حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

رحيل رفيق الصبان

سوري الهوية مصري الهوى!!

طارق الشناوي

جواز سفره يشير إلى أنه سوري الهوية ولكن عشقه وهوائه وأرضه وسمائه تؤكد مصريته فهو مصري الهوى، إنه د. رفيق الصبان عميد النقاد العرب وعامود خيمتهم فقدناه مساء أول من أمس وهو يعيش مأساة بلديه وطنه سوريا الذي لم يستطع قبل أكثر من عامين أن يعود إليه كما تعود في مهرجان أو أسبوع أفلام، بعد أن تفككت أواصل الدولة، ومصر يراها وهي تتمزق أمامه وتعيش تحت ظل قانون الطوارئ بعد أن أصبحنا فريقين مصريون أو إرهابيون.

د. رفيق جاء للقاهرة بالصدفة قبل نحو 40 عاماً كان في طريقه مجدداً إلى مدينة النور باريس ليستكمل حياته هناك بعد أن غادر دمشق متجهاً إليها ولكن ارتباطه بكتابة سيناريو فيلم "زائر الفجر" للمخرج الراحل ممدوح شكري حال دون ذلك، وهو أول فيلم مصري في مطلع السبعينيات يفضح مراكز القوى ويكشف ما كان يجري في المعتقلات، "الكرنك" بالطبع هو الأشهر إلا أن تاريخياً " زائر الفجر" سبقه بثلاث سنوات.. قال لى د. رفيق إنه لم يكن يفكر في مواصلة العمل بمصر، كان يستعد للعودة مجدداً بعد أسبوع إلى باريس حيث كان قد أنهى دراسته هناك ويريد أن يكمل بها مشواره، لم يستطع أن يفلت من جاذبية المناخ المصري الذي يحمل جينات الإبداع ويمنحها لمن يعيش على أرضه على شرط أن يكون موهوباً، ووجد د. رفيق نفسه ينتقل من عمل فني إلى آخر والأسبوع يمتد إلى إقامة دائمة.. يسعى إليه معهدي السينما والمسرح للتدريس فهو في الأساس دارس للمسرح وأستاذاً له، كان قد أخرج عدة مسرحيات في دمشق قبل سفره للخارج، ويتحول مع الأيام ليس فقط إلى ناقد وكاتب سينمائي كبير ولكن يصبح علامة فارقة في النقد وكاتب سيناريو أسمه على الفيلم يعني علامة للجودة.. في مهرجان "كان" كنا نلتقي على مدي أكثر من 15 عاماً، في السنوات الخمس الأخيرة لم تكن لياقته الصحية تسمح له بالذهاب حيث إن المهرجان يتطلب سرعة الحركة من دار عرض إلى أخرى وكان الإنهاك الجسدي قد بلغ مداه ولكنه لم يتوقف لحظة عن تعاطي السينما.. وما يفوته في "كان" يعوضه في القاهرة ولا يسمح لنفسه بأن تُعرض مسرحية قبل أن يشاهدها، في كل مرة أذهب لدار الأوبرا أجده على نفس كرسيه الصف الثاني شمال تصحبه السيدة الفاضلة رفيقة الرحلة زوجته الحنونة ليلي، يقدم لنا دائماً معلومات عن هذا العرض الأوبرالي أو تلك السيمفونية العالمية وتعتقد بعد كل هذه المعلومات التي تتدفق أنك أمام مؤرخ للموسيقى والأوبرا والبالية، ولو كنا بصدد الحديث عن الموسيقي الشرقية الكلاسيكية تفاجئنا معلوماته الغزيرة عن أم كلثوم وعبد الوهاب وفريد وفيروز شلال من المعرفة.

كنا دائماً في رمضان نلتقي على قناة الأوربت هو والناقدة الشابة علا الشافعي وأنا على اعتبار أننا ننتمي لثلاثة أجيال نقدية لنحلل المسلسلات المعروضة، في هذا العام كان من الصعب أن يشاركنا د. رفيق لظروفه الصحية افتقدناه وأفتقد المشاهد حضوره الممتع، أتذكر قبل عامين ونحن في طريقنا لمدينة الإنتاج للتسجيل ألمت به أزمة قلبية وكان ينبغي أن أعيده مرة أخرى للمنزل لكي يذهب مجدداً للمستشفى كنا في بدايات رمضان والقلب منهك القوى ورغم ذلك كان حريصاً على المتابعة، وقبل يومين فقط قرأت له تحليلاً مكثفاً لأفلام العيد على صفحات "أخبار النجوم".

لا أتصور أن في عالمنا العربي أحد لديه هذا الأرشيف الضخم من الأشرطة و"الدي في دي" لكل الأفلام العالمية والعربية والمصرية مكتبته السينمائية والأدبية بها عيون كل الكتب والمراجع.

أفلامه تقترب من الثلاثين لعل أحبها وأقربها إليه هو "ليلة ساخنة" للمخرج عاطف الطيب، الفيلم كان بداخله حكاية طفل معاق ذهنياً مستلهماً حياة ابنه الثاني الذي ولد بإعاقة ذهنية ويعيش معه في المنزل ورفض أن يرسله إلى معهد أو مستشفي.

لم يحمل الجنسية المصرية ولكنه الوحيد في مصر الذي يشارك في عضوية نقابة السينمائيين وجمعية كتاب ونقاد السينما، ولم يسأله أحد أبداً عن الجنسية اعتبرناه مصرياً وحضوره في أي لجنة تحكيم خارج الحدود كان يعني حضور لمصر.. رحل من كان يعيش الحياة حتى آخر نفس، وأنا أنهي المقال جاءني خبر رحيل المخرج الكبير توفيق صالح وتكاثرت عواصف الأحزان.

التحرير المصرية في

19/08/2013

 

رفيق الصبّان.. السينما كحياة كاملة

نديم جرجورة 

كان اليومان الفائتان مُثقلين بخَطَب كبير. الحالة المصرية مرتبكة. لم تخرج من محنتها الدموية بعد. لم تعثر على ما يفتح الأفق المسدود. في اليومين الفائتين هذين، في ظلّ التشنّج والتمزّق والهلع في أحياء القاهرة وفضاءاتها المفتوحة على احتمالات شتّى، توفّي مخرج وناقد سينمائي. أمضى الأول، وهو توفيق صالح، ثلاثة وثلاثين عاماً في صمت يطرح تساؤلات. لكن الثاني، على نقيضه، شغل المدينة بحضوره وكتاباته وحيويته إلى اللحظة الأخيرة (أو إلى ما قبلها بقليل)، إلى أن خذله القلب، الذي توقّف بعد أسبوع من معاناة أمضاها الناقد في مكافحة خلل في الكلى أفضى إلى أزمة قلبية لم ينتصر عليها من أجل مزيد من الكتابة. بل من أجل مزيد من الحياة.

رفيق الصبّان (1931 ـ 2013): كاتب مسرحي سوري اختار، كأسلاف ومجايلين، الذهاب إلى القاهرة، المدينة المعشوقة. رفيق الصبّان هو نفسه الذي بات في القاهرة أحد النقّاد البارزين وكتّاب السيناريوهات السينمائية. كتب وناقش وشارك في حوارات وندوات. تابع وقدّم وقرأ وحلّل. كتاباته النقدية تثير سؤال الفعل النقدي في النص المكتوب، لكن اللحظة لا تتلاءم ونقاشاً يُراد له أن يكون صائباً في تبيان جوهر الحكاية النقدية. سيناريوهاته شكّلت منعطفات في مسار إبداعي أراده الصبّان تفعيلاً لسينما كانت، يومها، أم السينمات العربية، قبل أن تنافسها، بجدارة حقيقية، سينمات دول عربية ممتدة من الخليج إلى المحيط. لكن هذا لا يعني إطلاقاً أن مقالاته لم تمتلك جدّية في التنقيب والتفكيك الفنيين لعمل من هنا، أو لنصّ من هناك. وسيناريوهاته السينمائية (25 فيلماً) والتلفزيونية (16) باتت اليوم، إثر اكتمال دائرة الحياة بموت صاحبها، مادة حيّة لتحليل نقدي سليم.

إذاً، يُفترض بكتابات رفيق الصبّان أن تخضع لتشريح نقدي، لا يقلّ أهمية عن تشريح نصوصه السينمائية والتلفزيونية، هو القادم إلى القاهرة من اشتغال مسرحي سوري. من هذه النصوص، يتبادر إلى الذهن بُعيد قراءة نبأ رحيله، «ليلة ساخنة» (1996) لعاطف الطيّب، أحد أجمل الأفلام التي غاصت في أعماق البيئة الإنسانية للطبقة الشعبية، من خلال سائق سيارة أجرة (نور الشريف) وعاهرة (لبلبة) يجولان في الشوارع ليلاً، ويسعيان إلى الخروج من تلك الدوامة القاتلة التي تحيل الحياة اليومية للفقراء إلى جحيم لا يُطاق. ولئن أتقن عاطف الطيب في تصوير المحنة الإنسانية بأسلوبه الواقعي القاسي والشفّاف في آن واحد، فإن النص المكتوب بدا واضحاً في قدرته على تفكيك الحكايات المستلّة من قعر المجتمع، والمأخوذة من قسوة الحياة وشفافية الكتابة في صناعة عالم من التساؤلات المريرة. وهذا كلّه في مقابل «الباحثات عن الحرية» (2005) لإيناس الدغيدي، الذي ارتكز على قوّة المادة الإنسانية المتوغلة في واقع المرأة وبحثها الدؤوب عن حرية وعدالة واتّزان في التعامل معها، والذي ابتُلِيَ برداءة التحقيق السينمائي لمخرجة اعتادت إثارة الغرائز بدلاً من تحريض العقل على الاجتهاد والتفكير. لكن بدايته السينمائية ككاتب سيناريوهات تعود إلى مطلع السبعينيات المنصرمة، عند انتقاله إلى القاهرة: في العام 1972، أُنجز فيلم «زائر الفجر» لممدوح شكري ومحمد حسونة، ولمنتجته الممثلة ماجدة الخطيب، التي تعرّضت لخسارة فادحة، إذ منع الفيلم من العرض بعد أسبوع واحد على إطلاقه تجارياً، لما فيه من قوّة تحليل سينمائي لواقع الحال السياسي/ الاجتماعي/ الإنساني في مصر (أُطلقت عروضه التجارية في ظلّ نظام أنور السادات): هل توفيت الصحافية نادية (الخطيب) أم قُتلت، هي التي كتبت بجرأة، وفضحت بجرأة، وشاركت في عمل ثوري أفضى بها إلى خاتمة بشعة؟

أياً يكن، فإن رفيق الصبّان طوى، برحيله أمس الأول السبت، حقبة سينمائية أتقن في صناعتها، بمساهمته الجدّية في الكتابة لها وعنها.

السفير اللبنانية في

19/08/2013

 

تشييع جنازة عاشق السينما «رفيق الصبان» صاحب «زائر الفجر»

كتب انتصار صالح 

شيعت ظهر أمس من مسجد السيدة نفيسة جنازة السيناريست والناقد الدكتور رفيق الصبان، من مسجد السيدة نفيسة، والذي رحل عن عالمنا مساء أول أمس في مستشفي السلام بعد معاناة طويلة مع المرض لم تمنعه من الاستمرار في ممارسة عشقه للسينما، ومتابعة طلبته في أكاديمية الفنون حيث عمل أستاذا لمادة السيناريو، و قال نقيب السينمائيين مسعد فوده لـ”البديل” إن الراحل دفن في مقابر العائلة و تتلقي عائلته العزاء غدا الاثنين بمنزله في 10 شارع مراد بالجيزة .

هو احد نماذج التكامل العربي، سوري مصري الهوي، عاش في مصر منذ أوائل سبعينات القرن الماضي، بدأ مشواره مع الفن في المسرح السوري وأخرج عددا من الأعمال المسرحية هناك، من مؤسسي المسرح القومي التابع لوزارة الثقافة السورية ، الذي تولي إدارته وكان مخرجه الأول، ثم أسس فرقته المسرحية الخاصة ( فرقة الفكر والفن)، وأسس فرقة المسرح الدرامية التابعة للتلفزيون، قام بإخراج العديد من المسرحيات العربية والعالمية على خشبة المسرح السوري، كما كان اول من أسس سينما خاصة بسوريا ( سينما الكندي) كانت تعرض أفلاماً عالمية ذات طابع فني غير تجاري وشغل منصب مدير دائرة الشؤون السينمائية العامة في المؤسسة العامة للسينما .

انتقل إلى مصر في بداية سبعينات القرن الماضي وكتب سيناريو فيلم “زائر الفجر” إخراج إبراهيم شكري والذي أثار ضجة حينها لجرأته و تناوله للفساد السياسي ومنع بعد أسبوع واحد من عرضه في يناير 1973، وواصل الصبان مسيرته في كتابة السيناريو التي امتدت لحوالي 25 فيلماً، و16 مسلسلا و من أشهر أفلامه: الأخوة الأعداء وقطة على نار وليلة ساخنة ، الرغبة ، كونشرتو في درب سعادة ،و مشاركة في سيناريو فيلم “المهاجر” ليوسف شاهين و فيلم “كفرون” بطولة و إخراج دريد لحام وأخرها “الباحثات عن الحرية” مع المخرجة إيناس الدغيدي التي كتب لها أيضا سيناريو فيلمها المثير للجدل “الصمت” والذي واجه مشاكل رقابية و لم يتم تنفيذه بعد.

كما كان لكتاباته النقدية في السينما وانحيازه للفنون الرفيعة صدي كبير عند أجيال من متذوقي الفنون وكان من أخر أعماله إصداره كتاب “السينما كما رأيتها ” عن هيئة قصور الثقافة العام الماضي .

نال الراحل العديد من التكريمات والجوائز منها تكريمه في مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول حوض البحر المتوسط و من فرنسا حصل علي وسامي فارس و ضابط في الفنون والأدب، و في إيطاليا منح لقب فارس في الفنون والأدب، و كذلك من تونس التي منحته وسام الفنون الأكبر.

البديل المصرية في

19/08/2013

 

طارق الشناوي:

رفيق الصبان تجاوز بمصريته كل الحواجز القانونية

كتب - احمد عبد المجيد 

قال الناقد طارق الشناوي، تعليقا على رحيل السيناريست والناقد السينمائى السورى الأصل رفيق الصبان ''لقد فقدنا أحد أعمدة النقد السينمائي في عالمنا العربى كله, وكان الصبان رجل موسوعى الثقافة ليس ناقدا سينمائيا فحسب، بل كان ناقدا في الموسيقى سواء كانت موسيقى شرقية أو موسيقى غربية، وكل من اقترب منه يكتشف أنه فيض من المعلومات''.

وأشار الشناوي في تصريحات لـ''مصراوي'' إلى أن الصبان كان سوري الهوية مصري الهوى, عاش فى مصر لمدة 40 عاما, وخلال هذه الأعوام أصبح يعامل كمصري، ويتمتع بكافة الحقوق المصرية.

وأوضح الشناوي أنه انضم إلى نقابة السينمائيين بالرغم من أن القانون يسمح لدخول النقابة للمصريين فقط, كما انضم إلى جمعية كتاب ونقاد السينما كعضو عامل , كما قام بترشيح نفسة فى مجلس الإدارة بالرغم أيضا أن القانون لا يسمح بالعضوية إلا لحاملي الجنسية المصرية فقط, ولكن من فرط مصريته تم التنازل عن هذه القوانين, ولم يشعر أحد أنه تجاوزها من الناحية القانونية, وبذلك تجاوز الصبان بمصريته أى حاجز قانونى.

وأضاف الشناوي أن الصبان ككاتب سيناريو قدم أهم الأفلام فى السينما المصرية , مثل فيلم ''زائر الفجر'' الذى أخرجه ممدوح شكري, و يعد من أهم الأفلام التى قدمت فى مطلع السبعينات لفضح مراكز القوى فى ذلك الوقت قبل فيلم ''الكرنك'', ولكنه لم يحظ بشهرة واسعة , بالرغم أنه أول فيلم يتحدث عن مراكز القوى.

كما قدم فيلم ''الزمار'' الذى يعد من علامات السينما المصرية للمخرج عاطف الطيب الذى تعاون معه فى فيلم ''ليلة ساخنة'', الذى يعد من أحب الأفلام إلى قلبة, وقدم فيه طفلا معاقا ذهنيا وقد استوحى هذه الفكرة من ابنه الحقيقي الذى كان يعانى الإعاقة الذهنية.

موقع "مصراوي" في

19/08/2013

 

ماجدة خير الله:

رفيق الصبان اشتهر بتمصير الأدب العالمي

كتب- أحمد عبد المجيد:  

قالت الناقدة ماجدة خير الله، تعقيبا على رحيل الناقد والسيناريست رفيق الصبان ''كان أستاذى فى معهد السينما وقام بتدريسى مادة السيناريو والنقد, تعلمنا منه الكثير أهمها الحرية المطلقة فى نقد الأعمال السينمائية حتى ولو كانت هذه الأعمال من مؤلفاته، والدليل على ذلك عندما قام الصبان بكتابة سيناريو  فيلم ''الأخوة الأعداء'' الماخوذ من الفيلم الروسى '' الإخوة كارامازوف '' للكاتب الروسي فيودور دوستويفسكي , قمنا بكتابة نقدا يفيد بأن الفيلم  حاول عمل واقع مصرى بديل عن الواقع الروسى ,وبالتالى أصبح الفيلم به نوع من الغربة عن واقعنا العربى, وفوجئنا باستقبال الصبان لهذا النقد بروح شديدة البساطة. 

وأكدت خير الله فى تصريح خاص لـ''مصراوى'' الثلاثاء، أن الصبان كان مشهور بتمصير الأدب العالمى , مثل فيلم ''قطة على صفيح ساخن '' للكاتب المسرحى'' تينسى وليامز'' , وقدمها بفيلم ''قطة على نار''  , كما أقتبس فيلم ''عربه اسمها الرغبة''وهي مسرحية  لنفس الكاتب السابق , وقدمها فى فيلم ''الرغبة'' بطولة نادية الجندى واخراج على بدرخان. 

وأضافت أن الصبان، تاثر بالأدب العالمى ووصل معه إلى مرحلة العشق، محاولا توصيلة إلى المجتمع المصرى والعربى فى وقت كان هناك انقطاع تام عن الأدب العالمى للوطن العربى, مؤكده أنه كان له دور مهم فى تدعيم الثقافة الفنية والسينمائية . 

وأشارت خير الله إلى أن الصبان كان دائما معجب بكتاباتى فى الصحافة, وتعامل معى على أساس أننا زملاء وليس كعلاقة التلميذ بالأستاذ , وأسفرت هذه الزمالة على حضورنا للعديد من المهرجانات أهمها مهرحان''كان''. 

وأكدت أن الصبان كان يشيد بكل الأعمال الفنية مهما كانت جودتها فكان ينظر على الجماليات الخاصة بها , وكان دائما يقول ''يجب على كل النقاد كما أبرز السلبيات فى اى عمل فنى لابد من أبراز الايجابيات ويحس بها , لان الناقد ليس هجومى فقط فعلية أن يشاور على الجمال فى اى فيلم'',كما يعد رحيله خسارة كبيرة لعالم النقد السينمائى وكتابة السيناريو,لاننا لا نملك كفاءات مثله متعددة الثقافات, ولاجادتة اللغة الفرنسية والانجليزية ومتابعة الأفلام بكل اللغات.

موقع "مصراوي" في

20/08/2013

 

الفن يفقد عاشقاً كبيراً

بقلم   سمير فريد

توفى السبت الماضى رفيق الصبان بعد حياة حافلة بدأت فى ١١ فبراير عام ١٩٣٤ فى دمشق، ثم فى القاهرة منذ عام ١٩٧٠، وبموته فقدت الثقافة العربية مخرجاً من رواد المسرح السورى الحديث، وكاتباً مبدعاً للسيناريو السينمائى، وناقداً متميزاً للأفلام، وفقدت شخصياً أحد أصدقاء العمر الذى عرفته منذ أن جاء إلى القاهرة، وكان لقائى الأخير معه العام الماضى فى حفل توقيع كتابه الأخير «السينما كما رأيتها» فى قصر السينما، ويومها كان كريماً فى مشاعره، وفياض العواطف كما كان دائماً، وأهدى لى نسخة من الكتاب بكلمات أخجل من ذكرها فى هذا المقام.

وفى المجالات الثلاثة التى ارتادها الصبان، وهى الإخراج المسرحى وكتابة السيناريو والنقد، لم يكن فقيدنا محترفاً مع امتلاكه قدرة المحترفين، ولا هاوياً مع توفر اندفاع وبراءة الهواة، وإنما كان عاشقاً كبيراً للفن، وباحثاً عن الجمال حيث يوجد فى السينما والمسرح والموسيقى والرسم والنحت والتمثيل حبه الأعظم، ذهب رفيق الصبان إلى باريس فى منتصف خمسينيات القرن العشرين الميلادى لدراسة القانون، وحصل على درجة الدكتوراه فى الحقوق ولكنه درس أيضاً المسرح، وتدرب عند جان فيلار وجان لوى بارو وغيرهما من عمالقة الإخراج والتمثيل فى المسرح الفرنسى، وعندما عاد إلى بلاده عام ١٩٦٠ أسس فرقة «ندوة الفكر والفن» التى جمعت العديد من الشباب الموهوبين، وكانت نواة فرقة المسرح القومى السورى وفرقة التليفزيون الدرامية التى واكبت إنشاء التليفزيون السورى.

وفى سنوات المسرح العشر التى انتهت بحضوره إلى القاهرة عام ١٩٧٠، أخرج الصبان أكثر من ١٥ مسرحية من روائع المسرح العالمى من سوفوكل إلى شكسبير وموليير، واكتشف العديد من المواهب منهم الممثل الراحل هانى الرومانى، والممثلة الكبيرة منى واصف أطال الله سبحانه وتعالى عمرها، وأخرج من روائع المسرح العربى لكتاب مثل توفيق الحكيم وألفريد فرج وسعدالله ونوس.

وفى القاهرة كتب أكثر من ٢٠ فيلماً مصرياً، كان أولها «زائر الفجر» إخراج ممدوح شكرى عام ١٩٧١، و«الإخوة الأعداء» عن كارامازوف دستويفسكى، و«قطة على نار»، و«الزمار»، و«الرغبة»، عن مسرحيات تينيس وليامز، ورائعة هوجو «البؤساء»، واشترك فى كتابة سيناريو «مهاجر» يوسف شاهين، وتحفة عاطف الطيب «ليلة ساخنة»، وكتب حياة طه حسين فى «قاهر الظلام».

أما رفيق الصبان كناقد فهو نموذج للناقد الانطباعى فى النقد السينمائى العربى، وبعض الناس يتصور أن النقد الانطباعى يعنى صياغة انطباعات عابرة دون منهج، بينما الانطباعية من مناهج النقد فى كل الفنون. إنه النقد كنص فنى مواز للنص الإبداعى، إنه نفس عاشق الفن الذى يخرج للمسرح ويكتب للسينما ناقداً فى نصوص نثرية أقرب إلى الشعر.

samirmfarid@hotmail.com

المصري اليوم في

20/08/2013

 

الموت ينهي رحلة الناقد والكاتب الســوري رفيــق الصبــان مـــع المــــرض 

بعد رحلة تخطت الأربعين عاماً في القاهرة، غيّب الموت الناقد الفني والكاتب السوري رفيق الصبان، بعد معاناة قصيرة مع المرض، حيث كان يعاني من آلام في الصدر.

وأكدت الدكتورة سهير عبدالقادر، مدير مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، في تصريحات صحافية: أن «زوجة رفيق الصبان هاتفتها من مستشفى السلام الذي يتواجد به الأخير، وأخبرتها بأنه فارق الحياة».

وأشارت عبد القادر إلى أن رفيق الصبان كان شعلة من النشاط، ولم يكن يتوقف عن الكتابة أو العمل حتى وافته المنية ودخوله المستشفى، مشيرة إلى أن ما كان يشغل باله بشدة هو مهرجان القاهرة.

وأفصحت عن الحوار الذي دار بينها وبينه حينما أخبرها «بأنه يتخوف من أن يضيع المهرجان بسبب ما يحدث»، ولكنها طمأنته، ولم يتحدد بعد موعد تشييع الجنازة والعزاء.

رفيق الصبان «زائر الفجر»، وهو أول الأعمال التي يقدمها في مصر، قدم من سوريا أوائل السبعينيات، بعد أن أخرج عدداً من الأعمال المسرحية هناك، ليستقر بعدها في القاهرة، ويقدم ما يفوق الأربعين عملاً درامياً، كان أبرزها «الأخوة الأعداء»، و»الرغبة»، و»قطة على نار» و»ليلة ساخنه».

وفي تعقيب على مسيرته ونشاطه الفني، أكد الناقد طارق الشناوي، أن الصبان كانت له كتابات نقدية هامة، وأن ما يميزه هو نشاطه، مشيراً إلى كتاباته التي قدمها بخصوص أفلام عيد الفطر، أي قبل وفاته بأيام قليلة.

وحصل الصبان على وسام الفنون والآداب الفرنسي بدرجة فارس، وترك عقب رحيله سيناريو فيلم «الصمت» الذي تخرجه إيناس الدغيدي، ولم يتم البدء في تصويره بعد، ليعد آخر الأعمال التي سيتم وضع اسم رفيق الصبان عليها.

وحسب ما افادت عائلته، توفي فجر أول امس الاحد الناقد السينمائي وكاتب السيناريو السوري رفيق الصبان المقيم في العاصمة المصرية منذ مطلع السبعينيات من القرن الماضي، عن 82 عاما.

وتزامن تاريخ رحيل رفيق الصبان مع تاريخ ميلاده، فهو من مواليد السابع عشر من اب/اغسطس من العام 1931 في دمشق، حيث بدأ مشواره الفني مخرجا لعدد من المسرحيات العالمية.

وانتقل في السبعينيات الى القاهرة حيث اسهم في الحركة الفنية المصرية من خلال تدريسه فن كتابة السيناريو في المعهد العالي للسينما الى جانب كتابته سيناريو اكثر من 25 فيلما و16 مسلسلا تلفزيونيا.

والصبان هو احد مؤسسي المسرح القومي السوري ثم عمل على تشكيل فرقة خاصة به تحت اسم «فرقة الفكر والفن» كما اسس فرقة المسرح الدرامية التابعة للتلفزيون السوري وكان من اهم ما اخرجه للمسرح في هذه الفترة «انتغونيا» لسوفكليس و»تاجر البندقية» و»ماكبث» و»يوليوس قيصر» لشكسبير «وحكاية حب» لناظم حكمت و»الزير سالم» للافرد فرج. ومن الافلام التي ألفها «الإخوة الأعداء» و»اذكريني» و»حبيبي دائما» و»قطة على نار» و»ليلة ساخنة» و»البؤساء» و»الرغبة».

وترك الصبان المئات من المقالات النقدية في السينما والدراما التلفزيونية والعروض المسرحية والموسيقى، وجيلا من التلاميذ الذي درسوا علي يديه في المعهد العالي للسينما فن كتابة السيناريو. (وكالات)

الدستور المصرية في

20/08/2013

 

رحيل السيناريست والناقد رفيق الصبان بعد نصف قرن من الكتابة للشاشتين والخشبة 

آخر مرة إلتقيناه فيها كانت في الجزائر حين كان عضو تحكيم في مهرجان سينمائي، وتم تأجيل حفل الختام لساعة للإطمئنان على صحته، بعد نقله على عجلة إلى أقرب مستشفى في العاصمة إثر غيابه عن الوعي في غرفته بالفندق.

د. رفيق الصبان.

كان ينادى دائماً بـ دكتور، ولطالما جالس زملاء شباباً ومخضرمين، وكان يسأل كلاً منا عن أحوال الفن في بلادهم، وأكثر ما كان يعنيه هو السينما في الدول المغاربية، كان يعتقد أن أفلام هذه المنطقة بإمكانها أن تقلب الموازين في صورة سينمانا لو أنها تمتلك اللغة العربية تماماً.

غاب الدكتور عن 82 عاماً، عاش نصفها في سوريا والنصف الآخر في مصر التي وصلها أوائل السبعينات، وفيما ترك دمشق مخرجاً مسرحياً (الزير سالم، حكاية حب، بنادق الأم أمينة، تارتوف، براكساجور، الخروج إلى الجنة، والعادلون) باشر حضوره في القاهرة كاتباً لسيناريوهات سينمائية في وقت كانت فيه الإنتاجات تتأرجح بين أفلام المقاولات السطحية، وبعض الأعمال ذات الوزن الجاد والمميز، قبل ظهور تيار السينما الجديدة (مع علي عبد الخالق، خيري بشارة، سمير سيف، عاطف الطيب) فبدأ حياته وعرَّف الوسط الفني على نتاجه من خلال نص: «زائر الفجر» الذي تصدت لإنتاجه الفنانة ماجدة الخطيب ولعبت الأدوار الرئيسية إلى جانب عزت العلايلي، تحية كاريوكا، شكري سرحان، يوسف شعبان، وأسندت الإخراج إلى ممدوح شكري الذي إعتبر شهيد الشريط فهو لم يحتمل أن يمنع فيلمه بعد أسبوع من عرضه في القاهرة، وأن يرفض الرئيس أنور السادات إعطاء موعد لاستقبال منتجته، وبعد بتر نسبة عالية من مشاهده عرض مجتزءاً، فمات بعد أيام فقط من رفعه من الصالات.

لكن هذا لم يثن الصبان، وبالتالي لجأ إليه العديد من المخرجين الذين إعتبروا أنفسهم في خانته لجهة الرغبة في إبراز نواقص وإرهاصات الحياة العامة في البلاد وراح يعمل ليل نهار على تلبية الطلبات المتكاثرة عليه، ليكون الشريط التالي: الإخوة الأعداء وتعرف فيها على الفنان نور الشريف وقدم معه الكثير من المشاريع السينمائية بدأها بـ: قطة على نار (عام 77)، وإنتظرا ثلاث سنوات حتى قدما الفيلم الذي أعاد عهد الرومانسية إلى السينما: حبيبي دائماً، وجمع بين الزوجين (المطلقين حالياً) نور وبوسي، وهو بقي على الشاشات المصرية واللبنانية والأردنية والسورية أسابيع طويلة، وأمنت للمنتج نور قدراً مرتفعاً من الأرباح.

وقدم الصبان الشريط الذي لطالما كرر الفنان محمود ياسين أنه أجمل أدواره: قاهر الظلام، وفيه جسد شخصية عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، ولم ينافسه لاحقاً في الشخصية سوى الفنان (الراحل) أحمد زكي، عندما لعب الشخصية تلفزيونياً في «الأيام»، ثم ظهرت أشرطة من تأليفه:

العاشقة، وادي الذكريات، عالم وعالمة، الأرملة والشيطان، الزمار، قفص الحريم، ويبقى الحب، الطعنة، المشاغبات والكابتن، ليه يا هرم، عنتر زمانه، قدارة، دانتيلا، عرس القمر، فتاة من اسرائيل، الرغبة، الباحثات عن الحرية وآخر نصوصه: الصمت، وكان قدم: حتى آخر العمر، أذكريني، حساب السنين، رحلة داخل امرأة.

وكان الصبان كتب للكبير يوسف شاهين واحداً من أقوى افلامه: المهاجر، ثم تعاون مع تلميذته أسماء البكري فكتب لها سيناريو: كونشرتو درب سعادة، كما كانت له محطة جماهيرية مع الكبير دريد لحام فوضع له خلالها سيناريو فيلمه: كفرون، وكان بين إلتزامه بالسيناريوهات يهب واحداً، ويعطي فرصة لنفسه يتفرغ فيها للنقد أو لوضع مؤلفات وقد صدر له: السينما كما رأيتها، أضواء على الماضي: انطباعات نقدية سينمائية، نبيلة عبيد، نظرات في الأدب الأميركي، في النقد السينمائي الفرنسي (وضعه مع جان لوي بوري) الإسلام والمسرح (وضعه مع محمد عزيزة).

الكاتب الراحل يحمل وسام الأداب والفنون الفرنسي كتب العديد من المسلسلات (زهور شتوية، رجل على الحافة، نساء بلا أجنحة، وعادت الأيام، ويأخذنا تيار الحياة، والدوغري (مع دريد) والسهرات (الألبوم، عندما تشرق الأحزان، كبرياء وعاطفة – الرماد).

لا شك أن الكاتب الصبان ترك أثراً عميقاً في الحياة الفنية المصرية وكان يتحدث المصرية بطلاقة، ويشارك في عضوية لجان تحكيم العديد من المهرجانات، واللجان التي تشكلها وزارات الثقافة حتى أن البعض كان يتصرف معه على أنه مصري أباً عن جد، وهو يحمل الجنسية المصرية، ولم يغب عن المهرجانات العالمية خصوصاً. كان البندقية، برلين، كارلو فيفاري، عدا عن معظم المهرجانات العربية ما بين دمشق وقرطاج، ومراكش وتطوان، وغيرها. رحمه الله، والعزاء لنجليه.

المصدر:”اللواء

اللواء اللبنانية في

20/08/2013

 

الصبّان السوري

راشد عيسى 

كنا نتحدث عن عقد الستينات الذهبي في المنطقة، وفي سوريا خصوصاً، حين راح الروائي فواز حداد يتحدث بحماسة بالغة عن رفيق الصبان، السوري، المصري تالياً، ليصفه بالقول: "مرّ كالشهاب الثاقب في سماء الثقافة السورية. الصبان، هو الذي حوّل السينما في أذهاننا إلى فن. لقد عرّفنا إلى الموجة الجديدة في السينما الفرنسية، والسينمات الطالعة من بولونيا وتشيكيا وبلغاريا. كما أعاد الاعتبار في أذهاننا إلى السينما الروسية. ولم يخلُ شهر واحد من مهرجان سينمائي.. الصبان فتح لنا أبواب المسرح، عرّفنا على المسرح، ولا يمكن أن ننسى «الزير سالم» التي أخرجها بنفسه. كانت لدى الصبان ندوة «فكر وفن» التي يحضرها أهم الفنانين والمثقفين وأذكر منهم الآن لؤي كيالي وعدنان بن ذريل". 

وفي البحث ذاته يشير السينمائي الراحل عمر أميرالاي إلى "ظاهرة اسمها رفيق الصبان"، ويعتبره "مؤسساً للمسرح السوري الحديث، ومؤسس الثقافة السينمائية في المجتمع السوري".

لدى رحيله منذ أيام كتب مبدعون كثر، أنصفوا الراحل في مكانته وكتاباته نقداً وإبداعاً، في السينما والتلفزيون، لكن تعليق الكاتب الفلسطيني معن بياري كان لافتاً حين قال على صفحته في فايسبوك: "لديّ شعور بالحاجة إلى الاعتذار إلى السيناريست والناقد الفني، السوري المصري، رفيق الصبان. لم أكن آخذه على محمل الجد، ولطالما اعتبرته كاتباً خفيفاً، فيما للرجل مكانته وتاريخه ومنجزاته المهمة في السينما والدراما التلفزيونية، وفي كتاباته". البياري لم يكن مخطئاً تماماً في انطباعه الأول، فهذا ما كانت تشيعه كتابات الراحل النقدية في السنوات الأخيرة.

أما رفيق الستينات، فكان أمراً آخر. رفيق الصبان السوري، اختصره بإخلاص فواز حداد وعمر أميرالاي، لكن السؤال فعلاً: لماذا أصبح ذاك المثقف اللامع في الستينات، منسياً في بلده إلى هذا الحد؟ قلما حضر في صحفها أو كتبها عن المسرح أو السينما؟ لماذا ضاقت عليه الشام واتسعت مصر لعشرات الأفلام التي كتبها للسينما، والكتب والترجمات والمسرحيات؟

المدن السورية في

20/08/2013

 

رحل تاركاً تاريخاً سينمائياً وإرثاً أدبياً لا ينضب 

رفيق الصبان شيخ النقاد والسينمائيين العرب

الدكتور رفيق الصّبان الكاتب والسينمائي والناقد السوري، صاحب البصمة التي لا تمحى من تاريخ صناعة السينما العربية، رحل تاركاً وراءه تاريخاً يشهد على عطاءاته في الكتابة والنقد، ليؤسس الصبان في رؤاه وعبر كتاباته فكراً عربياً خاصاً قدمه لعالم السينما التي تشهد له بأنه شيخ النقاد العرب ومن أهم كتّاب السيناريو في تاريخ السينما العربية.

الصبان السوري الجنسية المصري الهوى، من مواليد دمشق عام 1931، من الرواد المؤسسين للمسرح القومي في سورية، بدأ مشواره الفني مخرجاً لعدد من المسرحيات العالمية، ففي عام 1961 شارك في تأسيس المسرح القومي التابع لوزارة الثقافة بعد عودته من فرنسا التي حصل فيها على شهادة الدكتوراه من جامعاتها حيث أخرج أول عروضه تحت عنوان «براكساجورا» تأليف أرسطوفان وإعداد توفيق الحكيم وعرضت على مسرح المقاومة في سوق ساروجة الأثري.  تابع الصبان من خلال فرقة خاصة به أسسها تحت اسم «فرقة الفكر والفن» مسيرته في إخراج روائع النصوص المسرحية العالمية منها والعريبة ليعكس من خلالها فكره في اهمية المسرح الاجتماعية والسياسية في تحريك وعي الشعوب، ليؤسس بعدها «فرقة الفنون الدرامية للتلفزيون» التي ألحقت بالتلفزيون وضمت الرعيل الأول من الممثلين السوريين أمثال هاني الروماني وسليم كلاس.

الصبان الذي عشق المسرح كانت له رؤاه الخاصة في السينما أيضاً ليؤسس أول سينما خاصة في دمشق أطلق عليها اسم «الكندي» التي ترافقت مع إنشاء نادٍ للسينما تعرض فيه كل أسبوع أفلام عالمية تناقش مع الجمهور وقد شغل منصب مدير المسرح القومي كما شغل منصب مدير دائرة الشؤون السينمائية في المؤسسة العامة للسينما... حقق الصبان نقلة نوعية في السبعينيات عندما قرر السفر إلى مصر في زيارة، لكنه قرر الاستقرار بعد كتابة سيناريو فيلم «زائر الفجر 1972» الذى رصد رفيق من خلاله فترة مهمة من تاريخ مصر الحديث وهي السنوات الأخيرة من حكم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر والسنوات الأولى من حكم  محمد أنور السادات، ليصف مجتمع يشعر بالهزيمة بعد نكسة 67 لكن صاحب القضية السياسية لم يهنأ بالإشادات النقدية التى حصدها الفيلم، بعد أن تم منعه ولم يعرض الفيلم إلا أسبوعاً واحداً فقط لاعتراضات أمنية، ولم تسمح الرقابة بعرضه إلا بعد حوالى ثلاث سنوات من المنع وحذفت منه الكثير من المشاهد لدخوله دائرة المحظور آنذاك.

تلت هذا الفيلم مجموعة أفلام كتب الصبان السيناريو لها منها «الإخوة الأعداء.. اذكريني، حبيبي دائماً.. قطة على نار.. ليلة ساخنة.. البؤساء» وآخرها فيلم الرغبة المأخوذ عن مسرحية «عربة اسمها الرغبة» للأمريكي تينسي ويليامز ويرى النقاد أن كتابته للسينما ظلت مؤسسة على جماليات الحوارات المسرحية ورؤيته الإخراجية للمشهد ما أضفى نكهة خاصة على ما يكتبه الصبان لدرجة بات وجود اسمه على أي فيلم بمنزلة ضمانة حقيقية لجودته، وكان لحضوره في المشهد السينمائي المصري الأثر الفاعل في الحركة الفنية العربية. بقي الصبان ملتزما في سينماه بالقضايا التي تهم المواطن والمجتمع العربي عموماً حيث في الإمكان تلمس لمحات درامية اجتماعية في مختلف ما كتب للفن السابع.

يذكر من أهم أعماله المسرحية: الخروج من الجنة لتوفيق الحكيم، حكاية حب لناظم حكمت، وليلة الملوك لشكسبير. كما كتب للتلفزيون السوري «دمشق يا بسمة الحزن» و«الدغري»..

تاريخ الصبان توج بحصوله على وسام الفنون والآداب الفرنسي بدرجة فارس، كما كان عضوا في اللجنة العليا لمهرجان القاهرة السينمائي، وأيضا المستشار الفني لمهرجان «الإسكندرية السينمائي»، وعضواً سابقاً في جمعية كتاب ونقاد السين. فكان لصاحب كتاب «السينما كما رأيتها» مساهمة فعالة في الحركة الفنية العربية، ليرحل في ذكرى ميلاده فجر يوم الأحد الفائت عن عمر ناهز الـ 82 عاما تاركا للأجيال مئات المقالات النقدية في السينما والدراما التلفزيونية والعروض المسرحية والموسيقا، واحتفاء وتكريما لذكراه من المقرر ان يتم إهداء الدورة الثالثة لمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية المزمع عقدها في شباط المقبل لروحه تقديراً لإسهاماته في السينما المصرية ودوره البارز في الحركة النقدية.

تشرين السورية في

21/08/2013

 

نبيل المالح للنشرة: على مؤسسة السينما أن تحتفي بأحد أبرز مؤسسيها

دمشق- حسام لبش

اعتبر المخرج السينمائي نبيل المالح رحيل السينمائي الكبير رفيق الصبان أكبر ضربة تتعرض لها السينما السورية والعربية منذ نشأتها، واصفا الراحل بأنه الأستاذ رقم واحد في عالم الشاشة العملاقة على المستوى العربي.

وفي تصريح لموقع النشرة عتب المالح على الإعلام الذي لم يعط لرحيل قامة سينمائية عملاقة بحجم وقيمة الصبان حقها، منوها إلى الاحتفاء عادة بفنانين لم يقدموا واحدا في المائة مما قدمه ابن الـ 82 عاما الذي توفي قبل يومين. وقال المالح:" باختصار إذا أردنا الحديث عن رفيق الصبان فهذا سيجبرنا على اختصار الحركة السينمائية العربية، وبخاصة في سورية ومصر، به".

وختم:" على مؤسسة السينما أن تحيي ذكرى هذا الرجل لأنها مؤسسة كان الراحل أحد أبرز مؤسسيها". وكان رفيق الصبان فارق الحياة أول أمس عن عمر 82 عاما، شغل 70 عاما منها وراء السينما. وكان قد غادر سورية قبل 40 عاما إلى مصر التي سلمته مفاتيح شاشاتها العملاقة قبل أن يصبح المستشار الفني الأول لمهرجان الاسكندرية الدولي للسينما ولسنوات طويلة.

النشرة الفنية ـ الأحد 18 آب 2013،   آخر تحديث 08:19

رحيل الكاتب والناقد السينمائي رفيق الصبان

توفي الكاتب والناقد السينمائي السوري رفيق الصبان، منذ ساعات قليلة، بعد رحلة عطاء كبيرة في مجال النقد الفني.

الصبان قضى عدة أيام بالعناية المركزة بمستشفى السلام (معادي القاهرة) قبل أن يلقى ربه اليوم.

رفيق الصبان كاتب، وناقد، وسيناريست سوري مقيم في مصر منذ أوائل السبعينات، اسمه الحقيقي محمد رفيق الصبان، وكان يعمل أستاذاً لمادة السيناريو في معهد السينما المصري ، كتب أكثر من 25 فيلماً سينمائياً ، وما يقرب من 16 مسلسلاً، وهو حاصل على وسام الفنون والآداب الفرنسي من درجة فارس .

النشرة الفنية في

21/08/2013

 

رفيق الصبّان..

الرجل الذى فتح لنا نوافذ النور

محمود عبد الشكور 

بالنسبة الى جيلى، الذى بدأ يشاهد السينما العالمية، وفقاً لبرامج مدروسة، فإن الناقد الراحل الكبير رفيق الصبّان، كان نافذتنا الكبرى على الفن السابع، ذلك الرجل المؤسسة، الذى لا يسعده أكثر من أن ينقل سعادته بالأفلام التى أعجبته الى الآخرين، لم يتردد أبداً فى نشر الثقافة السينمائية، وتعظيم أعداد عشاقها، ومناقشتهم بلاتململ أو ضيق، مهما اختلفوا معه فى الرأى أو الرؤية.

قبل هذه المشاهدة المنهجية التى وفّرها لنا رفيق الصبان، وزميله الناقد الكبير مصطفى دوريش (متّعه الله بالصحة والعافية)، كنا نمتلك ثقافة نظرية واسعة مصدرها القراءة عن الأفلام وليس مشاهدتها، حفظنا تتابعات المشاهد فى أفلام عظيمة من خلال مجلدات نشرة نادى السينما التى حصلنا عليها من سور الأزبكية (مكان بيع الكتب القديمة فى القاهرة)، كانت النشرات تقدم تفاصيل الفيلم قبل نقده وتحليله.

رأينا عشرات الأفلام العالمية بعين الخيال من خلال كتب الناقد الكبير رؤوف توفيق الذى حرص على المتابعة السنوية لأفلام مهرجان كان، وحفظتُ شخصياً بعض مشاهد السيناريوهات المترجمة للأفلام الكبرى من خلال الحصول على الأعداد القديمة لمجلة "السينما" التى لم تستمر، وكان يرأس تحريرها الراحل الكبير سعد الدين وهبة.

برامج مدروسة

بالطبع شاهدنا أيضاً عشرات الأفلام العالمية قبل تجربة نوادى السينما ببرامج رفيق الصبان ومصطفى درويش المدروسة، تابعنا برنامجى نادى السينما وأوسكار فى التليفزيون المصرى، وكان الناقدان الكبيران من ضيوف حلقاته الكثيرة، وحرصنا على متابعة ما تيسر من أفلام دورات مهرجان القاهرة السينمائى منذ منتصف الثمانينات، ولم تكن تفوتنا عروض نادى السينما بأتيليه القاهرة، أو جمعية نقاد السينما، أو فى المراكز الثقافية المتنوعة من المركز الروسى والفرنسى والتشيكى، وانتهاء بالمركز الأسبانى والألمانى والمجرى .. إلخ.

ولكن التأثير الأهم والأكبر جاء من برنامج مصطفى درويش فى المركز الثقافى الإيطالى، وبرنامجى رفيق الصبان فى قصر السينما، وفى المركز الإيطالى معاً، لا أتحدث فقط عن توفير الناقدين لأفلام نادرة من مكتبتهما الخاصة (كنا مازلنا فى عصر شرائط الفيديو فى نهاية الثمانينات وبداية التسعينات)، وإنما أتحدث عن فكرة البرمجة الممنهجة التى تعطى هواة السينما، ما يعادل استعراضا شاملاَ لتاريخ السينما، وكأننا بالضبط نختزل أعظم الأفلام وأحدثها معاً فى كورس مكثف، ضمن عروض أكبر سينماتيك مصرى وعالمى، حالة ثقافية وسينمائية نادرة، ودون أى مقابل.

أعظم ما فى هذه البرمجة أنها سارت وفقاً لمبدأ اعتبارأن تاريخ السينما ما هو فى الحقيقة إلا تاريخ مخرجيها الكبار، لولا الراحل الكبير رفيق الصبان لتأخرت لجيلى كثيراً فرصة مشاهدة روائع كبار مخرجى الفن السابع، ومناقشة أعمالهم مناقشة مستفيضة، كنا مشاهدين مناكفين لا نترك تفصيلة دون سؤال وجدل، ولم يكن لدى الصبان أى مانع فى أن ينسى الوقت، وهو يدافع عن حماسه لهذا الفيلم أو ذاك، بل إنه كان سعيداً بهؤلاء "الغلباوية" الذين لا يوافقونه الرأى، وإن كانوا يحتفظون له بالإحترام والعرفان.

مدرسة الهواء الطلق

كنا أشبه ما نكون فى معهد مفتوح للتذوق الفنى والسينمائى، يقدم الصبان الفيلم وكأنه يلقى قصيدة شعرية أو يزف عروساً، نشاهد الفيلم، ثم يبدأ النقاش الصاخب، ننطلق من السينما الى الحديث عن المسرح والفن التشكيلى والدين والسياسة والفلسفة، كنت اسميها مدرسة الهواء الطلق، التى تفرغ من داخلنا كل شحنات وطاقات حب الفن وحب الحياة، واحة عظيمة نستظل فيها بعيداً عن زمن فقير، امتزج فيه الإستبداد السياسى بالتطرف الدينى بالتعصب الأعمى، وتحالف فيه ضيق الأفق مع الجهل النشيط والأحمق.

فى كل برنامج، وعلى مدى سنوات طويلة، كان الصبان يحرص على تقديم أهم أفلام المهرجانات الكبرى جنباً الى جنب مع كلاسيكيات الأبيض والأسود، ومع روائع مخرجى الأفلام العالمية، كان عاشقاً بشكل خاص لمخرجى السينما الإيطالية مثل فيللينى وبازولينى وأنطونيونى وفيسكونتى، ولكنه لم ينس ايضا كيروساوا وبيرجمان وكوبريك وإيزنشتين وديفيد لين وديفيد جريفيث.

مع رفيق الصبان، الرجل المؤسسة، كان يمكن أن يبدأ الحديث عن فيلم كاجيموشا، وينطلق الكلام الى الحرب الأهلية الإسبانية، لننتهى الى الشاعرين  لوركا ورامبو وشخصية المسيح فى السينما، مع هذا الناقد الكبير يمكن أن تشاهد ضمن دورة واحدة فى قصر السينما بجاردن سيتى أفلاماً: مثل ران (كيروساوا) وحقول القتل (رولان جوفيه) وكل هذا الجاز (بوب فوس) وأوديسا الفضاء 2001 (ستانلى كوبريك) والبارجة بوتمكين (سيرجى إيزنشتين) والطبلة الصفيح (فولكر شولندورف) والوصايا العشر (سيسيل دى ميل) وسحر البرجوازية الخفى (لويس بونويل) وألف ليلة وليلة (بيير باولو بازولينى) ومتروبوليس (فريتز لانج)، ووسط العروض يسألنا بأريحية، وبلهجته الرقيقة، التى تمزج اللهجة المصرية بالشامية: "مش عايز أفرض ذوقى عليكو.. تحبوا تشوفوا أفلام أيه؟".

من النادى الى الأوبرا

استمر الصبان يقوم بهذا الدور من نوادى السينما المختلفة الى نادى السينما فى دار الأوبرا المصرية، وفى كل مكان نذهب خلفه لأننا نجد الجديد ، حتى بعد أن تركنا مرحلة الهواية،  وحتى بعد أن أصبح يطلق علينا "الزملاء النقاد"، لم يتغير أبدا هذا الرجل، كل سعادته أن تشاركه سعادته باكتشاف فيلم جميل، بهجته أن يلفت الأنظار الى مخرج موهوب قدم فيلما طويلاً أو قصيراً، وأن يعرفنا بالسينما العربية ومخرجيها الكبار.

كان رفيق الصبان يحترم أى جهد بشرى لصنع الأفلام، ويتعامل بالرفق والحب معها دون أن يغفل اللوم والعتاب والزجر، انعكست شخصيته الرومانسية على أسلوبه الشاعرى المحلق، ورغم انتمائى الى مدرسة أخرى فى الكتابة التحليلية ذات المصطلحات المنضبطة، إلا أننى كنت دوماً من المتابعين لمقالاته حتى قبل أن أعرفه عن قرب، كنت أراه شاعراً خسره الشعر، وعندما بدأنا القراءة المنتظمة فى النقد خلال السبعينات، كان الصبان بالتأكيد أحد نجوم هذه الفترة، جنبا الى جنب مع أحمد صالح وسمير فريد ورؤوف توفيق ومصطفى درويش وسامى السلامونى.

سمة أخرى تميّز رفيق الصبان هى الحماس الشديد للأفلام التى تلامس أوتاراً فى داخله، أذكر أنه أحضر لنا فى لجنة المشاهدة فى مهرجان القاهرة السينمائى الأخير (كان هو رئيس اللجنة) فيلما خارج برنامج المشاهدة بعنوان "رجم ثريا"، قال إنه تأثر به كثيراً، ولم يستطع النوم بعد مشاهدته، ورغم حماسه الشديد لعرضه، إلا أنه كان مصمماً على أن نشاهد الفيلم، وننضم إليه فى القتال من أجل أن يراه الناس.

وفى مرة أخرى، جاء إلينا رفيق الصبان بفيلم قال إنه أبكاه، أعاد معنا مشاهدته من جديد، وعند مشهد معين يستعيد فيه البطل ذكرياته مع رفاقه الشوعيين القدامى، استبد الشجن بالناقد الكبير، قال لنا: "إن محنة هذا الرجل الذى فقد أحلامه هى أزمة جيلى كله".

يعتقد الكثيرون أن حماس الصبان لكثير من الأفلام هو فائض مجاملة واضحة، فيما أرجح أن تلك بعض تلك الأفلام العادية التى كان يراها غير عادية، كانت تمس أوتاراً كامنة لا نعرفها داخله، فيلتمس لصناعها بعض العذر، وقد كنت أطلب دائماً ممن يقللون من كتابات رفيق الصبان، بدعوى المجاملة أو الحماس الزائد، أن يعودوا الى دراساته العظيمة فى نشرة نادى السينما ليعرفوا قيمة ما يكتبه.

فى هذه الدراسات كان يخاطب قارئاً أقرب الى التخصص، وكانت العبارت أكثر انضباطاً، يمكن مثلاً أن تعود الى دراسته الفذّة عن فيلم "ساتيركون" لفيللينى، التى أعتبرها من أهم ما كتب تحليلاً لهذا الفيلم باللغة العربية، كان منهجه فى قراءة الفيلم/ الجحيم، هو تحليل كل شخصية من شخصياته، وربطها بالبناء والخيال عند فيللينى.

ومن أبرز ملامح مقالات رفيق الصبان النقدية  السينمائية أنها تستعين بالفنون الأخرى لإلقاء الضوء على الأفلام، يمكنه مثلاً أن يقارن فيلماً لفاسبندر بمقطوعة لفاجنر أو جوستاف ماهلر، وأن يتحدث عن حركة السرد  فى فيلم ما مقارناً إياها بخطوات رقصة الفالس، يقول لك مثلاً إننى أعتبر المخرج الفلانى شكسبير السينما، هذه الطريقة فى التقييم، سواء اتفقت أم اختلفت معها، تفتح أمام المشاهد أبواباً واسعة للمشاهدة، كما تمنحه فضولاً لاينتهى لاكتشاف الكثير من الأسماء فى فنون كثيرة، كما أنها تؤكد استحالة تذوق السينما دون القدرة على تذوق الفنون الأخرى.

مبادرات فردية

كل ما فعله هذا الناقد الكبير كان بوازع من حماسه، وبمبادرة فردية لمثقف حقيقى يؤمن بأن زكاة المعرفة ألا تبخل بها على أحد، هكذا فعل بالتدريس فى معهد السينما، وفى تأسيس نوادى الأفلام، وفى الكتابة والتأليف، ولكنى كنت أتمنى أن تسند الى هذا الناقد الكبير (وغيره من المثقفين)، مهمة وضع برامج لتعليم التذوق الفنى والسينمائى فى المدارس والجامعات، كنت أتمنى أن يكون جهد الصبان وجيله ضمن خطة ثقافية مؤسسية واسعة وممتدة، وكنت أتمنى ألا يستزف جهده فى الدفاع عن بدهيات، وألا يقاتل من أجل عرض فيلم يراه البعض جريئاً، فى عصر تعرض فيه كل أفلام الدنيا على أجهزة الكمبيوتر.

ورغم كل الصعوبات، إلا أن الصبان لم يتوقف عن العطاء حتى آخر لحظات حياته، فاجأته أزمة صحية يوماً  اثناء أعمال لجنة المشاهدة سالفة الذكر، ولكنه أصر على أن يرسلوا إليه سيديهات الأفلام فى منزله لكى يكتب تقاريره.

لم يتوقف الصبان عن تشجيعنا، وعن تقديم تعليقاته على ما نكتب سواء فى السينما أو فى غيرها، أتذكر أنه امتدح بعبارات أخجلتنى مقالا كتبته فى جريدة التحرير عن أطفال الشوارع، وظل يطلب ممن يعرفهم أن يقرأوا هذا المقال، كان يعتبرنا أولاده، وغرس ندواته ومناقشاته، وكنا ومازلنا نراه مثقفاً حقيقياً بلا ذرّة إدعاء، وإنساناً راقياً مهذباً، ورائداً من اساتذة النقد السينمائى، مهما اختلفنا معه فى زوايا الرؤية، أووجهات النظر.

كان رفيق الصبان عنوانا لجيل يرى أن الثقافة ليست معلومات محفوظة، ولكنها تعنى بالأساس أن تتغير لأنك تعرف، وأن تكون أرقى وأرفع لأنك تعلم، وأن تفتح للآخرين نوافذ النور والجمال، لأنك ذقت مرة لذة النور والجمال.

وكان الصبان، من قبل ومن بعد، دليلاً حياً على وجود المثقف العربى العابر للأوطان وللأقطار، وعلى أن الرومانسية قادرة على مواجهة الواقع الخشن، والإنتصار على القبح بالفن والخير والعطاء.

وإذا كان هو من حدثنا طويلاً عن برومثيوس سارق النار والمعرفة، فقد كنت أراه برومثيوس أكثر رومانتيكية، فتح أمامنا نوافذ النور، بدون ضجيج أو صخب، ولم يطلب منا ثمناً أو ضريبة، سوى أن نفعل نحن نفس الشئ، تجاه الآخرين.

عين على السينما في

23/08/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2013)