'كرنتينة'
يفجر تساؤلات مأزق المجتمع
العراقي
ماذا
لو توقف الفيلم عند مشهد قتل بطله؟
أبوظبي ـ من محمد
الحمامصي
المخرج عدي رشيد يقدم فيلماً يعد جزءاً مهماً من مسيرته التي
تمثل باقتدار جيلاً عراقياً سينمائياً واعداً عربياً وعالمياً.
ماذا لو توقف فيلم "كرنتينة" للمخرج العراقي عدي رشيد الذي عرض في
الدورة الرابعة لمهرجان أبوظبي السينمائي الدولي 14 ـ 23 أكتوبر/تشرين
الأول، عند مشهد قتل بطله "قاتله المحترف/المأجور" وإلقائه في النهر، ألم
يكن ذلك أدعى لطرح المزيد من التساؤلات المهمة حول مصير أبطال الفيلم، رموز
العراق الماضي والحاضر والمستقبل، ليوقع مشاهده في مأزق هذا الوطن العربي
الكبير حضارة وتاريخاً وثقافة، بدلاً من أن يقدم لنا رؤيته الخاصة بختام
تتحرر فيه مريم الفتاة الحامل بابن الشيطان ـ سواء من أبيها المتدين الذي
يمثل التيار الديني أو من القاتل المأجور ـ من سطوة الأب/الدين، وتتحرر فيه
الأم من سطوة الزوج/الدين وعشيقها/القاتل، هذه المرأة التي تفتقد لرؤية
واضحة، ويتحرر فيه الابن/المستقبل/العلم من العالمين أيضا عالم الأب الجاهل
والقاتل الذي يكره العلم، هذان العالمان اللذان كان ضدهما طوال الوقت.
لقد قدم الفيلم اضطرابية الرؤية وتعدديتها التي يقع فيها المجتمع
العراقي، فهذا الابن القاتل مرفوض من أبيه الذي يطرده من بيته حين يذهب
للزيارة، ومرفوض من الأستاذة الجامعية/المرأة التي أحبها وتخلى عنها وكذا
من زوجها، وكلاهما زميل الجامعة، حتى عشيقته على ضعفها واستكانتها رفضته
حين رأت قسوته وافتقدت فيه روح الحياة والاستقرار، ويرفضه زوجها وإن كان
رفضه مختلفاً، ويرفضه الصبي الصغير، وبالنهاية رفضته المجموعة التي يقتل
لحسابها ومن ثم أن قتله.
لكن على الجانب الآخر ليس هناك رفض للزوج الجاهل، المتمسك بالتقاليد
والأعراف البالية، الجبان، وينحصر الرفض في الزوجة والابنة والابن، ولم
تساو رؤية الفيلم بين القاتل/والديني الجاهل، على الرغم من خطورة الأخير
التي يمكن أن تكون أشد تهلكة للمجتمع من ذلك القتل المزاجي، القتل الخارج
عن سياق المنظمة أو الجماعة.
نحن أمام أسرة صغيرة تتكون من الأم كريمة والزوج صالح والابن مهند
والابنة مريم، تعيش في مكان مهجور، تتجلى فيه ملامح ماض اندثر، فيلا قديمة
تعيش هذه الأسرة على هامشها، فيما يعيش القاتل المأجور في الطابق العلوي
لها، بناء على أوامر من يشار إليه بـ"الأستاذ" لا بد لهذه الأسرة أن تكون
في خدمة القاتل المأجور.
لا يعرفنا المخرج على شخصياته بل يدخل مباشرة إلى قلب الأمر، فنجد
أنفسنا في مواجهة ترميزاته التي تبدأ في التكشف تدريجياً، ولكن بإشارات
غاية في الدقة حتى ليمكن عدم القدرة على رؤيتها.
صالح ديني جاهل، زوجته كريمة ترفضه جسدياً ونفسياً، فيما تقبل القاتل
المأجور وتسعى إليه، والابنة في حالة صمت تام تتأمل هنا وهناك رافضة الأكل
والحديث أو القيام بأي فعل، الصبي مهند الوحيد الذي يملك ما يريد يعمل
ويحاول التعلم ويملك غيظه أحياناً تجاه أبيه وجارهم القاتل المأجور ويحب
أخته وأمه ويعطف عليها ويحزن لأجلهما، فيما يظل لأبيه والقاتل نظرة فيها
كراهية.
يبدأ فيلم كرنتينة بذاك المشهد الذي سقط فيه القاتل مقتولاً بالنهاية
بيد من يعمل لحسابهم عقاباً له على خروجه عن إمرة رئيسها الذي حدد له أهداف
بعينها لقتلتها وكذلك نتيجة خروجه على أسلوب القتل، حيث يقتل في وضح النهار
في دكان أو شارع، مياه نهر تغطي سطح شاطئه القمامة، زجاجات فارغة وأخشاب
وغير ذلك من المهملات، يحركها سقوط القاتل، قد يكون في ذلك دلالة أن هذا
القاتل سوف تجرفه المياه مثله مثل القمامة، لذا فإن توقف الفيلم هنا كان ـ
برأيي ـ أجدى.
تدخل الكاميرا بعد المياه الراكدة إلى بغداد عبر دبابة تمر في
شوارعها، لترمي إلى دلالات الاحتلال، فهل قصد المخرج إلى أن ما سنراه بعد
ذلك ما هو إلا آثار الاحتلال وبعض من مصائبه على المجتمع العراقي؟ الإشارات
تؤكد ذلك بدءاً فالأب يخون أبوته وتخون الأم زوجها فيما الفتاة لا حول ولا
قوة، وكذا الصبي الذي لا يجرؤ على مواجهة عشق أمه، أيضاً تتبدى في ذك
الرصيف الذي يضم الصبي الذي يعمل بصباغة الأحذية وتلك المرأة التي تبيع
المناديل وذلك الشاب الذي يجلس على حجر دون عمل في كل المشاهد التي ظهر بها.
يضاف إلى ذلك دلالة العنوان "كرنتينة" فهو اسم لمكان يعني حجر
المجانين "الحجر الصحي النفسي"، ومن ثم يرمي إلى اختلال ما، الأمر الذي
يؤكد دلالة التأثير المروع للاحتلال الأميركي على الوضع النفسي والجسدي
للمجتمع العراقي.
لا شك أن ثمة رؤية واضحة لدى المخرج وهو نفسه المؤلف، ينبه من خلالها
إلى ما يحدق بالمجتمع العراقي من أخطار يتقدمها الديني الجاهل والقاتل
المأجور، ويليها انهيار قيم الأسرة وانتحارها في ظل الوقوع بين عاملين
أحلاهما مر مر العلقم، ولعل حلم القاتل المأجور الذي رأى فيه من قتلهم وكذا
عشيقته كريمة عاهرة والصبي مشرد والأوراق والصور القديمة مستباحة على
الأرض، يتجلى فيه السقوط.
الأخطر من ذلك كله أن يكون الأب صالح قد زنى بابنته مريم، الإشارات
ضعيفة، منها هذا الصمت والقهر الذي تعيش فيهما مريم، وتوسله ـ أقصد صالح ـ
لله أن يغفر له خطيئته الشيطانية، أي خطيئة تلك التي ارتكبها
صالح/الجبان/الخانع سوى أنه زنى بابنته ثم سأل عن الشيطان الذي فعل ذلك،
وإذا كان الأمر كذلك فنحن أمام إضاءة تكشف أن أبناء العراق هم من ينتهكون
العراق، الأب ينتهك أبناءه، والقاتل المأجور ومن يعمل لحسابهم ينتهكون
المجتمع بأسره.
لكن الرؤية كلها على قوتها وحدتها وما تحمل من تفسيرات لا تكفي وحدها،
فلو اكتملت لها قوة الكاميرا والرؤية البصرية وآزرتها، لكان الفيلم غير
ذلك.
أيضاً لا تبدو في الخلفية أي صور لما هو قائم تشير لسببية الوضع
القائم/الاحتلال، والسيناريو لم يبارح مكان شخصياته، ولم يحقق تلك الدرامية
الجدلية الثرية بين هذه الشخصيات بالرغم من إمكانية ذلك، وهي الأهم برأيي
من كل الترميزات والإيحاءات والإشارات، الصراع القائم بدا صراعاً رومانسياً
مستكيناً وليس صراعاً من أجل البقاء أو التحرر أو التغيير أو مواجهة القدر.
الأداء التمثيلي للفنانين المشاركين كان جيداً إلى حد بعيد، فقد جسدت
المرأتان كريمة ومريم حالة الانكسار الجسدي والنفسي، كما أن من لعب دور
القاتل المأجور أداءه ببراعة حيث استخدم ملامحه وتقاطيع وجهه في تأكيد
القسوة واللامبالاة.
على أية حال يظل فيلم "كرنتينة" جزءاً مهماً من مسيرة عدي رشيد الذي
يمثل باقتدار جيلاً عراقياً سينمائياً واعداً عربياً وعالمياً.
ميدل إيست أنلاين في
21/10/2010
# # # #
ليلة عراقية في مهرجان ابوظبي
السينمائي
ميدل ايست أونلاين/ ابوظبي
محمد الدراجي ينال جائزة أحسن مخرج في الشرق الأوسط وشذى سالم تمر على
البساط الاحمر.
احتفت اروقة مهرجان ابوظبي السينمائي الدولي في دورته الرابعة بالمخرج
العراقي الشاب محمد الدراجي بعد ان اختارت "فاراييتي" لمنحه جائزتها
السنوية لأفضل مخرج من الشرق الأوسط، في وقت رحب المهرجان بالنجمة
السينمائية العراقية شذى سالم التي حلت كضيفة سارت على البساط الاحمر امام
العدسات.
واطلقت الجائزة قبل ثلاث سنوات في إطار مهرجان أبوظبي السينمائي
(مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي سابقاً) لتكرّم سنوياً مخرجاً من
المنطقة استناداً إلى إنجاز حقّقه خلال العام.
وسلّم المخرج الفلسطيني إيليا سليمان الذي سبق وان فاز بالجائزة نفسها
العام الماضي والذي شارك في الدورة الرابعة للمهرجان كرئيس للجنة تحكيم
مسابقة "آفاق جديدة" الجائزة للدرّاجي بحضور المدير التنفيذي للمهرجان بيتر
سكارليت.
وتعدى حضور الدرّاجي الى دورة العام الحالي تسلم الجائزة الى تقديم
نسخة غير منتهية من فيلمه الوثائقي "في أحضان أمي" الذي اخرجه مع شقيقه
عطية وبطولة الطفل سيف صلاح وهشام الذهبي.
وتدور أحداث الفيلم الذي جرى تصويره في بغداد، حول معاناة مجموعة من
الأطفال الذين يعيشون في دار أيتام في مدينة الصدر (الثورة) ببغداد.
ويرصد معاناتهم اليومية ومحاولة مؤسس الدار هشام الذهبي حماية هؤلاء
الأيتام الذين فقدوا ذويهم في حكايات محزنة، من التشرد بعد سعى صاحب المنزل
التي تقع فيه دار الأيتام لطردهم خارجه.
ويمثل الفيلم حكاية واقعية مؤلمة لهؤلاء الأيتام الذين يمثلون "عراقاً
مصغّراً" يحوي كل الطوائف والأعراق والمدن، فهم من خلاله يطلقون صرخة يندى
لها جبين البشرية ولعل صداها يصل إلى آذان السياسيين ورجال الدين الذين
يحكمون العراق بعد احتلاله عام 2003 فيما هم يتصارعون على الكراسي.
والطفل سيف فقد والديه بتفجير في منطقة شهربان في محافظة ديالى وهو في
الدار منذ فترة طويلة ويهوى أن يصبح ممثلاً حين يكبر ويؤدي الأغاني.
وقال مخرج العمل "حين تناهت إلى مسامعي حكاية دار الأيتام هذه والتي
لا تحوي سوى غرفتين يحتضنان 32 يتيماً من كافة أنحاء العراق، وحالة البؤس
التي يعيشونها، قابلت مدير الدار وراعي الأيتام هشام الذهبي وعرضتُ عليه
تصوير الفيلم، فرفض في البداية لأنه يأبى أن يجعل من حكايات هؤلاء الأطفال
مادة للترويج الإعلامي والفني، إلا أنه وبعد أن فهم دوافعنا بنقل مأساة
هؤلاء الأطفال للعالم وجشع صاحب المنزل الذي يستأجرونه لطردهم، وافق على
تصوير الفيلم لعله يسهم في التخفيف من معاناتهم وحمل مؤسسات المجتمع المدني
والمؤسسات ذات الشأن للالتفات إليهم".
واضاف "لقد صوّرنا الفيلم بطريقة الوثائقي الواقعي الذي ينقل الحكاية
بلغة سينمائية حكائية بعيداً عن حالة السرد والحوار، ولقد أنجزنا منه مدة
35 دقيقة تم مونتاجها، وستكون مدة الفيلم الأصلية ما يقارب 80 دقيقة، وهو
إنتاج خاص من مؤسسة عراق الرافدين".
وقال هشام الذهبي مدير مؤسسة البيت العراقي الآمن لرعاية الأيتام
وراعي الأيتام والذي يظهر كأحد شخوص الفيلم الرئيسيين "لقد أسست هذه
المنظمة التي تعنى بالأيتام بعد سقوط النظام السابق عام 2003، وبعد اندلاع
أحداث العنف الطائفي في العراق، اتجهت لإيواء هؤلاء الأطفال الذين فقدوا
ذويهم في حكايات مؤلمة، وهم جزء من فيض من ملايين الأطفال العراقيين
الأيتام، وأعتبرهم عراقاً مصغراً ففيهم من كل الطوائف والأديان والقبائل
والمدن العراقية".
وأكد انه ليس لهيئة مؤسسة البيت العراقي الامن أي ارتباط بأي حزب أو
منظمة أو جهة حكومية ولم نتلقَ دعماً من أحد من هذه الجهات سوى تبرعات
فاعلي الخير.
واضاف "قبل فترة عمد صاحب المنزل الذي نستأجره لتهديدنا بالطرد من
المنزل غير آبه بمصير هؤلاء الأطفال الذين أعتبرهم أغلى وأعز من أطفالي
الحقيقيين فنفذت اعتصامات وبعثت برسائل لجميع الجهات الحكومية لردع هذا
الشخص الجشع".
وعبر عن اسفه بالقول "أن الجهات الإعلامية العاملة في العراق كلها
تتبع هذه الجهة أو تلك فلم أسعَ لإبراز القصة لديهم خشية استخدامها كدعاية
مغرضة فيما بينهم".
وشدد بقوله ان مايهمه هو مصير هؤلاء الأيتام "وأول ما سعيتُ إليه في
التوجيه التربوي لهؤلاء الأطفال هو أن يجيبوا لكل شخص يسألهم عن خلفيتهم
العرقية أو المذهبية أو القبلية هو قول (أنا عراقي) لأني أعتقد أن تلك هي
الإجابة الصحيحة لهذا السؤال.
الى ذلك قالت الفنانة شذى سالم "انها سعيدة بعملها استاذة للفن في
كلية الفنون الجميلة، ولا يمكن ان تتنازل عن تاريخها الفني بتقديم عمل هابط
من أجل الظهور المجرد على الشاشة".
واضافت بطلة الفيلم العراقي التاريخي "القادسية" للمخرج صلاح ابوسيف
و"حمد وحمود" مع الفنان حسين نعمة" وعشرات الاعمال التلفزيونية والمسرحية
مثل "فتاة في العشرين" و "أعماق الرغبة" و"الجنة تفتح ابوابها متأخرا"
"انها تسعى لتخريج جيل فني جديد عبر استمرارها في التدريس بكلية الفنون
الجميلة بعد مقاطعتها حركة المؤسسات الثقافية والفنية بسبب تقصيرها في
واجباتها تجاه الثقافة والفن في العراق".
ميدل إيست أنلاين في
21/10/2010
# # # #
'فزعة'
تقدم صورة متميزة في مهرجان
أبوظبي السينمائي
رؤية خاصة تقوم على خلق جيلٍ تطوعي
ميدل ايست أونلاين/ أبوظبي
متطوعو مبادرة 'فزعة' يقدمون العون والمساعدة في تنظيم النشاطات
المختلفة التي يشهدها مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي.
شارك متطوعو "فزغة" (إحدى مبادرات هيئة أبوظبي للثقافة والتراث)
بفعالية كبيرة في تقديم كافة أعمال الدعم والمساعدة من النواحي الإدارية
والتنظيمية واللوجستية والعلاقات العامة في مهرجان أبوظبي السينمائي 2010،
مقدمين بذلك صورة مشرقة عن الشباب الإماراتي ومدى اهتمامهم والتزامهم بنقل
صورة مميزة لبلدهم وتأكيد جودة وأصالة الضيافة والاستقبال.
وتضم "فزعة" العناصر المواطنة المؤهلة والمدربة، وعلى درجة عالية من
الكفاءة بعد خضوعهم للعديد من الدورات التدريبية بإشراف خبراء في هذا
المجال، بما يؤهلهم لإعطاء الصورة الحضارية المتميزة لدولة الإمارات، ويعكس
التقاليد الإماراتية الأصيلة.
عملت فزعة خلال المهرجان على تقديم العون والمساعدة في تنظيم النشاطات
المختلفة التي يشهدها المهرجان، إضافة لمساعدة الزوار وممثلي وسائل الإعلام
من داخل وخارج الإمارات، وتقديم كل جهد تنظيمي ممكن يُسهم في إظهار الصورة
الحضارية اللائقة للدولة والتعريف بتراثها الثقافي العريق.
ويذكر أن هيئة أبوظبي للثقافة والتراث ومعهد التكنولوجيا التطبيقية
بأبوظبي قد وقعا وخلال معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية سبتمبر/أيلول
الماضي، مذكرة تفاهم تقضي بدمج مبادرتي "فزعة" و"سند"، بحيث ينشأ عن هذا
الدمج مبادرة تطوعية واحدة تسمى "فزعة".
ويعمل الطرفان على إنجاح مبادرة فزعة وتقديم الدعم لها ونشر ثقافة
التطوع وذلك في حدود إمكاناتهما واختصاص كل منهما.
وأوضح عبدالله القبيسي مدير إدارة الاتصال في هيئة أبوظبي للثقافة
والتراث، أن الهيئة تنطلق في تأسيسها ورعايتها لمجموعة "فزعة" من رؤية خاصة
تقوم على خلق جيلٍ تطوعي يحفظ تراثه ويرقى به، في حين تقوم رسالة "فزعة"
بنشر ثقافة العمل التطوعي، حفاظاً على التراث واعتزازاً به، والمحافظة على
الثقافة والتراث وتوعية المجتمع بأهمية التطوع، إذ أنها تشجعهم لأن يكونوا
أكثر استقلالاً وثقة بالنفس، كما تهدف المجموعة إلى بث روح الاعتزاز
والحفاظ على التراث الوطني، ونشر ثقافة المشاركة التطوعية في الفعاليات
المختلفة بالهيئة، وتوظيف طاقات الشباب في العمل التطوعي داخل الهيئة
وخارجها، وإعطاء صورة طيبة للزائرين لفعاليات الهيئة عن دور شباب الوطن
الدؤوب في العمل التطوعي، بالإضافة إلى بدء مشروعات تنبع من شباب الإمارات
لدعم ثقافتهم وتراثهم والتفاعل مع الثقافات الأخرى.
كما تعمل الهيئة على إتاحة فرص التدريب للمواطنين والمواطنات لتحقيق
أهدافها في مجال تأهيل الكوادر المواطنة الحريصة على تراثها وثقافتها،
وتوفير مجالات تدريب واسعة تخدم عمليات الحفاظ على التراث الثقافي لإمارة
أبوظبي، وذلك عبر برنامج علمي تدريبي شامل.
ميدل إيست أنلاين في
21/10/2010
# # # #
الكاميرا تبث
مشاعرها!
ميدل ايست أونلاين/ ابوظبي
المخرج التشيلي الشاب ماتياس بيزيه يختصر تاريخا من الاحداث في
مكان ضيق ووقت لا يتعدى مساء يوم واحد.
رسم المخرج التشيلي ماتياس بيزيه الدهشة برمتها في فيلم يعبر العمر
الفني له "30 عاما عمره الحقيقي" وكأن تاريخ من السينما تنام بين ذائقته
البصرية وكاميرته.
فيلم "حياة السمك" يحمل دلالة أكثر في المثولوجيا الاجتماعية، فالسمك
يموت بغير الماء، كذلك كانت رسالة هذا الفيلم الذي عرض ضمن فعاليات مهرجان
أبوظبي السينمائي الدولي في دورته الرابعة.
وعبر ماتياس بيزيه لـ "ميدل ايست اونلاين" عندما التقته في اروقة
المهرجان، عن سعادته لكونه ترك انطباعا حسيا لدى المشاهد العربي خصوصا.
وقال "كنت اجتهد ان اختصر تاريخا من الاحداث في مكان ضيق ووقت لا
يتعدى مساء يوم واحد، الكاميرا كانت تبث مشاعرها مثلما فعلت وجوه
الممثلين".
وسبق لبيزيه ان اخرج فيلمين لافتين له هما "في السرير" 2005 و "عن
البكاء" 2007، الامر الذي يدفع الى اطلاق سؤال افتراضي عن مستقبل هذا
المخرج الشاب! لقد تجاوز وعي عمره الحقيقي في هذا الفيلم.
وجاء تصوير فيلم "حياة السمك" في موقع واحد، لن يفارقه، ونحن نتابع
أندريه "سانتياغو كابريرا" يتجول في بيت صديقه هو العائد إلى بلده بعد غياب
طويل أمضاه بالتنقل من بلد إلى آخر حتى استقر في المانيا، وهو يكتب عن
الأمكنة في منحى سياحي.
ويجب التأكيد هنا أن العناصر التي استخدمها بيزيه كانت ناجحة تماماً
في جعلنا نتعقب حياة كاملة ضمن هذا البيت وفي زمن افتراضي يكون فيه اندريه
في طريقه للمغادرة، وليأتي دائماً ما يدفعه الى تأجيله قليلاً، وعليه فإننا
سنكون أمام حياة كاملة ملؤها الحب والصداقة مع كل الأقانيم التي تجاورها من
موت وفقدان وهجران وأخطاء حياة ما عاد من الوارد إصلاحها، وكل ذلك بالاتكاء
على الحوار المبني بحنكة والموسيقى التصويرية وأحياناً الأغاني، وصولاً إلى
حوض السمك الذي يشكل معادلاً لحياة أندريه الذي غادر بلده تشيلي بعد وفاة
صديقه.
الحبيبة في هذا الفيلم معادلا لتاريخ الحنين، فعودة اندريه من أجلها،
وهنا نكتشف الزمن الحي والميت في حديث الاستذكار بين الحبيبين، حتى جدران
البيت تتحول الى مساحة حسية وتغادر مواصفاتها الجامدة لتكشف عن شوارع
وطرقات واسرة ومقاهي وعشق مليء بالدموع.
اللمسة الحسية التي رسمها هذا المخرج التشيلي الشاب في فيلم "حياة
السمك" تؤملنا بانه يمسك المستقبل السينمائي بثقة وامتياز.
ميدل إيست أنلاين في
21/10/2010 |