الخصومة ولا هي اعترفت بالمنافسة، فلم تقل كلمة سوء في منافسة ولم تتآمر لحجب صوت جميل.

غنّت الألوان جميعاً بصوتها الذي يمتد نشوة مفتوحة، وإن هي أبدعت في ما نشأت عليه، ودغدغ وجدانها منذ الطفولة «الزجل» الذي نحت الذروة فيه أحد أعمامها «شحرور الوادي».

ولقد عرفتها في واحد من أماكنها الحميمة «دار الصياد» وتحت رعاية كبير عشاق صوتها الممتد عبر عرى الطرب حتى «الآه» كذروة للطرب: سعيد فريحة الذي كاد يكرّس لها مجلة «الشبكة»، وأنشأ لها وللمبدع الذي أعطاها ألحان أجمل ما غنّت، فيلمون وهبي، ومعهما عفيف رضوان «فرقة الأنوار للفنون الشعبية» التي لم تستطع أن تنافس «قلعة» الرحابنة وفيروز في بعلبك وإن أكدت غنى لبنان بالصوتين المتمايزين كما مناخ النشوة حتى الرقص أو حتى التعبّد.

وعرفتها إنسانة نبيلة، خارج دائرة الفن بالغناء والتمثيل والسينما، لا ترد طالب حفلة في قرية بعيدة لمساعدة مستوصف أو جمعية خيرية لتعليم الفقراء... بل إنها كثيراً ما بذلت من مالها صدقة لمحتاج أو عوناً لزميلة أو مساعدة لمنافسة، بغير منّة أو إعلانات أو تباه بفعل الخير.

ولقد صنعت صباح مع مبدعين آخرين بعض المجد الذي يجلّل اسم لبنان عربياً كوديع الصافي وسعاد محمد ونجاح سلام ونصري شمس الدين وزكي ناصيف، إضافة إلى فيروز، لا سيما في مصر الملكية، ثم في مصر جمال عبد الناصر، وفي سوريا حيث صدحت في ليالي دمشق وحلب مراراً، وفي مختلف أنحاء شمالي أفريقيا والخليج... ولعلها أول من جذب المصريين، وسائر العرب، إلى اللهجة اللبنانية حتى «غنوها» معها ورقصوا نشوة وقد بلغوا ذروة النشوة.

وعبر السينما، ابتداءً من الخمسينيات، أدخلت الأغنية اللبنانية إلى قلوب جماهير المشاهدين، ورفعت ممثلين إلى الذروة بإيثار منقطع النظير.

لقد أضافت نجمة إلى العلم اللبناني، مثلها مثل كبار المبدعين الذين جملوا حياتنا وأغنوا وجداننا بالثقافة، شعراً ورواية وموسيقى وغناء، ثم مدوا اسم لبنان إلى القارات عبر مغتربيه، وهي قد خصتهم بالعديد من أغنياتها فشدتهم إلى الأرض أو جعلتهم يبكون لوعة الفراق.

... ولقد عاشت عمرها حتى حافة التسعين تحت شعارها الأثير: «أحب عمري وأعشق الحياة»... وغادرتنا ممتلئة فرحاً وقد بعثرت كل ما جنت من مال لأن الحياة الحب ثم الحب ثم الحب!

وداعاً أيتها «الشحرورة» التي عاشت حسوناً وتنقلت كالبلبل واختتمت حياتها كمقطوعة على الناي تنتظر الإكمال... بعد ثلاثة آلاف أغنية وأكثر من ثمانين فيلماً ومسرحيات عديدة وملايين العشاق..

 

####

 

تربّعت على أمجاد مدرستين

الياس سحاب

كأنه كان على موعد مع القدر ذلك الجيل من الفنانين اللبنانيين الذين ولدوا في عقد العشرينيات من القرن المنصرم، او قبله أو بعده بسنوات قليلة: زكي ناصيف وعاصي ومنصور الرحباني، توفيق الباشا، وديع الصافي، فيلمون وهبي، سعاد محمد، نور الهدى، ونجاح سلام، وصباح، ذلك انهم نموا وترعرعوا اولا في كنف نهضة القرن العشرين للمدرسة المصرية في الموسيقى العربية، التي اطلقها سيد درويش على عجالة ورحل باكرا ليترك الراية لتلاميذه في العام 1923.

لكن نهضة موسيقية اخرى، كانت طي الغيب في تلك الايام المبكرة، وبدأت تتفجر في منتصف القرن المنصرم، في بيروت بصفتها مقدمة وحاضنة النهضة المشرقية في الموسيقى العربية.
المطربة الراحلة صباح كانت من القلائل، بل من النوادر الذين تربعوا على امجاد هاتين المدرستين العظيمتين. فقد ولدت في بدادون (قرب وادي شحرور) ابنة لاخي «شحرور الوادي»، ملك الزجل اللبناني المرتجل مسرحيا في تلك الايام، وتعلمت منه منذ الطفولة كل الالوان الفلكلورية التي صنع منها الرحابنة وزكي ناصيف ووديع الصافي عظمة المدرسة اللبنانية المشرقية في الموسيقى العربية. لكنها في الوقت نفسه كانت تترك اذنيها للسحر الآتي من القاهرة بأصوات محمد عبد الوهاب، وأم كلثوم، واسمهان، وليلى مراد. فلما بلغت الصبية العشرين من عمرها في منتصف الاربعينيات، كانت من اوائل جيل الفنانين الذين شدوا رحالهم الى القاهرة، التي كانت تضج الى جانب نهضتها الموسيقية والغنائية، بنهضة موازية في انتاج الافلام السينمائية الغنائية، التي كانت تنتشر كالنار في الهشيم في ارجاء الوطن العربي كلها
.

اخبرتني الراحلة الكبيرة نور الهدى ذات يوم، انها سبقت جانيت فغالي الى القاهرة بثلاثة أشهر، ولما كان اسمها الكسندرا بدران، فقد وضع لها يوسف وهبي مجموعة من الاسماء الفنية في قبعة لتختار واحدا منها، وكان بين هذه الاسماء نور الهدى وصباح، فكان الاول من نصيبها، وبقي الثاني على ما يبدو من نصيب جانيت فعالي.

انطلقت صباح منذ بدايتها في القاهرة في سلسلة من البطولة الاولى في عدد من الافلام الغنائية، التي كان يتناوب على تلحينها في تلك الايام كبار مثل زكريا احمد ورياض السنباطي ومحمد القصبجي. لم تكتف صباح الا في البداية بهؤلاء الثلاثة من كبار الملحنين، وانطلقت بعد ذلك في التعامل مع من تبقى من الكبار مثل محمد عبد الوهاب ومحمد فوزي وفريد الاطرش. وفي اعتقادي ان محمد عبد الوهاب قد انتج اكثر من فيلم لصباح، تغني فيها من الحانه، وتتقاسم البطولة مع ابن شقيقه سعد عبد الوهاب. وكان اشهر هذه الافلام «سيبوني اغني» الذي غنت فيه من الحان عبد الوهاب «الرقص نغم» و»ياورد يا زرع ايديا» و»ايوه يا لأ».

في تلك الاثناء اقترنت صباح، بعد زواج سابق، بعازف الكمان الاشهر انور منسي، الذي انجبت منه ابنتها الوحيدة هويدا. وفي العام 1958، وعندما اختار عبد الوهاب اشهر الاصوات الغنائية العربية لاداء مقاطع نشيده الكبيرة «الوطن الاكبر»، كان المقطع عن الوحدة العربية من نصيب صباح، الى جانب فايدة كامل، ونجاة الصغيرة وشادية وعبد الحليم حافظ، الذي مثلت امامه صباح دور البطولة النسائية في فيلمه الشهير «شارع الحب».

بعد ذلك كانت صباح تنتقل بين القاهرة وبيروت، بعد ان لحن لها عباقرة المدرسة الجديدة في القاهرة، كمال الطويل ومحمد الموجي وبليغ حمدي، وسيد مكاوي.

أما في بيروت، فسرعان ما دخلت صباح في صميم النهضة الموسيقية الغنائية اللبنانية العارمة، فغنت في مسرحيات للاخوين رحباني وزكي ناصيف، وقامت في هذه المسرحيات بأدوار البطولة الغنائية امام الكبير وديع الصافي. لكن علامة مميزة لصباح في المدرسة اللبنانية كانت تحمل توقيع العبقريين عفيف رضوان وفيلمون وهبي، وكانت الصوت المفضل لدى هذا الاخير، قبل ان يتفرغ للتلحين للكبيرة فيروز حتى نهاية حياته.

رحم الله صباح، فاني لا اعرف فنانا آخر استطاع قبلها او بعدها ان يتربع على عرش النهضة الغنائية في كل من القاهرة وبيروت، بالدرجة نفسها.

 

####

 

صناعة الحبّ

سحر مندور

عند الثالثة فجراً، وبهدوءٍ نشتهيه لمن نحبّ، تسلّلت روح صباح من بيننا، انسحبت. في إعلان الخبر، قيل إن آخر ما طلبته منا هو أن نفرح كما فعلنا طويلاً برفقتها، وأن نغني وندبك في رحيلها كما في حياتها. «بدي ياه يوم فرح مش يوم حزن»، فتتسمّر الدمعة عند طرف العين بينما ترسم الشفتان ابتسامة تشبه صباح في الترسّخ والخفّة معاً: ترسّخٌ جذوره ضاربة في الروح، وخفّةٌ تداعب برأسها غيوم السماء. معظم الأحياء منّا اليوم عاشوا عمرهم كاملاً على هذه الأرض، برفقة صباح.

لمّا تُذكر صباح، يُقال الشحرورة، وغالباً الصبّوحة. ترقص الحنجرة لمجرد ذكر اسمها، حتى قبل أن يلوح السياق. يثب القلب ومعه العين باتجاه مكانٍ فيه فرح، وثقة. فهي كالمياه، تفجّرت من الصخر: مراهقة شقّت طريقها في أربعينيات القرن الماضي من قريةٍ صغيرة في أقصى جبال لبنان إلى صلب عاصمة الضوء والفنّ والثقافة، قاهرة العرب. أصبحت نجمةً في زمنٍ فاض بنجوم القيمة الاستثنائية، ملأت دنيانا بخصل شعرها، وضحكة حنجرتها، وحديثٍ عذب يتأرجح بين حفظ الودّ ومطرحٍ للمرح. وهي أساساً امرأة عاشت حياةً امتلكتها على الملأ.

صباح هي امرأة تمكّنت صراحةً من أن تفرض على العقل الأخلاقيّ العربي حياتها، من دون أن تتصادم معه. بنت معادلة دقيقة جداً بين الحريّة والتفاوض، مستنفدةً حصانتها فيهما. هوجمت كثيراً كونها تزوجت مراراً، والمعنى الضمني في النقد يستهجن إقبالها على اللذّة بدلاً من «العفّة». كيفية تعامل صباح مع هذا الموضوع تبيّن المعادلة التي أقامت عليها النجمة علاقتها بالسلطة الأخلاقية، الفعلية والرمزية معاً، في مجتمعنا. بنتها على فكرتين اثنتين، واحدة تغمز سلطات المجتمع بينما تشهر الولاء لها، والثانية تغمز الحياة بينما تعيشها. في الأولى، أكّدت صباح امتثالها لـ»الأصول المرعية الإجراء» قلباً وقالباً، فتقول: تزوّجتهم بما يرضي الله والدين والدولة. فلمَ تزعلون؟ في الثانية، كانت تجيب على المعنى الضمنيّ في الاستهجان، وهو امتلاك امرأةٍ عربية لجسمها وإشهارها لوجوده هكذا في الملأ. فكانت تقول: «استحليت». أيّ، رغبتُ فلبّيت هذه الرغبة. وفي ذلك مواجهةٌ تخوضها متحصّنةً بورقةٍ رسمية. كأنها تحدّد أولاً ما ترغب به وتشتهي فعله في هذه الدنيا، ثم تبحث إلى كلّ رغبةٍ طريقاً قصيراً تسلكه نحوها.

في الثمانينيات، لمّا قالوا إنها «جنّت» كونها تزوجت شاباً يصغرها سناً، صنعت صباح لنا أغنية: «قالوا عني مجنونة، قدّ ما بحبك يا عيوني». ولمّا كرّرت الزواج من الأصغر سنّاً، استعادوا إدمانهم لقصّتها من رشدي أباظة، «تزوجته لليلة واحدة فقط». كانت تلمع عيناها كلما صادفها هذا السؤال، وتنقل سياقه من اللوم والإدانة الاخلاقية إلى الحلم والخيال الغرامي. ولمّا أثقلوا الكلام على السنّ والتقدّم به، كانت تبتسم وتردّ باللين حيناً وبالعتب أحياناً. إذ كانوا يسعون إلى إلغاء الاحتمالات التي أتاحتها صباح لنفسها، عبر إرساء الشيخوخة كإدانةٍ حتمية على سلوك العمر الفرح، كقصاص له.. غريبٌ هذا التفكير الانتقاميّ السائد ضد فرح النساء، وكأن الشيب هو قصاص الفرحات! سعوا إلى تفادي ما تمثّله، إن في الحياة أو بين النساء، فجُرحت حينها، لكنها – عن وجه حق - لم تجد في السعي لتفاديها خطراً أو منطقاً. واستمرت في الظهور، واثقةً بأنه ليس من السهل أبداً تفادي صباح.

وبالفعل، ليس من السهل أبداً تفادي صباح، بقوة فنها وشخصيتها.. فتلك المرأة جمعت ما بين موقعٍ يحفظه التاريخ في وعي العرب الثقافي، ووجهٍ وجسمٍ ما داريا اللذّة يوماً. هذه معادلةٌ نادرة في عالمنا العربي، إذ لطالما توجّب، ولا يزال يتوجّب على المرأة الالتزام بدورٍ اجتماعيّ محدّد لتفوز بقبولٍ في نادي العظماء. كثيرات غازلن هذه المعادلة، لكن قلّةً امتلكتها بصوتٍ جهوريّ كصباح.

في حزن الرحيل، تفيض وسائل التواصل منذ فجر الخبر بصورها، وأغانيها. ترى القلب يمتلئ بها فيصيبه لا مفرّ شيءٌ من الفرح. أرادت أن تحوّل حتى خبر رحيلها إلى جرعة حبّ، وهي تبلغ ما تريد. ها هي صباح، تصنع النهار كاملاً، تصنع الأيام القليلة المقبلة، تملأها بصوتها وضحكتها. وبعد أيام الوداع، ستعود إلى موقعها الثابت في ذهن كلّ منا، هذا الذي خرجت منه إلى قريتها اليوم. ستعــود من قريتها إلى حيث كانت دائماً، معـنا وبينــنا. نستلّ منها أغنيةً لــهذا النهــار، وتراودنا أخرى خلال آخر. صورةٌ، أو زقفةٌ، أو فستان. فالموت لم يقوَ على قصة أم كلثوم معنا، ولا على قصّة وردة مثلاً.. وهو لن يخطف منا قصّة صباح.

سنقف جميعاً لوداعـها كــما يلــيق بامــرأةٍ امتـلأت ومـلأتنا فنّاً وحباً وحياة. ثم نعود إلى أيامنا، برفقتها، كما اعتدنا منـذ الولادة وحتى الساعة. إن لصباح مطرحاً حميماً ومعتداً بنفسه في صياغـتنا، كلبنانيين.

شكراً جانيت فغالي، التي لم تغازل أغنيةٌ سواها «أحبابي البسطاوية». شكراً لك يا صباح على كلّ هذا الحب، هذه القوّة، وعميق الفرح.

 

####

 

وداع رسمي وشعبي للصبوحة الأحد

نعت نقابة الفنانين المحترفين وعائلة الفغالي الفنانة الكبيرة صباح، على أن يسجى جثمانها عند الحادية عشرة من قبل ظهر يوم الأحد 30 تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي في كاتدرائية مار جرجس المارونية (وسط بيروت)، حيث يحتفل بالصلاة لراحة نفسها الثانية من بعد الظهر في مأتم رسمي وشعبي، على أن توارى الثرى في مسقط رأسها بدادون (قضاء بعبدا).

وقال جوزيف غريب، الذي كان يدير أعمال الفنانة الراحلة في اتصال مع وكالة "فرانس برس": "توفيت صباح فجر اليوم في سريرها في فندق كومفورت برازيليا (الحازمية) حيث كانت تقيم".

أوّل ردود الفعل من طرف السياسيين اللبنانيين، كانت للنائب وليد جنبلاط على "تويتر" حيث كتب:"خبر حزين اليوم، أسطورة الغناء صباح توفيت، وبرحيلها تنطوي صفحة جميلة من تاريخ لبنان".

وكتب النائب والوزير السابق سليمان فرنجية في تغريدة:"جزء من تاريخ لبنان الحلو رحل".

ولدت صباح، واسمها جانيت جورج الفغالي، في 10 تشرين الثاني من العام 1927، في بلدة بدادون (قضاء بعبدا).

بدأت رحلتها الفنية في الثالثة عشرة يوم كانت تلميذة في مدرسة القلب الأقدس في الجميزة. أحيت عدّة حفلات، وبات لها شهرة على مسارح العاصمة، ما لفت نظر المنتجة اللبنانية آسيا داغر التي كانت تعمل في القاهرة، فأوعزت إلى وكيلها في لبنان قيصر يونس لعقد اتفاق معها لثلاثة أفلام دفعة واحدة. سافرت جانيت مع والدها إلى القاهرة، حيث طلب من الملحن رياض السنباطي تدريبها فنياً، ووضع الألحان لفيلمها الأوّل "القلب له واحد" مع أنور وجدي، العام 1945.

كانت تلك الانطلاقة لمسيرة من العطاء الفنّي في السينما والغناء، استمرّت أكثر من ستّين عاماً، عايشت خلالها صباح عمالقة الموسيقى في جيلها بدءاً من محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش وبليغ حمدي وصولاً إلى فيلمون وهبي والأخوين رحباني. كما شاركت في بطولة أفلام تحوّلات إلى أيقونات في السينما العربيّة، إلى جانب مشاركتها في عدد من المسرحيات الاستعراضيّة، وفي مهرجانات بعلبك.

في رصيد صباح أكثر من ثلاثة ألف أغنية، وعشرات الأفلام والمسرحيات، وتعتبر ثاني فنانه عربية بعد أم كلثوم في أواخر الستينيات تغني على مسرح الأوليمبيا في باريس، مع فرقة روميو لحود الاستعراضية وذلك في منتصف السبعينيات القرن العشرين.

والى جانب صخب حياتها الفنية، عاشت حياة صاخبة على الصعيد العاطفي، اذ تزوجت تسع مرات من نجيب شماس والد ابنها الطبيب صباح شماس في العام 1946، وخالد بن سعود بن عبد العزيز، وعازف الكمان المصري أنور منسي الذي أنجبت منه ابنتها هويدا في العام 1952، والمذيع المصري أحمد فراج، والفنانين رشدي أباظة ويوسف شعبان، والنائب السابق في البرلمان اللبناني يوسف حمود، والفنانين اللبنانيين وسيم طبارة، ثم فادي لبنان الذي تزوجته في العام 1984 واستمرت علاقتهما 17 عاماً.

بالرغم من تقدمها في السن، رفضت صباح أن تعتزل الغناء، واستمرت في إجراء المقابلات والمشاركة في الاحتفالات الفنية. في العام 2011، قلّدها الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان وسام الارز الوطني برتبة ضابط ضمن مهرجانات بيت الدين 2011.

جنبلاط يدعو إلى يوم حداد وطني

اعتبر النائب وليد جنبلاط، في تغريدة عبر "تويتر"، أنه من أجل الراحلة الكبيرة صباح، يستحسن إعلان يوم حداد وطني، موضحاً أن "هكذا تعطي الدولة اللبنانية صباح شيئاً معنوياً بعد طول إهمال".

 

####

 

وداعاً صباح

مروان المهايتي

ويسألونني تكراراً ماذا أحب في بيروت، ولماذا أعشق لبنان؟!..

ألا يكفي انه البلد الذي أنجب وديع الصافي وصباح وسعيد عقل وسعيد فريحة وغسان تويني وأنسي الحاج وعشرات من أمثالهم ونظرائهم، عطاء واسهامات كبرى مشهودة وبارزة في مسيرة وطنهم لبنان وكل محيطهم العربي والإقليمي؟!

ويتساءلون عن سر امتداد حياة الراحلة صباح، وعن سر احتفاظها على مدى عمرها المديد بتلك الابتسامة المتفائلة والنظرات المفعمة بالأمل والرجاء وحب الحياة، وهي التي نالت كل ما اشتهت واعتلت كل المسارح والمراتع واحتلت الشاشات وملأت الاسماع. وتناولت اخبارها واقوالها كل الإذاعات والصحف والمجلات.

لقد كانت الراحلة فريدة في نمط حياتها الحافلة بكل أنماط الممارسة العملية والحيوية لكل ما يدعو لاستمرار البهجة ودوام الفرح ورفد الأيام والليالي بالمزيد من الفن الممتع والمبهج، والأغنيات الخفيفة الظل وبصوتها الشحروري المتميز؟!

لقد عاشت حياتها كما تريد وكما اشتهت، ولم تعرف أو تعترف بالعقبات أو خافت العواقب أو حسبت كما الآخرون ممن وقعوا أسرى حساباتهم، ولم يلفتني من كل زيجات المرحومة صباح الكثيرة، وبدءاً من ابن الشماس إلى العازف منسى إلى الوسيم رشدي إباظة إلى السياسي المتمول ابن الجنوب، ونائبه في البرلمان جو حمود، إلا اقترانها وهي المارونية المنفتحة المتحررة بأحمد فراج المحافظ المتدين وصاحب البرامج الداعية للورع والتمسك بأهداب الشريعة ومقتضيات الدخول إلى جنة الآخرة بسلام...

لقد كانت فقيدة الفن والحياة صباح على جانب كبير من الذكاء والجاذبية والرشاقة والأناقة واختصاصية بارعة في اجتذاب الاعجاب وأسر القلوب وامتلاك الاسماع والمشاعر...

ولقد وهب الله الصبوحة إلى جانب كل ما صباها من مواهب ومزايا وجمال ودلال، سرعة البديهة والنكتة الحاضرة، وأتذكر مرة وكنا في مطلع الثمانينيات نحضر حفلاً ساهراً في «نادي الشرق» بدمشق وكانت الصبوحة نجمته، وبعد أدائها جملة من أغنياتها أوعز لي زميلنا الراحل الكبير نبيل خوري وكان على علاقة حميمة وقديمة مع الراحلة وعائلتها بأن أطلب منها أغنية لها انتشرت أيما انتشار ابان أيام الوحدة السورية المصرية ومطلعها «حموي يا مشمش»، وتنفيذاً لأوامر «المعلم» نبيل، صحت طالباً «حموي يا مشمش» فما كان منها، رحمها الله، إلا أن ابتسمت ابتسامتها الساحرة وصاحت بي: «بدك تودّينا على القنينة» فضحت القاعة بالضحك والتصفيق بعد أن فهمت المقصود وهو أن الأغنية وحدوية ونحن الآن في أحوال أخرى؟!...

لقد رحلت صاحبة الثلاثة آلاف أغنية والثمانين فيلماً والسبعة أزواج وأم الولدين، لكنها لم تفارق مخيلاتنا واسماعنا...

 

####

 

بيانات تعزية

فور تبلّغه خبر رحيلها، قال الرئيس العماد ميشال سليمان، الموجود في روما، إن الفنانة صباح «جهدت طيلة مسيرة فنية حضارية وثقافية امتدت أكثر من نصف قرن من العطاء المتواصل، حاملة صورة لبنان بقيمه الوطنية والإنسانية إلى مختلف أصقاع العالم»، بينما قال رئيس الحكومة تمام سلام إن لبنان والعالم العربي خسرا، برحيلها، «قيمة فنية سامية، وقامة إنسانية شامخة». وعلّق الرئيس فؤاد السنيورة على وفاتها بالقول إنها «شكّلت عن حقّ ظاهرة فريدة، حفرت اسمها بجهدها وتعبها ومثابرتها». أما وزير الاتصالات بطرس حرب فقال إن لبنان «يفقد وجهاً فنياً لبنانياً وعربياً أعطى لبنان والعرب صفحات فنية مضيئة من التراث والفن»، بينما قال وزير العدل أشرف ريفي إن صباح كانت «رمزاً لوطنها، ومنارةً للحياة والفرح والعطاء».

إلى ذلك، كتب الرئيس نجيب ميقاتي على صفحته «تويتر» أنه برحيلها «يطوي لبنان صفحة مشرقة ويودّع رمزاً من رموزه الفنية الأصيلة»، وذكر النائب وليد جنبلاط أن رحيلها «خبر محزن»، وأنه مع رحيلها هذا «يرحل قسم كبير من ماضي لبنان الجميل». وزير الثقافة ريمون عريجي قال إنها «لوّنت زمان أجيال من لبنان والمنطقة العربية على شاشات السينما والتلفزيون وخشبات المسارح والمهرجانات»، بينما أكّد وزير الإعلام رمزي جريج أن رحيلها «خسارة كبيرة للبنان والفن»، وأنها «كانت فنانة عربية»، و»كان لها دور كبير في نهضة فن الغناء والفولكلور اللبناني». كما نعتها دائرة الثقافة والفنون في القوات اللبنانية، ونقابة الفنانين المحترفين وعائلتها، علماً أن جثمانها سيُسجّى عند الساعة 11 قبل ظهر الأحد المقبل في كاتدرائية مار جرجس المارونية (وسط بيروت)، على أن يترّأس المطران بولس مطر الصلاة لراحة نفسها الثانية بعد ظهر اليوم نفسه. وتُقبل التعازي أيام الأحد والاثنين والثلاثاء في صالون الكاتدرائية.

 

####

 

مدارس لبنان تكرّم صباح

(الوكالة الوطنية للإعلام)

أصدر وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب تعميماً على المدارس الرسمية والخاصة لتخصيص حصة دراسية تكريماً للفنانة الراحلة صباح، وجاء في التعميم: "يودع لبنان والشرق والعالم الفنانة اللبنانية الكبيرة الأسطورة صباح، التي ملأت الدنيا غناءً وأعمالاً مسرحية وأفلاماً سينمائية وتلفزيونية، وتخطت شهرتها حدود لبنان والدول العربية إلى دول الاغتراب والانتشار اللبناني والعربي في بلاد العالم.

وأضاف التعميم أن الفنانة الراحلة صباح من أكبر أعلام الفن اللبناني والعربي، وقد حملت اسم لبنان وغنته بكل فرح واعتزاز، وجعلت الأجيال الفتية تتعلق بحب لبنان وتقدس ترابه وتتغنى بجماله وسحره، وقلما أقيم نشاط تربوي مدرسي أو مناسبة وطنية، إلا وكانت صباح حاضرة بأغانيها ومواويلها البلدية، وفي الدبكة والرقصة والجمال، تزين المسارح والشاشات.

وتابع: لقد غنت الوطن والحب والقيم الوطنية والإنسانية، فشكلت علامة فارقة على مدى عمرها الفني الذي ناهز السبعين عاماً من العطاء والحضور الجميل والآسر.

وجاء في التعميم أن وزارة التربية والتعليم العالي تتوقف بتقدير وإعجاب كبير أمام مسيرة الفنانة العظيمة التي ترحل عنا بالجسد، فيما تبقى أعمالها في سجل الخالدين المبدعين، من بين الأعمال السامية التي تشكلت منها الذاكرة الفنية الجماعية والفولكلور اللبناني.

وتقديراً من الوزارة ومن الشعب اللبناني لعطاءات الفنانة الكبيرة صباح، وتخليداً لذكراها في ضمائر الأجيال، فإننا نطلب من مديري المدارس الرسمية والخاصة، تخصيص حصة دراسية للحديث عن شخصيتها وعطاءاتها الفنية المتنوعة، وتكليف التلامذة إجراء الأبحاث والأنشطة حولها واستخدام أغنياتها في الحفلات الوطنية والمدرسية.

 

####

 

حياة مقروءة للجميع

أسامة الرحباني

بفقداننا صباح فقدنا صفحة مفتوحة على كل الحياة، لم يكن هناك لغز في حياتها، كانت شفافة وصريحة ومباشرة، حياتها مقروءة للجميع. ليس لها وجهان ولا حياتان، بل وجه واحد وحياة واحدة. زيجاتها بدت بالنسبة لعصرها مفاجأة وتحديا. هي التي كانت جريئة للغاية لم يكن في صفاتها أي خبث وأي تستر.

في مصر استطاعت في بداية الاربعينيات أن تقنع المصريين. نجحت في أن تفرض نفسها في مجتمع محافظ ومتماسك ويتقبل بصعوبة الغرباء، كانت قادرة على ذلك بشخصيتها الفورية واللماحة التي كان تفاديها صعباً. كأنما كانت تضيء بوجودها. تواضعها لافت واحترامها للوقت عظيم، تصل دائماً قبل الموعد، جاهزة فتانة أنيقة، تجبرك على الانحناء لتواضعها والتزامها.

أريد أن احتفظ لنفسي بالصورة التي أعرفها لصباح، لقد رحلت في هذا الوقت الذي يترك فيه كل إنسان لمصيره. كان علينا أن نبقى معها إلى اللحظة الأخيرة وأن لا نعرضها للوحدة والعزلة والمرض.

 

####

 

رحيل «اللايدي»

نديم جرجوره

هناك صعوبة في الدخول إلى العالم الفني الذي صنعته الفنانة اللبنانية صباح. صعوبة متأتية من اتّساع المداخل وتشابكها بعضها مع البعض الآخر. من طغيان الذاتيّ على ما عداه من أعمال ونشاط واشتغالات. فهي، بامتداداتها العملية، شكّلت حالة خاصّة وسط الغليان الإبداعي الحاصل في مرحلة عربية ذهبية، سينمائياً وثقافياً وفنياً وحياتياً. لكنها، على الرغم من هذا، حافظت على وضع ملائم لشرطها الفني: الغناء، ولا شيء آخر غير الغناء. وهذا منسحبٌ، غالباً، أمام طغيان الحياتيّ الخاصّ بها على الملأ. فصباح بدت، على امتداد عمرها، نتاج أمرين: الغناء وأسلوب الحياة، إلى درجة أن أسلوب الحياة، بـ»فضائحيّاته» الآسرة وتشابكاته المتناقضة وتعقيداته الكبيرة وشائعاته التي لا تنتهي، يُشكّل العنوان الأبرز لها، ومرآة ينعكس عليها كل شيء آخر: غناؤها أولاً، ونتاجها التمثيليّ ثانياً.

لم تكن صباح، كغالبية المغنّين اللبنانيين والعرب، ممثلة، بالمعنى الاحترافي الإبداعي. مشاركتها في عدد كبير من الأفلام اللبنانية والمصرية لم تُنتج أسلوباً فنياً خاصّا بها في الأداء مثلاً، على غرار أسلوبها الحياتيّ المنفتح والمتحرّر بطريقة بدت «نافرة» في أزمنة التبدّلات العربية المختلفة. تمثيلها انخراطٌ في صناعة كانت يومها غزيرة الإنتاج، والطريق الوحيدة تقريباً للوصول إلى الناس صورة وصوتاً في آن واحد. هذه مسألة مرتبطة بسؤال أساسيّ واحد: ما الذي يدفع مطرباً إلى التمثيل؟ لعلّها الرغبة في ظهور إعلاميّ، قبل بزوغ فجر الـ»فيديو كليب». لعلّها نشوة الانتصار على الصوت، المتألّق وحده بفضل الأسطوانات والإذاعات. لعلّه انخراط في موجة سائدة حينها، لاحتياج صناعة السينما المصرية تحديداً إلى تفعيل النمط الغنائي الموسيقيّ في نتاجاتها.

لم تتردّد صباح عن المشاركة التمثيلية في السينما اللبنانية والمصرية. أدّت أدواراً جمّة تكاد تكون تنويعاً شكلياً على شخصية واحدة تقريباً. مثّلت مع محترفين كبار وبإدارة مخرجين متنوّعي الأساليب والاتجاهات الفنية والجمالية، وإن لم تخرج من نمط شبه واحد في التمثيل، شكلاً وتصرّفاً وسلوكاً وحركة وتفاعلاً مع شخصيات أخرى. ذلك أن العدد الكبير من الأفلام السينمائية المشاركة فيها، بالإضافة إلى المسرحيات، لم يُسعفها في أن تتحوّل إلى «نجمة» في التمثيل كممثلة لديها سمات خاصّة، على غرار براعتها الفائقة في الغناء، ما جعلها راسخة في الوجدان الشعبيّ، والعقل النقدي، والاشتغال الإبداعي.

أخال أن صباح نفسها لم تكن لتتردّد لحظة واحدة عن الاعتراف بنقص موهبتها التمثيلية، في مقابل التفوّق الإبداعي الرائع لحرفيتها الغنائية، صوتاً ونطقاً وأداءً ونصوصاً وألحاناً. هذا ما يدفع إلى التساؤل عن سرّ مشاركتها في عدد كبير من الأفلام السينمائية، قيل إنه بلغ أربعة وثمانين فيلماً. أخال أن صباح نفسها لم تكن لتتجنّب الاعتراف بأن التمثيل مجرّد مهنة ـ موضة أرادتها في زمن اعتاد فنانوه المتنوّعون ارتياد البلاتوهات السينمائية للقول علناً إنهم جرّبوا المهنة هذه، ذات الشهرة الواسعة والقدرة على منح العاملين فيها شهرةً، أو بالأحرى مزيداً من الشهرة. أو للقول علناً إنهم لم يبقوا خارج موضة العصر حينها. أقول هذا انطلاقاً من الصراحة التي تتميّز بها صباح في أحاديثها عن نفسها تحديداً: من ينكشف أمام الجميع بالجمال الذي أتقنت صباح صنعه في بوحها الحميميّ وبجرأة بوحها هذا أيضاً، لن يمتنع عن قول الأشياء كلّها، بالصراحة نفسها. أليس كذلك؟

أياً يكن، فإن الشقّ التمثيلي في حياتها المهنية ظلّ على تماس مع الكاميرا السينمائية، مع أنها أتقنت الوقوف أمام جمهور كبير في مسرحيات متفرّقة، أدّت فيها أغنيات، ومثّلت أدواراً يُمكن أن تُضاف إلى أدوارها السينمائية، بل يُمكن اعتبارها بمثابة امتداد لأدوارها السينمائية تلك من دون عناء كثير في ابتكار حساسية أدائية يُفترض بها أن تميّزها عن الآخرين. أكاد أقول إن تمثيلها المسرحيّ هو نفسه «دورها» السينمائيّ الواحد. لا انتقاصاً من براعتها الفنية، ولا إلغاءً لحضورها التمثيلي. فصباح، في أفلامها السينمائية، بدت كأنها لا تُفارق الشخصية تلك، التي جعلتها فتاة طيّبة وامرأة مُحبّة ومُغويّة أيضاً، ومغنية لا يُمكن لمستمعيها الانفضاض عنها أو الامتناع عن الاستماع إلى بهاء صوتها ونبرته. هذا جزءٌ من اللعبة السينمائية الغنائية الرائجة حينها. الأفلام مصنوعة على مقاييس الفنان المغنّي، إلى درجة أن مغنّين عديدين أدّوا وظيفة المنتج أيضاً، للإمساك بالمشروع السينمائي كلّه، الذي ينوون المشاركة التمثيلية فيه (فريد الأطرش وعبد الحليم حافظ أبرز النماذج الإنتاجية تلك). السينما حينها طريقٌ أسرع إلى قلوب الناس وأفئدتهم وانفعالاتهم، لأنها الأداة الوحيدة لتقريب الفنان منهم، صوتاً وصورة. لكن، هل كانت صباح محتاجة إلى هذه الأداة لبلوغ مريديها ومحبّيها الكثيرين؟ يبدو أن غزارة الإنتاج السينمائي الغنائي في أربعينيات القرن الفائت وخمسينياته وستينياته، حرّضت الفنانين على مواكبة الحراك هذا، بالمشاركة التمثيلية فيه.

سواء كانت مطربة أو ممثلة، تبقى صباح «اللايدي» الحقيقية، التي ستُفتَقَد حيويتها وصراحتها وجمالها وحكاياتها وطيبة قلبها واحترامها ذاتها والآخرين.

 

السفير اللبنانية في

27.11.2014

 
 
 
 
 

تغطية خاصة:

النجوم عبروا بكلمات مؤثرة وبغصة عن رحيل السيدة صباح

خلال خمس ساعات مع باتريسيا هاشم على هواء فايم اف ام

تغطية خاصة - بيروت :

في حلقة تكريمية ولفتة خاصة لرمز اعطى لبنان الكثير دون توقف حتى الرمق الاخير، استقبلت الاعلامية باتريسيا هاشم العديد من الاتصالات على مدار خمس ساعات مباشرة عبر اثير اذاعة فايم اف ام لفنانين واعلاميين وممثلين وكتّاب وشعراء ومستمعين عبروا بكلمات مؤثرة عن وجعهم على رحيل شحرورة لبنان السيدة صباح وهم نقيبة الفنانين المحترفين اللبنانيين السيدة شادية زيتون دوغان، المخرج سيمون اسمر، وزير الاعلام رمزي جريج، الاعلامي نيشان ديرهاروتيونيان، السوبرستار راغب علامة، النجمة كارول سماحة، الممثل اسعد حطاب، الاعلامية رابعة الزيات، الكاتبة كلوديا مارشيليان، الممثلة ورد الخال، النجم ربيع بارود، النجم جوزف عطية، الاعلامية هلا المر، الاعلامية جومانا بوعيد، الاعلامي شادي خليفة، الشاعر نزار فرنسيس، الموسيقي الياس الرحباني، الاعلامي جو معلوف، الفنانة السورية رويدا عطية، الاعلامية رشا الخطيب، الاعلامي عادل سميا، المايسترو ايلي العليا، الاعلامي زافين قيومجيان، الاعلامية رانيا شهاب، النجم نقولا الاسطا، صاحب شركة مروى غروب الاستاذ مروان حداد، النجم هشام الحاج، الموسيقي اسامة الرحباني والناقد الفني د. جمال فياض بالاضافة الى اتصالات المستمعين.

في البداية، اكدت النقيبة شادية زيتون دوغان ان صباح هي وجه حضاري للبنان ولكل الوطن العربي وهي اسطورة وكنز كبير فقدناه مؤكدة ان الفنان يجب ان يكرّم في حياته وليس فقط في مماته مشيرة ان المجلس النقابي سيكون حاضراً في الجنازة يوم الاحد لاستقبال المشاركين.

اما المخرج سيمون اسمر اكد ان صباح تمثل الحياة وقد اعطت الفن في العالم العربي وهي بداية الفرح في مصر وبداية الفرح في لبنان وهي نجمة الفرح والاغنية والتفاؤل والحب والتواضع وتستحق لقب سوبرستار العرب. ولفت الى ان صباح حملت لبنان في قلبها الى آخر الدنيا وان صباح لا تموت مشيراً الى ان اكثر ما يميزها كان تواضعها طالباً ان يتمثل نجوم اليوم بها.

بدوره أكد وزير الاعلام رمزي جريج ان صباح خسارة كبيرة للبنان وللعالم العربي وقال "فقدنا نجمة ساطعة في عالم الفن". ولفت الى ان صباح هي من التراث اللبناني كأيقونة نفخر بها ومن الواجب ان تكرم يوم وداعها رسمياً وشعبياً وهي تستحق التفدير والتكريم نظراً لعطاءاتها الكثيرة ولكل ما تمثل من ابداع.

اما الاعلامي نيشان ديرهاروتيونيان فللفت الى ان صباح عنوان للفرح وهي شعلة مضيئة في حياة اللبنانيين والعرب ومع غيابها اخذت معها كل صفات النجومية وهي صانعة للفرح والمحبة وهي علامة مشرقة.

اما السوبرستار راغب علامة الذي اكد من مكان تواجده في ايطاليا ان صباح هي ارزة لبنان التي لا تموت. ولفت الى ان الفنان ليس بحاجة للتكريم يوم وفاته ولكنه يحتاج ان تهتم به الدولة في حياته. وكشف ان صباح علمته التواضع اذ كان من عشاقها منذ صغر سنه كما قدم التعازي لكل الشعب اللبناني واكد ان صباح ستبقى موجودة في داخلنا.

بدورها تقدمت النجمة كارول سماحة بالتعازي من الشعب اللبناني والعالم العربي بفقدان هذه الفنانة الكبيرة صباح. واكدت كارول ان صباح لا تملك الموهبة والصوت والنجومية فقط بل اهميتها ايضاً بفكرها وفلسفتها بالحياة وأضافت كارول ان اكثر ما آلم الصبوحة في حياتها كان غدر اقرب الناس لها الا انها تعاملت مع الامر بحكمة واعتادت الا تتوقع شيئاً من أحد . وكشفت كارول سماحة مع باتريسيا الى انها ربما قد تتغيب عن حضور مأتم صباح يوم الاحد بسبب بعض الفحوصات الطبية وان الطبيب يتابع حالتها الصحية واشارت الى ان لا شيء خطير.

اما الاعلامية رابعة الزيات فكشفت انها اجهشت بالبكاء عندما سمعت بخبر وفاة صباح ولفتت الى انها الامل والفرح وتابعت: "انا من عشاق صباح خسارتها كبيرة ولكن ستبقى موجودة في قلوبنا"وختمت قائلة: "ارى صباح اجمل امرأة واصدق امراة في العالم" ووعدت رابعة ان تخصص حلقة خاصة لتكريم صباح وعبرت عن ندمها من تأجيل هذه الحلقة في السابق .

بدورها اكدت الممثلة ورد الخال ان الكبار كان لديهم اخلاقاً فنية حتى استمروا وصباح اكبر امثولة للمحبة والثقة والمصالحة مع النفس والتواضع. وقد وجهت ورد الخال رسالة الى محطة LBCI ان تؤجل عرض حلقة الامس من المسلسل العربي "عشق النساء" واستبدالها بأعمال للسيدة صباح إلا ان المحطة لم تستجب لنداء ورد الخال وعرضت الحلقة.

اما الكاتبة كلوديا مارشيليان فأكدت انها شعرت بالخوف وبالحزن عندما سمعت بخبر وفاة صباح. واكدت ان صوتها كأجراس الكنائس واعتبرت ان رحيلها فاجعة.

اما النجم الشاب ربيع بارود اكد ان صباح رفعت اسم لبنان بكل الدول.

بدوره شكر مدير اذاعة فايم اف ام الاعلامي جو معلوف باتريسيا هاشم على تلبية النداء بحلقة تكريمية عن السيدة صباح ولفت الى ان الاذاعة تخصص دائماً فقرات لاغاني الزمن الجميل متساءلاً لما تعلن الدولة دائماً يوم حداد وطني عند رحيل رجال السياسة ولا تكرم الفنانين الذين يحملون الوطن الى كل اصقاع الدنيا.

بدا التأثر واضحاً جداً على صوت الفنانة السورية رويدا عطية واكدت ان صباح في مكان افضل من هنا وانها ستستمر بحمل الشعلة وبغناء أغنيات صباح وان حزنها عليها لن يفارقها حتى تغادر هذه الحياة.

اما الاعلامية رشا الخطيب فلفتت الى ان صباح غابت في الجسد ولكن ستبقى مطبوعة في ذاكرتنا وهي رمزاً للفرح والعطاء والكرم.

بدوره لفت الشاعر نزار فرنسيس الى ان صباح فنانة متكاملة في عصر ندر فيه التكامل وهي كانت ممثلة من الطراز الاول وهي غنية بانسانيتها وتواضعها ومحبتها كانت متكاملة بكل ما في للكلمة من معنى.

اما المايسترو ايلي العليا فاعتبر ان صباح فنانة كبيرة وانها من اجمل الاصوات اللبنانية واستبعد ان يتم تكريمها في حلقة يوم الجمعة من برنامج "اراب ايدول" خاصة وانه كان للبرنامج لفتتة خاصة تجاهها يوم ذكرى عيد ميلادها.

من جهته اكد النجم نقولا الاسطا ان صباح خسارة كبيرة للبنان ودعا الشعب اللبناني لتكريمها يوم الاحد مؤكداً انه سيشارك كعضو في المجلس النقابي وسيشارك في الكورس داعياً جميع الفنانين للقيام بذلك تكريماً لكبيرة لبنان.

اما الناقد الفني د. جمال فياض فأكد ان صباح هي وجه التفاؤل وهي شاهدة على فرح وألم لبنان. واشار الى ان صباح بحياتها لم تسء الى اي شخص وكانت دائماً بحالة تسامح. ولفت الى ان الشعب هو من يكرم صباح ويجب على الجميع ان يشارك يوم الاحد لوداعها وان نقول لها الى اللقاء يا حبيبة الجميع. واكد ان صباح كانت مثالاً للذوق والاخلاق. وحذر "فياض" الاعلاميين الزملاء ان يحترموا وفاة صباح وان لا يلتقطوا وينشروا اي صورة مسيئة لها

بدورها لم تستطع الاعلامية رانيا شهاب ان تعبر عن شعورها وان كل الكلمات قليلة على السيدة صباح.

اما النجم الشاب جوزف عطية فأكد ان خسارتنا كبيرة واشار الى انه عندما يسمع الكبار كيف يتحدثون عن صباح يشعر بالمسؤولية كي يحافظ على الاغنية. كما كان يتمنى ان يلتقي بالسيدة صباح قبل رحيلها.

بدورها اعتبرت الاعلامية جومانا بوعيد ان صباح استثنائية بعطاءاتها مستذكرة مشاركتها في برامج من تقديمها. مثنية على تواضع صباح وقوة شخصيتها وحضورها وكيف تعكس طاقة ايجابية على الجميع.

اما الاعلامية هلا المر فاعتبرت ان صباح ارتاحت وجانيت فغالي هي من رحلت لكن صباح باقية معنا كاشفة ان جوزف غريب وابنة شقيقتها كلودا هما اكثر من أحبت صباح .

اما الاعلامي زافين قيومجيان فكشف ان تلفزيون المستقبل سيعرض مساء امس بعد الأخبار حلقة خاصة تحية لروح الشحرورة صباح في هذه الحلقة تحدثت صباح لزافين عن الحياة والموت والحياة بعد الموت. وقد سُجلت الحلقة ضمن برنامج "سيرة وانفتحت" في نيسان من العام 2007، ولكنها لم تُبث لتزامن عرضها مع حصول اضطرابات امنية في بيروت.

اما النجم هشام الحاج فاعتبر ان صباح وهبها الله نعمة الصوت الخالد وضم صوته الى صوت نقابة الفنانين للمشاركة الكثيفة يوم الاحد لوداع صباح

اما الاعلامي عادل سميا فأكد ان كل لبنان حزين على وفاة صباح وتمنى ان لا يتكرر موضوع الكبير وديع الصافي يوم وداعه مع صباخ وتمنى ان يشارك كل الشعب بوداعها يوم الاحد.

من جهته اكد الموسيقي اسامة الرحباني انه استقبل خبر وفاة صباح ببسمة لاننا ابناء القيامة والرجاء ولفت الى ان صباح كانت تعلّم التواضع ولديها طيبة كبيرة.

اما صاحب شركة مروى غروب المنتج مروان حداد اكد ان صداقة كانت تجمعه بالسيدة صباح وهو من عرفها على زوجها السابق فادي لبنان حين طلب منه ان يشارك بوصلة راقصة في احدى الحفلات التي نظمها حداد آنذاك لصباح. ولفت الى ان صباح تختصر بكلمة واحدة وهي الاسطورة وهي امرأة لن تتكرر. كما طلب من جميع الممثلين والكتاب والمنتجين والعاملين في قطاع الدراما المشاركة الكثيفة يوم الاحد لوداع صباح.

من جهته اعتبر الاعلامي شادي خليفة ان صباح هي رمز للتواضع كاشفاً عن التغطية الاعلامية التي قام بها مباشرة من الفندق الذي توفت به صباح وعن تفاصيل اللحظات الاخيرة قبل وفاتها.

وفي الختام لفت الموسيقي الياس الرحباني الى ان صباح كانت تتمتع بقلب طيب وتواضع لا مثيل له وانسانية استثنائية.وبغصة وحرقة كبيرين ودّع الرحباني صديقة العمر منوهاً بكرمها ووقوفها الى جانبه ودعمه مادياً في اوقات حرجة

 

قناة فايم إف إم في

27.11.2014

 
 
 
 
 

«الشحرورة» رحلت بعد آلاف الأغنيات و85 فيلماً و27 مسرحية

الصبوحة: «افرحوا وتذكروني»

المصدر: بيروت ـــ وكالات

ودع الوطن العربي الفنانة اللبنانية صباح التي توفيت، فجر أمس، عن 87 عاماً في بيروت. وشهدت المواقع الإخبارية الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي فيضاً من الكلمات التي كتبها فنانون وسياسيون وجمهور من كل الدول العربية تنعى رحيل الفنانة. كما نشر محبوها عدداً كبيراً من صور «الصبوحة» عبر الإنترنت. وكان من أهم ما نشر في وداع صباح وصيتها التي أعلنتها ابنة شقيقتها كلودا عقل، التي نعتها وقالت «إنها تودعهم وتوصيهم بعدم البكاء وبالفرح وأنها تمنت أن يكون يوم وفاتها فرحاً وليس حزناً».

وتُعد صباح، أحد أبرز وجوه الفن والسينما والمسرح في الوطن العربي، تمسكت خلال مسيرتها بالأناقة والحضور الإعلامي حتى الرمق الأخير، بعد 60 عاماً من العطاء الفني. ويضم السجل الفني لصباح التي تحمل أربع جنسيات 3000 أغنية و85 فيلماً و27 مسرحية.

وقال جوزيف غريب، الذي كان يدير أعمال الفنانة الراحلة إن صباح توفيت «في سريرها بفندق كومفورت برازيليا حيث كانت تقيم»، في بعبدا قرب بيروت. ومنذ الصباح الباكر، بدأ اللبنانيون بنعي صباح التي كانت أحد رموز العصر الذهبي للأغنية اللبنانية. وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات الحزينة ونشر الصور التي تظهر فيها صباح شابة مفعمة بالحياة.

ومن أول ردود الفعل من طرف السياسيين «تغريدة» على «تويتر» للنائب في البرلمان اللبناني وليد جنبلاط، «إنه خبر حزين، أسطورة الغناء صباح توفيت، وبرحيلها تنطوي صفحة جميلة من تاريخ لبنان».

وكتب النائب والوزير السابق سليمان فرنجية في «تغريدة» معلقاً على رحيل الشحرورة «جزء من تاريخ لبنان الحلو رحل».

ولدت صباح، واسمها الحقيقي جانيت فغالي، في بلدة بدادون اللبنانية شرق بيروت في 10 نوفمبر 1927، وكانت الثالثة بين أخوتها. أحبت الغناء والتمثيل منذ طفولتها، واكتشف عمها موهبتها، وعذوبة صوتها الجبلي.

وارتبط اسم صباح بغناء المواويل والميجانا والعتابا والأغنيات البلدية الفولكلورية ومن ثم الأغنية المصرية، وفي سجلها اكثر من 3000 اغنية لكبار الملحنين مثل محمد عبدالوهاب وزكي ناصيف والأخوين رحباني وتوفيق الباشا وبليغ حمدي وسواهم. دخلت صباح السينما المصرية في عام 1943 وشاركت في 85 فيلماً مع كبار الممثلين، بينهم رشدي أباظة الذي تزوجته لفترة وجيزة، وأحمد مظهر، ومحمد فوزي، وفريد الأطرش.

وشاركت في 27 مسرحية منها «موسم العز» و«دواليب الهوا» و«القلعة»، وكانت آخرها «كنز الأسطورة» مع زوجها السابق فادي لبنان.

وكانت صباح التي تلقب بـ«الصبوحة» و«الشحرورة» على صلة وثيقة بعدد من الرؤساء والملوك العرب الذين قدروا فنها. وإلى جانب صخب حياتها الفنية، عاشت حياة صاخبة على الصعيد العاطفي، إذ تزوجت تسع مرات من نجيب شماس والد ابنها الطبيب صباح شماس في عام 1946، وخالد بن سعود بن عبدالعزيز، وعازف الكمان المصري أنور منسي الذي انجبت منه ابنتها هويدا عام 1952، والمذيع المصري أحمد فراج، والفنانين رشدي أباظة ويوسف شعبان، والنائب السابق في البرلمان اللبناني يوسف حمود، والفنانين اللبنانيين وسيم طبارة، ثم فادي لبنان الذي تزوجته في عام 1984 واستمرت علاقتهما 17 عاماً، وكان ارتباطها به من أطول زيجاتها.

ورغم تقدمها في السن «رفضت أن تشيخ» وأن تعتزل الغناء، واستمرت في إجراء المقابلات والمشاركة في الاحتفالات الفنية. ومن آخر اغنياتها «شو فيها الدني» التي تم تصويرها.

وفي عام 2011، كرمها الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان بتقليدها وسام الأرز الوطني برتبة ضابط ضمن مهرجانات بيت الدين. وتحمل صباح الجنسيات المصرية والأردنية والأميركية الى جانب جنسيتها اللبنانية.

غنت صباح التراث اللبناني والحب والوطن لكبار الشعراء والملحنين العرب، ومن أغنياتها التي لايزال يرددها الكبار والصغار «جيب المجوز يا عبود» و«ساعات ساعات» و«عالضيعة».

وبفضل المنتجة اللبنانية الأصل آسيا داغر، دخلت صباح السينما المصرية في عام 1943 وأطلت في فيلم عنوانه «القلب له واحد» للمخرج هنري بركات. وتوالت بطولات صباح، وكانت تعتبر أن أفضل أدوارها السينمائية فيلم «الأيدي الناعمة». وعرفت بكرمها، وكانت تنفق المال بسخاء على من تحب وتساعد من يحتاج، لذلك كان يطلق المقربون منها عليها لقب «مدام بنك». واتسمت علاقتها بابنتها بشيء من التوتر، واعترفت صباح بأن شهرتها عذبت ابنتها، وأن تجربتها مع أزواجها أثنت هويدا عن الزواج. وحين أصيبت هويدا بأزمة صحية نتيجة إدمانها في عام 2006 باعت صباح منزلها، وأقامت في فندق وأدخلت ابنتها إلى مصح في كاليفورنيا، حتى تماثلت للشفاء

«الأسطورة»

صباح التي لقبت بـ«الأسطورة»، هي أول فنانة لبنانية غنت على مسرح الأولمبيا في باريس مع فرقة روميو لحود الاستعراضية في منتصف السبعينات. كما اعتلت خشبات مسارح عالمية أخرى كأرناغري في نيويورك، ودار الأوبرا في سيدني، وقصر الفنون في بلجيكا، وألبرت هول في لندن، وغنت على مسارح لاس فيغاس في الولايات المتحدة.

نعي

جاء في بيان نعي صباح «بفرح كبير وتلبية لرغبتها.. نقابة الفنانيين المحترفين في لبنان وعائلة الفغالي يعلنان رحيل الأسطورة شحرورة لبنان صباح (جانيت الفغالي).. ويحتفل بالصلاة لراحة نفسها الساعة الثانية من بعد ظهر يوم الأحد في الثلاثين من نوفمبر في كاتدرائية مارجرجس المارونية وسط بيروت ويوارى جثمانها في الثرى في مسقط رأسها بدادون في جبل لبنان».

 

####

 

ماهي وصية الشحرورة قبل وفاتها..؟

المصدر: بيروت - د ب أ

أثار نبأ وفاة أسطورة لبنان الفنية ردود فعل مليئة بالألم من بينها ما نشره مستخدمو موقعي "فيس بوك" و"تويتر"، وكان من أهم ما نشر في وداع صباح وصيتها التي أعلنتها ابنة شقيقتها ،كلودا عقل، التي نعتها عبر "فيس بوك" وقالت إنها ذهبت لربها وأحبتها الذين سبقوها.

وذكرت صحيفة "النهار" اللبنانية أن عقل نقلت للجماهير وصية الشحرورة قائلة إنها تودعهم وتوصيهم بعدم البكاء وبالفرح والرقص وأنها تمنت أن يكون يوم وفاتها فرح وليس حزناً.

كما كتبت عقل إن الشحرورة أوصتها بأن تقول لجمهورها إنها تحبهم وتطلب منهم أن يظلوا يتذكرونها ويحبونها، وأضافت أن الشحرورة رحلت بجسدها ولكنها سوف تظل في القلوب.

ولدت صباح باسم جانيت فغالي في وادي شحرور عام 1927، وكانت بدايتها الفنية في سن صغيرة في لبنان قبل أن تنتقل لمصر وتقطع مشواراً فنياً حافلاً.

 

الإمارات اليوم في

27.11.2014

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004