في عصر غابر، كان «نيمفومانياك» لن يعدو أكثر من فيلم «بورنو»
متوسط القيمة نظرا لاحتوائه على كثير من المشاهد غير الإباحية. في
عصر انقلبت فيه الموازين، لا يستطيع مخرج ما تقديم فيلم إباحي في
عرض رسمي بمهرجان دولي، بل تقديم فيلم إباحي في عرض رسمي بمهرجان
دولي بمستوى فني ضحل.
«نيمفومانياك» (أو «شهوانية») الذي عرض يوم الأحد وصل محاطا بكثير
من الاهتمام. الحاضرون، نحو ألف في كل عرض، كانوا يدركون مسبقا ما
الذي سيشاهدونه، لكن ما لم يكن معروفا أو متوقعا أن يكون الفيلم
مجرد عذر لإبقاء مخرجه لارس فون ترايير حاضرا في الأذهان. ما الذي
حدث لترايير «أوروبا» و«كسر الأمواج» و«وباء»؟
الدقائق الخمس الأولى، تلك التي تمسح فيها الكاميرا جدرانا جرداء
كئيبة في زقاق ضيق تحت مطر يهطل مثل أسيد ناتج عن سحاب موبوء، هي
كل ما تبقى من ماضي هذا المخرج. بعد ذلك «نيمفومانياك» هو فيلم حول
امرأة شهوانية وجدها رجل مثقف اسمه سيليمان (ستيلان سكارسغارد)
ملقاة على الأرض فينقلها إلى غرفة في بيته (يتميز بدوره بجدران
كئيبة وعارية) وتبدأ هذه بحكاية قصتها منذ أن كانت فتاة صغيرة وكيف
أصبحت امرأة شهوانية لا تطيق الابتعاد عن الرجال.
ولا تلبث الصور أن تقترن بالحوار فنشاهدها (تؤديها كفتاة شابة
البريطانية ستاسي مارتن) تنتقل من رجل إلى آخر.. ليس لأنه ليست
هناك قصة في خلال ذلك، لكن ما هو أكثر وضوحا، ومن دون أي موقف شخصي
أخلاقي أو سواه، هو تبرير لمشاهد إباحية تماما على غرار ما فعله
عبد اللطيف كشيش في «حياة أديل» الذي عرض في «كان».
«كان» كان طرد المخرج فون ترايير قبل عامين وعده «غير مرغوب به»،
ليس لأنه بات يصنع أفلاما ركيكة، بل لأنه قال في مؤتمره الصحافي:
«ماذا لو كنت نازيا؟ أعتقد أنني نازي». كلام كبير من شخص كان بدأ
مؤتمره ذاك بالقول: «أنا أعظم مخرج حي. أليس كذلك؟». لارس فون
ترايير لم يفوت الفرصة هنا للنيل من «كان» على طريقته، فظهر أمام
العدسات بقميص «تي شيرت» عليه شعار «كان» وتحته: «شخص غير مرغوب
فيه».
قانونيا، لا يحق لأحد استخدام شعار «كان» على أي منتج أو حتى في
صحيفة من دون إذن، لذلك قد يتلقى المخرج المتعِب قريبا إشعارا برفع
قضية ضده.. لكنه لا يبدو قلقا على الإطلاق، وهو ظهر أمام كاميرات
المصورين قبل انعقاد المؤتمر الصحافي بخصوص فيلمه هذا بدقائق. لكن
بدل أن يتوجه لقاعة المؤتمر عاد أدراجه إلى الفندق.
في ذلك الحين كان الممثل شيا لابوف (الذي يؤدي دورا بارزا هنا) قد
وصل مع باقي ممثلي الفيلم وبينهم كريستيان سلاتر وشارلوت غينسبورغ
وستايسي مارتن وأوما ثورمان وستيلان سكارسغارد. وبعد أقل من 10
دقائق استقبل السؤال الأول: «هل كانت لديك خشية من تمثيل مشاهد
جنسية؟».
رد قائلا: «عندما يلاحق النورس مركب صيد، فلأنه يعتقد أنه سيلقي
بحمولته من السردين في البحر». ثم نهض من مكانه وغادر القاعة وسط
ذهول الحاضرين.
عمليا لم يقل شيئا على الإطلاق، فالعبارة مأخوذة عن أخرى قالها
لاعب الكرة الفرنسي إريك كانتونا في مؤتمر صحافي عقد سنة 1995.
ربما عنيت شيئا هناك، لكنها لم تعن شيئا في المؤتمر الذي بدا فيه
لابوف متوترا من البداية.
بعد ساعات، عندما حان العرض المسائي للفيلم (الذي كان عرض ظهرا
للصحافة) أحدث لابوف رهجة أخرى: وصل بثياب الاسموكن وفوق رأسه كيسا
ورقيا كتب عليه: «أنا لم أعد مشهورا». مر بعدسات المصورين من دون
توقف ودخل والكيس (المثقوب أمام عينيه) إلى الصالة حيث جلس في
مكانه ليتابع الفيلم.
* حاشية عاطفية
* «نيمفومانياك» يتخذ شكل حكايات «ألف ليلة وليلة» فشارلوت
غينسبورغ تتحدث طوال الليل عن مغامراتها، وكلما بدأت جزءا جديدا
منها نقلتنا الكاميرا إلى ذلك الجزء لتصويره. لكن ما تتناوله من
مغامراتها الخاصة يفتح نافذة كبيرة أمام أولئك الذين سيحاولون
الربط بين الفيلم وتفسيرات فرويد النفسية. فون ترايير يضع بطلته
على السرير لتقص على مثقف يهودي (كما كان فرويد) حكايتها. فرويد
الجديد يجلس على كرسي متلهفا لسماع الحكاية ومتدخلا عن طريق شرح
بعض ما يبدو قد التبس على الراوية من أمور.
ما كان ينقص الفيلم المؤلف من 147 دقيقة (هناك نسخة أقصر للصالات
التجارية) هو حاشية عاطفية ما تحمل قضية يمكن اعتبارها بيت القصيد.
هذه المرأة ليس لديها أي شيء فعلي في حياتها الخاوية باستثناء
حكايات من الجنس الميكانيكي الذي تسترعي اهتمام سامعها الأول
سيليمان.
ليس كل الممثلين يظهرون عراة ويمارسون الجنس (يؤدي كريستيان سلاتر
دور الأب العطوف الذي يفهم في الشجر ويلاحظ أوراقه المتباينة)
وأوما ثورمان في دور زوجة غيور، وهناك بالطبع سكارسغارد في دور
المستمع المسن.
بعد نصف ساعة يتبدى بوضوح أن ما يريد المخرج تقديمه ليس مهمّا في
الواقع لأن طريقة تقديمه ليست مقرونة بقيمة فنية (ناهيك بأخلاقية).
لكن «ألف ليلة وليلة» حقيقي مختلف ومتمتع بفانتازيا الحكايات
العربية في أوج جاذبيتها، وبات من بين المشاريع المطروحة بحماس في
سوق الفيلم هنا، «ليالي عربية» هو فيلم جديد من تلك التي تتمتع
بميزانية ضخمة بعدما وافقت الحكومة الصينية على الاشتراك في تمويله
مع هوليوود. الفيلم الذي سينطلق للتصوير في منتصف هذه السنة من
بطولة ليام همسوورث، ذاك الذي يشارك فيه جنيفر لورانس بطولة سلسلة
«ألعاب الجوع»، سيصور في بعض سهوب الصين وصحرائها بنظام الأبعاد
الثلاثة.
* نجاح ألماني
* داخل المسابقة توالت العروض، ومن بين الأفضل إلى الآن بضعة أفلام
ألمانية بينها فيلم آخر طويل (170 دقيقة) بعنوان «الشقيقتان
المحبوبتان» للمخرج العائد بعد انقطاع دومونيك غراف.
دراما تاريخية تدور حول الكاتب فريدريك شيلر وعلاقته المضطربة مع
شقيقتين تزوج إحداهما وعشق الأخرى، وذلك من بعد التمهيد لتقديم
الشقيقتين المتحابتين منذ الصغر ونشأتهما معا، ثم اضطرار إحداهما
الزواج من ثري لإنقاذ العائلة من الإفلاس. عند هذه النقطة من
حياتها التقت بالكاتب شيلر الذي حل في قصر العائلة ضيفا وتسلل
سريعا إلى قلبي الشقيقتين. فازت به المتزوجة إلى أن ترك القصر
واستقر في منزل منفصل ليتزوج من شقيقتها وينجب منها، لكن من دون أن
يتوقف عن لقاء الشقيقة، مما يسبب حرجا للجميع وعداوة بين
الشقيقتين.
يتحرك الفيلم مثل عربة خيل متعبة تتحرك ببطء، لكن هذه العربة تحمل
فوقها بذخا ملحوظا في التصاميم الفنية والتفاصيل التاريخية كاشفة
عن مخرج يعير الواقعية اهتمامه الكبير.
فيلم ألماني آخر نال إعجاب النسبة الغالبة من المشاهدين هو «محطات
الصليب» للمخرج دييتريش بروغنمان. هذا يدور حول فتاة في الرابعة
عشرة من العمر (تؤديها جيدا لي فان آكن) تقف على مفترق طرق في سن
حرجة.. من ناحية تنتمي لعائلة كاثوليكية محافظة ومن ناحية أخرى
لديها رغباتها العاطفية. الأمر لا ينحصر في تلك الرغبات، بل في أن
كل ما تريد الفتاة، واسمها ماريا، القيام به عليه المرور في فلتر
التقييم الديني لينال رضاه أو رفضه. بعد حين تشتد عليها الأزمة؛ إذ
تفقد بوصلة معرفة الصح من الخطأ.
* كسل أميركي
* أميركيا، جاء فيلم جورج كلوني «رجال النُصب» مخيبا للآمال.
الفيلم الذي يتولى التأكيد على أنه مقتبس من أحداث حقيقية مع
اللحظة الأولى للفيلم، يشتغل كما لو كان الموضوع هين جدا. هناك كسل
في إخراج هذا الفيلم، وفي الوقت ذاته نقص في أكسجينه. المشاهد
تتوالى مكتفية بإيحاءاتها من دون تفعيل حقيقي، ومن دون روح في بعض
الأحيان. كلوني الذي أنجز أربعة أفلام سابقة مخرجا، كل واحد منها
أفضل من هذا الفيلم، وبعضها أفضل بكثير، ربما قصد أن يقدم فيلما
يدور في رحى الحرب (أو ما تبقى منها) من دون أن يكون حربيا. عظيم.
لكن هذا وحده ليس ضمانة لعمل جيد.. في أفضل أحواله، هو مجرد
اختيار.
في البداية، نرى جورج كلوني يخاطب الرئيس الأميركي وبعض أعوانه
طالبا منهم السماح له بتشكيل فرقة من علماء الآثار واللوحات الفنية
(ستة أفراد) للسفر إلى أوروبا للبحث عن تلك اللوحات المسروقة من
قبل المحتلين النازيين. الموعد مناسب لأن النازيين كانوا بدأوا
يولون الأدبار من المساحات الهائلة من أراضي الدول الأوروبية
الأخرى التي استولوا عليها في السنوات الثلاث الأولى من الحرب
العالمية الثانية. يوافق الرئيس على الطلب، وها هو كلوني، الذي
يتمتع بلياقة بدنية جيدة، يؤلف فريقه: هوي بونفيل، مات دامون، بيل
موراي، جان دوجاردان، جون غودمان وبوب بالابان ولاحقا ينضم ديمتري
ليونيداس إلى الفريق. يصلون إلى النورماندي بعد التحرير، لكن لا
يمكن ملاحظة أن هذا النزول هادئ أكثر من اللزوم، كما لو أن
المجموعة حطت في سياحة على أحد سواحل هونولولو. يوزع رئيس الفريق
(كلوني) المهام مقسما الفريق إلى ثلاثة.. يرينا على الخريطة أين
سيتوجه كل فريق وماذا يتوقع له أن يجد.
تتوقع أن يبدأ الفيلم هنا.. السعي لإعادة اكتشاف اللوحات الثمينة
لكبار الفنانين لا يمكن أن يكون نزهة سياحية حتى ولو أن الأحداث
تقع بعد الأيام الأولى لاندحار القوات النازية عن بعض الأراضي
الفرنسية.. نعم، هناك مشهد لجون غودمان وجان دوجاردان يكتشفان فيه
أنهما محاطان بمجموعة من الجنود الألمان.. عظيم.. هل ننتظر معركة؟
نعم. هل تقع؟ لا. في مشهد آخر هناك رصاص قناص يطلق باتجاه بوب
بالابان وبيل موراي. يدخل موراي المبنى الذي يتحصن فيه القناص. هل
من معركة؟ لا. القناص ليس سوى صبي مرتعد. معالجة هذين المشهدين
تخفق في إثارة الاهتمام. كلاهما «ضد الذروة»
Anti Climax
في فيلم هو بدوره ضد الذروة كما لو أن المخرج ضاع فوق خارطة فما
عاد يعرف أي نوع من الأفلام هذا الذي بصدد إخراجه. الجزء الأكبر من
هذا الفقدان للبوصلة كامن في سيناريو يحكي قصة ولا يجيدها ثم لا
يحكي سواها. بعض المشاهد توفر صورا كاريكاتورية لشخصياتها. لا شيء
جادا (ناهيك بناجح) يمكن أن ينتج عن بيل موراي وهو يمثل شخصيته
المعتادة أو جون غودمان وهو يكاد لا يستطيع النهوض عن الأرض بسبب
ثقل وزنه، ولا بوب بالابان الذي يبدو أكبر سنا من أن يشترك في
مغامرة كهذه.
* والأسوأ الأرجنتيني
* الأسوأ منه (ومن أي فيلم آخر) فيلم أرجنتيني عنوانه «تاريخ
الخوف» لمخرج جديد اسمه بنجامين نيشتات. فيلم ممل وطويل رغم قصر
مدته نسبيا (79 دقيقة)، غير مترابط لا موضوعا ولا تسلسل أحداث ولا
حكاية أو شخصيات.. يشبه كثيرا وضع شخص يرتب صورا شخصية في التسلسل
الذي يريد فإذا بمشهد لسيارة بوليس تتوقف لمعالجة جرس إنذار في بيت
ما يليه مشهد لامرأة تكنس الأرض ويغمى عليها، لننتقل بعد ذلك إلى
مشهد لأولاد يرمون ألعابا نارية وسط الكلاب في الحديقة، ثم إلى
مشهد إخباري حول تعرض رجال بوليس لسيل من النيران.. أين هو الحدث
الرابط بين ما نراه؟ أمر لا يستطيع أحد معرفته وسيكون من الغريب
إذا ما كان للمخرج تفسير مقنع. البعض ربما عد ذلك فنّا، لكن الواقع
هو أنه ليس أكثر من تكريس لجهل واضح في تحقيق فيلم متكامل.
على ذلك، سنجد أن مؤسسة السينما القطرية وضعت مشروع المخرج المقبل
(ما زال بلا عنوان) ضمن 20 مشروعا ستمولها أو ستشارك في تمويلها.
ليس معروفا على أي أساس جرى هذا الانتقاء (وماذا عن باقي المشاريع
إذا ما كان الاختبار على هذا النحو)، لكن المعروف أن هذا المشروع،
وغالبا أي مشروع آخر، لن يبرح شاشات بعض المهرجانات الثانوية بعد
ليلة أمس.
* «الميدان» بلا ميزان
* عرض مهرجان برلين قبل يومين فيلم جيهان نجيم المرشح للأوسكار في
قسم السينما التسجيلية وعنوانه «الميدان». سبق للمخرجة أن حققت
فيلم انطلاقتها عن محطة «الجزيرة» بعنوان «غرفة الكونترول» الذي
نفذت منه للحديث عن الغزو الأميركي للعراق وكيف أن مكتب المحطة في
بغداد كان مستهدفا في حد ذاته. هنا لا حديث عن «الجزيرة» ولا
موقفها السلبي حيال الثورة المصرية منذ بدايتها ولا كيف تحمست
لوصول عضو الإخوان المسلمين محمد مرسي إلى الحكم، ثم انضمت إلى
أولئك المحتجين على قيام الجيش بخلعه من الحكم بموافقة شعبية زادت
نسبتها على الـ51 في المائة التي أوصلت مرسي إلى الحكم.
لا يثير هذا الجانب هم المخرجة نجيم، بل تحاول في نحو ساعتين
الإلمام بمسيرة الحياة السياسية من وجهة نظر الشارع الموحد في
البداية والمنقسم لاحقا. تنطلق من الميدان وتنتهي إليه بعد ثلاث
سنوات من الثورة.. تنطلق بالمرور سريعا على بداية الثورة التي أدت
إلى الإطاحة بالرئيس مبارك، وقد يكون السبب في ذلك أنها وجدت
العديد من الأفلام الوثائقية سبقتها إلى خوض غمار هذا الموضوع،
ولأنها تريد وقتا أطول لمتابعة الأحداث التي لا تتوقف.
بعد مبارك تصور نبض الشارع السعيد بذلك، ثم تبدأ المخرجة مرحلتها
الأصعب وهي تقديم (وإبراز) وجهة النظر في الفترة التي تلت ذلك
مباشرة والتي مارست فيها السلطة العسكرية الحلول العنيفة ذاتها
التي اعتمدها حكم مبارك قبل سقوطه. هذا ما يدلف بها إلى بداية الحس
العام بأن حزب الإخوان المسلمين يعملون لجانب العسكر على تفريغ
الثورة من مضامينها واستغلال الفترة الحرجة للتمكن من احتلال
البرلمان ثم الوصول بمحمد مرسي إلى الرئاسة.
مجال الفيلم الزمني، بعد ذلك، ضيق للتعريف الكامل بدور الإخوان
المسلمين في دفع البلاد إلى الهاوية والهيمنة على شرايين الحياة
على نحو ديكتاتوري شامل. تختصر المخرجة كل ذلك بتقرير قصير حول كيف
تصرف مرسي حال تسلمه كرسي الرئاسة وكيف عادت جموع الشعب، بالملايين
منه، لإعلان حكمها السريع ضده مما أدى إلى عزله وإلقاء القبض عليه.
لكنها لا تلومه ولا تظهر الضراوة التي حاول بها التمسك بالسلطة
وخروج أزلام الحزب لمهاجمة المعارضين له.
في المقابل، وعلى العكس من ذلك، تفرد معظم الوقت لتناول الكيفية
التي واجه بها الحكم العسكري، حال خلع الرئيس السابق حسني مبارك،
ثوار الميدان المطالبين برحيل الحكومة العسكرية. هذا اللاتوازن
يسجل على الفيلم الذي يدعي أنه متوازن، وهذا الادعاء يتخذ شكل
الحديث عن الثورات الثلاث متوالية: ضد حكم مبارك (نحو عشر دقائق)،
وضد سلطة العسكر، ثم ضد حكم الإخوان (نحو ربع ساعة).
جرى تصوير الفيلم على مراحل. النسخة التي شوهدت في مهرجان «صندانس»
في مطلع العام الماضي لم تضم دحر الثوار حكم الرئيس الإخواني، هذا
جاء لاحقا. من حيث مستوى العمل، لا ريب أن المخرجة تعرف كيف تخلق
للمادة المصورة حضورها الصحيح. بعض المشاهد موزعة على النحو الصحيح
تماما لكي تعبر عن المرحلة في مونتاج جيد وواع لطبيعة النظرة
البانورامية التي تبغيها المخرجة. في هذا الصدد هو فيلم جيد، وما
شوهد من أفلام تسجيلية أخرى من تلك المنافسة على الأوسكار يشي بأن
المنافسة ستكون كبيرة. |