علا الشافعى تكتب: "أقر أنا المُطَبع أعلاه"
مشاركة مخرجة إسرائيلية بمهرجان أبو ظبى أحدثت جدلاً
واسعاً
لم أجد أنسب من الاستشهاد بكلمات أغنية المطرب الكبير محمد منير
"إقرار" لتكون المدخل المناسب للمشهد العبثى الذى وجدت نفسى فيه مع مجموعة
من كبار نقاد وإعلاميين مصريين وكبار الفنانيين، ومنهم الدكتور يحيى
الفخرانى والفنان محمود حميدة ويسرا ولبلبة وسمية الخشاب وخالد أبو النجا
وغيرهم كثيرون ممن شاركوا وحضروا الدورة الرابعة من مهرجان أبو ظبى
السينمائى، بعدما واجهنا جمعيا نقداً حاداً بدعوى مشاركة منتجة إسرائليية
فى فعاليات المهرجان بفيلمها "الغرب هو الغرب"، والذى حصل على جائزة
الجمهور، وهى الإشاعة التى انطلقت مثل النار فى الهشيم، وتناقلها الكثيرون
دون التأكد من صحة المعلومة ومصدرها وغرضه من إطلاق هذه الشائعة، والتى
يبدو أن الهدف منها تصفية حسابات بين أطراف متعددة ومتشابكة، خصوصا وأن
منتجة فيلم "الغرب هو الغرب" ليزلى اودين من برمنجهام ببريطانيا والفيلم
إنتاج بريطانى وشاركت فيه الـ "بى بى سى" ومن إخراج المخرج التليفزيونى
البيريطاني" اندى دى ايموني" والفيلم يتناول قضية شائكة وغاية فى الخطورة
تتعلق برفض الآخر وعدم قبوله من خلال رجل باكستانى يقرر الهجرة إلى لندن.
ولم يتسن لى حضور العرض الافتتاحى للفيلم، والذى كان مبرمجا ضمن
برنامج "عروض عالمية"، حيث فضلت فيلما آخر كان موعد عرضه الأخير لذلك وبعد
اشتعال الأزمة سألت مجموعة من الزملاء ممن شاهدوا الفيلم عنه، والمفارقة أن
المخرج والزميل أحمد عاطف أكد لى أنه حضر العرض الافتتاحى للفيلم وأن
المنتجة والمخرج اكتفيا بتقديم الفيلم وأكدت ليزلى "أنها تعتذر لجمهور
الحاضرين عن
q &a
" ويقصد به السؤال والجواب بعد الفيلم لأنه فى طريقها هى والمخرج إلى دبى
لحضور عرض للفيلم سيخصص دخله لصالح ضحايا السيول فى باكستان، إذاً فالمنتجة
المتهمة والتى نسب إليها تصريحا لم تنظم لها ندوة من الأصل، لذلك فالقصة
مختلقة وملفقة، خصوصا وأن هناك شائعة موازية بأن المنتجة ذات الأصول
الإسرائيلية المزعوم تواجدها كانت تشارك ضمن فاعليات "سند" وهو البرنامج
المخصص لتمويل السيناريوهات، وهى أيضا شائعة انطلقت ولا يعرف أحد مصدرها،
والمفارقة أن المنتجة فى كل الحوارات التى نشرت لها "تصدر إجابتها بجملة
أنا كبريطانية" ومن هذه الحوارات حوار منشور على الـ "بى. بى سي".. وكل ما
يخص المنتجة والمخرج وبيانات الشركة صاحبة الفيلم موجودة بالتفصيل فى نسختى
الكتالوج العربية والإنجليزية.
والمدهش حقا أن هذه الدورة من مهرجان أبو ظبى شهدت عروض العديد من
الأفلام من جنسيات مختلفة تدافع عن القضية الفلسطينية وتكرس لكل ما هو مع
الشعب الفلسطينى وقضيته، ومن هذه الأفلام "دموع غزة" للمخرج النرويجى"
فيكيه لوكبرج"، "وطن" للهولندى "جورج سلاوزر" و"مملكة النساء عين الحلوة"
وغيرها من إبداعات مخرجى العالم، وهو ما يجعلها بحق دورة فلسطين.
المدهش أن أصحاب المصالح انطلقوا فى كل الاتهامات دون أن يقوم واحد
منهم بممارسة "ألف باء" مهنة الصحافة، وهو التأكد من المعلومة ومصدرها وحق
الطرف الآخر فى الرد، بل وصل الأمر ببعضهم إلى المطالبة بقطع رقاب الصحفيين
والنقاد وفصلهم من نقابة الصحفيين، لذلك أصبحنا هدفا لزملاء "مع الأسف"
والمعروف عنهم لصالح من يزيدون الأمر اشتعالا.
وعموما أتعهد بأننى فى المرات المقبلة وعند تلقى أى دعوة من مهرجان أن
أسأل عن جنسيات كل الحاضرين.. خوفا من تهمة التطبيع والتى أصبحت مثل
"البعبع" تلقى فى وجه المغضوب عليهم أو يتم إرهابنا بها.
والذى يزيد الأمر دهشة هو الطريقة التى تحركت بها النقابات الفنية
وممدوح الليثى رئيس اتحاد النقابات الفنية والذين قاموا بإصدار بيان يطول
كبار فنانينا ورموزنا، "طبقا لنظرية قالوا"، فكل النقباء عندما تسألهم
يقولون لك، قالولنا" مع الاعتذار للزعيم وجملته فى مسرحية "شاهد ماشفش
حاجة".. وعندما هاتفت رئيس اتحاد النقابات الفنية ممدوح الليثى، أكد لى أنه
سمع أيضا أن الفيلم إنتاج إسرائيلى، وعلقت بأن هذه المعلومات مغلوطة
فالفيلم إنتاج بريطانى، فطلب أن أرسل له الكتالوج ليتأكد، وأحد النقباء أكد
أيضا أنهم تورطوا بإصدار هذا البيان والسؤال هنا لماذا يتم اتخاذ مواقف
والهتاف وتصدير شعارات دون التأكد؟ أو البحث عن حقيقة المعلومة؟ فهل هو
البحث عن البطولة؟ أم ماذا؟.
النتيجة ستكون كالعادة توريط البلد فى أزمات لا تترك سوى الندوب فى
العلاقات العربية العربية، وتكون صعبة الترميم ولا يدفع ثمنها غير الشعوب
مثلما حدث فى أزمة الجزائر وعمل الفنانيين العرب فى مصر، خصوصا وأن هذه
النقابات ورؤسائها لا يمثلون أنفسهم بل يمثلون جموع الفنانيين فكيف لهم
اتخاذ مثل هذه القرارات؟ ولن أقول مثل بعض السادة الأفاضل إننى عدت قبل حفل
ختام المهرجان لأن المسألة فى الأساس المبدأ، والتساؤل الأهم هو عن سياسة
القطيع التى باتت تحكم كل شىء؟ والاتهامات التى تلقى جزافا فى وجوه الآخرين
وفعلا من أزمة سوريا إلى الجزائر إلى أبو ظبى "يا قلبى لا تحزن".
اليوم السابع المصرية
في
06/11/2010
# # # #
سينمائيون مصريون: البعض يهاجم مهرجان أبوظبي
ويتراكض إلى
كان وفينيسيا
القاهرة - من محمد
الحمامصي
ثمة جماعة مصرية صارت متخصصة في مهاجمة مهرجان أبوظبي السينمائي، مرة بدعوى
التطبيع وأخرى بالارتباك.
خرج اتحاد النقابات الفنية في مصر باتهام مهرجان أبوظبي السينمائي
بالتطبيع كونه عرض فيلما تشارك فيه ممثلة إسرائيلية/أميركية "لعبة عادلة"
وأيضا المصري خالد النبوي، والفيلم يدين الإدارة الأميركية السابقة
لاحتلالها العراق لأسباب ملفقة وكاذبة حول وجود أسلحة الدمار الشامل في
العراق، وكذلك لفوز فيلم "الغرب غربا" بجائزة الجمهور وهو الفيلم الذي
أنتجته إنجليزية ذات أصول يهودية بإحدى جوائز المهرجان. هل تعتقد أن هذا
تطبيعا يدعو لقطيعة مصرية للمهرجان ودعوة النقابات المصرية لتوقف الفنانين
والمخرجين والسينمائيين والكتاب والصحفيين المصريين للتعامل مع المهرجان؟
هكذا سألنا نقادا وكتابا وسينمائيين وجاءت ردودهم كالتالي:
يرى الناقد طارق الشناوي، أحد حضور المهرجان، أن الفيلم الذي يتحدث
عنه ممدوح الليثي لمنتجة إنجليزية، يهودية الأصل، وليست إسرائيلية، والفيلم
إخراج المخرج الإنجليزي اندي ديموني، وأضاف: "أهلاً باليهود في أي مكان،
لكننا ضد التواجد الإسرائيلي".
وقال المخرج فوزي صالح : بالطبع لا يعد الأمر تطبيعا، لأن هذه
المشاركات لا تمثل الدولة الصهيونية "التي بمناسبة لديها سفارة على نيل
مصر"، وثانيها لأنني أعتقد أن الفنان يجب أن يصم أذنيه عن هذه الدعاوي
الفاشية، ثالثا لا نسمع هذه الدعاوي توجه ضد مهرجانات أخرى، فأغلب دول
العالم تعترف بإسرائيل ومن ثم تتعامل معها، فلم نسمع هذه الأصوات تنادي
بمقاطعة مهرجان فينسيا مثلا أو كان أو غيرهما، ولقد سبق أن منحا جوائز
لأفلام إسرائيلية، رابعا لاحظت أن مهرجان أبوظبي السينمائي يهاجم هجوما
عنيفا من قبل بعض الصحافيين وفى كل مرة يتغير سبب الهجوم تارة لأنه لا يمنح
جوائزه لأفلام مصرية وتارة يتهموه بالارتباك وضعف التنظيم وتارة وتارة،
ولدي سؤال لماذا لا نسمع هذه الأصوات ترتفع ضد العديد من الرأسماليين
المصريين الذين يتعاملون مع دولة الصهاينة.
وتقول الكاتبة د.عزة عزت أستاذ الإعلام "أرى في قرار اتحاد النقابات
الفنية المصرية محاولة لضرب المهرجانات العربية الوليدة المنافسة، وأيضا
محاولة جر تعبيرات سياسية مثل التطبيع إلى المجال الفني، أيضا يمثل تخويفا
لكل من يعمل في مجال دولي لمناصرة القضية الفلسطينية، وفيه أيضا تأكيد على
انسحاب الدور المصري في مناصرة الفلسطينيين وقضيتهم العادلة".
وتضيف "لقد ظللنا فترة طويلة مبتعدين عن المشاركة في أي أنشطة لها
طابع فني أو ثقافي أو رياضي دولي تاركين الساحة لإسرائيل حتى نجحت إلى حد
كبير في إقناع العالم بقضيتها رغم عدم عدالتها، فأصبحت ترى شخصية اليهودي
في السينما العالمية في صورة المستضعف الذي يتعاطف معه الجمهور وبالضرورة
يتعاطف مع إسرائيل، بعد أن كانت الشخصية اليهودية شخصية كريهة في أدبيات
السينما والمسرح في العالم خلال فترات طويلة، لقد نجحوا في تحقيق قبول
الشخصية اليهودية وبالتالي قبول التعاطف مع قضيتهم، وفي المقابل تشوهت صورة
الشخصية العربية والتصقت بها سمات سيئة أبرزها سمة الإرهاب".
وطالبت د.عزة التدقيق قبل إلقاء التهم جزافا وقالت "المهم الأهداف وما
تسفر عنه الأعمال الفنية من انطباعات، لا البحث في جنسية العاملين في هذا
الفيلم أو ذاك ونواياهم وانتماءاتهم السياسية المعارضة والمؤيدة للقضية
الفلسطينية، وقبل أن نهاجم نجومنا أو نهاجم المهرجانات العربية الأخرى
ونتهمها بالتطبيع لابد أن نتحرى الدقة في المعلومات وأيضا ننظر إلى معالجة
الأفلام المعروضة وهل تركت انطباعا نهائيا مع أو ضد؟"
الكاتبة والمترجمة مروة هاشم "لا أعتقد أن هذا سببا لمقاطعة مهرجان
أبوظبي السينمائي خاصة أن الفيلم ذاته الذي تم عرضه يدين الإدارة الأميركية
لاحتلالها العراق، وبالتالي فهو يقدم صورة في صالح العرب وليس العكس، كما
تشارك الأفلام المصرية والعربية والدولية في المهرجانات الدولية المشابهة
وبالطبع تدخل فيها منافسات مع أفلام إسرائيلية ولا اعتقد أن مشاركة فنان
مصري مثل خالد النبوي في فيلم إحدى ممثلاته إسرائيلية يُعد تطبيعا مع
إسرائيل".
ويقول الكاتب الروائي السيد نجم إنه خلال السنوات القليلة الفائتة،
خصوصا منذ العام الماضي، أصبحت مقولة "التطبيع" ضمن مصطلحات يتداولها رجل
الشارع قبل المتخصص، "وأظن أنها ظاهرة جيدة في ذاتها، وتعبر عن حراك ثقافي
في اتجاه قضية مصيرية، وخصوصا الفترة ما بعد اتفاقية كامب ديفيد، وتخوف
الجميع من التعامل مع العدو الاسرائيلي، تطبيقا لبنود هذه الاتفاقية، التي
يمكن وصفها "مع إيقاف التنفيذ" على المستوى الشعبي والاجتماعي".
وأضاف "مع هذا الحراك بدت معالم الانفعالية التي نوصف بها نحن العرب،
حيث وبمضي الوقت على الاتفاقية، قاربت من الأربعين سنة، ظهرت فئة 'الأقل
سنا وبعض الشباب' تعيد السؤال والتساؤل والعودة إلى المربع الأول، حول
إمكانية التعامل مع العدو الاسرائيلي، ولأن المناهج الدراسية ووسائل
الإعلام بصفة عامة، لم تعد تعطي للأجيال الجديدة الحقائق التي نعرفها
جميعا، حول تاريخ وتفاصيل القضية الفلسطينية، أصبح مصطلح التطبيع قابل
للتأويل والتفسير الذاتي".
ويقول "هذا من جانب، وعلى الجانب الأخر، هناك من تسلح بوعيه الخاص،
وانتمائه الحقيقي للثوابت المصرية العربية، وبات رفض 'التطبيع'، والحرص على
مواجهته، هي السمة لكل أفكاره وأرائه وقراراته، إن كان في موقع المسئولية.
وما بين الانزياح تجاه التفسير الذاتي للتطبيع، والاندفاع نحو مواجهته.. فى
ظل عدم وضوح الرؤية للأسباب السابقة (التعليم والإعلام). بدت ظواهر
انفعالية، بين الادانة بالتطبيع، وعدم اعتبار مقابلة السفير الإسرائيلي
مثلا تطبيعا!"
ويوضح الكاتب الروائي السيد نجم "حتى لا تختلط الأوراق، وبلا انفعال،
في ضوء ما كتب عن مهرجان أبوظبي السينمائي، والقرار الذي تبناه اتحاد
الفنانين المصريين، بمقاطعة أعمال المؤتمر مستقبلا. يلزم الإشارة إلى ما
تلاحظ لي شخصيا، أن في بعض الأخبار التي وردت ونشرت حول المؤتمر وما بعده..
قد تبدو فى بعض تفاصيلها غير حقيقية، أو هكذا تبدو. بحيث ينشر خبر عن منتجة
إسرائيلية حضرت المهرجان وعقدت لها ندوة، بينما يؤكد بعض من شارك في تغطية
المؤتمر نفسه، عدم تواجدها، بصرف النظر عن كون فيلمها حصل على جائزة
الجماهير من عدمه".
واضاف"وتكثر الأمثلة والأخبار المتناقضة، وعليه أرى انه كان على اتحاد
النقابات الفنية ضرورة تسليم ملف هذا الموضوع إلى لجنة لتحري الحقائق، حتى
نتعامل نحن الجمهور المتابع التقليدي مع أي قرار يصدر بمصداقية الموضوعية
التي تبنتها الجهة التي أصدرته".
ويؤكد السيد نجم أنه حقيقة أصبح يشعر بالارتباك والحيرة "وأرجع هذا
إلى قدر الانفعالية التي نتعامل بها تجاه موضوعات تبدو جوهرية وربما مصيرية
في حياتنا. فليس من المقبول والطبيعي، أن تصبح مصر هي البلد التي تصدر
فرمانات الفرقة بين العرب، كما حدث من نظام صدام حسين بعد زيارة السادات
إلى القدس. مصر فوق كل الخلافات الجزئية.. مصر تضيف إلى الصف العربي، وهذا
دورها التاريخي.. مصر في هذه المرحلة بالتحديد، يجب على كل فرد فيها، أن
يعرف أنه لا أمن ولا آمان مع الفرقة العربية، مهما بدت الأسباب (وكلها
أسباب فارغة، مثل مباراة لكرة القدم). أعيد وأكرر أن قرار المقاطعة الآن،
في حاجة إلى تبرير، ومراجعة قبل الحديث حوله، ولا ضير في الرجوع فيه، أن
تأكدنا من كذب بعض ما نشر حول المؤتمر وأعماله".
وفي حوار له لجريدة الجمهورية المصرية أكد الناقد والمخرج أحمد عاطف
أن عرض فيلم "اللعبة العادلة" في إطار مهرجان أبوظبي السينمائي والذي سبق
عرضه في المسابقة الرسمية لدورة مهرجان "كان" السابقة لم تحدث عليه أي ضجة
في العرض من أي نوع، مشيرا إلى أنه فيلم يدين سياسة الرئيس الأميركي السابق
جورج بوش والإدارة الأميركية ويقدم وقائع حقيقية يؤكد فيها أن احدى عميلات
المخابرات الأميركية كان زوجها سفيراً سابقاً بإحدى الدول الأفريقية وتم
الضغط عليه لاختلاق قصة استيراد العراق ليورانيوم مخصب من احدى الدول
الأفريقية وعندما نشر هذه المعلومات في جريدة النيويورك تايمز مؤكداً أن
العراق لم يستورد اليورانيوم من أفريقيا تم التنكيل به وطرده هو وزوجته
عميلة المخابرات ورفعوا قضية ضد الحكومة الأميركية، والفيلم بصفة عامة يدين
بوش لأنه اختلق قضية أسلحة الدمار الشامل بالعراق كما أن أبو ظبي شاركت في
إنتاجه ويلعب فيه الفنان المصري خالد النبوي دور عالم نووي عراقي ولم يكن
مؤلفه أو منتجه أو مخرجه أو موضوعه يدعو للتطبيع مع إسرائيل بل انه كان مع
العرب وقضية العراق.
وقال إنه كان بصحبة الناقد علي أبو شادي في أبوظبي ولم ير المنتجة
الإسرائيلية المدعوة ليسلي وودين التي قيل أنها منتجة هذا الفيلم.
وأما عن وجود ممثلة معها الجنسية الإسرائيلية مشاركة في الفيلم فقال
إن هذا الأمر أثير من قبل عند عرض الفيلم في كان عندما اكتشف الفنان خالد
النبوي وجودها بالفيلم، ولكن هذا التواجد لها لم يصنف الفيلم علي أنه
إسرائيلي لأن منتجه وكاتبه ومخرجه لا صلة لهما بإسرائيل.
أوضح أحمد عاطف "أننا كسينمائيين نرفض الفن الإسرائيلي لأنه إنتاج
الصهاينة أما اليهود في أنحاء العالم فهم شيء مختلف ونحن نتعامل معهم فنحن
لسنا ضد ديانة اليهود وهم عاشوا معنا من قبل في مصر ولكننا ضد العنصرية
الصهيونية وهناك فيلم اسمه "ميرال" عرض في أبوظبي وأخرجه اليهودي الأميركي
جوليان شنايبل ورحبنا به حيث تناول قصة حياة المذيعة الفلسطينية ولاء جبريل
التي حوربت في إسرائيل وتعيش حالياً في ايطاليا".
ورفض عاطف أن يجعل خالد شوكات مدير مهرجان الفيلم العربي في روتردام
من نفسه الغيور الوحيد والرافض للتطبيع مع إسرائيل قائلاً انه يعيش حالة من
تصفية الحساب مع صديقه السابق الناقد العراقي انتشال التميمي الذي كان
مساعداً له في روتردام، ثم اختلف معه وأصبح التميمي أحد المسئولين في
مهرجان أبوظبي، ويسعي شوكات للإساءة إلى هذا المهرجان بالحديث عن تطبيع
سينمائي لا وجود له مع إسرائيل.
وقال عاطف "إن كثيراً من اليهود وأحدثهم المخرج البريطاني الكبير
مايكل لي الذي كان يدرس بجامعة القدس ثم اعتذر مؤخراً عن احدى المحاضرات
بسبب ما يحدث من الصهاينة في غزة والأراضي المحتلة".
ميدل إيست أنلاين في
06/11/2010
# # # #
مقاطعة الليثي لمهرجان أبوظبي السينمائي تتحول
إلى مادة
للتهكم والتنديد
ميدل ايست أونلاين/ لندن
علا الشافعي تشبه قرار رئيس اتحاد النقابات الفنية بالمقاطعة بأنه قرار
'شاهد ما شافش حاجة'.
وصفت نخبة من النقاد والكتاب والصحفيين العرب المطالبين بمقاطعة
مهرجان أبوظبي السينمائي تحت ذريعة "التطبيع مع أسرائيل" بأنهم ليس سوى
"حلقات ضيقة" تنطلق من دوافع شخصية لم تستطع اثبات "تهمة التطبيع
المزعومة".
وتهكم النقاد والكتاب والصحفيون في مقالات وحوارات في الصحف والمواقع
الالكترونية، على الحملة الإعلامية من بعض الاوساط المصرية ضد مهرجان
أبوظبي السينمائي، مثيرين في مقالاتهم مجموعة من الاسئلة عما اذا كانت
"ضغائن" بعض الفنانيين المصرين على نجاح العاصمة الاماراتية كمركز ثقافي في
الشرق الاوسط أثارت لديهم ''غيرة'' دفينة.
ووصفت علا الشافعي في تقرير لها في موقع صحيفة "اليوم السابع" المصرية
المهرجان "بدورة فلسطين بحق".
وأكدت بقولها "ان دورة مهرجان أبوظبي شهدت عروض العديد من الأفلام من
جنسيات مختلفة تدافع عن القضية الفلسطينية وتكرس لكل ما هو مع الشعب
الفلسطينى وقضيته، ومن هذه الأفلام (دموع غزة) للمخرج النرويجي فيكيه
لوكبرج، (وطن) للهولندي جورج سلاوزر و(مملكة النساء عين الحلوة) وغيرها من
إبداعات مخرجي العالم، وهو ما يجعلها بحق دورة فلسطين".
وتساءلت الشافعي "المدهش أن أصحاب المصالح انطلقوا فى كل الاتهامات
دون أن يقوم واحد منهم بممارسة (ألف باء) مهنة الصحافة، وهو التأكد من
المعلومة ومصدرها وحق الطرف الآخر فى الرد، بل وصل الأمر ببعضهم إلى
المطالبة بقطع رقاب الصحفيين والنقاد وفصلهم من نقابة الصحفيين، لذلك
أصبحنا هدفا لزملاء (مع الأسف) والمعروف عنهم لصالح من يزيدون الأمر
اشتعالا".
وعبرت عن استغرابها للطريقة التى تحركت بها النقابات الفنية وممدوح
الليثي رئيس اتحاد النقابات الفنية والذين قاموا بإصدار بيان يطول كبار
فنانينا ورموزنا، "طبقا لنظرية قالوا"، فكل النقباء عندما تسألهم يقولون
لك، قالو لنا" وعندما هاتفت رئيس اتحاد النقابات الفنية ممدوح الليثي، أكد
لي أنه سمع أيضا أن الفيلم إنتاج إسرائيلي، وعلقت بأن هذه المعلومات مغلوطة
فالفيلم إنتاج بريطاني، فطلب أن أرسل له الكتالوج ليتأكد، وأحد النقباء أكد
أيضا أنهم تورطوا بإصدارهذا البيان والسؤال هنا لماذا يتم اتخاذ مواقف
والهتاف وتصدير شعارات دون التأكد؟ أو البحث عن حقيقة المعلومة؟ فهل هو
البحث عن البطولة؟ أم ماذا؟".
ولم تتردد الشافعي في تشبيه الليثي بنكتة عادل امام الشهيرة "بشاهد ما
شافش حاجة".
وذكرت صحيفة الخبر الجزائرية ان ادارة مهرجان ابوظبي السينمائي تجاهلت
دعوات الحلقات الضيقة لمقاطعة المهرجان.
وكتبت في تقرير تحت عنوان "مصر تعلن الحرب على السينما الخليجية" "مع
أن (أم الدنيا) لم تعلن صراحة دخولها لـ(حرب سينمائية) مع الإمارات، إلا أن
رائحة الانزعاج بادية من الكلام المنشور على صفحات الجرائد وبيانات
نقاباتها. فيما لم يسمع لإدارة مهرجان أبوظبي السينمائي، أي رد فعل تجاه
دعوات المقاطعة".
وكتب الناقد المصري امير العمري في مقال بموقع "حياة في السينما" "لا
أظن أن خطيئة المهرجان أنه أتى بفيلم بريطاني ودعا منتجته البريطانية ثم
وقفت هي لتقول فجأة، إنها تحمل الجنسية الإسرائيلية. فما هو المطلوب في هذه
الحالة؟ هل يجب أن تتدخل أجهزة المخابرات العربية في عمل مهرجانات السينما
وتفتش في التاريخ الشخصي لكل المدعوين لتضمن ألا تتسلل شخصية تحمل الجنسية
المزدوجة للمهرجان؟".
وقال العمري في مقاله التهكمي الذي كشف فيه عن تاريخ بعض الاسماء التي
تبنت "المقاطعة المزعومة" "المعروف أن الكثير ممن يأتون إلى المهرجانات
العربية مثل القاهرة وقرطاج ومراكش، هم من الاسرائيليين الذين يحملون
جوازات سفر أميركية وغير أميركية، دون أن يعلنوا ذلك، بل ويتردد على مهرجان
القاهرة السينمائي تحديدا عدد من السينمائيين الإسرائيليين منهم ليا فان
لير مديرة مهرجان القدس السينمائي (وقد شاهدتها بنفسي عدة مرات)، ولكن بدون
دعوة رسمية، ويجرون اتصالات مع بعض ضيوف المهرجان، وربما أيضا يشترون تذاكر
يشاهدون بها بعض الافلام، فماذا فعل اتحاد الفنانين في مواجهة ذلك
(الاختراق) العظيم الهائل الخطير جدا الذي يهدد أسس الثقافة المصرية
والعربية".
ويرى الناقد المصري طارق الشناوي، أحد حضور المهرجان، أن الفيلم الذي
يتحدث عنه ممدوح الليثي لمنتجة إنجليزية، يهودية الأصل، وليست إسرائيلية،
والفيلم إخراج المخرج الإنجليزي اندي ديموني، وأضاف: "أهلاً باليهود في أي
مكان، لكننا ضد التواجد الإسرائيلي".
وقال المخرج فوزي صالح : بالطبع لا يعد الأمر تطبيعا، لأن هذه
المشاركات لا تمثل الدولة الصهيونية "التي بمناسبة لديها سفارة على نيل
مصر"، وثانيها لأنني أعتقد أن الفنان يجب أن يصم أذنيه عن هذه الدعاوي
الفاشية، ثالثا لا نسمع هذه الدعاوي توجه ضد مهرجانات أخرى، فأغلب دول
العالم تعترف بإسرائيل ومن ثم تتعامل معها، فلم نسمع هذه الأصوات تنادي
بمقاطعة مهرجان فينسيا مثلا أو كان أو غيرهما، ولقد سبق أن منحا جوائز
لأفلام إسرائيلية، رابعا لاحظت أن مهرجان أبوظبي السينمائي يهاجم هجوما
عنيفا من قبل بعض الصحافيين وفى كل مرة يتغير سبب الهجوم تارة لأنه لا يمنح
جوائزه لأفلام مصرية وتارة يتهموه بالارتباك وضعف التنظيم وتارة وتارة،
ولدي سؤال لماذا لا نسمع هذه الأصوات ترتفع ضد العديد من الرأسماليين
المصريين الذين يتعاملون مع دولة الصهاينة.
وقالت الكاتبة عزة عزت أستاذ الإعلام في الجامعة المصرية "أرى في قرار
اتحاد النقابات الفنية المصرية محاولة لضرب المهرجانات العربية الوليدة
المنافسة، وأيضا محاولة جر تعبيرات سياسية مثل التطبيع إلى المجال الفني،
أيضا يمثل تخويفا لكل من يعمل في مجال دولي لمناصرة القضية الفلسطينية،
وفيه أيضا تأكيد على انسحاب الدور المصري في مناصرة الفلسطينيين وقضيتهم
العادلة".
واضافت "لقد ظللنا فترة طويلة مبتعدين عن المشاركة في أي أنشطة لها
طابع فني أو ثقافي أو رياضي دولي تاركين الساحة لإسرائيل حتى نجحت إلى حد
كبير في إقناع العالم بقضيتها رغم عدم عدالتها، فأصبحت ترى شخصية اليهودي
في السينما العالمية في صورة المستضعف الذي يتعاطف معه الجمهور وبالضرورة
يتعاطف مع إسرائيل، بعد أن كانت الشخصية اليهودية شخصية كريهة في أدبيات
السينما والمسرح في العالم خلال فترات طويلة، لقد نجحوا في تحقيق قبول
الشخصية اليهودية وبالتالي قبول التعاطف مع قضيتهم، وفي المقابل تشوهت صورة
الشخصية العربية والتصقت بها سمات سيئة أبرزها سمة الإرهاب".
وطالبت د.عزة التدقيق قبل إلقاء التهم جزافا وقالت "المهم الأهداف وما
تسفر عنه الأعمال الفنية من انطباعات، لا البحث في جنسية العاملين في هذا
الفيلم أو ذاك ونواياهم وانتماءاتهم السياسية المعارضة والمؤيدة للقضية
الفلسطينية، وقبل أن نهاجم نجومنا أو نهاجم المهرجانات العربية الأخرى
ونتهمها بالتطبيع لابد أن نتحرى الدقة في المعلومات وأيضا ننظر إلى معالجة
الأفلام المعروضة وهل تركت انطباعا نهائيا مع أو ضد؟"
وقالت الكاتبة والمترجمة مروة هاشم "لا أعتقد أن هذا سببا لمقاطعة
مهرجان أبوظبي السينمائي خاصة أن الفيلم ذاته الذي تم عرضه يدين الإدارة
الأميركية لاحتلالها العراق، وبالتالي فهو يقدم صورة في صالح العرب وليس
العكس، كما تشارك الأفلام المصرية والعربية والدولية في المهرجانات الدولية
المشابهة وبالطبع تدخل فيها منافسات مع أفلام إسرائيلية ولا اعتقد أن
مشاركة فنان مصري مثل خالد النبوي في فيلم إحدى ممثلاته إسرائيلية يُعد
تطبيعا مع إسرائيل".
وقال الروائي السيد نجم أنه أصبح يشعر بالارتباك والحيرة "وأرجع هذا
إلى قدر الانفعالية التي نتعامل بها تجاه موضوعات تبدو جوهرية وربما مصيرية
في حياتنا. فليس من المقبول والطبيعي، أن تصبح مصر هي البلد التي تصدر
فرمانات الفرقة بين العرب، كما حدث من نظام صدام حسين بعد زيارة السادات
إلى القدس.
وأكد "مصر فوق كل الخلافات الجزئية.. مصر تضيف إلى الصف العربي، وهذا
دورها التاريخي.. مصر في هذه المرحلة بالتحديد، يجب على كل فرد فيها، أن
يعرف أنه لا أمن ولا آمان مع الفرقة العربية، مهما بدت الأسباب (وكلها
أسباب فارغة، مثل مباراة لكرة القدم). أعيد وأكرر أن قرار المقاطعة الآن،
في حاجة إلى تبرير، ومراجعة قبل الحديث حوله، ولا ضير في الرجوع فيه، أن
تأكدنا من كذب بعض ما نشر حول المؤتمر وأعماله".
وفي حوار مع جريدة الجمهورية المصرية أكد الناقد والمخرج أحمد عاطف أن
عرض فيلم "اللعبة العادلة" في إطار مهرجان أبوظبي السينمائي والذي سبق عرضه
في المسابقة الرسمية لدورة مهرجان "كان" السابقة لم تحدث عليه أي ضجة في
العرض من أي نوع، مشيرا إلى أنه فيلم يدين سياسة الرئيس الأميركي السابق
جورج بوش والإدارة الأميركية ويقدم وقائع حقيقية يؤكد فيها أن احدى عميلات
المخابرات الأميركية كان زوجها سفيراً سابقاً بإحدى الدول الأفريقية وتم
الضغط عليه لاختلاق قصة استيراد العراق ليورانيوم مخصب من احدى الدول
الأفريقية وعندما نشر هذه المعلومات في جريدة النيويورك تايمز مؤكداً أن
العراق لم يستورد اليورانيوم من أفريقيا تم التنكيل به وطرده هو وزوجته
عميلة المخابرات ورفعوا قضية ضد الحكومة الأميركية، والفيلم بصفة عامة يدين
بوش لأنه اختلق قضية أسلحة الدمار الشامل بالعراق كما أن أبو ظبي شاركت في
إنتاجه ويلعب فيه الفنان المصري خالد النبوي دور عالم نووي عراقي ولم يكن
مؤلفه أو منتجه أو مخرجه أو موضوعه يدعو للتطبيع مع إسرائيل بل انه كان مع
العرب وقضية العراق.
وقال إنه كان بصحبة الناقد علي أبو شادي في أبوظبي ولم ير المنتجة
الإسرائيلية المدعوة ليسلي وودين التي قيل أنها منتجة هذا الفيلم.
وأما عن وجود ممثلة معها الجنسية الإسرائيلية مشاركة في الفيلم فقال
إن هذا الأمر أثير من قبل عند عرض الفيلم في كان عندما اكتشف الفنان خالد
النبوي وجودها بالفيلم، ولكن هذا التواجد لها لم يصنف الفيلم علي أنه
إسرائيلي لأن منتجه وكاتبه ومخرجه لا صلة لهما بإسرائيل.
وكتب الشاعر العراقي عبد الرزاق الربيعي في "ميدل ايست اونلاين" مقالا
تحت عنوان "مهرجان أبوظبي السينمائي: أصابع التطبيع أم غيرها؟" أكد فيه إن
الطابع اليساري طغى على اختيارات الأفلام التي جاء معظمها ذا منحى فكري
ووثائقي أمثال "كارلوس" وتشي جيفارا رجل جديد " و"مزهرية" و"أسافر لأنني
مضطر أعود لأنني أحبك " و"الغرب غربا" و"لعبة عادلة" و"أرض خراب" و"جوزاء"
و" في أحضان أمي" و"شيوعيين كنا " و"سيرك كولومبيا" .
وقال الربيعي المحرر الثقافي في صحيفة الشبيبة العمانية "أعلن
المهرجان عن هويته منذ حفل الافتتاح الذي تضمن عرض فيلمين روائيين أحدهما
إيراني قصير والثاني أميركي طويل للمخرج راندال ولاس مأخوذ عن قصة حقيقية
يحمل رسالة في تصميم الإنسان على بلوغ الهدف مهما كانت صعوبته عنوانه 'سكريتاريا'
ومن خلالهما كشف المهرجان عن إنه يمثل خطا ملتزما بالقضايا الإنسانية
والطروحات الفكرية و المباديء، وكان الفيلم الإيراني هو أحدث أعمال المخرج
جعفر بناهي الذي تعرض للسجن ثم أفرج عنه مع التحفظ على سفره كما قال
الأميركي بيتر سكارليت المدير التنفيذي للمهرجان".
وكتب الصحفي المصري محمد الحمامصي في موقع "ايلاف" "لقد تبني المهرجان
في دورته الرابعة هذه 13 ـ 24 أكتوبر 2010 القضايا العربية في العراق
وفلسطين ولبنان، وشهد عرضا لأفلام لا أعتقد أن مهرجانا عربيا يجرؤ على
عرضها كونها تدين التوحش الإسرائيلي وتفضح ممارساته الإجرامية بحق
الفلسطينيين، مثل دموع غزة، وأطفال الحجارة أطفال الجدار، ومملكة النساء في
عين الحلوة، والنساء بطلات، وميرال وغيرها، وتدين الاحتلال الأمريكي للعراق
وآثاره المروعة على المجتمع العراقي مثل كرنتينة وفي أحضان أمي ولعبة عادلة
الذي يدين الإدارة الأمريكية ممثلة في إدارة الرئيس السابق جورج بوش الابن
وأجهزتها الاستخباراتية".
ميدل إيست أنلاين في
06/11/2010 |