ملفات خاصة

 
 
 

معالي زايد: تاملات سريعة في رحلتها المبدعة كممثلة سينمائي

حميد عقبي / باريس

بنت البلد

معالي زايد

   
 
 
 
 
 
 

من  الصعب جدا الالمام باهم  الادوار التي قامت  بها الممثلة المصرية معالي زايد و التي قدمت للشاشة العربية أكثر من 19 فيلما قبل  وفاتها في 10 نوفمبر 2014 عن عمر 61 عاما بعد صراع اليم مع  مرض السرطان، بموتها تفقد الشاشة العربية وجها سينمائيا  و فنانة رائعة، فقد كانت من  نجمات  الثمانيات التسعينات، ولدت  بالقاهرة في 13 مايو 1953 تنتمي لعائلة فنية، تخرجت من كلية الفنون الجميلة عام1975 كما نالت بكالريوس المعهد العالي للسينما،  قدمها للمرة  الاولى المخرج الراحل نور الدمرداش في مسلسل “الليلة الموعودة “و اخر مسلسل لها “موجة الحارة ” للمخرج محمد ياسين تم عرضه في شهر رمضان قبل الماضي، قدمت ايضا  للتلفزيون ما يقرب من 18 مسلسلا تلفزيونيا اشهرها “دموع في عيون وقحة” مع الفنان  عادل امام،  عملت  خلال  مشوارها  الفني مع كبار  نجوم  السينما  المصرية  مثلا  شلبية في  فيلم  “العربجي” مع يونس  شلبي من اخراج احمد فؤاد و تاليف وحيد حامد وفيلم  ” الفرن ” مع يونس  شلبي و عملاق  الشاشة العربية عادل أدهم و اخراج ابراهيم عفيفي،  كما اشتركت مع عادل  امام  في  الكثير  من  الاعمال  اهمها  ” و لا من شاف و لا من دري “  اخراج نادر جلال و فيلم ” انا اللي قتلت الحنش ” مع عادل امام ايضا و يوسف شعبان و سعيد صالح و صفية العمري من اخراج احمد السبعاوي،  اشتركت مع محمود عبد العزيز  في  فيلم ” الشقة من حق الزوجة “  اخراج عمر عبد العزيز، كذلك مع الممثل  الكبير كمال  الشيناوي في  فيلم ” الخطر” اضافة الى  احمد بدير اخراج عبد اللطيف  زكي ثم مع نور  الشريف و ممدوح عبد العليم و سلوى خطاب  في  فيلم ” كتيبة الاعدام” من اخراج العملاق عاطف  الطيب  و تاليف اسامة انور عكاشة و فيلم” الصرخة ” مع  النور  الشريف  ايضا  من  اخراج محمد النجار، اما مع  الرائع احمد زكي فقد اشتركت  معه في  فيلم ” البيضة و الحجر”  اخراج علي عبد الخالق و كذا في  فيلم “  أبو الذهب” مع احمد زكي و رغدة و اسعاد يونس اخراج كريم ضياء الدين، مع فاروق الفيشاوي في فيلم ” الزمن  الصعب “ اخراج محمد حسيب.

هذه نبذة من الافلام لست هنا بصدد حصر اعمالها لكن فقط للتذكير ذكرت هذه الأفلام سنحاول هنا ان نقف مع بعض الشخصيات التي قدمتها معالي زايد حيث نجد شخصية بنت البلد او بنت الحارة اي الانسانة البسيطة العصبية احيانا كما  في  فيلم” البيضة والحجر” تكون بدور امرأة عصبية تعتقد بالخرافات تسكن في غرفة بالسطوح تعمل في غسل الملابس تعاني من قلة الحظ مع الرجال فلا احد يتقدم لخطبتها، تعتقد ان زوجة الاب عملت لها عملا سحريا جعلت الرجال يرونها قردة والعمل معلق في رجل نملة والنملة تجري يا خلق الله على حسب تعبيرها، مع قدوم احمد زكي استاذ الفلسفة الذي يسكن  في  غرفة كان  يسكنها  مشعوذ تتعرف عليه تظنه ايضا منهم اي يقوم  بالاعمال وله علاقة مع الجن، تطلب منه ان يساعدها لحرق العمل المعلق في رجل نملة يحاول اقناعها لا تقبل اخيرا يوافق مساعدتها طالبا منها شراء بعض الاشياء، يتحول  استاذ الفلسفة لمشعوذ كبير  ومشهور له زبائنة من كبارات رجال  الدولة في الفن والسياسة والاقتصاد وبعد ذلك تختفي، نراها في نهاية الفيلم تعود كامرأة جميلة غنية تاتي الى  احمد زكي لمساعدتها في اختيار زوج كونها  تزوجت مصري يعيش في امريكي و سافرت معه ثم بعد ذلك مات و قبل  وفاته طلب  منها ان تتزوج بعد وفاته و فعلا تقدم لها خمسة عرسان ذوي مراكز مرموقة،  نحن  هنا  من  بداية  الفيلم  نعيش  مع معالي  زايد بهذا  الدور  الذي يلخص لنا  الكثير من  الامور  المتعلقة  بالاعتقاد الشعبي البسيط، من خلال  هذه الشخصية يمكننا  لمس قوة  تاثير  الخرافة على  الناس، اما مطالب  الناس  البسطاء فهي ليست  خيالية هنا هذه المرأة لا تريد سوى ان  يصدفها و يقف  معها  الحظ لتجد زوج  يسترها يعفيها  من بهذلة العمل  في  غسل  الملابس، رغم ان  الدور  ليس ضخما  الا ان  معالي  زايد اجادت هذه  الشخصية منحتها قوة لتلتصق  بالذاكرة،  هذه المرأة العصبية التي تحترق و تتخانق مع  الجميع، هذه الانفعالات  ناتجة عن ضغط الظروف  المحيطة بها فالمرأة في  مثل  هذه  الاحياء  الشعبية يجب ان  تكون اقوى من  الرجل حتى لا يستغلها  احد، هي ايضا  الضعيفة الخائفة من  الجن ترتعد من  الداخل على سطح  هذه  العمارة تصرخ  تزعق تتمسك  بالامل تركض وراء الخرافة، وجود  هذه  الشخصية  بهذا الفيلم  لخص الكثير عن جو هذا  الحي الشعبي نجد ان  معالي  زايد تعيش  الشخصية تؤدي بمصداقية تعابير  الوجه رعشة اليد، نحن  هنا  امام ممثلة تستخدم كل جسدها، لها نظرات  طفولية ساذجة ربما و هي تتحدث عن الخوف و الحلم لا لاتحس بانها  متكلفة، كذلك تقدم لنا  لوحات رائعة في الملبس  البلدي و هي تمشي بالملايه و الخلخال في حي الحسين هي صورة  للمصرية بنت  البلد و الحي، هذه الصورة ربما  تكون اكليشة عملت  السينما  المصرية  على  عكسها و تصويرها  لكن بعض الافلام فشلت او كررت الصورة كثيرا فافسدها ايضا  تكلف من يقوم بها من الممثلات فليس  كل  واحدة هي معالي زايد.

في فيلم “انا اللي قتلت  الحنش” مع عادل امام و يوسف شعبان و سعيد صالح و احمد راتب و صفية العمري، هنا  معالي  زايد  شريفة بنت  صياد فقير تقع  في حب حسنيين الصياد عادل امام لكن حسنين هذا  الشاب  الذي يحاول انقاذ اهل  البلد يكون مشغولا بهذا الهم، يقع في صراع مع الحنش يقوم بالدور يوسف شعبان، كذلك يرتبط بعلاقة غرامية مع عزيزة  تقوم  بالدور صفية العمري، هي تتمسك بهذا الحب لعل من  اهم المشاهد التي تظل بالذاكر هو مشهد العركة بين معالي  زايد و صفية العمري على حب حسنين لسنا هنا مع  امرأة شريرة،  هي فقط تدافع  عن  حبيبها  الذي يكاد لا يراها  او  يشعر بها و عندما تكتشف ان  حسنين نام مع عزيزة تقوم  بضرب عزيزة و فضحها في البلد مما يجعل عزيزة تهرب، بعد خروج حسنين من  السجن يتزوج شريفة نرى  هنا  الزوجة  التي تحب  زوجها و تخلص له فعندما  يسافر حسنين الى  اليونان  يحاول  الحنش التحرش  بها و استمالتها من اجل  علاقة جنسية لكنها  ترفض كل  الاغرأت و تقاوم، تعمل بالصيد هذا العمل  الشاق  الخاص  بالرجال مع  برهومة ـ سعيد صالح صديق زوجها حسنين و ابن عمتها الذي يحبها  ايضا و لكن من اجل سعادتها كونها تحب حسنين يظل الصديق  المخلص رغم ان  الكثير  من  الاشاعات يتم ترويجها عن  علاقة مع برهومة، هنا نقف مع ممثلة  رائعة معالي زايد تجسد هذا  الدور  الصعب و المهم خصوصا  تلك  المواقف،  المرأة التي  تحافظ على  شرفها لا تستسلم للاغراء و التحرش تعمل بجهد للحفاظ على شرفها، نحن هنا  في  اجواء  البحر اي ان  العمل شاق اقصد عملها  كممثلة فهي ليست  من تلك  النوعية  التي تريد ادوار تغلب  عليها  الرفاهية داخل  الاستديوهات مع  الاهتمام  بالشكل  الخارجي خصوصا  المكياج و الكوفير، فنحن مثلا  بهذه  الفترة  العصيبة التي تمر  بها  السينما  العربية و المصرية خصوصا  نجد نفورا  من  الاعمال  الشاقة التي لا تظهر  فيها  الممثلة بكامل  مكياجها و تصفيف خاص للشعر  مع ازياء و فساتين خاصة من  الحرير و غيرها  من  عوامل  الرفاهية، في  الكثير  من  الافلام التي  قدمتها  معالي  زايد قد تكون  هذه  العوامل  منعدمة كونها  تقدم  شخصية فقيرة مطحونة مهمومة في  حي  شعبي او  قرية نائية كما نجدها  هنا  في  هذا  الفيلم.

في فيلم  “الشقة من حق الزوجة” مع محمود عبد العزيز، هنا  معالي  زايد  الزوجة التي تقع  في خلاف  مع  زوجها  بسبب  امها  التي  تدفعها الى ازعاج زوجها و الطلاق منه كي تستولي على  الشقة، هي هنا كريمة  الموظفة باحدى المؤسسات  ايضا ترتبط مع زميلها سميرـ محمود عبدالعزيز  بقصة حب ثم تتزوجه، هي الشابة  الانيقة و لكن دون تكلف بقصة  الشعر القصير، في هذا  الفيلم نعيش  الهم الذي ضغط كثيرا على  السينما  المصرية هم  الزواج و الشقة و حال  الموظف و الحماة، كما نعيش قصة حب جميلة ذهاب الحبيب  مع حبيبته  قرب  الهرم و غيرها من  المشاهد التي كان  لها طعم لذيذ رغم تكرارها في  الكثير  من  الافلام، ثم يكون  الزواج و الانجاب  و زيادة  الهم اكثر ففي احد المشاهد تاتي  كريمة بعد مضي  وقت  على  الزواج حالمة بقضاء ليلة  رومانسية تفتح المسجل على  اغنية  عاطفية لعبدالحليم تاتي لتنادي زوجها  مشاركتها  تجدها  نائما.. نرى  على  وجهها  علامات  الضيق، كنا قبل  لحظات  شاهدنا علامات  الرغبة، الزوجة تجلس وحيدة معظم  الاوقات  بسبب  عمل  الزوج  الاضافي  كسائق  تاكسي، في مشهد جميل رغم  بساطته تكون  مشادة  بين الزوج و الزوجة الخلفية صورة ضخمة لمنظر طبيعي هنا ما حدث من  انقلاب  في  الحالة  العاطفية انشغال  الزوج بالعمل لم يعد  يخرج  معها الى الاهرام او  النيل  كما كان يفعل  قبل  الزواج، الزوجة تريد الاحساس بزوجها معها لكن  مشاغل  الحياة تجبره على  العمل و قضاء معظم  الوقت  خارج البيت، مع تشجيع  الام لكريمة  يزداد الخلاف ثم تطلب  الطلاق و فعلا يحدث ذلك، نرى  في  مشهد اخر جميل كريمة  المرأة و هي تبكي بعد طلاقها  تشعر بالحرقة، مع معالي  زايد للقطة القريبة على  وجهها طعم خاص هذا  البريق  الطفولي القدرة  على  التعبير  عبر  الوجه و العيون، هذا يعكس القدرة  الفائقة في  التمثيل كون  الكثير  من  الممثلات يبتعدن عن  مثل  هذه  اللقطات  كونها هنا  التسلل  الى  العمق  الى  الداخل  مباشرة ملامسة  الروح، مع اللقطات  القريبة للوجه نجد معالي  زايد تعطي  الشخصية  عمقا  روحيا صادقا و ليس  تعابير  متكلفة.

في فيلم “رجل مهم جدا” مع فاروق  الفيشاوي من  اخراج عصام  الشماع، نحن مع  شافعي ـ فاروق الفيشاوي الرجل  الذي يعيش تحت  سلطة امه  التي تخاف  عليه  من  النساء، الموظف البسيط يبلغ من  العمر 40 عاما لا يعرف الكثير  عن  النساء يلتقي صدفة مع امرأة تثور  بالانوثة هي كواكب بنت الليل بهذه الملابس  المغرية بضحكتها التي تجلجل  عاليا هذا  الجسد المغري الذي يتراقص كل  هذه  الانوثة تقتحم  عالم  رجل يعيش في محيط مغلق، نحن هنا امام  عالمة كما يقولون  بالبلدي هذه  الضحكات و الدلع و الاغراء يجتمع  فيها، يتم اتهامه بانه عضو في  تنظيم  ارهابي الشرطة  تبحث عنه لا يجد ملاذا  الا في  كنف  و عالم  كواكب، هنا امرأة تحاول  اكتشاف  هذا  الرجل الذي يمكن  القول  انه  عادي ليس  له علاقة بالسياسة و لا النساء فجاءة  يجد نفسة يعيش في بيت كواكب  كله  نساء و يهرب  من  الشرطة، هي هنا  ايضا  انسانة  بسيطة حنونة تكتشف هذا  الرجل او تجعله  هو يكتشف  ذاته، في احد المشاهد تترك  له  غرفتها  لينام و هي تنام  بالصالة يرى شافعي فأر صغير يخاف و يصرخ تاتي  تضحك ثم تساله عن حكايته ليحكي له حكاية رجل بسيط يعيش في  كنف  امه  التي  تخاف  عليه و بسبب هذا  السجن اصبح ضعيفا يعيش  الخوف، هنا تتحول  كواكب  الى  ام حنونة  تحتضنه ثم تحكي قصتها مع امها  التي كانت  تزج بها  في  خناقات و معارك و تذهب  تشتكي بها  الى  الشرطة كونها  تريد تتخلص  منها  لتظل مع  زوجها او  عشيقها كون الام القاسية تريد الابنة ان تترك بيت  ابوها اي ان امها  النقيض تماما من  ام  شافعي الحنونة، نجد ايضا  شخصية كواكب تتحدث بواقعية عن حالها فهي لا تلوم  القدر هي متعايشة مع  واقعها ثم تقوم كواكب  بتقديم  رقصة  شرقية  لشافعي، لا يوجد ممثلة  مصرية  مشهورة لا تعرف  الرقص  الشرقي هنا تقدم معالي  زايد رقصة عرضا  مغريا  لبعض تفاصيل  جسدها خصوصا الساق و الصدر، تصارح  شافعي بحبها  تتعهد بحمايته ثم تاتي  لتشاركة  السرير لكننا  بعيدا  من  مشهد ساخن مجاني هنا امرأة تحس بجسدها تجذب  هذا  الرجل لاكتشافها و هكذا تكون  هذه  الراقصة  في  الافراح سببا في  تحول  الرجل لرجل ذكي يستطيع التخفي من  الشرطة بل  و التعامل  مع نساء اخريات حيث يقع في  علاقة مع  امرأة برجوزية يتم في  الاخير قتلها  و توريطه بالتهمة، في نهاية  الفيلم نرى كواكب  تاتي لزيارة  شافعي و هو خلف  القضبان تريده ان يكشف حقائق هولاء الناس  الكبار لكنه يرفض الكلام هنا  الام تريده ان يتكلم اخيرا  يلقي  خطابا يعترف  فيه ان  ذنبه  الوحيد انه  في  حاله و انه خائف معتبرا ان  موقفه هنا  هو خيابة و ضعف المظلوم و ليس قوة الظالم يطالب المحكمة باعدامة  كي يتخلص من الخوف، اتيحت  لنا  في  هذا الفيلم ان  نرى  معالي  زايد الراقصة الشجاعة التي تحاول احداث انقلاب في  عالم رجل خائف و جبان.

في فيلم  “الصرخة” مع نور الشريف نحن امام نموذج اخر تلعب معالي زايد في دور باحثة اجتماعية تستغل الميكانيكي عمر الذي يجسده نور  الشريف، شخصية الشاب  الابكم  الاصم الامي الذي يتعاون  مع  الباحثة  كنموذج في  بحثها لنيل  شهادة الدكتوراة، مع كثرة اللقاء تعجب به تغريه تتقرب منه لكنه يرفض بقوله حرام، بعد ذلك نرى عمر  الابكم  يجمع  المال من اجل اجراء عملية لاستعادة سمعه.. يتزوج تتهمه زوجته بالبخل يتورط في قضية مع واحدة تدعي انه نال منها جنسيا و حملت منه،  في المحكمة يطلب  شهادة معالي زايد حول ما حدث له معها  ترفض ان تترجم ما يقوله للمحكمة بالاشارات، تقوم ثورة الصم و البكم يتم احتجاز زوجة عمر و معالي زايد و تلك المرأة التي اتهمته ظلما في  المحكمة حيث يتم  ادخال  الثلاث في  غرفة مغلقة من اجل  افقادهم  السمع و فعلا يحدث ذلك، في  هذا  الفيلم  معالي  زايد في دور انيق كباحثة اجتماعية لكنها  تظل  في  بساطتها  دون  تكلف  في المكياج او  الازياء، ثم نرى انها  كانت  شجاعة قبولها  مثل  هذا  الدور  خصوصا  المشهد  الاخير  نرى  الدم  يسيل من  اذنيها بعد ان  فقدت  السمع، نرى هنا  ايضا  الانثى المغرية المرأة التي تحاول  جذب  الرجل لكنها  ايضا انانية لم تقدم  شهادتها الحقيقية في المحكمة تقول  على  هذه الفئة اي  الصم و البكم  زبالة لديها  نوع  من  التعالي و نظرة  استحقار  الاخر، رغم ان  الدور ليس  بطولة  مطلقة الا انها  اصبغت الكثير على الشخصية فهي و ان كنا  نلاحظ اغلب ادوارها  المرأة البسيطة الفقيرة المطحونة المهمومة  العصبية،  الا انها نجحت في قيامها بدور امرأة مثقفة انيقة في الملبس دون تكلف او مبالغة هذه اهم ميزة ظلت ترافقها طيلة مشوارها الفني.

في  فيلم  “المراكيبي” مع صلاح السعدني من اخراج كريم ضياء الدين، الفيلم دراما  اجتماعية يحكي قصة رجل  صياد سمك يعيش هو زوجته و اطفاله على متن  قارب يبحر  بالنيل للصيد ثم عندما يكبر اولاده و يريد ادخال  ابنه المدرسة يطلبون منه اوراق شخصية فهو لا يملك عنوان ثابت و لا شهادة ميلاد، معالي  زايد تقوم بدور  زوجة  الصياد احمد شخصية امرأة بسيطة، عزيزة هنا  زوجة  الصياد و ام لبنت و ولد في هذا  القارب  الصغير تستمع لزوجها و فلسفته يوجه منذ المشهد  الاول  خطاب عن  الحياة  في الماء كيف  تجعل  الانسان  رقيقا و ان  هروبه  من  الازفلت  هروب من  القسوة و التطاحن و الصراعات من اجل دنيا زائلة، عند سيره خارج الماء نرى نظراته القلقة سيره المرتبك فهو ليس  متعود السير  بالشوارع المزدحمة نرى الناس  تضحك عليه فهو رجل بسيط لا يعرف هذا العالم، الناس تضحك عليه بسبب حديثه الساذج،  عزيزة ايضا حديثها بسيط لا تنتمي للعالم  المادي المنافق،

عندما  يتعرض زوجها لحادثة صدم بسيارة مسئول كبير يتم ادخاله المستشفى و اجراء فحوصات  شاملة له يتاخر عن المنزل  نرى  الزوجة و هي تصرخ و تولول نراها  كالضائعة تسال عن  زوجها في  عالم  لا تعرفه، ياتي الزوج بعد هروبه من المستشفى تبدا  العائلة كلها رحلة طويلة من  المعاملات  الروتينية، نحن مع معالي  زايد في دور صعب ايضا فاغلب  المشاهد خارجية، هناك مشاهد و هي بالقارب بملابس  رثة دون مكياج، قبول معالي زايد مثل  هذه  الادوار الصعبة خصوصا الانتاجية بالتاكيد ياتي من حبها لتجسيد شخصيات بسيطة كوننا نلاحظ اغلب اعمالها  تميل الى  الافلام الدرامية  الاجتماعية التي تغوص في  مشاكل حياتية ترصد التغييرات من خلال  هذه الشخصيات البسيطة في شكلها  العميقة من  الداخل.

خاتمة

نختم حديثنا بالقول كانت معالي زايد نموذج للمثلة المبدعة لم تسعى لبطولة مطلقة لم تتورط بادوار فيها اسفاف او انحطاط، ادت ببراعة شخصيات انسانية متعبة لم يكن هناك زخرفة و تهويل عند تقديمها هذه النماذج، ابتعدت عن التكلف و المبالغة في الاداء لم تسعى لتكون نجمة كبيرة لكن الكثير من الشخصيات التي ادتها ستظل محفورة في ذاكرتنا.

سينمائي يمني مقيم في فرنسا

 

رأي اليوم اللندنية في

15.11.2014

 
 
 
 
 

آخر وصية لمعالى زايد.. اجمعوا لوحاتى!

محمد الدوي

غابت عن عالمنا، الاثنين الماضى، الفنانة معالى زايد بعد صراع مع مرض السرطان، وذلك بعد قضائها أسابيع بالعناية المركزة بأحد المستشفيات إثر إصابتها المفاجئة بالمرض. 

وأوضح الفنان أشرف عبد الغفور، نقيب الفنانين أن معالى كانت فى حالة خطيرة جداً فى الآونة الأخيرة وظلت لفترة على أجهزة التنفس الصناعى حتى فارقت الحياة بعد تدهور حالتها.

وكان الغموض يلف الحالة الصحية للفنانة، حيث سارت أخبار عن إصابتها بالسرطان، إلا أن عائلتها نفت ذلك وتكتمت على طبيعة المرض، مؤكدةً أن معالى زايد أصيبت بضيق تنفس بسبب متاعب فى الرئة نتجت عن تدخينها بشراهة.

ومن جهتها، ذكرت مصادر طبية أن الفنانة كانت تعانى من مرض السرطان، الذى انتشر بصورة سريعة فى جسدها حتى أصاب الكبد والرئة، مما أدى إلى فشل تام فى أجهزة التنفس.

وتنتمى الفنانة معالى زايد لعائلة فنية فوالدتها الممثلة آمال زايد وخالتها الممثلة جمالات زايد، وهى خريجة كلية التربية الفنية والمعهد العالى للسينما.

والاسم الحقيقى للفنانة الراحلة هو معالى عبد الله المنياوى من مواليد 5 نوفمبر 1953.

وقد بدأت تلفزيونيا فى دبى أثناء تصوير مسلسل «الليلة الموعودة»، حصلت عام 1987 على جائزة أحسن ممثله عن دورها فى فيلم «السادة الرجال» من جمعية الفيلم.

ومعالى زايد كانت تهوى فن رسم «البورتريه»، ولديها مزرعة خاصة على طريق مصر - إسكندرية الصحراوى، كانت تمكث بها فى فترات عدم وجود أدوار.

وقد بلغ الرصيد الفنى للفنانة معالى زايد حوالى 80 فيلماً سينمائياً، و60 مسلسلاً تلفزيونياً، بالإضافة إلى 6 مسرحيات.

وإلى جانب الفن التمثيلى يُعد فن رسم «البورتريه» أحد أبرز هواياتها، حيث افتتحت عدة معارض للفن التشكيلى، كان أولها بعنوان «الوجه الآخر»، والذى استعرضت من خلاله مجموعة من أعمالها الفنية.

وقال شقيقة الفنانة الراحلة أنها أوصت قبل وفاتها بجمع اللوحات الأخيرة التى قامت رسمها وإقامة معرض لها حتى لو وافتها المنية.

ومن أهم أفلامها «وضاع العمر يا ولدى» و«عروسة وجوز عرسان» و«ولا من شاف ولا من درى» و«الحلال يكسب» و«العربجى» و«الشقة من حق الزوجة» و«الأرملة والشيطان» و«الفرن» و«بيت القاضى» «واستغاثة من العالم الآخر».

كما أنه من أهم مسلسلاتها «الليلة الموعودة» و«اصلاحية جبل الليمون» و«من أجل ولدى» و«للزمن بقية» و«عيلة الدوغرى» و«القضية» و«اللغز» و«دموع فى عيون وقحة» و«عطفة خوخة» و«رجل فوق الأمواج» و«الرجل الذى هوى» و«حلم الليل والنهار» و«الثلاثية» و«شفيقة ومتولى» و«حضرة المتهم أبى» و«الدم والنار» و«ديدى ودوللى» و«ابن الأرندلى» و«الوتر المشدود» و«موجة حارة» و«امرأة من الصعيد الجوانى».

وقد نالت الفنانة «معالى زايد» خلال مشوارها الفنى على العديد من الجوائز والتكريمات حيث حصلت على جائزة أحسن ممثلة فى مهرجان القاهرة الحادى عشر للإذاعة والتلفزيون عن دور آمنة فى مسلسل «الدم والنار» عام 2005م، كما حصلت على جائزة الإبداع فى مسابقات الإذاعة عام 2007م، وجائزة أحسن ممثلة عام 1983م عن مسلسل دموع «فى عيون وقحة»، بالإضافة إلى تكريمها فى مهرجان المركز الكاثوليكى للسينما المصرية عام 2007م.

 

أكتوبر المصرية في

16.11.2014

 
 
 
 
 

معالي زايد… انسحاب هادئ من حياة صاخبة

من كمال القاضي:

القاهرة – «القدس العربي» كان أول ظهور لها في مسلسل «عائلة الدوغري» المأخوذ عن قصة للكاتب المسرحي نعمان عاشور، تلك التي قدمت في معالجة مسرحية متميزة بالعنوان نفسه، ثم شجع نجاحها على تحويلها إلى عمل تلفزيوني شارك فيه نخبة من كبار النجوم يوسف شعبان وشفيق نور الدين ويسري مصطفى ومديحه حمدي ومحمود الجندي وآخرون.

كان هذا المسلسل المهم بمثابة اكتشاف لموهبة الفنانة الشابة آن ذاك معالي زايد، وهي لا تزال في العقد الثاني من العمر لعبت دور «عائشة» الفتاة الرومانسية التي ترتبط عاطفيا بسامي الشاب الفقير الذي يعمل لديهم في طابونة العيش، أجادت التمثيل فارتبطت لفترة بهذا الدور، الذي كان خليقا بها أن تقدمه في إطاره المقبول فنيا واجتماعيا.

اعتبرت الفنانة الراحلة هذه الأدوار بمثابة التجريب فهي تعرف مكامن موهبتها وتدرك أن حجم ما تمتلكه من موهبة أكبر من أن يحتوى في دور واحد أو حتى أدوار عدة متشابهة، لذا لم تستمر طويلا في تجسيد الشخصية الرومانسية وأخذت في التنوع مكتسبة خبرة التوفيق والتنسيق من كونها فنانة درست الفن التشكيلي دراسة أكاديمية لمجرد عشقها للرسم والألوان، ولكنها لم تمارس ذلك إلا في حدود الهواية فقط.

ويبدو أن الجين الوراثي كان وراء اختيارها لاحتراف التمثيل والتعويض به عن هواية الرسم الكامنة، لا سيما أن والدتها الفنانة القديرة أمال زايد وخالتها جمالات زايد، من الممثلات اللاتي لهن رصيد كبير من الأعمال الإذاعية والتليفزيونية والسينمائية والمسرحية، ولهذا بالطبع تأثيره على الإبنة التي شبت على حب الفن والإبداع ولم تر نفسها في مجال آخر.

تلك كانت القاعدة الفطرية والوراثية والعامل الرئيسي في تكوين معالي زايد الفني والإنساني الذي كانت أهم سماته التمرد والاختلاف وهو ما سبب لها فيما بعد العديد من المشاكل وعرضها الانتقادات حادة وجارحة في بعض الأحيان.

في مرحلة النضج الفني قدمت الفنانة أدوارا صنفتها ضمن الفنانات المثقفات صاحبات المواقف وعلى وجه التحديد كان دورها في فيلم «كتيبة الإعدام»، موحيا بذلك وداعما لهذه الفكرة فهي نعيمة ابنه سيد الغريب بطل معركة السويس، التي تبحث عن الجاسوس الذي باع والدها للأعداء واستولي على أموال المقاومة، هذا الفيلم مثل تغيرا نوعيا مهما في شكل أدوارها السينمائية وهو ما توقف أمامه النقاد طويلا.

ولكن كعادتها لم تحصر الفنانة موهبتها في الدور الواحد، وباتت تقدم أدوارا متراوحة في شكلها ونوعيتها وقيمتها الفنية فقامت ببطولة أفلام مثل «الفرن» مع عادل أدهم و«الصرخة» و«السكاكيني» مع نور الشريف و «أبو الدهب» مع أحمد زكي و»للحب قصة أخيرة» مع يحيى الفخراني، وقد اصطدمت في هذين الفيلمين مع الرقابة لاعتبارهما فيلمين خارجين عن نسق الأداء الأخلاقي المنصوص عليه رقابيا وهو ما اعتبرته الفنانة في حينه تآمرا عليها وعلى سمعتها، ومحاولة للنيل من نجوميتها الصاعدة، فقاومت بشدة حتى برأت ساحتها واستعادت مكانتها الفنية كممثلة تمتلك جرأة الاختلاف، ولا تقبل المزايدة الأخلاقية.

لم تنشغل معالي كثيرا بفكرة المنافسة إذ استقر في وعيها ويقينها أنها تتميز بما تقدمه وليس بما يطلق عليها من ألقاب فهي ممثلة الأدوار الصعبة وبطلة الأفلام الاستثنائية «سيداتي آنساتي» و «السادة الرجال»، وعلى الرغم من تميزها في الأداء غير التقليدي وسينما الفانتازيا، إلا أن ذلك لم يكن يغريها بالاستمرار في هذا الاتجاه فسرعان ما عادت إلى طبيعتها تؤدي دور الشخصية المصرية بكل مراحلها من بنت البلد الدلوعة إلى المرأة العاملة بكافة تفاصيلها الحياتية ومتاعبها اليومية.

من أدوارها المهمة ذلك الذي قدمته في فيلم «الشقة من حق الزوجة»، وشكلت فيه ثنائيا مختلفا مع محمود عبد العزيز مغايرا لأفلامها السابقة معه، على جانب آخر كان لمعالي زايد السبق الفني في تقديم دور مهم مع عادل إمام في مسلسل «دموع في عيون وقحة»، حيث جسدت حياة فاطمة الزوجة الكفيفة وقدمته في إطار تمتزج فيه لأول مرة الكوميديا بالتراجيديا، إذ أخذت كثيرا من ظلال الفكاهة التي أسبغها البطل على الأحداث الدرامية في مسيرة «جمعة الشوان» وفي دور آخر على الشاشة الصغيرة لم يقل أهمية.

كانت معالي زايد حاضرة بقوة في ثلاثية نجيب محفوظ إذ لعبت دور زنوبة أمام الممثل القدير محمود مرسي والفنان صلاح السعدني برؤية تليفزيونية تحاكي السينما في جرأتها وإبهارها.

ولم تكن هذه نهاية العلاقة بين الفنانة والدراما التليفزيونية، ولكنها كانت الأميز من بين أدوار أخرى لعبتها معالي فيما بعد تنوع فيها الأداء وبرزت الموهبة الفذة لنجــمة السيــنما السمــراء الملقبة بـ»حبة كرز» الســينما المـصرية.

 

القدس العربي اللندنية في

20.11.2014

 
 
 
 
 

عرض فيلم «السادة الرجال» في تأبين معالي زايد بـ«مجراية» بالمنيا

كتب: تريزا كمال

نظم شباب مجموعة «مجراية» الثقافية بملوي بالمنيا، تأبين للراحلة الفنانة معالي زايد «بطلة الفيلم»، بعرض ومناقشة الفيلم العربي «السادة الرجال»

وكشف شباب «مجرايه» عن اختيارهم للفيلم أتي للتزامن مع احتفال العالم باليوم العالمي للرجال، الموافق 19 نوفمبر من كل عام، الأمر الذي جعل حماده زيدان، أحد مؤسسي مجرايه، يربط بين فيلمي السادة والرجال والآنسة حنفي.. حيث أن الفيلمان عبارة عن صدمة للمجتمع في فكرة التحول الجنسي، فبينما اختارت «فوزية» أن تتحول إلى رجل لم يختار «حنفي» أن يكون أنثى، وذلك يعود من وجهة نظره إلى ذكورية المجتمعات العربية التي لا تتقبل هذا التحول..!!

ومن جهته أكد «كيرلس عزت» أن الفيلم رسالة من رسائل «الميهي» الذي اعتمد في فترة من تاريخه السينمائي على فكرة المرآة المعكوسة التي كتبها وأخرجها في أفلام مثل هذا الفيلم وفيلم «سادتي انساتي» وغيرها من الأفلام التي عكس فيها المخرج رأفت الميهي والمؤلف الصورة لتظهر قبح المجتمع.

يذكر أن «مجراية» مجموعة وليدة خرجت من مدينة ملوي جنوب المنيا، تسعى إلى المحافظة على التراث الصعيدي، والخروج بالثقافة من الأماكن المغلقة إلى الشارع.

 

المصري اليوم في

25.11.2014

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004