«فندق
بودابست الكبير» يفتتح المهرجان الليلة
«البرلينالي
64» يدور في فلك هوليوود
رسالة برلين: إبراهيم توتونجي
اليوم، يتم التأكد من أن كل الأضواء الساطعة على ساحة "البوتسدامر"،
حيث مقر "مهرجان برلين السينمائي الدولي" (البرلينالي) في دورته
الرابعة والستين.. مشعة. سوف يتم التأكد أيضاً من أن منحوتات
"الدببة"، بما فيها القطعة الذهبية، هي ناصعة البريق، وجاهزة لكي
تهدى بعد 10 أيام إلى مبدعين وفدوا من دول العالم كافة، ليتسابقوا
في أرقى مهرجانات السينما في العالم، وأهمها، "المهرجان العجوز"
الذي يعده عشاق السينما افتتاحية "الروزنامة السينمائية" لكل عام،
الذي يعرض هذه السنة أكثر من 400 فيلم لأكثر من 45 ألف مشاهد، من
بينهم 300 صحافي.
نحو الأطلنطي
ما يميّز هذه الدورة عن سابقاتها (التي وجدت فيها "البيان" خلال
السنوات الخمس الماضية)، هو تكريس لما كنا قد توقعناه وأشرنا إليه،
من أن "البرلينالي" ينحو تجاه "الألق الهوليودي"، تاركاً تشبثه
بصورته كمهرجان رصين يعرض السينما "المضادة لهوليود" (آرت هاوس
سينما) ولا يتنازل عن أجندته السياسية. بالطبع، هذا لا يعني أننا
بين عام وضحاه، بتنا نصنف "البرلينالي" بوصفه "مهرجان نجوم"، لكن
جرعة هؤلاء الآتين منخلف الأطلنطي، باتت أكبر من السنوات الماضية،
كما أن الاحتفاء بهم والتركيز عليهم حتى في التصريحات الرسمية
الصادرة عن المهرجان بات أقوى.
قافلة على السجادة
بوسعنا القول إن الدورة الرابعة والستين، التي تستمر حتى السادس
عشر من فبراير، هي "هوليوود فراندلي"، أو كما يقال فيها سطوع أقوى
لـ "قوة النجوم" (ستارز باور)، إذاً، هي دورة سترضي النقاد، كما
عشاق جمع "الأوتوغرافات" من النجوم. يكفي أن يصيح رئيس المهرجان
"كلوني هنا.. معنا"، كي تحتشد صفوف المعجبين، غير آبهة بالصقيع
المتناثر على شكل نتف ثلج، يزيد، مع خلفية السجادة الحمراء، من
حميمية المشهد الاحتفالي و.. "دفئه"!. ليس فقط "أوسم ممثلي
هوليوود"، بل أيضاً فورست ويتاكر، مات ديمون (ضيف متكرر على
المهرجان)، بيل موري، ايثان هوك وشارلوت غينسبيرغ.
مفاجأة غير معهودة
أكبر مفاجأة تثبت "اللوثة الأميركية" الآخذة بالتمدد لـ "برلينالي"،
هو قراره افتتاح أيامه هذا العام، بحلقات حصرية من مسلسل تلفزيوني
أميركي شهير، في سابقة قد تكون الأولى من نوعها في تاريخ المهرجان،
وربما في سياق المهرجانات الأخرى.
إذ يتم عرض أول حلقتين من الموسم الثاني للمسلسل الشهير الحائز على
جائزة "ايمي" (هاوس أوف كاردز) أو "بيت اللعب"، في احتفالية خاصة
مساء اليوم الأول. الحلقات التي تابعها الملايين من المشاهدين في
العالم، في موسمها الأول، حاز المهرجان على سبق عرض حلقتين منها
للجمهور الألماني، بينما ستصبح متاحة للجمهور الأميركي والعالمي
كاملة على الإنترنت بعد ثمانية أيام.
عودة سكورسيزي
أحد الرموز الهوليوودية الكبيرة التي ستكون موجودة أيضاً، المخرج
الشهير مارتن سكورسيزي، الذي يشارك بفيلم وثائقي يحمل عنوان
"نيويورك ريفيو أوف بوكس: الوثائقي"، يتمحور حول المطبوعة
النيويوركية المتخصصة في الفكر والسياسة وعروضات الكتب، والتي
تعتبر إحدى أشهر المطبوعات الثقافية في العالم
The New York Review of Books.
وهو الفيلم الذي يشكل "ختام مسك المهرجان"، ما إن أعلن عن مشاركته،
حتى سرق الأضواء حتى من الأفلام المشاركة ضمن المسابقة الرسمية.
حدث وطني
بعض الأفلام أيضاً، في المسابقة الرسمية، حاشد بالنجوم. فيلم
الافتتاح "ذا غراند بودابست هوتيل" أو "فندق بودابست الكبير"
للمخرج ويس اندرسون، يضم في "غرفه" كلاً من رالف فينس، ادوارد
نورتن، تيلدا سوينتن، جود لو، أدريان لوبي، ليا سيدو وسويرز رونان.
يوم السبت، سيمشي جورج كلوني، مع الفيلم الذي أخرجه "ذا مونيمنتس
مان"، على السجادة الحمراء، وإن خارج المنافسة، ومعه في الفيلم
ديمون وموري والرائعة كيت بلانشيت وجون دوجاردان. بينما يأتي
ريشارد لينكلاتر من "مهرجان صاندانس" لكي يقدم فيلمه "بويهود" أو
"الصبا" في عرضه العالمي الأول، وضمن المسابقة الرسمية.
يقول مدير المهرجان ديتر كوسليك عن هذا الحشد الهوليوودي من النجوم
الموجودين في هذه الدورة: "إنه أمر ضروري، ليس فقط على مستوى
المهرجان، وإنما أيضاً على مستوى ألمانيا ككل، أن يزورنا هذا الحشد
من النجوم العالميين".
المتنافسون
لائحة الأفلام العشرين المتنافسة على "الدب الذهبي" هذا العام،
تضم: «فندق غراند بودابست» (الولايات المتحدة الأميركية) لويز
أندرسون، و«باي ري يان هو» أو «الفحم الأسود والثلج الرقيق»
(الصين) للمخرج ينان دياو، والفيلم الأميركي «بويهود» أو «الصبا»
للمخرج ريتشارد لينكلاتر، و«تشيزاي أوشي» أو «المنزل الصغير»
(اليابان) ليويي يامادا، والفيلم الأرجنتيني «هيستوريا ديل ميدو»
أو «تاريخ الخوف» للمخرج بنيامين نايشتات.
وكذلك فيلم «جاك» (ألمانيا) لإدوارد بيرغر، والفيلم النرويجي
«كرافتيديوتن» أو «في ترتيب الاختفاء» للمخرج هانز بيتر مولاند،
والفيلم الألماني «كرويتس فيج» أو «مفترق طرق» للمخرج ديتريش
بروجيمان.
كما يشارك في المسابقة الرئيسة للبرلينالة الفيلم الأرجنتيني «لا
تيرسيرا أوريلا» أو «الجانب الثالث من النهر» للمخرجة سيلينا
مورجا، والفيلم الفرنسي «لا فوي ديلنمي» أو «رجلان في المدينة»،
للمخرج الجزائري الأصل رشيد بوشارب، والفيلم النمساوي «موكوندو»
للمخرجة زودابه مورتيتساي، والفيلم البرازيلي «برايا دو فوتورو»
للمخرج كريم إينوز.
بالإضافة إلى الفيلم الصيني «توي نا» أو «التدليك الأعمى» للمخرج
يي لو، والفيلم الصيني «وو رين كو» أو «أرض بلا صاحب» للمخرج هاو
نينج، والفيلم الألماني «تسفيشن فيلتن» أو «في منتصف العالم»
للمخرج فيو الاداج. والفيلم البريطاني «71» للمخرج يان ديمانج،
والفيلم الفرنسي «إيميه بوار إيه شانتيه» أو «حياة رايلي» للمخرج
آلان ريسنيه، وفيلم «الوفت» من بيرو إخراج كلاوديا لوسا، والفيلم
الألماني «دي جيليبتن شفسترن» أو «الأخوات المحبوبات» للمخرج
دومينيك غراف، والفيلم اليوناني «ستراتوس» للمخرج يانيس أكونوميديس.
رشيد بو شارب: «طريق العدو» ضد نظرية صدام الحضارات
إنه الفيلم العاشر في مسار المخرج الفرنكفوني ، وتعد هذه ثالث
مشاركة لرشيد بوشارب في مهرجان برلين بعد فيلم "سنغال الصغيرة"
المنتج سنة 2001، و"نهر لندن" سنة 2009، اللذين سبق وعرضا في
"برلين السينمائي". هذه المرة "طريق العدو" صوره في الولايات
المتحدة الأميركية، مع نجوم مرموقين، ما فتح المجال أمام سؤاله إن
كان ينوي التوجه أكثر صوب هوليوود.
بو شارب لا يحبذ توصيفات الصحافة بوصفه بات "مخرجاً أميركياً". يرد
بالقول: "لا أزال المخرج الفرنسي الذي يصور أفلاماً خارج حدود
فرنسا. أفضل أن أضعها على هذا النحو". بل إنه يرفض "شبهة" كونه
يخرج أفلاماً لكي تتلاءم مع شباك التذاكر الأميركي: "الفيلمان هما
جزء من ثلاثية سينمائية تتمحور حول العلاقات بين العالم العربي
والولايات المتحدة الأميركية. إنها طريقة للرد على تسويق نظرية
صدام الحضارات التي انتشرت بقوة بعد أحداث سبتمبر 2001".
أساليب متنوعة
ويبدو المخرج حريصاً على تنويع أساليبه السينمائية في هذه
الثلاثية. فالجزء الأول "فقط مثل امرأة"، اتخذ الطابع الاجتماعي
الحميمي، حيث قصة سيدتين تتحضران لمسابقة من أجل قبولهما في مدرسة
تعليم رقص شرقي، أما
فيلمه الجديد فهو يتخذ طابع أفلام "الويسترن" الحديثة. ويتحدث عن
الجزء الثالث من هذه الثلاثية بالقول: "سيكون الجزء الثالث متخذاً
طابع الكوميديا الممزوجة بالاجتماعي، عبر قصة صداقة تجمع بين
رجلين، أحدهما أميركي من أصول أفريقية وفرنسي من أصول عربية".
الفيلم كتبه السيناريست الشهير لاري غروس، صاحب فيلم "48 ساعة"،
وسيكون فيه ايدي مورفي ونيك نولت.
طريق العدو
ويعود للتحدث عن "طريق العدو" الذي يتنافس على "الدب الذهبي"
بالقول: "إنه توليف حر جداً عن الرواية الكلاسيكية لخوسيه جيوفاني.
قمت مع أوليفيه لوريل وياسمينا خضرا بكتابة السيناريو، وحافظنا على
البعد الاجتماعي في الرواية".
اعتناق الإسلام
يتحدث الفيلم عن مواطن أفرو أميركي، يدعى ويليام غارنيت، تمثيل "(فورست
وايتكر) قضى 18 سنة في السجن، خلال هذه المدة يقرر اعتناق الإسلام،
وبعد انقضاء فترة سجنه يسعى لإيجاد معنى آخر لحياته، وبنائها على
أسس صحيحة، وكذا إيجاد طريق جديد يسلكه بعيداً عن ماضيه الذي يبقى
يلاحقه كملاحقة الشريف "بيل أجاتي" له، تمثيل "هارفي كيتل"،
المتمسك بفكرة أن ويليام مجرم ميؤوس من حاله، ولا بد أن يقضي بقية
حياته في السجن، نظراً للجرائم التي ارتكبها سابقاً، ومن هنا يبدأ
الصراع، ومع ذلك يسعى البطل من جهته بعد إسلامه أن يندمج في
مجتمعه، رغم الكثير من الصعوبات والمشاكل التي تواجهه في تلك
المرحلة، هذا، وقد تم تصوير أحداث الفيلم البوليسي في البداية
بالسجن، لتنتقل بعدها كاميرا المخرج إلى الحدود المكسيكية لرصد
تطورات القصة.
وعن اختيار الحدود المكسيكية، يقول بو شارب: "أردت ذلك المكان لأنه
يذكرني باورسين ويلز و(لا سوا دو مال). وهو مكان مثالي دوماً
لإثارة الحوار عن الهجرة إلى الولايات المتحدة الأميركية".
الأميركي شاموس يرأس لجنة التحكيم
يرأس المنتج الأميركي البارز وكاتب السيناريو، جيمس شاموس، لجنة
التحكيم بمهرجان برلين السينمائي الشهر المقبل، والتي تضم في
عضويتها الممثل الصيني البارز، توني لونج. ومن بين أعضاء لجنة
التحكيم الآخرين، الذين سيمنحون الجوائز الكبرى لمهرجان برلين "برلينالة"،
بما فيها الدب الذهبي لأفضل فيلم، المنتجة الأميركية بربارا
بروكولي، والممثل الدنماركي ترين ديرهولم، والمخرجة الإيرانية
ميترا فارهاني، والمخرج الفرنسي ميشال جندري.
حضور عربي كثيف في مسابقة الأفلام القصيرة
الحضور العربي بدا مكثفاً في مسابقة الأفلام القصيرة، التي ينافس
فيها المخرج الفلسطيني مهدي فليفل بفيلمه «زينوس»، والمصري ناجي
إسماعيل بفيلمه «أم أميرة»، والعراقي فيصل عبدالله بفيلمه «23
أغسطس 2008».
كما حضرت السينما العربية أيضاً بكثافة في قسم «المنتدى الممتد»
عبر 7 أفلام عربية بين قصيرة وطويلة، هي «الميدان» للمخرجة المصرية
جيهان نجيم، وهو الفيلم المرشح للأوسكار عن فئة أفضل فيلم وثائقي،
و«أريج» أو «عطر الثورة» للمخرجة فيولا شفيق.
وفيلم «من خلف الآثار» للمخرجة ياسمينة متولي، و«مشروع الشيخ إمام»
للمخرج اللبناني غيث الأمين، و«نص خطوة» للبناني جو نعمي،
و«مونديال» للمخرج اللبناني روي ديب، والفيلم الكويتي «وراء الشمس»
إخراج منيرة القديري، والفيلم السعودي «الأوراق تسقط في كل الفصول»
إخراج أحمد مطر. وضمن العروض التي ستقام في إطار «المنتدى الممتد»
عرض فيديو تجريبي من مصر تحت عنوان «موسيقى للمتجولين».
«كوميكس»
من المفيد، الإشارة إلى أن فيلم "اميركان هاسل" لديفيد أو راسيل،
سبق لـ "مهرجان دبي السينمائي" في دورته الماضية قبل شهرين أن
عرضه، وسيعرضه "البرلينالي" خارج المنافسة، كما فيلم "سنوبيرسير"
المأخوذ عن قصص "الرسوم المصور" (كوميكس) الكورية الشهيرة "بونغ
جون هو" أو "المضيف". في الفيلم أيضاً تيلدا سوانتن، وجون هارت، مع
نجوم كوريين.
جدار
لفترة تزيد على ثلاثة شهور، سبقت تصوير الفيلم، استطلع بو شارب
الحدود، في كاليفورنيا وأريزونا ونيومكسيكو، حيث "أقام بوش جداراً
لكي يمنع الفقراء من العبور إلى الولايات المتحدة الأميركية.
"التقيت بأعضاء من "حزب الشاي"، مسؤولين في الشرطة، مدنيين منضمين
في ميلشيات محلية".
في مجال آخر، سبق للمخرج أن أعلن أنه يطمح لإخراج فيلم عن الثورة
الفرنسية، إذ إن ما يحصل في فرنسا من تحولات مدعاة قلق بالنسبة له،
"فرنسا في تحول، هناك فقدان للعدالة، عنف اقتصادي، ونخبة تتمتع
بالامتيازات وتزداد غروراً وعجرفة!". |