توفي صباح الأحد 18 أغسطس المخرج القدير توفيق صالح عن عمر 87 عاما
بعد صراع مع المرض في الفتره الماضية .
ولد المخرج الراحل توفيق صالح في الإسكندرية في 27 أكتوبر 1926، كان
والده طبيبا يعمل في الحجر الصحي في الموانئ وبحكم ظروف عمل والده قضي
طفولته المبكرة متنقلا بين عدة عدة مدن ساحلية مختلفة إلى أن استقرت
العائلة في الإسكندرية.
تعلم في كلية فكتوريا و كان يوسف شاهين زميله على مقاعد الدراس وبعد
تخرجه من المدرسة درس الأدب الإنجليزي في جامعة الإسكندرية وحصل على
البكالوريوس عام 1949.
قام بإخراج مسرحية "رصاصة في القلب"في آخر عام له في التعليم وتم
عرضها في جمعية الصداقة الفرنسية وعلى إثرها عرض عليه رئيس القسم الفرنسي
في كلية الآداب بعثة لدراسة المسرح في فرنسا لكنه طلب أن يدرس السينما .،
كان يعمل قبل سفره مساعدا للمخرج حسين فوزي إلا أن خلافات بينه وبين نعيمة
عاكف -زوجة حسين فوزي- حالت دون استمراره في عمله هذا.
غادر توفيق صالح إلى فرنسا عام 1950 لدراسة السينما في باريس، قابل
هناك عالم الجمال "ايتان سوريو" فتغيرت حياته حيث ترك السوربون ودرس الرسم
والفوتوغرافيا وذهب إلى اللوفر وتعرف على الأدب الروسي فسحبت منه المنحة
بعد سنة واحدة لعدم انتظامه في الدراسة لكنه عاش في باريس لسنتين إضافيتين
قام فيها بتثقيف نفسه بالقراءة ومشاهدة الأفلام وحضور المعارض المختلفة
كما عمل مساعد مخرج في ثلاثة أفلام فرنسية.
بعد عودته إلى القاهرة في ديسمبر 1953 تعرف على نجيب محفوظ الذي عمل
في تلك الفترة مؤلفا للسينما وعرض عليه معالجة سينمائية كان قد ألفها أثناء
إقامته في باريس. نصحه محفوظ بعدم تنفيذها "لئلا يتهم بالشيوعية" وقام
محفوظ بإعادة صياغتها مغيّرا موقع الأحداث إلى حارة قاهرية وأعطاها عنوان
"درب المهابيل" ثم عملا معا على كتابة سيناريو الفيلم الذي أنتج عام 1955.
لعبت الصدفة دورها مع صالح بعد مرض المنتج والمخرج عز الدين ذو
الفقار فانتقلت إليه مهمة إخراج فيلم " صراع الأبطال" فقام بتعديلات على
السيناريو وأخرج الفيلم سنة 1962.
من أهم أعماله السينمائيه " المتمردون" الذي أنتج عام 1966 ولم يصرح
بعرض الفيلم إلا عام 1968 بعد أحداث يونيو 1967. ,فيلم " يوميات نائب في
الأرياف" عام 1968 وفيلم "السيد البلطي" عام 1967 عن رواية صالح مرسي"
زقاق السيد البلطي" و " المخدوعون " عام 1972 إنتاج سوري عن رواية "رجال
في الشمس" لغسان كنفاني. و "الأيام الطويلة 1980 " إنتاج عراقي .
كما قدم المخرج توفيق صالح عدد من الأفلام التسجيلية والقصيرة منها
"كورنيش النيل" 1956 و "فن العرائس" 1957 و " نهضتنا الصناعية" 1959 و "
من نحن" 1960.. وهو فيلم باللغة الإنجليزية عن اللاجئين الفلسطينيين و "
نحو المجهول" 1960 و " القلة" 1961 و " فجر الحضارة" 1977 إنتاج العراق
وهو عن الحضارة السومرية القديمة.
أخبار اليوم المصرية في
18/08/2013
وفاة المخرج "توفيق صالح" أحد حرافيش نجيب محفوظ
وكالة أنباء الشعر- ولاء عبدالله
توفى صباح اليوم ،الأحد، مخرج الواقعية المصرية توفيق صالح، أحد
حرافيش الأديب العالمي نجيب محفوظ، عن عُمر 87 عامًا،
بعد صراع طويل مع المرض.
والراحل من مواليد 27 أكتوبر عام 1926، بالإسكندرية، سافر إلى فرنسا
لتعلم السينما عام 1950، وعمل هناك في عدد من الأفلام الفرنسية كمساعد
مخرج، ثم عاد لمصر ليقدم قائمة قصيرة جدا من الأفلام فرصيده " 8 أفلام
روائية طويلة، و7 أفلام قصيرة"
قال عنه الأديب العالمي نجيب محفوظ:"لا يختلف اثنان في مصر علي موهبة
توفيق صالح وقدرته الفنية وثقافته وأنا اعتبر أفلامه علي قلتها من أفضل
الأعمال في تاريخ السينما المصرية"، وكان صالح قد بدأ مسيرتها بفيلم "درب
المهابيل" في 1955، وهو من تأليف محفوظ.
وقدم صالح في مسيرته أيضا رواية "يوميات نائب في الأرياف" للأديب
توفيق الحكيم إلى السينما، إضافة إلىالفيلم الروائي "المخدوعون"، والذي
قدمه في 1972 عن رواية "رجال الشمس" للكاتب الفلسطيني الراحل "غسان
كنفاني"، والذي نال اهتماما كبيرا.
سبق أن تحدث "صالح" كثيرا عن علاقته بأديب نوبل "نجيب محفوظ" وقد أشار
خلال مشاركته في صالون "نجيب محفوظ" بالمجلس الأعلى للثقافة أنه تعرف على
محفوط عبر "القاهرة الجديدة"، والذي اشتراه ضمن مجموعة من الكتب قبيل سفره
إلى باريس، ثم عاد وسأل عنه وكان يعرف أنه سيناريت وكان محفوظ ييم وققتها
ندوة أسبوعية كل جمعة في كازينو صفية حلمي، فحضره أكثر من مرة، وتعرف عليه،
وصحبه في أحد المرات إلى زقاق المدق، ليؤكد أنه أعجب وقتها بعظمة الرجل
الذي استطاع أن يخرج من هذا المكان البسيط بحمل أدبي بديع كهذا ليقدمه في
سيناريو "درب المهابيل".
وكالة أنباء الشعر في
18/08/2013
داوود عبد السيد ينعي وفاة الصبان وتوفيق صالح
أحمد خيري
نعى المخرج داوود عبد السيد رحيل الثنائي رفيق الصبان الناقد
السينمائي الكبير والمخرج توفيق صالح، مؤكدًا أن الفن المصري والسينمائيين
فقدوا خلال ساعات قليلة اثنين من أكثر الشخصيات تأثيرًا في مجال السينما.
وأشار داوود إلى أن كليهما كان رائدًا في مجاله، تمتع رفيق الصبان
بثقافة كبيرة وكان مؤمنًا دومًا بحرية الفن لأقصى درجة، كما زرع في أجيال
عديدة حب الفن والإيمان بحرية الفن والإبداع من خلال عمله كأستاذ بمعهد
السينما، في الوقت الذي كان فيه توفيق صالح أحد رواد الواقعية في السينما
المصرية ورغم قلة عدد أفلامه إلا أنها كانت كلها تمس الواقع المصري خاصة
فيما يتعلق بالسياسة كان هو أحد المميزين في تقديم السينما السياسية.
واختتم عبد السيد تصريحاته لـ "فيتو" بأنه حزين جدًا لفقدان الصبان
وصالح الذي يعد رحيلهما خسارة للوسط الثقافي في مصر.
موقع "فيتو" في
18/08/2013
وفاة المخرج السينمائي المصري توفيق صالح
المحرر: سام
محمود/
السومرية نيوز/ بغداد
توفي المخرج السينمائي المصري توفيق صالح، الأحد، في العاصمة المصرية
القاهرة عن عمر ناهز الـ87 عاماً.
وجاء في خبر نشرته بعض وسائل الإعلام وأطلعت عليه "السومرية نيوز"، إن
"المخرج المصري توفيق صالح، توفي اليوم في القاهرة عن 87 عاماً، قضى منها
أكثر من نصف قرن كمدرس للسينما في مصر وخارجها، كما أخرج سبعة أفلام روائية
طويلة آخرها تناول جانبا من السيرة الذاتية لصدام حسين".
ويعد صالح من أبرز المخرجين المصريين، حيث أخرج أول فلم عام 1955 وهو
"درب المهابيل"، ونال عنه جائزة الإخراج في أول مسابقة تنظمها وزارة
الثقافة المصرية كما نال جائزتي الإخراج والسيناريو عن فيلمه الثاني (صراع
الأبطال) من تأليفه وإخراجه عام 1961.
وغادر صالح مصر عام 1969 للعمل في المؤسسة العامة للسينما في سوريا،
وهناك كتب وأخرج فيلم (المخدوعون) عام 1971 عن رواية للكاتب الفلسطيني غسان
كنفاني.
ثم أتى صالح إلى العراق عام 1973 ملبياً دعوة لتدريس السينما في
أكاديمية الفنون في بغداد، وأخرج بعض الأفلام الوثائقية القصيرة منها (فجر
الحضارة) عن الحضارة السومرية إضافة إلى الفيلم الروائي الطويل (الأيام
الطويلة) عام 1980 وهو جانب من سيرة الرئيس السابق صدام حسين.
يذكر أن توفيق محمد صالح، ولد في مدينة الإسكندرية الساحلية في 27 تشرين
الأول عام 1926، وتخرج من كلية فيكتوريا بالمدينة نفسها عام 1944، كما درس
الأدب الإنجليزي (في قسم خاص) في كلية الآداب جامعة فاروق (الإسكندرية
حاليا) وتخرج عام 1949 وسافر إلى فرنسا في العام التالي لدراسة السينما
وعاد بعد ثلاثة أعوام.
السومرية نيوز في
18/08/2013
بعد رفيق الصبان..
الوسط الفني يفتقد المخرج توفيق صالح
كتب: محمد إسماعيل
بعد رحيل الناقد والسيناريست السينمائى "رفيق الصبان", الذي وافته
المنية مساء أمس السبت, استيقظ الوسط الفني صباح اليوم الأحد على خبر وفاة
المخرج السينمائى الكبير "توفيق صالح" فى الساعات الأولى من الصباح، بعد
معاناة مع المرض, عن عمر يناهز الـ 87 عامًا.
ومن المقرر أن تشيع جنازة الفقيد ظهر اليوم على أن يتم دفنه بمدافن
العائلة بطريق الفيوم وهي نفس المدافن التي دفن فيها صديقه الراحل الكاتب
الكبير نجيب محفوظ.
ويعد توفيق صالح أحد رواد السينما الواقعية المصرية رغم قلة أفلامه
الروائية ، له 7 أفلام روائية طويلة و7 أفلام قصيرة .
وكان أول أفلامه "درب المهابيل" 1954 والذي تعاون فيه مع الكاتب نجيب
محفوظ كمؤلف للفيلم ، وقدم فيلم "صراع الأبطال" ثم أخرج بعدها ثلاثة أفلام،
" المتمردون" عن قصة للصحفي صلاح حافظ، "يوميات نائب في الأرياف" 1968 عن
رواية بنفس الاسم للكاتب توفيق الحكيم .
وكانت أخر أعماله السينمائية "السيد البلطي"1969 عن قصة لصالح مرسي ،
ثم سافر إلى سوريا وقدم فيلم المخدعون ويقطن المخرج توفيق صالح بمدينة
القاهرة .
بعدها توقف عن العمل تماما منذ ذلك الوقت، مكتفيا بعملة كأستاذ غير
متفرغ لمادة الإخراج في المعهد العالي للسينما بالقاهرة.
الدستور المصرية في
18/08/2013
وفاة المخرج توفيق صالح فارس الواقعية السينمائية
كتب: حاتم السروي
توفي في الساعات الأولى من صباح اليوم المخرج السينمائي الكبير توفيق
صالح عن عمر يناهز السابعة والثمانين بعد معاناة طويلة مع المرض..
ولد توفيق صالح بالاسكندرية في السابع والعشرين من اكتوبر سنة 1926
لأب يعمل طبيباً للحجر الصحي في موانئ الجمهورية وبحكم ظروف عمله اضطر الأب
للتنقل بين عدة مدن ساحلية قضى فيها توفيق طفولته الباكرة قبل أن يستقر
نهائياً في الاسكندرية مسقط رأسه.
وتوفيق صالح هو أحد حرافيش الكاتب الكبير نجيب محفوظ وأحد أهم أعمدة
السينما الواقعية في مصر والعالم العربي رغم قلة أعماله الفنية التي بلغت
14 فيلم سبعة منها أفلام روائية قصيرة وذلك في غضون ستة وعشرين سنة بدأت
منذ عام 1954 مع أول أفلامه “درب المهابيل” والذي كتب له السيناريو الأديب
الراحل نجيب محفوظ.
بعدها قدم فيلم صراع الأبطال ثم المتمردون عن قصة للكاتب الصحفي
الراحل صلاح حافظ وفي عام 1968 قدم فيلمه” يوميات نائب في الأرياف” عن قصة
للكاتب الكبير توفيق الحكيم بنفس الاسم.
وفي عام 1969 قدم فيلم “السيد البلطي” عن قصة للكاتب صالح مرسي ثم
سافر إلى سوريا حيث قدم فيلمه “المخدوعون” ولاحقاً توقف عن الاخراج تماماً
مكتفياً بعمله كأستاذ غير متفرغ لمادة الاخراج بالمعهد العالي للسينما.
العربي الناصري في
18/08/2013
السينما المصرية تودع توفيق صالح ورفيق الصبان
القاهرة – «الحياة»
تتجاوز
الأحداث المتسارعة في مصر أهم السيناريوات السينمائية والأفلام الواقعية
التي كتبها الناقد والسيناريست رفيق الصبان وأخرجها توفيق صالح اللذين
خسرتهما السينما المصرية امس.
رحل أمس، رفيق الصبان، السوري المقيم في العاصمة المصرية منذ مطلع
سبعينات القرن الماضي، عن 82 سنة، بعد ساعات من فقدان السينما المصرية أحد
رواد الواقعية فيها المخرج توفيق صالح، عن 87 سنة، بعد صراع طويل مع المرض.
لا أحد يعلم إن كانت الفوضى في البلاد والخوف على مستقبلها سرّعا في
موت الرجـــلين اللذين أعطيا مصر الكثــــير ولمع اسماهما في عالم الفن
السابع. لــــكن الكل يعلم أن السينما المصرية فقدت اثنين من أعمدتها.
ولد توفيق صالح في 27 تشرين الأول (أكتوبر) عام 1926 في الإسكندرية،
وسافر إلى فرنسا لتعلم فن السينما عام 1950.
ثم عاد إلى مصر وأخرج 8 أفلام روائية طويلة، و7 أفلام قصيرة، بدأها
بفيلم «درب المهابيل» عام 1955، من تأليف نجيب محفوظ وبطولة شـــــــكري
سرحان الذي تعاون معه في فيلـــمين آخرين هما «صراع الأبطال» (عام 1962)
و«المتمردون» (1966) من تأليف الصحافي صلاح حافظ. وتعاون الراحل مع الكاتب
صالح مرسي عام 1967، وقدما معاً فيلم «السيد البلطي».
كما قدم أيضاً فيلم «يوميات نائب في الأرياف» عام 1968عن رواية لتوفيق
الحكيم، و«المخدوعون» عام 1972، عن رواية «رجال في الشمس» لغسان كنفاني،
و«الأيام الطويلة» عام 1980. ثم توقف عن العمل تماماً، مكتفياً بعمله
كأستاذ غير متفرغ لمادة الإخراج في المعهد العالي للسينما في القاهرة.
ابن الوحدة السورية - المصرية
أما الناقد الفني والسيناريست الدكتور رفيق الصبان الذي توفي بعد صراع
مع المرض وقضائه أسبوعاً في العناية المركزة في أحد المستشفيات المصرية،
بعد معاناة من أزمة قلبية وتأخر في وظائف الكلى، فقد بدأ مسيرته الفنية في
المسرح السوري حيث أخرج عدداً من الأعمال في مسقط رأسه دمشق عام 1931. وهو
أحد مؤسسي المسرح القومي في سورية. وعمل على تشكيل فرقة خاصة به تحت اسم
«فرقة الفكر والفن»، كما أسس «فرقة المسرح الدرامية» التابعة للتلفزيون
السوري. ومن أهم ما اخرجه للمسرح في تلك الفترة «أنتيغون» لسوفكليس، و«تاجر
البندقية» و«ماكبث» و«يوليوس قيصر» لشكسبير، و«حكاية حب» لناظم حكمت،
و«الزير سالم» لألفرد فرج.
انتقل إلى مصر أوائل سبعينات القرن الماضي، فكتب فيلم «زائر الفجر»
عام 1972 الذي أثار ضجة كبيرة عند طرحه في صالات السينما، ما اضطر السلطات
في ذلك الوقت إلى منعه. وتواصلت بعدها مسيرته السينمائية التي امتدت إلى
نحو 25 فيلماً و16 مسلسلاً.
ومن أبرز الأفلام التي كتبها «الإخوة الأعداء»، و«قطة على نار»،
و«ليلة ساخنة»، وآخرها «الباحثات عن الحرية» مع المخرجة إيناس الدغيدي.
وكان الصبان يعمل أستاذاً لمادة السيناريو في معهد السينما، واشتهر كذلك
بكتاباته النقدية المهمة. وكان أصدر في مطلع السبعينات ترجمة عن الفرنسية
لكتاب محمد عزيزة المرجعي «الاسلام والمسرح».
كما أصدر العام الماضي، كتاب «السينما كما رأيتها» الذي يعرض فيه عالم
السينما منذ بداياته الأولى في أوائل القرن العشرين، ونشرته الهيئة العامة
لقصور الثقافة في القاهرة في 222 صفحة.
الحياة اللندنية في
19/08/2013
توفيق صالح.. وداعاً
كتب:
محمد بدر الدين
نظر عادة المتذوقون الجادون للسينما في الوطن العربي، إلى ثلاثة
مخرجين على الخصوص باعتبارهم الأكثر تأثيراً والأجدر بالتقدير والدراسة، في
مجمل السينما المصرية والعربية وعلى مر تاريخها، هم: صلاح أبو سيف، ويوسف
شاهين، وتوفيق صالح.
وعلى الرغم من أن أفلام “صالح” من حيث الكم، أقل مما أخرج زميليه، إلا
أن أفلامه كلها جاءت على قدر كبير من الأهمية، والعناية الفنية والجمالية،
والتدقيق والتعمق الفكري والسياسي، بينما زميليه ومعظم مخرجي السينما في
مصر والوطن العربي تتراوح أفلامهم بين مستويات فنية متفاوتة، وقد قدم أبو
سيف نفسه وكذلك شاهين، إلى جانب بركات وكمال الشيخ وعز الدين ذو الفقار
وفطين عبد الوهاب.. وغيرهم من رواد السينما المصرية، أفلاماً تجارية
ومتواضعة المستوى، إلى جانب أفلامهم الفنية الكبيرة والمتميزة.
أما توفيق صالح فقد جاءت أفلامه كلها بعيدة عن التجارية، وعن متطلبات
وشروط السوق، وكلها تنتمي إلى الفن وليس التجارة أو السينما الاستهلاكية،
وكلها تعبر عن رؤيته كفنان سينما مبدع مثقف، يهتم بقضايا واقعه والعالم
الذي يعيش فيه، ويهتم بتغيير الحياة الإنسانية إلى الأرقى، بقدر الاهتمام
بتطوير فن السينما وأن يكون في خدمة الإنسان والحياة الحقة.
بدأ توفيق صالح انجازه الإبداعي مع انتصاف عقد الخمسينيات الماضية،
بفيلمه الواقعي البليغ البارع “درب المهابيل” والذي كتبه نجيب محفوظ صديق
عمره (وزميله في جماعة الحرافيش الشهيرة)، مروراً على التوالي بأفلام: صراع
الأبطال ـ المتمردون ـ يوميات نائب في الأرياف ـ السيد البلطي.. وانتهاء
بفيلم “المخدوعون” الذي أنتج في سوريا في بداية السبعينيات، أعقبه “الأيام
الطويلة” الذي أنتج في العراق.
ونلاحظ أن معظم هذه الأفلام مأخوذة عن روايات لأدباء معروفين (مثلاً
“المتمردون” عن رواية لصلاح حافظ، و”يوميات نائب في الأرياف” عن رواية
لتوفيق الحكيم، و”السيد البلطي” عن رواية لصالح مرسي، و”المخدوعون” عن
رواية “رجال تحت الشمس” لغسان كنفاني..).. إلا أن أفلام صالح لم يكن أي
منها نقلاً لرؤية مكتوبة، أو مجرد ترجمة من (لغة الأدب) إلى (لغة السيما)،
بل كان المخرج الكبير يشارك دائماً في كتابة المعالجة والسيناريو، لأن
السينما بالنسبة له كما هي في سينما العالم المتقدمة كلها تعبير عن رؤية
المخرج بالأساس.
وقد انشغلت أفلام توفيق صالح وعلى الخصوص بقضايا التجديد والتمرد
والثورة، وفي أفلامه الأولى يعرض لواقع ينبغي تجاوزه إلى مجتمع التقدم
والعدالة، وفي “صراع الأبطال” يتخطى مع بطله الطبيب الشاب (شكري سرحان)
الحلول الجزئية والمؤقتة إلى ضرورة تفجير الثورة الكلية إبتداء من المركز
(القاهرة)، ويدين التمرد المحدود أو العاجز لأفراد وقيادات مترددة من شرائح
بالطبقة الوسطى في فيلم “المتمردون”، ويذهب إلى أنه لا يجب أقل من إنضاج
واتمام عملية الثورة الشاملة، ويرفض في “يوميات نائب في الأرياف” القانون
المصاغ على مقاس أصحاب المصالح الطبقية المتحكمة ويؤكد على ضرورة تعبير
القانون عن العدل، ويتسع الأفق بسينما توفيق صالح في فيلم “المخدوعون” الذي
جاء كأرقى وأعمق تعبير عن قضية فلسطين في السينما، فاسترداد حرية وأرض
فلسطين يتم بمقاومة ومواجهة العدو على الأرض، وليس ببحث الأفراد عن حلول
لمشكلاتهم متناثرين. فالحلول الفردية لا تحقق لهم حتى كأفراد، إلا الخواء
والخراب، وترديهم في تهلكة.
إن سينما توفيق صالح هي سينما الأمس وسينما اليوم أيضاً، وتعبر عن
قضايانا برهافة وبإحساس صاف يستشرف المستقبل.
البديل المصرية في
19/08/2013
جبهة الابداع تنعي رحيل "صالح"
و"الصبان" فقيدي السينما المصرية بخالص الحزن
والاسى
كتب- أحمد أبوشوشة
نعت جبهة الإبداع بخالص الأسى فقيدي السينما المصرية المخرج
العظيم توفيق صالح والناقد والمؤلف الدكتور رفيق الصبان حيث رحل صالح عن
عمر يناهز الـ86 عاما بينما رحل الصبان عن عمر يناهز 82 عاما.
وأشارت جبهة الابداع على صفحتا على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"
إلى أن الفقيدين غادروا في هذا الوقت العصيب بعد أن علمنا استاذنا توفيق
صالح إلا نتنازل وعلمنا النضال عن طريق الفن وعلمنا الدكتور رفيق الصبان
عشق الحياة من خلال عشق الفنون، وابدوا خالص تعازيهم لعائلتي الفقيدين
والمقربين لهم وكل تلاميذهم.
يذكر ان صالح قدم أعمالا رصدت سلبيات المجتمعات، منها "يوميات نائب فى
الأرياف" للكاتب الكبير توفيق الحكيم وبطولة مجموعة من النجوم منهم توفيق
الدقن، وأظهر من خلاله مدى معاناة الفلاح المصرى مع الدولة البوليسية،
وأيضا فيلمه الأول "درب المهابيل" للأديب الكبير الراحل نجيب محفوظ وبطولة شكرى
سرحان وبرلنتى عبد الحميد، و"صراع الأبطال" لشكرى سرحان وسميرة أحمد،
و"المتمردون" لتوفيق الدقن وشكرى سرحان والذى رصد فيه سلبيات الفساد فى
المستشفيات والمصحات الطبية، بجانب أفلامه "السيد البلطى" و"الأيام
الطويلة" الذى تم تصويره بين سوريا والعراق ولم يتم عرضه بمصر حتى الآن.
وبدأ الصبان مسيرته عن طريق المسرح السورى وأخرج عددا من الأعمال
المسرحية هناك، وانتقل بعدها إلى مصر وكتب فيلم "زائر الفجر" عام 1972
لتبدأ عندها مسيرته السينمائية الطويلة التى امتدت لحوالى 25 فيلماً.
صدى البلد المصرية في
19/08/2013
السينما المصرية تفقد اثنين من عمالقتها
رحيل الناقد رفيق الصبان والمخرج توفيق صالح بعد حياة حافلة
بالفن
القاهرة: سها الشرقاوي
خسرت السينما المصرية اثنين من عمالقة الفن، حيث وافت المنية الناقد
السينمائي الكبير رفيق الصبان مساء أول من أمس (السبت)، ليرحل بعدها بساعات
المخرج الكبير توفيق صالح. ورحل الصبان، الناقد والسيناريست، عن عمر يناهز
82 عاما وذلك بعد صراع مع المرض حيث أمضى أسبوعا في العناية المركزة بأحد
المستشفيات المصرية، وكان يعاني من أزمة قلبية وتأخر في وظائف الكلى.
وقدم الصبان مشوارا طويلا مليئا بالأعمال الفنية، وبدأ مسيرته عن طريق
المسرح السوري وأخرج عددا من الأعمال المسرحية هناك، وانتقل بعدها إلى مصر
وكتب فيلم «زائر الفجر» عام 1972 لتبدأ عندها مسيرته السينمائية الطويلة
التي امتدت لنحو 25 فيلما.
وأثار فيلم «زائر الفجر» ضجة كبيرة عند طرحه في صالات السينما ما اضطر
السلطات في ذلك الوقت إلى منعه، وتواصلت بعدها مسيرته السينمائية الطويلة
التي امتدت إلى نحو 25 فيلما و16 مسلسلا.
ومن أبرز الأفلام التي كتبها «الإخوة الأعداء» و«قطة على نار» و«ليلة
ساخنة»، وآخرها «الباحثات عن الحرية» مع المخرجة إيناس الدغيدي. وعمل
الصبان أستاذا لمادة السيناريو والنقد في معهد السينما، كما عرف لسنوات
طويلة بكتاباته النقدية المهمة. وأصدر العام الماضي كتاب «السينما كما
رأيتها».
ورحل المخرج توفيق صالح عن عالمنا، عن عمر يناهز الـ87 عاما، بعد رحلة
من الأعمال السينمائية لم تكن كثيرة لكنها أثرت في السينما المصرية حيث
قدم7 أفلام روائية طويلة و7 أفلام قصيرة، وكان أول أفلامه «درب المهابيل»
عام 1954 والذي تعاون فيه مع صديقه الكاتب الراحل نجيب محفوظ كمؤلف للفيلم،
وقدم فيلم «صراع الأبطال» ثم أخرج بعدها ثلاثة أفلام هي «المتمردون» عن قصة
للصحافي صلاح حافظ، و«يوميات نائب في الأرياف» عام 1968 عن رواية بنفس
الاسم للكاتب المسرحي والروائي الراحل توفيق الحكيم.
وكانت آخر أعماله السينمائية «السيد البلطي» عام 1969 عن قصة لصالح
مرسي، ثم سافر إلى سوريا وقدم عملا فنيا واحدا وبعدها إلى العراق ثم عاد
إلى مصر، إلا أنه توقف عن العمل تماما منذ ذلك الوقت، مكتفيا بعملة كأستاذ
غير متفرغ لمادة الإخراج في المعهد العالي للسينما بالقاهرة.
وعن الراحلين قالت الناقدة ماجدة موريس لـ«الشرق الأوسط»: «رحل عن
عالمنا عملاقان كبيران في السينما المصرية قدما الكثير للفن»، وبدأت الحديث
عن الناقد رفيق الصبان قائلة: «صدمت بخبر وفاته فكانت تربطني به صداقه
وبعائلته فالسينما المصرية افتقدت شخصية عاشقة للثقافة وللفن، بل تتلمذت
على يده في منتصف السبعينات عندما كان مدرسا لمادة النقد في معهد السينما،
فهو عاشق للكتابة عن السينما والدراما التلفزيونية أكثر من عشقه للحياة».
وأضافت أن «الصبان ظل يكتب حتى في محنته المرضية ولم يتوقف يوما
واحد»، وقالت: «كتب عن الكثير والكثير من الأعمال الفنية لفترة وصلت إلى 40
عاما بجانب أعماله السينمائية وأشهرها (زائر الفجر) وغيرها من الأعمال
المهمة»، وأوضحت: رغم أنه من أصول سورية إلا أننا كنا نعتبره مصريا. وأكدت
أن مصر والعالم العربي والوسط الفني والثقافي فقدوا رجلا قدم الكثير للفن
في مصر والعالم العربي ناقدا ومؤلفا وأستاذا أكاديميا وعاشقا لفن السينما.
كما نعت أيضا الراحل توفيق صالح، وقالت: «يعتبر صالح من جيل عمالقة
المخرجين الذي رحلوا عنا كالمخرج عز الدين ذو الفقار وكمال الشيخ ويوسف
شاهين، ورغم أن أعماله الفنية قليله إلا أنها من أهم الأعمال التي أثرت في
السينما المصرية بل تعتبر من أهم 100 فيلم في تاريخ السينما بناء علي
اختيار النقاد عندما أجروا استفتاء في فتره التسعينات».
وكشفت موريس أن صالح كان له وجهة نظر في قلة أعماله معتبرا أن الوجود
ليس بكم الأعمال بل في تأثيرها في المجتمع وكان يرفض الأعمال السينمائية
التجارية، وأضافت أن «كل ما قام به كان معبرا عن حقبة زمنية خاصة فترة ما
قبل الثمانينات».
وعن حياته قالت: «كان صديقا مقربا من الراحل نجيب محفوظ وظل قريبا منه
حتى وفاته بل دفن صالح بجوار مقبرته وكان من ضمن (شلة الحرافيش)، وعاش فترة
زمنيه في سوريا بعد تولي السادات الحكم وإلغائه لمؤسسة السينما التي كانت
المسؤولة عن إنتاج أعماله ثم اتجهت السينما إلى الخصخصة وإنتاج الأعمال
التجارية الذي كان يرفضه، لذلك قرر الانتقال إلى سوريا واتهم وقتها من
البعض بالخيانة لتركه بلده»، ثم أنتج فيلم «صراع الأبطال» هناك.
الشرق الأوسط في
19/08/2013
الفنانون يرثون المخرج الراحل توفيق صالح
تحقيق: علاء عادل
·
محمود ياسين: لم يكن يجيد العلاقات الاجتماعية مما ظلمه في الوسط الفني
·
على عبدالخالق: أفلامه قليلة، ولكنها علامات في تاريخ السينما المصرية
·
نادر عدلي: كان لاعبا رئيسا في كل ندوات السينما والمهرجانات لمدة 30 عام
·
رؤف توفيق: تميز بالواقعية الشديدة ، وأكد على قيمة الإنسان.
أثار خبر رحيل المخرج الكبير توفيق صالح، العديد من ردود الأفعال التي
اتصفت بالحزن على فقدان قامة سينمائية كبيرة لم تحصل على حقها من التقدير
خلال حياته .
حيث يعتبر توفيق صالح، أحد رواد المدرسة الواقعية الجديدة، التي قدمها
في أفلامه مع ميل إلى إظهار آرائه السياسية المنحازة لليسار الناصري، وفى
رد فعل على خبر وفاته قال الفنان محمود ياسين: توفيق صالح، من أهم المخرجين
المصريين الذى شاهدتهم على مدار حياتي، وأذكر أنى تعلقت به منذ أن رأيت أول
أعماله "درب المهابيل" قبل مجيئي إلى القاهرة، وكان فيلماً رائعاً، على
المستوى النقدي و الفني .
ولإيماني الشديد بفنه أردت أن انتج له عملاً سينمائياً من إنتاج شركتي
حين ذلك، وكان اختيارنا قد وقع على إحدى روايات كاتب سكندري لا أذكر اسمه،
وبعد عدة جلسات من التحضيرات لم نتفق و لم يكتمل العمل ولكن دون أن يكون
بيننا أىّ خلافات، وكنت أشعر بالسعادة عندما اتقابل معه في المهرجانات، أو
المقابلات الفنية .
وأذكر أن المخرج الراحل لم يكن يجيد العلاقات الاجتماعية وذلك ما ظلمه
في الوسط الفني، ولكنه لم يقلل من إبداعه
وأضاف المخرج على عبدالخالق، قائلاً: توفيق صالح، أعماله قليلة لا
تتعدَّى السبعة أعمال، وبالرغم من ذلك فهىَ أعمال هامة، وكل فيلم يعد علامة
في تاريخ السينما، وأنا أعرفه بشكل شخصي، حيث انه كان استأدى في المعهد،
وهو من الفنانين الذين ظلموا نفسيا ، وخاصة أولى أعماله بعد أن عاد من
فرنسا، و أخرج فيلم "درب المهابيل "
وأكد عبدالخالق، أن صالح، فوجئ بأنه رشح لإخراج هذا العمل، وحصل على
إعجاب النقاد ولكنه لم يحظَ بالنجاح الجماهيري، فظل أكثر من 5 سنوات بدون
عمل، حتى اختاره المخرج عزالدين ذوالفقار، لإخراج فيلم "صراع الأبطال" ومثل
ما حدث في الفيلم الأول نجح العمل نقديا و فنيا ولكنة لم ينجح جماهيريا .
وكذلك في كل أعمال توفيق صالح تثنى عليه الصحافة الفنية ولا يقابل
بالنجاح الجماهيري، فشعر بالمرارة لأنه مقدر على المستوى الفني ولكنه يشعر
بالبطالة لأن المنتجون لا يطلبونه في إخراج أعمال، مما أثر على حالته
النفسية .
وأشار عبد الخالق أن من الصدمات التي قابلت توفيق، في حياته أيضا،
إخراج "ثلاثية نجيب محفوظ" حيث بعد أن حضر للعمل لفترة طويله أخرج العمل
مخرج آخر وهو حسين الإمام .
كما أكد الناقد رؤف توفيق، أن توفيق صالح، مخرج متميز لم يشأ الإتجار
في فنه و اعماله، وظل عمره كله يحارب ذلك الهبوط الفني، ولم يقدم أى عمل لم
يرضَ عنه، وإلى فترة قريبه ظل يشعر توفيق صالح أنه رجل ذو قيمة فنية
وسينمائية، ولكن خارج مصر، حيث كان يقابل في المهرجانات الدولية بحفاوة
كبيرة .
فهو إنسان لم يبع نفسه للسينما التجارية، مما جعل المنتجين يهربون منه
لأن أى منتج يريد الربح وليس تقديم عمل فني. وهو كان يرفض تلك "التوابل"،
وعندما تم غلق كل الأبواب في وجهه فضل السفر إلى العراق، عندما طُلِبَ منه
تدريس السينما هناك .
وأشار رؤف، خلال حديثه أن أهم ما ميز أعماله الأسلوب الواقعية
الشديدة، والتأكيد على توضيح قيمة الإنسان المصري .
أما الناقد نادر عدلي، فقال: يعد توفيق صالح، من جيل الكبار في تاريخ
السينما المصرية وهو يمثل جيل النصف الأول من الخمسينيات، الذى شاهد مولد
كبار المخرجين مثل صلاح ابو سيف، وكمال الشيخ، ويوسف شاهين، و فطين
عبدالوهاب، هذا الجيل الذى قفز بتاريخ السينما المصرية إلى الأمام .
وهو أقلهم انتاجا حيث قدم 5 أعمال سينمائية فقط في مصر، ثم فيلم في
سوريا، وفيلم فى العراق، و هو ينتسب إلى المخرجين الذين يؤمنون بالواقعية
الاشتراكية، وظل مؤمنا بهذا الاتجاه لأكثر من 30 عام .
وواصل حديثة قائلاً: أذكر موقفاً أدهشني وهو وجود توفيق صالح، في لجنة
مشاهدة الأفلام الكلاسيكية في اسبوع الأفلام، الذى يعرض في الخارج، أعاد
اكتشاف مخرج (الميلودراما) حسن الإمام، وإعجابه بفيلم "زقاق المدق" وأهمية
هذه الواقعة، أن هناك تغيير حدث في فكر توفيق صالح، ولكن بعد أن توقف عن
الإخراج .
وأكد عدلي، أنه بالرغم من أن صالح، لم يخرج أىّ
فيلم لأكثر من 30 عام، إلا انه كان لاعباً رئيسيا في كل لجان وندوات و
مهرجانات السينما المصرية، ومع ذلك لم يأخذ حقة فنياً. وكان السبب في ذلك
توفيق صالح نفسه، الذى لم يكن يظهر أىّ مرونة للقطاع العام في فترة
ازدهاره وكانت هناك دائماً شجارات شديده بينه وبين رئيس المؤسسة في ذلك
الوقت المخرج صلاح ابو سيف، مما دفعه للسفر إلى سوريا، ومنها إلى العراق،
وأعتقد أنه ندم ندماً شديداً على هذا الأمر.
البوابة نيوز في
19/08/2013
الموت غيب توفيق صالح
توفى المُخرج السينمائي الكبير توفيق صالح صباح أمس عن عمر يناهز 87
عاماً، وذلك بعد صراع طويل مع المرض.
ورغم عمره المديد إلا أن مسيرة الراحل التي استمرت كثر من 50 عاماً،
لم يقدم خلالها إلا عدداً محدوداً من الأفلام الروائية والوثائقية لكنها
شكلت علامة مهمة في تاريخ السينما العربية وهي: «درب المهابيل» عام 1955،
«صراع الأبطال» 1962 «يوميات نائب في الأرياف» عام 1969، «المتمردون» 1966،
«السيد البلطي» 1967.. و«المخدوعون» عام 1972. «الأيام الطويلة» 1980..
ومعظم أعماله كانت عن قصص لكبار الكتاب منهم نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم
وغسان كنفاني وصالح مرسي وصلاح حافظ، وشارك الفنان الراحل شكري سرحان في
بطولة معظمها.
أما أفلامه الوثائقية والقصيرة فهي: «كورنيش النيل» 1956، «فن
العرائس» 1957، «نهضتنا الصناعية» 1959، «من نحن؟» 1960.. وهو فيلم باللغة
الإنكليزية عن اللاجئين الفلسطينيين، «نحو المجهول» 1960، «القلة» 1961،
و»فجر الحضارة» 1977 عن الحضارة السومرية القديمة. ولد توفيق صالح في
الإسكندرية في 27 أكتوبر 1926، كان والده طبيبا يعمل في الحجر الصحي في
الموانئ وبحكم ظروف عمل والده فقد قضى طفولته المبكرة متنقلا بين عدة مدن
ساحلية مختلفة إلى أن استقرت العائلة في الإسكندرية وتعلم في كلية فكتوريا
حيث كان يوسف شاهين زميله على مقاعد الدراسة.
بعد تخرجه من المدرسة درس الأدب الإنجليزي في جامعة الإسكندرية وحصل
على البكالوريوس عام 1949. في سنته التعليمية الأخيرة قام بإخراج مسرحية
«رصاصة في القلب» وتم عرضها في جمعية الصداقة الفرنسية وعلى إثرها عرض عليه
رئيس القسم الفرنسي في كلية الآداب بعثة لدراسة المسرح في فرنسا لكنه طلب
أن يدرس السينما وكان له ذلك. وعمل قبل سفره مساعدا للمخرج حسين فوزي إلا
أن خلافات بينه وبين نعيمة عاكف زوجة فوزي حالت دون استمراره في عمله. غادر
صالح إلى فرنسا عام 1950 لدراسة السينما في باريس، قابل هناك عالم الجمال
ايتان سوريو فتغيرت حياته حيث ترك السوربون ودرس الرسم والفوتوغرافيا وذهب
إلى اللوفر وتعرف على الأدب الروسي فسحبت منه المنحة بعد سنة واحدة لعدم
انتظامه في الدراسة لكنه عاش في باريس لسنتين إضافيتين قام فيها بتثقيف
نفسه بالقراءة ومشاهدة الأفلام وحضور المعارض المختلفة كما عمل مساعد مخرج
في ثلاثة أفلام فرنسية. عاد إلى القاهرة في ديسمبر 1953 وتعرف على نجيب
محفوظ الذي عمل في تلك الفترة مؤلفا للسينما وعرض عليه قصة «درب المهابيل»
ثم لعبت الصدفة دورها بعد مرض المنتج والمخرج عز الدين ذو الفقار فانتقلت
إليه مهمة إخراج فيلم «صراع الأبطال»، ثم راح يناقش الحالة السياسية في مصر
في فيلم «المتمردون» قبيل نكسة 1967 لكن لم يصرح بعرض الفيلم إلا عام 1968
أما فيلمه «يوميات نائب في الأرياف» فقد أجيز عرضه كاملا دون حذف بأمر جمال
عبد الناصر نفسه بعد أن كان
أعضاء اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي
قد اقترحوا حذف الكثير من مشاهده.
وبسبب تلك الأجواء شد الرحال إلى سورية والعراق، فأخرج عام 1972 فيلم
«المخدوعون» من إنتاج المؤسسة العامة للسينما بدمشق عن رواية غسان كنفاني
«رجال في الشمس» ثم انتقل لتدريس السينما في العراق وهناك قدم آخر أفلامه
الروائية.
ورغم قلة أعماله لكنه حاز العديد من الجوائز العربية والدولية منها:
التانيت الذهبي من مهرجان قرطاج 1972، الجائزة الأولى من مهرجان ستراسبورج
لأفلام حقوق الإنسان، الجائزة الأولى من المركز الكاثوليكي الدولي في
بلجيكا، وجائزة لينين للسلام من مهرجان موسكو، وتوجها بجائزة الدولة
التقديرية في الفنون من مصر.
النهار الكويتية في
19/08/2013 |