برلين السينمائي:
بوشارب بالمسابقة والباقي بالمنتدى
أمير العمري
تفتتح في السادس من فبراير الدورة الرابعة والستون من مهرجان برلين
السينمائي بالفيلم الأمريكي "فندق بودابست الكبير" إخراج ويس
أندرسون، وبطولة رالف فينيس وموراي ابراهام ومارلو أمالريك، وسيعرض
هذا الفيلم خارج المسابقة، وهو من الإنتاج المشترك بين ألمانيا
وبريطانيا، ويختتم المهرجان في الخامس عشر من فبراير بتوزيع
الجوائز على الأفلام الفائزة في مسابقات المهرجان.
يعرض المهرجان ما يقرب من 400 فيلم، ما بين طويل وقصير، عبر أقسامه
المختلفة وهي 10 أقسام: المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة (20
فيلما)، مسابقة الأفلام القصيرة (21 فيلما)، عروض خاصة لأفلام خارج
المسابقة (12 فيلما)، البانوراما (36 فيلما روائيا، و16 فيلما
تسجيليا طويلا)، و"آفاق السينما الألمانية" (16 فيلما)، "أفلام
الجيل الجديد" (60 فيلما طويلا وقصيرا من 35 دولة، منها 14 في
مسابقة خاصة بهذا القسم)، احتفاء خاص بالمخرج البريطاني كن لوتش
(تعرض 10 من أفلامه)، إحتفاء خاص بالإضاءة في السينما من خلال عرض
40 فيلما صامتا وناطقا من تاريخ السينما العالمية، كما ستعرض نسخة
جديدة تمت استعادتها من الفيلم الكلاسيكي الألماني الشهير "عيادة
الدكتور كاليجاري" (1920) من إخراج فريدريك مورناو، بالاضاقة الى
خمسة أفلام أخرى مثل "متمرد بلا قضية" لايليا كازان، و"كارافاجيو:
لديريك جارمان، و"البطل" لساتيا جيتراي.
أخيرا يأتي قسم "المنتدى" أو ما يعرف بالفوروم، وهو يتكون في
الواقع من قسمين: "المنتدي" (36 فيلما)، ثم "المنتدى الممتد" (52
فيلما من 20 دولة).. وهناك أيضا العروض الخاصة بالمنتدى (12 فيلما)
من الأفلام التي أعيد إكتشافها أو الأفلام ذات القيمة التاريخية.
المسابقة الرسمية
تشمل المسابقة 20 فيلما روائيا طويلا ( منها أربعة أفلام من الدولة
المضيفة ألمانيا للمرة الأولى منذ سنوات بعيدة (بالإضافة إلى وجود
المانيا كطرف انتاجي مشترك في أربعة أفلام أخرى كما أن فيلم
الافتتاح أيضا "فندق بودابست الكبير" الذي صور بالكامل في مناطق
مختلفة من ألمانيا وكذلك في ستديوهات بابلسبرج الشهيرة في ضواحي
برلين) وهناك بالمسابقة أيضا ثلاثة أفلام من الصين، وفيلمان من
الأرجنتين، وفيلمان من بريطانيا، وفيلم واحد من كل من الولايات
المتحدة واسبانيا وفرنسا واليونان والنرويج واليابان والنمسا
والبرازيل والجزائر (إذا نسبنا الفيلم لثقافة مخرجه فهو فرنسي
الجنسية من اصل جزائري).
من أهم أفلام المسابقة الرسمية هذا العام فيلم المخرج الفرنسي
الكبير آلان رينيه (91 سنة) آخرعمالقة جيل الموجة الجديدة في
السينما الفرنسية الذين لايزالون على قيد الحياة مع زميله جان لوك
جودار (83 سنة) وأنييس فاردا (85 سنة). وكان رينيه قد قدم فيلمه
السابق "أنت لم تر شيئا" في مسابقة مهرجان كان عام 2012 وتصور
الكثيرين أنه سيتوقف بعده، أي أنه سيكون فيلمه الأخير فقد كان يصور
فيه رؤية مؤلف مسرحي توفي بالفعل، ويتحدث الآن من خلال شريط فيديو
تركه خلفه، وأوصى بدعوة اصدقائه والممثلين الذين لعبوا أدوارا
مشهورة في مسرحياته لمشاهدته. أما الفيلم الجديد – وهو بالفعل
مفاجاة سارة- فهو حسب إسمه بالفرنسية "أحب، واشرب، وغني" أما
العنوان بالإنجليزية فهو "حياة ريلي".
في المسابقة أيضا الفيلم الجديد للمخرج الجزائري الأصل رشيد بوشارب،
وهو من الإنتاج المشترك (بين فرنسا- الجزائر- بلجيكا- أمريكا)
ويحمل عنوان "رجلان في المدينة"، وقصة الفيلم مقتبسة من فيلم
تليفزيوني فرنسي عرض عام 1973 بالعنوان نفسه من تأليف جوسيه
جيوفاني، وقد قام بوشارب بتغيير موقع الأحداث من فرنسا إلى
أمريكا.. في بلدة في جنوب غرب الولايات المتحدة قرب الحدود
المكسيكية، كما غير زمن وقوع القصة من السبعينيات إلى الوقت
الحاضر، وهو يتناول فيه العلاقة بين الغرب والعالم العربي مع تصاعد
مشاعرالعداء للعرب بعد 11 سبتمبر 2001، من خلال قصة تقع أحداثها في
مدينة أمريكية صغيرة. وبطل الفيلم رجل أسود ذو تاريخ إجرامي، تخصص
في سرقة الخزائن دخل السجن حيث يعتنق الإسلام ثم غادر حديثا، يريد
أن يعيش حياة مستقيمة، فيرتبط بعلاقة حب مع امرأة، ويعثر على عمل
شريف، لكن أفراد العصابة التي كان يعمل لها يريدون دفعه للعودة إلى
عالم الإجرام مرة أخرى.
والفيلم ناطق بالإنجليزية ويقوم بدور البطولة فيه الممثل الأمريكي
فورست ويتيكر أمام إيلين برستاين وهارفي كايتل وبريندا بليثين
ولويس جوزمان.
الفيلم الأمريكي بالمسابقة هو فيلم
Boyhood
أو "الصبا" وهو من تأليف وإخراج ريتشارد لينكلاتر، وبطولة باتريشيا
أركيت وإيثان هوك ويبغ زمن عرضه 164 دقيقة، وقد صور على مدار 12
عاما فهو يروي كيف يقوم زوجان مطلقان بتربية إبنهما، ويتابع نمو
وعي الولد من سن السادسة إلى الثامنة عشرة.
ويعرض بالمسابقة الفيلم البريطاني الجديد "71" من إخراج يان ديمانج
(وهو فيلمه السينمائي الأول)، وتدور أحداثه في أيرلندا الشمالية في
عام 1971 مع انفجار الصراع السياسي الطائفي في شوارع بلفاست وهو
الصراع الذي سيستمر لعقود، في ليلة المظاهرات الضخمة هناك، يضل
الطريق، عسكري إنجليزي من القوات التي كانت الحكومة البريطانية قد
أرسلتها لحفظ النظام هناك، ويفقد الصلة تماما مع باقي أفراد فصيلته
ويتعين عليه بعد ذلك أن يجد طريقة للعودة إلى بلاده وسط اجواء
معادية حيث لا يمكنه الثقة في أحد.
في المسابقة 3 أفلام من الصين هي "فحم أسود.. ثلج رقيق" للمخرج باي
ري يان هيو، و"منطقة محايدة" لوي رين أو، و"تدليك أعمى" لتوي نا.
وليس معروفا مستوى هذه الأفلام وما إذا كانت تعبر عن جيل جديد من
السينمائيين الصينيين قد يستعيد السمعة التي أكسبها مخرجو "الجيل
الخامس" للفيلم الصيني في التسعينيات.
ومن أهم الأفلام الألمانية الجديدة في المسابقة فيلم "الشقيقتان
المحبوبتان" للمخرجة دومنيك جراف، ويصور قصة تدور في القرن الثامن
عشر حول وقوع الفيسلوف والكاتب الألماني الشهير شيللر في حب
شقيقتين في وقت واحد وحيرته بينهما، في حين أن إحداهما متزوجة.
وتقدم المخرجة البيروفية كلاوديا لوسا
Claudia Llosa (صاحبة
فيلم حليب الأسى- 2009) فيلمها الجديد "مرتفع"
Aloft
الناطق بالإنجليزية، ومن بطولة جنيفر كونيللي وسيليان ميرفي
وميلاني لورنت، وتدور أحداثه بين ولاية مينيسوتا وكندا حول أم وإبن
افترقا عن بعضهما البعض منذ فترة طويلة في ظروف مأساوية، واتخذا
طريقين مختلفين تماما في الحياة، والآن تظهر صحفية تحاول أن تجمع
بينهما مجددا.
لجنة التحكيم
تتكون لجنة التحكيم الدولية في المهرجان من رئيس و7 أعضاء، يرأسها
المنتج الأمريكي جورج شاموس (جبل بروكباك) وتضم المنتجة الأمريكية
باربره بروكوللي (منتجة أفلام جيمس بوند منذ "مشهد للقتل" بعد أن
ورثت السلسلة عن أبيها)، والممثلة الدنماركية ترين درهولم،
والمخرجة والرسامة الإيرانية ميترا فرحاني التي تقيم حاليا في
باريس، والممثلة الأمريكية جريتا جرويج، والمخرج الفرنسي ميشيل
جوندري، والممثل الصيني (من هونج كونج) توني ليونج، والممثل
الألماني كريستوف فالتتز.
وتمنح لجنة التحكيم جوائز (الدب الذهبي) لأحسن فيلم، والدب الفضي
(جائزة لجنة التحكيم)، والدب الفضي (ألفريد باور) لأحسن فيلم يفتح
آفاقا جديدة في التعبير السينمائي، والدب الفضي لأحسن مخرج، والدب
الفضي لأحسن ممثلة، والدب الفضي لأحسن ممثل، والدب الفضي لأحسن
مساهمة فنية في التصوير أو المونتاج أو الموسيقى أو الأزياء أو
الديكور.
في مسابقة الأفلام القصيرة
وفي مسابقة الأفلام القصيرة أيضا فيلم "زينوس" (13 دقيقة) للمخرج
الفلسطيني مهدي فليفل الذي يستكمل فيه رحلة بطله في فيلمه الطويل
السابق "العالم ليس لنا" خارج المخيم، في أوروبا، كما يعرض فيلم
يمثل فلسطين واسرائيل بعنوان "إبتسم يبتسم العالم" (21 دقيقة)
اشترك في اهراجه ثلاثة مخرجين هم إيهاب طرابي وفاميلي الحداد ويوف
جروس. وفي المسابقة نفسها يعرض فيلم "أم أميرة" (25 دققة" للمخرج
ناجي اسماعيل، كما يعرض فيلم "23 أغسطس 2008" الذي يروي فيه
العراقي فيصل عبد الله كيف فقد شقيقه في العراق، وهو من الانتاج
البريطاني.
وهناك لجنة تحكيم من ثلاثة أعضاء لتحكيم الأفلام القصيرة تضم
اللبنانية مديرة مشروع "أشكال ألوان" للفنون.
في المنتدى الممتد
وضمن قسم "المنتدى الممتد" يعرض ثلاثة أفلام تمثل مصر الأول هو
فيلم "الميدان" لجيهان نجيم الذي يؤرخ للثورة المصرية المستمرة منذ
ثلاث سنوات، وهو الفيلم المرشح للأوسكار ضمن تصنيف أحسن فيلم
تسجيلي طويل وسبق عرضه في كثير من المهرجانات، والثاني هو الفيلم
الجديد "أريج" أو "عطر الثورة" للباحثة- المخرجة فيولا شفيق، وهو
فيلم تسجيلي طويل الذي تحاول أن تقدم فيه صورة مكثفة لمصر المعاصرة
في ضوء الأحداث السياسية المتواترة. أما الفيلم الثالث فهو من
الأفلام القصيرة ويحمل عنوان "من خلف الأثار" اخراج ياسمينه متولي.
ويعرض في "المنتدى الممتد" أيضا الفيلم الذي أمكن إعادة المونتاج
له "ذاكرة المعسكرات" ولكن تحت إسم جديد له هو "ذاكرة المعسكرات:
إحصائية حقيقية) وهو فيلم تسجيلي (دعائي) قديم من 1945 كان الحلفاء
قد كلفوا الفريد هيتشكوك بصنعه بعد الحرب الثانية، وقصد به مواجهة
الألمان بما ارتكب من فظائع داخل معسكرات الاعتقال النازية وخصوصا
معسكر بيرجن- بيلزن. وقد تمكن الباحث والمونتير البريطاني توبي
هاجيس (بتمويل من متحف الحرب الإمبريالي البريطاني) من اضافة
الكثير من اللقطات التي صورها السوفيت والأمريكيون في المعسكرات
الواقعة في جنوب ألمانيا إلى الفيلم الذي كان قد عرضت منه أجزاء
(من نسخة هيتشكوك) في مهرجان برلين عام 1984.
وكان هذا الفيلم قد اختفى في الأرشيف وأهمل طويلا بسبب ما اعتبره
البريطانيون الذين تحمسوا أصلا لانتاجه، فيلما تجاوزته التطورات
السياسية في ألمانيا وأوروبا. وعن قصة اعادة اكتشافه واستكماله
سيعرض في قسم العروض الخاصة في المهرجان الكبير فيلم "الليل سيهبط" Night Will Fall
في "المنتدى الممتد" يعرض فيلمان من لبنان
أولهما بعنوان "مشروع الشيخ إمام" (عن المغني الشعبي الثوري المصري
الراحل) للمخرج غيث الأمين، والثاني هو الفيلم القصير "نص خطوة"
لجو نعمي. ويعرض ممثلا للمملكة العربية السعودية فيلم قصير بعنوان
"اوراق الشجر تتساقط في كل الفصول" إخراج أحمد مطر.
وضمن العروض التي ستقام في إطار "المنتدى الممتد" عرض فيديو تجريبي
من مصر تحت عنوان "موسيقى للمتجولين" تقدمه ملاك حلمي، وعرض آخر
بعنوان "حالة للدراسة" لهبة أمين، وعرض ثالث من الأردن بعنوان
"غوريلا 8 قطع" لفراس شهادة.
ويعتبر الفوروم أو المنتدى مهرجانا موازيا قائما بذاته على غرار
نصف شهر المخرجين في مهرجان كان السينمائي، وكان قد نشأ أصلا كنوع
من التمرد على المهرجان الرسمي في أعقاب الانتفاضة الشبابية الضخمة
في 1968 وإسمه الكامل "المنتدى الدولي للسينما الشابة" وهو يستوعب
الكثير من أفلام السينمائيين الشباب وينفتح كثيرا على سينما العالم
والعالم الثالث، ويعرض أفلاما قد لا تثير شهية مبرمجي المهرجان
الرسمي. ومنذ عام 1970 أصبح جزءا من المهرجان الرسمي وأضيف إليه
قسم "المنتدى ممتدا" (أو (إمتداد المنتدى) في عام 2006. |