يتوزع حب المراكشيين في كرة القدم بين الفريقين الإسبانيين الغريمين،
ريال مدريد وإف سي برشلونة، أما في الفن السابع فتخفق قلوبهم وتتوحد في عشق
السينما الهندية والتعلق بنجومها.
لكل مراكشي حكاية خاصة في عشق السينما الهندية، تجعله يعيش وسط
عالمين، أحدهما مغربي، هنا في مراكش، في أقصى شمال أفريقيا، والآخر هندي،
بعيدا، هناك في آسيا، حيث تمتد الجغرافيا وتتألق الثقافة بلسان مختلف.
ويستحضر الكاتب عبد الرحيم عاشر علاقته الخاصة بالسينما الهندية
ونجومها، في لقاء مع «الشرق الأوسط»، فيقول: «في صغري، عملت في معظم المهن
المعروفة، نادلا في المقاهي، وقصابا وحدادا وبائع خضراوات، وقادني شغفي
بالسينما إلى بيع البيض أمام قاعة سينما (مبروكة) في شارع البرانس، القريب
من ساحة جامع الفنا، حيث كنت أبيع بعض البيض المسلوق وألتهم معظمه. في هذه
الفترة توطدت علاقتي بالأفلام الهندية. يناديني معارفي بلقبي العائلي
(عاشر)، بينما يناديني آخرون بلقب (شاعر) دون أن يعرف أكثرهم سر هذا
التلاعب بمواقع الحروف في لقبي العائلي. والحقيقة أني أخذت لقب (الشاعر)،
خلال طفولتي، بعد تأثر وبكاء، إثر مشاهدة فيلم (الحب هو الحياة)، الذي مثل
فيه أميتاب باتشان وشامي كابور وريشي كابور. بكاء جر علي تفكه الأصدقاء،
الذين أطلقوا علي لقب (الشاعر) لأن الشعراء يغرقون في الرومانسية وتجدهم
(في كل وادٍ يهيمون)».
ويمضي عاشر قائلا في شهادته: «طبع عشقي للأفلام الهندية ومتابعتي
لأخبار وصور نجومها حياتي، بشكل لافت، خصوصا وأن أبطالها غالبا ما يكونون
متحدرين من عائلات فقيرة أو ولدوا أيتاما، مثل حالتي. كنت في صغري مبهورا
بأبطال السينما الهندية، وكنت أقول لأصدقائي إني سألتقي هؤلاء النجوم حين
أكبر، وذلك ما حصل إذ التقيت كثيرا منهم، مثل أميتاب باتشان وشاه روخ خان،
وأجريت مع بعضهم حوارات صحافية. ولعل من حسنات عشقي للأفلام الهندية،
وأثرها في حياتي، أنه أسهم في نمو ملكة الخيال في داخلي، الشيء الذي دفعني
إلى كتابة الشعر والقصة والرواية».
والمثير في علاقة أبناء مراكش بالسينما الهندية ونجومها أن أغلب
المراكشيين لا يتقن اللغة الهندية، بل إن منهم من لا يعرف إن كانت تكتب من
اليمين أم من اليسار، من الأسفل صعودا أم من الأعلى نزولا، لكنهم قادرون
على بناء حوارات كاملة، قد لا تفهم فيها كلمة واحدة، إما لأنك مغربي لا
يفهم اللغة الهندية، وإما لأنك هندي يتحدث أمامك مراكشي بأي شيء سوى اللغة
الهندية.
ويقول القاص والناقد السينمائي محمد شويكة، لـ«الشرق الأوسط»، إن سر
هذا العشق الذي يكنه المغاربة للسينما الهندية مرده إلى «طبيعة المواضيع
التي تتطرق إليها، خصوصا الصراع بين الخير والشر وبين الأغنياء والفقراء،
فضلا عن طبيعة المعالجة الفنية التي تقدمها، التي تعتمد خصوصا على الدراما
الاجتماعية التي لا ينهزم فيها البطل العاشق الشجاع، مع توظيف الموسيقى
والرقص، واستثمار المؤهلات الطبيعية للبلد، مع اعتماد تقنيات التمويه على
مستوى التصوير والحركة واللجوء إلى خدمات المغامرين السينمائيين، وهي
مواضيع يجد فيها الجمهور المغربي نوعا من التلاقي مع همومه ومشكلاته
وأحلامه، فيغدو الدخول إلى الفيلم الهندي بمثابة التطهر من الضغط اليومي
والهروب من مشكلات الحياة عموما».
وعن سر تغلغل السينما الهندية، بشكل لافت، بين المراكشيين، يتحدث
شويكة عن «خصوصية وجود كثير من القاعات السينمائية في قلب الأحياء الشعبية
بالمدينة، مثل سينما «الريف»، التي يجيد بعض ساكني منطقة الداوديات التي
توجد بها اللغة الهندية ويحفظون، عن ظهر قلب، أغاني الأفلام، كما أن الكثير
منهم يزينون منازلهم بصور بعض نجوم بوليوود، ويقلدونهم، ليتحول العشق إلى
ظاهرة تثير الانتباه والدهشة، كما صار العشاق يتجمعون في منتديات وجمعيات
لعشاق السينما الهندية».
وأبرز شويكة أن وجود عدد من شركات توزيع الأفلام التي يديرها بعض
الهنود في الدار البيضاء ساهم في انتشار هذه الأفلام في قاعات السينما
المغربية، التي تنتعش منها جراء الإقبال الكبير عليها من طرف المغاربة،
وبالتالي ظلت هذه الأفلام تساهم في إنقاذ مستغلي هذه القاعات من الإفلاس.
وإلى وقت قريب، مثلت قاعات السينما الفرصة الوحيدة التي ظلت تضع
المراكشيين في قلب قصص سينمائية هندية تؤثثها الدموع وحب الأرض وصراع الخير
مع الشر وقيم الصداقة والتسامح والعائلة، مع ما تتضمنه مشاهدها من إثارة
وتشويق، قبل أن تدخل ثورة التكنولوجيا على الخط، لتضع بين يدي العالم
أقراصا مدمجة، صار يحصل عليها المراكشيون مقرصنة بأقل من دولار أميركي. ثم
جاءت فعاليات المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، الذي أتاح للمراكشيين مشاهدة
نجومهم المفضلين مباشرة على الأرض وليس على الشاشة فقط.
ودأب المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، خلال الدورات الماضية، على توجيه
الدعوة، خلال كل دورة، إلى نجم هندي يحضر سواء كضيف شرف أو كأحد المكرمين.
ورغم أن هذه الدعوات كانت تقتصر على الأفراد فقد كان حضور نجم هندي واحد،
فقط، كفيلا بأن يلهب مشاعر الفرحة في نفوس عشاق السينما الهندية في مراكش.
مثلا: «خلال الدورة الماضية من المهرجان، أظهر تكريم (ملك بوليوود)، الممثل
شاه روخ خان (أو شاروخان كما ينطقها المراكشيون)، العشق الكبير الذي يكنه
المراكشيون، بشكل خاص، والمغاربة، بشكل عام، للسينما الهندية ولنجومها
البارزين. ففي ساحة جامع الفنا، حيث تم تقديم بعض أفلامه، كانت أمواج بشربة
في انتظاره، أما على أبواب قصر المؤتمرات فقد حمل المراكشيون صورا ولافتات
تلخص عشقهم لـ«الكينغ» شاه روخ خان. استقبال ملكي لنجم هندي عاش لحظات
انبهار وتأثر لا تنسى بعد كل ما عاينه من عشق وتعلق به من طرف المراكشيين.
أما حكاية النجم أميتاب باتشان فتبدو أكثر إثارة، إذ وجد نفسه، وهو
يهم بدخول سينما «الريف»، التي توجد بحي الداوديات الشعبي، في دورة 2003،
لتقديم أحد أفلامه، يستمع إلى تحايا وهتافات عشاقه المراكشيين باللغة
الهندية، قبل أن يدخل في حوارات مع أبناء مراكش جعلته يغرق في صمت ممزوج
بالتأثر وعدم تصديق ما يسمعه ويشاهده، في مدينة مغربية تبعد عن شبه الجزيرة
الهندية بآلاف الأميال.
في كل مرة، على مدى الدورات الماضية من مهرجان مراكش، أمكن لنجم واحد
أن يلهب حماس المراكشيين، فما بالك اليوم ومهرجان مراكش يكرم السينما
الهندية في دورته الـ12، ويوجه الدعوة إلى وفد كامل يتعدى الأربعين نجما،
كل واحد منهم ينسي المراكشيين الآخر، بداية من أميتاب باتشان، وانتهاء
بريانكا شوبرا وشاه روخ خان، مرورا بريشي كابور وإيشواريا راي؟! وأرجع
المنظمون اختيار تكريم السينما الهندية في دورة هذه السنة إلى «ثراء»
و«حيوية» هذه السينما «الشعبية» خلال السنين الأخيرة، التي تنتج ما بين
1000 و1200 فيلم سنويا، وأيضا إلى «عمق العلاقات التي جمعت المغاربة
بالسينما الهندية». وتحدث الأمير مولاي رشيد، شقيق العاهل المغربي، الملك
محمد السادس، ورئيس مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، عند افتتاح
المهرجان، عن تقديم «النجوم الأكثر شهرة لما أجمع على تسميته بوليوود، ذاك
المسار الرائع لحلم تسلكه كل يوم أنظار الملايين من الجماهير العاشقة لهذا
النوع من السينما».
وإلى فقرة تكريم السينما الهندية، برمج مهرجان مراكش تكريما خاصا
للمخرج والمنتج الراحل ياش شوبرا، أحد رموز السينما الهندية، الذي وقع على
عدد من الأعمال الكلاسيكية الكبيرة، من قبيل «ديوار» (1975)، الفيلم الذي
أعطى فرصة البروز للكثير من المواهب، بينها الممثل شاه روخ خان، و«سلسلة»
(1981)، و«لامهي» (1991)، و«فير - زارا» (2004) الذي، على حد تعبير رئيس
الوزراء الهندي مانموهان سينغ، «أمتع الكثير من الأجيال بفضل إبداعاته
الاستثنائية، وجعل السينما الهندية تحظى بشعبية أكبر على المستوى الدولي».
نجوم السينما الهندية، الذين جاءوا فرادى خلال الدورات الماضية عادوا
ضمن وفد من السينمائيين. بين هؤلاء يأتي النجم أميتاب باتشان، بعد نحو عشر
سنوات، على آخر زيارة قادته إلى المدينة الحمراء، على رأس الوفد السينمائي
الهندي. ونقل مشاعره إلى إدارة المهرجان، قائلا: «إنه لشرف عظيم بالنسبة لي
أن أتلقى الدعوة من قبل المهرجان الدولي للفيلم بمراكش لحضور دورة هذه
السنة. وهي مناسبة أود أن أتقدم فيها بالشكر لمؤسسة المهرجان لاختيارها
تكريم الصناعة السينمائية الهندية. أتذكر، بامتنان كبير، زيارتي الأخيرة
إلى مراكش، في أكتوبر (تشرين الأول) من سنة 2003، وما حظيت به من حفاوة
الاستقبال. أتمنى النجاح الأكبر للمهرجان وأشعر بسعادة مسبقة كوني حاضرا من
جديد في دورة هذه السنة».
وكما حدث مع شاه روخ خان، خلال الدورة الماضية، وخلال دورة هذه السنة
أيضا، حين وجد نفسه وسط أمواج بشرية من المراكشيين بساحة جامع الفنا،
سيتكرر نفس المشهد مع أميتاب باتشان، الذي وجد نفسههو الآخر، مرة أخرى، وسط
نفس الأمواج البشرية وفي خضم نفس اللهفة والعشق الجارف.
وإلى عشق المراكشيين للسينما الهندية ونجومها، فإن احتفاء المغاربة،
خلال دورة هذه السنة من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، لم يتوقف عند حفلات
التكريم ولقاءات تقديم الأفلام، سواء في قصر المؤتمرات أو في ساحة جامع
الفنا، بعد أن وشح الأمير مولاي رشيد الممثل الهندي شاه روخ خان بـ«وسام
الكفاءة الفكرية»، على هامش حفل العشاء الرسمي الذي أقامه العاهل المغربي،
الملك محمد السادس، بمناسبة الافتتاح الرسمي للدورة، على شرف ضيوف
المهرجان.
الشرق الأوسط في
08/12/2012
فيلم عن الصراع "الإسرائيلي" - الفلسطيني
يثير ضجة في "مراكش"
مراكش - حكيم عنكر:
أثار فيلم “الهجوم” للمخرج اللبناني زياد الدويري ضجة أثناء عرضه في
المسابقة الرسمية لمهرجان مراكش السينمائي الدولي بسبب أطروحة الفيلم التي
تتناول الصراع العربي “الإسرائيلي” .
الفيلم يتميز بكثير من الفرجة السينمائية العالية والتمكن من أدوات
الفن السابع وبخبرة المخرج الطويلة في إدارة بلاتو التصوير، وأيضاً باختيار
لقطات جيدة يعكس الاتساع والفخامة وموسيقا في غاية الإبهار وإضاءة شديدة
الشفافية تكشف تفاصيل الملامح والوجوه . حاول المخرج اللبناني زياد الدويري،
أن يقنع المشاهد بوجود إمكانية غير مطروحة على طاولة المفاوضات العسيرة بين
الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، هذه الإمكانية يمكن إجمالها شكلاً ومضموناً
في “إمكانية التعايش” .
يمكن القول من دون مواربة إن كلمة “التعايش” هي الكلمة الأكثر مدعاة
للسخرية على أرض الواقع الفلسطيني- “الإسرائيلي”، فليس لهذه الكلمة وجود في
القاموس اليومي، ولذلك حين يصر البعض على تربيتها في أحضان دفء المنتديات
واللقاءات الأكثر سرية بين وجوه “الاعتدال” من الجانبين، يأتي الخبر اليقين
من صواريخ “الكاتيوشا” أو من هجوم بطائرات “أباتشي” على مزارع الزيتون
والأحياء الفلسطينية الآهلة بالسكان، أو من خلال عملية تنفذها في الغالب
فتاة في عمق تل أبيب المحصنة بالمعابر والجدران الإسمنتية وكاميرات
المراقبة واستخبارات الشاباك .
هذا ما يتأكد تماماً من خلال قصة فيلم “الهجوم” المستقاة من رواية
للكاتب الجزائري ياسمينة خضرا، وتحكي قصة أمين جعفري، وهو جراح “إسرائيلي”
من أصل فلسطيني، يعيش في تل أبيب، حيث استطاع أن يحقق معادلة مستحيلة
بالاندماج في المجتمع “الإسرائيلي”، وستمكنه مهارته كجراح بارع يعمل في أحد
كبريات المستشفيات في تل أبيب من حيازة وضع اجتماعي غير مسبوق .
يعيش أمين رفقة زوجته الجميلة سهام الفلسطينية الأصل، المسيحية
الديانة الليبرالية في جو نموذجي، وفي بحبوحة تشكل مشتلاً مأمولاً لوضع
يقدمه لنا المخرج على أنه فرضية ممكنة التحقق .
هذا الأمان الداخلي والسلام الاجتماعي سيهتز، بعد أن يفلح تنظيم
فلسطيني في تجنيد سهام، وإقناعها بتنفيذ عملية انتحارية سيجري التخطيط لها
بدقة، لتحين ساعة الصفر، حيث ستفجر سهام نفسها في مطعم صغير في محطة بنزين
يؤمه أطفال وقت الغداء، والسبب في رسالة بعثتها لزوجها “الحاجة للوطن” .
هذا هو صلب حكاية “الهجوم”، من هنا ستهتز تلك الثقة الرغدة، بين
الفلسطيني الجراح الماهر صاحب الكفاءة العلمية وبين أصدقائه
“الإسرائيليين”، ليعود كل إلى موقعه، والاحتماء بجداراته الجاهزة، وحتى بعد
أن يخضع أمين جعفري لتحقيق من الشاباك، ويجري التأكد من أن زوجته هي
الانتحارية المنفذة، يسلك أمين جعفري طريقه الخاص في كشف ملابسات هذه
القضية، وكيف استطاع التنظيم الفلسطيني اختراق عقل هذه السيدة الجميلة التي
كانت تتمتع بكل أسباب الحياة المرفهة .
وللإجابة عن تساؤلاته المحيرة، يذهب إلى نابلس ورام الله من أجل كشف
الحقيقة، وهناك يلتقي عائلته التي كانت على صلة بها والشيخ الذي جندها ابن
أخته الذي لعب دور المؤطر، والقس القيم على الكنيسة التي تنتمي إليها،
وتدور حوارات في غاية الأهمية حول الوطن والهوية والعدو والسلام، ليعود إلى
تل أبيب محطماً وفي حالة تشويش كبرى، بعد أن أصبح فاقداً للثقة من
الجانبين، من “الإسرائيليين” الذي بدأوا يضعون علامات الاستفهام حول إخلاصه
للوطن “المكتسب” ومن الفلسطينيين، الذي يعدونه ناكراً لوطنه ولا يشعرون
بالامتنان والفخر اتجاهه سوى لأن زوجته قامت بالعملية الانتحارية، أو لنقل
بالعملية الفدائية .
طريق عدم الثقة، هو مدعاة للتمزق، ومن أكثر السبل إثارة للعدوانية من
طرف المتمترسين في اصطفافاتهم التي أملتها شروط وواقع شديد التعقيد، لم
يفلح فيلم “الهجوم” في استبطانه بعمق، وربما فشل في الحرص على صياغة توازن
بيني في قضية لا تحتمل في ظل ما هو كائن على الأرض إلا الانتماء هنا أو
هناك، لا مجال للشجن ولا للتحليقات، إذ سرعان ما سيكسر ذلك الهدوء الزجاجي
دوي انفجار أو ألسنة دخان ترتفع إلى عنان السماء، لتعلن انهيار كل شيء
وبداية الكابوس .
الخليج الإماراتية في
08/12/2012
"
الفيلم يتناول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في مقاربة غير
تقليدية
الهجوم" يفوز بالجائزة الكبرى لمهرجان مراكش الدولي للفيلم
مراكش - خديجة الفتحي
حاز الفيلم اللبناني "الهجوم"، للمخرج زياد دويري، على النجمة الذهبية
(الجائزة الكبرى) لمهرجان مراكش الدولي للفيلم، الذي اختتمت فعاليات دورته
الثانية عشرة أمس السبت.
وحصل فيلما "طابور"، للمخرج الإيراني وحيد فاكيليفار و"اختطاف" للمخرج
الدنماركي توبياس ليندهولم على جائزة لجنة التحكيم. كما تُوج الفيلم
الدنماركي أيضا بجائزة أحسن ممثل، والتي عادت إلى الفنان سورين مالينك.
فيما فازت الممثلة الأستونية إلينا رينولد بجائزة أحسن ممثلة في فيلم "جمع
الفطر" للمخرج توماس هوسار.
ويروي فيلم "الهجوم"، الحائز على النجمة الذهبية لمهرجان مراكش الدولي
للفيلم٬ خلفيات الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي من خلال رؤية فكرية تراهن على
تجاوز الخطاب الأخلاقي والكشف عن البعد المأساوي والإنساني لهذا الصراع.
ويحكي الفيلم، الذي يستوحي أحداثه من رواية ياسمينة خضرة٬ وهو من
إنتاج فرنسي لبناني قطري مصري وبلجيكي مشترك٬ والقصة لأمين جعفري الجراح
الإسرائيلي ذي الأصول الفلسطينية٬ والذي يعيش في تل أبيب مندمجاً في
المجتمع الإسرائيلي٬ لديه زوجة محبة ووظيفة، ولكن سرعان ما تنقلب حياته
جذريا حينما تخبره الشرطة الإسرائيلية بتورط زوجته سهام في هجوم انتحاري
بواسطة قنبلة أودت بحياة 17 شخصاً.
أمين واثق من براءة زوجته، مما جعله يرفض كل هذه الاتهامات، لكن هذه
القناعة ستهتز أمام رواية الشرطة التي ستسلمه رسالة كتبتها سهام، قبل
تفجيرها الانتحاري، تؤكد فيها مسؤوليتها عن هذه العملية. وفي حالة من
الصدمة يقرر أمين جعفري ولوج الأراضي الفلسطينية المحتلة أملاً في لقاء
أولئك الذين جندوا زوجته.
ويحمل الفيلم نوعاً من الإثارة النفسية والتحري حول أوضاع جعلت سيدة
جميلة ومرحة غير متدينة، تغير رؤيتها للأشياء بعد ما راكمت العديد من مشاهد
الجرائم الصادمة والأليمة في حق الشعب الفلسطيني، كان من أبرزها مجزرة جنين
الوحشية.
ووظف المخرج تقنية التشويق القائمة على عملية الاسترجاع (فلاش باك)،
مع تكثيف اللغة السينمائية، واعتماد اللقطات المكبرة لسبر أغوار الشخصيات،
وتمزقاتها ومفارقاتها الدرامية الصادمة، بعيداً عن المباشرة أو الانحياز
العاطفي والأخلاقي لأي طرف من أطراف الصراع، محطماً المقاربات الدوغمائية
والبراغماتية التي سبق أن تناولت الصراع العربي الإسرائيلي.
وهذه المقاربة أثارت نقاشاً قوياً داخل الأوساط النقدية والإعلامية في
فضاءات مهرجان مراكش٬ بين من اعتبر أن المخرج ساوى بين الضحية والجلاد،
بينما ذهب البعض الآخر إلى أن زياد دويري تجاوز التصورات النمطية التي لا
تخدم القضية الفلسطينية.
يذكر أن دويري أخرج العديد من الأفلام القصيرة٬ وعمل مصوراً مساعداً
في عدة أفلام أبرزها الأفلام الثلاثة الأولى لكونتن تارانتينو. وفاز فيلمه
الروائي الأول "بيروت الغريبة"، الذي أنجزه سنة 1998، بجائزة الاتحاد
الدولي لنقاد السينما في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي.
تكفّل المهرجان بعلاج العشرات من مرضى العيون
مهرجان مراكش يحتفي بالمكفوفين عبر تجربة أفلام الوصف
السمعي
مراكش - حسن الأشرف
عاش المهرجان الدولي للفيلم بمراكش اليوم السادس من دورته العاشرة على
إيقاع تجربة فنية وإنسانية جديرة بالاهتمام، حيث تم عرض سبعة أفلام بتقنية
"الوصف السمعي" التي تمنح لعشاق السينما من المكفوفين إمكانية تذوق عالم
الفن السابع بكثير من الخيال والإبداع.
المهرجان اهتم بمرضى العيون موازاة مع سينما المكفوفين
واستدعت مؤسسة مهرجان مراكش نحو 100 كفيف وفاقد للبصر على نفقتها
الخاصة، ونُظمت بموازاة فعاليات المهرجان حملة طبية كبيرة استهدفت إجراء
عمليات جراحية لمرضى العيون المعوزين.
وتميز اليوم السادس من المهرجان أيضاً بتكريم الممثل هارفي كيتل، أحد
أبرز نجوم السينما الأمريكية والعالمية، والذي اغرورقت عيناه بالدموع لحظة
تسلمه جائزة تكريمه، كما استمرت المنافسة الرسمية على الجائزة الكبرى بعرض
فيلمين أحدهما مكسيكي والآخر روسي.
تجربة الوصف السمعي
وتضمن يوم الأربعاء 8-12-2010 إدراج سبعة أفلام لصالح فئة المكفوفين
وضعيفي البصر، وهي "الابن المفضل" للمخرج نيكول كارسيا، و"تشاو بانتان"
للمخرج كلود بيري، و"درس البيانو" للمخرج جين كامبيون، و"الكراهية" للمخرج
ماتيوه كاسوفيتش، و"كل صباحات العالم" للمخرج آلان كورنو، و"كل واحد يبحث
عن قطته" للمخرج سيدريك كلاييش.
كما تم عرض الفيلم المغربي "السيمفونية المغربية" لمخرجه كمال كمال،
والذي يحكي قصة حميد الذي يشعر بالذنب لإقدامه على القتل بعد مشاركته في
حرب لبنان، وللتكفير عن فعلته يقرر رفقة مجموعة من المشردين أن يؤدوا
معزوفة.
وهي مقطوعة موسيقية ألفها أستاذ رفضه المجتمع، ويصور الفيلم التحدي
الذي تحلى به الأستاذ وأولئك المشردون، ومدى معاناتهم من أجل التغلب على
الصعوبات لبلوغ هدف إسماع هذه "السيمفونية المغربية".
وأكد جليل لعكيلي، الكاتب العام لمهرجان مراكش، في تصريح لـ"العربية.نت"
أن تجربة "الوصف السمعي" ـ التي اختير لها عنوان "الكلمة من أجل المشاهدة"
وتكفل كل من الممثلين المغربيين أمل صقر وهشام الوالي بمهمة الوصف الصوتي
للمشاهد المعنية بهذه التقنية - ليست فقط تجربة فنية، بل هي أيضاً اجتماعية
وإنسانية عميقة.
وتابع: فضلاً عن استقبال حوالي 100 كفيف والتكفل بمصاريف إقامتهم خلال
ستة أيام من عمر المهرجان واستعمال تقنية "برايل" لطبع ملخصات الأفلام،
هناك حملة طبية واسعة في ضواحي المدينة لمحاربة داء "الساد"، وإجراء عمليات
جراحية بهدف إزالة "الكاتاراكت" استفاد منها مجاناً حوالي 250 من المرضى.
وقال الدكتور عمر بربيش عن مؤسسة الحسن الثاني لطب العيون ـ في تصريح
للصحافة ـ إن هذه العملية تستهدف الأشخاص المعوزين خاصة في الوسط القروي،
والذين ليس بمقدورهم الحصول على العلاجات الضرورية.
وأضاف أن العمليات الجراحية التي لا تستغرق سوى بضع دقائق تجرى
باستعمال تقنية الصدى، وهي أحدث التقنيات في هذا المجال، مبرزاً أن
المبادرة إنسانية بالدرجة الأولى، وأن كل العمليات التي أجريت حتى حد الآن
كللت بالنجاح.
ونُظمت أيضاً مائدة مستديرة حول موضوع "دور السينما في ولوج المكفوفين
وضعاف البصر إلى عالم المعرفة" من خلال تقنية الوصف السمع؛ وشارك في هذه
المائدة المستديرة مهنيون سينمائيون وصحافيون وعدد من المكفوفين وضعاف
البصر، وأدارها الأستاذ الجامعي محمد الدكالي (كفيف)، ورئيس مصلحة السمعي
البصري في جمعية فالونتان هايو بباريس باتريك سوني.
تكريم بالدموع
سينما المكفوفين نالت الكثير من الاهتمام في المهرجان
وتميز اليوم السادس أيضاً بتكريم النجم الأمريكي هارفي كيتل الذي ألغى
ندوته الصحافية من دون سابق إنذار، الشيء الذي ترك في نفوس بعض الإعلاميين
نوعاً من الامتعاض.
ويوصف هذا الممثل الأمريكي بأنه أحد أهم نجوم التمثيل في أمريكا
والعالم، ولم يستطع هذا الفنان الكبير حبس دموعه وهو يتسلم جائزته من
الممثلة الأمريكية سوزان سارندون التي جرى تكريمها أيضاً قبل سنتين.
وأشار كيتل، الذي يتذكر الجمهور دوره في فليم سائق التاكسي، في كلمه
له إلى أن الممثلة ساراندون لها الفضل الكبير عليه حيث لم ينس أبداً
مساعدتها له في بداياته الفنية.
ويعرف عن كيتل أنه نجم متفرد في اختياراته وأيضاً بأسلوب حياته، إذ
يفضل دائماً أن يظل بعيداً عن صخب هوليود؛ فما أن ينتهي عمله حتى يعود
قافلاً إلى مزرعته حيث يعيش حياته بكثير من العفوية والبساطة.
المسابقة تستمر
وتواصل المهرجان بعرض أفلام المسابقة الرسمية، حيث حمل اليوم السادس
جديد السينما العالمية، وظهر فيلمان مرشحان بقوة لنيل إحدى الجوائز، أولهما
فيلم "غيوم" للمخرج المكسيكي اليخاندو كربر بيسيكي، الذي استمد أفكاره من
الثقافة السينمائية المكسيكية التي تجمع بين حضارات تعاقبت على دول أمريكا
اللاتينية.
وتدور أحداث الفيلم حول قصة "خوسي" الذي لعب دوره الممثل العالمي
فرانسيسكو كودينيز، والذي يعمل على مضض في مصنع للثلج يمتلكه والده في حي
فقير في مدينة مكسيكو، بينما صديقه "فيليني" مستخدم في مقهى للإنترنت، فيما
يعيش "أدونيس" رفقة والده المدمن على الكحول ويقضي وقت فراغه في دراسة
العصر الذهبي للمكسيك قبل اكتشافها من قبل كريستوف كولومبس.
ويحاول الفيلم من خلال سرد حكائي يقترب من الشاعرية أن يبرز علاقات
الجوار بين الأصدقاء الثلاثة وسكان الحي، والذين تجمعهم حادثة صادمة يترك
المخرج فرصة استنتاجها من خلال أحداث الشريط.
أما فيلم "الحافة" الذي حمل بصمات جلية لمخرجه الروسي اليكسي يوشيتيل
فتدور أحداثه مباشرة بعد نهاية الحرب العالمية الثانية في منطقة سيبيريا،
وكان شعاره "النفي لكل من يخون وطنه".
ومنح الفيلم للجمهور فرصة جديدة لمشاهدة الممثل الروسي العالمي
"فلاديمير ماشكوف" واكتشاف مواهبه الرائعة، واعتبر عدد من نقاد السينما أن
المخرج ينجح في كل مرة في خلق مزيج بين الصورة والحركة والقصة، الأمر الذي
جعل لأعماله قيمة فنية خاصة ساهمت في الترويج للسينما الروسية على الصعيد
العالمي.
العربية نت في
09/12/2012
مهرجان مراكش السينمائي يعلن جوائزه:
لبنان تفوز بالنجمة الذهبية والمغرب"زيرو"...
*من مبعوثنا الخاص إلى مراكش، مالك السعيد
فاز فيلم "الصدمة" للمخرج اللبناني زياد الدويري بالنجمة الذهبية
للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، وهي الجائزة الكبرى التي يسندها المهرجان
للفيلم الفائز في المسابقة الرسمية التي ضمت في الدورة الثانية عشرة 15
فيلما .
وقد لقي تتويج زياد الدويري ترحيبا واسعا من الحاضرين في قصر
المؤتمرات بمدينة مراكش مساء يوم السبت في حفل إختتام الدورة 12 الذي خلا
من الخطب والرسميات الزائدة ولم يصعد لا وزير ولا رئيس مهرجان ولا مدير فني
، وتم الاكتفاء ببث شريط يوجز أهم لحظات المهرجان بدءا بإشراف رئيس مؤسسة
المهرجان" المولاي رشيد"شقيق الملك محمد السادس على حفل الافتتاح.
وتوزعت باقي النتائج كالآتي:
*جائزة الأفلام القصيرة افلام المدارس :
"حياة افضل" لطارق اليحمدي
وقد احدثت الجائزة سنة 2010 وتتمثل في هبة من رئيس مؤسسة المهرجان
الأمير "مولاي رشيد" قيمتها 300الف درهم مغربي تمنح للمخرج الفائز ليتمكن
من إنجاز فيلمه القصير الثاني خلال ثلاث سنوات من حصوله على الجائزة
*مسابقة الأفلام الطويلة :
-جائزة افضل ممثل : سورن مالينك عن فيلم"إختطاف" من الدنمارك ويدور
الفيلم حول قصة إختطاف سفينة شحن دنماركية من طرف قراصنة صوماليين
-جائزة افضل ممثلة: إلينا رينولد عن فيلم "جمع الفطر" من استونيا
-جائزة لجنة التحكيم: اسندت مناصفة بين فيلمي "طابور" من إيران و"إختطاف"
من الدنمارك
-الجائزة الكبرى: النجمة الذهبية فاز بها زياد الدويري بفيلمه
"الصدمة" عن رواية للجزائري ياسمينة خضراء بطولة علي سليمان وكريم صالح
وريموند المسيليم من إنتاج لبناني فرنسي قطري مصري وبلجيكي
ويعد فوز زياد الدويري بالنجمة الذهبية اول تتويج للسينما العربية
بالجائزة الكبرى للمهرجان الدولي بمراكش منذ تأسيسه سنة 2001، ومهما قيل عن
رسالة الفيلم ومساواته بين الجلاد والضحية اي بين المحتل الإسرائيلي
والفلسطينيين إلا ان "الصدمة" عمل سينمائي مصنوع بحرفية عالية اثبت خلاله
الممثل الفلسطيني علي سليمان -الذي سننشر قريبا حوارا مطولا معه خصّ به
التونسية- انه ممثل من طراز عال وهو ما يؤكده حضوره المستمر في اكثر من
فيلم عالمي .
اما المغرب التي حضرت بفيلمين هما"زيرو" لنورالدين لخماري صاحب رائعة"كازانيغرا"
وفيلم نبيل عيوش "يا خيل الله" فإنها خرجت بصفر من الجوائز ومع ذلك فإن
السينما المغربية اكدت علوّ كعب مخرجيها من جيل الشبان وهو ما تجلى في
إنتقاء مهرجان" كان" في دورته الماضية لفيلم"يا خيل الله" في قسم"نظرة ما"
وسنة 2011 في أسبوع المخرجين بفيلم"على الحافة" لليلى الكيلاني .
بقي أن نختم بكلمة تعيدنا إلى أجواء أيام قرطاج السينمائية، فقد تناهى
إلى علمنا ونحن في مراكش أن محمد المديوني مدير الدورة الماضية للأيام قد
عقد ندوة صحفية إعترف خلالها بالأخطاء المقترفة في حق المهرجان ولكنه بررها
بالظروف العامة التي تمر بها البلاد، أي أن السييد المديوني مصر على تنزيه
نفسه من أي مسؤولية وهو ما يعني أنه إن بقي على رأس المهرجان فسيرتكب ذات
الأخطاء التي يتحمل هو ومن إصطفاهم لمساعدته مسؤوليتها كاملة أما الظروف
العامة في البلاد فيعمل في ظلها المعلمون والأساتذة والقضاة والأطباء وسواق
النقل العام والصحافيون ورجال الشرطة والحرس وجنودنا في الجيش الوطني وعمال
الحظائر الصابرين على الأذى ... أي أنها شماعة غير صالحة لتحمل وزر السيد
المديوني الذي طالب بتنظيم المهرجان سنويا، ولا يعلم موقف مهدي مبروك وزير
الثقافة فهو الذي يملك سلطة القرار ويا ليته يفعلها شريطة أن يوكل المهمة
في أقرب الأوقات إلى هيئة مصغرة تجمع سينمائيين ونقادا وصحافيين ...تشرع في
الإعداد للمهرجان منذ الآن دون أن يكون السيد المديوني لا فيها ولا على
رأسها عملا بالمثل الشعبي"الباهي ما نعاودوش منو"
موقع "التونسية" في
09/12/2012 |