كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

رحيل كمال الشناوى

دنجوان العصر الذهبى للسينما المصرية

شيماء مكاوي

عن رحيل دون جوان السينما

كمال الشناوي

   
 
 
 
 
 
 

بعد رحلة عذاب مع المرض، وأيام طويلة من الاكتئاب رحل عن عالمنا الأسبوع الماضى دونجوان السينما المصرية فى عصرها الذهبى الفنان الكبير كمال الشناوى، عن عمر يناهز التاسعة والثمانين عاما، وبعد مشوار فنى استمر لأكثر من 62 سنة قدم خلاله عشرات الأفلام والمسلسلات، وحاز على أعلى الأوسمة والجوائز الفنية.

وكانت آخر كلمات الشناوى قبل الرحيل : «وفاة ابنى قضاء وقدر واختبار من ربنا ولا أستطيع أن اعترض على قضاء الله.. بالطبع الحزن لا يفارق قلبى وأدعو الله سبحانه وتعالى دائما أن يغفر له ويرحمه فالدوام لله وحده».

ورغم تجاهل الفنانين له أثناء رحلة علاجه الطويل، فإن الشناوى لم يلق اللوم على أحد وقال: «نادية لطفى وشادية يتصلان بى على فترات للاطمئنان على وأعلم جيدا أن الكل مشغول وكل شخص «فيه اللى مكفيه» ولم أغضب من أحد فالزمن تغير وكنا زمان نسأل عن بعض ونسهر مع بعض فى منازلنا أما الآن فالوسط الفنى أصابه الفتور ويفتقد إلى الود».

وكانت آخر أمنياته «أن ينعم عليه الله بالصحة والصبر ويحمى زوجته من كل شر، وأن تظل مصر آمنة ونبطل نشاهد القتل والضرب والتخبيط فى نشرات الأخبار».

وُلد الشناوى يوم 26 ديسمبر عام 1921 بالمنصورة، وعمل مدرسًا لمادة التربية الفنية (الرسم) بالمدارس الثانوية، كما مارس الفن التشكيلى، ثم تفرغ للتمثيل؛ إذ كانت بدايته السينمائية عام 1947 فى فيلم (غنى حرب) للمخرج نيازى مصطفى (1911 - 1986). أما آخر أفلامه فهو (الواد محروس بتاع الوزير) عام 1999 مع الفنان عادل إمام.

والشناوى الذى قام ببطولة عشرات الأعمال السينمائية والتليفزيونية، أخرج فيلمًا واحدًا عام 1965 عنوانه «تنابلة السلطان».

وتنوعت أعماله مع مراحله العمرية، إذ كانت أفلام البدايات تميل إلى الخفة أمام اسماعيل يس، ثم اتجه إلى أعمال تحتاج جهدًا تمثيليًّا؛ منها «اللص والكلاب»، و«المرأة المجهولة»، و«حبى الوحيد»، و«الهارب»، و«العوامة 70». وفى السنوات الأخيرة كان يفضل اختيار أدوار ذات طابع كوميدى، كما فى فيلمى «الإرهاب والكباب» و«طأطأ وريكا وكاظم بيه».

وقدم الشناوى أفلامًا أمام مطربات مثل شادية، وصباح، وليلى مراد التى شاركها بطولة فيلمى «من القلب للقلب» و«الحبيب المجهول».

وفى الاحتفال بمئوية السينما العالمية عام 1996، اختار سينمائيون خمسة أفلام شارك فيها ضمن قائمة أفضل مائة فيلم فى تاريخ السينما المصرية؛ هى: «أمير الانتقام»، و«اللص والكلاب»، و«المستحيل»، و«الرجل الذى فقد ظله»، و«الكرنك».

وقام الشناوى ببطولة مسلسلات تلفزيونية؛ من بينها «زينب والعرش»، و«هند والدكتور نعمان»، و«أولاد حضرة الناظر»، و«لدواعى أمنية». وآخر مسلسل شارك فيه كان بعنوان «آخر المشوار».

نال كمال الشناوى فى حياته العديد من الجوائز بدء من جائزه شرف من مهرجان المركز الكاثوليكى فى 1960 وانتهاء بجائزه الامتياز فى التمثيل من مهرجان جمعية الفيلم فى 1992.

آخر أعماله كان فيلم «جحيم تحت الأرض» فى 2001 وله عمل لم ينته بعد باسم ساعة حظ. وفى ديسمبر الماضى أكمل الشناوى عامه الثمانين الذى يتوج عطاء للسينما والفن وتاريخ لا ينسى.

الجدير بالذكر أن كمال الشناوى فنان تشكيلى رسم العديد من اللوحات التى أهدى الكثير منها للأصدقاء ويذكر أنه أراد تقديم معرض للوحاته وإن كنا لا نعرف هل انتهى منه أم ليس بعد.

وتزوج كمال الشناوى من الفنانة هاجر حمدى أولا ثم تزوج بعد ذلك من شقيقة الفنانة شادية «عفاف شاكر»، ثم تزوج من الفنانة «ناهد?شريف»..

 

أكتوبر المصرية في

28.08.2011

 
 
 
 
 

زمن كمال الشناوي

معن البياري 

توفي الأُسبوع الماضي نجمُ السينما الكبير، كمال الشناوي، عن 89 عاماً ونحو 270 فيلماً وعدة مسلسلاتٍ تلفزيونية، ومع أَنه ظلَّ حاضراً قدّام ثلاثةِ أَجيال أَو أَربعةٍ من المشاهدين على الشاشتين طوالَ خمسةِ عقود، إِلا أَنَّ صورتَه الأَبقى هي في زمن شبابِه وتتالي أَفلامِه التي صنعت نجوميَّته الراقية، في الستينيات وبعض الخمسينيات، وإِن أدهشنا في غير دورٍ بعدها، ومنها دورُ ضابطِ المخابراتِ القاسي في «الكرنك». وفي آخر أَفلامه «ظاظا» قدّم شخصيةَ رئيس جمهوريةٍ فاسدٍ يُهزَم في معركةٍ انتخابيةٍ نزيهة، ثم يطويه النسيان، وعلى ما قرأنا، لم تُمكنه حالتُه الصحيّةُ الصعبةُ عندما خُلع حسني مبارك من التعليق على هذا الحدث الباهر، وهو الذي انتسبَ في يفاعتِه إِلى تنظيمٍ شيوعي، وحافظَ في حياتِه على مسافةٍ بينه وبين السلطة في بلادِه.

لا أَنتسبُ إِلى الجيل الذي شهدَ في زمن الأَبيض والأَسود نجوميّةَ كمال الشناوي، في ثنائياته الجميلة مع شادية، وفي أَدوارِه المتنوعةِ في الزمنِ الذهبيِّ للسينما المصرية، أَي في الستينيّات الذي يجوزُ الزعمُ أَنّها المرحلةُ الأَنقى للوجدان العربي، وكانت زمنَ شعورِ العربِ بأَنفسهم أَقوياءَ وأَصحابَ عطاء، وشهدت أَجملَ الإِبداعاتِ العربيةِ في الفنون والآداب (حتى الآن؟). لا أَنتسبُ إِلى ذلك الزمن الذي عاينّاه، أَنا وأَترابي ممن في الأَربعينيات من أَعمارهم، أَكثر ما عاينّاه في سينما شكري سرحان وفريد شوقي وحسن يوسف ورشدي أَباظة وأَحمد رمزي وغيرِهم، ومعهم فاتن حمامة ومريم فخر الدين وشادية وليلى فوزي وغيرِهن، وأَحسبُ أَن كمال الشناوي الذي كان بين هؤلاءِ نجماً جذّاباً وممثلاً قديراً جمع قدراتِهم في تنوّعِ أَدواره التي كان بينها الرومانسيُّ صاحبُ الإحساس الراقي، وكذا المثقفُ الانتهازيُّ في «اللص والكلاب»، والشريرُ الغادرُ والشابُّ الظريفُ في غير فيلم.

تُراها نوستالجيا إِلى زمنٍ بعيدٍ وجميلٍ تشفُّ عنها استعادةُ كمال الشناوي من ستينياتِ السينما المصرية، وكان، مع توفيق الدقن وعبد المنعم إِبراهيم وعمر الحريري وغيرهم، واحداً من بين من لمعوا في فضاءٍ بهيج، كانت الكوميديا والرومانسية والتراجيديا وسينما الهزل الخفيفة أَلواناً إِبداعيةً تُؤاخي بين الإِمتاعِ والإِضحاكِ والحزنِ والثقافة، نجحَ كثيرٌ منها في معادلةِ النخبةِ والجمهور، وفي ذلك الإِنتاجِ الغزيرِ من أَفلام ذلك الزمن قدراتٌ فائقةٌ في النهوض بصناعةٍ سينمائيةٍ ثقيلة، كانت احد مصادر الدخل القومي المهمة لمصر. لا شيءَ من هذا كله في كثيرٍ من منتوجاتِ السينما المصريةِ الراهنة، لا نجمَ فيها تشدُّك أَحاسيسُه العاطفيّةُ ووسامتُه الأَنيقة، أَو تنجذبُ إِلى خفّةِ ظله، ولا قصصَ محبَّبة فيها، ولا شيءَ غير البؤس الذي تنجو منه أَفلامٌ قليلة في زحمةِ التفاهاتِ. كأَنَّ وفاةَ كمال الشناوي مناسبةٌ مستجدّةٌ للشكوى من هذا الحال، ولشوقٍ إِلى بهجةٍ راحت، لا يتبدّى أَنَّ مثلها قد نغشاه في باقي أَيامنا. كأَنها تُحيلُنا إِلى ضجيجٍ غزيرٍ من فرحٍ نقيٍّ غادرَنا، طالما تآخَت فيه سينما بديعةٌ مع شعورٍ عربيٍّ جامعٍ بالزهو القومي إِياه. أَطل الفنانُ الكبير في عقودِ عطائِه ونجوميَّتِه على ذلك الزمن وعلى ما تبعَه من خسارات، اعتنى كثيراً بحمايةِ صورتِه ممثلاً ذا قدراتٍ مكينةٍ في الأَداءِ المميز، وقد أَخذته السنواتُ التي تقدَّم بها عمرُه إِلى أَدوارٍ تلفزيونيةٍ وسينمائية، أَظنه حافظَ فيها على مكانتِه الباقية، واسمِه الاستثنائيِّ في زمنٍ عربيٍّ جميلٍ مضى، وآخرَ بعدَه يمضي الآن، ربما يعقبُه بهاءٌ مشتهى.

 

الدستور الأردنية في

29.08.2011

 
 
 
 
 

كمال الشناوي.. نجم من زمن الفن الجميل

إشراف : عبدالرازق حسـين 

كالمعتاد.. لم يشارك الفنانون في وداع الفنان كمال الشناوي، بينما احتشد المئات أمام مسجد مصطفي محمود الأسبوع الماضي، للمشاركة في وداع فنان كبير، تحول إلي ظاهرة من الصعب تكرارها، هؤلاء هم الرصيد والجائزة الحقيقية التي  نجح كمال الشناوي في تحقيقها طوال مشواره الفني، الذي بدأ عام ٧٤٩١ عندما قدم أول أفلامه غني حرب، نحو ٢٦ عاما مرت منذ تقديم أول افلامه، وحتي رحيلة الأسبوع الماضي، استمر خلالها كمال الشناوي متربعا فوق القمة، ظاهرة جديرة بالتأمل والاحترام، أن يتحول مدرس الرسم الوسيم إلي فنان، يصعد بسرعة ليصبح نجما، يتربع علي قمة أداء أدوار الدون جوان، والشاب الوسيم خفيف الظل، ويكون مجموعة ثنائيات فنية ناجحة مع شادية وإسماعيل يس وفاتن حمامة، ثم ينتقل مع منتصف الستينات إلي مرحلة فنية مختلفة، تعكس قدرته علي تنويع قدراته وأدواته كممثل، يجيد أداء مختلف الأدوار والأنماط الفنية الصعبة، لايمكن نسيان شخصية خالد صفوان رمز السلطة والبطش ومراكر القوة في فيلم الكرنك، مساحة هائلة من الأداء والصدق الفني والقدرة علي صناعة الشر، تماما كما فعل في أعماله الأخري الكبيرة مثل اللص والكلاب والرجل الذي فقد ظله والعوامة ٠٧ والمرأة المجهولة، وكما نجح في أدواره الرومانسية والشخصيات الشريرة التي قدمها، استطاع أيضا أن يعيد أكتشاف نفسه في الأدوار الكوميدية الخفيفة، وآخرها الواد محروس بتاع الوزير، الذي وقف فيه لآخر مرة أمام كاميرات السينما عام ٩٩٩١.

كان كمال الشناوي ــ  رحمه الله ــ من طراز الفنانين الذين يعتزون بعملهم، ويؤمنون بضرورة الحفاظ علي صورة وكرامة الفنان، لم يضع نفسه طوال حياته في موقف يحسب عليه، لم يظهر أمام الناس، إلا وهو في كامل لياقته ووسامته، حتي في أيامه الأخيرة،  عندما اشتد عليه المرض، كان يرفض أن يراه الناس محمولا لسيارة الإسعاف، ويفضل أن يظل في منزله ينتظر قضاء الله، نحو ٥٧٢ فيلما قدمها طوال مشواره الفني، وكان يحلم دائما بأن يجد الوقت المناسب لتقديم الفنان التشكيلي،  الذي تواري خلف زحمة العمل في الاستديوهات، ورغم ما حققه من مستوي فني مبهر علي مستوي الأداء التمثيلي، لم يحصل هذا لفنان العملاق علي جوائز الدولة، لكنه حصل علي عشرات الجوائز التقديرية التي قدمتها هئيات وجمعيات شعبية، تقدير وحب الناس ظل أهم جوائز كمال الشناوي، نجم الزمن الجميل.

 

آخر ساعة المصرية في

29.08.2011

 
 
 
 
 

كمال الشناوي… فتى السينما المصريَّة الذهبي

كتب: فايزة هنداوي 

بعد أيام قليلة من رحيل هند رستم (مارلين مونرو الشرق)، رحل فتى السينما العربية الذهبي كمال الشناوي المولود في 26 ديسمبر 1921، والذي بدأ حياته مدرساً للرسم في إحدى المدارس الثانوية في القاهرة، حينها لم يكن يعلم أن القدر يحمل في جعبته مفاجآت كبيرة ستغير مساره ليصبح أحد نجوم السينما لعقود طويلة، قدم فيها أكثر من 272 فيلماً تنوعت بين الخير والشر والكوميديا والرومانسية.

كانت بدايته مع الاحتراف بعدما تعرف إلى المخرج نيازي مصطف‍ى، الذي كان واحداً من المخرجين الكبار في ذلك الوقت، وتم التعارف عن طريق شقيقه، وفي أول لقاء بينهما قال له: «أنت محظوظ»… أنا داخل بعد شهر فيلم جديد، ولك فيه دور يعتبر دور بطولة مطلقة، وبالفعل قدم فيلم «غني حرب» عام 1947، لينطلق بعدها إلى عالم الأضواء، حيث وجد فيه صناع السينما غايتهم، فهو شاب وسيم يتمتع بخفة ظل وروح عذبة، فتسابق عليه المنتجون.

شكل الشناوي مع شادية أحد أنجح الثنائيات في السينما العربية، فقدما معاً 32 فيلماً أبرزها «المرأة المجهولة» و{عدل السماء» و{ساعة لقلبك» و{ظلموني الناس» وغيرها، وكانت معظمها من نوعية الأفلام الرومانسية الخفيفة. كذلك قدم مع فاتن حمامة سبعة أفلام أولها «العقاب» للمخرج هنري بركات عام 1948 ثم «خلود» عام 1949 للمخرج عز الدين ذو الفقار، وفي عام 1950 قدما فيلمين هما «ظلموني» و{الأستاذة فاطمة»، ثم فيلم «الملاك الظالم» آخر تعاون فني بينهما.

الشناوي شكل ثنائيا آخر مع إسماعيل ياسين قدما خلاله عددا كبيرا من الأفلام الكوميدية منها «قليل البخت» و{مغامرات إسماعيل ياسين» وغيرها، إلا أن الشناوي لم يكتف بهذه النوعية، فقرر أن ينتقل إلى نوعية أخرى تمرد فيها على دور الفتى «الدنجوان» الذي حاول المخرجون حصره فيه، فقدم عدداً من الأدوار المركبة كما في «المرأة المجهولة» و{وداعا في الفجر» و{الكرنك»، وكان ذكياً في توظيف قدراته في كل فيلم، فكما أقنع المشاهد بدور الفتى «الحبيب الدنجوان»، أقنعه أيضاً بدور الشرير عندما قدم رؤوف علوان في «اللص والكتاب»، وخالد صفوان في «الكرنك».

مخرج ناجح

خاض الشناوي تجربة الإخراج في فيلم «تنابلة السلطان»، إلا أنه لم يكرر التجربة على رغم أنها كانت ناجحة، والسبب أن عدداً كبيراً من المخرجين قرروا استبعاده من بطولات الأعمال السينمائية وأصبحوا يتعاملون معه كمنافس، لذا وجد نفسه مخيراً بين التمثيل أو الإخراج ففضَّل الابتعاد عن الإخراج والاكتفاء بالتمثيل، وحسنا فعل، لأنه لو كان فضل الإخراج لكنا فقدنا ممثلاً من أهم نجوم الشاشة العربية.

وعلى رغم تركه مجال الرسم، إلا أن موهبته كرسام ساعدته في تشكيل الشخصيات التي كان يؤديها، وكان يتمتع بأناقة وذوق عالٍ، فكان فارس أحلام كثير من الفتيات اللائي حلمن أن يخطفهن على حصانه الأبيض.

لم يكتف الشناوي بالنجاح السينمائي، بل شارك أيضاً في أعمال تلفزيونية عدة شكلت علامات في تاريخ الدراما، أبرزها «زينب والعرش» و{هند والدكتورنعمان» و{أولاد حضرة الناظر» و{لدواعي أمنية» و{آخر المشوار»، وقال المخرج رائد لبيب الذي أخرج له مسلسل «هند والدكتور نعمان»، إنه كان مثالاً للفنان الملتزم، الحريص على نجاح العمل ككل، وكان يدعم الوجوه الجديدة ويساعدها.

تزوج الفنان الراحل من عفاف أخت الفنانة شادية، ثم من الراحلة هاجر حمدي التي أنجب منها ابنه محمد، ثم من زيزي الدجوي خالة الفنانة الراحلة ماجدة الخطيب وأنجب منها عمر وإيمان، ثم من الفنانة الراحلة ناهد شريف. أما زوجته الأخيرة فهي اللبنانية عفاف نصري.

نال الشناوي جوائز كثيرة، من بينها جائزة مهرجان المركز الكاثوليكي عام 1960 وجائزة الامتياز في التمثيل من مهرجان جمعية الفيلم عام 1992.

لم يشارك الشناوي في أي عمل إلا وترك بصمة من خلاله، لذا فقد آثر الابتعاد في آخر سنواته عن الفن، كي لا يقدم أعمالاً ضعيفة تضر بتاريخه الحافل، وفي كثير من حواراته أكد الشناوي إسقاطه لعشرين فيلماً من مشواره لأن اختياراته لهذه الأفلام لم تكن موفقة، وموافقته عليها كانت خطأ كبيراً من وجهة نظره، وأبرزها «ضربة جزاء» و{الصاغة» و{الجبلاوي» وغيرها.

خفيف الظل

اتسم الشناوي بخفة الدم وكان له الكثير من الطرائف مع زملائه في الوسط الفني ومنها  أنه نجح ذات يوم في الحصول على رقم تليفون المطرب الكبير عبد الغني السيد الذي كان لامعاً جداً في تلك الفترة، وهاتفه وقلد صوت امرأة جميلة تبث إعجابها به وتتمنى أن تراه فوقع عبدالغني في (المصيدة) وحدد له الشناوي مكان اللقاء في شارع عماد الدين، وذهب في الموعد المحدد ووجده واقفاً ينتظر وراح يراقبه من بعيد، ثم تقدم منه وسأله إن كان ينتظر سيدة جميلة فأصيب عبدالغني بالدهشة، وقال له الشناوي إنها (لن تحضر) ثم أسرع للاختفاء من أمامه، وبعد مرور بضع سنوات بعد أن أصبح نجماً قابل عبدالغني السيد في بيت أنور وجدي وذكره بالحكاية فانفجر ضاحكاً.

وعلى رغم حالة الحزن التي سيطرت على الشناوي  في أواخر أيامه بسبب رحيل نجله عام 2010، إلا أنه ظل متابعاً لما يحدث على الساحة المصرية حتى النهاية، حيث أبدى سعادته باندلاع ثورة 25 يناير وبقدرة الشباب االمصري على التغيير، وظل يردد كلمته الشهيرة «كله حلو كله جميل»، مشيراً إلى أنه قدم على الشاشة  دور رئيس جمهورية ينجح شعبه في الإطاحة به، في فيلم «ظاظا» مع هاني رمزي، وعكس العمل الأوضاع السياسية في مصر، وحالة الجمود السياسي التي كانت تعيشها البلاد.

كذلك كان تولي الرئيس السابق مبارك السلطة سببا في منع عرض فيلمه «وداعاً في الفجر» الذي شاركت في بطولته الفنانة شادية، ذلك بسبب وجود مبارك في أحد مشاهده، حيث كان يتم تصوير الفيلم داخل الكلية الجوية، وكان مبارك آنذاك ضابطاً صغيراً، وتمت الاستعانة به لحضور التصوير.

وسيظل كمال الشناوي، على رغم رحيله، في ذاكرة السينما المصرية كنجم أحب الفن فأحبه وحمله الجمهور على أعناق الشهرة والأضواء.

 

الجريدة الكويتية في

29.08.2011

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004