كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

وداعًا سعيد مرزوق..

«الموظف» صاحب نظرية «غسيلنا القذر»

كتب: مجدي الطيب

عن رحيل فيلسوف الصورة سعيد مرزوق

   
 
 
 
 

حسناً فعلت إدارة المهرجان القومي للسينما المصرية، في الدورة السابعة عشرة، التي ترأسها المخرج الكبير سمير سيف عندما اختارت تكريم المخرج الموهوب سعيد مرزوق؛ فقد كانت خطوة مهمة في مشوار طويل استهدف إنصاف هذا المبدع الكبير، ورد اعتباره، بعد سنوات من التجاهل الذي وقع عليه، وتعرض له، ليس فقط في محنة مرضه، وإنما عبر سنوات طويلة حظيت موهبته خلالها باحتفاء دولي كبير تمثل في فوز فيلمه التسجيلي القصير «أعداء الحرية» بالجائزة الثانية في مهرجان لايبزج للأفلام التسجيلية والقصيرة عام 1967، وفوز فيلمه «المذنبون» بجائزة التمثيل رجال ـ عماد حمدي ـ في أول دورة لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 1976، وانتزع جوائز الجمعيات السينمائية الأهلية غير الحكومية بجهده، وموهبته؛ إذ لم يُعرف عنه يوماً بأنه صاحب شبكة واسعة من العلاقات الاجتماعية تفرضه على المهرجانات، وتمنحه جوائزها بالمجاملة!

العصامي

اكتسب تكريم المهرجان القومي للسينما أهمية بالغة، بعد أن غيب الموت «العصامي» سعيد مرزوق، الذي كون نفسه بنفسه، و«المُعلم»، الذي ليس له أساتذة، وبجده وتعبه ومثابرته شق طريقه بمفرده، وأوجد لنفسه لغة خاصة ورؤية متفردة، حتى صار واحداً من كبار «المُجددين» في السينما المصرية والعربية، وعلامة فارقة في تاريخ الإخراج المصري، بأسلوبه الفني المُدهش الذي أجبر مخرجين كُثر، من بينهم يوسف شاهين، على تغيير جلدهم، حسب تأكيد النجم نور الشريف في الحوار الذي أجريته معه عن سعيد مرزوق، وتحدث فيه عن تجربتهما معاً في فيلمي «زوجتي والكلب» و«الخوف».

ليس غريباً إذن أن تضم قائمة أفضل مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية، التي شارك فيها نخبة من النقاد عام 1996، ثلاثة من أفلام سعيد مرزوق هي: «زوجتي والكلب»، «أريد حلاً» و«المذنبون»، لكن من العار أن تظل «سينما سعيد مرزوق»، بعد رحيله، بمنأى عن أي دراسات بحثية أو تحليلات نقدية تتناول قصة ذلك «الموظف»، الذي كان يعمل بالبرنامج الأوروبي بالإذاعة المصرية، والبرامج السينمائية بالتليفزيون المصري، وسعى إلى تحقيق حلمه، وهو طفل، بأن يمتطي رافعة الكاميرا ـ «الكرين»ـ التي شاهدها، وانبهر بها، في استديو مصر، وأن يُصبح مثل «سيسيل دي ميل» يُحرك ألفي شخص بإشارة من أصبعه، ويتوقف كل شيء بكلمة منه، وكأنه يملك العالم بأكمله، ونجح، بعد مواجهة أشكال من العواصف العاتية ـ العملية والعائلية ـ في أن يثبت نفسه، ويؤكد ذاته، ويُصبح «صاحب مدرسة» في الإخراج يُشار إليها بالبنان!

العواصف

واجه سعيد مرزوق أزمات عاصفة في حياته؛ أولها عقب عرض فيلم «المذنبون»، عندما فوجيء برسائل مجهولة تحرض ضد الفيلم بحجة أنه يسيء إلى سمعة مصر، ويتسبب في إحراج المصريين العاملين في الدول العربية، ورغم كونها مزاعم باطلة رد عليها بجملة أشبه بالنظرية قائلًا :«من حقنا إصلاح الخلل على أرض الواقع، دون أن نتهم بأننا ننشر غسيلنا القذر»، إلا أنه صُدم عندما فوجيء بأنه مطالب، بناء على بلاغ من مخرج كبير ومعروف، بالمثول أمام لجنة تحقيق في مجلس الشعب، لكنه رفض الذهاب، ونجح في تفويت فرصة محاكمته والنيل منه، ومن ثم إعدام الفيلم، الذي تسبب في إقالة اعتدال ممتاز مدير الرقابة وقتها، وإحالة 14 رقيباً إلى المحكمة التأديبية، بتهمة التحريض بعرض الفيلم والتصريح بتصديره.

أما الأزمة الثانية التي أثرت فيه كثيراً فتتعلق بفيلم «إنقاذ ما يمكن إنقاذه»، الذي يرى أنه أسيء فهمه، وكان يشعر بمرارة كلما جاءت سيرته، بعد أن تعرض الفيلم للهجوم والتشويه، وجرى انتقاده بشكل غير موضوعي، حسب رأيه، بحجة أنه يبشر بالتيار الديني المتطرف، ويبدو متعاطفاً معه، وهو الاتهام الذي نفاه بقوله إنه كان يُحذر بشكل مبكر للغاية من استفحال نفوذ هذا التيار المتأسلم، والخطر الكبير الذي يتهدد المجتمع على أيدي الجماعات المتطرفة التي بدأت «تدخل اللعبة»، وتسعى للسيطرة على مقدرات البلاد، لكن البعض، من الكتاب والصحفيين والنقاد والنخبة، لم يرق له هذه الرؤية الفاضحة لهذا التيار «لغرض في نفس يعقوب»، كما قال لي.

وكانت الأزمة الكبيرة الثالثة في فيلم «قصاقيص العشاق»، الذي شهد أول تعاون بينه وبين الكاتب وحيد حامد، بعد إجهاض مشروع قديم بينهما في مسلسل يحمل عنوان «أشعة الشمس السوداء»، لكنه فوجئ بالكاتب الكبير يتبرأ من الفيلم، ويُطالب بحذف اسمه، قبل أن تخرج النسخة من المعمل، ما أثار غضبه وحزنه كثيراَ .

التنويري

على الوجه الآخر نجح سعيد مرزوق في تقديم أفلام أسهمت بشكل كبير في تغيير بنية المجتمع، مثلما فعل في فيلم «أريد حلاً»، الذي كان سبباً في تغيير قانون الأحوال الشخصية، وإن كان مؤمناً بأن القانون تغير لكن ذهنية المجتمع بقيت على حالها، وكذلك الثقافة الشاذة التي شاعت في المجتمع؛بدليل الأفلام التي تتعرض لقضايا على درجة من الحساسية برعونة واستسهال وغياب كامل للمسئولية، فتسهم في انتشار العنف والدم والجريمة.

لم يكن سعيد مرزوق من نوعية المخرجين الذين يفضلون مشاهدة أفلامهم، بل كان يكتفي بمشاهدة فيلمه في مرحلة «الميكساج» ثم في نسخته النهائية، وبعدها ينساه تماماً، وعندما قيل له :«لو عاد بك الزمن للوراء هل تصوب بعض أفكارك وأفلامك» قال بشكل قاطع: إطلاقاً فأي عاقل هذا الذي يجرؤ على المساس بأفلام مثل: «زوجتي والكلب» و«الخوف» و«المذنبون» و«أريد حلاً» وغيرها؟ فهي أفلام صنعتها بصدق وإحساس وعلى نار هادئة». ورغم محنة المرض التي عاشها إلا أنه لم يتوقف عن متابعة أحدث إنتاجات السينما المصرية، وأبدى اعجابه بأسلوب المخرج الشاب سامح عبدالعزيز في فيلمي «الفرح» و«كباريه»، وكان يرى أن جيله عانى كثيراً من المشكلات الخاصة بتقنيات الصوت والصورة، بعكس الأجيال التالية، التي استفادت من التطورات الهائلة في التقنية، لكنها أهملت الفكر الذي تراجع في أفلامهم بصورة مذهلة، واتجهوا إلى «التهريج» !

آمن سعيد مرزوق بأن السينما عليها ألا تُغرق الجمهور في الرسالة، بشرط ألا يلهث أصحاب السينما للتسلية إلى الترفيه والإضحاك وحدهما، وكان يرى أنه من السفه والعبث أن تكلف فيلماً ملايين الجنيهات ليضحك الجمهور نصف ساعة ثم يغادر قاعة العرض من دون أن يخرج بأي شيء؛فالسينما ـ في رأيه ـ سلاح مهم، ولابد من استثماره بشكل صحيح؛خصوصاً في مجتمعاتنا وبلداننا.

المتسامح

رحل عنا سعيد مرزوق لكن الأمر المؤكد أننا مطالبون بتقديم اعتذار لروحه عما ارتكبناه في حقه، رغم أنه أكد لي، في حياته، أنه لا يشعر بأن أحداً أخطأ في شخصه، وفنه، وبروح متفائلة يغلب عليها التسامح، كان يحدوه أمل كبير في أن يمن الله عليه بنعمة الشفاء لكي يعاود الوقوف في «البلاتوه»، ويمارس هوايته الوحيدة ـ الإخراج ـ التي لا يرضى عنها بديلاً.

خطوة جيدة، ولا شك، أن جرى تكريم المبدع سعيد مرزوقفي الدورة السابعة عشرة للمهرجان القومي للسينما، والفضل في هذا يعود، بكل تأكيد، إلى المخرج سمير سيف رئيس المهرجان، لكننا في حاجة الآن إلى خطوات أخرى لإنصافه، على رأسها منحه جائزة الدولة التقديرية، التي انتظرها ولم ينعم بها في حياته رغم أنه يستحقها عن جدارة؛ فالرجل لم يكتف بفهم حرفية السينما، والتجديد في لغتها، وإنما حرص، في غالبية أفلامه، على أن يقترب من هموم المواطن، ويشتبك مع قضايا الوطن الاجتماعية، الاقتصادية.. والسياسية، وتبنى مواقف جرت عليه الكثير من المشاكل، كما أوقعته في الكثير من الأزمات، لكنه أبداً لم يتزحزح عن موقعه، ولم يتنازل عن مبادئه أو يُفرط في قناعاته، بدليل أن رصيد أفلامه الروائية الطويلة لم يزد، طوال رحلته التي بدأت عام 1971، عن أربعة عشر فيلماً فقط، وهو عدد قليل جداً كان بمقدوره أن يقفز به إلى المائة فيلم، لكنه ظل متمسكاً بقناعاته، ومؤمنا بمبادئه، وارتضى بأن يحترم ذاته رافضاً أن يكون «المسلواتي» أو «القرداتي» الذي أراده له البعض.

منذ 15 ساعة | 

تشييع جنازة المخرج سعيد مرزوق الأحد من مسجد مصطفى محمود

كتب: علوي أبو العلا

تشيع جنازة المخرج سعيد مرزوق، الأحد وذلك في الثانية عشرة ظهراً من مسجد مصطفي محمود، بعد رحلة طويلة مع المرض امتدت لعدة لسنوات، عن عمر يناهز 74 عاماً، حيث كان يعالج بمستشفى المعادى العسكرى.

وصرح سامح الصريطي بأن «النقابة تنعى ببالغ الحزن والأسى رحيل المخرج سعيد مرزوق الذي وافته المنية اليوم».

المصري اليوم في

13.09.2014

 
 

المخرج المصري سعيد مرزوق في ذمّة الله

أحمد حسن*

*رويترز: غيب الموت المخرج السينمائي المصري البارز سعيد مرزوق بعد صراع مع المرض استمر أكثر من عام تخلله تكريمه في المهرجان القومي للسينما المصرية العام الماضي.

ولد مرزوق في 26 أكتوبر 1940 واهتم بتعلم فنون السينما في ستوديو مصر بالقاهرة منذ كان في السابعة عشرة وعمل مخرجا في التلفزيون المصري منذ عام 1964 وأخرج عددا من الأفلام التسجيلية والروائية القصيرة ومنها الفيلم التسجيلي (أعداء الحرية) 1967 الذي نال جائزة من مهرجان لايبزيج في ألمانيا.

وجذب مرزوق الانتباه إلى أسلوبه السينمائي بفيلم (أغنية الموت) بطولة فاتن حمامة التي قامت بعد ذلك ببطولة فيلم مرزوق (أريد حلا) عام 1975 وكان سببا في تعديل قانون للأحوال الشخصية في مصر. وأخرج مرزوق لحمامة عام 1979 فيلما تلفزيونيا من ثلاثة أجزاء عنوانه (حكاية وراء كل باب).

ومرزوق أحد القلائل من مخرجي مصر الذي يجيدون سرد الأفلام بالضوء والظلال وبحد أدني من كلمات الحوار منذ فيلمه الأول (زوجتي والكلب) 1971 بطولة محمود مرسي وسعاد حسني. واختير (زوجتي والكلب) من بين أهم 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية بمناسبة مئويتها عام 1996 مع أفلام أخرى لمرزوق منها (المذنبون) و(أريد حلا).

وتسبب (المذنبون) 1976 في أزمة رقابية فبعد التصريح بعرضه اعترض مصريون في الخليج على الفيلم بزعم أنه يشوه صورة مصر في الخارج فتم رفعه من دور العرض وعوقب الرقباء الذين سمحوا بعرضه.. وأخرج مرزوق 14 فيلما آخرها (قصاقيص العشاق) 2003.

وحظي المخرج الراحل بتقدير السينمائيين المصريين حيث كرمه المهرجان القومي للسينما المصرية في نوفمبر تشرين الثاني 2013 وأصدر المهرجان كتاب (سعيد مرزوق.. فيلسوف الصورة) للناقد السينمائي مجدي الطيب. ودخل مرزوق إلى المسرح الكبير بدار الأوبرا في حفل الافتتاح على كرسي متحرك وسط تصفيق الحضور.

هيسبرس المغربية في

13.09.2014

 
 

رحيل المخرج الكبير سعيد مرزوق عن عمر يناهز 74 عامًا

سيد محمود سلام

رحل منذ قليل المخرج الكبير سعيد مرزوق عن عمر يناهز 74 عاما بعد صراع مع المرض استمر لسنوات ، عانى فيها كثيرًا 

ولد سعيد مرزوق عام 1940، وتربى في أسرة فقيرة حيث تحمل عبء المسؤولية وهو صغير السن، وذلك لإعاشة والدته وإخوته الأربعة بعد وفاة والده. 

مرزوق ليس مجرد مخرج كباقى المخرجين الذين يمرون على السينما المصرية مرور الكرام، بل هو صاحب قضية فرغم أن ما قدمه للسينما 14 فيلما إلا أنه إن سألت مشاهدًا عاديًا عن اسم اى منها ستكتشف أنه شاهد الفيلم أكثر من مرة. 

سعيد مرزوق لم يقدم سينما من أجل الإيرادات فقط، بل كل ما قدمه جمع فيه ما بين سينما القضية والجماهيرية، ولم ينس فى أى منها هموم الشارع المصرى. 

وكثيرون لا يعرفون تأثير بعض افلام سعيد مرزوق ليس فقط على مصر بل على بعض دول الخليج، فبعد سنوات من عرض فيلم "أريد حلًا" للنجمة فاتن حمامة، وطرح قضية العوار بقانون الأحوال الشخصية ونجاح القانونيين فى تغييره لصالح المرأة المطلقة. 

كان منزله أشبه بحجرة مونتاج أو استديو صغير، إذ كان يسكن بمنزل ملاصقاً لأستوديو مصر، وكان لذلك تأثيره المباشر على حياته، وكان فى نفس هذه الفترة صديقه حسام الدين مصطفى واعجب كليهما بالمخرج "سيسيل دي ميل"، وهو يصور فيلم (الوصايا العشر) في صحراء الهرم.. فكانت هذه هي نقطة البداية الحقيقية لسعيد مرزوق عندما أحس مرزوق بعظمة دور المخرج وأهميته بالنسبة للسينما، واتخذ منه مثلا أعلى. 

وعندما يقرأ جمهوره أنه لم يدرس السينما على يد أحد، ولم يكن من خريجي أحد المعاهد السينمائية يصابون بالدهشة فمن يشاهد "كادراته " وطريقته فى إخراج فيلم مثل "زوجتى والكلب" و"الظلال والليل" و"الفنار" مفردات قد لا يجيدها مخرج آخر دارس للسينما. 

علم نفسه ونما موهبته من خلال عمله مساعدًا لزميله المخرج الشاب إبراهيم الشقنقيري، ثم بعدها مباشرة قام بإخراج فيلمين قصيرين مدة كل منهما خمس دقائق. وكان عمله الثالث هو إخراجه لأغنية (أنشودة السلام) ومدته عشر دقائق، والذي أختير كأحسن عمل تليفزيوني لعام 1965. 

بعد ذلك قدم فيلمه التسجيلي (أعداء الحرية 1967) وشارك به في مهرجان "ليبزغ" الألماني، وحصل على الجائزة الثانية في هذا المهرجان. ثم قدم فيلم (طبول ـ 1968) ونال أيضاً جائزة الدولة في الإخراج والتصوير والمونتاج في ذلك العام. 

كما أنه قام بإخراج فيلم (دموع السلام ـ 1970) الذي اختير كأفضل فيلم عن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر. 

ودائما ما يثير دهشة من يرشحون اهم افلام السينما المصرية تصنيف فيلم "زوجتى والكلب " ضمن اهمها كونه اول عمل روائى له اخرجه عام 1971 

ثم اخرج بعده فيلم "الخوف" لياتى بعدهما برائعته "أريد حلا" عام 1975 عن قصة الكاتبة حسن شاه.

وقبل أن يتوقف الجدل حول فيلم "أريد حلا " يفاجئ مرزوق العالم بفيلمه الجرىء الذى واجه به السلطة والحكومة "المذنبون" أحد أقوى أفلامه عن قصة الكاتب العالمى نجيب محفوظ والذى تسبب في ضجة سنة عرضه عام 1976 لمحاولة كشفه عن مظاهر الفساد في المجتمع المصري المعاصر، وتشكلت لجنة للنظر في أمر الفيلم وحذفت العديد من مشاهده، وظل الفيلم حالة خاصة وما زال حتى انه يمنع من العرض فى التليفزيون المصرى لجرأته. 

قدم مرزوق عدة أعمال قد يكون من أهمها فيلم "المغتصبون" الذى إن شاهدته اليوم وبرغم قساوة الفيلم تكتشف انه يحكى حادثة نمر بها بين الحين والآخر.

بوابة الأهرام في

13.09.2014

 
 

«السينما المصرية» تفقد أيقونة الإخراج «سعيد مرزوق»

محمد مجدى

عن عمر يناهز الـ 74 عامًا.. الراحل عشق الفن السابع طفلًا.. وقدم خلال مسيرته نحو 14 عملًا أثروا الإبداع.. أشهر أفلامه «المذنبون» رائعة نجيب محفوظ

رحل المخرج الكبير سعيد مرزوق، اليوم السبت، عالمنا بعد تدهور حالتة الصحية، عن عمر يناهز الـ 74 عامًا، وذلك نتيجة إصابته بعدة جلطات في المخ، لتفقد السينما المصرية ايقونة كبيرة
ولد مرزوق عام 1940 لاسرة فقيرة، وتحمل ظروفا صعبة منذ الصغر، حيث كان يعمل من أجل الإنفاق على والدته وإخوته بعد وفاة والده، وكان مهتما بالسينما منذ الصغر، حيث كان منزله ملاصقا لاستوديو مصر

بداية المشوار الفنى 

منذ الثانية عشرة لعمر مرزوق تعلق وجدانه بالسينما حتى قابل المخرج "سيسيل دى ميل " وهو يصور الفيلم الشهير " الوصايا العشر " بصحراء الأهرام، فكانت نقطة البداية الحقيقية له.

وقال الراحل، إنه عندما كان في العاشرة من عمرة بدأ يتذوق الفن، وشاهد (الوصايا العشر) للمخرج سيسيل دي ميل وعشقه لجديته وفنه الراقى، موضحا أنه إتخذة مثلًا أعلى لة، وتمنى أن يجلس على الكرسي الذي يتحرك عاليًا، ويجلس عليه المخرج.

علم الإخراج 

لم يدرس سعيد مرزوق السينما على يد أحد، ولم يكن من خريجي أحد المعاهد السينمائية إنما كانت السينما نفسها هي مدرسته، حيث اعتمد على قراءاته فقط في تنمية موهبته واهتماماته السينمائية.

أعماله الأولى 

قبل أن يقدم مرزوق أول فيلم له كمخرج اشتغل مساعدًا لزميله المخرج الشاب إبراهيم الشقنقيري، ثم بعدها مباشرة قام بإخراج فيلمين قصيرين مدة كل منهما خمس دقائق

وكان عمله الثالث هو إخراجه لأغنية (أنشودة السلام) ومدته عشر دقائق، والذي اختير كأحسن عمل تليفزيوني لعام 1965، بعد ذلك قدم فيلمه التسجيلي (أعداء الحرية ـ 1967)، وشارك به في مهرجان »ليبزغ« الألماني، وحصل على الجائزة الثانية في هذا المهرجان

ثم قدم فيلم (طبول ـ 1968) ونال أيضًا جائزة الدولة في الإخراج والتصوير والمونتاج في ذلك العام. كما أنه قام بإخراج فيلم (دموع السلام ـ 1970) الذي اختير كأفضل فيلم عن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر

سبب شهرته 

بدأ مرزوق رحلته الحقيقة في عالم الإخراج من خلال الفيلم الروائى الطويل " زوجتى والكلب " عام 1971، والذي أهله إلى النجاح الذي وصل إليه بعد ذلك، وبعدها قدم 14 فيلمًا في مجال السينما فقط، لكن بالرغم من قلة عددها إلا أنها اثرت في تاريخ السينما المصرية.

وكان أبرز أعمالة السينمائية والتي لاقت نقدًا كبيرًا كانت من خلال فيلم"المذنبون" قصة الكاتب العالمي نجيب محفوظ، والتي تسببت في ضجة كبيرة في موسم عرضه عام 1976 لمحاولة كشفه عن مظاهر الفساد في المجتمع، حيث تشكلت لجنة للنظر في أمر الفيلم وحذفت العديد من مشاهده.

كما قدم حكاية وراء كل باب(1979) مسلسل تليفزيونى قصة الكاتب توفيق الحكيم، إنقاذ ما يمكن إنقاذه (1985)، أيام الرعب(1988) المغتصبون(1989 )، الدكتورة منال ترقص(1991)، هدى ومعالى الوزير قصة الكاتب نبيل خالد بطولة نبيلة عبيد والفنان يوسف شعبان، السلاحف(1996)،المرأة والساطور 1997، جنون الحياة(1999)، قصاقيص العشاق(2003 ). 

وفاة المخرج «سعيد مرزوق» بعد صراع مع المرض

محمود نبيل

توفي منذ قليل المخرج الكبير سعيد مرزوق، بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز الـ 74 عامًا داخل مستشفى المعادي العسكري.

وقد أكد الفنان سامح الصريطي، أن الجنازة ستشيع غدًا عقب صلاة الظهر أو العصر، حيث لم يتم الاتفاق على موعد محدد حتى الآن، نظرًا لضيق الوقت.

شبكة فيتو المصرية في

13.09.2014

 
 

السبت، 13 سبتمبر 2014 - 05:02 م

رحيل المخرج سعيد مرزوق عن عمر يناهز 74 عاما بعد صراع طويل مع المرض

كتب عمرو صحصاح

رحل عن عالمنا منذ قليل، المخرج الكبير سعيد مرزوق، عن عمر يناهز 74 عاما، بعد رحلة طويلة مع المرض امتدت لـ5 سنوات، حيث كان يعالج المخرج بمستشفى المعادى العسكرى، ومازال جثمان الراحل بالمستشفى

السبت، 13 سبتمبر 2014 - 05:32 م

انهيار زوجة المخرج سعيد مرزوق بالمستشفى عقب وفاته

كتب العباس السكرى

انهارت السيدة ريموندا، زوجة المخرج الكبير الراحل سعيد مرزوق، عقب وفاة زوجها بمستشفى المعادى العسكرى، ودخلت فى نوبة شديدة من البكاء، وأخذت تردد بصوت مرتفع "سعيد مات.. سعيد مات". وكانت السيدة ريموندا ترافق زوجها المخرج الراحل طوال فترة مرضه التى تصل لـ5 سنوات، منذ أن تعرض لجلطة أسفرت عن بتر ساقه منذ أعوام، وأخذت حالته الصحية فى التدهور، ومكث لسنوات بمستشفى دار المنى، ثم انتقل فى أغسطس الماضى للعلاج بمستشفى المعادى العسكرى

السبت، 13 سبتمبر 2014 - 06:19 م

ننشر آخر حوار للمخرج السينمائى الراحل سعيد مرزوق

كتب العباس السكرى تصوير مصطفى مرتضى

تعمق المخرج السينمائى الكبير سعيد مرزوق، وتفنن فى رصد الواقع السياسى والمجتمعى من خلف الكاميرا فى أفلامه السينمائية التى قدمها على مدى مشواره الفنى بطريقته وأسلوبه المتميز الذى اعتمد على نقل الواقع بلغة الصورة والحركة السينمائية، فمنذ أن قدم فيلمه الأول «زوجتى والكلب» مع السندريلا سعاد حسنى والنجمين محمود مرسى ونور الشريف، نجح فى خلق روح سينمائية جديدة تختلف عن السائد وقتها وتتسم بالشجاعة وكشف عورة المجتمع، وعقب عرض فيلمه الشهير والمثير للجدل «المذنبون» للأديب العالمى الكبير نجيب محفوظ، أطلق عليه نقاد السينما المصرية مخرج «الشغب السياسى». سعيد مرزوق المخرج المهم والمبدع، قضى حياته خلف الكاميرا يصور ويقدم أفضل أفلام فى تاريخ السينما المصرية خلال الـ40 سنة الأخيرة، بدءًا من «زوجتى والكلب» و«مكان للحب» مرورًا بـ«أريد حلا» و«حكاية وراء كل باب» و«إنقاذ ما يمكن إنقاذه» وحتى «هدى ومعالى الوزير» و«المرأة والساطور» والمغتصبون» و«جنون الحياة»، وغيرها. من مقر المستشفى الذى يعالج به تحدث المخرج الكبير لـ«اليوم السابع»، قائلاً: «اكتشفت أن المرض نعمة وليس نقمة، وربما يتعجب البعض من كلامى لكن هذه الحقيقة، لأنه يجمعنى بمن أحب، حيث يلتف حولى أصدقائى طوال الوقت، فى صورة تدل على قيمة الوفاء والإخلاص تجاهى، ولا يمكن أن أحصى عدد الأصدقاء الذين يتوافدون لزيارتى بصفة شبه يومية، ويهتمون بى، ويحرصون على مداعبتى ويذكروننى بكواليس الأعمال التى جمعت بيننا، وهذا ما يضيف إلى حياتى جوًا من البهجة». ويستكمل المخرج القدير حديثه: «هنا فى المستشفى رأيت نماذج مختلفة من البشر، وأستطيع القول بأننى أعيش فى عالم يتشابه إلى حد كبير مع الدنيا، وللحق هذه النماذج تستحق الكتابة عنها، ورغم شغفى بها واندماجى معها، لم أستطع الكتابة ولا التعبير عنها، لأنه منذ دخولى المستشفى لم أكتب سيناريو واحدًا». ويصف فيلسوف الصورة السينمائية وصاحب روائع السينما الحالية بقوله: «السينما الآن ليست فى حالتها الطبيعية، وما يعرض على شاشاتها تهريج، ولا يمت لواقع المجتمع بأى صلة، وصراحة لم أحرص على متابعة أى عمل فنى من هذه الأعمال لأنها لم تجذبنى إليها»، مرجعًا أسباب انهيارها إلى ضعف الموضوعات، وعلق بقوله «مفيش كتاب سينما». وأوضح سعيد مرزوق، أنه لم يفكر فى العودة للسينما منذ إصابته بالجلطة، حيث يقول: «طوال رحلتى السينمائية قدمت أفلامًا كثيرة وأنا راضٍ عنها، والحمد لله أعتقد أننى أعطيت السينما بقدر ما أخذت منها، فهى منحتنى الكثير، وفى المقابل حرصت على تقديم أفلامى بدمى وأعصابى، وبذلت فيها مجهودًا كبيرًا، لتخرج بشكل جيد، وأيضًا أعتقد أننى قدمت كل الذى أستطيع تقديمه فى مجال الإخراج والكتابة السينمائية، لكن لو قدر لى الوقوف مرة أخرى أمام الكاميرا فسأصنع فيلمًا عن الشخصية المصرية «بعبلها»، لأن شخصية المصرى لم يستطع أى سينمائى اكتشافها إلى الآن، رغم مئات الأعمال التى قدمت عنه». ويؤكد المخرج العبقرى أن أحب الأفلام إلى قلبه فيلمه الأول «زوجتى والكلب» الذى قدمه مطلع سبعينيات القرن الماضى مع محمود مرسى وسعاد حسنى، واستطاع من خلاله تقديم شكل جديد فى السينما المصرية، حيث استعرض العمل الشكوك التى تحوم حول الرجل تجاه سلوك زوجته، وصنف الفيلم كعلامة من علامات السينما المصرية. ويعترف سعيد مرزوق بأن أفضل كاتب تعاون معه فى أعماله السينمائية هو أديب نوبل العالمى نجيب محفوظ، الذى قدم معه فيلمه الشهير «المذنبون» بطولة سهير رمزى وعادل أدهم، وهو العمل الذى أثار ضجة كبيرة مع جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، وتم منعه من العرض، وتدخل وقتها الرئيس الراحل أنور السادات وأجاز عرضه. ويرى المخرج السينمائى أن الواقع السياسى الذى حدث بمصر من قيام ثورتين لم يفرز مواهب جديدة، عكس ما حدث عقب ثورة 52 يوليو، من ازدهار فى الفن والموسيقى والسينما، حيث شهد هذا العصر تألقًا فنيًا على كل المستويات، بخلاف ثورتى 25 يناير و30 يونيو، حيث لم نجد مواهب فنية جديدة، وهذا انعكس على شكل السينما الحالية بالسلب، ويضيف مرزوق: «كان نفسى أذهب لميدان التحرير فى ثورة يناير، لكن ظروفى الصحية لم تسمح، ووجدت فيها مشقة بالنسبة لى ولم أستطع الذهاب، وللتاريخ الثورة لم تصنع شيئًا حتى الآن»، ويستكمل المخرج الكبير: «لو كانت صحتى تسمح لى بالنزول للميدان كنت فعلتها، وتمنيت أن يكون لى دور فى الثورة من خلف وأمام الكاميرا، وحتى الآن لم نر عملاً واحدًا يؤرخ لهذا الواقع السياسى»، ويعلق المخرج على عدم مقدرته على النزول للميدان بقوله: «مفيش نصيب». ويرى سعيد مرزوق أن 30 يونيو أكثر ثورية من 25 يناير، لافتًا إلى أنه يتابع الحركة السياسية فى الشارع المصرى باهتمام من خلال شاشات التليفزيون، والأخبار التى ينقلها له أصدقاؤه، موضحًا أنه يحرص طوال الوقت على معرفة الجديد على الساحة للاطمئنان على المشهد السياسى للبلد. سعيد مرزوق المخرج الذى اهتم بقضايا المرأة واستطاع إلغاء بند «بيت الطاعة» من قانون الأحوال الشخصية بعد تقديم رائعته السينمائية «أريد حلا» مع سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، والنجم رشدى أباظة، يرى أن المرأة ما زالت مظلومة، ويؤكد هذا بقوله: «الشعوب العربية ما زالت تتعامل مع المرأة كونها امرأة ولا شىء آخر وهذا قمة الظلم». ورغم أن جهاز الرقابة على المصنفات الفنية اعترض على أغلب أعمال المخرج الكبير سعيد مرزوق إلا أنه يقول: «أنا ضد الرقابة تمامًا، لكن فى حقيقة الأمر لابد من وجودها حاليًا، لأن بعض السينمائيين يستخدمون ألفاظًا لا تليق بالجمهور، ويجب حذفها أو الحد منها». وعن أهم النجوم والنجمات الذين تعاون معهم فى رحلته السينمائية يقول: أحببتهم جميعًا، فقد تعاونت مع أجيال مختلفة تدرك معنى الفن وتأثيره فى المجتمعات، وعلى رأسهم فاتن حمامة وسعاد حسنى ومحمود مرسى وأحمد رمزى وكمال الشناوى ونبيلة عبيد وسهير رمزى وليلى علوى ونور الشريف وإلهام شاهين، وكواليس العمل دائمًا ما يتخللها المودة والحب فيما بيننا، وتمنيت أن أتعامل مع أجيال أخرى، لكن «ملحقتهاش». وعن خفوت نجم الفنانات فى هذه الفترة يرجع المخرج السبب إلى أن الجيل القديم كان أكثر جدية فى العمل والاجتهاد من الجيل الحالى، إضافة إلى تركيزه فى مضمون العمل لتقديمه بصورة مناسبة تليق بجمهورهم فى الوطن العربى. وحول شكل الفن المصرى فى عهد الرؤساء السابقين يقول السينمائى الكبير: «الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان بيحب الأغانى التى شكلت وجدان المصريين، وأشعلت حماسهم الثورى، لذلك ازدهرت فى عصره الأغانى الوطنية لرموز الأغنية مثل عبد الحليم حافظ ومحمد عبد الوهاب وأم كلثوم وشادية، والرئيس السادات كان لديه حس سينمائى عالٍ، وحسنى مبارك لم يكن يفهم فى السينما، وللحق نظامه لم يعرقل خطواتى أو يتوعدنى بشىء خلال رحلتى السينمائية ولم يصبنى أحد بسوء رغم جرأة موضوعاتى». وأعرب المخرج القدير عن سعادته بفوز المشير عبد الفتاح السيسى بمنصب رئيس الجمهورية، حيث يقول: «الرئيس السيسى رجل عاقل جدًا ويمتاز بالحكمة وهو الأنسب للمرحلة، وربنا يعينه على البلد». 
السبت، 13 سبتمبر 2014 - 06:56 م

جنازة سعيد مرزوق غدا من مصطفى محمود والعزاء الأربعاء بالحامدية الشاذلية

الإسكندرية ـ عمرو صحصاح

غادر المنتج محسن علم الدين مهرجان الإسكندرية السينمائى الدولى منذ قليل متجها للقاهرة، لتحديد موعد جنازة المخرج الراحل سعيد مرزوق، والذى وافته المنية منذ قليل. وقال علم الدين لـ"اليوم السابع"، إنه حدد موعد الجنازة لتنطلق من مسجد مصطفى محمود بالمهندسين، بعد صلاة عصر غد الأحد. وتتلقى أسرة المخرج الكبير الراحل سعيد مرزوق العزاء فى فقيدهم يوم الأربعاء المقبل بمسجد الحامدية الشاذلية بالمهندسين، وكان المخرج الكبير قد رحل عن عالمنا منذ ساعات قليلة بمستشفى المعادى العسكرى عن عمر يناهز 74 عاما، بعد صراع طويل مع المرض

السبت، 13 سبتمبر 2014 - 08:58 م

"الإسكندرية السينمائى"يكرم الراحل سعيد مرزوق فى ختام الدورة الثلاثين

الإسكندرية - محمود ترك - عمرو صحصاح

قررت إدارة مهرجان الإسكندرية السينمائى الدولى، برئاسة الناقد السينمائى الأمير أباظة، ومعاونيه قدرى الحجار ومحمد قناوى، والذى تقام فعالياته حاليا فى دورته الثلاثين إهداء درع تكريم للمخرج الراحل سعيد مرزوق، والذى وافته المنية منذ ساعات قليلة، فى حفل الختام والمقرر إقامته بعد غد الاثنين. ويتسلم درع التكريم نيابة عن أسرة المخرج الراحل، المخرج الكبير على عبد الخالق، بعد إقامة دقيقة حدادا وحزنا على رحيل فقيد السينما المصرية

اليوم السابع المصرية في

13.09.2014

 
 

رحيل سعيد مرزوق: وداعاً أيتها الرقابة

سلامة عبد الحميد

رحل، اليوم السبت، المخرج المصري سعيد مرزوق، عن 74 عاماً، في مستشفى "المعادي" العسكري الذي قضى فيه أيامه الأخيرة. وكانت أخبار مرزوق الأخيرة، الطالعة من غرفته في المستشفى، تشي بحزن ورغبة في الانعزال بانتظار الموت، هو الذي أقعده خطأ طبي قبل 4 سنوات، وتنقل بين عدة مستشفيات، قبل أن ينتهي به الحال في "المعادي".

أنجز سعيد، المولود عام 1940، 13 فيلماً حجزت له مقعداً بين أهم أبناء جيله من المخرجين المصريين، وصنّف بعضها ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما في بلاد النيل.

بدأ الراحل تجربته السينمائية بالعمل مساعداً للمخرج إبراهيم الشقنقيري، قبل أن يخرج عدداً من الأفلام القصيرة التسجيلية التي انتزعت جوائز محلية وعالمية، مثل "أعداء الحرية" (1967) و"طبول" (1968)، و"دموع السلام" (1970).

ورغم عدم دراسته السينما، أو أي حقل أكاديمي آخر، إلا أن سعيد، الشاب، استطاع حفر اسمه مبكراً في تاريخ السينما المصرية مع شريطه الروائي الأول "زوجتي والكلب" (1971)، المقتبسة قصته من مسرحية "عطيل" لشكسبير. وقد تحول الفيلم، الذي قام ببطولته نور الشريف ومحمود مرسي وسعاد حسني، إلى أيقونة سينمائية مصرية فور عرضه.

بعد ذلك بأربع سنوات، سينتهي المخرج الراحل من شريطه "أريد حلاً"، الذي سيحدث ضجيجاً في المجتمع المصري، وسيدفع الدولة إلى مناقشة بعض قوانين الأحوال الشخصية المتعلقة بالمرأة. الفيلم الذي قامت ببطولته فاتن حمامة مع رشدي أباظة، ساهم في منح المرأة المصرية، لاحقاً، حقوقاً لم تكن متاحة لها، بينها الحق في رفض الحياة مع رجل لا ترغب في البقاء معه.

في العالم التالي، 1976، قدم سعيد شريطه الشهير "المذنبون"، عن قصة لنجيب محفوظ. ومثلما تسببت قصة الكاتب المصري بضجيج كبير إبان صدورها، فإن الفيلم قوبل أيضاً بضجيج مماثل لمحاولته الكشف عن مظاهر الفساد في المجتمع المصري المعاصر. وشكلت الدولة لجنة للنظر في الفيلم، خلصت إلى حذف العديد من مشاهدته قبل إقرار عرضه.

وتلا هذين الشريطين الصاخبين عدد من الأعمال المجددة التي ناقشت المجتمع وحالة الفساد والتسلّط فيه وكذلك وضع المرأة، مثل "الدكتورة منال ترقص"، و"هدى ومعالي الوزير"، و"المرأة والساطور"، و"المغتصبون". هي أفلام وضعت المخرج الراحل في اشتباك دائم مع الرقابة والمحظور السياسي والاجتماعي.

14 سبتمبر 2014

سعيد مرزوق.. يرحل مكتئباً مبتور القدمين

القاهرة ـ العربي الجديد

شاء القدر أن يولد المخرج المصري سعيد مرزوق (1940 -2014)، الذي فارق الحياة أمس السبت، بجانب استوديو مصر. كان يقف على شرفته، ويرى الفنيين وهم يحملون الكاميرات، ولطالما سافرت عيناه إليها متمنياً أن يمسك بإحداها يوما ما. 

تمر السنوات، وتبدأ خطوات الحلم في التحقق. يقرأ المخرج الراحل كثيراً عن عالم السينما المبهر، ويبحث عن فرصة لدخول الاستوديو لمشاهدة الأعمال الفنية أثناء تصويرها. 

أخفى سعيد مرزوق عن والده حلمه بدراسة السينما، فالأسرة فقيرة والأب لا حول له ولا قوة. مات الوالد باكراً ليجد سعيد الشاب نفسه وقد أصبح معيل الأسرة. امتاز المخرج الراحل بالصلابة وقوة الشخصية وتحمل المسؤولية، إذ اضطر إلى أن يزاول مهناً كثيرة لم ترض طموحه، لكنها كانت ضرورية لمساعدة أخوته الأربعة. 

بعدما شاهد فيلم "الوصايا العشر" للمخرج سيسيل دي ميل، وعشق هذا المخرج الجاد، نصحه أصدقاؤه أن يدرس الإخراج، لكن ضيق ذات اليد منعه من جديد، فقرر أن يقرأ عن الإخراج والمخرجين، لتنمو موهبته بسرعة، ويبدأ العمل فعلياً في مجال الأفلام القصيرة. 

أخرج "دموع السلام" عام 1970 الذي اختير أفضل فيلم عن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وبهذا الاختيار وجد نفسه يسير في الطريق الصحيح. يتألق سعيد مرزوق من بعد ذلك في الأفلام الروائية، وكان أولها "زوجتي والكلب"، بطولة سعاد حسني ومحمود مرسي، عام 1971 المستوحى من مسرحية عطيل. 

حقق الفيلم نجاحا لم يسبق للسينما المصرية أن شهدته من قبل، ثم قدم "المذنبون"، عن قصة لنجيب محفوظ، منتقداً فساد السلطة، مما اضطر الرقباء إلى حذف الكثير من مشاهده خوفا من الدخول في أزمة مع النظام، كما أخرج فيلم "الخوف"، "المرأة والساطور" و"جنون الحياة"، لتصل حصيلة أفلامه إلى 12 فيلماً.

دخل المخرج الراحل دوامة المرض لمدة خمس سنوات، وأصيب بجلطة أثرت على كافة أجزاء جسده، مما اضطر الأطباء إلى بتر قدمه. باعت زوجته أثاث منزلها لتستطيع أن تنفق عليه، على الرغم من مساعدات قدمتها النقابات الفنية، لكن مصروفات العلاج فاقت الحدود، ليتوفى سعيد مرزوق مكتئباً، على كرسي متحرك.

العربي الجديد اللندنية في

13.09.2014

 
 

الموت يغيب المخرج سعيد مرزوق

القاهرة - أحمد الريدي

بعد صراع مع المرض استمر لأكثر من خمس سنوات، غيب الموت المخرج المصري سعيد مرزوق ظهر السبت، وذلك عن عمر يناهز الـ 74 عاما.

وهو ما أكده المخرج عمر عبد العزيز وكيل نقابة السينمائيين لـ "العربية.نت"، مشيرا إلى كونه هو وأعضاء مجلس نقابة السينمائيين، تلقوا الخبر خلال تواجدهم في مهرجان الإسكندرية السينمائي لحضور عروضه.

مؤكدا أنهم في الوقت الحالي في طريق عودتهم إلى القاهرة من أجل حضور مراسم دفن المخرج الذي وصفه بواحد من أهم مخرجي السينما، وأوضح عبد العزيز أن مكان الدفن لم يتم تحديده حتى الآن، خاصة وأن الوفاة حدثت قبل وقت قليل، ولكنه أكد على كونهم سيحضرون مراسم الدفن قائلا "لازم أودع سعيد مرزوق".

وحول مرض الراحل أشار وكيل نقابة السينمائيين، أن سعيد مرزوق عانى لسنوات طويلة من المرض، وكان مقعدا في الفترة الأخيرة، حيث عانى من مرض السكر وتم بتر قدمه، وسافر إلى الخارج من أجل تلقي العلاج، قبل أن يتوفى في مستشفى المعادي العسكري.

كما وجه رسالة إلى كل من يهاجم الفنانين ويتهمهم بأنهم يمتلكون ثروة طائلة، بأن سعيد مرزوق صرف كل الأموال التي يمتلكها على علاجه، الذي ساهمت فيه النقابات الفنية وكذلك القوات المسلحة، موضحا أنهم كانوا على اتصال دائم به كنقابيين وكأصدقاء، خاصة وأن الراحل كان بمثابة الأخ الأكبر لهم، متمنيا أن تستطيع عائلته أن تكمل المشوار بعد فقدانهم له.

سعيد مرزوق يعد واحدا من أهم مخرجي السينما في مصر، حيث ولد في عام 1940 لأسرة فقيرة، وتحمل ظروفا صعبة منذ الصغر، حيث كان يعمل من أجل الإنفاق على والدته وإخوته بعد وفاة والده، وكان مهتما بالسينما منذ الصغر، حيث كان منزله ملاصقا لاستوديو مصر.

وحينما كان في العاشرة من عمره، شاهد تصوير فيلم "الوصايا العشر" الذي تم في صحراء الهرم، وأعجب بالمخرج سيسيل دي ميل، ومن وقتها تمنى أن يجلس على كرسي المخرج وأن يقوم بالمهنة التي يقوم بها.

وبرغم مشوار الراحل الطويل في الإخراج السينمائي، إلا أنه لم يكن خريجا لمعهد السينما ولم يقم بدراستها، واعتمد فقط على قراءة الكتب من أجل تنمية موهبته، وقبل أن يتولى الإخراج، عمل مساعدا للمخرج إبراهيم الشقنقيري.

مسيرة سعيد مرزوق، بدأت بعدد من الأفلام التسجيلية والقصيرة، كما قدم فيلم "دموع السلام" في عام 1970 الذي اختير كأفضل فيلم عن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ليكون فيلم "زوجتي والكلب" هو أول أعماله الروائية الطويلة التي أخرجها في عام 1971، ليقدم بعدها عديدا من الأعمال من بينها "المذنبون" الذي تسبب في إحداث ضجة كبيرة وقت عرضه، حيث تشكلت لجنة لإعادة النظر في الفيلم وتم حذف العديد من مشاهده، خاصة وأنه حاول كشف العديد من مظاهر الفساد، كما أخرج فيلم "المرأة والساطور" وفيلم "جنون الحياة"، وتنوي نقابة السينمائيين تكريم الراحل بحسب ما أكده وكيلها لـ "العربية.نت".

الأحد 19 ذو القعدة 1435هـ - 14 سبتمبر 2014م

مهرجان الإسكندرية يكرم المخرج سعيد مرزوق في الختام

القاهرة - أحمد الريدي

بعد ساعات من وفاة المخرج السينمائي سعيد مرزوق، عن عمر يناهز الـ74 بعد صراع طويل مع المرض، لم يجد القائمون على مهرجان الإسكندرية السينمائي، سوى الإعلان عن تكريم الراحل في الدورة الجارية.

وأكد مدير المهرجان، محمد قناوي، في تصريح لـ"العربية.نت"، أنه سيتم تكريم المخرج الراحل سعيد مرزوق، في حفل الختام الذي يقام مساء الغد الاثنين، على أن يقتصر التكريم على إهداء الراحل درع المهرجان، والذي سيتسلمه المخرج علي عبدالخالق نيابة عن أسرة الراحل، خاصة أن زوجة المخرج سعيد مرزوق متواجدة في القاهرة، من أجل مراسم الدفن.

وعما إذا كان المهرجان سيقوم بعرض أحد أعمال المخرج الراحل إلى جانب التكريم، أكد قناوي أن جدول المهرجان تم إعلانه قبل فترة، وبالتالي فمن الصعب أن يعرض أحد أعمال مرزوق خلال الساعات المتبقية من المهرجان.

وبهذا تكون الدورة الجارية من المهرجان قد شهدت تكريم عدد كبير من الرموز المصرية السينمائية، خاصة أنها تحمل اسم الفنان نور الشريف وتم إهداؤها إليه، في تقليد جديد على المهرجانات، حيث يتم إهداء الدورة إلى رمز مازال على قيد الحياة.

كما شهدت تكريم محمد منير عن مجمل أعماله التمثيلية في الافتتاح، غير أنه اعتذر عن حضور الندوة التي كان سينظمها المهرجان له، وكذلك نادية الجندي والمخرج داوود عبدالسيد. وسيتم اختتام هذه الدورة بتكريم المخرج سعيد مرزوق الذي رحل ظهر السبت، حيث كان يعالج بمستشفى المعادي العسكري.

وتم إرجاء دفن المخرج الراحل إلى اليوم الأحد، فيما سيقام العزاء الخاص به مساء الأربعاء بمسجد الحامدية الشاذلية بمنطقة المهندسين، على أن يتواجد عدد كبير من الرموز السينمائية من أجل تقديم وتلقي واجب العزاء في المخرج الراحل.

وشهد المهرجان في الساعات الماضية مغادرة أعضاء مجلس نقابة السينمائيين وبعض الحضور إلى القاهرة، من أجل حضور مراسم تشييع جثمان المخرج الراحل، على أن يحضر البقية ومن بينهم المخرج علي عبدالخالق، الذي استمر في المهرجان من أجل تسلم الدرع، إلى العزاء الذي يقام بعد نهاية فعاليات المهرجان بأكمله.

العربية نت في

13.09.2014

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)