ملفات خاصة

 
 
 

مريم فخر الدين نهاية عصر البراءة

كمال رمزي

سيدة الرومانسية

مريم فخرالدين

   
 
 
 
 
 
 

ظلت السينما المصرية، لعقود طويلة، تنظر إلى المرأة على أنها إما جسد بلا روح، أو روح بلا جسد.. وهى فى هذا تذكرنا بالسيد أحمد عبدالجواد، الأب الصارم، الماجن، المتزمت، فى ثلاثية نجيب محفوظ الشهيرة.. فبعد أن يعود السيد أحمد عبدالجواد، من إحدى صولاته الليلية، تقول له زوجته الطيبة: «إن عين أى راجل لم تقع على أى من ابنتى منذ انقطاعها عن المدرسة فى سن الطفولة».. وسرعان ما يضرب الرجل كفا بكف ويصيح بها: «مهلا.. مهلا هل حسبتنى أشك فى هذا؟ لو شككت فيه ما أشبعنى القتل».

هذه الازدواجية الأخلاقية تتماثل تماما بين السينما المصرية والسيد أحمد عبدالجواد، فالنساء، عندها، وعنده، ينقسمن إلى قسمين: فالنساء خلقن إما للمتعة، مثيرات للغرائز، شريرات إلى حد كبير، وإما ملائكة طاهرات، ذوات أرواح رقيقة، نقيات، تقيات، آتيات من السماء، لا يعرفن شيئا عن شرور الدنيا!

وعندما خطت مريم فخر الدين خطوتها الأولى إلى عالم السينما، كان عليها إما أن تنضم إلى «مملكة الإغراء» التى تتنازع عرشها تحية كاريوكا وزوزو نبيل والأختان زوزو وميمى شكيب، والتى ستؤول لاحقا لهند رستم وبرلنتى عبدالحميد، وإما أن تقف فى طابور «ملائكة الطهارة» الذى تتقدمه بلا منازع، فاتن حمامة.

جاءت مريم فخر الدين عن طريق صورتها المنشورة على غلافة مجلة «ايماج» الفرنسية عقب فوزها فى مسابقة نظمتها المجلة التى كانت تصدر فى مصر «لأجمل الوجوه».

البداية

كان وجه الفتاة الصافى، المناغم الملامح، بعينيه البريئتين، وبشفتيه الرقيقتين، المنفرجتين عن ظل ابتسامة هادئة، مطمئنة، وشعرها الناعم، يضفى المزيد من «الملائكية» على بياض بشرتها.. لافتا نظر المصور السينمائى الكبير عبده نصر ــ منتج أول فيلم ستقوم مريم ببطولته، وهو «ليلة غرام» المأخوذ عن رواية «لقيطة» لمحمد عبدالحليم عبدالله، والذى أخرجه أحمد بدرخان 1951.

وكان لابد أن تظهر هذه الرواية ــ الفائزة بجائزة مجمع اللغة العربية أو جائزة فاروق الأول كما كان اسمها عام 1947 ــ على الشاشة الفضية، فهى تدور حول فتاة تقسو عليها الحياة وتتربص بها المحن، تعيش حياتها الحزينة متنقلة من فاجعة لأخرى، فى سلسلة من آلام تبدأ بها فى ملجأ للأيتام حيث إنها «طفلة ولدتها الرذيلة»، لتموت راعيتها العطوف وهى لا تزال صبية.

وعندما تعمل كممرضة فى مستشفى خاص، تتعرض لمؤامرات تنتهى بالاستغناء عنها، وها هى تقضى فترة شقاء بلا عمل، ثم تنتقل إلى الثغر الإسكندرى لتعمل من جديد فى مستشفى حكومى، وتلتقى مصادفة والدتها العليلة التى تطلعها على «السر».. وتموت الأم، وترتبط هى بطبيب يخفق قلبه بحبها.. لكن الأقدار لا تنصفها.

وفى «الكتالوج» الموزع مع الفيلم تطالعك تلك العبارات الإنشائية التى كانت تسحر المتفرجين آنذاك: «زهرة وجيدة بين الحقول، طفلة بريئة جاءت إلى الحياة فى ليلة غرام، أسماها مدير الملجأ ليلى.. «و».. تستقبل الحياة وحيدة.. سلاحها قوة فى الأخلاق ورصيد كبير من جمال لا يقاوم.. ترى هل تنجح؟ أم تقسو عليها الأيام؟

ونجح الفيلم نجاحا كبيرا، ذلك أنه تضمن طوفانا من الدموع، والعديد من مواقف النبل التى تواجه بها البطلة شرور الآخرين.. وارتفعت أسهم مريم فخر الدين التى عوضها نقاء وجهها الجميل قدراتها التمثيلية المحدودة، خصوصا وأن دورها ببساطة ومحدودية انفعالاته، لم يكن يتطلب منها إلا مجرد التعبير عن الأسى والحزن، والانخراط فى البكاء بين الحين والحين.. أضف إلى هذا أن أستاذ تصوير النجوم، وإبراز أجمل وأرق ما فى الوجوه، عبده نصر، هو الذى صور الفيلم، واعتنى به على نحو خاص، وأفرد لها المزيد من اللقطات الكبيرة، ووزع إضاءة على ملامحها، توحى بنورانية روحها.

ووسط الاحتفال بالفيلم، ونجمته الجديدة، كتب محمد التابعى، المعادى للميلودراما، مقالا مهما جاء فيه:

«لقد أسرف بعض النقاد فى مدح البطلة ــ أو الوجه الجديد ــ الآنسة مريم فخر الدين.. والذى أراه أن دورها لم يكن فى حاجة إلى أى مجهود فى التمثيل بل يكفى أن تؤدى ألفاظ دورها أداء سليما من غير تكلف لكى تستدر الدموع من عيون المتفرجين.. ويبقى أن نراها فى دور آخر يتطلب شيئا من ــ اللحلحة ــ قبل أن نحكم على كفايتها وقبل أن نضعها فى صف الممثلات المجيدات!

والحق أن محمد التابعى، ونحن معه، لم ير النجمة الشهيرة فى دور آخر إلا فيما ندر، فعلى الرغم من عشرات الأفلام المختلفة العناوين، التى أدتها فى السنوات التالية، فإنها جوهريا قدمت الشخصية ذاتها التى طالعتنا بها فى «ليلة غرام»: الفتاة الضحية، قليلة الحيلة، الضعيفة، ألعوبة المقادير والأشرار، البريئة إلى حد السذاجة، محدودة العلم، عديمة الخبرة بالحياة.

من المسئول؟

والمدهش أن الشخصية تلك، بخصائصها السلبية، كانت محمل تبجيل الأفلام التى وجدت هزالها وجهلها، قيما أخلاقية إيجابية تستحق الإشادة والتوقير.

وبالطبع، لا يمكن تحميل مريم فخر الدين مسئولية صورة «المرأة المفضلة» التى روجتها.. ومن الصعب أيضا القول بأن السينما المصرية كانت النغمة النشاز التى قدمت المرأة المشلولة الإرادة بكل هذا القدر من الاستحسان والقداسة فالحق أن هذه الصورة لم تكن إلا أصداء لثقافة محافظة، ذات طابع إقطاعى، ستجد أصولها فى كتابات مصطفى لطفى المنفلوطى، السابح فى غيبوبة العواطف المتورمة ومحمد عبدالحليم عبدالله ببطلاته الخائبات، ويوسف السباعى ببطلاته التافهات المنتحرات، وصالح جودت، صاحب «عودى إلى البيت» ــ يقصد المرأة ــ وهو كاتب حوار «ليلة غرام» والعديد من أفلام مريم التالية.. وهذا على سبيل المثال لا الحصر.

فى السنوات التالية لـ«ليلة غرام» 1951، ستصبح مريم فخر الدين بطلة للأفلام الميلودرامية، المكتظة بالخطوات والكوارث، والأفلام الرومانسية الغارقة فى الدموع، والأفلام ذات الطابع الأخلاقى الضيق، الممتلئة بالمواعظ والإرشادرات.. فمن إخراج أحمد بدرخان قدمت «وعد» 1954 و«العروسة الصغيرة» 1956، ومن إخراج حسين صدقى قدمت «المساكين» 1951 و«خالد بن الوليد» 1958، ومن إخراج محمود ذو الفقار قدمت «رنة الخلخال» 1955 و«أنا وقلبى» 1957 و«شباب اليوم» 1958.. كذلك ستقوم ببطولة العديد من أفلام محمد كريم وأحمد ضياء الدين وإبراهيم عمارة.. أى أنها سترتبط بجيل من المخرجين على وشك الأقوال، تدور أفلامهم فى عالم شاحب أبعد ما يكون عن دوامة الواقع المتغير التى بدأت تجد طريقها إلى أفلام صلاح أبوسيف ويوسف شاهين وتوفيق صالح.

اعتراف.. مع وقف التنفيذ

وبحس سليم، وإدراك صائب، صرحت مريم فخر الدين لمجلة «الكواكب» فى 15/8/1959 تصريحا جاء فيه: «لى رأى.. أن عدم تلوين الأدوار التى يلعبها الممثل، يقتله.. إنى أفكر كثيرا فى هذا الرأى».

لكن هذا التفكير ظل حبيس عقل مريم، ولم يتحول إلى أدوار جيدة، ذلك أنها، ببساطة، ليست صانعة أفلامها.. ولأن الكثير من العوامل تكاتفت لتكبلها فى الملامح ذاتها.

فمثلا، ساعدت الصحافة الفنية على تثبيت صورتها التقليدية فى أذهان القراء، فبينما أسمتها مجلة «الموعد» «القديسة» أطلقت عليها «آخر ساعة» لقب «الملاك الرقيق» ووصفتها جريدة «الشعب» «بالجيوكندا».

وجاء فى حيثيات الجائزة التى نالتها من المركز الكاثوليكى المصرى عام 1957 ما يلى: «رأت اللجنة فى فيلمى «رحلة غرامية» و«طاهرة» أنك تقومين بتمثيل الشخصية المثالية كما أنك فى غالبية أدوارك على الشاشة درجت على تمثيل أدوار الشرف والاستقامة ونبل الأخلاق، مما جعل المنتجين يسندون دائما إلى شخصك مثل هذه الأدوار، وأن المؤلفين يرسمون شخصياتهم المثالية على منوال شخصيتك على الشاشة.. ولذلك قررت اللجنة منحك بصفة شخصية جائزة شرف، لقيامك بتمثيل دورى الوفاء والطهارة فى فيلمى «رحلة غرامية» و«طاهرة»، ولأنك داومت على تمثيل مثل هذه الأدوار فى الأفلام المصرية حتى أصبحت رمزا لسمو الأخلاق فى أغلب أدوارك على الشاشة «انتهت الحيثيات»!

ولعلك تلمس فى هذا الكلام آلية السينما المصرية الكسول التى وجدت فى شخصية «مريم» الجاهزة، فرصة لنسج العديد من الأفلام، على منوالها، الأمر الذى أدى إلى المزيد من التكرار لصورتها التى أصبحت محفوظة عن ظهر قلب.

أما عن الفيلمين المذكورين فى حيثيات الجائرة، فإنهما يستحقان وقفة.. فالفيلم الأول «رحلة غرامية» الذى أخرجه محمود ذو الفقار يتميز على غير العادة، بدرجة كبيرة من المرح والحيوية وهو من الأفلام النادرة التى تطالعنا فيها «مريم» فى دور امرأة مبهجة، مرتبطة بالحياة، تمشى على الأرض ولا تسبح مع السحب.

تقول قصة الفيلم اللطيفة إن مريم تزوجت من شكرى سرحان بعد تخرجها فى الجامعة وفى آتون البحث عن عمل، يجد الزوج وظيفة فى منطقة صحراوية، شرطها أن يكون شاغلها أعزب.. ويتفقان أن يذهب للعمل منكرا زواجه، وهناك فى البعاد، يبدأ قلبه فى التفتح لابنة رئيسه فى العمل «سميرة أحمد».. وعندما تعلم الزوجة بالأمر تذهب إلى الصحراء، وتدعى أنها شقيقته، وبإيجابية، وقدرة على التصرف، تثير غيرته بتظاهرها بالإعجاب الشديد بصديقه وتنجح فى استرداده.. إن مريم، والحق يقال، بدت هنا متمتعة بطاقة فنية كبيرة، ودفء، وقدرة على التلوين، فضلا عن تجسيد المواقف المختلفة بمهارة.

وبعد فيلمها الثانى «طاهرة» الذى أخرجه فطين عبدالوهاب، البلورة الكاملة لشخصيتها الفنية بملامحها التقليدية الراسخة.. هى هنا «بائعة بليلة» أمام مسجد السيدة، درويشة، فى حالة ورع شديد، يتحدث الجميع عن تقواها. ويقتحم حجرتها فى إحدى الليالى لص تطارده الشرطة «محمود إسماعيل»، فلا تأبه به ولا تخاف منه.. فيهتز عندما يراها تصلى، ويهتز أكثر عندما يجدها تنام فى فراشها قريرة العين.. ويهرب اللص عندما تحضر الشرطة، تاركا المصوغات التى سرقها تحت سريرها وليقبض عليها بتهمة الاتفاق مع اللص. ولا تشعر «الطاهرة» بأى ندم لأنها ساعدت السارق على الهرب، بل تبتسم ابتسامتها «الملائكية» وهى تقف وراء القضبان إلى أن يتم القبض على اللص، من باب الاشتباه، ويعرض عليها ضمن مجموعة مشبوهين، فإذا بها تحس فى أعماقها «الطيبة» بضرورة معاونته، وتترجم هذه المعونة بإنكار معرفتها به، فيترك لحال سبيله، وتعود هى راضية إلى الحبس رهن التحقيق.

ومهما كانت قوة السيناريو أو جودة الإخراج أو براعة التمثيل، فإن أكثر من ناقد نبه إلى أن الفيلم يستند إلى فكرة بالغة الخطورة، هى «مساعدة طاهرة للمجرم السارق من دون أن تتوضح حدود هذه المساعدة أو أى دافع منطقى لها.. إن الأحاسيس الداخلية التى كانت تعترى «طاهرة» لا تكفى وحدها لأن يرى الجمهور سيدة صالحة تتستر على مجرم وتعاونه على الفرار، بل يزيد من خطورة القضية، النتيجة التى انتهت إليها، وأن قصة الفيلم، وهى هداية المجرم.. لأن معنى هذا الفيلم ينادى بالتستر على المجرمين والاشفاق عليهم، وأن الله يهديهم ويحولهم إلى مواطنين أتقياء!! وهذا لا يمكن أن يقره قانون أخلاقى، فما بالك وقد جاء باسم الإيمان بالله».

والحق أن هذا النقد الجوهرى يحسب على الكثير من أفلام مريم فخر الدين، فهى ببراءتها، وبنقائها تستطيع أن تجمل أية فكرة، بل ويمكنها أن تضفى سحرا خلابا على أشد الطبقات المسيطرة قسوة وتعنتا.. ولعلك تذكر دورها فى «رد قلبى» الذى أخرجه عزالدين ذو الفقار، عن رواية يوسف السباعى، حيث ظهرت فيه ــ وهى ابنة الباشا الظالم ــ بقلب مرهف، يخفق بلا حدود فى حب «ابن الجناينى» وتنتشله من حال لحال، وتقف إلى جانبه، وتمنحه من معين حنانها ودفئها، أكثر من أية امرأة أخرى.. إنها هنا مريم فخر الدين أكثر من كونها سليلة الجلادين، وإن كانت تغلف «طبقة مستبدة» بغلالة مضللة من الرقة والرحمة.

تزاوج الحياتين الفنية والعائلية

مريم فخر الدين، ابنة مهندس الرى، المحافظ، وابنة سيدة مجرية، عاشت حياة مضطربة بعد دخولها عالم السينما.. تزوجت فى البداية المخرج محمود ذوالفقار.

وبعد أن أنجبت منه طفلتها الأولى، وحققت معه العديد من الأفلام، دبت المنازعات بينهما، وأصبحت أخبار طلاقها وعودتها مرة أخرى، من المواد الثابتة فى المجلات الفنية.. وبالطبع، انتهى المسلسل بطلاق بائن.

لكن الأخطر أن داء الصمم بدأ يهددها، وهو الداء الذى ورثته عن والدها وجدها.. وهذا ما يفسر ذلك البطء الواضح فى حوارها مع من أمامها من أبطال. فعندما اشتد بها الداء كان مساعد المخرج يضطر إلى أن يشير لها بأن زميلها انتهى من كلامه لكى تبدأ هى كلامها، الأمر الذى يقلل من اندماجها الكامل فى دورها، والذى لا يمكن أن يأتى إلا بسرعة «الأخذ والعطاء» مع من أمامها.

استطاعت مريم فخر الدين، بجلد، أن تصمد لأزمة الطلاق، وأزمة داء الصمم وتزوجت مرة أخرى من طبيب، وشفيت من المرض إلى حد كبير، وعادت إلى الاستديوهات لتقدم المزيد من الأفلام.. وعادت المتاعب من جديد، مع زوجها من جهة، ومع الضرائب من جهة أخرى.. وبعد طلاقها تسللت إلى بيروت مضطربة مفلسة مرهقة.. وتزوجت مرة ثالثة من المطرب فهد بلان حيث عادا سويا إلى القاهرة لتسترد حضورها على شاشة السينما.. وسرعان ما دخلت فى دائرة المتاعب من جديد لتتعثر وترتبك، ثم لتسترد قواها.

قدمت مريم فخر الدين أكثر من سبعين فيلما قبل أن تتجه إلى أداء دور «الأم» وساعدها جمالها، ورقتها وبراءتها، على القيام بدور الحبيبة الملهمة، التى تساعد على انتشال الحبيب من الضياع، والتى يبدع الفنان المغنى من أجلها، أفضل الألحان.. فمع فريد الأطرش قدمت «رسالة غرام» لبركات 1954 و«عهد الهوى» لأحمد بدرخان 1955، و«ماليش غيرك» لبركات 1958، و«يوم بلا غد» لبركات 1958.. وعلى وجهها ومن أجل عينيها، وشعرها «الحرير» و«خدودها» غنى عبدالحليم حافظ «بتلومنى ليه» فى «حكاية حب» لحلمى حليم 1959.

نجاح فى عملين

وفى فيلمين هامين، تحررت مريم من صورتها التقليدية، بانفعالاتها الهادئة، فقدمت بمهارة لا شك فيها، دراما عنيفة من الانفعالات، العاصفة، المركبة.. ففى القصة الأولى من «البنات والصيف» لعز الدين ذو الفقار 1960، تجسد، على نحو مقنع، مأساة زوجة يزداد ضعفها بضعف زوجها الهزيل نفسيا وروحيا، عادل خيرى، وتقع ضحية لصديق زوجها القوى، كمال الشناوى.. وعلى الرغم من أنها تكره هذا الصديق فإنها لا تستطيع أن تقاومه. وبعد أن يطأها تظل تجهش بالبكاء، ولكنها عندما يعود لاغتصابها تستسلم له من جديد.. لقد أدت مريم دور الفريسة التى تريد السقوط وترفضه ــ فى لحظة واحدة ــ بطريقة متفهمة وخلاقة بحق.

أما الفيلم الثانى فهو «بلا عودة» لريمون نصور 1961، وفيه تقوم بدور فتاة يستدرجها تاجر المخدرات إلى الإدمان بحيث تصبح ألعوبة بين يديه.. وتحاول التمرد إلا أن نوبات الحاجة إلى جرعات المخدر، تدفعها إلى الاستسلام الكامل والتردى إلى حضيض الضياع.. إن مشاهد جنون نوبات المخدر، فى هذا الفيلم من أقوى المشاهد التى أدتها مريم فخر الدين على الشاشة.. وإذا كانت فى «البنات والصيف» بدافع من اليأس وكراهية الذات والشعور بالذنب تنتحر بعد أن تقتل زوجها بسكين، فإنها فى «بلا عودة» تلقى مصرعها، وهى تائهة فى أثناء معركة بين الشرطة وتجار المخدرات.

واقعية الابتعاد عن الرومانسية

لم يكن اتجاه مريم فخر الدين إلى أداء دور «الأم» بسبب تقدم السن فحسب، بل وأيضا، لأن النمط الذى قدمته كثيرا، لم يعد له وجود.

فواقعيا، وخصوصا بعد ثورة يوليو 1952 التى أنشأت مئات المدارس، والعديد من الجامعات، وأتاحت فرصة تحرر المرأة من الجهل، ثم من اغلال العبودية الاقتصادية عن طريق أبواب العمل التى فتحت على مصراعيها للجنس الآخر، ومع تقدم المرأة فيه وتغير القيم الذى يأتى كضرورة ليتماشى مع واقع جديد، لم تعد البراءة الساذجة، وطهارة عدم الخبرة بالحياة، والاستمتاع بالتضحية بلا ثمن، والاستسلام للأقدار والرضا عن كل ظالم، والجمال الساكن الصامت، والامتثال للسائد والمألوف.. لم تعد هذه القيم جديرة بالإشادة أو البقاء ولم يعد المتفرج يقتنع بها، وإلا فأين من سار على درب مريم فخر الدين من الممثلات الجديدات؟.

إن الأفول السريع لزبيدة ثروت وزيزى البدراوى ــ بصرف النظر عن قدرتيهما الفنية ــ لم يأت إلا نتيجة لكونها جسدتا قيم عصر انتهى فعلا.. عصر البراءة الذى كانت مريم فخر الدين نهايته، وإحدى أكبر «قديساته».

 

الشروق المصرية في

04.11.2014

 
 
 
 
 

مريم فخر الدين..

رومانسية لم تقهرها قسوة الزمن!

طارق الشناوي

لم تتمرَّد على السينما، هذه هى الحقيقة، ولكن السؤال: كم عدد مَن تمرَّد فى ظل قانون سينمائى صارم كان هو شريعة الحياة الفنية التى يلتزم بها الجميع ما عدا استثناءات قليلة جدًّا؟ فتحت لها السينما الباب فى الخمسينيات لجمالها الصارخ ورقتها الملائكية التى تنتمى إلى السماء، فتبدو كأنها لم تعرف بعد شرور البشر فى الدنيا، استقرت فى مشاعرنا العنوان الأبرز للرومانسية، وحجزت لنفسها دائمًا تلك المكانة الخاصة على خريطة ما دأبت أن تصفه الصحافة بالعصر الذهبى.

لم تسمح السينما لفنانيها فى مرحلة الأربعينيات واستمرت حتى الخمسينيات، فى تلك السنوات التى شهدت رسوخ صناعة السينما فى مصر، حيث لم يكن أمام كل مَن يعمل بمهنة التمثيل إلا أن يصبح نمطًا ثابتًا تتم المراهنة عليه من فيلم إلى آخر تقريبًا بنفس الملامح، وبلا تغيير يُذكر فى الأداء.

الجمهور فى بداية انتشار السينما كان طرفًا أصيلًا وفاعلًا فى تلك المعادلة، فهو يريد من صناعها أن يريحوه من التفكير ولا يستغرق الأمر جهدًا كبيرًا ليدرك أن هذا هو الشرير فريد شوقى بـ«تيشيرت» خط أبيض وخط أسود، وهذا هو الأب الطيب حسين رياض بصوته المتهدج، وذلك هو العجوز المضحى عبد الوارث عسر، وتلك الأم الرؤوم فردوس محمد، ولا ننسى الولد الشقى ابن الذوات يوسف فخر الدين، وهناك أيضًا الخادمتان زينات صدقى ووداد حمدى، فكان لا بد أن تصبح هى الملاك الذى ضل طريقه إلى الأرض.

نعم.. هناك من تمرد وقفز فوق السور واخترق هذا الحائط الصلد، ولكن يظل الاستثناء الذى يؤكد القاعدة وهى أننا عشنا فى قيد سينما النمط الواحد.

مرات قليلة التقيتها وأتذكر أنها ردَّت على سؤالى المحرج بقدر كبير من التصالح مع النفس ومع الزمن، كان اسم مريم منذ السبعينيات وقد ابتعد عن صدارة المشهد وصارت مقيدة بدور الأم التى لا تفعل شيئًا إلا أن تقول «وحشتينى يا بنتى» ممكن تكون البطلة اللى وحشتها نجلاء أو ميرفت أو نيللى، «ما بتسألش على أمك ليه يا ابنى» الابن نور أو محمود أو حسين، كان لا بد تبعًا لقانون السينما السائد أن تبتعد أيضًا عن صدارة الأفيش، لأن دورها تقلصت مساحته ليصبح أقل من هامشى، وبدلًا من أن يتم التعاقد معها يلجؤون إلى نظام «اليومية»، تحصل مثل العمال والكومبارس على أجر فورى، وليس تعاقدًا يضمن لها حقوقها ويليق بتاريخها.

سألتها فقالت بصراحتها التى لا تعرف مواربة: زمان كان اسمى يأتى أيضًا سابقًا أمينة رزق وعبد الوارث عسر وحسين رياض والآن فيها إيه لما يكتبوا اسم سماح أنور قبلى وتملأ صورتها الأفيش وأن يتجاهلوا الإشارة إلىّ؟ أنا شبعت شهرة، وأضافت: أنا أطبّق نصيحة الأستاذ محمود المليجى الذى كان يقول لى «أفضل أن أموت وأنا عسكرى فى الميدان على أنْ أظل جنرالًا متقاعدًا»، وهكذا قررت أن تواصل العمل حتى النفس الأخير جنديًّا فى الميدان، وإذا كان محمود المليجى قد ظل فى الاستوديو ورحل وهو يصوّر فيلم «أيوب» مع عمر الشريف، فإن مريم لم تحقِّق حتى تلك الأمنية، فلقد ابتعدت آخر عامين عن السينما والتليفزيون، ورحلت وهى على جهاز التنفس الصناعى.

لو سألتنى: ما عنوان الصراحة فى حياتنا الفنية؟ سأقول لك على الفور لا يوجد غيرها، إنها مريم فخر الدين التى لا تعرف إلا أن تقول ما تشعر به، نعم جرحت البعض، وكثيرًا ما أفلتت منها كلمات تصيب الآخرين، ولكنها لم تكن تحمل ثأرًا شخصيًّا ضد أحد.

المؤكد أنها لم تعتبر يومًا أن الصراحة هى طريقها للحصول على مكاسب، بل كثيرًا ما خسرت فرصًا للعمل بسبب لسانها الذى لا يعرف نصف الحقيقة، ولا حتى تقديم الحقيقة على ورق سوليفان، ولكن الحقيقة كما هى بأشواكها الجارحة.

بعض مقدمى البرامج كانوا حريصين على استغلالها لتسخين وشعوطة الحلقة، ولكنها فى الواقع لم تكن بحاجة إلى عوامل مساعدة لكى تنطلق وتُطلق لسانها فى كل الاتجاهات، لم يعجبها لقب فاتن حمامة «سيدة الشاشة العربية»، لأنها وجدت فيه تقليلًا من شأن جيلها كله، وقالت: لسنا جوارى حتى تصبح فاتن هى السيدة، ولم يعجبها دفاع عادل إمام عن فاتن، لأنه أيضًا يحمل لقب الزعيم، ولكنها لم تحقد يومًا، لا على فاتن ولا عادل.

إذا أرادت أن تُدلى بدلوها فى قضية أو فنان لا تحسب أبدًا رد الفعل، فهى لا توجِّه كلمة باليمين لتحصد على مكسب بالشمال، إنها فقط تقول ما تشعر به وترتاح بعدها لأنها قالت.

أفلامها حفرت الكثير فى أعماقنا «رُد قلبى» و«حكاية حب» و«الأيدى الناعمة» و«بقايا عذراء» و«رنة الخلخال» و«رسالة غرام» وغيرها.

ملامحها ومشاعرها نتاج امتزاج بين الشرق والغرب، أب مصرى مسلم وأم مجرية مسيحية، كل منهما ظل على ديانته وأفكاره وثقافته، تزوجت مبكرًا من المخرج الكبير محمود ذو الفقار، ولكنه لم يجاملها، والدليل أن دور «فاطمة» الذى حلمت به فى «المرأة المجهولة» أسنده زوجها إلى شادية، بينما أهم أدوارها فى «رد قلبى» كان من إخراج شقيقه عز الدين ذو الفقار. إنها «إنجى» التى لم يعنِها ضياع الثروة والجاه، ولكنها فقط أرادت أن تسترد من بين كل المجوهرات فقط قلبها من ضابط الثورة شكرى سرحان «علِى» فسكنت منذ ذلك التاريخ قلوبنا ولم تغادرها أبدًا، احتفظت رغم مرور كل هذه السنوات بمكانتها الراسخة فى تاريخنا السينمائى عنوانًا دائمًا للرومانسية.

 

التحرير المصرية في

04.11.2014

 
 
 
 
 

مريم فخر الدين.. النجمة التي خاصمت أدوار الشر

دوت مصر:

بأدائها البريء وجمالها الهادئ ذي الملامح الأجنبية، تمتعت بشهرة واسعة وعشقها الصغير قبل الكبير، لما حباها الله به من وجه ملائكي ظهر على شاشات السينما، فملأ قلوب عشاق الشاشة الفضية بسحر قسماته، فضلا عن موهبتها التمثيلية، التي تحمل الجانبين الرومانسي والعاطفي في قالب واحد.

انتقلت القديرة مريم فخر الدين إلى رحمة الله صباح أمس الاثنين، بعد دخولها في غيبوبة لم تستمر سوى أيام داخل المستشفى، بعد خضوعها لجراحة في المخ للتخلص من تجمع دموي، إلى جانب تعرضها لنزيف من الفم.

واشتهرت الراحلة بأفلامها المميزة، وأدوارها التي لا تُنسى، وحصرها المخرجون والجمهور في قالب الفتاة الرومانسية الرقيقة، والأدوار التي تخلو من الشر، وتخللها دور إغراء وحيد في فيلم "مع الذكريات"، بطولة أحمد مظهر، ونادية لطفي، ومن إخراج سعد عرفة، وحين عُرض عليها السيناريو رفضت، وقالت إن الأنسب للدور الإنسب هي هند رستم، ومع إصرار المخرج والمنتج وافقت وقبلت التحدي.

وفي مطلع السبعينات تمردت على تلك الفتاة، وغيرت جلدها كممثلة بحكم السن، كما حدث في دورها بفيلم الأضواء، وبعد ذلك أدت أدوار الأم وزوجة الأب، وكانت مساحتها صغيرة في بعض الأعمال مثل فيلم "بئر الحرمان"، و"العذراء والشعر الأبيض"، و"آه يا ليل يا زمن"، وفي التسعينيات قدمت فيلم "قشر البندق"، و"يا تحب يا تقب"، والعديد من المسلسلات التليفزيونية، مثل "أوبرا عايدة"، و"الحاوي"، وعن هذا الدور تحديدا، قالت في تصريح لها: (تمنيت أن ألعب دور "الخواجاية" العجوزة اللي بتحب عيل صغير)، وعن انتقاد البعض لها بسبب قبولها هذه الأدوار، قالت "أفضل أن أكون جنديا في الميدان ولا أكون جنرالا متقاعدا، فأنا أعشق كل كرمشة في وجهي".

 

####

 

السبت.. عزاء مريم فخر الدين بعمر مكرم

العزاء من المقرر أن يحضره عدد من الفنانين

كتب- إسلام مكي:

قررت إيمان ذو الفقار، ابنة الفنانة الراحلة مريم فخر الدين، إقامه عزاء والدتها السبت المقبل، بعد صلاة المغرب بمسجد عمر مكرم.

كانت مريم فخر الدين، توفيت صباح أمس الإثنين، بمستشفى المعادي العسكري، عن عمر يناهز 81 عاما، وشيع جثمانها أمس من مسجد القوات المسلحة بالمستشفى، إلى مدافن الأسرة بمدينة السادس من أكتوبر.

ورحلت مريم فخر الدين بعد رحلة مع المرض، حيث أجرت عملية لإزالة تجمع دموي من المخ، ورقدت تحت جهاز التنفس الصناعي، بعدما دخلت في غيبوبة.

 

####

 

عادل إمام يترحم على مريم فخر الدين بصورة تجمعهما

كتب- إسلام مكي:

نشرت الصفحة الرسمية للفنان عادل إمام، على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" صورة تجمعه بالراحلة مريم فخر الدين. وترحم إمام عليها ووصفها بحسناء السينما المصرية. يعود تاريخ الصورة إلى عام 1996 بأحد مشاهد فيلم "النوم فى العسل".

 

####

 

وليد توفيق: حزين جدا لسماع خبر وفاة مريم فخرالدين

كتب- محمد إسماعيل:

أعرب المطرب اللبناني، وليد توفيق، عن بالغ حزنه، بعد سماعه خبر وفاة الفنانة القدير مريم فخر الدين. 

وليد توفيق، نعى الراحلة، بنشره لصورة عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، من مشهد يجمعهما ضمن أحداث فيلم "قمر الليل"، وصاحبها بتعليق "إنا لله وإنا إليه راجعون، حزين جدا لسماع خبر وفاة الفنانة القديرة مريم فخر الدين رحمة الله عليها.. ذكريات الزمن الجميل فيلم قمر الليل مصر.. وليد توفيق".

 

####

 

مهرجان القاهرة السينمائي يهدي دورته إلى مريم فخر الدين

كتب- إسلام مكي:

نعى مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الـ36 (9-18 نوفمبر 2014) الفنانة الكبيرة مريم فخر الدين التي توفيت عن عمر يناهز الثمانين.

قررت إدارة المهرجان إهداء الدورة إلى اسم الفنانة الراحلة، والتي كانت من نجوم العصر الذهبي للسينما المصرية، ومثلت أكثر من مئتي فيلم ومسلسل منذ عام 1951 وحتى اعتزالها عام 2009.

وتتميز مسيرة فقيدة السينما بالتنوع وإن عُرفت بأداء الشخصيات الرومانسية الرقيقة، فقد مثلت كل أنواع الأفلام، وخاصة الغنائية مع فريد الأطرش وعبدالحليم حافظ، وعملت مع كل أجيال المخرجين. ومن بين أهم أفلامها: "رنة الخلخال" إخراج محمود ذوالفقار (1955)، "لا أنام" إخراج صلاح أبوسيف (1957)، "رد قلبي" إخراج عز الدين ذوالفقار (1957)، "حكاية حب" إخراج حلمي حليم (1959)، "ملاك وشيطان" إخراج كمال الشيخ (1960) و"العصفور" إخراج يوسف شاهين (1972).

 

####

 

الاتحاد العام للمنتجين العرب ينعي مريم فخر الدين

كتب- إسلام مكي:

أصدر الاتحاد العام للمنتجين العرب بيانا ينعي فيه الفنانه الراحلة مريم فخر الدين، جاء فيه: "ينعي الاتحاد العام للمنتجين ممثلا في رئيسه دكتور إبراهيم أبو ذكري الفنانة الراحلة مريم فخر الدين، التي توفيت صباح اليوم الاثنين، بمستشفى المعادي العسكري بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 81 عامًا.

وقد تم إخضاع الفنانة الراحلة للعناية المركزة بالمستشفى منذ فترة طويلة لإجراء عملية إزالة تجمع دموي من المخ، لكن حالتها الصحية تدهورت بعد إجراء  الجراحة، حتى وافتها المنية صباح اليوم.

وقد صرحت "إيمان ذوالفقار" ابنة الفنانة الراحلة مريم فخر الدين، لـ"دوت مصر" أنهم انتهوا من صلاة الجنازة على والدتها في مسجد القوات المسلحة، ثم توجهوا لمدافن العائلة بمدينة 6 أكتوبر، وأنها تقوم حاليا بالتنسيق مع إدارة مسجد عمر مكرم لإقامة العزاء هناك.

يُذكر أن "مريم فخر الدين" شاركت في أكثر من 240 فيلما، منها: رد قلبي، القصر الملعون، حكاية حب، شباب اليوم، أنا وقلبي، رحلة غرامية، اللقيطة، الأيدي الناعمة.

 

####

 

15 شخصا فقط من أسرة مريم فخر الدين يحضرون تشييعها

كتب- عبدالله الصاوي:

شيعت أسرة الفنانة الراحلة مريم فخر الدين، إلى مثواها الأخير بمقابر العائلة بمدينة 6 أكتوبر، ولم يحضر سوى عدد من أفراد أسرتها لم يتعد الـ15 شخص فقط، كانت من بينهم ابنة الفنانة الراحلة، إلى جانب بقية أفراد العائلة، وشهدت الجنازة والدفن غياب تام من نجوم الوسط الفني، إضافة إلى غياب أعضاء نقابة المهن التمثيلية.

يُذكر أن الفنانة الراحلة توفيت صباح اليوم في مستشفى المعادي العسكري، وقرر أسرتها صلاة الجنازة عليها عقب صلاة ظهر اليوم الاثنين، بمسجد "القوات المسلحة" التابع لمستشفى المعادي، ومنعت إدارة المستشفى دخول أي من الصحفيين والمصورين الذين حضروا لتشييع الجثمان إلى مثواه الأخير.

جدير بالذكر أن مريم فخر الدين كانت قد دخلت في رحلة طويلة مع المرض، وأجرت جراحة من أجل إزالة تجمع دموي بالمخ، قبل أن تدخل في غيبوبة طويلة ماتت في نهايتها.

 

####

 

الفنانون ينعون مريم فخر الدين على فيس بوك وتويتر فقط

كتب- إسلام مكي:

نعى عدد من الفنانين الممثلة الراحلة مريم فخر الدين، فقط على مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر، والذين تغيّبوا عن حضور الجنازة، التي شُيعت منذ قليل من مسجد مستشفى المعادي العسكري، وقدمت زينة واجب العزاء من خلال بعض الكلمات في تغريدة عبر حسابها الشخصي على"تويتر"

أيضا نشرت درة التونسية مجموعة من صور الراحلة عبر حسابها على فيس بوك تعبيرا عن حزنها لرحيلها

كما قامت مي سليم بنعي الفنانة الراحلة، في "بوست" نشرته عبر حسابها الشخصي على فيس بوك، 

وقدمت شقيقتها "ميس حمدان" العزاء عبر حسابها الشخصي على"تويتر" وكتبت "ربنا يرحمها كنت بحبها"

كما نعى المطرب الشاب أحمد جمال الراحلة مريم فخر الدين، وكتب عبر صفحتة الرسمية على فيس بوك "الكبار يرحلون وداعا مريم فخر الدين"

 

####

 

تشييع "مريم فخر الدين" في غياب الفنانين

كتب-عبدالله الصاوي:

شيعت جنازة الفنانة الراحلة مريم فخر الدين، من مسجد مستشفى المعادي العسكري ظهر اليوم الاثنين، في ظل غياب تام من نجوم الوسط الفني، حيث حضر تشييع الجثمان عدد محدود من أسرة الفنانة الراحلة، واتجهت الجنازة إلى مقابر العائلة، بمدينة 6 أكتوبر، ومن اللافت للنظر أيضا، عدم حضور أي من أعضاء نقابة المهن التمثيلية.

وقد رفضت إدارة المستشفى دخول الصحفيين الموجودين لتغطية الجنازة، حيث لم يدخل غير أقاربها لتأدية صلاة الجنازة عليها بمسجد القوات المسلحة الموجود داخل المستشفى، وانتقلت بعد ذلك سياره الإسعاف لنقلها إلى مثواها الاخير.

جدير بالذكر أن مريم فخر الدين توفيت، صباح اليوم داخل مستشفى المعادي العسكري بمنطقه المعادي، بعد رحلة علاج قصيرة، على أثر غيبوبة تامة دخلتها بعد إجراء عملية "إزالة تجمع دموي" بالمخ.

 

####

 

هؤلاء المطربون غنوا لمريم فخر الدين

كتب-إسلام مكي:

في السينما وفي السياقات الدرامية للعديد من الأفلام التي قامت ببطولتها الراحلة مريم فخر الدين، غنى عدد من المطربين الكبار في حب مريم، التي شاركت بفيلم"حكايه حب" عام 1959، وغنى لها عبد الحليم أغنية "بحلم بيك".

كما قام غنى لها أيضا "حبك نار".

وأيضا أغنية "بتلوموني ليه" التى قام بغنائها بنفس الفيلم

أما فريد الأطرش فقام بالغناء للراحلة مريم فخر الدين، في أغنية "وحياة عينيكي" ضمن أحداث فيلم "ماليش غيرك" عام 1958

كما قام محرم فؤاد بغناء أغنية "يا حبيبي قولي جرحك إيه" ضمن احداث فيلم"وداعا يا حب"  عام 1960

 

####

 

وداعا ملاك السينما.. عاشقة "كرمشة" وجهها

كتب- أحمد المهدي:

الأميرة إنجي في رد قلبي صاحبة الوجه الملائكي، والملامح الأرستقراطية مريم فخر الدين، أمتعتنا على مدار تاريخ فني حافل بأدوار الفتاة الطيبة بريئة الملامح، بنت "الذوات"، فكانت الرومانسية الحالمه غالبة على معظم أدوارها في أفلام مثل؛ الأيدي الناعمة، وملاك وشيطان، وحكايه حب، وبقايا عذراء، وقلب من دهب، فكانت أيقونة الجمال الهادئ في السينما المصرية.

عائلة مريم

ولدت عام 1933، لأب مصري مسلم، وأم مجرية مسيحية، فى مدينة الفيوم، وأخوها الفنان يوسف فخر الدين، وكان أبوها يعمل مهندسا للري بالمحافظة وكان يتسم بالصرامة والانضباط في التعامل، لذلك رفض عملها بالفن، بعد انتقالهم إلى القاهرة، وانهالت عليها عروض السينما إلى أن أقنعته زوجته بضرورة استغلال الفرصة والانتشار، بحسب تصريح لمريم في برنامج "دمعة وابتسامة" مع طوني خليفة.

زيجات مريم فخر الدين

تزوجت مريم للمرة الأولى عام 1952، من المخرج محمود ذو الفقار، الذي أنجبت منه ابنتها إيمان، وعلى الرغم من استمرار زوجهما نحو 8 سنوات، لكنه انتهى بالانفصال عام 1960، ثم تزوجت بعد 3 أشهر من طلاقها بالدكتور محمد الطويل، وأنجبت منه ابنها أحمد، واستمر زواجها من الطويل حوالي 4 سنوات. وفي عام 1968، تزوجت مريم من المطرب السوري فهد بلان، إلا أن زواجهما لم يدم طويلا بسبب مشاكل أبنائها معه، فطُلقت وتزوجت من شريف الفضالي ليكون زوجها الرابع وينتهي أيضاً بالطلاق.

الجمال والصدفة كلمة البداية

عام 1951 قررت أم مريم فخر الدين أن تلتقط صورة تذكارية تجمعها مع ابنتها مريم، بعد حصولها على "البكالوريا" من المدرسة الألمانية بالقاهرة، وذهبا لاستديو تصوير بوسط القاهرة، وكان هناك عرضا مقدما من الاستوديو بتخفيض النصف على ثمن الصورة، شرط ان تشترك مريم في مسابقة لأكثر الوجوه جمالا، فقبلت أم مريم العرض وبعد أيام قليلة وجدت صورتها على غلاف مجلة "Image" الفرنسية، وحظيت بلقب "أكثر وجه ملائكي" وتهافت عليها المخرجون والمنتجون لتشابه ملامحها مع النجمة الأمريكية "مارلين مونرو" في ذلك الوقت، وكانت البداية في نفس العام بفيلم "ليلة غرام" إخراج أحمد بدرخان.

فترة الأزدهار الفني

فترة الازدهار الفني في حياة مريم كانت في الخمسينات والستينات، وبعد زواجها الأول من المخرج محمود ذو الفقار، الذى انجبت منه ابنتها الأولى إيمان،  التي ظهرت معها في دور الطفلة المخطوفة سوسن، في فيلم "ملاك وشيطان"، وطوال 8 سنوات لعبت أدوار الفتاة الثرية التي تقع في قصة حب مع شاب من أسرة فقيرة، وتواجه العقبات من أجل الزواج به مثل أفلام؛ "حكايه حب" مع عبد الحليم حافظ، و"الأيدي الناعمة"، و"رد قلبي"، و"ملاك وشيطان"، و"لا أنام" حتى اصبحت رمزا للرومانسية، ولقبت بالعديد من الألقاب مثل "حسناء الشاشة"، و"ملاك السينما".

وقالت مريم فى تصريح شهير لها "كنا فى الخمسينات أنا وفاتن وشاديه بنوزع أدوار السينما علينا وإحنا قاعدين فى البيت عشان كنا سلايف" وذلك لأن فاتن حمامه كانت زوجه عز الدين ذو الفقار، وشادية كانت زوجة صلاح ذو الفقار.

الإغراء على طريقة مريم

فى ظل هذه الادوار الرومانسية لعبت مريم دور إغراء وحيد، ولكن بشكل مختلف في فيلم "مع الذكريات"، بطولة أحمد مظهر، ونادية لطفي، ومن إخراج سعد عرفه، وحين عُرض عليها السيناريو رفضت، وقالت الانسب هي هند رستم، ومع إصرار المخرج والمنتج وافقت وقبلت التحدي وكان الإغراء على طريقة مريم فخر الدين مختلفا، ولم يكرر بعد.

السبعينات بداية جديدة

في مطلع السبعينات حدث نقلة نوعية في أدوار مريم، حيث قدمت أدوارا مختلفة بحكم السن، تماما كدورها في فيلم الأضواء، وبعد ذلك أدوار الأم وزوجة الأب، وكانت مساحتها صغيرة مثل فيلم "بئر الحرمان"، و"العذراء والشعر الابيض" و "آه يا ليل يا زمن"، وفي التسعينات بفيلم "قشر البندق"و "ياتحب يا تقب"، والعديد من المسلسلات التليفزيونية مثل "أوبرا عايدة" و "الحاوي"، وعن هذا الدور تحديدًا، قالت في تصريح لها "تمنيت ألعب دور "الخواجاية" العجوزة اللي بتحب عيل صغير" وعن انتقاد البعض لها بسبب قبولها هذه الأدوار، قالت "أفضل أن أكون جندي في الميدان ولا أكون جنرال متقاعد، فأنا أعشق كل كرمشة في وجهي".
مؤخرا أصيبت مريم فخر الدين بوعكة صحية، وتم احتجازها بالمستشفى منذ فترة طويلة لإجراء عملية إزالة تجمع دموي من المخ، لكن حالتها الصحية تدهورت بعد إجراء الجراحة، وتم احتجازها بغرفة العناية المركزة حتى وافتها المنية صباح اليوم الأثنين عن عمر يناهز 81 عاما
.

 

####

 

تشييع مريم فخر الدين بمسجد القوات المسلحة في المعادي

كتب- عبدالله الصاوي:

قال الفنان سامح الصريطي، وكيل نقابة المهن التمثيلية، في تصريحات خاصة لـ"دوت مصر" إنه سيتم تشييع جثمان الفنانة الراحلة مريم فخر الدين، عقب صلاة ظهر اليوم الاثنين، من مسجد "القوات المسلحة" بمستشفى القوات المسلحة بالمعادي، حيث كانت الراحلة تخضع للعلاج، وسيتجه المشيعون إلى مقابر العائلة بمدينة 6 أكتوبر، وأشار الصريطي إلى أن أسرتها لم تحدد ميعاد إقامة العزاء حتى الآن.

جدير بالذكر أن مريم فخر الدين، توفيت صباح اليوم داخل مستشفي المعادي العسكري، عن عمر ناهز 81 عاما، بعد صراع مع المرض، حيث أجرت عملية لإزالة تجمع دموي من المخ، ورقدت تحت جهاز التنفس الصناعي، بعدما دخلت في غيبوبة.

 

####

 

وفاة الفنانة مريم فخر الدين

كتب- عبدالله الصاوي:

قال وكيل نقابة المهن التمثيلية، سامح الصريطي، إن الفنانة مريم فخر الدين توفيت، اليوم الاثنين، في مستشفى المعادي العسكري بعد صراع مع المرض.

وأضاف "الصريطي"، في تصريح خاص لـ"دوت مصر"، أنه "لم يتم تحديد موعد الجنازة أو العزاء، وأن النقابة في انتظار تحديد أسرة الراحلة ميعاد ذلك".

جدير بالذكر أن الفنانة الكبيرة مريم فخر الدين خضعت لعملية جراحية في المخ لإزالة تجمع دموي كانت تعاني بسببه، وذلك بعد أن دخلت في غيبوبة.

وتستعرض "دوت مصر" مجموعة من الصور النادرة والخاصة بأعمال الفنانة مريم فخر الدين.

 

موقع "دوت كوم" في

04.11.2014

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004